كتاب البيان للرد على فاضل سليمان (1) – فريق صدى صوت
كتاب البيان للرد على فاضل سليمان (1) - فريق صدى صوت
كتاب البيان للرد على فاضل سليمان (1) – فريق صدى صوت
كتاب البيان للرد على فاضل سليمان (1) – فريق صدى صوت
لتحميل الرد كاملا في ملف واحد PDF
تعليق أكاديمى تفصيلى على تساؤلات م. فاضل سليمان حول قصة آدم وحواء في الكتاب المقدس والتى وردت في فيديو له بعنوان “الخطيئة الأصلية بين الإسلام والمسيحية | آدم وحواء والشيطان | فاضل سليمان“ أعداد/ فريق صدى صوت للرد على الشبهات الموجهة للمسيحية |
الفهرس 1- المقدمة (مهمة جداً) —————————————————————————————– 3 2- قصة آدم وحواء في الكتاب المقدس ————————————————————————– 3 3- الأجابة على تساؤلات م. فاضل سليمان الواردة في الفيديو 4- المراجع —————————————————————————————————– 55 5- الرد المختصر على بعض الشبهات التى طرحها م. فاضل سليمان في سلسلة فيديوهات له بعنوان “خدعة التبشير” — 56 |
مقدمة الإصدار الأول (هامة جداً) |
فى البداية ومع كامل أحترامنا للمهندس فاضل سليمان ولكنه سقط في ألف باء العقيدة المسيحية ونحن نلتمس له العذر في ذلك إن كان لا يعرف عقيدتنا لأنه مُسلم ولكن يوجد بعض النقاط التى كان فيها يقصد وبوضوح تضليل المشاهد وسنقوم بتوضيح هذا في وقته، وبما إن م. فاضل قدم مفهومًا مشوهًا عن قصة آدم وحواء في المسيحية لذا تتطلب مننا الأمر أن نشرحها بمفهومها الصحيح أولاً قبل الرد على تساؤلاته |
– الغرض من هذا الكتاب هو الرد على الشبهات الموجهة للمسيحية وهذا الكتاب موجه في المقام الأول للمسيحيين والهدف منه دفاعى وتعليمى وليس تبشيري، ويؤكد كل أعضاء الفريق على كامل أحترامهم للمهندس فاضل سليمان وللشيخ خالد عبد الله ولجموع المسلمين وللعقيدة الأسلامية ورموزها الدينية وعلمائها ومراجعها، كما يرفض الفريق أي إهانة لأى شخص أو رمز ديني أو دين معين أو طائفة معينة. – هذا الكتاب عبارة عن تعليق علمى بهدوء وبروح من المحبة والإخاء نابذاً كل تعصب وتشدد وبُغضاء ومدعوم بالمنطق والدليل وندعو جميع القُرَّاء الأعزاء أيضاً للقراءة الموضوعية بعيداً عن أى تحيزات أو أحكامٍ مُسبقة. – يعتذر الفريق أن كان الرد على بعض النقاط جاء مطولاً ولكن هذا خارج أرادتنا بعض الشىء فعدد التساؤلات التى ذكرها م. فاضل سليمان والمغالطات التى وقع فيها كبير جداً ومع ذلك حاولنا أن تكون أغلب الردود مختصرةً قدر الأمكان لذلك نطلب رجاءًا من حضرتك أيها القارىء المحبوب قراءة الكتاب كاملاً سواء عن طريق قراءته كله مرةً واحدةً أو تقسيمه على عدة مرات لكن من الضرورى جداً جداً جداً قراءة الكتاب كاملاً لفهم الردود بشكل صحيح وسليم. – لقد أستشهدنا ببعض المراجع الأسلامية عند لزوم الأمر؛ وذلك لأن هذه الشبهات والتساؤلات مُقدمة من شخص مُسلم ولذلك فنحن نُقيمُ عليه كُتبه حُجة فنحن لن نأتى بكتابٍ كَتبه مرقس أو بولس، نحن نأتى بما هو في بطون الكتب الأسلامية التى تُدرس في كليات الشريعة الإسلامية إلى اليوم وهى المعتمدة عند الأخوة المسلمين الأحباء وهم من كتبوها وطبعوها ووزعوها على العالم بأسره. – كل دليل أو مرجع تم استخدامه في هذا الكتاب مدعوم باللينك “الرابط الألكترونى” الخاص به (في النسخة الألكترونية PDF) ونطلب رجاءًا من كل القُرَّاء الأعزاء مراجعة كل المراجع والأدلة المستخدمة وسط الإجابات وفتح اللينكات كلها للتأكد بنفسك ومراجعة كل ما يُقال. – ينوه الفريق على إنه تم استخدام -أحياناً- لغة عامية وليست فصحى وذلك لخدمة سهولة الشرح والإيضاح. – الفريق غير مسؤول (إن حدث) سوء فهم لدى البعض لأى جزء من الأجزاء المذكورة في هذا الكتاب. – ينوه الفريق على أن قصة آدم وحواء في الكتاب المقدس والقرآن متاشبهة في بعض النقاط القليلة ولكن مختلفة في نقاط كثيرة جداً فنرجوا التركيز والتفريق بين القصتين جيداً جداً؛ لأن هذا ما أختلط على م. فاضل سليمان وأوقعه في أخطاء في الفهم كثيرة جداً، فنرجو عدم عمل أسقاط للمعلومات الأسلامية التى قد تكون عند البعض على المفاهيم المسيحية لأن هذا سيؤثر على فهم حضرتك بشكل كبير، فيُرجى الفصل بين المفاهيم الأسلامية والمفاهيم المسيحية وعدم الخلط بينهما. – سلام المسيح ملك السلام يملأ قلوبكم جميعاً، ولا تنسوا وصية المسيح “فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ“ (يو ٥: ٣٩) |
قصة آدم وحواء في الكتاب المقدس
– الله خلق آدم من تراب الأرض وخلق له حواء معيناً نظيراً في أبهى صورةٍ خلقهما الله، كائنين ناطقين عاقلين حُرين مُخيرين لا مُسيرين: “وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً …. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا.وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.” (تك ٢: ٧، ٢١-٢٢).
– وجعل الله الأنسان سيد على الخليقة كلها “وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.” (تك ١: ٢٨)
– ثم “غَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (تك ٢: ٨-٩)
– وآدم وحواء كانا يتمتعان بالحياة مع الله والعشرة معه وهذه كانت النعمة التى كان يتمتع بها الأنسان وهي العلاقة الحية مع الله.
الله خلق الأنسان خالداً ولكن خلوده مرهون بطاعته للوصية إن أراد الخلود فعليه أن يأكل من كل شجر الجنة الشهى للنظر والجيد للأكل بما فيهم شجرة الحياة التى في وسط الجنة التى تعطيه الخلود ولكن إن رفض طاعة الله وكسر الوصية وأكل من شجرة معرفة الخير والشر التى في وسط الجنة يكون عقابه الموت ويفقد خلوده “وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ. ” (تك ٢: ١٦-١٧)
عزيزى القارىء نريد منك أن تتوقف قليلاً عند عقوبة الموت: * يعنى إية “مَوْتًا تَمُوتُ“؟؟ … هذه العبارة تشمل كل ما يلى:
١- بكسر الوصية أصبح الأنسان مستحقاً لحكم الموت عدلاً، ويسود الموت عليه سيادةً شرعيةً منذ لحظة السقوط.
٢- ولن يستطيع الأنسان الهروب من الموت مهما طال عمره، فحتماً سيموت لكن ميعاد موته يحدده الله وحده.
٣- في ذات اللحظة التى سيكسر فيها الوصية سيفقد خلوده الذي كان مرهوناً بطاعة الله وبالتالى سيدخل الموت كدخيلاً على طبيعته ويُفسدها، فيُمنع من الخلود.
٤- موت الأنسان بالمفهوم المسيحي يشمل:
# الموت الجسدى: أنفصال الروح الأنسانية عن الجسد البشرى
# الموت الأبدى: بقاء الروح الأنسانية خارج الجسد البشرى للأبد (موت جسدى أبدى) في النار حيث العذاب الأبدى
# الموت الروحى: أنفصال الأنسان روحياً عن الله بسبب الخطية، أى ذنب أو خطية تفصل الأنسان عن الله “كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا” (أف 2: 1)
# الموت الأدبى: عوقب الأنسان بأنه كما تمرد على سلطان الله، ستتمرد الخليقة على سلطانه، فالأنسان الذي كان له هيبة وسلطان على كل الكائنات وعلى الأرض فقد سلطانه وهيبته، خسر صورته الأدبية التى خلقه الله عليها وبذلك مات موتاً أدبياً وتمردت عليه الأرض وانتجت له الشوك ويحصل منها على مراده بالتعب والجهد ” مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا” (تك 3: 17-19) … ربما هذه الهيبة والسلطان نراه في بعض رجال الله مثل نوح النبي (تكوين 6، 7 ): كيف قاد كل الكائنات الى الفُلك، خلع الله عليه هيبة آدم وسلطانه القديم أو دانيال النبي (دانيال 6 ): كيف عاش في جُب الأسود الجائعة (حفرة عميقة بها أسود)، أرسل الله ملاكه وخلع الله على دانيال سلطان آدم القديم، فخضعت له كل الأسود الجائعة.
** نحن نؤمن أن الله كلى المعرفة ويعرف المستقبل وكان يعلم أن الأنسان سيكسر الوصية ومع ذلك وضع الموت كعقوبة لكسر الوصية، لذا وبالتالى فالله كلى العلم والحكمة يرى أن الموت عقوبة مناسبة لهذا التعدى عليه وعلى وصاياه.
————————————————————————-
*** لماذا عقوبة الموت عقوبة مناسبة للخطية؟؟
الخطية في الكتاب المقدس لها تعريف واضح جداً وهي التعدى على الله وعلى وصايا قالها الرب ” كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.” (١يو ٣: ٤)، فالله الذي قال لا تكذب، هو الذي قال لا تسرق، هو الذي قال لا تزنِ، هو الذي قال لا تقتل، فأن كذبت ولم أقتُل فأنا قد تعديت على الله، لا يوجد في المسيحية كبائر أو صغائر من النظرة الألهية فالخطية هي التعدى ولكن من الناحية الأجتماعية يوجد تفاوت بين الخطايا… فالقضية كلها تتعلق بأحترام سلطة الله واضع الناموس (الشريعة) فلو أخطأت في واحدة فأنت أخطأت في الكل لأن واضع الواحده هو واضع كل هذا الناموس فالذى يتعدى الناموس فهو يحتقر سلطة الله ومشيئة الله ” لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: “لاَ تَزْنِ”، قَالَ أَيْضًا:”لاَ تَقْتُلْ”. فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ. “ (يع ٢: ١٠-١١)
الله وضع الموت كعقوبة لأى خطية (لأى تعدى) وليس فقط لكسر الوصية التى أعطيت لآدم وحواء قديماً ” أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ” (رو ٦: ٢٣)، طب هل دى عقوبة مناسبة؟ نعم، لأن الله منذ البداية رهن حياة وخلود الأنسان بطاعته له، فإن عصيت الله بالخطية، بالتعدى وكسر وصاياه بأى ذنب أو خطية أياً كانت تقترفها أثناء حياتك فأنت بذلك ترفض طاعة الله وترفض مشيئته وتتمرد على سلطانه … وبرفضك طاعة رب الحياة، تنفصل عنه فستخسر خلودك وحياتك “إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَالَّذِي يُطِيلُ أَيَّامَكَ…” (تث 30: 20) وبالعصيان تكون تحت السيادة الشرعية للموت نتيجة خطاياك، وسيدخل الموت دخيلاً على طبيعتك البشرية لأنك خُلقت في الأصل للخلود في علاقة مقدسة مع الله وليس للموت والفناء ولكن بالخطية تخسر الخلود فيكون الموت مصيرك المحتوم كطبيعة جديدة فاسدة تكتسبها بعد الخطية، فإن أطاع آدم الله ولم يأكل من شجرة معرفة الخير والشر وأكل من شجرة الحياة وباقى شجر الجنة لكان أحتفظ بالحياة والخلود.
————————————————————————-
**** أيضاً عقوبة الخطية موت اسلاميًا:
– سؤال مبدأى في الأول، لماذا يُحكم على الزانى المحصن بالقتل؟! المفروض إن القاتل هو اللى يتحكم عليه بالقتل علشان تكون العقوبة من نفس جنس العمل؛ ولكن لأن أجرة الخطية موت يُحكم عليه بالقتل وده واضح في آيات قرآنية كثيرة هنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- خطية الشيطان كانت العصيان والتكبر وبالرغم من إنه مؤمن بوجود الله ولكنه عندما أخطأ حُكمَّ عليه بالخلود في النار لأن أجرة الخطية موت بالرغم إنه لم يقع في كبيرة من الكبائر هو مجرد عصى أمر الله {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
[سورة البقرة ٣٤]
2- ما هي خطية آدم؟ … هو أكل من الشجرة ولم يقتل ولم يزنى لكنه عصى سلطان الله فالذى قال لا تقتل قال أيضا لا تأكل من الشجرة المحرمة، فلما عصيا آدم وحواء ربهما {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} [سورة طه ١٢١] وعقوبة ذلك كانت نتائج مدمرة فلقد طردوا من الجنة {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} [الأعراف ٢٤] وحُرم هو وذريته من الحياة في الجنة.
و نقرأ في سورة البقرة أن آدم وحواء وقعوا في مقام الظالمين {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة ٣٥] ونجد في سورة الأعراف أن لعنة الله على الظالمين {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف ٤٤] ونجد أيضا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام ١٤٤، الأحقاف ١٠] و{إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ابراهيم ٢٢] و{إِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج ٥٣] و{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [ابراهيم ٢٧] و{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران ٥٧] و{وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالً} [سورة نوح ٢٤] فالظالمين عليهم لعنة الله هالكون وفى ضلالٍ ومرفضون من الله ولهم عذاب أليم ومع كل هذا يوصف آدم وحواء بالظالمين لمجرد إنهم عصوا الله بالأكل من الشجرة المحرمة وهذه ليست من الكبائر.
– نُريد أن نلفت أنتباهك عزيزى القارىء لمقارنة هامة جداً جداً بين خطية آدم وخطية قابيل:
}إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{]سورة المائدة 29 و30[، هنا وصِفَ قابيل القاتل الذي قتل أخاهُ والقتل كبيرة في الأسلام بال }الظَّالِمِينَ{ و}الْخَاسِرِينَ{
ثم نذهب للبقرة 35 والأعراف 23، {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة ٣٥] والظالمين في المائدة 29 من أصحاب النار وهنا قيلت على آدم وحواء لمجرد الأكل من الشجرة وفى [سورة الأعراف 23] {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }، قيل على آدم وحواء ذات الأوصاف والكلمات التى قيلت عن القاتل الذي قتل أخوهُ والذى أصبح من أصحاب النار بالرغم من إن الأكل من الشجرة المحرمة تُعتبر صغيرة في الأسلام وآدم وحواء لم يقتلا ولم يزنيا وغيره مما يُصنف من الكبائر أسلامياً، ولأننا ليس لنا الحق في أن نُفسر القرآن من أنفسنا، فلو ذهبنا لتفسير الطبرى (شيخ المفسرين) للأعراف 23 لوجدنا: “{ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } = لنكونن من الهالكين.“
♣ يعنى إذا أرتكبت كبيرة أو صغيرة النتيجة واحدة ستكون من أصحاب النار والهالكين وهو ذات الكلام بعينه الذي قاله الكتاب المقدس قبل الأسلام ب 6 قرون: لا يوجد في نظر الله كبائر أو صغائر، “الْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.” (١يو ٣: ٤) + ” لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: “لاَ تَزْنِ”، قَالَ أَيْضًا:”لاَ تَقْتُلْ”. فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ” (يع ٢: ١٠-١١) + “أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ” (رو ٦: ٢٣)
3- عقاب الله في القرآن للشعوب التى تفعل الذنوب هو التدمير والهلاك {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [سورة الأسراء ١٦ و١٧] ولكن بدون فسق لن يدمر القرية وبدون الذنوب لا يهلك الله
و نجد نفس المفهوم في سورة الأنعام {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [الأنعام ٦] فأجرة الذنوب هي الهلاك لأن أجرة الخطية موت.
و نجد في سورة القصص {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص ٥٨ و٥٩] فجزاء الظالمون الهلاك وأيضاً في سورة البقرة {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة ٨٠ و٨١] نرى أن أجرة الخطيئة الخلود في النار لأن أجرة الخطية الموت الجسدى بالهلاك والتدمير ومن بعده الموت الأبدى بالخلود في النار.
– كسر آدم وحواء وصية الله ” فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.” (تك ٣: ٦) وبالتالى منذ لحظة السقوط في الخطية دخل الموت لطبيعة الأنسان (فطبيعة الأنسان في أصلها لم يكن فيها الموت) وأصبح للموت سيادة شرعية على الإنسان ولا مفر منه وبالتالى فقد الإنسان خلوده وفقد نعمة الحياة والعلاقة الدائمة مع الله فمات روحيًا وأدبيًا، ثم جعل الله لآدم نسلاً وبعد ذلك في الوقت الذي حدده الله بسلطانه وحكمته مات جسدياً وأبديًا أى سيظل ميت للأبد لولا مجىء المسيح.
تَأثَّرَ كل نسل آدم وحواء بخطيتهم … ده معناه أية؟؟
دلوقتى آدم وحواء طبيعتهم أصبحت طبيعة مختلقة عن الطبيعة الأولى التى خلقهم الله عليها، أصبحت طبيعتهم فاسدة بسبب دخول الموت إليها …. فلما هينجبوا أطفال هيدوهم نفس الطبيعة اللى عندهم (مش هيجيبوا من برا لأنهم خلاص فقدوا الصورة والطبيعة الأولى) فنسلهم هيورثوا منهم طبيعة فاسدة، الموت دخيل عليها ” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. “ (رو ٥: ١٢)
فنحن نؤمن أننا ورثنا الطبيعة الفاسدة (يُلقبها العلماء بمصطلح الخطية الأصلية أو الخطية الجدية) لكن لا نؤمن بوراثة خطايا آدم الشخصية (التى يُطلق عليها الخطايا الأخلاقية مثل الكذب أو القتل أو غيره) “الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.” (مز ١٤: ٣) وأيضاً “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.” (رو ٣: ١٠-١٢)
وداود النبى يتحدث عن أنه منذ تكوينه في رحم أُمهِ صُورَ وتكونَ بطبيعة فاسدة سببتها خطية آدم وحواء (الموت دخيل عليها)؛ لأنه لم يرتكب أى خطية بعد فهو جنين في رحم أُمه حيث يقول “هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.” (مز ٥١: ٥)
* وراثة خطية آدم (طبيعة آدم الفاسدة) إسلاميًا: آدم أخطأ، فلماذا تأثرت وطُردت ذريته بسبب خطيئته؟؟
– نقرأ في سورة البقرة {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} [البقرة ٣٦] ثم نذهب لتفسير الجلالين لنرى معنى اهبطوا فلقد جاءت بصيغة الجمع وليس المثنى: ( «وقلنا اهبطوا» إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما «بعضكم» بعض الذرية «لبعض عدوُّ» من ظلم بعضكم بعضاً) فالمخاطب هما آدم وحواء مع كل ذريتهما وليس ابليس لأن ابليس كان أُهبطَ من قبلهما.
– ونجد أيضاً {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}]طه 123[ذكر “اهْبِطَا” بالمثنى أى آدم وحواء بالتحديد وبعدها قال “جَمِيعًا – يَأْتِيَنَّكُم” ليشمل ذريتهم معهم ولو ذهبنا إلى كتاب روح البيان في تفسير القرآن لإسماعيل حقى نجد: {وقلنا اهبطوا} خطاب لآدم وحواء وجمع الضمير لأنهما اصلا الجنس فكانهما الجنس كله.
– وفى تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفى: { وَقُلْنَا اهبطوا } الهبوط النزول إلى الأرض . والخطاب لآدم وحواء وإبليس وقيل والحية والصحيح لآدم وحواء. والمراد هما وذريتهما لأنهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم جعلا كأنهما الإنس كلهم ويدل عليه قوله تعالى: { قَالَ اهبطا مِنْهَا جَمِيعاً }.
– ونجد في صحيح مسلم – كتاب الإيمان “يجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامَةِ، فيقومُ المؤمنونَ حينَ تُزْلَفُ لهم الجنةُ، فيأتونَ آدمَ، فيقولونَ: يا أبانا! استفتِحْ لنا الجنةَ، فيقولُ: وهلْ أخرجَكُمْ مِنَ الجنةِ إلَّا خطيئةُ أبيكم آدمَ، لستُ بصاحبِ ذلِكَ …” موجود أيضاً في (الدرر السُنية)
– ونجد في صحيح مسلم – كتاب القدر: “.. قالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الذي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إلى الأرْضِ … ” (2) وفى صحيح البخارى “.. فقالَ لَه موسَى يا آدمُ أنتَ أبونا خيَّبتَنا وأخرجتَنا منَ الجنَّةِ بذنبِك .. ” وفى صحيح البخارى أيضاً “.. فقالَ له: أنْتَ الذي أخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بذَنْبِكَ وأَشْقَيْتَهُمْ …”
# فخطية آدم أفسدت طبيعة الأنسان الأولى وأدخلت إليها الموت وتأثر الجنس البشرى كله بهذه الخطيئة لأنهم ورثوا هذه الطبيعة الفاسدة من آدم؛ لذلك نجد أسلامياً أن البشرية كلها تأثرت وطُردت من الجنة بسبب خطية آدم.
– أليس من الحكمة عدم أصدار عقوبة؟؟
لا توجد وصية بدون مكافأة (الحياة والخلود) وبدون عقاب (الموت)، فإن كانت الوصية بدون عقاب يكون عندئذ الأنسان مُسير على تنفيذها لذلك لا ضرورة لوجود عقوبة أو إن الله – حاشا طبعًا لأن الله له أحترامه في كل الأديان – أضعف من أن يضع رادع للأنسان يمنعه من كسر وصاياه.
– أليس من الحكمة أصدار عقوبة مختلفة عن عقوبة الموت؟؟
الخطية هي انفصال عن الله ورفض طاعته والتعدى على شريعته فكيف يحصل على الحياة مَن انفصل عن الله مصدر وينبوع الحياة؟! زى الجهاز الكهربائى لو فصلته عن مصدر الطاقة الكهربية؛ انتهى سيصبح جماد كذلك الأنسان خُلق ليبقى تحت طاعة الله خالقه فيأكل من شجرة الحياة ويحصل على الحياة لكن إن تعدى على الله وانفصل عنه بالخطية دخل الموت إلى طبيعته وسلبه خلوده.
* للفهم الجيد راجع عزيزى القارىء مرة أخرى ما كُتِبَ في أجابة سؤال لماذا الموت عقوبة مناسبة؟ + هل عقوبة الخطية موت أسلامياً؟
– أليس من الحكمة وضع العقوبة ولكن عدم تنفيذها على الإنسان وأعطاءه عفو ألهى منها؟
أولاً: سيكون الله -حاشا- كاذب وسيكون الشيطان صادق “فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا! “ (تك ٣: ٤) فالشيطان كان يعلم إن الله وضع عقوبة ولكن الله حنون ورحيم جداً فسيتراجع عنها ولن يطبقها على آدم وحواء وسيعفو عنهم.
ثانياً: سيكون الله -حاشا- إله عبثى كمن يضع قوانين ولا يلتزم بها، أعطى الأنسان وصية وعقوبة على عدم تنفيذها ولم يلتزم الأنسان بالوصية وأيضاً الله لم يلتزم يتنفيذ عقوبة الوصية التى وضعها هو!!!!
ثالثاً: عدم تنفيذ العقوبة يساوى عدم وجود عقوبة فكلاهما لهم نفس المحصلة والنتيجة … فما الفائدة من عقوبة لا تُنفذ، فلمن وضعت هذه العقوبة، وكيف يُعطى الله وصية بدون مكافأة للألتزام بالوصية وبدون عقوبة على مخالفة تلك الوصية!!!! وإن لم توجد عقوبة يكون الأنسان مُسير لا مُخير وإن كان كذلك فلا داعي لوجود مكافأة على الألتزام بوصايا الله!!
رابعاً: هناك فرق بين التوبة والحصول على المغفرة من الله … فالمجرم عندما يقف أمام القاضى قد يندم ويتوب ويبكى بحرارة من كل قلبه ومن الممكن أن يكون صادقاً في توبته ولكن مع ذلك سيحكم القاضى عليه بالعقوبة المنصوص عليها قانوناً، متى نفذ عقوبته كاملةً وسدد الدين القانونى الذي عليه حصل على الأفراج ويغلق ملف هذه القضية.
وبعيداً عن الأمثلة، هذه النقطة تقودنا لجزئية هامة جداً جداً جداً جداً
وهي كيف تُغفر الخطايا في الكتاب المقدس وفى الأسلام هل هناك أى وجه تشابه؟؟؟
دلوقتى الأنسان فعل خطية، وعرفنا إن الخطية إجرتها الموت، طيب ما الحل؟ كيف تغفر هذه الخطية؟
*مغفرة الخطية في الكتاب المقدس:
– الخطية أدت الى عُرى الأنسان “فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.” (تك ٣:٧) وبمنتهى الوضوح الله أظهر لنا كيف نُستَّر من عُرى الخطية بملابس من جلد حيوانٍ يُذبح “وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.” (تك ٣: ٢١) ولم يصنع الله لهم أقمصة من قطن، فالجنة كلها زرع فكان من المنطقى أن تكون من القطن أو ما شابهه وليس لأن الأرض لُعنت ومنتجاتها تكون ملعونه، فالأنسان كل يوم يأكل من نتاج الأرض مش بس مجرد ملابس قُطنية يَلبسها … فإن خلق الله الجلد جاهز أو ذبح حيوان وأخذ جلده وصنع منه أقمصة وهذا هو الأرجح لأن أبناء آدم تسلموا من أبيهم شريعة الذبائح التى تسلمها من الله لأن هذا هو القانون الألهى ومارسوها قبل وجود شريعة موسي المكتوبة بآلآف السنين وفى الحالتين لا سبيل للأنسان للحصول على جلد الحيوان إلا بالذبح فالإنسان لا يستطيع أن يخلق شئ … وهكذا تسلم هابيل ونوح النبي وابراهيم النبي وغيرهم من رجال الله شريعة الذبائح للكفارة ومارسوها
– فنرى هابيل يُقدم ذبيحة حيوانية بسفك الدم ويقبلها الله منه “وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ” (تك ٤: ٤) ولا يقبل قربان قايين لأنه شذ عن القاعدة الألهية وقدم قربان من نباتات وثمار الأرض، ونرى نوح بعدما خرج من الفلك بنى مذبح وقدم ذبيحة “وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ” (تك ٨: ٢٠) ومن ثم نرى أبراهيم يقدم ذبيحة حيوانية قبل أن يُعطى الله بنى اسرائيل شريعة الذبائح الحيوانية بأكثر من ٥٠٠ سنة.
– ومن ثم بنى اسرائيل قطع الله معهم عهداً قائماً على الدم (أى خلاص وتكفير قائم على الدم) “وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».” (خر 24: 8). فكان بنى إسرائيل يقدمون الذبائح الحيوانية ويسفكون دمها على المذبح وفقا ً للشريعة التى أعطاها الله لموسي النبي والعهد الذي قطعه الله معهم.
لماذا يكون العهد والكفارة على أساس الدم؟ “لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ … لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ” (لا 17: 11-14)، [فالدم = النفس = الحياة]، لذلك عندما يذبح الحيوان ويسفك دمه يفقد حياته ويموت … ومن هنا انطلق تحريم شرب الدم لأن النفس في الدم “لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ” (تث 12: 23) ولأن النفس في الدم فلذلك يستخدم الدم للتكفير على المذبح …. ” وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ، وَيَذْبَحُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ فِي مَوْضِعِ الْمُحْرَقَةِ.”
(لا ٤: ٢٩).
– ووفقاً للناموس اليهودى سنجد ” كُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ “ (عب ٩: ٢٢)، فالذى يتتبع الخط مُنذ آدم وصولاً إلى بنى إسرائيل سيجد أن هذه القاعدة الألهية واضحة في تعاملات الله مع البشر “بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ”
– واليهود لديهم تعبير يهودى شهير يقول: “אין כפרה אלא בדם” (اين كفاراه الا بيدام) = لا كفارة الا بالدم؛ أي بدون سفك دم لا تحدث كفارة
(1 / 2 /3)
According to the Talmud (Yoma 5a, Zebahim 6a, Menahot 93b):
[Isn’t atonement accomplished only by the sprinkling of the blood, as it is stated: “For it is the blood that makes atonement by reason of the life” (Leviticus 17:11)]
“There is no atonement without blood.” Rashi states that:
[the fundamental principle (‘iqqar) of atonement is in the blood] (b. Yoma 5a.)
And [But in any case, the fundamental principle (again, ‘iqqar) of atonement doesn’t exist without blood] (b. Zevahim 6a)
– هل الذبائح الحيوانية تكفر عن خطايا السهو (خطايا بدون قصد أو بدون علم لكن الإنسان تاب وندم عليها)؟
الأجابة نعم …. “وَإِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَعَمِلَ وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ، كَانَ مُذْنِبًا وَحَمَلَ ذَنْبَهُ. فَيَأْتِي بِكَبْشٍ صَحِيحٍ مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ، إِلَى الْكَاهِنِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ سَهْوِهِ الَّذِي سَهَا وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ.” (لا ٥: ١٧-١٨) + “وَإِنْ سَهَا كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَأُخْفِيَ أَمْرٌ عَنْ أَعْيُنِ الْمَجْمَعِ، وَعَمِلُوا وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَأَثِمُوا، ثُمَّ عُرِفَتِ الْخَطِيَّةُ الَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا، يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْرًا ابْنَ بَقَرٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. يَأْتُونَ بِهِ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَضَعُ شُيُوخُ الْجَمَاعَةِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الثَّوْرِ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَذْبَحُ الثَّوْرَ أَمَامَ الرَّبِّ.” (لا ٤: ١٣-١٥)
– هل الذبائح الحيوانية تكفر عن خطايا العمد (خطايا بقصد أو بعلم لكن الأنسان تاب وندم عنها)؟
# الإجابة نعم …. يُكفر عنها في يوم الكفارة العظيم (Yom Kippur) وده بالمناسبة نفس اليوم الذي قامت فيه حرب النصر عام ١٩٧٣،
“ثُمَّ يَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ، فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ.” (لا ١٦: ١٥-١٦) فنجاسات بنى إسرائيل وكل خطاياهم بها خطايا سهواً وخطايا عمداً.
# من الخطايا العمد، خطية الزنا:
“وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُل، وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا، فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ. لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ. وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: كَبْشًا، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ، فَيُصْفَحُ لَهُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ.” (لا ١٩: ٢٠-٢٢)
# مثال آخر على تكفير الخطايا عمداً بالذبائح الحيوانية:
“قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ، فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ. فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ، وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ، وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ. وَإِنْ كَانَ لَيْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِلَيْهِ الْمُذْنَبَ بِهِ، فَالْمُذْنَبُ بِهِ الْمَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ لأَجْلِ الْكَاهِنِ، فَضْلاً عَنْ كَبْشِ الْكَفَّارَةِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ.” (عد ٥: ٦-٨)
– هل الذبائح الحيوانية تكفر عن خطايا العمد ( خطايا بقصد أو بعلم لكن الأنسان مصمم عليها ولم يتوب عنها)؟
الإجابة لا …. “وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ الْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِالرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا، لأَنَّهَا احْتَقَرَتْ كَلاَمَ الرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا.” (عد ١٥: ٣٠-٣١)
[بيدٍ رفيعة] = أى ترتكب الخطية عمداً وبلا خوف وبتحدى مثل هذه النفس تقطع من شعبها.
– هل يوجد طرقٌ أخرى لمغفرة الخطية غير سفك الدم؟ (= هل يمكن مغفرة الخطية بدون سفك دم؟) الأجابة المختصرة: لا
١- في يوم الغفران/ الكفارة العظيم (Yom Kippur)، يأتى رئيس الكهنة (هارون) بتيسين: يُذبح تيس الرب أولاً ذبيحة خطيةٍ الذي بدمه سيكفر عن بنى إسرائيل ثم بعد أن تم التكفير يأتى ثانياً بتيس عزازيل (اسم عبري معناه عزل) ويقروا عليه بخطاياهم ويرسلوه الى البرية رمزاً إلى عزل وابتعاد خطاياهم عنهم لأنهم كفروا عنها بذبح تيس الرب، فالله يتعامل مع اليهود بالرموز التى ستُفسَّر في العهد الجديد. فهم ليسوا طريقان مختلفان وإلا لماذا يُذبح تيس الرب أولاً قبل إرسال تيس عزازيل؟ وإن كانت طريقة بديلة عن سفك الدم فما ضرورة ذبح تيس الرب وما ضرورة كل ذبائح اليهود؟ وإن كانت طريقة بديلة لماذا لا يوجد تيس عزازيل سوى في يوم الكفارة فقط؟
٢- أشعياء النبى يقول: “لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَان” (إش ٥٥: ٧) …
أليس هذا طريقة أخرى للمغفرة؟
أشعياء النبى في الآية التى بعدها يقول “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ” (إش 55: 8) فهو يُشير إلى انه لا ينفع فكر وطريق الانسان لكى ينال المغفرة ولكن عليه أن يرجع الى فكر وطريق الله والنبي أشعياء بالفعل يُخاطب في كلامه اليهود الذين يقدمون المحرقات يومياً على المذبح ويذبحون ذبيحة خطية سنوياً في يوم الكفارة، طيب أومال هو قصده أيه؟ فهو يقصد الرجوع لطريق الله وهو التوبة الصادقة مع الذبيحة حيث أن الذبيحة كروتين دون توبة حقيقية من القلب لن تنفع (و الروتين هو طريق وفكر الأنسان)، فاليهود بالفعل لهم عادة الذبائح روتينياً فهو لن يذكر هذا لكنه هنا يلفت انتباههم إلى التوبة لئلا يغفلوا عنها فالله لا يُسر بالممارسات الشكلية بينما القلب غارق في الفساد “فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ.” (أم ٢١: ٣) كما نرى أيضاً يرفض الله عدم الطاعة وإن كان على حساب الذبائح فشاول الملك لم يُطيع الله وأخذ من المواشي كغنيمة بعد الحرب لأنه استحسنها ليقدمها ذبائح للرب، فرفض الله ذلك: “هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.” ( ١صم ١٥: ٢٢) ولكن في كل هذه الآيات المخاطب هم اليهود الذين بالفعل يقدمون الذبائح الحيوانية على المذبح.
– ذُكرَ في سفر يشوع بن سيراخ أن المغفرة للغير والصدقة تكفر عن الخطايا: “اغْفِرْ لِقَرِيْبِكَ ظُلْمَهُ لَكَ فَاذَا تَضَرَّعْتُ تُمْحَىْ خَطَايَاكَ”
(سي ٢٨: ٢) + “الْمَاءِ يُطْفِئُ الْنَّارَ الْمُلْتَهِبَةً والْصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطَايَا” (سي ٣: ٣٣) … فهل هذه طرق بديلة؟
يشوع بنى سيراخ النبى يخاطب هنا يهود يقدمون بالفعل الذبائح والمحرقات على المذبح منذ أيام موسي وهارون، والآيتان لهم نفس الفكرة تقريباً، فالذى يغفر للآخرين .. يغفر الله له عندما يتضرع طالباً المغفرة وهو يقدم ذبيحته للرب والذى يتصدق ويرحم الآخرين .. الله يرحمه ويغفر له، فكيف يغفر ويرحم الله لمَن لا يغفر ولا يرحم الآخرين؟ “وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.” (مت ٦: ١٢) وأيضاً “طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.” (مت ٥: ٧)، فهنا بن سيراخ يوضح لليهود إن حتى مع وجود الذبائح يومياً على المذبح فإن لم يغفروا للغير ويرحموا الفقراء بالصدقات لن يغفر لهم الله ذنوبهم التى يقدمون عنها الذبائح.
٤- الفقير الذي لا يقتدر على شراء ذبيحة فإنه يأتى بيمامتين والأكثر فقراً يأتى بالقليل من الدقيق وهي ذبيحة غير دموية فهل مازال الدم شرطاً
للغفران؟
“وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ فَيَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ عُشْرَ الإِيفَةِ مِنْ دَقِيق، قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ. لاَ يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتًا، وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ. يَأْتِي بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنْهُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ تَذْكَارَهُ، وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. إِنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ. يُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا فِي وَاحِدَةٍ مِنْ ذلِكَ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ. وَيَكُونُ لِلْكَاهِنِ كَالتَّقْدِمَةِ.” (لا ٥: ١١-١٣) …. أولاً: كل جزئية في التشريع لها أهميتها فلا نأخذ جزء ونترك الآخر، قبضة الدقيق توضع على المذبح على وقائد الرب، فلماذا لم توقد قبضة الدقيق لوحدها على المذبح؟!حتى تختلط مع دم الذبائح الأخرى لأن لا مغفرة بدون سفك دم، ثانياً: في يوم كيبور أو يوم الكفارة تقدم ذبيحة عن نجاسات وكل خطايا الشعب سهواً وعمداً بما فيهم الغنى والفقير والأكثر فقراً فتكفر عن خطاياهم بذبح تيس الرب.
٥- دانيال النبى قال إلى ملك بابل نبوخذنصر: “لِذلِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، فَلْتَكُنْ مَشُورَتِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ، وَفَارِقْ خَطَايَاكَ بِالْبِرِّ وَآثَامَكَ بِالرَّحْمَةِ لِلْمَسَاكِينِ، لَعَلَّهُ يُطَالُ اطْمِئْنَانُكَ.” (دا ٤: ٢٧) … فهل البر والرحمة طريقة أخرى للكفارة غير سفك الدم؟
شريعة الذبائح الحيوانية أعطاها الله لموسى النبى وأمره أن يقولها لبنى إسرائيل وأن يلتزموا بها، لكن هنا دانيال النبى في السبى يتحدث مع ملك أُمَمِّى (= غير يهودى) يعبد الأوثان … فهل سيقول له أذهب وقدم ذبيحة لله رب الجنود!!! الذبائح الحيوانية كانت شريعة أعطاها الله في ذلك الوقت لبنى إسرائيل الشعب الوحيد وسط كل الشعوب الذي كان يعبد الله وليس لكل سكان الأرض.
6- أثناء عمل تعداد لشعب بنى إسرائيل، دفع كل واحد من المعدودين نصف شاقل القدس (= تقريباً ٦ قروش وهي في متناول الجميع) وقيل عنها فضة الكفارة فهل هذه طريقة أخرى للتكفير؟
أولاً: هذه الفضة كانت كفارة وفدية من الوباء لأن من لا يدفعها كان يُضربه الله بالوباء “إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ، يُعْطُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ لِلرَّبِّ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ، لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ.” (خر ٣٠: ١٢).
ثانياً: ماذا كان يُفعل بهذه الفضة؟؟ كانت تُصهر ويُصنع منها قواعد أعمدة خيمة الأجتماع التى يتم فيها العبادة وتقديم الذبائح الحيوانية فسُميت بفضة الكفارة لأنها ستستخدم في خدمة الكفارة والذبائح: “وَتَأْخُذُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَتَجْعَلُهَا لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ تَذْكَارًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ.” (خر ٣٠: ١٦).
فضة الكفارة هدفها هو إقرارهم بأنهم خطاة محتاجين للفداء، الكل يقف أمام الله في احتياج لكفارته. كل واحد مسئول عن نفسه ويقف كخاطئ أمام الله، من لا يدفع يصير فيه وبأ ومن لا يدفع هو من يشعر أنه لا يحتاج للفداء.
ثالثاً: هؤلاء بعد بناء خيمة الأجتماع قدموا ذبيحة حيوانية، فإن كانوا حصلوا على المغفرة بفضة الكفارة أثناء بناء الخيمة كطريقة من طرق التكفير فلمَ يسفكون دم الذبيحة بعد ذلك!!
رابعاً: يتفق هذا التفسير السابق مع تفسير الرابي Rashi نفسه (وهو حاخام فرنسي ويُعتبر أحد أهم مُفسرى التوراة وله تفسير شامل للتلمود والتناخ) حيث يقول في تفسيره إن الفضة كانت لوقف الوباء وكانت تستخدم في صب قواعد الخيمة وفى شراء الذبائح الجماعية سنوياً في يوم كيبور ولذلك قيل عنها فضة الكفارة
(Exodus 30:12) “then there will be no plague among them“: for the evil eye has power over numbered things, and pestilence comes upon them, as we find in David’s time (II Sam. 24).
(Exodus 30:15) “to atone for your souls“: That they should not be struck by a plague because of the counting … for the purchase of communal sacrifices for every year. The rich and poor were equal in them. Concerning that, it is said: “to atone for your souls,” because the sacrifices are brought for the purpose of atonement. (2)
(Exodus 30:16) “for the work of the Tent of Meeting“: These are the sockets made from it [i.e., from the silver of the atonements].
و نجد أيضاً في تعليق ابن عزرا على اسفار التوراة (يُعتبر عملاق علماء التوراة عند اليهود) إن فضة الكفارة اُستخدمت في صب قواعد الخيمة وطلاء المقابض والخطافات ولخدمة الخيمة ولم يَذكر تماماً انها للتكفير عن الخطايا.
(Ibn ezra on Exodus 30:16:1-82): Ex. 38:25-28 tells us what the atonement money was used for, namely, to make sockets and hooks.
(Ex. 38:25-28): The 100 talents of silver were for casting the sockets of the sanctuary and the sockets for the curtain, 100 sockets to the 100 talents, a talent a socket. And of the 1,775 shekels he made hooks for the posts, overlay for their tops, and bands around them.
٧- “فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ، أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ: حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطًا وَقَلاَئِدَ، لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ.” (عد ٣١: ٥٠)، هل دفع المال والذهب وسيلة من وسائل التكفير؟
بعد حرب بنى اسرائيل مع المديانيين (هذه الحرب كانت عقوبة من الله للمديانيين، فأمر الله موسي بهذه الحرب) بدأوا الجند يأخذون غنايم الحرب ثم ذهب قادة الحرب إلى موسي وقدموا نصيب غنيمة كل واحد منهم كقربان شكر لله واعتبروا هذه التقدمة المرفوعة إلى الله هي تقدمة فداء لهم وأعتراف بأن الله فداهم من الموت في هذه الحرب، فجاءت هنا كلمة تكفير بمعنى فداء من الموت الذي كان ممكناً في الحرب. لأن المعانى تُفهم من سياق الأحداث، هم لم يكونوا في ظروف عادية وصحيوا الصبح راحوا لموا الذهب وقدموه لموسي النبى … لأ دول كانوا راجعين من حرب فالسياق مهم في الفهم. وإذا رجعنا لتعليق الحاخام حزقيا بن منوخ سنجد نفس التفسير وسنجده لم يذكر بتاتاً أن هذا القربان كان للتكفير عن الخطايا
“we have brought the Lord’s offering……to make atonement for our souls“: We had made this commitment already before having been counted in order to protect us against the potential harm that might befall us on account of the count.
8- “فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى، وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإِذَا الْوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ.” (عد ١٦: ٤٧) …
هل البخور تُكفر عن النفس مثلما تُكفر الذبيحة؟
لو تابعنا الأحداث من أول الأصحاح حتى نفهم معنى هذه الآية سنجد إن:
أولاً: قورح وجماعته قدَّموا بخوراً للرب وهم ليسوا من نسل هارون وتذمروا على رئاسة موسي النبى لهم “فَاجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: “كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟ “ (عد ١٦: ٣)، فالله عاقبهم بأن انفتحت الأرض وابتلعتهم “وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ.”
(عد ١٦: ٣٢-٣٣، ٣٥).
ثانياً: بعد ذلك “فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: “أَنْتُمَا قَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ.” (عد ١٦: ٤١)
فأرسل الله وباء عليهم، فقال موسي لهارون إذهب وقدم بخوراً الى الله حتى يرفع الوباء عنهم وليس من أجل الكفارة عن خطاياهم أو إن البخور أحد وسائل التكفير.
ثالثاً: يتفق هذا التفسير السابق أيضاً مع تفسير الرابي Rashi نفسه حيث يقول في تفسيره: إن (البخور يوقف/يُعيق الطاعون) ولم يقول إن البخور يستخدم للكفارة عن الخطايا!!
“and atone for them“: [This secret was given over to him by the angel of death when he went up to heaven, that incense holds back the plague… as is related in Tractate Shabbath (89a)]
Shabbath (89a): [And even the Angel of Death gave him something, as Moses told Aaron how to stop the plague, as it is stated: “And he placed the incense, and he atoned for the people” (Numbers 17:12). And the verse says: “And he stood between the dead and the living, and the plague was stopped” (Numbers 17:13). If it were not that the Angel of Death told him this remedy, would he have known it?]
– هل في العهد الجديد (بعد مجئ المسيح) مازالت المغفرة لا تحدث بدون سفك دم؟
“بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ”: هذه القاعدة وضعها الله مُنذ القِدَمِ زى ما وضحنا سابقاً.
فعندما تُذكر مغفرة الخطايا في العهد الجديد يكون الأمر مبنياً على دم الكامل، دم المسيح الكفارى الذي كانت الذبائح رمزاً له، لأنه كما كان العهد القديم مبنياً على دم الذبائح الحيوانية فالعهد الجديد مبنى على دم المسيح لأنه هكذا قالها السيد المسيح: “لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.” (مت ٢٦: ٢٨) (مر 14: 24) وأيضاً نجد بطرس الرسول يقول: “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ … بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ” ( ١بط ١: ١٨-١٩).
**مغفرة الخطية قد تكون بالدم اسلامياً:
١- في المستدرك على الصحيحين، كتاب الأضاحى، تحت عنوان 3129 – يغفر لمن يضحي عند أول قطرة تقطر من الدم
[[أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ” يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، قال عمران: قلت: يا رسول الله، هذا لك ولأهل بيتك خاصة، فأهل ذاك أنتم أم للمسلمين عامة؟ فقال: ” لا بل للمسلمين عامة “]] ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)
٢- الراوى: على بن أبي طالب
المصدر: الترغيب والترهيب لقوام السنة + الترغيب والترهيب للمنذرى ت عمارة + كتاب فاطمة بنت النبي – صلى الله عليه وسلم – سيرتها، فضائلها، مسندها – رضي الله عنها – لإبراهيم بن عبد الله المديهش / حكم المحدث: حسن بعض مشايخنا حديث على هذا (1 / 2)
[[أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك، فإنَّ لك بأوَّل قطرةٍ تقطرُ من دمها مغفرةً لكلِّ ذنبٍ، أما إنه يجاء بلحمها ودمها توضع في ميزانكِ سبعين ضعفاً. قال أبو سعيدٍ: يا رسول الله هذا لآل محمدٍ خاصَّة، فإنَّهم أهل لما خصُّوا به من الخيرِ، أو للمسلمين عامَّة؟ قال: لآل محمَّدٍ خاصةً، وللمسلمين عامةً]]
– جاء عند: أبي الفتح الرازي، والحاكم، وأبي القاسم الأصبهاني: محمد بن على بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن على – رضي الله عنه –
– وقد أخرجه أيضاً: ابن زنجويه، والدورقي، وابن أبي الدنيا في … «الأضاحي»، كما في «كنز العمال» (٥/ ٢٢١) رقم (١٢٦٧١).
*** لقد تطرقنا للأمر من الناحية المسيحية والإسلامية، تبقى لنا إن نناقش الأمر منطقياً لماذا الدم يُكفر عن الخطية؟؟ هل الله إله دموى
متعطش للدماء؟؟!!
شرحنا سابقاً … إن أجرة الخطية موت، فدخل الموت لطبيعة الإنسان وأصبح الإنسان تحت حكم الموت، وإن النفس هي في الدم [الدم=النفس=الحياة]، فطالما إن أجرة الخطية موت … فبسفك الدم تُزهق الحياة أى يحدث الموت وبكدا تكون أجرة الخطية قد دُفعت كما هو مكتوب في التوراة ( = المبدأ التوراتى life for a life principle ).
نرجع لسؤالنا الذي جعلنا نسرد كل الشرح اللى فوق.
أليس من الحكمة وضع العقوبة لكن عدم تنفيذها على الإنسان وإعطاءه عفو الهى منها؟ لقد جاوبنا عليه في أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً بالصفحات السابقة …
خامساً: في الكتاب المقدس، نزاهة الله وقداسته وبره غير محدود فلذلك الأنسان لا يستطيع العودة للعلاقة مع الله (مصدر الحياة) ليستعيد حياته وخلوده بدون أن يتطهر أولاً من خطيئته بالتكفير عنها، فالله غفور ويغفر كل الخطايا ولكن نزاهته وقداسته تشترط التوبة + الكفارة والتطهير بدفع أجرة هذه الخطية لأن بدون سفك دم (=الموت) لا تحصل مغفرة يعنى بدون الكفارة لا تحصل مغفرة (عب ٩: ٢٢)، وذلك ما رأيناه في خطايا بنى اسرائيل سواء خطايا السهو أو خطايا العمد … وجود توبة صادقة ومعها سفك دم الذبيحة على المذبح .. فيؤدى ذلك للحصول على عربون التكفير عنها.
سادساً: عدم تنفيذ العقوبة معناها إن الإنسان كفَّر عنها وتطهر من خطيئته اللى عليه.. ماهو لازم اللى يدفع ثمن التكفير يكون انسان لأن اللى غلط انسان لكن هذا مخالف للواقع، فخطية الإنسان كانت موجهة لله غير المحدود (تعدى على غير المحدود) وبالتالى هي خطية غير محدودة فموت الإنسان لم يكفَّر عنها ولم يسدد الدين الذي عليه حتى ولو ماتت البشرية كلها لأن الأنسان مخلوق محدود وبالتالى لم يتطهر ليعود لعلاقته المقدسة مع الله “لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»” …. بالأضافة إن كل البشر خُطاة ويفعلون الخطية فلا يستطيع أحد منهم أن يكفِّر عن غيره لأن من المنطقى أن الخاطئ يموت عن خطيته ولكن الذي بلا خطية ممكن أن يموت عن خطايا الآخرين.
– هل يمكن للأنسان أن يعتمد على الذبائح الحيوانية في التكفير عن خطاياه الى الأبد؟
الأجابة لأ … لأن حياة الحيوان اللى هيُذبح لا تساوى حياة الأنسان الذي هو أعظم خلق الله وتاج الخليقةِ كلها؛ لذا لم تستطع دماء الذبيحة أن ترفع الموت عن الأنسان وظل الموت على الانسان الى أن جاء المسيح، فكانت دماء الذبائح تُعطى عربون التكفير إلى أن يأتى الكامل الذي بلا خطية والذى يُعطى التكفير الكامل “إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ” (غل 3:24)، فالذبائح كانت رمز فقط إلى أن ياتى المسيح الكامل .. إلى أن يأتى وقت الأصلاح، وقت السمو بهذه الذبائح لترتقى وتعادل الأنسان، فعن دم الذبيحة مكتوب “الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي فِيهِ (من سياق الكلام أى في هيكل اليهود) تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ، لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ … مَوْضُوعَةٍ إِلَى وَقْتِ الإِصْلاَحِ” (عب 9: 9-10).
بالأضافة إلى أن الذي أخطأ هو الأنسان فحكم الموت وأجرة الخطية على الإنسان هو اللى مفروض يكفَّر عنها وليس الحيوان البرىء “لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا” (عب 10: 4) …
فى العهد القديم (قبل مجىء المسيح) اللذين تابوا وندموا عن خطاياهم وذبحوا ذبائح فهم بذلك كانوا يحتمون في دم المسيح … لأن الذبائح الحيوانية كانت رمزاً لذبيحة المسيح “وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.” (أف 5: 2) + “لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.” (1 كو 5: 7)
كما تنبأ أشعياء النبى قبلها بآلآف السنوات عنه وقال: “وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا … كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ ..” (إش 53: 5-7) وتنبأ عنه يوحنا المعمدان (يحي النبي) “وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يو 1: 29) وقال الملاك ليوسف النجار عن العذراء مريم: “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.” (مت 1: 21). والسيد المسيح بنفسه قال: “لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.” (مت 26: 28)
و هذا السؤال يقودنا الى المواصفات المطلوب توافرها للتكفير عن خطية الإنسان ورفع حكم الموت عنه؟
1- بلا خطية؛ لأن الذي يفعل الخطية يموت ليكفر عن خطيته ولكن الذي بلا خطية ممكن أن يموت ليكفر عن الاّخرين.
2- غير محدود؛ لأن الخطية (التعدى) على الله غير المحدود هي خطية غير محدودة وتحتاج إلى كفارة غير محدودة.
3- انسان؛ لأن الذي أخطأ هو الإنسان فلابد أنه هو الذي يكفر عن خطيته ويدفع الثمن.
و بالتالى لا يوجد انسان بلا خطية وغير محدود لكي عندما يموت يستطيع بموته هذا التكفير عن خطايا غيره وتسديد الثمن كاملاً … لذلك لو رجعت عزيزى القارىء لأنواع الموت في المسيحية التى تم ذكرها سابقاً ستجد # الموت الأبدى: بقاء الروح الأنسانية خارج الجسد البشرى للأبد (موت جسدى أبدى) في النار حيث العذاب الأبدى … وذلك لأن موت الأنسان المحدود ولو لملايين السنيين لن يسدد أجرة الخطية غير المحدودة.
الله رأى ورطة الأنسان وعجزه التام في إنه يرفع حكم الموت الذي عليه “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ” (رو3: 23)، فتحنن الله عليه لأنه أَحَبَ الإنسان حتى المنتهى “وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.” (إر ٣١: ٣)، “أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ“
(ملا 1: 2).
فالله أَحَبَ الإنسان محبة غير مشروطة لأنه بعدما أخطأ آدم وحواء مباشرةً “صَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.” (تك ٣: ٢١) لم يتركهما عريانان فلو الله كرههما بعد الخطية كان سيتركهما عريانان … فالله بالفعل يكره الخطية لكنه لا يكره الخُطاه فقد قيلَ عنه إنه “مُحِبٌّ … الْخُطَاةِ” (مت 11: 19) لأنهم خليقته وهكذا قال داود النبى “عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ لاَ تَتَخَلَّ” (مز 138: 8) … فالله شبه الخُطاة بالمرضى وقال “لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى.“ (مر 2: 17) وفى هذه الآية يتضح محبة الله للأنسان وإن كان في أسوء حالاته “ فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ … وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” (رو 5: 7-8) لا يشترط الله أن تكون شخص كويس علشان يحبك، فأنت خليقته، نعم الله يرفض الخطية التى تقوم بها ولكنه يحبك أنت حتى في أسوء حالاتك لن يتخلى عنك.
و أَحَبَ الله الإنسان أيضاً محبة غير محدودة “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3: 16) فكلمة “هكَذَا” تشير إلى المقدار، ما هو هذا المقدار = “حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ” وأيضاً “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يو ١٥: ١٣)
و كان يعلم الله بسابق علمه قبل أن يخلق الإنسان إنه سوف يُخطئ وسيورط نفسه تحت حكم لن يستطيع تخليص نفسه منه … ومع ذلك أعد له طوق النجاة والإنقاذ قبل أن يخلق العالم“عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ .. بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ ..” (١ بط ١: ٢٠)، فالله طوعاً منه تبنى قضية خلاص الأنسان ونجاته وليس الأنسان هو من أجبر الله على هذا (حاشا).
– كيف أنقذ الله الإنسان من حكم الموت؟
* سنشرح لحضراتكم في البداية نقطة هامة أسلامياً ثم سنعود للمفهوم المسيحي
وجود مبدأ الفداء في الإسلام:
– فداء ابن ابراهيم (سواء كان اسماعيل أو اسحق): بالنسبة لأهل السنة والجماعة نقرأ في تفسير الطبرى لسورة الصافات الآية 102 وبالنسبة للشيعة نقرأ من تفسير الميزان للطبطبائى لسورة الصافات 102 .. إن كان هذا الأبتلاء عبارة عن امتحان فقط لسيدنا ابراهيم وابنه:
– لماذا يتم بأمر ألهى ذبح الكبش بالنيابة عن ابن ابراهيم مع أن ابراهيم وابنه قد نجحا في الأمتحان ويُسمى هذا الذبح فداءً؟
– لماذا كان ابن ابراهيم محكوم عليه بالموت وأُعتبرَ ميتاً وأحتاج للفداء، لكبش يُذبح مكانه ليخرُج/ ليُنقذ ابن ابراهيم من الموت؟
– لماذا لم تنتهى القصة عند نجاح ابراهيم وابنه في الإختبار؟
دليل إن ابن ابراهيم كان عليه حكم الموت ولم يُلغى هذا الحكم بل تم تنفيذه ولكن عن طريق البدل في الفداء:
– نجد في مدارك التنزيل وحقائق التأويل لحافظ الدين النسفى – الصافات 107:]..فما معنى الفداء والفداء هو التخليص من الذبح ببدل؟ .. ووهب الله له الكبش ليقيم ذبحه مقام تلك الحقيقة في نفس إسماعيل بدلاً منه وليس هذا بنسخ منه للحكم كما قال البعض، بل ذلك الحكم كان ثابتاً ..على طريق الفداء دون النسخ ..[
– نجد أيضاً في الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشرى-الصافات 107:] فإن قلت: فإذا كان ما أتى به إبراهيم من البطح وإمرار الشفرة في حكم الذبح . فما معنى الفداء، والفداء إنما هو التخليص من الذبح ببدل؟ قلت: قد علم بمنع الله أن حقيقة الذبح لم تحصل .. فوهب الله له الكبش ليقيم ذبحه مقام تلك الحقيقة حتى لا تحصل تلك الحقيقة في نفس إسماعيل، ولكن في نفس الكبش بدلاً منه. [
– ونجد في كتاب كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي في باب بيان التبديل في أقسام مالا يحتمل النسخ (ص 167 –168–169):
]..وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الْقُرْبَانُ قَائِمًا مَقَامَ الْوَلَدِ صَارَ الْوَلَدُ بِذَبْحِهِ مَذْبُوحًا حُكْمًا.. إلَّا أَنَّ الْفِعْلَ انْتَقَلَ إلَى الشَّاةِ.. فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَسْخٍ وَقَدْ سُمِّيَ أَيْ ذَبْحُ الشَّاةِ فِدَاءً فِي الْكِتَابِ أَيْ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} .. إلَّا أَنَّ الشَّاةَ سُمِّيَتْ فِدَاءً لِتَصَوُّرِهَا بِصُورَةِ الْفِدَاءِ.. لَى أَنَّا نُسَلِّمُ نَسْخَ مَحَلِّيَّةِ الذَّبْحِ فِي الْوَلَدِ بِصَيْرُورَةِ الشَّاةِ فِدَاءً عَنْهُ.. بَعْدَ صَيْرُورَةِ الشَّاةِ فِدَاءً بَقِيَ الْأَمْرُ مُضَافًا إلَى وَلَدٍ حَرَامٍ ذَبْحُهُ [
و نجد أيضاً هذا في كتاب أصول السرخسي ط العلمية (1/2):] نقول الشاة كانت فداء كما نص الله عليه في قوله: (وفديناه بذبح عظيم)… كمن يرمي سهما إلى غيره فيفديه آخر بنفسه بأن يتقدم عليه حتى ينفذ فيه بعد أن يكون خروج السهم من الرامي إلى المحل الذي قصده.. ثم استقر حكم الوجوب في الشاة بطريق الفداء للولد كما قال: (وفديناه بذبح عظيم).. والفداء اسم لما يكون واجبا بالسبب الموجب للاصل.. وحين وجبت الشاة فداء كان الواجب قائما والولد حرام الذبح [
منطق ومبدأ الفداء ليس بدعة مسيحية ولكنه موجود في القرآن والكتب الأسلامية …
كل الذبائح الحيوانية وأيضاً هذه القصة هي رمز لفداء المسيح والدليل ما قاله السيد المسيح بنفسه: “أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ”
(يو 8: 56)… طب أزاى سيدنا ابراهيم رأى يوم صلب المسيح، دا بين ابراهيم والسيد المسيح آلآف السنوات .. لقد رأى سيدنا ابراهيم فداء المسيح في هذا القصة الرمزية بروح النبوة.
فابن ابراهيم كان محكوم عليه بالموت .. وكذلك البشرية كلها لأن أجرة الخطية موت ولم يُنسخ الحُكم بل ظل ثابتاً لأن بدون سفك دم لا تحصل مغفرة… ثم تم فداءه بالكبش العظيم (رمز للمسيح: “حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ”) … فأصبح (وَلَدٍ حَرَامٍ ذَبْحُهُ) = ولد محرم/ممنوع ذبحه لأنه تم فداءه بالكبش فهذا رمز لفداء المسيح، فالذى قَبِلَ فداء المسيح لن يهلك ولن يموت بل له الحياة الأبدية.
* نعود للمفهوم المسيحي:
السيد المسيح ولد بدون تزاوج بدون أب؛ من عذراء أخذ منها الجسد البشرى (الناسوت =الطبيعة البشرية) وبهذا الميلاد المعجزى لم يرث الطبيعة الفاسدة لكن ولد بطبيعة غير فاسدة مثل الطبيعة الأولى التى خلق بها ادم قبل السقوط فكان السيد المسيح بلا خطية.
اتحد اللاهوت بهذه الطبيعة البشرية الطاهرة (اللاهوت =الطبيعة الألهية):
لذلك عند موت الناسوت فقط على الصليب كان متحداً باللاهوت (الذى لا يموت لأن اللاهوت لا يتأثر بالموت أصلاً) فأعطى هذا الأتحاد ذلك الموت صفة اللامحدودية فكان الموت موتاً غير محدوداً.
و بذلك تمت التكفير والتطهير بسفك الدم وتمكن الأنسان من أستعادة علاقته مع الله وبذلك تم رفع حكم الموت الأبدى عنه، فالإعجاز في الكتاب المقدس يكمُن في إنه بالضعف أظهر ما هو أعظم من القوة … فالمسيح بالموت داس الموت “لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ” (عب ٢: ١٤) جاعلاً الداء (الموت) هو نفسه العلاج (أى موت الصليب) …
زى زمان لما تذمر بنى إسرائيل على موسي النبي والله في البرية، فرفع الله حمايته عن شعبه ولدغتهم حيات مُميته، فتابَ الشعب وأمر الله موسي النبي أن يصنع حية من النحاس على شكل الحية التى تلدغهم ويرفعها على مكان عالى في البرية وكل من يُلدغ من الحية ينظر للحية النحاسية بإيمان فكان يُشفى في الحال “فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.” (عد ٢١: ٩) فجعل الله الداء هو ذاته العلاج …
و هذا ما قاله السيد المسيح عن نفسه “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: … وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.”
(يو ٣: ١٤-١٨).
فالمسيح مات على الصليب ليقوم من الأموات بعد ٣ أيام بالحساب اليهودى للأيام ( = ١.٥ يوم بحساب ال ٢٤ ساعة الحالى)
فعندما مات المسيح أزال بموته الكفارى غير المحدود حكم الموت الذي على الإنسان ولذلك لاهوت المسيح أقام ناسوته من الموت وصار باكورة القيامة “وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.” (١كو ١٥: ٢٠) فكَسَرَ الموت الأبدى اللى شرحناه سابقاً في انواع الموت
وأصبح الموت الجسدى وهو انفصال الروح عن الجسد ليس للأبد لكنه مؤقتاً حتى يوم القيامة ومنذ تلك اللحظة لا يوجد شىء اسمه عذاب القبر أو حتى خوف من الموت نفسه!!
كما يُثنى فريقنا على المهندس فاضل سليمان لأنه في احدى حلقات التدبر عندما عَقَدَ مقارنة بين مفهوم الخلاص في المسيحية والأسلام، حدد بوضوح أنه يُناقش مفهوم الخلاص في المذهب البروتستانتى المسيحي بالتحديد وليس المسيحية في العموم حيث أن المذهب البروتستانتى Protestantism هو أحدث المذاهب المسيحية الثلاثة (القرن السادس عشر) وهو فقط من يعتقد بالخلاص بالإيمان فقط دون أعمال بينما ذلك غير موجود عند المذاهب المسيحية الأخرى التقليدية وهي الأقدم والأعرق كالمذهب الأرثوذكسي سواء كانت الأرثوذكسية المشرقية Oriental Orthodox (القرن الأول) أو الأورثوذكسية الشرقية Eastern Orthodox (القرن الحادى عشر) أو المذهب الكاثوليكى Catholicism (القرن الخامس).
أما بالنسبة للنقطة التى يُحاول م. فاضل سليمان الأشارة لها فهى محسومة تماماً بآيات واضحة من الكتاب المقدس، إن الإيمان اللازم للخلاص لا بُد أن يكون إيمانًا حيًا “أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ” (يع 2: 20) وتكرر هذا المعنى مرة أخرى “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ” (يع 2: 26) وهذا الإيمان الميت، أي الخالي من الأعمال، لا يقدر أن يخلص أحدًا كما هو مكتوب “مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟” (يع 2: 14) وأيضاً يوضح ذلك يعقوب الرسول قائلاً “أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي“ (يع 2: 18).
فبالفعل مكتوب أننا “قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ” (رو 5: 1) ولكن هذا الإيمان له صفتان هامتان أنه إيمان حي وإيمان عامل وفى هاتين الصفتين كلتيهما نرى الأعمال الصالحة، “لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ“ (غل 5: 6) وهذه المحبة شرحها بولس الرسول مُستدلًا عليها بجمهرة من الأعمال الصالحة وردت في (1 كو 13: 4-7)، ولذلك أدعاء م. فاضل أن المفهوم المسيحى static ولا يُنتج وغير مُثمر لا محل له من الأعراب أمام الكتاب المقدس فهو يُطالب المسيحيين بالثمر الجيد “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ” (غل 5: 22-23)
و السيد المسيح يقول “كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ” (مت 7: 19)
وقال أيضاً “فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (مت 5: 16)، لذلك كلاً من [الأيمان بالله الواحد وعمل المسيح الكفارى على الصليب + حياة التوبة باستمرار والعمل الصالح وفقاً لوصايا الكتاب المقدس] = 100% الخلاص والحياة الأبدية مع الله في ملكوت السماوات.
لذلك المسيحي لا يخشي الموت ولا يوجد عنده عذاب القبر، بل أصبح يُعاير الموت “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟” (١كو ١٥: ٥٥)، فهو يعلم بنسبة ١٠٠% إنه بعد الموت سيكون له حياة أبدية في السماء وهي العقيدة الوحيدة التى تضمن للمؤمن معرفة مصيره بعد الموت في حال ألتزامه بالأيمان والأعمال معاً لأنه أخذ وعوداً مؤكده وصريحة من السيد المسيح بنفسه لن نستطيع حصرها كلها هنا ولكن هذه بعضاً منها:
“قَالَ لَهَا يَسُوعُ:”أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يو ١١: ٢٥)
“وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.” (يو ٢٠: ٣١)
“الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ.” (يو ٣: ٣٦)
ثم يمكنك عزيزى القارىء أن تستكمل باقى شرح مفهوم القيامة في المسيحية من خلال هذا الفيديو “المفهوم اللاهوتي للقيامة“
و يُمكنك أيضاً استكمال الأفكار من خلال هذا الفيديو القصير جداً (4 دقائق) “ذبيحة الفداء“
الأجابة على تساؤلات م. فاضل سليمان الواردة في الفيديو
[[5:12]]التساؤل الأول: هو آدم أتولد علشان يعيش للأبد، (تك ٣: ١٩)، لو كان ربنا يريد أن آدم يحيا إلى الأبد كان خلقه من نور، مكنش خلقه من تراب، آدم مفيش حاجة تقول إنه خلقه ليحيا إلى الأبد؟
* مبدأياً آدم أتخلق مش أتولد، بس عادى جلَّ مَن لا يسهو.
1 – منطقياُ: إن كان آدم وحواء هيموتوا كدا كدا، فكيف يكون الموتُ عقاباً لآدم وحواء وهو شيء سيحدث لهما من تلقاء نفسه!!!
2- الله سمح لآدم وحواء الأكل من جميع شجر الجنة الشهى للنظر والجيد للأكل بما فيهم شجرة الحياة في وسط الجنة التى كانت بدورها هي أيضاً شهية للنظر وجيدة للأكل “وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ“ (تك 2: 9)، فلو ألتزم آدم بكلام الرب الإله لكان أحتفظ بخلوده وهذا ما هو مكتوب في الوحى المقدس: “اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ … الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ ” (تث 30: 15-19).
– في المسيحية يوجد مفهوم هام للغاية ومختلف تماماً عن الأسلام ونرجو منك عزيزى القارىء إنك تلتفت ليه باهتمام، وهو أن الله لا يخلق الشر (الشر الأخلاقى كالمعصية والقتل والزنا والسرقة …) ولكن هناك فرق بين الشر الأخلاقى الذي يجلب الموت للإنسان والشر الطبيعى، فالله خالق البراكين بقوانينها والسحب والأمطار والفيضانات والطوفان وكل هذا شر طبيعى خلقه الله ولكن وفق قوانين ومظومة كونية أسسها الرب الإله، فالله تعالى مُنزه عن خلق الشر الأخلاقى تماماً في المسيحية، فالله إرادته وخلقه خير مطلق كامل طاهر لا يخلق شر أبداً…
3- لا يوجد في عقيدة الكتاب المقدس كلها ما يدَّعيه م. فاضل سليمان: أن آدم غير خالد فإن كان غير خالد فهذا معناه إن آدم ميت ولا يوجد شر في الوجود أدرك الأنسان أسوء من الموت، الموت هو الشر المطلق الذي ضرب الأنسان في صميم خلوده، فالموت هو شر، هذه البذرة الشريرة الفاسدة حاشا أن يضعها الله في خليقته، فالله لا يخلق شر ولا يخلق موت .. فخلق آدم وحواء خالدان ولكنه رهن هذا الخلود بأستمرار طاعتهم لله ولوصيته طالما لم يكسر الوصية فهو خالد لكن يوم يأكل من الشجرة المُحرمة سيتوقف خلوده ويكون ذاهب لمصيره المحتوم الذي اختاره بنفسه وهو الموت
“إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ. لأَنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَمِيعَ لِلْبَقَاءِ؛ فَمَوَالِيدُ الْعَالَمِ إِنَّمَا كُوِّنَتْ مُعَافَاةً، وَلَيْسَ فِيهَا سُمٌّ مُهْلِكٌ، وَلاَ وِلاَيَةَ لِلْجَحِيمِ عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ. لكِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ اسْتَدْعَوُا الْمَوْتَ بِأَيْدِيهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ. ظَنُّوهُ حَلِيفًا لَهُمْ فَاضْمَحَلُّوا ... فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ خَالِدًا … لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ، فَيَذُوقُهُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ حِزْبِهِ “ (حك 1: 13-16، 2: 23-25 ).
ده حتى الشيطان لم يخلقه الله شيطاناً … الله خلقه ملاك، فالله لا يخلق الشر نهائياً، وهذا الملاك هو الذي عصى الله وتَشيطنَ وتأبلسَ “أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ … أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ” (حز 28: 14-15)
– بينما من الناحية الأسلامية الله عندما خلق آدم، خلقه لكى يموت وهكذا يكون خلقه وفيه بذرة الشر وهو الموت … فكيف يحاسبه الله إذاً إن فعل الشر والله نفسه هو خالق بذرة الشر فيه!!!
4– لو ترجع عزيزى القارىء لنص السؤال فوق هتلاقى الآية التى أستشهد بها م. فاضل سليمان دى حضرتك تبقى العقوبة وليست الوضع الطبيعى لآدم، قالها الرب الإله لآدم بعد الأكل من الشجرة وليس قبل المعصية!! في الآية رقم 6 أكلا آدم وحواء من الشجرة … ثم الله عاقبهما في الآية رقم 19… م. فاضل تجاهل (عن عمد أو عن جهل -الله أعلم-) ترتيب أحداث القصة وأخد الآية 19 قبل الآية 6!!!، فالكتاب المقدس يختلف عن القرآن فهو يسرد أحداث القصة بالترتيب الزمنى لها.
5– هل يوجد ما يمنع الله من أن يخلق الإنسان من تراب ويجعله يعيش إلى الأبد؟! هل الله غير قادر أو عاجز –حاشا طبعاً- على منح الخلود لمخلوقٍ
من تراب؟!
هل لازم يكون المخلوق ده من نور علشان ربنا يقدر يُعطيه الخلود، لكن غير كدا ميقدرش –حاشا-؟!! نحن سنترك الأجابة لحضراتكم …
طب هل كلام م. فاضل سليمان صحيح في هذه الجزئية إسلامياً؟ هل إسلامياً شرط خلود المخلوق إنه يكون من نور؟! وهنا تكمُن المفاجأة ….
اولاً: شجرة الخلد تُعطى الخلود والحياة
نقرأ في تفسير ابن كثير لسورة طه 120 ” شجرة الخلد – يعني: التي من أكل منها خلد ودام مكثه “
نقرأ في تفسير الجلالين لسورة طه 120 ” شجرة الخلد أي التي يخلد من يأكل منها “
و في مسند الإمام أحمد – باقى مسند المكثرين – مسند أبى هريرة رضى الله عنه ص 455/ رقم 9560 ” إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها
سبعين أو مائة سنة هي شجرة الخلد “
ثانياً: الملائكة تأكل من شجرة الخلد لتحصل على الخلود
نقرأ في الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطى – المجلد 5 – ص606 + تفسير الطبرى البقرة 36 + تفسير ابن كثير البقرة 35
” لما أسكن الله آدم الْجنَّة وَزَوجته وَنَهَاهُ عَن الشَّجَرَة رأى غصونها متشعبة بَعْضهَا على بعض وَكَانَ لَهَا ثَمَر تَأْكُله الْمَلَائِكَة لخلدهم وَهِي الثَّمَرَة الَّتِي نهى الله آدم عَنْهَا وَزَوجته “
ثالثاً: الملائكة المخلوقة من نور ليس لها خلود وستهلك!!
“ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ “]الرحمن 26و27[ثم نذهب لتفسيرالقرطبي: ” وقال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة هلك أهل الأرض فنزلت: “ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ “]القصص 88[فأيقنت الملائكة بالهلاك ”
مفاجأة … حتى أسلامياً سقط شرط الخلود، أن يكون المخلوق من نور، فكيف يشترط م. فاضل سليمان أن يكون آدم من نور ليكون خالداً!!!!
[[5:47]] التساؤل الثاني: هو سيدنا آدم أتحذر من الشيطان، التحذير ورد بهذه الطريقة في (تك ٢: ١٦-١٧)، ربنا مقالوش إن في شيطان هيجى يحاول يضحك عليك، هو مش كان يبقى أعدل شوية لو كان ربنا قاله خلى بالك في شيطان هيجي ويحاول يضحك عليك؟
– في المسيحية: الله خلق الإنسان حُر الإرادة، مُخير لا مُسير وأعطاه وصية واحدة، ولم يكتب عليه المعصية بينما تركه لحُرية أختياره لكن الله كان يعلم مُسبقاً الأختيار الذي سيختاره الأنسان، مش لأن الله كتبه عليه … لأ، لأن الله فوق الزمان يعلم ما في المستقبل وما يحدث الآن وما حَدَثَ في الماضى.
– الذي ترتب على إن آدم حُر ومُخير:
١- يُمكن أن يكسر الوصية من تلقاء نفسه دون تدخل من حواء أو الشيطان، فهو كائن مُريد والله أعطاه كامل حرية الاختيار.
2- يُمكن أن يكسر الوصية بإغواء من حواء لوحدها، أن تختار حواء أن تكسر الوصية بدون غواية من الشيطان ويتبعها آدم في هذا الأختيار.
3– يُمكن أن يكسر الوصية بغواية الشيطان لحواء، وهذا ما حدث بالفعل وتأثر آدم بغواية الشيطان لحواء، ولكن مع ذلك كان له مُطلق الحرية في الرفض.
4- يمكن أن يكسر الوصية بإغواء من الشيطان مباشرةً.
– في المسيحية لماذا لم يحذر الله آدم من الشيطان تحديداً:
١- لأن هذا سيُعنى أن الإنسان مُسير وليس له حرية الأختيار والدليل على ذلك إنه لن يكسر الوصية سوى بإغواءٍ من الشيطان، وهذا غير صحيح.
2- لأن الذي أعطى آدم ليأكل من الشجرة حواء وليس الشيطان مباشرةً، فلو حذره الله من الشيطان لأعترض م. فاضل وقال لماذا لم يُحذره من
حواء!!!
الله أعطاه الوصية وحذره من كسرها وهذه هي القاعدة الأساسية أياً كانت وسيلة كسر الوصية لوجود أكثر من أحتمال لكسرها، فالمهم هو عدم
كسرها أساساً.
[[7:07]] التساؤل الثالث: هو إزاى ربنا بيحذره يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، ده بيغريه، هنا الله يُغرى آدم بالأكل منها، مش كان كفاية يقوله الشجرة المحرمة وخلاص؟
– شجرة (معرفة الخير والشر) ليس فيها أغراء لأن:
1– لو كانت شجرة واحدة فقط ستصبح فخ وأغراء لآدم ولكن في المسيحية يوجد شجرتين في وسط الجنة شجرة (معرفة الخير والشر) +
شجرة (الحياة).
2– جميع شجرة الجنة بلا استثناء شهى للنظر وجيد للأكل بما فيهم الشجرتين اللى في وسط الجنة “وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ“ (تك 2: 9)، وبالتالى من ناحية الأكل لا يوجد أفضلية بينهما.
3– من ناحية الاسم أيضاً لا توجد أى أفضلية فإن كان اسم احداهما شجرة (معرفة الخير والشر)، فاسم الأخرى شجرة (الحياة)، وما هو أعظم
من الحياة!
4– لا يمكن ممارسة حرية الأرادة بدون وجود أختيار حُر، الله خلق آدم وحواء لهما حرية الاختيار بين أن يظلوا مع الله بالأكل من شجرة (الحياة) أو اختيار الانفصال عن الله بالأكل من شجرة (معرفة الخير والشر): “اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ … الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ ” (تث 30: 15-19).
في الكتاب المقدس لا يمكن تسميتها بالشجرة المُحرمة لأن في وسط الجنة يوجد شجرتين فإن قال الله الشجرة المُحرمة فأى واحدةً منهم سيكون قصده!
على العكس في القرآن تم دمج الشجرتين في شجرة واحدة أخذت وظيفة شجرة (معرفة الخير والشر) فمنع الله آدم وحواء من الأكل منها واسم شجرة (الحياة) فسُميت شجرة الخلد، نقرأ هذا في تفسير ابن كثير لسورة طه 120 ” وقد تقدم أن الله تعالى أوحى إلى آدم وزوجته أن يأكلا من كل الثمار، ولا يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة . فلم يزل بهما إبليس حتى أكلا منها، وكانت شجرة الخلد – يعني: التي من أكل منها خلد ودام مكثه “
[[7:22]] التساؤل الرابع: لما آدم مش عارف الخير والشر، ليه يتعاقب على أول غلطة يعملها مش ده ظلم؟
* الجزء الأول من السؤال قائم على فهم خاطىء للمعرفة التى كانت عند آدم وحواء ولمعنى اسم شجرة (معرفة الخير والشر) في المسيحية
- قبل المعصية: آدم وحواء كانا يعرفان الخير نظرياً وعملياً، من الناحية النظرية لأنهم لم يكونوا قد انفصلوا عن الله واختاروا الاستقلال عنه وبالتالى الله هو من يحدد ما لخيرهم وما لشرهم، فما يختاره الله لهم هو الخير المطلق وهذه هي المعرفة النظرية للخير ولأنهم لم يكونوا قد عصوا الله بعد … فكانوا يعيشون في طاعة كاملة لله فمن الناحية العملية كانا يعيشان ويختبران ويُمارسان الخير فقط كل يوم وهذه هي المعرفة العملية للخير.
- قبل المعصية: آدم وحواء كانا يعرفان الشر معرفة نظرية فقط، فما يمنعهم منه الله فهو شرٌ لهم، لكن لم تكن عندهم معرفة عملية بالشر … لم يفعلوه، لم يختبروه، لم يعصوا الله من قبل.
- بعد المعصية: آدم وحواء فعلوا الشر، أختبروه ومارسوه بالعصيان، فأُضيفَ لمعرفتهم النظرية للشر … المعرفة العملية للشر وهذا بالفعل ما خدعهم به الشيطان أن بالأكل من الشجرة وأختبارهم الشرعملياً سيكونا قادرين على تحديد الخير والشر بأنفسهم دون الحاجة لله ولكن خدعة الشيطان كان فيه السم مخلوط بالعسل وهذا ما سنوضحه في أجابة سؤال آخر “ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»” (تك 3: 4-5) فلما أكلا للتو أنفصلا عن الله (الموت الروحى) لأن الأنسان بمحض أرادته أختار أن يكون هو سيد قراره يُحدد بنفسه ما هو لخيره وما هو لشره واختار أن يكون مُستقل ومُنفصل عن الله عندما رفض طاعة الله “فَيَقُولُونَ للهِ: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ” (أي 21: 14).
لذا سُميت الشجرة باسم شجرة (معرفة الخير والشر) لأنه لو كسرا آدم وحواء الوصية وأكلا منها سيختبران ويعيشان الشر وبذلك ستُضاف لمعرفتهم معرفة جديدة وهي معرفة الشر عملياً لكن لو لم يأكلا منها سيظلا يعيشان الخير فقط، ولم تكن الشجرة نفسها في عُصارتها شر أو خير
- آدم وحواء كانا يعرفان الوصية ومُدركين عقوبة كسر الوصية جيدًا قبل السقوط والدليل:
1- آدم لم يتحجج بعدم معرفته للشر كعُذر ولكنه تحجج بحواء” فَقَالَ آدَمُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ” (تك 3: 12)
2- حواء كانت مُدركة تماماً للوصية وعقوبة كسرها وذكرتها للحية بلسانها ” فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا» ” (تك 3: 2-3)
3- حواء أيضاً لم تتحجج بعدم معرفتها للشر كعُذر ولكنها تحججت بالحية (الشيطان) ” فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ» ” (تك 3: 13)
* الجزء الثانى من السؤال قائم على فهم خاطىء لمفهوم الخطية في الكتاب المقدس:
- لقد سبق وشرحنا إن “الْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.” (١يو ٣: ٤) فلا فرق بين اول خطية أو عاشر خطية … كما انه لا فرق بين الكذب والقتل، ففى كُل الأحوال الخطية تعدى على الله وعلى الناموس، فأول خطية موجهة لله مثلها مثل الخطية رقم عشرة ” لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: “لاَ تَزْنِ”، قَالَ أَيْضًا:”لاَ تَقْتُلْ”. فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ” (يع ٢: ١٠-١١) وطالما حدثت خطية فأجرتها الموت سواء كانت أول غلطة أو رابع غلطة أو كذب (من الصغائر في الأسلام) أو زنا (من الكبائر في الأسلام) … الكتاب المقدس واضح “أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ” (رو ٦: ٢٣) + ” الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا“
(يع 1: 15).
- أسلامياً عوقب آدم وزوجته على أول غلطة عملوها {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} [البقرة ٣٦] بالرغم من أن الله تاب عليه وغفر له!!!
وأيضاً كانا من }الظَّالِمِينَ { أصحاب النار و}الْخَاسِرِينَ{ أى الهالكين، بل يوجد ما هو أكثر من ذلك في صحيح البخارى “.. فقالَ له: أنْتَ الذي أخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بذَنْبِكَ وأَشْقَيْتَهُمْ …” يعنى عوقب مع آدم ذريته كلها أيضاً بسبب أول غلطة لآدم!!
- و أسلامياً ترتب على أول غلطة اللى بيستهتر بيها م. فاضل سليمان ما هو أبعد بكثير … فهذه الغلطة أخرجت آدم أول الانبياء وأول المسلمين من دائرة الشفاعة يوم القيامة بالرغم من أن الله تاب عليه وغفرها له!! عن أبو هريرة في صحيح البخارى “فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلَامُ فيَقولونَ له: أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ، ألَا تَرَى إلى ما قدْ بَلَغَنَا؟ فيَقولُ آدَمُ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّه قدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي“
[[7:33]] التساؤل الخامس: حواء ذنبها أية تتعاقب، حواء مكنتش اتخلقت لسة لما آدم اتحذر، صحيح حواء كانت عارفة إن الأكل مُحرم لما الحية (الشيطان) جت وأقنعتها تأكل، لكن التحريم مكنش جه لحواء مباشرةً من الله، مش كان أعدل لو المرأة كمان اتحذرت من الله؟
[تحذير الله لآدم] تم تدوينه هكذا “وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ.” (تك 2: 16-17).
و هنلاقى بعد أن خلق الله حواء، ذُكِرَ [تحذير الله لحواء] وتم تدوينه على لسانها هي إذ تقول حواء بنفسها للحية وكأنها بتعترف بسبب أدانتها
فيما بعد، لاحظ صيغة المثنى التى تتحدث بها “وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا.” (تك 3:3)
واخد بالك عزيزى، حواء ذكرت القائل وهو الله بنفسه وتحدثت بصيغة المثنى “فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ” دى مش مجرد معرفة بالوصية لأنها مقالتش قال الله لآدم أو قالى آدم إن ربنا قاله لكنها قالت “فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ” يعنى حواء هي كمان ربنا حذرها بنفسه بعد ما اتخلقت، وللأمانة العلمية هذا غير متفق عليه فربما تكون أخذت الوصية من الله مباشرةً كما شرحنا وربما عرفتها من آدم.
لكن الغريب إننا بردو لو مشينا مع كلام م. فاضل سليمان مش هيبقى في أى مشكلة خلينا نضرب لحضراتكم مثال: الله بيُرسل انبياء كتير علشان يبلغونا وصاياه وشريعته، فموسي النبى مثلاً بلغ شعب اسرائيل بوصايا الله فلو وقع واحد منهم في معصية الزنا مثلاً، يجى في يوم القيامة ويقول لربنا انت ظالم -حاشا طبعًا- لأنك مبلغتنيش الوصية مباشرةً وعرفتها من موسي النبي لكن آدم انت حذرته بنفسك عاقب آدم لكن متعاقبنيش أنا لأنك محذرتنيش مباشرةً بنفسك … هل دى حُجة منطقية؟ هل دى حُجة مقبولة؟ … هل نقول إن الله -حاشا- كان ظالم على مر العصور لأنه بيكتفى بإرسال انبياءه لنعرف منهم وصاياه وشرائعه بدلاً من إنه يبلغنا مباشرةً بنفسه مش كان أعدل لو بلغنا بنفسه!!
طالما الوصية نُسبت الى الله كواضع لها وجب احترامها وعدم كسرها بنفس المقياس لو هنقول إن حواء عرفت من آدم الوصية التى وضعها الله، طالما عرفت إن واضع الوصية هو الله وجب على حواء الخضوع لها وعدم كسرها.
و خصوصاً من الناحية الإسلامية بالنسبة لل م. فاضل سليمان كمسلم، أن آدم أول الأنبياء … فما المانع من أن يُبلِّغ حواء بكلام ووصايا الله؟
مش هو نبى؟!
[[8:28]]التساؤل السادس: الظلم كل الظلم، لما اقولك لو عملت حاجة معينة هتتعاقب بعقوبة معينة ثم تتعاقب بأكثر منها، لو مشيت مخالف في شارع فلانى هتاخد ١٥٠ جنية غرامة لو أخدت ١٥٠٠ جنيه غرامة دة ظلم، ده لو أخدت ١٥١ جنية غرامة بردوا يبقى ظلم، ربنا قال لآدم يوم تأكل منها موتا تموت، تعالى نشوف بقى البلاوى اللى حصلت لآدم وحواء اللى مكانش متقال لهم عليها قبل كدا، بُص العقوبات (تك ٣: ١٦- ١٩)؟
أولاً: هسألك عزيزى القارىء: أُيُهما أشنع الموت (الجسدى والأبدى والروحى والأدبي) ولا الآلآم المصاحبة للحبل والولادة؟
أظنُ اننا نرى وقت الموت الجسدى من ينوح ومن يلبس الأسود ولكن لا يحدث هذا اثناء الحبل والولادة ببساطة لإن هذه الأوجاع لا تُقاس بالمقارنة مع مصيبة الموت.
فالله حذرهم من الموت وهو أفظع وأشنع عقاب .. فحذرهم من الأشنع ثم اخبرهم بالتبعيات التى تسبق الموت من الاوجاع والمشقات والآلآم أى حذرهم بالأسوء ثم شرح لهم الاقل الذي يسبق هذا العقاب الأشنع على عكس ما يدعيه م. فاضل أن الله حذرهم بالقليل أو بالسهل ثم زاد وغالى وافترى في ذلك وجعل العقوبة أكثر صعوبة وفيها بلاوى كتيرة.
ثانياً: العقوبات التى يتحدث عنها م. فاضل هنا هي ليست خاصة بآدم وحواء فقط بل بكل البشرية، وطبعاً هذا نتج عن الفهم المشوه لطبيعة الأنسان قبل وبعد السقوط في الخطية… فهذه العقوبات هي بمثابة القوانين الخاصة بالطبيعة الجديدة (الطبيعة الفاسدة) بعد السقوط، فقبل السقوط الحبل والولادة إن حدثت كانت هتكون بلا ألم والأرض كانت خاضعة للأنسان وتُعطى له ما يطلبه بلا عناء ومشقة لكن بعد السقوط ودخول الموت وفساد الطبيعة البشرية أصبحت الطبيعة أضعف وبدأ الألم والموت والوهن يعمل فيها فأصبحت الولادة والحبل بالألم والوجع وتمردت الأرض (الموت الادبي)
و اصبحت لا تُعطى الأنسان ما يطلبه إلا بالمشقة والتعب.
ثالثاً: “ وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ “ (تك 3: 17)، أغلب تساؤلات م. فاضل سليمان ناتجة عن عدم فهم النص وعدم الرجوع لتفسير المسيحيين ويُعطى الحق لنفسه أن يُفسركتاب غيره بينما نحن لا نُفسر القرآن من انفسنا ونرجع للمفسرين كالطبرى والقرطبي وابن كثير وغيره!!!
عبارة “لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ ” معناها مفهوم من السياق الله يقصد لأنك سمعت لكلام حواء ضد وصيتى “وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا “ وليس إنه سمع ليها في المطلق فمن الممكن أن تكون المرأة على صواب في أى أمر لكن هُنا بالتحديد كان كلامها مُخالف لوصية الله فآدم أطاع حواء في الخطأ على حساب طاعته لله …
بالعكس الكتاب المقدس يطلب من الزوج ما لا يطلبه من الزوجة … يطلب منه إذا تطلب الأمر يموت من أجلها “ أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا” (أف 5: 25) وأيضاً سأعُطيك عزيزى بعض الأمثلة القليلة الأخرى “ كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ ” (أف 5: 28) + “وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.” (مت 19: 5) + “ أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ” (كو 3: 19) + “يَقُومُ أَوْلاَدُهَا وَيُطَوِّبُونَهَا. زَوْجُهَا أَيْضًا فَيَمْدَحُهَا” (أم 31: 28) + “كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ” (نش 4: 7)
رابعاً م. فاضل سليمان في حلقة تدبر سورة طه أدعى أن (حواء أعطت آدم الثمرة ولم تُخبره بأنها من الشجرة المُحرمة)، وهذا غير صحيح لأنه عندما سأل الله آدم ليعترف ويُقر بخطيئته “هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟” (تك 3: 11) كان من المنطقى بُناءً على كلام م. فاضل إن آدم يقول أنا معرفش أن الثمرة اللى أخدتها من حواء كانت من الشجر المُحرمة ولكن آدم أجاب الله بغير ذلك “فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ»” (تك 3: 12)، آدم حدد في أجابته أن الثمرة جاءت من الشجرة التى ذكرها الله في السؤال يعنى كان عارف وإلا لماذا لم يذكر أن حواء خدعته واستغلت جهله بمصدر الثمرة بينما هذا كان سيُحسن من موقفه بعض الشىء؟؟!! أنما آدم بحث عن عُذر له فلم يجد فألقى باللوم على حواء وأنها من بدأت المعصية محاولاً ان يُخفف حجم خطيئته بأن حواء هي من قطفت هذه الثمرة لكن أنا يدوب أكلت هذه الثمرة المُحرمة بينما كان بأستطاعة آدم رفض مشورة حواء نهائياً لأنها كانت مُخالفة لوصية الله.
ثم يدعى م. فاضل أن (فى المسيحية آدم وحواء غلطوا لكن يُلقى باللوم على حواء بأعتبارها هي مَن أخرجت آدم من الجنة بينما في الأسلام الأتنين غلطوا ولكن تقع المسؤولية بشكل أكبر على آدم لأنه نبى ولأنه رب الأسرة) وهذا غير صحيح كما وضحنا سابقاً حواء كانت تعرف الوصية وأختارت أن تعصى الله بأرادتها وكذلك آدم كان يعلم أن هذه الثمرة مُحرمه ومع ذلك أختار بأرادته أن يتبع حواء بدلاً من الله وبالتالى هما الأثنين أخطأوا معاً، ومع ذلك فأن الكتاب المقدس يستخدم آدم وليس حواء للأشارة لتلك المعصية حيث أن آدم هو أول أنسان خلقه الله وهو رب الأسرة وهو على الأغلب من بلغ حواء بوصية الله لذلك مكتوب “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ” (رو 5: 12).
[[11:28]] التساؤل السابع: الشيطان بيكذب والله هو اللى بيصدق مع الناس، ربنا قالهم لما تاكلوا منها موتا تموتوا لكنهم مماتوش ونزلوا على الأرض طلع عنيهم في عقوبة مكانتش متقاللهم، الشيطان قالهم إية في (تك ٣: ٢-٥) فلما كلوا حصل فعلا اللى الشيطان قاله، يبقى هنا الشيطان هو اللى بيطلع صادق والله هو اللى بيطلع بيكذب؟
أولاً الشيطان يقول عنه الكتاب المقدس بكل وضوح إن اسمه الكذاب ومن يكذب فهو يتخذ من الشيطان اباً روحياً له “… إِبْلِيسُ … مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.” (يو 8: 44)
ثانياً هذا السؤال مثله مثل باقى الأسئلة ناتج عن فهم خاطىء للعقيدة المسيحية ككل وللنصوص بشكل خاص، ماذا قال الشيطان لحواء في الكتاب المقدس؟
“فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»” (تك 3: 4-5)
الشيطان خلط الحقيقة بالكذب أو كما يقول المثل نصف الحقيقة أشر من الكذب وهذه هي طريقة إبليس حتى اليوم فهو يضع السم في العسل.
* الصدق الذي قاله الشيطان:
1– الأكل من الشجرة سيجعلهم عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وهذا معلوم عند آدم وحواء من اسم الشجرة الذي اخبرهم به الله من قبل.
2– تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا، طب إية الجديد .. ما آدم وحواء كانت اعينهم مفتوحة قبل المعصية مكنوش مغمضين مثلاً؟!!
قبل المعصية “وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ” (تك 2: 25)، لأن قبل الخطية كانت عيونهم ترى بما هو في العقل والفكر وفكرهم كله كان نظيف ونقى وطاهر ومقدس مثل نظرة الأطفال الصغيرة فلو رأى عورة طفل آخر لا ينظر لها بشهوة، ففكره فكر بريء نقى فلا مشكلة لديه … فلا يرى في الآخر عورة أو شائبة.
بعد المعصية “فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ” (تك 3: 7)، ماهو عيونهم كانت كويسة وشايفين لكن هنا بيتكلم على البصيرة الداخلية لأنهم عَلِمَا أى في معلومة جديدة ومعرفة جديدة أكتسبوها لذلك سُميت الشجرة بشجرة (معرفة الخير والشر) لأانها أعطت لهم معرفة جديدة وخبرة جديدة فتغيرت النظرة بسبب تغيُر الفكر والطبيعة اصبحت طبيعة فاسدة هالكة وبالتالى دمر الانسان نفسه من الداخل وفقد القداسة والنقاء والطهارة وأصبح كل شىء مشوش فأدرك أن هناك عورة وأنه عُريان.
* الكذب الذي قاله الشيطان:
1- لَنْ تَمُوتَا، فهذا مخالف لما قاله الله ولما حدث بالفعل، فآدم وحواء بمجرد الأكل من الشجرة فقدوا الخلود في لحظتها وأصبح لا مفر لهم من الموت في يوم من الأيام، فآدم مات بجميع أنواع الموت ومنهم الموت الجسدى “فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ” (تك 5: 5) رغم انه كان مخلوق للخلود وليس للموت، وكان موته الجسدى بعد حين لكي توجد فرصة لإبقاء النسل البشري على الأرض.
وقد سبق وشرحنا معنى الموت وأنواعه بالتفصيل + كلمة يوم عند الله مش معناها 24 ساعة اللى نعرفهم … فالكتاب المقدس يقول “أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.“ (2 بط 3: 8)
2- تَكُونَانِ كَاللهِ، فمستحيل ان يصل الانسان ويصبح مثل الله الذي خلقه والشيطان قال هذا فقط للإغواء …
ثالثاً الله صادق في كلامه “بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ»” (رو 3: 4).
الله قالهم الشجرة اسمها شجرة معرفة الخير والشر وبالفعل أضافت لمعرفتهم معرفة الشر ولذلك انفتحت اعينهما وتدنس الفكر والله قاله موتا تموت ومات بالفعل بكل انواع الموت اللفظية والمعنوية.
[[12:22]] التساؤل الثامن: هسأل سؤال MCQ السيد المسيح جه ينقذ مين (البشرية – الملائكة – الشيطان – الله – الحيوانات)، الأجابة الطبيعية بتاعت كل الأخوة المسيحيين جه ينقذ البشرية من الخطيئة، لأ، فكروا كويس في القصة اللى بتتقال دى، ده جه ينقذ الله، آدم أكل من الشجرة مين اللى أتورطت مش آدم … آدم غلط وأتعاقب … الموروط عندنا دلوقتى هو الأله، ليه، لأنه عايز يرحم بس مش قادر لأنه عادل، وعايز يعدل بس مش قادر علشان هو رحيم، دى مشكلة يا جماعة كبيرة جدا مين قال إن العدل والرحمة متضادين / متقابلين، الأسلام يحللكوا المشكلة دى، أنتوا نسيتوا صفة من أهم صفات ربنا: صفة الحكمة…، كل دساتير العالم تدى الحق في الدولة لشخص واحد بس، أحكم واحد في الدولة، اللى شايف كل حاجة من فوق في الدولة، إنه يصدر حاجة اسمها قرار العفو العام/ العفو الرئاسي/ العفو الملكى، …، العدل مش إن العقوبة لابد أن تطبق، العدل إن يبقى في قانون والقانون يطبق والمجرم يروح للمحكمة ويتحكم عليه وتطبق العقوبات إلا إذا رأى أحكم واحد في الدولة أن ينظر في بعض الأمور ويخفف بعض العقوبات لصالح المجتمع ولصالح الشخص أو يعفوا عنها تماما؟ الذنوب اللى في حق الأله تختلف عن الذنوب اللى في حق البشر، الله هو الحكم والخصم فمن حق الله أن يسامح ولا يكون العدل قد أختل، حديث قدسي: يا عبادى … فاستغفرونى اغفر لكم، مش محتاجين حد يتصلب علشان يغفر لنا، …، أى حاجة تحصل في حق ربنا مش هضر ربنا، أى حاجة حلوة هنعملها مش هتنفع ربنا؟
الحقيقة التى تؤكد إن م. فاضل سليمان سقط في الف باء المسيحية، إن في اليهودية والمسيحية التوبة لا تعفى الإنسان من دفع ثمن الخطية ولا تلغى وجوب الكفارة أى لا يوجد ما يُسميه م. فاضل بالعفو الرئاسي والكلام ده مش بس في اليهودية والمسيحية لكن المفاجأة إنه في الاسلام أيضاً يوجد الكثير من النصوص التى تُزكى نفس المفهوم!!
أولاً: إنها ورطة الأنسان وليس ورطة الله –حاشا- لأسباب كثيرة منها:
1– الله لم يتفاجىء بمعصية آدم وحواء فالله يعلم بعلمه غير المحدود ما سيحدث في المستقبل بل بالعكس الله كان عارف إن الإنسان سيحكُم على نفسه بالموت ولذلك تبنى الله قضية الإنسان وحدد كيف سيُنقذه، كل هذا قبل أن يخلق الأنسان أصلاً!! وهذا ما أعلنه الوحى المقدس “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ … بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ …” (١ بط ١: ٢٠) + “مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ ” (أع 15: 18) + أول نبوءة في الكتاب المقدس كله كانت في جنة عدن عن خلاص الله للإنسان “وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»” (تك 3: 15) فكان الوعد بالخلاص واستعادة الخلود مرة أخرى للأنسان وبالسحق للحية (أى الشيطان) والمقصود بنسل المرأة هو المسيح الذي كان بلا أب بالجسد “وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ” (غل 3: 16)، والعذراء مريم كانت يهودية من نسل سيدنا ابراهيم أبو الآباء.
2– من الذي في ورطة يا عزيزى؟!!! الأنسان الذي فقد خلوده للتو وأصبح في طريقه للهلاك والفناء وانفصل عن الله واصبح عاجز تماماً عن أنقاذ نفسه أم الله الذي لا يتأثر بمعصية الأنسان فالله واحد ثابت لا يتغير وفوق الزمانِ والمكانِ وواجد الوجود كله “الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ” (يع 1: 17).
ثانياً: لو تتذكر عزيزى القارىء في مقدمة هذا الكتاب لقد نوهنا على أنه يوجد بعض النقاط كان فيها م. فاضل سليمان يقصد وبوضوح تضليل المشاهد وقولنا أننا سنوضحها لحضراتكم في وقتها والآن سنوضح نقطة من النقاط التى أستخدمها لتضليل البسطاء من المسيحيين والمسلمين … في القرن العاشرفي إيطاليا كان يوجد فيلسوف يُدعى انسلم Anselm of Canterbury ووضع باجتهاده الشخصى نظرية لشرح فداء المسيح ولقد وضعها للعامة وللبسطاء لتسهيل العقيدة عليهم تُدعى نظرية الترضية والإيفاء ( The satisfaction theory) ووافقت عليها بعض كنائس الغرب وليس كل كنائس العالم.
ثم ظهر أساقفة وفلاسفة مسيحيين عارضوا هذه النظرية لما فيها من مُغالطات عديدة ومنها أنها تُصورعدل الله ورحمته كقوتان تتصارعان ضد بعضهما وتراجعت عنها أغلب الكنائس ورفضت النظرية بسبب أوجه قصورها وظهر مِن بعده مَن طور في النظرية ومَن رفضها وأقترح نظرية جديدة.
فالمهندس الفاضل أخذ هذه النظرية وأدعى إنها عقيدة كل المسيحيين على الكوكب وأن هذه هي عقيدة الكتاب المقدس الصحيحة ثم جاء بالمغالطات وأوجه القصور في النظرية التى في الأساس اكتشفها المسيحيون من قبل وليس هو، وأستخدمها كأخطاء في العقيدة المسيحية مُطبقاً مغالطة عقلية ومنطقية شهيرة تُسمى بمغالطة رجل القش وتعتمد على تشوية الفكرة وأضعافها للتمكن من انتقادها ومهاجمتها وهذا اسلوب يلجأ له من لا يلتزم الأمانة والصدق وطبعاً حضرتك عزيزى القارىء وأغلبية المسلمين ويمكن الكثير من المسيحيين لا حول لهم ولا قوة ولا يعرفوا مين انسلم ده ولا نظريته بتقول أية ويتم خداعهم بمنتهى عدم الأمانة وانعدام الضمير.
* لماذا لا يوجد عفو رئاسي للإنسان:
شرحنا لكم فيما سبق مفهوم الخطية مسيحياً وتطرقنا أيضاً لبعض النقاط إسلامياً، فمعلوم مسيحياً الآن إن “أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ“ (رو ٦: ٢٣) ولو توبت وعايز الغفران لازم تلتزم بالقانون الإلهى وتدفع الثمن اللى هو سفك دم (مبدأ التوراة حياة مقابل حياة) لكى تحصل على المغفرة … طب هو ليه ربنا متزمت كدا وصارم ومش متسامح مع الخطية وبيشترط لازم دفع ثمن للغفران مش المفروض إن ربنا دا إله طيب وغفور ومتسامح؟
– لأن الله بره وقداسته وطهارته وصلاحه غير محدود “لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ” (1 صم 2: 2) لكن الأنسان فعل الخطية وهي التعدى على الله وعلى شريعته “الْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.” (١يو ٣: ٤) وهذا التعدى جلبَ حُكم الموت عليه والموت هو شر وبالخطية فقد الأنسان صورة البر والقداسة التى خلقه الله عليها وأفسدت الخطية طبيعته الأولى وأصبح الأنسان يطغى في عمل الشر أمام عينى الله لدرجة إن الله أمر بطوفان أيام نوح النبى من كثرة الفساد والشر اللى وصلت ليه طبيعة الأنسان “وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ” (تك 6: 5).
- فلو فرضاً جدلاً أن الله غفر لآدم وسامحه، بردوا هيفضل الموت موجود في طبيعة الأنسان؛ لأن حكم الموت مش هيتشال غير لما ترجع العلاقة الحية بين الله (مصدر الحياة) والأنسان زى الأول، زى ما كانت العلاقة بينهم قبل سقوط الأنسان في الخطية …. فالله يُحب الأنسان حب غير محدود وغير مشروط حتى في حالة الخطية ولكن الأنسان يظل عاجزاً على أن يعود إلى صورته الأولى البارة والطاهرة ليتنعم مجدداً بعلاقة حية بينه وبين الله خالقهُ.
- طب أيه اللى مانع العلاقة دى أنها ترجع؟؟؟ لأن طبيعة الله البار والقدوس والصالح والطاهر، هذه الطبيعة تتنافر مع الخطية والفساد والموت (الشر) الذي دخل إلى طبيعة الإنسان فمكتوب عن الله “عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ” (حب 1: 13) فالفساد والخطية هي النقيض التام ليس لما يفعله الله ولكن لمن يكونه الله، لكينونته هو، فهو“سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ” (1 تي 6: 16)، فالشر اللى اتعمل أمام الله لازم يتكفر عنه ونتطهر منه والثمن يُدفع “وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ“ (عب 9: 22) + “وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ” (1 يو 1: 7)، فيُحسب الأنسان مُستحقاً إنه يرجع في علاقة البر والقداسة مع الله “لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»” (1 بط 1: 16) … حينئذٍ فقط يستعيد الأنسان علاقته مع الله (مصدر الحياة) وبها يستعيد الخلود والحياة الأبدية مع الله مرة أخرى.
- و الكتاب المقدس كان واضحاً وحاسماً بالنسبة لعودة العلاقة الحية بين الطبيعة البشرية والله من جديد كما كانت قبل دخول الموت (الشر) والفساد بالخطية لطبيعتنا حيث مكتوب “أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ” (2 كو 5: 19) + “وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ” (كو 1: 20) + “وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ” (رو 5: 11)، فطبيعتنا البشرية بعد أن انفصلت عن الله بسبب الخطية وعجزت أن تعود للعلاقة مع الله ؛ لأن طبيعة الله تتنافر مع الفساد والشر الذي طرأ على طبيعتنا بخلاف ما خلقنا الله عليه في الأصل، فبعد التكفيرعن خطايانا وتطهيرنا منها حدثت المُصالحة وعادت العلاقة من جديد مع مصدر الحياة الحقيقى فأنتهى الموت ولم يعد له سلطان “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟” (١كو ١٥: ٥٥)
- الكفارة جاءت في العهد القديم باللغة العبرية بمعنى ترضية وفى العهد الجدبد باللغة اليونانية بمعنى تغطية أو ستر، فبدم المسيح الكفارى تُستَّر خطايانا أمام الله ونعود للعلاقة معه فيَرفع عنا حكم الموت ونستحق الحياة الأبدية معه … لو تتذكروا حضراتكم لما قولنا إن الله ستر عُرى آدم وحواء بالجلد والأنسان يحصل على الجلد بذبح الحيوان وسفك دمه.
- فالله لن يتهاون أو يتسامح أو يتستر على الخطية أو يُصدر عفو رئاسي للإنسان بدون التكفيرعنها لأن طبيعة الله ترذُل هذا الشر وتتنافر معه … وفى نفس الوقت لم يترك الله الأنسان للضياع وللهلاك لأنه أحبهُ للمنتهى .. فتبنى قضية الأنسان طوعاً وحُباً ودبر له طريق الخلاص الوحيد في الفداء والصليب والقيامة ودفع له ثمن الخطية ومنح الإنسان الكفارة مجاناً فقط عليه قبول هذه الكفارة والعيش بوصايا الكتاب المقدس، وسيحصل على الحياة الأبدية 100% “إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ” (يو 14: 19).
– وهكذا بكفارة المسيح، المؤمن الحقيقي (حقيقى= يعيش حياة التوبة باستمرار ويُنفذ تعاليم الكتاب المقدس) بنسبة ١٠٠% سيدخل ملكوت الله لا يوجد أى أحتمال آخر لأن كلام المسيح والكتاب المقدس واضح وحاسم جداً في هذه النقطة بالذات، فالمسيحى لا يخاف من الموت أو عذاب القبر (عذاب القبر أصلاً غير موجود في اليهودية أو المسيحية لكنه موجود في الإسلام وأساطير اليهود القديمة فقط) ولا حتى ينتظر وضع حسناته مقابل سيئاته أو احتمالية نجاحه في عبور الصراط أو يحتاج لفداء الكافر له يوم القيامة لأن الكامل الذي بلا خطية فداه (1/2)، فالحسنة لا تكفر عن حكم الموت الذي على الأنسان لكن الدم يُكفر عنها (مبدأ التوراة الحياة مقابل الحياة)،
فالأعمال الصالحة جيدة ولكن ليست للكفارة لأن هذا الإنسان الفاسد الساقط أية اللى هيقدر يقدمه، كل أعمال يديه نجسه ولا ترتقى أن تقف أمام صلاح الله المطلق وقداسته وبره حتى وإن ظنها جيدة “لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ” (رو 3: 20) + “لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ” (تي 3: 5)
“الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ“ (مز ١٤: ٣)… وطالما السيئات موجودة بدون كفارة الدم حتى ولو كانت الحسنات أكثر منها يظل الحكم على الإنسان هو الهلاك والموت الأبدى … لا يُمكن أبداً الإستهانة بالخطية ونتيجتها.
ثالثاً: قد يتبادر في ذهن البعض سؤال، هل الطرح السابق ده معناه إن طبيعة الله تعارضت مع رحمة الله فكان عايز يرحم بس طبيعته (قداسته وبره)
منعته؟
هام جداً جداً
– طبيعة الله تبارك اسمه وحده لم تتعارض مع رحمته بل في حقيقة الأمر تعارضت مع طبيعة الأنسان الفاسدة، فلو أفترضنا إن الله سامح الإنسان (صفة الرحمة الإلهية)، فالعلاقة أصلاً بين الله والإنسان كانت مبنية على الطاعة الكاملة في البر والقداسة…
دلوقتى الإنسان بعد أن أختبر الخطية (التعدى) والشر ودخل الموت إلى طبيعته؛ لأن الله لن يرجع في كلامه “موتا تموت” وإلا ميبقاش الله -حاشا- هل الله كان بيهوش الإنسان ويقوله هتموت وفى الآخر مفيش موت ولا حاجة، أمر وقضاء الله نافذ، زى ما شوفنا في قصة ابن ابراهيم لم يتم نسخ الحكم بل حدث الفداء بَبدلية الشاة محل الولد كما وضحنا سابقاً …
فَقَدَ الإنسان الصورة الأولى البارة التى خلقه الله عليها فأصبحت العلاقة الحية هنا بين طبيعة الله وطبيعة الإنسان الفاسدة غير ممكنة … فعلشان كدا قلنا إن الخطية هي الإنفصال عن الله (الموت الروحى) وكلما كان هذا الإنفصال مستمر بدون علاج نهائى (كفارة دم المسيح) سيظل الأنسان تحت حكم الموت لا مُحال.
رابعاً:
– الله في هذه الحالة يكون هو الخصم والحكم ومن حقه أن يُسامح ولا يختل العدل بدون اللفة الطويلة دى ومش محتاجين حد يتصلب؟
– لماذا الصليب، ليه مش مُمكن أن ربنا يغفر لهم ويعفو عنهم وخلاص على كدا؟
– آدم وحواء تابوا لله وربنا غفر لهم وانتهى الموضوع من زمان؟
عزيزى القارىء عندما تواجه أى سؤال شبيه بهذه الأسئلة السابقة
تضع أمام عينيك كلمتين ( الموت والعلاقة الحية مع الله (، لأن الأنسان أختبر الشر وفَعَلَ المعصية، والخطية فصلت الأنسان عن الله .. فأنفصل عن مصدر الحياة وبالتالى فقد حياته وخلوده وأصبح عليه حكم الموت، وليستعيد حياته مره أخرى عليه أن يستعيد العلاقة الحية مع الله (مصدر الحياة)، ولأن طبيعة الله القداسة والطهارة والصلاح وهذا يتعارض مع طبيعة الأنسان التى فسدت وتلوثت بِشر الخطية، فيجب التكفير عن الخطية كما جاءت “الكفارة” في العبرية بمعنى الترضية أو كما جاءت في اليونانية بمعنى التغطية والستر ليتطهر الأنسان من الخطية وفقاً للقانون الألهى، فيُحسب مُستحقاً لرجوع العلاقة الحية مع الله والتى ستُعيد له الحياة والخلود مرة أخرى وتقضى على الموت. – وعوده العلاقة الحية مع الله هي المُصالحة معه “أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ“ (2 كو 5: 19) – والكفارة تمت على الصليب “يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا“ (1 يو 2: 1-2) |
خامساً: المفاجأة الإسلامية، إن لو الله تاب على آدم وغفر له ولا يحتاج لكفارة ولم تتأثر طبيعته بالمعصية …
1- فلماذا لم يعود للجنة مرة أخرى هل منطقى اسامح ابنى على غلطة وبعد كدا أطرده برا البيت أومال سامحته ازاى؟!!!
2- ولماذا بالرغم من المغفرة نذهب لأبعد من ذلك ويكون آدم ومعصيته سبب خروج ذريته كلها من الجنة وشقائها؟!
3- ولماذا بالرغم من مغفرة الله مازال على الإنسان تغطية عورته حتى الآن، لماذا لم تعود النظرة البريئة له؟
4- ولماذا بدأت العداوة بين البشر بعد معصية آدم؟ … حصل تغير في طبيعة الأنسان بكل تأكيد … (و السيد فاضل سليمان في ذلة لسان له، يسقط ويُقر بحدوث تغيير ما في طبيعة البشر بسبب طاعة الشيطان والسقوط في المعصية!!! حيث قال ذلك في أحدى حلقات التدبر )
5- ولماذا مازال آدم يذكر خطيئته حتى بعد ما غفرها له الله، ولم يذكرها مجرد ذِكرعابر بل كانت لها تأثير فجعلته لا يصلح أن يكون شفيع في يوم القيامة؟
6- ولماذا يوجد في ذُريتهُ من يلتمسوا الكافر فداءً وفكاكاً (خلاصاً) من النار؟!
7- وكيف شجرة تُسمى شجرة الخلد من أكل منها خلد ودام مُكثه، وآدم يأكل منها ويموت!! أومال اسمها شجرة الخلد ليه؟!
فبعد ذِكر كل هذا فهو حقاً كان من }الْخَاسِرِينَ {كما قالها عن نفسه في القرآن، فهو مازال يحتاج لكفارة تمحى خطيئته ونتائجها المدمرة “وَبِدُونِ سَفْكِ
دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ“ (عب 9: 22).
لكن الفحص الدقيق لبعض النصوص الأسلامية يكشف المزيد من المفاجأت ويؤكد أن الخلاص لا يمكن أن يكون بعمل صالح يعمله الأنسان، بالذهاب لسورة الأعراف }قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [الأعراف 23] فآدم هنا يؤكد إن خلاصه ونجاته ليس بعملٍ صالحٍ يفعله
و بالرغم من إنه في الإسلام يُعتبرآدم أول المسلمين لكنه لم يذكر الحج والوضوء والزكاة والصلاة وغيرها بينما طلب الرحمة فقط من الله لأن العمل عمل الله حيث الله هو المُبادر، فالإنسان عاجز تماماً على أن يعمل شىء يُنجيه ويُخلصه من الهلاك وأعماله لا ترتقى أن تقف أمام الله القدوس.
و أيضاً }ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ {[البقرة 64] والمخاطب هنا اليهود والنصارى والصابئة، ما الذي رفع عنهم الهلاك ولم يجعلهم من الخاسرين؟ هل الصوم أو الصلاة أو الحج؟ لا بل الرحمة الألهية والرحمة الألهية عند أهل الكتاب تجلت في صليب المسيح “اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ” (أف 2: 4-5)، فلا يوجد تعريف للرحمة الإلهية يصلُح غير إن الله رفع حُباً حكم الموت والفناء والهلاك عن الإنسان وأعاد له خلوده بكفارة الدم.
و أيضاً }وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {[الأعراف 149] والمخاطب هنا هم شعب موسي النبي ولم نسمع موسى يقول لهم صلوا أو اتوضوا أو اذهبوا للحج علشان الله يغفر لهم الشرك بعدما عبدوا العجل وهي من الكبائر إسلامياً، لم نسمع ذلك أنما نسمع على طول الخط صوت واحد فقط وهو الرحمة الإلهية.
و أيضاً }قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ{[هود 47]، نوح النبى الكبير أخطأ خطأ واحد وفى الإسلام يُصنف من الصغائر ولكنه أصبح من الخاسرين (أى الهالكين) وعقابه الموت ويحتاج إلى رحمة الله!!
و في مسند أحمد – مسند أبي هريرة رضي الله عنه نجد: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا فإنه لن ينجي أحدا منكم عمله قلنا يا رسول الله ولا أنت قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة “، فمفهوم الخلاص والرحمة الإلهية ولو تتذكر عزيزى القارىء مفهوم الفداء لابن ابراهيم أيضاً ذكرناه فيما سبق، تظل هذه المفاهيم تُومض هنا وهناك في بطون الكتب الأسلامية ولكن يتم التعتيم عليها.
ونُزيد حضراتكم من البيت شِعراً فعلماء الأسلام وعلى رأسهم ابن كتير في تفسير الأعراف 23 يقترحون أن الكلمات التى تلقاها آدم من الله عندما } اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ{ [طه 122] هي }قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ ومن ضمن الأقتراحات الأخرى التى تطرح سؤالاً هاماً جداً سبق وطرحناه ما ورد في تفسير الطبرى في البقرة 37 عن ابن عباس “قال: أي رب، ألم تسكني جَنتك؟ قال: بلى. قال: أي رب، ألم تسبق رحمتُك غضبك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن أنا تبت وأصلحت، أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم“. … والسؤال هنا … آدم تاب والله غفر له لماذا لما يُرجعه إلى الجنة بعد توبته بل طرده هو وذريته كمان ويوجد من هو في ذريته مَن لن يرجع الجنة ثانيةً؟!! التوبة لوحدها لا تكفى بدون التكفير عنها بالدم.
[[14:31]] التساؤل التاسع: الدليل على ذلك أية، فقدان النعمة اللى جاية من الله نتيجة الخطيئة، معنى كدا إنه فقد حب الله يبقى ربنا مبقاش يحب البشرية، محدش يقولى بقى إن ربنا احب العالم ارسل ابنه الوحيد، لأ، ماحنا قولنا ان الأنسان فقد النعمة، يبقى هنا ربنا ارسل ابنه الوحيد ده علشان يموت من أجل يطلعه هو من الورطة، إذا هنا انت تصف الله بالأنانية، وصف خطير؟
* في المسيحية:
– آدم وحواء في جنة عدن كانا يتمتعان بالحياة مع الله والعِشرة معه وهذه كانت النعمة الحقيقية التى كان يتمتع بها الأنسان وهي العلاقة الحية مع الله.
و الآن حتى نستطيع تحسين علاقتنا مع الله قليلاً نحتاج للدخول في جو روحى من الصلاة والصوم والتأمل وكل هذا لا يُقاس بعلاقة آدم وحواء مع الله قبل السقوط، فالله عندما كلم موسي النبي سميناه كليم الله بينما الله كان يتحدث مع آدم وحواء بصورة يومية وكانت العلاقة والاتصال بينهما دائم وحى.
و هذا ما سنكون عليه نحن ايضاً في ملكوت السماوات بفضل كفارة المسيح التى قدمت لنا المُصالحة مع الله.
– وطبعاً نتيجة عدم الفهم السليم للعقيدة المسيحية عند م. فاضل سليمان، لا يعرف الفرق بين النعمة الإلهية (الهبة والعطية الإلهية) والمحبة الألهية.
أولاً: محبة الله للإنسان: الله أَحَبَ الإنسان حتى المنتهى “وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.” (إر ٣١: ٣)، “أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ“
(ملا 1: 2).
– فالله أَحَبَ الإنسان محبة غير مشروطة لأنه بعدما أخطأ آدم وحواء مباشرةً “صَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.” (تك ٣: ٢١) لم يتركهما عريانان فلو الله كرههما بعد الخطية كان سيتركهما عريانان … فالله بالفعل يكره الخطية لكنه لا يكره الخُطاه فقد قيلَ عنه إنه “مُحِبٌّ … الْخُطَاةِ” (مت 11: 19) لأنهم خليقته هكذا قال داود النبى في المزمور(الزبور) “عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ لاَ تَتَخَلَّ” (مز 138: 8) … فالله شبه الخُطاة بالمرضى وقال “لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى.“ (مر 2: 17) وفى هذه الآية يتضح محبة الله للأنسان وإن كان في أسوء حالاته “أَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ … وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا“ (رو 5: 7-8) لأن الله يعرف أن المبادرة لا يُمكن أن تكون منا، هذا الإنسان الضعيف والعاجز والتائه، لا يمكن أن ينتظر الله منه أن يُدرك الله ويعرفه ويُحبه، فالمبادرة فضلاً تكون من القادر ليس من العاجز، من الغنى ليس من الفقيرالضعيف.
22 |
– وأَحَبَ الله الإنسان أيضاً محبة غير محدودة “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يو3: 16) فكلمة “هكَذَا” تشير إلى المقدار، ما هو هذا المقدار=“حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ”+ “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” (يو ١٥:13) ولهذا كله عزيزى القارىء، انت لا تحتاج لأى علامات لتدل على حُب الله لكَ، فالثابت في كلمته المقدسه أنك محبوب.
– كيف سيُدين الله الخاطىء طالما يُحبه؟ محبة الله ليس معناها موافقته على الشر، فبالرغم من عدم طاعة الابن لأمه إلا أن هذا لا يؤثر في حُبها له لكونه ابنها ومحبتها له ليس معناه أنها توافق على عصيانه لها، لذلك مَن لا يُبادل حب الله الغير مشروط ده ويفضل في خطيته ومعاصيه … سيُدان يوم القيامة لأنه رفض هذا الحب المجاني والغير محدود والغير مشروط فعلى ذلك يقوم القضاء والعدل يوم الدينونة.
ثانياً: محبة الأنسان لله: العبادة المسيحية ليست قائمة على الفرض والأجبار بل على المحبة، فالمسيحيى يُصلى ويصوم ويتصدق لأنه يُحب الله وليس لأن هذه فروض عليه أو يفعلها لكى يُحبه الله لأن الله أصلاً يُحبه بدون شروط، طب لماذا يُحب الأنسان الله؟ ببساطة “نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا” (1 يو 4: 19)، أحبنا الله أولاً وأحبنا في كل حالاتنا الجيدة والسيئة لذلك نُحبه ولأننا نُحبه نعبده ونُطيعه.
ثالثاً: محبة الإنسان لغيره من البشر:
– “وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ” (1 يو 4: 8)، هنا يتكلم عن المحبة المجردة غير المشروطة تجاه الأنسان الآخر لأن الله في طبيعته يُحب كل الناس وبالتالى عايز خليقته كدا … فمينفعش إن حد يقول أنا أُبغضك في الله أو أنا سأقتلك في الله علشان انت مختلف عنى في الجنس أو العرق او اللون او العقيدة ..إلخ لأن ببساطة من يقول هكذا وميعرفش يحب الغير هو “لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ“ + “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا“
(1 يو 4: 20-21).
– فالمسيحي الحقيقى لا يهتم بإن الآخر يُحبه حتى يبادله الحُب بل حتى وإن كان الآخر يكرهه فهو يُحبه، ولا يُهم إختلافك في البلد أو الجنس أو العرق أو الدين .. هذا كله لا يُهم، المهم إنك من أبى آدم وأُمى حواء فهذا يكفى أن تكون شخص محبوب بالنسبة للمسيحي .. هذا ما لا تستطيع فلسفه بشرية أن تزرعه لا نقول أن تتكلم عنه بل تزعه في القلوب لكن أتباع الإله الحقيقى يقدمون هذه المحبة التى سُكِبت في قلوبهم للآخرين “وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (1 تس 4: 9).
– السيد المسيح يقول أعظم تعاليم عرفتها البشرية عن المحبة الإنسانية: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ … وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ ”
– وأستقى من هذه التعاليم السابقة بولس الرسول (شاول اليهودى الأرها*بى سابقاً) وقال: “اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ … وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ … بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا … لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ … إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ … لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ“ (رو 12: 9،10، 14،17-21).
– الفقه المسيحي قائم على أن محبة الله قد انسكبت على البشر الذين لا يوجد واحد فيهم يستحق هذه المحبة ولكن فضلاً وانعاماً من الله على الجنس البشرى الخاطىء احبنا وبالتالى وجب علينا أن تكون محبتنا للآخر هي محبة غير مشروطة ؛ لأن الرب الإله أحبنا دون شروط.
* في الإسلام: محبة الله للإنسان مشروطة، فالله اسلامياً لا يُحب الإنسان لكونه أنسان ولأنه خليقته بينما يضع شروط تُحدد مَن يُحبه ومَن لا يُحبه…
– شرط 1: الله لا يُحب الكافرين
}لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{ [الروم 45]
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران 32]، طالما الله لا يُحب الكُفَّار أومال بيبعت رُسل وأنبياء ليُهديهم ليه؟؟!!
{ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } [البقرة 276]، طب ما دول هما اللى تعبانين ومحتاجين الله ومحتاجين محبته، مش البار والكويس فالسيد المسيح يقول “لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى.“ (مر 2: 17)
– شرط 2: الله لا يُحب المعتدين
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة 190]
– شرط 3: الله لا يُحب الخوان
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج 38]
{وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء 107]
– شرط 4: الله لا يُحب الظالمين
{وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران 57]
– شرط 5: الله يُحب المُطهرِينَ
{لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة 108]
– شرط 6: الله يُحب الذين يقاتلون في سبيله
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف 4]، بينما عند أهل الكتاب الله يُحبِّك ويُرسل كلمته من أجلك لكيما
يرفع عنك الموت ولا يُطالبك بالموت ولا يُسر بموتك أصلاً “عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ” (مز 116: 15).
– شرط 7: تُحب الله وتتبع الرسول
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران 31]، يعنى لازم تتبع كل التعاليم والوصايا علشان احبك، طب مين يقدر يلتزم بكل ده ولا يُخطىء في أى شىء فهذا شرط تعجيزى!!
23 |
– شرط 8: الله يُحب المُحسنين
{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران 148]
– شرط 9: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة 222]
– شرط 10: {اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران 76]
– شرط 11: {اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران 146]
– شرط 12: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران 159]
شرط 13: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة 42]
لو تساءلت عزيزى القارىء وما المشكلة في أن تكون محبة الله مشروطة؟ المشكلة ببساطة أن هذا يتعارض مع طبيعة الله، فالله غير محدود وبالتالى صفاته غير محدودة، نتكلم عن عدله غير المحدود وحكمته غير المحدودة ولكن حينما نأتى للمحبة نجدها بشروط أى محدودة لفئات مُعينة وليست للكل وهذا يتعارض مع طبيعة الله؟؟!!
فهذه قاعدة لا جدال فيها حينما تُحجم صفة من صفات الله فأنت حجمت الله ووضعت له حدود وحاشا ليه تبارك اسمه وحده + النقطة الثانية إن الله ثابت لا يتغير وصفاته ثابتة فهو خلق خليقته ويُحب خليقته وبالتالى ليس لتصرف مُعين تفقد خليقته محبته، فهل الإنسان بتصرفاته وأنحرافاته يُغير في صفات الله!! اليوم انا كويس فالله بيحبنى … بكرة عملت حاجة مش كويسة ربنا بطل يحبنى … كدا صفات الله تكون بتتغير -حاشا-!!
————————————————————————-
[[17:08]] التساؤل العاشر: انتوا بتقولوا لنا إن السيد المسيح جه هو دفع الفاتورة الكبيرة بإنه اتعاقب العقوبة اللى كان لازم يتعاقبها آدم، العقوبة هي الموت الأبدى، لأ ثانية واحدة دى القصة عندكوا بتقول مماتش موت أبدى ده مات ٣ أيام ثم قام، لما تيجى تعدهم الجمعة بليل للأحد الصبح يوم ونص لكن مش مشكلة هو مات ٣ أيام ثم قام، هو كدا دفع الفاتورة، مدفعش الفاتورة، يا اخواننا المسيحيين طبقا للقصة دى المسيح مدفعش الفاتورة، كان المفروض يموت للأبد علشان خاطر يبقى دفع الفاتور، واحد اتعاقب بعقوبة السجن مدى الحياة، جه واحد تانى وقال أنا هخش السجن بداله يخش ٣ ايام ويطلع … يبقى ده كدا مدفعش حاجة .. دفع ٣ أيام؟
أولاً: المسيح كان يهودياً ويُخاطب اليهود يومياً، فمن المنطقى إنه سيُكلمهم بنظام حساب الأيام المُتعارف عليه عند اليهود والسارى حتى يومنا هذا عندهم:
1– اليوم اليهودي يبدأ بعد غروب شمس اليوم الذي يسبقه وينتهي بعد غروب هذا اليوم (1/2)
2– أي جزء من اليوم يعتبر يومًا كاملًا (3)، وجاء في التلمود “إن إضافة ساعة إلى يوم تُحسب يومًا آخَر، وإضافة يوم إلى سنة تُحسَب سنة أخرى” والأمثلة على ذلك في الكتاب المقدس كثيرة، ويقول القس جافيد براون الخبير بعقائد اليهود ولغتهم في كتابه: “بحسب ناموس اليهود يُعتبر جزء من اليوم يومًا كاملًا.. فإذا وُلِدَ طفل في الساعة الأخيرة من اليوم، بل في البضعة دقائق الأخيرة فيه يُحسب ذلك اليوم يومًا كاملًا في عمر الطفل!! (4)
وحيث أن السيد المسيح أمضى جزء من يوم الجمعة + يوم السبت بالكامل + جزء من يوم الأحد، فهو بذلك وفقاً للمنظومة اليهودية يكون قد أمضى في القبر ثلاثة أيام.
ثانياً: عند موت الناسوت فقط على الصليب كان متحداً باللاهوت (الذى لا يموت لأن اللاهوت لا يتأثر بالموت أصلاً) فأعطى هذا الأتحاد ذلك الموت صفة اللامحدودية فكان الموت موتاً غير محدوداً من جهة:
١– الكفارة، فكل خطية هي خطية موجهة لله فهى تعدى عليه وبالتالى هي خطية غير محدودة تستوجب موت غير محدود لذلك تحتاج إلى كفارة
غير محدودة.
2- الزمن، اللاهوت لا يخضع لقوانين الزمن الأرضية لذلك أعطى اللاهوت موت الناسوت أن يكون فوق الزمن فيُعطى كفارة عن كل من هم كانوا قبل الصلب وكذلك عن كل من هم جاءوا بعد الصلب.
فنحن هنا لا نتحدث عن موت إنسان (ناسوت) عادي فيحتاج أن يبقى ناسوته ميتاً للأبد حتى يُسدد العقوبة الأبدية بل في اللحظة التى مات فيها السيد المسيح على الصليب كان موته غير محدود كفارياً وزمنياً والدليل على ذلك أن آخر ما قاله السيد المسيح على الصليب قبل الموت (ناسوتياً) مباشرةً ” قَدْ أُكْمِلَ “ (يو 19: 30) أى أكملَ عمل الخلاص والفداء للبشرية كلها في كل مكانٍ وزمانٍ.
[[17:54]] التساؤل الحادى عشر: اتحاد الناسوت واللاهوت، الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية متحدين فيه، متحدين دول اندماج، طب اللى مات على الصليب مين ان شاء الله، اللاهوت ولا الناسوت، المفروض المسيح مات يبقى اللاهوت مات، يعنى الدنيا قعدت ٣ أيام بدون أله؟
طبيعة اتحاد اللاهوت والناسوت في المسيح:
١– لقد اتحدت الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة البشرية إتحادًا كاملًا بدون اختلاط مثل اختلاط المواد معًا، وبدون امتزاج مثل امتزاج السوائل، وبدون تغيّير فالطبيعة اللاهوتية لم تتحوَّل إلى طبيعة بشرية، ولا الطبيعة البشرية تحوَّلت إلى طبيعة لاهوتية، ولم تذُب الطبيعة البشرية في اللاهوت مثلما تذوب نقطة الخل في المحيط وتتلاشى، إنما احتفظت كل طبيعة بخصائصها حتى بعد الإتحاد بسر يفوق الإدراك “وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ“ (1 تي 3: 16)،
فاللاهوت ظل لاهوتًا بكل صفاته وخصائصه والناسوت ظل ناسوتًا بكل صفاته وخصائصه، وأقرب مثل لهذا نضعه أمام أعيننا هو في أنفسنا، فكل إنسان منا تتحد روحه بجسده.. بكل جسده وليس بجزء من جسده، وكل خلية في الجسد هي خلية حيَّة، ومع ذلك تظل الروح روحًا والجسد جسدًا، ولم يتحوَّل أو يتغيَّر أحدهما للآخر، فالإنسان لن يصير روحًا مجردة مثل الملائكة ولن يصير جسدًا مجردًا مثل الحيوانات (1)
٢- اللَّه لا يموت، لأن اللاهوت مُنزَّه عن الألم والموت، وأن اللاهوت لا يتغيَّر من حال إلى حال، فاللَّه حيٌ بروحه القدوس، وهو واهب الحياة لكل كائن حي، واللَّه غير قابل للموت ولا يقوى عليه الموت “لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى” (دا 6: 26)، ولكن السيد المسيح ليس لاهوتًا فقط، إنما هو متحد بالناسوت. لقد أخذ ناسوتًا من نفس طبيعتنا البشرية، دُعي بسببه “ابن الإنسان” وناسوته مكون من الجسد البشرى متحدًا بالروح البشرية.
3– السيد المسيح = اللاهوت + (الناسوت = الجسد البشري للمسيح + الروح البشرية للمسيح )، والذي حدث على الصليب هو افتراق الروح البشرية للمسيح عن الجسد البشري للمسيح، فالموت الذي جاز فيه السيد المسيح هو موت بحسب الجسد (الناسوت) فقط.
- م. فاضل سليمان يستخدم مرة أُخرى مُغالطة رجل القش ؛ لتضليل المشاهدين … فمتى قال المسيحيون إن اللاهوت مات!!!
- ما بُنى على باطل فهو باطل، المسيحيين أصلًا لا يؤمنون بأن اللاهوت من الممكن أن يموت -حاشا- بل يؤمنون أن الله (اللاهوت) روح والسيد المسيح قال “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا»” (يو 4: 24) والروح لا تموت فالذى مات هو الناسوت فقط وبالتالى الله (اللاهوت) الذي لا يموت ولم يتأثر أطلاقاً بموت الناسوت كان يُدير الكون مُنذ الأزل وحتى أبد الآبدين أى قبل وأثناء وبعد الصلب،
و في كل وقت وفي كل مكان الله بلاهوته هو ضابط الكون كله ما يُرى وما لا يُرى.
[[18:16]] التساؤل الثانى عشر: القصة بتصف الله بأوصاف غريبة جدا، (تك ٣: 8-9)، يعنى بيتمشي في الطراوة، اين انت وعلامة استفهاااام، ربنا مش عارف، إن الله لا يخفى عليه شيئا مما في الأرض ولا في السماء، وصفه بالظلم وبالأنانية والجهل وعدم العلم؟
أولاً: هل م. فاضل سليمان مسيحى ونحن وحضراتكم منعرفش؟!!! لماذا يُعطى لنفسه حق تفسير الكتاب المقدس؟! ماذا يعلم عن مدارس التفسير والنقد الكتابى والنص النقدى وغيره من علوم الكتاب المقدس، ولو قولتم أكيد دارس كل ده … هنقول لحضراتكم مستحيل لأن الجواب بيبان من عنوانه
– “صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ”: سمعا “صَوْتَ الرَّبِّ” ماشيًا مع أن الصوت لا يمشي، “صَوْتَ الرَّبِّ” أي كلمة الله الذي جاء مُبادرًا بالحب ليُنقذ الإنسان الساقط ويقيمه “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا” (يو 1: 14)، و“مَاشِيًا” إشاره لتجسد كلمة الله (المسيح) ليُخلص آدم وذريته.
– “عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ“: كلمة ريح وكلمة روح بالعبرية هي كلمة واحدة ومعناها هنا هو الروح القدس “وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ … وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ“ (أع 2: 2، 4) فالروح القدس هو الذي يُعطينا معرفة المسيح كلمة الله وجاء الروح القدس في “النَّهَارِ” بالتحديد لكيما يُعطينا معرفة المسيح لأن المسيح كلمة الله التى خلق بيها كل شىء هو نور العالم “وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ … كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ … كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ“ (يو 1: 1،3، 9)
ولاحظ أن الله لم ينتظر آدم ليأتي إليه مُعتذرًا عن خطاياه، بل تقدم هو بالمبادرة له بالحب لكيما يجتذبه ويعترف بخطاياه ويتوب عنها لكنه تهرب من ذلك وآدم ألقى اللوم على حواء وحواء على الحية، وهذا حال الإنسان إلى اليوم يتهرب من الأعتراف بالخطأ والأعتذار عنه ويبدأ في البحث عن أعذار.
ثانياً: م. فاضل يستخدم اسوأ انواع الخداع، ويستغل جهل أغلب المسيحيين بالقرآن فيُخفى عليهم إن السؤال أيضاً في القرآن وَرَدَ بمعانى كثيرة غير أسلوب الاستفهام المعتاد عليه، فالسؤال في اللغة العربية معناه المعتاد هو الاستفهام عن أمر يجهله السائل ولكن قد يأتى السؤال ويُقصد به التعجب أو العتاب واللوم أو النفى أو التكثير أو الأمر أو الترغيب وذلك موجود في القرآن على سبيل المثال لا الحصر:
1– الاستفهام القرآني ويُقصد به التعجب: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} [البقرة:28]
2– الاستفهام القرآنى ويُراد به العتاب واللوم: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16]
3– الاستفهام القرآنى ويُراد به النفى: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99]، أي أنك لا تكره أحدا على الدخول في زمرة المؤمنين
4– الاستفهام القرآنى وويُقصد به التكثير: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ} [الإسراء:17]
5– الاستفهام القرآنى ويُراد به الأمر والطلب: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة:91]، أي: انتهوا عن شرب الخمر
6– الاستفهام القرآنى وويُقصد به الترغيب: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة:245]
– لو م. فاضل سليمان بالنسبة له كل سؤال لازم حتماً يكون معناه الاستفهام المعتاد، فلنرى كيف شرح في حلقات التدبر سؤال الله لموسى النبي
المذكور في سورة طه {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ} [طه 17]؟؟
١– حيث يقول المهندس الفاضل في الدقيقة 28: 3: “ماهو أكيد ربنا عارف”
٢– سبحان الله!! نحن أمام سؤالين خرجا عن معناهما المعتاد، يروح م. فاضل يقول في القرآن: ما هو أكيد ربنا عارف، وفى الكتاب المقدس يقول: ربنا مش عارف والقصة وصفته بالجهل وعدم العلم!!!!
٣– من الواضح أن م. فاضل سليمان يُحاول أن يتناسى قواعد اللغة العربية عند قراءته للكتاب المقدس!!!!
– لماذا يُكيِّل م. فاضل سليمان للمسيحيين بمكيالين، لماذا لم يكن مُنصفاً للحق وباحث عنه بحيادية كما أدعى عن نفسه في بداية الفيديو بأنه صادق في بحثه عن الحق!!
– الله يعلم تماماً أين آدم وما فعله، لكن سؤال “أَيْنَ أَنْتَ؟“ هدفه أن يبدأ آدم بالدخول في حوار مع الله ليعترف بنفسه ويتوب عن خطيئته بدلاً من الاختباء لذلك سأله مجدداُ بعد ذلك “هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ“ وأيضاً هذه المرة بدلاً من الاعتراف آدم رمى غلطته على حواء وحواء رمت غلطتها على الحية.
ثالثاً: لو تتذكروا من شوية قولنا إن م. فاضل سليمان مش دارس المسيحية جيداً، وهذا لم يكن أفتراء عليه … نُزيدكم من الأدلة دليل …
المهندس الفاضل لو كان قلب بس الصفحة اللى بيقرا منها وقرأ الصفحة اللى بعديها مكنش هيسأل السؤال ده، فأما هو لم يقرأ أو يعلم جيداً ويستخدم أساليب غير أمينة والله أعلم
“فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» فَقَالَ (الرب): «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ“
(تك 4: 9-10)، لو الله هنا بيسأل علشان هو مش عارف -حاشا-، آدى أهو قايين (قابيل) لم يُعطيه أجابة مُفيدة وبالرغم من كدا يُكمل الله حديثه معه بإنه عارف بقتل هابيل وسفك دمه … فالسؤال هنا خَرَجَ عن معناه المُعتاد وقصد به الرب الإله أن يعترف قايين بالخطأ الذي أرتكبه ويندم ويطلب رحمة وخلاص الله …
[[19:31]] التساؤل الثالث عشر: في (لو ١: ٣٥)، السيدة مريم تتطهر من غير ما حد يجى يتصلب ويتقتل، يبقى ربنا بيعرف يطهر من الخطيئة من غير ما حد يتصلب ويدفع التمن أهو؟
هناك أمرين يجب الألتفات لهم في ميلاد المسيح المُعجزى:
أولاً: لماذا ولد المسيح بدون أب من البشر؟ لماذا أختلف عن كل التاريخ السابق واللاحق؟
لابد أن تكون هذه الولادة لها دور في رسالة المسيح وإلا فلا قيمة لها على الإطلاق … المسيح وُلد بلا أب من البشر لأن المسيح هو الوحيد الذي كسر قانون توريث الطبيعة الفاسدة (أو بمصطلحات مُرادفة أخرى وضعها العلماء: الطبيعة الجديدة/ الطبيعة الساقطة/ الطبيعة الثانية/ الخطية الأصلية/ الخطية الجدية) فآدم وحواء أخطأوا معاً في الجنة، وآدم وحواء معاً بيشتركوا في توريث هذه الطبيعة الفاسدة، فمولود الرجل والمرأة يرث منهم الطبيعة الفاسدة وليس فقط المرأة وليس فقط الرجل ولكن عند المسيح هذه القاعدة كُسرت تماماً فالمسيح ليس له أب من البشر يُشارك العذراء مريم في توريث الطبيعة الساقطة.
ثانياً: كيف حُبل بالمسيح؟
– حينما نرجع للأنجيل المقدس، نرى الوحى الإلهى يقول في ظهور الملاك للعذراء مريم “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ” (لو 1: 35)، القدوس لقب خاص بالله وحده “وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ” (مز 22: 3) + “قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” (إش 6: 3)
و أيضاً في الإسلام القدوس من اسماء الله الحسنى، فالروح القدس قام بفعل جديد في أحشاء العذراء لم يحدث في أحشاء الأمهات كلها لتأهيلها وتقديسها، فالمسيح ليس نتاج زرع بشر في بشر فيولد الإنسان حاملاً نتاج زرع البشر ووارثاً الطبيعة الفاسدة، الذي يحمل الطبيعة الفاسدة المحكوم عليها بالموت هو فقط نتاج زرع البشر (الرجل + المرأة) معاً.
– المسيح قال عن نفسه مُخاطباً تلاميذه “أَهذَا يُعْثِرُكُمْ؟ فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا“ (يو 6: 61-62)، فالمسيح سماوى نَزَلَ من السماء “حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا” وحَلَ في أحشاء العذراء ليس بمعادلة بشرية بأن رجل يعرف امرأة، وبالتالى لم يولد المسيح وهو يحمل الطبيعة الفاسدة.
– فسبب قول الملاك لها “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ”، كان يُوضح لها كيف سيحدث الميلاد المُعجزى للمسيح والدليل إن العذراء مريم سألت الملاك عن كيف سيحدث ذلك الميلاد بدون زواج؟ “فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»” (لو 1: 34)، فأجاب عليها الملاك بهذه الآية موضحاً لها كيفية حدوث الحبل بدون زواج “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ” وليست عن تطهير العذراء من الخطية الأصلية (الطبيعة الفاسدة) وذلك واضح من سياق الحديث بين العذراء مريم والملاك في صورة سؤال في الآية 34 والجواب في الآية 35 التى ذكرها م. فاضل سليمان وهذه هي المرة الثانية التى لا يلتزم فيها م. فاضل سليمان بترتيب سياق الكلام!!
– مع كل ما بلغته القديسة مريم العذراء من جمالٍ روحيٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ في المسيحية ولكن كانت تحتاج للخلاص مثلها مثل باقى البشرية والدليل:
1– قالت السيدة العذراء في صلاتها إنها عبدة الرب “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ” (لو 1: 38) وأيضاً “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ“ (لو 1: 46-49) فهى إذاً تحتاج إلى الخلاص والفداء مثل باقى البشر.
٢– مكتوب في الكتاب المقدس “الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (مز 14: 3) ولم يُستثنى أحد من البشر.
[[20:20]] التساؤل الرابع عشر: في (تث ١٠: ١٠)، الله غفر لشعب بنى إسرائيل مرتين، يبقى ربنا سمعله (موسي النبى) وقبل الشفاعة وقبل السيد المسيح بألف سنة ولا كان جه ولا كان اتصلب ولا غيره … في (خر ٣٢: ١٤)، ربنا تراجع عن انه يعاقب شعب بنى اسرائل اهو قبل ما يجى السيد المسيح او يتصلب، طبعا كلمة ندم وصف لا يليق بجلال الله؟
الآيتين اللى ذكرهم م. فاضل سليمان خاصين بعبادة بنى إسرائيل للعجل الذهبي، وهذه القصة ذكرها موسي النبي مرتين في التوراة مرة في سفر (كتاب) الخروج Exodus بسرد تاريخى أى مُهتماً بترتيب الأحداث تاريخياً وكررها مرة أخرى في سفر التثنية Deuteronomyبسرد نبوى أى بالتركيز على النبوات.
أولاً: “فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ” (خر 32: 14)، لو المهندس الفاضل أكمل القراءة للآية رقم ٣٤ في نفس الأصحاح حتى يأخذ سياق الكلام كاملاً ولا يأخذ راس القبة ويطير كان وجد الأجابة في الآية 34 “وَالآنَ اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ. هُوَذَا مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ. وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ»” (خر 32: 34)، فما معنى “وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ” لو ذهبنا لتفسير الرابى راشي لهذه الآية سنجده يقول:
“Now I have listened to you (Moses) not to destroy them all at once, but always, always, when I take an accounting of their sins, I will also account a little of this sin with the other sins. [This means that] no punishment befalls Israel in which there is not part of the punishment for the sin of the [golden] calf.
“الآن لقد استمعت إليك (يا موسي) لا لتدميرهم جميعًا مرة واحدة، ولكن دائمًا، دائمًا، عندما أقوم بحساب خطاياهم، سأحسب أيضًا القليل من هذه الخطيئة مع الخطايا الأخرى. [وهذا يعني أنه] لا يصيب إسرائيل أي عقاب لا يوجد فيه جزء من عقوبة خطيئة العجل [الذهبي]“
ونجد في تعليق الرابي راشي على سفر الخروج ما يأتى:
“At present I listen to you (Moses) and will refrain from consuming them all at once — but ever and ever throughout the ages, when I am visiting them for their sins I shall visit them at the same time for a little of this sin in addition to their other sins for which I am then punishing them. Indeed no punishment ever comes upon Israel in which there is not part payment for the sin of the golden calf.”
“في الوقت الحاضر أستمع إليك (يا موسي) وسأمتنع عن هلاكهم جميعًا مرة واحدة – ولكن دائمًا وعلى مر العصور، عندما أعاقبهم بسبب خطاياهم، سأعاقبهم في نفس الوقت لقليل من هذه الخطيئة بالإضافة إلى الخطايا الأخرى التي أعاقبهم عليها. في الواقع، لا يوجد أي عقاب على إسرائيل لا يوجد فيه دفع جزئي لخطيئة العجل الذهبي” ونفس الكلام مذكور في السنهدرين Sanhedrin 102a:15 ) السنهدرين هو الهيئة الدينية العليا في أرض إسرائيل خلال زمن الهيكل المقدس (
ثانياً: “وَأَنَا مَكَثْتُ فِي الْجَبَلِ كَالأَيَّامِ الأُولَى، أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَسَمِعَ الرَّبُّ لِي تِلْكَ الْمَرَّةَ أَيْضًا، وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُهْلِكَكَ” (تث 10: 10)، هذه الآية تتحدث عن نفس الحادثة وهي عبادة بنى إسرائيل للعجل الذهبي ولكن لأن موسي النبي ذكرها مرتين مرة في سفر الخروج والأخرى في سفر التثنية فظن م. فاضل سليمان إنهم حادثتين مُختلفتين وقال ربنا غفر ليهم مرتين … طب ازاى ربنا يغفر الغلطة الواحدة مرتين، زيادة توكيد
مثلاً؟!! وهو أصلاً مش غفران ولكن تأجيل للعقوبة كما وضحت سابقاً والذى يؤكد إنها نفس ذات الحادثة إذا ما قورنت الآية اللى بعدها مباشرة
بالآية المذكورة في سفر الخروج
“ثُمَّ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قُمِ اذْهَبْ لِلارْتِحَالِ أَمَامَ الشَّعْبِ، فَيَدْخُلُوا وَيَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ” (تث 10: 11)
“وَالآنَ اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ. هُوَذَا مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ. وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ»” (خر 32: 34)
ثالثاً: في اليهودية والمسيحية: “أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ” + “وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ“، فكيف يقول م. فاضل إن الله غفر لمن هم كانوا قبل الصلب في لحظتها؟، طب حكم الموت أين ذهب؟، أين سفك الدم والكفارة؟، ولماذا أعطى الله لموسي النبي شريعة الذبائح الحيوانية للكفارة .. ما فائدتها إذاً؟
- قبل صلب المسيح مَن أخطأ ومات بدون توبة لم يَغفر له الله خطاياه بذبيحة المسيح على الصليب.
- و لكن قبل صلب المسيح مَن أخطأ وتاب وحفظ الناموس والوصايا وقدم الذبائح الحيوانية ككفارة رمزية ترمز لصلب المسيح ومات على رجاء خلاص المسيح المنتظرغفر له المسيح خطاياه على الصليب والدليل:
١– يقول الكتاب المقدس عن آباء وأنبياء بنى إسرائيل “فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا
وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ” (عب 11: 13)
أي حسب الإيمان مات إبراهيم وإسحق ويعقوب وهم لم ينالوا المواعيد .. لا إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب انتفعوا بكنعان، فهم رأوا بعين الإيمان الوطن السماوي السعيد، وأن هناك مواعيد أبدية مختفية وراء المواعيد الزمنية (أرض كنعان)، فتطلعوا بالإيمان إلى وعود الله فصدقوها بالإيمان، وحيوها بالعمل الجاد للتمتع بها، وأحسوا أمام هذه الوعود أنهم بحق هم غرباء ينتظرون العبور لوطنهم السماوي.
٢– السيد المسيح قال لليهود“أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ” (يو 8: 56) فهو رأى بروح النبوة في نجاة إسحق صورة للخلاص والفداء الذي سيقدمه المسيح وفرح وتهلل به لأنه كان ينتظر الفداء والكفارة ليحصل هو أيضاً على غفران خطاياه.
رابعاً: أما بالنسبة لتعبير “فَنَدِمَ الرَّبُّ“:
1– الله تبارك اسمه وحده منزَّه عن الحزن والأسى والندم، إن الله “لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ” (يع 1: 17) + “نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ” (1 صم 15: 29) وقال الله “أَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي … رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي” (أش 46: 9، 10) + “أَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ” (ملا 3: 6) + “لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟” (عد 23: 19) والندم في الإنسان يرجع إلى جهل الإنسان وقصور علمه، فيندم لأنه لم تأتِ النتائج كما كان يتوقعها، أو كما كانت في حسبانه، وليس الله كالإنسان في ذلك“مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ” (أع 15: 18).
2– الكتاب المقدَّس هو رسالة الله إلى الإنسان، فكيف يُخاطب الله الإنسان بغير لغة الإنسان؟ وهذا هو السبب في أننا نجد نصوصًا كثيرة في الكتاب المقدَّس، ينسب الله فيها إلى ذاته ما هو مألوف لدى الإنسان، فينسب إلى الله أن له عينين، وأذنين، ويدين، ورجلين، وأنفًا، وقلبًا. كما لو كان الله إنسانًا –حاشا طبعاً-. وهذا ما يُعرف في علم اللاهوت Christian theology بمنهج (تشبيه الله بالإنسان) Anthropomorphism وذلك لكي تصل المعاني الإلهية إلى الإنسان بلغة قريبة إلى فهم الإنسان.
3– فإن كان الكتاب المقدَّس ينسب إلى الله أنه ندم، فهو للدلالة على أن الله غير راضٍ عن الإنسان الذي ضل وغوى، وعوَّج طريقه، ولا بُد أن يتغير موقف الله منه، فتتبدل رأفته إلى عقاب، وليس هذا معناه أن الله في ذاته قد تغيَّر، إنما التغيُّر هو من جانب الإنسان، وبالتالي يتغيَّر حكم الله عليه، لأن الله عادل، والعدل الإلهي يقتضي أن يُجزى البشر على حسب أفعالهم.
4– بمعنى آخر، الله في طبيعته ثابت غير متغير كلى العلم والمعرفة وبالتالى فهو يعرف كل شئ ولكن في نفس الوقت الله يتفاعل مع خليقته ومع
حياتهم، فحينما يُذكر تعبير ” ندم الله ” فهو يدل على إن الله سيتصرف بشكل مختلف مع الوضع على سبيل المثال:
– في سفر ارميا “فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ” (إر 18: 10) هنا يظهر بشكل واضح معنى“ندم الله” إن فعل الشر سيجعل الله يُغير تعامله مع الانسان فالتعبير لا يعنى انه الله يتغير فهو غير متغير وليس انسان ليندم ولكن التعبير يدل على ان تصرفاتنا ممكن ان تقود الله إلى ان يتصرف بشكل مختلف تماما معنا بكونه متفاعل مع خليقته، يقول جوردن وينهام في كتابه تعليق على سفر التكوين ص 144:
[For them divine repentance is a response to man’s changes of heart, whether for better or worse]
“فالندم الالهى غير مرتبط بطبيعته بكونه متغير او ثابت ولكن متعلق بمواقفه كأله متفاعل مع خليقته وفقا لأفعالنا نحن، سواء بالاحسن او الاسوأ”
– إسلامياً: إن كان م. فاضل سليمان والشيخ خالد عبد الله يستنكرون خلع الصفات والمشاعر البشرية على الله، فهل ميعرفوش اللى موجود في الإسلام؟ دعونا نضرب لكم بعض الأمثلة:
1- {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [يس 30]، مع أن الحسرة أصعب من الندم؟!
2- {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران 54]، يزعم م. فاضل في أحدى حلقات التدبر أن (المكر السيء هو الذي يُقصد به ألحاق الضرر بالأنسان ولكن مكر الله من النوع الجيد)!! فالجميع يتساءل: هل من المكر الجيد ان يتم خداع أتباع المسيح والمسيحيين بشبيه عيسي ثم يتم
نفى هذا بعدها ب 6 قرون كاملة بآية واحدة فقط لا غير!!
3- {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف 183]، يزعم أيضاً م. فاضل في حلقة تدبر لسورة الأعراف أن (ربنا بيفتح على بعض الناس وده مش معناه أنه خير بل الله يستدرجهم وهذا الأستدراج والأمهال هو الكيد ذاته) وهذا يتعارض مع {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} [المائدة 66] فأيضاً مَن يأخذ بكُتب الله يعيش في رغد والله يفتح عليه الرزق وهكذا أصبح الأتنين زى بعض، مَن يستدرجهم الله علشان هم ضالين ومَن أخذوا بكُتب الله، فنعرف منين أن ربنا فاتحها علينا لأننا أخذنا بكتاب الله مش يمكن يكون الله بيستدرجنا؟
ما ياما ناس فاكرة نفسها بتاخد بكتاب الله و{ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف 104]
– قال الإمام فخر الدين الرازي “جميع الأعراض النفسانية – أعني الرحمة، والفرح. والسرور، والغضب والحياء والكره والاستهزاء لها أوائل ولها غايات، مثاله الغضب، فإن أوله غليان القلب، وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غرضه الذي هو إرادة الإضرار. وكذلك الحياء له أول، وهو انكسار يحصل في النفس، وله غرض وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حق الله يحمل على ترك الفعل لا على انكسار النفس”
[[21:26]] التساؤل الخامس عشر: عندنا في الأسلام الخطيئة لا تورث، …، أنهى أعدل؟
طب ما نحسبها بالورقة والقلم وبالدليل ونشوف مين أعدل؟ واضح جداً إن م. فاضل سليمان بكل تأكيد لا يعرف الفرق بين الخطية الأصلية والخطية الأخلاقية ولا حتى نتوقع منه ذلك ….
# الخطية الأصلية: المقصود بها الطبيعة الثانية الفاسدة (الفاقدة للخلود وللقداسة والبر) التى اكتسبها آدم وحواء بعد المعصية وأطلق عليها آباء الكنيسة وعلماء اللاهوت مصطلحات مثل الخطية الأصلية وهو أكثرها شيوعاً أو الخطية الجدية نسبةً لجدنا آدم وجدتنا حواء والمقصود نتائجها التى ورثها كل الجنس البشرى.
# الخطية الأخلاقية: هو ما يرتكبه الإنسان في أثناء حياته كخطايا شخصية من زنا أو قتل أو سرقة أو كذب أو كلام بذىء.
أولاً في المسيحية:
*وراثة الطبيعة الفاسدة (الخطية الأصلية)
1- العهد القديم (في اليهودية): بعض الأمثلة القليلة على سبيل المثال ؛
- داود النبى يتحدث عن إنه منذ تكوينه في رحم أُمهِ صُوِرَ وتكون بطبيعة فاسدة سببتها خطية آدم وحواء (الموت دخيل عليها) لأنه لم يرتكب أى خطية بعد فهو جنين في رحم أُمه حيث يقول “هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.” (مز ٥١: ٥)، فالأنسان يولد وارث
الطبيعة المحكوم عليها بالموت الأبدى. - “اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ“ (مز 14: 2-3)، هنا الله لا يبحث عن أُناس يتبعوه أم لا، أو ناس بتحفظ وصاياه أو لا، هنا السؤال خاص بالطبيعة البشرية
(طبيعة كل البشر: الأنبياء- الصالحين – الطالحين – الأبرار …) كلهم معاً وارثين الطبيعة الفاسدة من آدم وحواء، لا يوجد أحد
سينجيه عمله الصالح مهما ظن.
2- العهد الجديد:
- “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ“
(رو ٥: ١٢) بالخطية دخل الموت إلى العالم وأجتاز الموت لكل العالم لأننا كلنا ذُرية آدم والدليل إن الجميع يؤكدون أن هذه طبيعة فاسدة حيث أخطأ الجميع، مَن مِن البشر لم يُخطىء سواء مرة أو مليون، كبيرة أو صغيرة فالكل سواسية والخطية تعدى على الله وعلى شريعته. - “فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (رو 3: 9-12)، فهنا يتحدث عن اليهود (منهم موسي النبى وداود النبي …) واليونانيين (يرمزوا لِمَن ليس يهودياً) .. لا يوجد أفضلية لأحد عن الآخر والسبب إن الجميع ورثوا الطبيعة الفاسدة والكل يُخطىء ثم أقتبس الرسول بولس من العهد القديم الآيات التى سبق وذكرناها.
آدم وحواء دخل الموت لطبيعتهم وفسدت فلما هينجبوا أطفال هيدوهم نفس الطبيعة اللى عندهم (مش هيجيبوا من برا لأنهم خلاص فقدوا الصورة والطبيعة الأولى) فنسلهم هيورثوا منهم طبيعة فاسدة، الموت دخيل عليها مثال تقريبي الأسد واللبوة لو عايزين يجيبوا شبل طبيعته أليفة، مش هيقدروا لأن معندهمش الطبيعة الأليفة اللى يدوها للشبل الصغير، فاللى عندهم (الطبيعة المفترسة) هو ده بس اللى هيقدروا يورثوه معاً للشبل الجديد … وزى ما بنتولد وارثين الطبيعة الفاسدة غصب عننا فخلاص المسيح مجانى مدفعناش فيه حاجة على عكس الصفات البيولوجية بنتولد بيها ومفيش في إيدينا حاجة نعملها.
*عدم وراثة الخطية الاخلاقية = موت الإنسان بخطيته الشخصية
1- العهد القديم (في اليهودية):
- في الوصايا العشر التى أعطاها الله لموسي النبي مكتوب “لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ“ (خر 20: 5-6)، فلو وجد الله الأبناء أستمروا في خطايا آبائهم (مثل عبادة أوثان أو غيره) وأبغضوا الله فسيعاقبهم الله على خطاياهم الشخصية وليس على خطايا آبائهم …و لكن لو الأبناء دول تابوا ولم يستمروا في خطايا آبائهم فالله يصنع لهم إحساناً “وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ“ وأعادها أيضاً موسي النبى في سفر التثنية مرة أخرى “لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ” (تث 5: 9-10)
- “لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ” (تث 24: 16)، الكلام واضح جداً بالنسبة للخطية الأخلاقية ولكن في نفس الوقت الآباء والأولاد الأتنين وارثين الطبيعة الفاسدة؛ لأن آدم وحواء أدخلا الموت لطبيعتهم وفسدت طبيعتهم
- فلما هينجبوا أطفال هيدوهم نفس الطبيعة اللى عندهم (مش هيجيبوا من برا لأنهم خلاص فقدوا الصورة والطبيعة الأولى)
- فنسلهم هيورثوا منهم طبيعة فاسدة، الموت دخيل عليها.
- “فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِمًا، وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ“ (إر 31: 29-30)، الله يمنع اليهود من قول مثل شائع عندهم بأن “الآباء أكلوا الحصرم (العنب الصغير الأخضر الصلب) وأسنان الأبناء ضرست” لأن “كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ“
2- العهد الجديد:
- “أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ” (لو 13: 3)، فالسيد المسيح لم يقل إن التوبة مُتعلقة بالأب أو الأبن أو الجد بل تحدث عن توبة شخصية لكل واحد، وكدا كدا اليهود كانوا لازم يتوبوا + يقدموا الذبيحة الحيوانية (رمز الكفارة)، لكن الأمر أختلف في المسيحية أصبحت التوبة + ذبيحة المسيح (المرموز إليها: الكفارة الحقيقية).
ثانياً في الإسلام:
*وراثة الطبيعة الفاسدة (الخطية الأصلية)
– نقرأ في سورة البقرة {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ} [البقرة ٣٦] ثم نذهب لتفسير الجلالين لنرى معنى اهبطوا فلقد جاءت بصيغة الجمع وليس المثنى: ( «وقلنا اهبطوا» إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما «بعضكم» بعض الذرية «لبعض عدوُّ» من ظلم بعضكم بعضاً) فالمخاطب هما آدم وحواء مع كل ذريتهما وليس ابليس لأن ابليس كان أُهبطَ من قبلهما، ولماذا العداوة ظهرت بعد الهبوط؟ فهل الله خلق العداوة في البشر؟ …لأ؛ لأن الله لا يخلق شر في الانسان، العداوة ببساطة نتيجة أن طبيعة الإنسان فسدت وحصل فيها تغيير بعد المعصية، فدخلها الشر والعداوة.
– ونجد أيضاً {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}]طه 123[ذكر “اهْبِطَا” بالمثنى أى آدم وحواء بالتحديد وبعدها قال “جَمِيعًا – يَأْتِيَنَّكُم” ليشمل ذريتهم معهم ولو ذهبنا إلى كتاب روح البيان في تفسير القرآن لإسماعيل حقى نجد: “{وقلنا اهبطوا} خطاب لآدم وحواء وجمع الضمير لأنهما اصلا الجنس فكانهما الجنس كله.”، تأثرت البشرية كلها بآدم وحواء فلولا خطية آدم وحواء لكان الجنس البشري كله في الجنة … طب ذنبنا احنا إية؟ … لأننا أبناء آدم كُنا في صُلبه.
– وفى تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفى: { وَقُلْنَا اهبطوا } الهبوط النزول إلى الأرض . والخطاب لآدم وحواء وإبليس وقيل والحية والصحيح لآدم وحواء. والمراد هما وذريتهما لأنهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم جعلا كأنهما الإنس كلهم ويدل عليه قوله تعالى: { قَالَ اهبطا مِنْهَا جَمِيعاً }.
– ونجد في صحيح مسلم – كتاب الإيمان “يجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامَةِ، فيقومُ المؤمنونَ حينَ تُزْلَفُ لهم الجنةُ، فيأتونَ آدمَ، فيقولونَ: يا أبانا! استفتِحْ لنا الجنةَ، فيقولُ: وهلْ أخرجَكُمْ مِنَ الجنةِ إلَّا خطيئةُ أبيكم آدمَ، لستُ بصاحبِ ذلِكَ …” موجود أيضاً في (الدرر السُنية)، فآدم هوالمسؤول الأول، يبقا أحنا ورثنا طبيعة فاسدة (خطية أصلية) ملناش فيها دخل، والآن لا تستطيع أن تُدخلنا الجنة.
– ونجد في صحيح مسلم – كتاب القدر: “.. قالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الذي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إلى الأرْضِ … ” (2) وفى صحيح البخارى “.. فقالَ لَه موسَى يا آدمُ أنتَ أبونا خيَّبتَنا وأخرجتَنا منَ الجنَّةِ بذنبِك .. ” وفى صحيح البخارى أيضاً “.. فقالَ له: أنْتَ الذي أخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بذَنْبِكَ وأَشْقَيْتَهُمْ …”
*وراثة الخطية الاخلاقية
– ونجد في صحيح مسلم عن أبو هُريرة: ” أَنْتَ آدَمُ الذي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ “، كلمة أغوى علطول تنسحب على الخطية الأخلاقية، كيف اغوى آدم الناس؟ هل الغواية التى وقع فيها آدم أنتقلت بالوراثة لذريته؟ وأليس الغواية من الخطايا الشخصية (الخطايا الأخلاقية) التى وقع فيها
آدم؟ المفروض نحن نرث من آدم الطبيعة اللى بوظها لكن لا نرث منه الغواية نفسها التى سقط فيها هو!!!
– ونجد أيضاً في سنن الترمذي – كتاب تفسير القرآن عن أبو هُريرة: ” لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح”، (جَحَدَ – نسي – خطىء) كل هذا خطايا أخلاقية، فلماذا اتأثر بها وأرثها من آدم، لماذا أجحد أنا لأن آدم جَحَدَ زمان؟ لماذا أنسي أنا لأن آدم نسي زمان؟، نحن نرث طبيعة فاسدة فقط … طبيعة مُسيطر عليها الموت الأبدى ولكن المسيح جه وقدم الفداء والخلاص للجميع مجاناً.
|
الطبيعة الفاسدة (الخطية الأصلية) |
الخطية الأخلاقية |
المسيحية |
Ö |
X |
الإسلام |
Ö |
Ö |
– كما ورد في الصحيحين، صحيح مسلم – كتاب الرضاع + صحيح البخارى – كتاب أحاديث الأنبياء: “ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر” وجاء في فتح البارى شرح صحيح البخارى – كتاب أحاديث الأنبياء “فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا … أن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء” أى إن جميع النساء المتزوجات بلا إستثناء ورثوا من حواء خيانة الزوج سواء الخيانة بالفعل أو بالقول والخيانة تُعتبر خطية أخلاقية (خطية شخصية)، فإذا خانت حواء زوجها فما ذنب باقى النساء ترث منها فعل الخيانة نفسه؟!! وعلى سبيل المثال ما موقف السيدة العذراء مريم (مريم بنت عمران) من هذا؟ ألم يصطفيها الله على نساء العالمين؟ هل كانت ستخون زوجها؟؟!!
فأين ما قاله القرآن {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} [الانعام 164] و{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر 38]
وعلى عكس ما قاله م. فاضل سليمان، في الحقيقة المنظور المسيحي أكثر عدلاً من المنظور الإسلامى، المهندس الفاضل بيحاول يعمل أسقاط لما هو موجود في الإسلام على المسيحية وبالعافية عايز يخليه موجود عندنا!!
[[21:58]] التساؤل السادس عشر: وصف غريب لله في (تك ٣: ٢٢-٢٣)، ربنا بيكلم مين هنا، …، هو خايف كدا ليه، مياكل من شجرة الحياة ما ربنا قادر يموته بردوا؟
أولاً: مكتوب في الكتاب المقدس في العهد القديم والعهد الجديد آيات لا حصر لها عن وحدانية الله تبارك اسمه، فوحدانية الله كانت موجودة قبل الإسلام بآلآف السنوات وشعار لا إله إلا الله شعار يهودى مسيحى قبل أن يُوجد في الإسلام … لن نستطيع حصر الآيات كلها هُنا لكن سنقدم بعض الأمثلة:
- موسي النبي كتب عن الله في التوراة “اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ، وَإِنِّي أَشْفِي، وَلَيْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ” (تث 32: 39)، أَنَا هُوَ = اسم من اسماء الله عند اليهود … أى أنا الله وليس إله معى.
- “هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي” (إش 44: 6)
- “أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ” (إش 45: 21)
- و بولس الرسول أيضاً حارب الوثنية ونادى وعلَّمَ بوحدانية الله وعبادته وحده تبارك اسمه القدوس “فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا … لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ” (1 كو 8: 4، 6)
ثانياً: المهندس الفاضل قرأ من أول الأصحاح 1 حتى الأصحاح 3 ولسه دلوقتى هياخد باله من صيغة الجمع التى تُنسب إلى الله:
– “فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللّهُ (إلوهيم) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ” (تك 1:1)، هذه اول آية في الكتاب المقدس كله، جاءت كلمة خَلَقَ بالمفرد، بينما ورد اسم اللّهُ بالجمع حيث في الأصل العبرى مكتوبة (إلوهيم) وهذا وارد في قاموس Strong’s Hebrew تحت رقم 430
אֱלֹהִ֑ים (’ĕ·lō·hîm)God – Noun – masculine plural –
- “قَالَ اللّهُ (إلوهيم): نَعْمَلُ الإِنْسَانَ … فَخَلَقَ اللّهُ (إلوهيم) الإِنْسَانَ” (تك 1: 26-27)، فاسم اللّهُ جاء بالجمع مرتين ومرة أخذ فعل مفرد فَخَلَقَ ومرة أخذ فعل جمع نَعْمَلُ وهذا وارد في قاموس Strong’s Hebrew تحت أرقام 430 – 6213 – 1254
- “قَالَ الرَّبُّ الإِلهُ (إلوهيم)” (تك 3: 22)، هذه هي الآية التى أعترض عليها م. فاضل جاء فيها اسم اللّهُ بالجمع (إلوهيم) واخذ الفعل المفرد قَالَ وهذا وارد في قاموس Strong’s Hebrew تحت رقم 430 – 559
ثالثاً: “وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ” (تك 3: 22-24)
- “هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ” هذا قد يُعتبر أسلوباً تهكمياً للسخرية على وعد الشيطان الفارغ لآدم وحواء بأنَّهما سيصيران مثل الله “تَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ” وربَّما هذه الفكرة تُركِّز على تفوُّق قدرة الإنسان في المعرفة (وإن بشكلٍ سلبيّ) لا سيَّما
أنَّه اختبر معرفة الشرّعملياً، فالله لقداسته يعرف الشر نظرياً ويكرهه أما الإنسان لضعفه فصار يعرف الشر ويشتهيه وهذه الطبيعة الفاسدة هى
ما ورثته البشرية كلها. - اسلامياً الطرد من الجنة عقوبة حيث أن بعض العلماء قالوا ذلك كما ورد عن الطبرى في تفسير [البقرة 36] “و لذلك أضاف الله تعالى ذكره إلى إبليسَ خُروجَ آدم وزوجته من الجنة، فقال: {فأخرجهما} يعني إبليس {مما كانا فيه}، لأنه كانَ الذي سَبَّب لهما الخطيئة التي عاقبهما الله عليها بإخراجهما من الجنة“
- و أيضاً بالنسبة لأسماء الله وصفاته، فالله قادر على كل شىء فيستطيع أظهارها على آدم وحواء وذريتهما في الجنة ولا يُشترط أن يكونوا في الأرض وهذا ما حدث بالفعل فحسب الرواية الأسلامية الله خلق آدم وحواء ورزقهما طعامهما وتاب عليهما
و كل هذا حَدَثَ في الجنة، وهُنا نرى اسماء الله وصفاته تظهر عليهما في الجنة، فالأسماء كالخالق والرزَّاق والتوّاب والعفُو والغفور والرحمن والرحيم كلها ظهرت عليهما في الجنة فالله لا يعجز عن أظهار اسماءه أو صفاته في الجنة.
و يزعم م. فاضل في احدى حلقات التبدر أن الطرد ليس عقاب بل مشوار للأرض حتى يعرف آدم وحواء قيمة الجنة علشان يرجعوا لها بعد ذلك … وتعليقاً على هذا الطرح نقول: هذا المعنى كان ليستقيم لو كان عن آدم وحواء فقط فهما مَن لم يُدركا قيمة الجنة فعصوا الله، لكن ما ذنب ذريتهما؟ لماذا لم يأخذوا هم أيضاً الفرصة ليكونوا في الجنة ومَن مِنهم لا يُقدر قيمتها يهبط للأرض مثل آدم وحواء؟ لماذا حُكم على الذرية كلها أن تولد خارج الجنة ولم يحصل احد على فرصة في الجنة مثل فرصة آدم وحواء؟
لكن يهودياً ومسيحياً الأمر يختلف تماماً، الله أخرج آدم وحواء من الجنة لأنهم بعد ان أدركهم الموت وفقدوا خلودهم علطول انظارهم توجهت لشجرة الحياة ليستعيدوا الخلود مرة أخرى ولكن الله لمحبته للإنسان لم يسمح لهم بأن يخلدوا للأبد بهذه الطبيعة التى انفصلت عن الله روحياً بالخطية والشهوات والساقطة أدبياً .. هذه الطبيعة المشوهة التى فقدتت النقاء والقداسة لذا “فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ” وتحديداً حتى لا يأكل من شجرة الحياة فوضع الله “الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ”، فالأخراج من الجنة مسيحياً محبة ورحمة للإنسان، الله مش خايف من الإنسان لكنه خايف عليه.
رابعاً: لو الله خلق شجرة وسماها شجرة الحياة وعيَّنها لتُعطى الخلود لمن يأكل منها، فالله من طبيعته إنه صادق وأمين حيث يقول الله عن نفسه في الوحى المقدس “لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي، وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ” (مز 89: 34) + “لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ … هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟” (عد 23: 19)، هذا هو الله الذي نعرفه، أما الفكرة التى يطرحها م. فاضل إن الله يُمارس تسلط وتجبر على الإنسان بإن (اه الشجرة دى بتدى الخلود كُل منها يا آدم واخبط راسك في الحيط … بردو هخليك تموت م أنا الله وفى إيدى كل حاجة)، علاوة على إنه يظهر بصورة عبثية يخلق القانون ويضعه بنفسه وبعد كدا هو اللى يكسر القانون بنفسه، مادام الله هيموته حتى لو أكل منها طب خلق شجرة الحياة ليه من الأول؟!!! الصورة اللى طرحها المهندس الفاضل صورة مشوهة عن الله وحاشا أن يكون الله تعالى الذي نعبده هكذا. الفكرة إن م. فاضل سليمان يحاول مُجدداً يُسقط ماهو في الإسلام على المسيحية، إسلامياً شجرة الخلد التى تُعطى الخلود، تؤدى لفناء الإنسان والملائكة!!
[[23:19]] التساؤل السابع عشر: حد يقولى فين السيد المسيح اتكلم وقال حاجة عن الخطية الأصلية مجابش سيرتها؟ [[25:36]] الخطية الأصلية مش موجودة خالص؟
- المسيح لم يذكر مصطلح الخطية الأصلية ببساطة لأن الخطية الأصلية عبارة عن مصطلح علمي وضعه علماء الدين ليُشير إلى وراثة نتائج خطية آدم وحواء من طبيعة فاسدة وغارقة في الخطية والشهوة والموت ولكن لم نرث خطية الأكل من الشجرة في حد ذاتها فآدم وحواء هم فقط سيُعاقبون على الأكل من الشجرة ففعل الأكل من الشجرة هي خطية شخصية لآدم وحواء، فمصطلح الخطية الأصلية ليس مصطلحاً كتابياً حتى نجده في الكتاب المقدس أصلاً!!
- لا يهم ما يطلقه العلماء من مصطلحات ولا يهم أن نجد هذه المصطلحات العلمية التى وضعوها في الكتاب المقدس، المهم أن نجد العقيدة ومعنى وأصل وتفسير المصطلح نفسه في الكتاب المقدس، ووضحنا لكم وجود عقيدة وراثة الطبيعة الفاسدة في إجابة السؤال الخامس عشر
- المسيح كان دقيقاً في كلامه الألهى فلم يذكر خطية آدم وحواء فقط بل ذكر خطايا العالم كله الذي تشمل بالتأكيد خطية آدم وحواء لأن جميع الخطايا تتساوى معاً وكلها عباره عن تعدى على الله وشريعته وأى خطية أُجرتها الموت، فالمسيح لم يأتى ليُخلص آدم فقط من خطيته بل ليُخلص العالم كله، آدم مع ذريته … فالكل ضمن خليقته المحبوبة والدليل على سبيل المثال:
1- “وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يو 1: 29)
2- “يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ … وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا” (1 يو 2: 1-2) - المسيح جاء للعالم كله وليس لبنى اسرائيل فقط الذين رفضوه “إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ” (يو 1: 11) لذلك كُل من آمن به من أى مكان في العالم سينال الخلاص فيُكمل في الآية التى بعدها مباشرةً ويقول “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ” (يو 1: 12)، فلو المسيح جاء لليهود فقط … فلماذا أذن ذهب المسيح ليُعلم في مُدن ليست يهودية مثل صور وصيداء
“ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ” (مت 15: 21) ولماذا طلب من تلاميذه أن يُكرز بالأنجيل في كل مكان “وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلًا بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ” (مر 13: 10) + “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ” (مر 14: 9). - أسلاماً: هل يستطيع م. فاضل سليمان إنه يقدم لينا ولو مرة واحدة ذُكرت فيها كلمة “توحيد” لفظاً في القرآن؟ هل عدم وجود مصطلح توحيد ينفى وجود عقيدة التوحيد نفسها في القرآن؟؟!!
[[23:28]] التساؤل الثامن عشر: السيد المسيح مجابش اسم آدم على لسانه ولو مرة، يعنى هو جاى يدفعله الفاتورة وجاى علشان يشيل الخطيئة بتاعته؟
– نفس الغلطة يقع فيها م. فاضل سليمان مجدداً يعنى مُصمم ومُصرعليها وده طبعاً نتيجة عدم الفهم الصحيح للعقيدة
و للنصوص المسيحية، وأكررها مرة أخرى، المسيح جاء ليُخلص البشرية كلها من خطاياهم وليس آدم فقط
فهل سيذكر اسماء كل البشرية أسماً أسماً؟!!! ولو ذكر السيد المسيح اسم آدم فقط لسمعنا م. فاضل سليمان يحتج ويعترض بأن المسيح جاء ليخلص آدم فقط وسيترك باقى البشرية للهلاك بدليل إنه ذكر اسم آدم بالتحديد وأهمل الباقى … وعجبي!!!!
– وبردو علشان المهندس الفاضل ميبقاش نفسه في حاجة، لو م. فاضل سليمان بيبحث عن أى أشارة لآدم في الأناجيل بوجه عام، فلقد أشار السيد المسيح إلى آدم وحواء بالفعل عندما كان يتحدث عن أمر له علاقة ببداية الخليقة: “وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ” (مر 10: 6) + “فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟” (مت 19: 4)
[[23:45]] التساؤل التاسع عشر: عايز تعرف الخطيئة الاصلية في الأسلام، الخطية عندنا لا تورث، الخطية الأصلية هي أول خطية تحصل في الدنيا/التاريخ، مهياش خطية آدم، خطية ابليس لما رفض يسجد لآدم، افهموا معايا، هو ده اللى يؤثر في البشرية كلها، الله أمر بالسجود لهذا المخلوق الجديد ليعلن أن هذا مخلوق من نوع خاص، سجدت الملائكة وأبى ابليس، …، العنصرية هي أول خطية هي الخطية الأصلية، هو متكبر علشان عنصره …، يبقى مفيش مكان في الجنة للعنصريين، هو ده المفهوم اللى ينفع البشرية، قارنوا معايا المفهومين، الخطية الاصليه عبارة عن تفاحة أو … اتاكلت من شجرة محرمة ولا العنصرية وده التحدي اللى بيواجه كل انسان في الدنيا انه ميفتكرش نفسه احسن من الباقيين؟
أولاً: دلوقتى إدعاءته الفارغة التى تفتقر للأدلة وللأسلوب الأكاديمى في الطرح أصبحت مكشوفة قُدام الجميع فنحن سنترك السيد فاضل سليمان يستمر في شعاراته المجوفة ويدعى إن في الأسلام مفيش توريث للخطية ولمن أراد مراجعة هذه النقطة سيجدها في إجابة السؤال الخامس عشر.
ثانياً: لقد لاحظنا أن م. فاضل سليمان لديه فهم خاطىء عن مصطلح “الأصليه” فهو يعتقد أن معنى الأصلية أى أول معصية في الوجود!!
فالمسيحية تعترف بأن أول معصية في الوجود هي معصية الشيطان وليس معصية الأنسان، بينما مصطلح “الخطية الأصلية Original sin” الذي وضعه العلماء للأشارة لنتائج معصية آدم وحواء لأن بسبب هذه الخطية حدث تغيير في طبيعة آدم وحواء كنتيجة وهما يُمثلان أصل الجنس البشري كله، فهما ال origin الذي حصلت منه البشرية كلها على الطبيعة الفاسدة (الطبيعة الثانية)، فمعصية آدم وحواء هي الخطية التى نتج عنها فساد أصل origin الجنس البشرى لذا لقبها بعض العلماء بالخطية الأصلية Original sin والبعض لقبها بألقاب أخرى كما وضحنا سابقاً وليس لأنها المعصية الأولى في الوجود.
أما بالنسبة لأدعاء م. فاضل سليمان بإن الخطية الأصلية في الإسلام هي خطية أبليس … بما إن م. فاضل سليمان مُسلم، فأين ذُكرَ إن الخطية الأصلية بالتحديد هي معصية أبليس؟ هل ذُكر هذا في القرآن؟ أو في التفاسير؟ أو في الأحاديث الصحيحة؟ هل قَدَمَ المهندس الفاضل أدلة مثلما فعلنا نحن؟ أم جاء بفكرة من بنات أفكاره ويُريد فرضها على الكل وعلى الأسلام قبل المسيحية، وأهو مُجرد كلام وشعارات مُنمقة وكدا كدا الكلام معلوش
جُمرك!!!
ثالثاً: مرة أخرى م. فاضل سليمان يؤكد لنا عدم معرفته بالعقيدة المسيحية وهذا واضح من نظرته للخطية الأصلية (الطبيعة الفاسدة) ولقد وضحنا لكم مفهومها الصحيح، هي مش مجرد أكل من الشجرة وهو أصلاً فعل الأكل نفسه (خطية أخلاقية) لا يورث في المسيحية.
خطية آدم وحواء كما وضحنا سابقاً هي مش مجرد أكل ثمرة لكنها كسر لكلام الله ولوصياه وهي تعدى على الله وعلى شريعته وتدمير لطبيعة الإنسان الأولى وفقدان للخلود، فلو م. فاضل سليمان شايف إن عُنصرية الشيطان وتكبره على الإنسان أهم من التعدى على الله وكسر كلامه فهذا شيء يرجع إليه.
في المسيحية أول خطية في الوجود صدرت من الشيطان، أما أول خطية من البشر هي التى أرتكبها آدم وحواء والتى نُشير لعواقبها بالخطية الأصلية.
م. فاضل سليمان يُمارس أسلوب الخداع مرارًا وتكرارًا ويعقد مقارنة غير منطقية وغير مُتكافئة، فالمقارنة تكون بين الأشياء المتقابلة أى يُقارن بين الخطية الأولى في الوجود (خطية الشيطان) مسيحياً واسلامياً أو أول خطية للبشر مسيحياً واسلامياً ولكن يقارن بين معصية الشيطان في الإسلام وخطية آدم في المسيحية ما وجه الشبة؟!! هل هذا منطقى؟!!
رابعاً: – استخدام عصيان أبليس والتركيز على العنصرية، هذا أمرًا يُمارسه م. فاضل سليمان على الغرب وكارت يلعب بيه أمام منظمات حقوق الأنسان وغيرها من الجمعيات بره مصر لكى يُظهر إن الأسلام مهتماً جداً بقضايا حقوق الإنسان التى يتبناها الغرب ويكسب ودهم ودعمهم ولكن محاولة ممارسة هذه التلاعبات على المسيحيين هي محاولة فاشلة.
لقد قال م. فاضل سليمان بالحرف الواحد إن لا مكان في الجنة للعنصريين وبإعتبار إن ده أهم ما يواجه الإنسان على حد تعبيره، فهل يعتقد أن لا مكان في الجنة للعنصريين لكن يوجد مكان للمُلحدين مثلاً أو للشواذ أو لغير المسلمين من كافة أنحاء العالم … يعنى هو معندوش مشكلة مع دول لكن عنده مشكلة فقط مع العنصريين!!! حد يفكر م. فاضل سليمان إنه على برنامج عادى يُذاع على التلفاز لشعب عربي وإنه لا يتحدث أمام مُمثلي لجنة حقوق الإنسان ببرطانيا ولذلك فلا يحتاج لكل هذا الأستعراض!!!
[[25:39]] التساؤل العشرون: اتكلمنا قبل كدا عن ألوهية المسيح بردوا مش موجودة رسمى، عمره ما قال أنا الله، عمره ما قال اعبدونى، كله عن طريق آيات لازم تتفهم كدا أو تتأول كدا وممكن تتأول بطريقة تانية؟
معلش نرجو منك عزيزى القارىء أن تتحملنا لأن أجابة هذا السؤال طويلة شوية غصب عننا علشان نوضح لحضراتكم كل حاجة، في البداية نلفت أنتباهك عزيزى القارىء علشان لو متعرفش إن م. فاضل سليمان هنا مقالش حاجة جديدة هو بس أعاد صياغة السؤال اللى سأله الشيخ احمد ديات واللى أخذه منه الشيخ ذاكر نايك والسؤال صياغته خطأ أصلاً [أين قال المسيح أنا الله؟ – أين قال انا الله فاعبدونى؟] …
أولاً: صياغة السؤال خاطئة ل 3 أسباب:
1– [إثبات الألوهية والربوبية ليس متوقفا أو مقتصرا على قول أنا الله، بل لا بد معها من أن يكون القائل متصفا بصفات الكمال التي لا يعتريها أي نقص، وهذا المسيح الدجال الذي سينزل آخر الزمان سيقول أنا الله ومعه أمور خارقة للعادة، ومع ذلك فليس هو الله لأن علامات الكذب عليه ظاهرة] وهذا لعلم حضراتكم ليس كلامنا بل مُقتبس من فتوى رقم 67900، فكيف بعد ذلك يُطلب منا إثبات ألوهية المسيح فقط عن طريق قول المسيح
أنا الله!!!
2– لو قال لهم المسيح أنا الله فاعبدونى، فهذا خطأ لاهوتى فادح، فلو طلب منهم شىء ده معناه إنهم مكنوش بيعملوه ولكن بنى إسرائيل بالفعل كانوا يعبدون الله، فسيكون كلامه يحمل معنى إنه إله آخر غير الإله الذي يعبدونه وبالتالى يطلب منهم عبادته لأنهم مش بيعبدوه وهذا غير صحيح أو منطقى!!
3– كيف يقول المسيح أنا الله لليهود؟!! … كلمة “الله” هي كلمة عربية!! واليهود في ذلك الزمان كانت اللغات المنتشرة بينهم هي اليونانية والآرمية والعبرية، والسيد المسيح كان يعرف الآرمية بحكم مكان المنشأ واليونانية لأنه تحدث مع الحاكم اليونانى نفسه وأقتبس من الترجمة اليونانية للعهد القديم واليونانية كنت منتشرة بين العامة آنذاك بسبب الأحتلال الرومانى وكان يُجيد أيضاً العبرية، فلما السيد المسيح هيقولهم أنا الله … هيقولها ليهم حسب الشريعة بتاعتهم وبالطريقة واللغة التى يفهمونها جيداً وسيستخدم اسم الله الموجود في العهد القديم عند اليهود (بنى إسرائيل) [الموجه ليهم الكلام]
*ما هي اسماء والقاب “الله” المعروفة عند اليهود في العهد القديم؟
1– بحسب العهد القديم الذي يحتوى على التوراة والمزامير (الزبور) وكُتب الأنبياء، كلمة الله باللغة العبرية هي إلوهيم لكن هذا الإسم لم يُستخدم فقط لله بل أحياناً نُسِبَ إلى:
– آلهة مُزيفة وتُرجم في العربية لكلمة آلهة مثل “لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ (إلوهيم) أُخْرَى أَمَامِي“ (خر 20: 3)
– وأحياناً للملائكة “اسْجُدُوا لَهُ يَا جَمِيعَ الآلِهَةِ (إلوهيم) ” (مز 97: 7)
– وأحياناً لبنى آدم “أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ (إلوهيم) وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ“ (مز 82: 6)، والمقصود هنا القُضاة الذين يحكمون بالشريعة.
2– ونرى في العهد القديم القاب عديدة أخرى تخص الله غير كلمة “إلوهيم”مثل: عزيز يعقوب / صخر إسرائيل / إله إسرائيل / العلىّ / الله القدير / في ياه الرب صخر الدهور / رب الجنود الجالس على الكَروبيم ولكن كل هذه الأسماء هي اسماء أطلقها شخصيات مُختلفة منهم الملوك والأنبياء في مناسبات مختلفة على الله.
3– عندما ظهر الله بلهيب نار لموسي النبي على الجبل سأله موسي قائلاً “فَقَالَ مُوسَى للهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»” (خر 3: 13) فأجاب الله موسي قائلاً “«أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»” (خر 3: 14) وابن شوشن Avraham Even-Shoshan (كاتب يهودى صاحب القاموس التوراتى العبرى 1985) فسّر تعبير “أَهْيَهْ” وقال (من أحد ألقاب إله إسرائيل الذي كان والكائن والذى يكون) وأستمر الله في تعريف موسي النبي باسمه فقال له “تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ” (خر 3: 15) واسم يَهْوَهْ يشمل المعانى (كان والكائن وسيكون) تماماً كاسم أَهْيَهْ، فموسي النبى عرف اسم الله الشخصى وعرّف بنى إسرائيل هذا الاسم، لأن اسم أَهْيَهْ ويَهْوَهْ لهما نفس الجذر اللغوى في العبرية היה ويدلان على كينونة الله مُنذ الأزل وإلى الأبد وهذه الأسماء تخص الله وحده. ولم يستخدم اليهود اسم “ يَهْوَهْ ” حفاظًا على قُدسية ورهبة الاسم، فاستخدموا بديلًا له عند القراءة وهو اسم ” أدوناي ” أي السيد.
4– وقبل ميلاد المسيح بثلاثة قرون ترجم اليهود العهد القديم للغة اليونانية (الترجمة السبعينية) وفيها تمت ترجمت “يَهْوَهْ” إلى”إيجو إيمى Ἐγώ εἰμι ” و”أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ” إلى “إيجو إيمى هو أون” الذي يُعنى بالعربية “أنا هو الكينونة” أو بإختصار “أنا هو”، الضمير “هو” هنا لا يمثل ضميرًا للغائب إنما يُقابل في اللغة العبرية فعل الكينونة بمعنى I am the being أي أنا الكائن والقائم بذاته وواجد الوجود، وعبارة “أنا هو” عادةً تُستحدم كتعريف خاص بالرب إله إسرائيل فهو الوحيد الذي كانت من فمه تُنطق بهذا الإستخدام لأن عبارة “أنا هو” تخصه وحده فقط والهدف منها أعلان هوية الله وتُجيب على سؤال بنى إسرائيل، ف (أَهْيَهْ ويَهْوَهْ وأنا هو) هم من ناحية الله ذات الاسم لأن لهم ذات الدلالة ولا أحد يستطيع أن ينسب لنفسه هذا الإسم سوى الله فقط.
“يَهْوَهْ” = “إيجو إيمى” (خر 20: 2)
النص الأصلى (اللغة العبرية): אָֽנֹכִ֨י יְהֹוָ֣ה (Yah-weh) אֱלֹהֶ֔יךָ אֲשֶׁ֣ר הֽוֹצֵאתִ֩יךָ֩ מֵאֶ֨רֶץ מִצְרַ֜יִם מִבֵּ֣ית עֲבָדִ֗ים:
الترجمة السبعينية (اللغة اليونيانية): Ἐγώ εἰμι Κύριος ὁ θεός σου, ὅστις ἐξήγαγόν σε ἐκ γῆς Αἰγύπτου, ἐξ οἴκου δουλίας
“أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ” = “إيجو إيمى” (خر 3: 14)
النص الأصلى (اللغة العبرية): וַיֹּ֤אמֶר אֱלֹהִים֙ אֶל־משֶׁ֔ה אֶֽהְיֶ֖ה אֲשֶׁ֣ר אֶֽהְיֶ֑ה (’eh-yeh;_’_ă-šer’eh-yeh) וַיֹּ֗אמֶר כֹּ֤ה תֹאמַר֙ לִבְנֵ֣י יִשְׂרָאֵ֔ל אֶֽהְיֶ֖ה שְׁלָחַ֥נִי אֲלֵיכֶֽם:
الترجمة السبعينية (اللغة اليونيانية): καὶ εἶπεν ὁ θεὸς πρὸς Μωυσῆν λέγων Ἐγώ εἰμι ὁ ὤν· καὶ εἶπεν Οὕτως ἐρεῖς τοῖς υἱοῖς Ἰσραήλ Ὁ ὢν ἀπέσταλκέν με πρὸς ὑμᾶς
5– وتعريف “أنا هو” عندما يُذكر في العهد القديم، عادةً يُذكر معه وصف فريد لكيان الله – تبارك اسمه وحده – وقُدرته الفريدة مثل:
– “أَنَا أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي“ (تث 32: 39).
– “اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ“ (إش 48: 12-13)
– “مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ” (إش 41: 4)، الأَوَّلُ إشارة لكونه الله الأزلي الكائن قبل الآلهة الوثنية المُزيفة.
– “لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ“ (إش 43: 10).
– “أَيْضًا مِنَ الْيَوْمِ أَنَا هُوَ، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟” (إش 43: 13).
6– في العهد الجديد لأنه مكتوب باليونانية فالمعادلة تتكون من 2 شروط: [“إيجو إيمى” + وصف أو صفة أو قدرة تخص الله وحده فقط] = الله (أعلان الألوهية) وليس بذكر “إيجو إيمى” فقط .. لأ .. لازم يكون في سياق المعنى أو الكلام ما يدُلُّ على الألوهية.
ثانياً: الأدلة على ألوهية المسيح في الكتاب المقدس كتيرة جداً لن نستطيع سردها كلها ولكن سنذكر بعضها:
1– المسيح صرّح عن نفسه بعبارة “أنا هو” مرات عديدة في مناسبات مختلفة:
– وفي بعض المرات استخدمها كتعريف عن نفسه بالظبط كما فعل إله إسرائيل وللتوضيح سنقارن بين التصريحات التى تخص الرب الإله في العهد القديم وتصريحات السيد المسيح عن نفسه بذات العبارات وسنرى ليس فقط التشابه بل العلاقة بين تصريحات المسيح وتصريحات إله بنى إسرائيل في العهد القديم مثل:
الله في العهد القديم: “لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ“ (إش 43: 10)
المسيح في العهد الجديد: “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ … فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ»”
(يو 8: 12، 24).
الله في العهد القديم: “مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ” (إش 41: 4) مُسيطر على الأحداث عبر التاريخ قبل حدوثها.
المسيح في العهد الجديد: “أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ” (يو 13: 19)
الله في العهد القديم: “أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ” (إش 48: 12-13).
المسيح في العهد الجديد: “لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ“ (رؤ 1: 17).
- كما أستخدم المسيح عبارة أَنَا هُوَ للتعريف عن كينونته مرات عديدة مثل:
“أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ … أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ … فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ … فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ“ (يو 8: 12، 25، 28، 59)، لماذا أراد اليهود في مرات عديدة رجم السيد المسيح مع إنه عمل أعمال حسنة كثيرة؟!! “أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»” (يو 10: 33)، يعنى فهموا
إنه بيقول عن نفسه إن هو الله لأنه استخدم تعبير“أَنِّي أَنَا هُوَ” في وسط سياق ألوهى تماماً كما يفعل إله بنى اسرائيل. - عندما عرّف السيد المسيح عن نفسه أمام اليهود عارفى الشريعة بمعادلة ( “أَنَا هُوَ” + وصف أو صفة أو قدرة تخص الله وحده فقط ) هو عملياً عبر عن كونه الرب الإله أكثر من لو قال أنا الله فهو صرّح بما هو أقوى وأكبر من مجرد كلمة “الله” ونسب لنفسه الاسم الذي يخص الإله الحقيقى – إله إسرائيل، فالمسيح قال أنا الله ولكن بلغة بنى إسرائيل (اليهود) وثقافتهم وعُرفهم وشريعتهم.
2- أضاف المسيح لعبارة “أنا هو” وصفاً يتوافق مع وصف إله إسرائيل لنفسه وهكذا لم يترك أى شك بأنه هو الإله الحقيقى، مثل:
– مكتوب عن الله في العهد القديم “إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي” (مي 7: 8)، فالله هو النور والسيد المسيح قال “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” (يو 8: 12).
– مكتوب عن الله في العهد القديم “يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ، اصْغَ، يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ، يَا جَالِسًا عَلَى الْكَرُوبِيمِ أَشْرِقْ” (مز 80: 1) فالراعى الحقيقى هو الله وهذا معروف عند اليهود في العهد القديم والسيد المسيح قال “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ” (يو 10: 11).
– مكتوب عن الله في العهد القديم “أَنَا أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي” (تث 32: 39) فالله وحده هو واهب الحياة ومصدرها والسيد المسيح قال “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يو 11: 25)، فمَن عنده الجرأة من الأنبياء أن يقول إنه هو الحياة والقيامة نفسها، سوى الله مصدر الحياة.
3– في الأنجيل بحسب يوحنا الأصحاح 9:
– المسيح عندما وَجَدَ مولود أعمى {الأَكْمَهَ} (أى ليس له مُقلتين في عينيه) ” تَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى” (لاحظ عزيزى القارىء طريقة خلق المُقلتين)، فلما أبصر ذاك الإنسان بدأ يشهد عن المسيح إلى أن تطور الأمر وقال عنه أنا شايف أنهُ نبي لأننا “مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى”
– فتضايق رؤساء اليهود لدرجة إنهم طردوه خارج المجمع أى حرموه من حقوقه الدينية وربما يتطور الأمر ويُحرم من بعض حقوقه المدنية “وَقَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا”
– فخرج له المسيح خارجاً فالمسيح هو مسيح المطرودين والمرذولين والمرفوضين وتقابل معه “وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟»”، لم يقل له المسيح هل تؤمن إنى نبي؟ بل ركز على هذا اللقب الألوهى “ابْنِ اللهِ” لأن اليهود فاهمين هذا اللقب كويس أوى … كان المفروض على اللى كان مولود أعمى يُرد عليه ويقوله ما هذا الكلام؟! ما كلنا أبناء لله؟! لكنه مقالش كدا لأنه فاهم قصد المسيح فأجاب “وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟»” يبقى إذن الكلام عن ابن الله الوحيد، شخصية معروفة، مش مجرد تعبير مجازى “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ” (يو 3: 16) + “اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ” (يو 3: 18)
– الموضوع تطور لما هو أبعد من ذلك “فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ»” يعنى مش أى حد هو ابن الله المقصود في هذا الحوار لأ ده المسيح فقط هو المُعين والمُختص بهذا الاسم، طب رد فعل المولود أعمى أية؟ هل قال له انا مش فاهم؟ ما أنا ابن لله بردوا!!، أية الجديد؟! بالعكس فهم ما قصده المسيح كويس و“قَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ” والسجود عبادة ووافق المسيح عليه، يبقى إذن هذا السجود ارتبط بما يفهمه ويعرفه هذا المولود أعمى عن مصطلح “ابْنِ اللهِ” وإنه الله الظاهر في الطبيعة البشرية (الله المتجسد) لذا فهو يعلم إنه يستحق السجود والعبادة ولم يفهم إنه مجرد بنوة مجازية مثل بنوة باقى البشر لأن البنوة المجازية لا تستحق سجود العبادة.
ثالثاً: الأدلة على ألوهية المسيح من القرآن، (ده فقط عشان م. فاضل سليمان مُسلم فنحن نُقيم ما عنده حجة عليه لكن نحن لا نحتاج إثبات إلوهية المسيح من القرآن):
1– في الكتاب المقدس قال السيد المسيح “لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ ١: ١٧) وأيضاً يقول “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ”
(رؤ ١: ٨ ) وفى القرآن الله يقول عن نفسه {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [سورة الحديد ٣]
2– في الكتاب المقدس يتحدث السيد المسيح بمنتهى الوضوح عن دينونته للعالم حيث يقول “وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ … ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ” ( متى ٢٥: ٣١-٣٤، ٤١ ) وأيضاً قال لليهود في إنجيل يوحنا أن له سلطان أن يدين العالم: “لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ (الابن)، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ” ( يو ٥: ٢٧-٢٩) وفى القرآن الله يقول عن نفسه كديان للعالم {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [سورة الحج ٥٦].
3– في الكتاب المقدس السيد المسيح تحدث عن قدرته الذاتية في إحياء من يشاء هو وإقامة الموتى “أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ … لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ“ (يو ٥: 21، 26) وقد برهن على ذلك بالفعل بإقامة عدد من الموتى وفى القرآن الله يقول عن نفسه {أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} [سورة الحج ٧] ويقول {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون} [سورة غافر ٦٨].
4– في الكتاب المقدس السيد المسيح قال عن نفسه “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 6:14) ومهما بحثنا في كلام جميع أنبياء بنى إسرائيل لن نجد نبى واحد فقط تجرأ وقال عن نفسه إنه الحق أو الحياة وفى القرآن الله يقول عن نفسه {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة الحج: ٦٢].
5– “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟»” وفي القرآن الله هو غافر الذنوب {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر 53].
6– المسيح (ابن الإنسان) يقول عن يوم القيامة “وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ، فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ“ (مر 13: 26-27) وفي القرآن الله يقول عن يوم القيامة {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة 210].
7– السيد المسيح أقام لعازر بعد أن أَنتَنَ ب 4 أيام “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ … قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ» … صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل“ (يو 11: 25، 39، 43، 44) وأقام ابن أرملة نايين “فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ». فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ” (لو 7: 13-15) + المسيح يقول عن مَن يؤمن به “وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ” (يو 6: 40) وفى القرآن مكتوب {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس 78 و79] وأيضاً نفى القرآن هذه الصفات عن من هم دون الله في سورة الفرقان {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} [الفرقان 3]
رابعاً: إسلامياً الصفة التى تخص الله وحده وتجعله مستحق للعبادة دون غيره هي قدرته على الخلق (الألوهية والربوبية مرتبطة بالخلق)
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد 16]، أى يقصد الصنم أو المخلوق الذي تعبدونه من دون الله … هل هذا الذي تعبدونه خلق لكم شىء كخلق الله؟؟ فأختلط الخلق عليكم وبالتالى بتعبدونه؟؟ فهذه الآية تستنكرأن هناك من يخلق كخلق الله فيتشابه الخلق على الناس؟؟
{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف 191]، هذه الآية تستنكرعبادة الأصنام التى لا تستطيع ان تخلق مقارنةً بالله تبارك اسمه خالق كل شىء.
{أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [النحل 17]، أى لا يتساوى الله الذي عنده قُدرة الخلق مع ما دونه من المخلوقات التى لا تستطيع أن تخلق.
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الفرقان 3]، هذه الآية تؤكد على تمييز الخلق كحُجة للألوهية.
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل 20] و{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج 73]، يعنى الألوهية مقابل الخلق، من يخلق هو الله وحده.
نُريد منك عزيزى القارىء تركز معنا في هذه المقارنة وبالنسبة لعبارة { بِإِذْنِ اللَّهِ} لن نتركها سنتحدث عنها ولكن ركز معنا في المقارنة دى دلوقتى
|
الله |
المسيح (عيسي) |
فعل الخلق |
الله يخلق {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور 45] |
المسيح (عيسي) يخلق {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم} [آل عمران 49] |
مادة الخلق |
الله يخلق من الطين {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} [الصافات 11]، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} [المؤمنون 12]، {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة 7] |
المسيح (عيسى) يخلق من الطين {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} [آل عمران 49] |
طريقة أعطاء الحياة (النفخ) |
الله ينفخ في الطين ليُعطيه الحياة {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر 29]، {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} [السجدة 9] |
المسيح (عيسى) ينفخ في الطين ليُعطيه الحياة (الحياة تخرج من المسيح) {فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا} [آل عمران 49] |
لو تساءل البعض قائلاً بس السيد المسيح استخدم الطين اللى ربنا هو اللى خلقه قبل كدا أصلاً، هنقول لحضرك عادى منا ممكن أجيب الطين وأشكله على شكل طائر جميل ولما ينشف كمان ألونه بألوان جميلة وجذابة، بس ياترى هقدر أديله الروح والحياة اللى تخليه يفرد جناحيه ويقوم يطير في السماء؟؟!! إعطاء الحياة هو مربط الفرس، فمَن هو واهب الحياة سوى الله ذاته؟!! فالحياة خرجت من المسيح (عيسي) بالنفخ وهذا يتطابق مع ما قاله السيد المسيح “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ“ … أظن دلوقتى أكتشف البعض الخدعة الصغيرة اللى حطها م. فاضل سليمان وسط الكلام في حلقة التدبر الخاصة بآل عمران 49.
فما الذي تركه المسيح (عيسى) لله في مسألة الخلق (حجة الألوهية) فلقد خلق بنفس الأسلوب والترتيب كمان، ونجد في كُتب أنبياء بنى إسرائيل قبل الإسلام بآلآف السنوات قال الله “أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ” (إش 42: 8)، فالله لا يُعطى صفة من صفاته الألوهية لأى كائن آخر وهذا كلام منطقى ومعقول جداً فالله لا يُشرك أحد معه في الخلق، فهو وحده الخالق لكل شىء ما يُرى وما لا يُرى، ويستحيل أن نقول أن المسيح هو إله آخر مع الله فهذا غير مقبول بتاتاً… فمن يكون المسيح (عيسي) الذي بلا خطية ويخلق مثل الله … سوى كلمة الله التى ارسلها الله لعالمنا فتمثلت بشراً، كلمة الله المتجسدة.
– أوجد اللّٰه من العدم الكائن الأول من كل نوع وخلق الأنسان وشكلَّهُ من طين ثم بعد ذلك يستخدم اللّٰه الموجود الذي هو سبق وخلقه ليصنع منه خليقته الجديدة فمن الأب والأم تتكون أنسجة المخلوق الجديد والذى لا يظهر فجأة من اللاشئ وبالرغم من عدم ظهوره من العدم فجأة وتشكِّل أنسجته مما هو موجود بالفعل إلا أن هذا لا ينفى أن خالقه هو اللّٰه، فهل السر فقط يكمنُ في صُنع المخلوق وتشكيله من طين؟ أكيد لأ؛ لأن حتى النحاتين بيستخدموا الطين بمهارة في تشكيل التماثيل ويتفننوا في تلوينها بأزهى الألوان حتى يكون شكلها يُحاكى الواقع … ولكن يبقى التمثال ساكناً لا ينطق، لا يتحرك، لا يُفكِّر، لا حياة فيه!! وهنا يكمنُ السر في أن اللّٰه وحده هو الخالق ….
– لأنه وحده يملُك نفخة الحياة، فاللّٰه فقط هو واهب الحياة التى تخرج منه عندما ينفخ في الطين فيكون كائن حى فحتى إن استخدم النحاتين الطين الذي خلقه اللّٰه يقفوا عاجزين عن أعطاء الحياة لمنحوتاتهم فتظل ميتة لا نفع لها.
لكن عندما يستخدم اللّٰه (المسيح) ما هو موجود بالفعل (الطين) ليخلق منه فذلك لأنه هو أصلاً من خلق هذا الموجود سابقاً ويُبرهن على ذلك بأنه وحده يملك سر الحياة فينفخ اللّٰه (المسيح) فيه، فتخرج من اللّٰه (المسيح) الحياة لأنه مصدرها فيكون الطين كائناً حياً كما قال داود النبيّ عن الله “لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ” (مز ٣٦: ٩)
*نرجع لعبارة { بِإِذْنِ اللَّهِ} كما وعدنا حضراتكم:
1– ليس دائماً كل من يستأذن يكون أقل من المُستأذَن منه، فالرسول إستأذن من زوجاته ومن المعلوم إن الرسول ليس أقل مقاماً من زوجاته فنجد في صحيح البخارى عن عائشة أم المؤمنين “لَمَّا ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واشْتَدَّ به وجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أزْوَاجَهُ في أنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِي، فأذِنَّ له“، هل هذا يعنى أن زوجاته أعلى منه مرتبة ورفعة؟! … طبعاً لأ.
2- لغوياً لو ذهبنا للقاموس المحيط سنجد ( أذِنَ بالشيء: عَلِمَ به، فَعَلَهُ بإِذْني: بِعِلْمي ) وفى لسان العرب لابن منظور قال نفس الكلام، فمن خلال القواميس معنى المسيح يخلق بإذن الله أى بعلم الله، وهذا منطقى فكلمة الله لا تفعل شىء بدون علم الله فهى ليست مُنفصلة عنه، فالله يخلق بكلمته (المسيح) وذلك يتم بعلم الله وهذا هو الإنسجام بين الله وكلمته.
3– المسيح هو كلمة الله التي ألقاها إلى مريم (و بالنسبة لجزئية كلمة الله هنتكلم عنها في أجابة السؤال القادم ولن نتركها)، والله يخلق بكلمته الذي هو المسيح وطبيعى أن الله يأذن لكلمته لتخلق، فحضرتك عزيزى القارىء مثلاً مع فارق التشبيه كلمتك هي أنت، فكلمتك تُعبر عنك وعن شخصيتك وعن فكرك وعن أرادتك وحينما تخرج الكلمة من فمك تخرج بإذنك لتفعل إرادتك وقبل أن تُصيغها ككلمة فهى في منطق حضرتك وفى عقلك … فحضرتك لا تنفصل عن كلمتك وكلمتك لا تنفصل عنك حتى بعد خروجها بإذنك من فمك تظل موجودة بعقلك – ولله المثل الاعلى طبعأ –
4– ولو رفضنا كل ذلك وقولنا إن { بِإِذْنِ اللَّهِ} معناها إن الله يسمح ويأذن ويأمر المسيح (عيسي) بأن يخلق الطير … ده مش هيفيد بشىء بل بالعكس هيقودنا لحارة مسدودة ولسؤال ملوش أجابة ألا وهو كيف يأذن الله للمسيح (عيسي) بالخلق؟!! كيف يسمح الله لأنسان (إسلامياً) أن يشترك معه في صفة من صفات الألوهية التى تخص الله وحده فقط؟؟!!
كيف يأذن الله للمسيح (عيسى) بأن يُحى الموتى؟!! كيف يأذن الله للمسيح (عيسي) بأن يعلم الغيب وعلَّام الغيب هو الله وحده؟!! هل معقول (أسلامياً) أن يُشرك الله معه أحد مخلوقاته في صفات الألوهية كالخلق والأحياء ومعرفة الغيب؟؟!!
خامساً: يُرجى سماع هذا الفيديو القصير (بضعة دقائق) للكيميائى البروف د. جيمس تور James Tour تحت عنوان “لست أخجل لأننى عالمٌ بمَن آمنت“
سادساً: أقوال المسيح بين ناسوته ولاهوته – حلقة أكثر من رائعة وتُوضح الكثير من الحقائق.
[[25:49]] التساؤل الحادى والعشرون: الثالوث المقدس مش موجود غير في آية واحدة واتحطت من ٤٠٠ سنة في (١ يو ٥: ٧)؟
الصراحة م. فاضل سليمان يستميت في إثبات جهله ورسوبه في ألف باء المسيحية، لا يوجد عقيدة في المسيحية تقوم على آية واحدة بل يؤخذ الكتاب كله كلُحمة واحدة، يُكمل بعضه البعض، وعلى عكس ما أدعى فالثالوث موجود في أول صفحة من الكتاب المقدس حتى آخر صفحة منه وذُكِرَ مرات عديدة جداً وكما عاهدتمونا فيما سبق، لا ندعى ولا نقول إلا ومعنا دليلُنا، في حين م. فاضل سليمان يدعى بالباطل علينا ويتجاهل إنه كمسلم يبنى عقيدة (شبيه عيسي ورفض صلب المسيح) على آية واحدة فقط [النساء 157]!!!
- بالرغم إن م. فاضل سليمان مقدمش أى دلائل ولا إثباتات تُثبت كلامه .. هو قال مجرد كلام في الهوا وبعد كدا أنتقل للنقطة اللى بعدها علطول ولكن نحن نعلم جيداً ما يقصده … لأن الكلام ده بايت وقديم وأترد عليه وأتفحم تماماً ….
– تقدر عزيزى القارىء تشوف الفيديو ده وهتكتشف الحقيقة: الرد على شبهة الفاصلة اليوحناوية | الأخ وحيد – برنامج الدليل: الحلقة 681
– وهنا هتلاقى حضرتك دراسة كاملة (رسالة) عن اصالة الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة (1 يو 5: 7)
– وصور المخطوطات موجودة في هذا الفيديو الذين يشهدون في السماء هم ثلاثه ودليل اصالتها - عقيدة الثالوث موجودة في الكتاب المقدس لكن مصطلح (الثالوث – Trinity) نفسه وضعه علماء اللاهوت مُنذ القرون الاولى للمسيحية لإختصار العقيدة كلها في كلمة واحدة وهذا المصطلح صحيح ولكن ليس الأدق، فالمصطلح اللاهوتى الأدق والأقرب للكتاب المقدس هو مصطلح (وحدانية الله الجامعة).
- عندما نتحدث عن طبيعة الله الواحد الغير محدود، بكل تأكيد لن نستطيع فهم أو أدراك هذه الطبيعة بشكل كامل أو مطلق لأن هذا فوق مستوى أستيعاب البشر ولكن نستطيع فهم القدر اليسير على حسب قدراتنا البشرية المحدودة …
هذا القدر اليسير الله بنفسه هو اللى كشفه لنا من خلال الوحى المقدس لأننا لا سبيل لنا لمعرفة هذا القدر اليسيرعن طبيعة الله إن لم يكشف هو بنفسه لنا ذلك، ولذلك فهم وحدانية الله الجامعة (الثالوث) صعب لأنك تتحدث عن طبيعة الله ولكنه ممكن وغير مستحيل ؛ لأن الله بنفسه هو من أعلن لنا هذه المعرفة وهو يعلم جيداً مدى قدراتنا البشرية على الأستيعاب والأدراك والفهم.
أولاً: وحدانية الله – (عقيدة لا إله إلا الله):
تُقر المسيحية بإنه لا يوجد سوى إله واحد حقيقى وهذا بشهادة نصوص كثيرة جداً منها على سبيل المثال لا الحصر:
“أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ” (نح 9: 6) + “لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ” (مز 86: 10)
“الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ” (يه 1: 25)
ثانياً: وحدانية الله الجامعة:
*مثال توضيحى قبل ما ندخل في صُلب الموضوع: وحدانية الإنسان الجامعة
كل إنسان له: 1– جسد بشري 2– روح بشرية 3– نفس بشرية (العقل والمشاعر والغرائز)
الجسد ليس هو الروح الجسد ليس هو النفس
الروح ليست هي الجسد الروح ليست هي النفس
النفس ليست هي الجسد النفس ليست هي الروح
– وفي ذات الوقت لا نتكلم عن 3 بشر بل نتكلم عن إنسان واحد ومع ذلك فالجسد غير الروح
غير النفس، فنحن نتكلم عن إنسان واحد له 3 صفات ذاتية (هى الصفات التى تكون ذاته الإنسانية ولا يُمكن أن يكون الإنسان بدون أى صفة منهم بينما الصفات النسبية هي الصفات التى تُنسب ليه مثل شجاع ولا تكوّن هذه الصفات ذاته)(مثال: الصفات الذاتية للكتاب ورق وحبر وغلاف – صفاته النسبية مُفيد أو غالى)
– نستطيع التعبير عن الإنسان كله بالجسد: أنا شايف فُلان جاى أهو … مع إنى مش شايف لا النفس ولا الروح.
– نستطيع التعبير عن الإنسان كله بالروح: زى المثل المشهور (أنا أفديك بروحى) طب ما روحك هو أنت أو (أنا الموضوع ده كتبته بروحى) مع إن كيانى الإنسانى كله شارك في الكتابة.
– نستطيع التعبير عن الإنسان كله بالنفس: “جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ، الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ، مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا” (تك 46: 26) وعُبِرَ عن الإنسان كله بالنفس الحية وهذا لا يلغى أن له جسد وروح.
# (جسدك هو أنت، روحك هي انت، نفسك هي أنت)، وتستطيع في ذات الوقت من خلال هذه الثلاث صفات الذاتية أن تُعبر بصفة واحدة عنك كُلك.
هذا الكلام يُعتبر كلام منطقى ومفهوم وكلنا بنستعمله في حياتنا اليومية بمنتهى السلاسة.
نحن كمسيحيين نؤكد إننا نعبد (الله الواحد الموجود بذاته والناطق بكلمته والحى بروحه)
وجود الله = الذات الألهية = الوجود الذاتى لله:
- هل هو غير محدود؟ نعم
- هل هو غير مخلوق؟ نعم
هل هو أزلي (لا بداية زمنية لها) وأبدي (لا نهاية زمنية لها)؟ نعم
- عقل الله الناطق = نُطق الله العاقل = كلمة الله:
- هل هي غير محدودة؟ نعم
- هل هي غير مخلوقة؟ نعم
- هل هي ازلية ابدية؟ نعم
- روح الله (أصل الحياة):
- هل هي غير محدودة؟ نعم
- هل هي غير مخلوقة؟ نعم
- هل هي ازلية ابدية؟ نعم
فهل المطلوب مننا أننا نعبد إله بلا كلمة، فهل يُعقل ان يكون الله بلا كلمة -حاشا-؟!!
فهل المطلوب مننا أن نعبد إله بدون روح، فهل يُعقل ان يكون الله بدون روح (إله ميت) -حاشا-؟!!
اعتقاد المسيحين في الله، يتلخص في جملة واحدة فقط، فنحن نعبد (إله واحد موجود ناطق حى)
هل الوجود الذاتى لله هو هو كلمة الله؟ لأ، ليس هو
هل الوجود الذاتى لله هو هو روح الله؟ لأ، ليس هو
هل كمة الله هي هى روح الله؟ لأ، ليست هى
و مع ذلك كلاً من وجود الله وكلمته وروحه (غير محدودين / غير مخلوقين / أزليين أبديين)
————————————————————————-
♣ الوحى المقدس أطلق على (وجود الله أو الوجود الذاتى لله أو الذات الألهية):
– في العهد القديم (اللغة العبرية) كلمة (root of word) אָב التى من ضمن معانيها:
[of God as father of his people,who constituted, controls, guides and lovingly watches over it]
– في الترجمة السبعينية للعهد القديم (اللغة اليونانية) وفى العهد الجديد (اللغة اليونانية) كلمة (root of word)πατὴρ والتى من ضمن معانيها:
[one who stands in a father’s place, and looks after another in paternal way]
[God is called the Father of the stars, the heavenly luminaries, because he is their creator]
– في نُسَخ العهد الجديد المكتوبة بالآرامية (و يعتقد البعض انها أقدم من النُسَخ اليونانية) كلمة وتُنطق “ɑb – āb – آب” والتى من ضمن معانيها origin, cause, creator, source, original representative]]
– وقد تُرجمت هذه الكلمات في الترجمات العربية إلى كلمة (آب) أو (أب) وفي الترجمات الأنجليزية إلى (Father)
لماذا يُشار للذات الألهية بلفظ في الكتاب المقدس؟
1– لأن وجود الله أو الذات الألهية هي مصدر source وسبب cause وأصل origin كل وجود فالله موجود بذاته مُنذ الازل وحتى أبد الآبدين وواجد كل وجود لذلك كتب موسي النبي في سفر التثنية لبنى إسرائيل قائلاً: “أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ (אָבִ֣יךָ)(πατὴρ) وَمُقْتَنِيَكَ، هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟“ (تث 32: 6)، فقبل أن يوجدنا الله صاحب الوجود المطلق لم يكن لنا وجود.
2– لأن معاملات الله مع شعبه مثل معاملة الوالد لأولاده، فالوالد سبب وجود ابنه تناسلياً ومن ساعة وجوده يبدأ الوالد في الاهتمام به ورعايته بكل حب وأرشاده للصواب هكذا الله مع الخليقة ومع شعبه المؤمنين به هو مصدر وجودهم ويرعاهم ويهتم بهم “بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ، وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيق مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبًا (לְאָ֔ב)(πατέρα)، وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي“ (إر 31: 9) + “فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا (אָבִ֔ינוּ)(πατὴρ) وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ (Yahweh) أَبُونَا (אָבִ֔ינוּ)(πατὴρ)، وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ“ (إش 63: 16) + وقال داود النبي “كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ (אָ֭ב)(πατὴρ)عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ” (مز 103: 13).
وبالتالى المسيحيين لم يخترعوا أطلاق اسم الآب على (وجود الله أو الوجود الذاتى لله أو الذات الألهية) إنما هذا كله وفقاً لما أعلنه الله في
الوحى المقدس.
الأرسالية الداخلية الذاتية: أنك تُرسل من ذاتك، حاجة منك … بتاعتك، بدون أن يتغير جوهرها فيك، وبدون أن تُفارقك أو تنفصل عنك في ذات الوقت، مثلاً:
1– لو حضرتك ألفت قصيدة في عقلك والقصيدة عبارة عن كلمات وهذه الكلمات أصبحت في عقلك لكن غير مرئية.
2– علشان تكون مرئية نجيب ورق ونكتب عليه بالحبر فتصبح هذه الكلمات الغير مرئية في عقلك مرئية لأنها لبست ثوب الورق والحبر (و مع ذلك في عقلك مازالت مجرد كلمات غير مرئية محتفظها بجوهرها ولم تتحول لورق وحبر في عقلك).
3– ثم حضرتك أرسلت هذه القصيدة المكتوبة على الورق لكل أصدقائك حول العالم سافرت في الجو مئات الأميال.
4– فمع إنك ارسلتها بعيداً عنك وخرجت من عقلك إلا أن هذه الكلمات مازالت في عقلك ولم تفارقك ولم تنفصل عنك لا لحيظة واحدة ولا طرفة عين.
5- لو أفترضنا -مع إحترامى لك عزيزى القارىء- واحد من الناس اللى مش بتحبك، أخد الورقة اللى فيها القصيدة وقطعها … لن تتأثر كلمات القصيدة التى في عقلك في شىء بل تظل كما هي في قوتها وتأثيرها، فمهما فعل في القصيدة المكتوبة … فجوهر الكلمات الذي في عقلك لن يتأثر ولا يخضع لعبث ذاك الشخص.
الأرسالية الخارجية: ارسال شخص آخر وبمجرد ارساله أصبح مش موجود معاك زى حضرتك عزيزى القارىء لما تُرسل أخوك أو أبنك يروح يجيبلك حاجة من خارج المنزل.
♣ الوحى المقدس أطلق على (عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل أو كلمة الله): لفظ الابن – ابن الله – ابن الله الوحيد
لماذا يُشار لكلمة الله بلفظ ( ابن الله ) في الكتاب المقدس؟
*عموماً لنرى معنى كلمة (ابن الله) عند اليهود وفي الشريعة اليهودية:
1– ابن الله (التعبير العام): وهذا ينطبق على كل البشرية فنحن أولاد الله بالخلق كما يقول أشعياء النبي “وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ” (إش 64: 8) من حيث أن الأنسان طين جبله الله، فالأنسان بالنسبة لله هو ابن الله لأن الله هو من أوجده والأب يشارك في الوجود.
2– ابن الله (بالأيمان): وهذا ينطبق على المؤمنين وشعب الله فهم اولاد الله بالأيمان، أولاد الله بالتبنى وهذا موجود في المسيحية أيضاً “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ“ (يو 1: 12).
3– ابن الله (بالطبيعة – في الجوهر – لاهوتياً): ( a ) لو في شخص اسمه أيمن عايش في الشام، وقرر أيمن إنه يزور مصر، فبنقول على أيمن ابن الشام، لإنه جاى من الشام ليه نفس صفات اهل الشام وليه نفس ثقافتهم وعاداتهم ولغتهم، فهل ده معناه إن الشام اتجوزت مصر وخلفت أيمن؟ بالطبع لأ .. لكن ابن الشام جاء من الشام فله كل صفات أهل الشام.
فتعبير ابن الله (بالطبيعة – في الجوهر – لاهوتياً) لأنه جاء من الله ونَزَلَ من السماء “فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ” (يو 8: 23) “لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ” (يو 6: 38) “خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ” (يو 16: 28)
“اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ” (يو 3: 31) فهو له كُل صفات وجوهر الله (بنوة ذاتية وليست تناسلية جسدية). فاليهود يعلمون جيداً إن ابن الله بالطبيعة يُعادل الله في الجوهر اللاهوتى وإن المسيا المنتظر (المسيح) هو ابن الله وهذا ما سنسوق له الأدلة …
– يطرح سليمان الحكيم في تواضع هذه الأسئلة الستة في (أم 30: 4) قبل المسيح ب 931 سنة:
س1 / مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟: من له القدرة أن يصعد وينزل وموجود في كل مكان سوى الله، وليس موسي النبي لأن موسي صعد إلى الجبل ليستلم الشريعة ولم يصعد للسماء حيث “وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ” (خر 24: 12)
س2 / مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟: الله ؛ “الْمُصْعِدُ السَّحَابَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ. الصَّانِعُ بُرُوقًا لِلْمَطَرِ. الْمُخْرِجُ الرِّيحِ مِنْ خَزَائِنِهِ” (مز 135: 7).
س3 / مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟: الله ؛ “يَصُرُّ الْمِيَاهَ فِي سُحُبِهِ فَلاَ يَتَمَزَّقُ الْغَيْمُ تَحْتَهَا” (أي 26: 8)
س4 / مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟:الله ؛ “أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ” (إش 40: 28)
س5 / مَا اسْمُهُ؟: الله
س6 / وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟: ابن الله، طبعاً اليهود زمان كانوا مش فاهمين معنى النبوءة ونبوءات كثيره جداً مكنوش فاهمينها لكنهم كانوا عارفين إن المسيا المنتظر (المسيح) لما هيجى هيفهمهم كل الكلام ده وهيحقق كل النبوءات “قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ» … قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ»” (يو 4: 25-26)، لكن الآن في التفاسير الحديثة بعد ما أنطبقت كل النبوءات عن السيد المسيح اصبحوا اليهود يحرفون التأويل والتفسير ليهربوا منها ولكن محاولاتهم فاشلة بكل المقاييس.
عند اليهود في كتابهم المقدس الله وابنه وفى معرفتهم الدينية إن ابن الله هو كلمة الله أوعقله الناطق (اللوغوس التى جاء منها لفظ “المنطق” = الكلمة التى خلق بها الله كل شيء) وكلمة الله هو الله لأن الكلمة تُعبر عن الشخص فكلمة حضرتك هي أنت لأنها تُعبر عن فكرك وثقافتك وشخصيتك وتخرج منك لتتمم إرادتك أنت فمثلاً لو في حد قال لفظ مش كويس هل بيجيبوا الكلمة الوحشة ويحاكموها ولا بيجيبوا الشخص؟ الشخص نفسه طبعاً لأن ببساطة كلمته هي هو، كلمته تعبرعنه وخرجت منه.
– المسيح قدم نفسه تقديم لاهوتى واضح لليهود، بثقافتهم فهموا إنه قدم ذاته من نفس الطبيعة والجوهر الألهى واستخدم تعبير ابن الله بصيغته اللاهوتية ففى محاكمة السيد المسيح: “وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟»” (مت 26: 63) رئيس الكهنة ده شخص يهودى يعنى عارف إن هو ابن لله وكل الناس كمان ابناء الله … لماذا يسأله هذا السؤال؟ … لأن المسيح قدم نفسه على إنه المسيا المُنتظر وقدم نفسه على إنه ابن الله (كلمة الله)، فالمسيح استخدم تعبير ابن الله اللاهوتى وليس العام
– “قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ (تعبير يهودى معناه مساوى لله في الذات والطبيعة)» فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ» (في أيامنا هذه قد نفهم أنها محاولة للمراوغة والتملّص من الإجابة. أما في تلك الأيام فكانت هذه الإجابة تُعبّرعن الأسلوب الأدبي الراقي الذي يحمل التأكيد واستخدم المسيح هذا الأسلوب كثيراً). فَقَالُوا: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ»“ (لو 22: 67)، لأن اللى موجودين كلهم يهود فبالنسبة لهم ذِكر ( المسيح + أنه مساوى لله) علطول نورت في دماغهم وسألوه هل انت ابن الله؟ فمفهوم ابن الله عند اليهود مرتبط بإنه المسيح المنتظر ومساوى لله لأن ابن الله هو كلمة الله.
– “فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ»” (يو19: 6-7) فاليهود كلهم ابناء الله حسب الناموس ولكن ابن الله المقصوده هنا ليست بالإيمان ولا بالمفهوم العام لكن ابن الله هنا أى من ذات طبيعة الله بمعنى أنهُ يقول عن نفسهِ إنه الله. وهم كانوا متصورين بأفكارهم الشخصية وليس حسب الشريعة عن المسيح لما هيجي هيخلصهم من الأحتلال الرومانى لكن السيد المسيح صدمهم وقال لهم “مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ” (يو 18: 36) فقالوا يبقى هو مش المسيح المنتظر وبالتالى هو شخص عادى ومينفعش يقول عن نفسه إنه ابن الله بالطبيعة.
– “فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ” (يو 5: 18) طب وأية المشكلة إن واحد يهودى يقول الله ابويا مش كل الناس ابناء الله؟ … المشكلة أن المسيح مقالش عن نفسه انه ابن الله بالخلق أو بالإيمان كتعابير مجازية زيه زى باقى اليهود، لكنه قال إنه ابن الله بالطبيعة واليهود فاهمين إن ده معناه إنه مساوى لله، فكلمة الله (ابن الله بالطبيعة) هي الله. فالمسيح قال مرات عديدة أنا الله باليهودية وليس بالعربية.
– “وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ … قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا“ (مت 16: 13-18)، عند اليهود معروف إن المسيح هو ابن الله، وعندما قال بطرس ذلك للسيد المسيح، المسيح لم يرفض ذلك بل مدح بطرس على ما قاله.
– “فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ … وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى … الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ“ (لو 1: 30، 32، 35) الملاك يُخبر السيدة العذراء مريم وهي يهودية ويقول لها عن المولود (ابن العلى وابن الله) ويُلقبه بالقدوس وهو لقب من القاب الله عند اليهود ولم تستغرب العذراء من ذلك ولم تستفسر عن ماذا يقصد الملاك بينما استفسرت عن ما وجدته غريب في الكلام وهو الحبل بدون رجل وده معناه إن العذراء كيهودية فاهمة إن ابن الله بالطبيعة والجوهر هو الله … كلمة الله أو عقله الناطق أو نطقه العاقل هو الله. فمِن كُل ما سبق نجد إنه حسب اليهود وكُتب أنبياء اليهود [العقل الألهى أو كلمة الله = ابن الله = المسيا (المسيح) المُنتظر = الله]
(b) العقل يلد افكاراً حتى بنقول ده جاب فكرة من بنات افكاره وهذه ليست ولادة جسدية تناسلية والآب (الذات الألوهى) يلد كلمته وحيث أن الله مُنذ الأزل فكلمته أزلية، والكلمة مولوده من الله ولادة ذاتية فالكلمة المولودة من الآب سُمى ابن الله …. زى ما انا بتكلم أهو والكلام بيولد من عقلي بدون صاحبة ولا تناسل.
(c) معنى (ابن الله الوحيد): لأن كل البشر هم ابناء الله بالخلق وكل المؤمنين هم ابناء الله بالإيمان لكن المسيح هو الوحيد الذي جاء من فوق وهو الوحيد الذي نزل من السماء وهو الوحيد عقل الله الناطق ونُطقهِ العاقل، فالمسيح هو الوحيد كلمة الله التى ظهرت في الجسد “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا” (يو 1: 14) فهو (ابن الله) الوحيد الذي له كل صفات الذات الألهية “كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي” (يو 16: 15) “وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا»” (لو 9: 35) + “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو 3: 16) وليس لمُجرد إنه ولد بدون أب من البشر يجعله unique ويأخذ لقب الوحيد؛ لأن آدم الوحيد بدون أب أو أم وموسي النبي الوحيد كليم الله وابراهيم أبو الآباء الوحيد خليل الله .. لماذا وكلهم ابناء الله يهودياً، هذه الصفات المميزة لكل واحد منهم لم تجعلهم يُلقبوا بـ (ابن الله) الوحيد
# هكذا المسيحيين لم يخترعوا أطلاق اسم ابن الله الوحيد على (عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل أو كلمة الله) إنما هذا كله وفقاً لما أعلنه الله في الوحى المقدس.
– الوحى المقدس أطلق على (روح الله – أصل الحياة): لفظ روح الله القدوس – الروح القدس
– “وَمَنْ عَلِمَ مَشُورَتَكَ لَوْ لَمْ تُؤْتِ الْحِكْمَةَ، وَتَبْعَثْ رُوحَكَ الْقُدُّوسَ مِنَ الأَعَالِي؟” (حك 9: 17)
– “وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ” (تك 1: 2)
– “تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ” (مز 104: 30)
– “وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ” (لو 2: 26)
– “وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (مت 1: 20)، براءة العذراء مريم لم تأتى بعد المسيحية ب 600 سنة، ده كان زمان اليهود طبقوا حكم الرجم عليها وخلصوا من زمان بل براءة العذراء جاءت من فوق حيث ظهر الملاك ليوسف النجار وشَرَحَ له وبعدها تظاهر يوسف أمام اليهود بأنه والد الطفل واليهود أنفسهم قالوا ذلك “وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ، الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ هذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»” (يو 6: 42).
– “فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ … أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ” (أع 5: 3-5)، لأن حنانيا كذب على روح الله هو وزوجته.
# هكذا المسيحيين لم يخترعوا أطلاق اسم الروح القدس على (روح الله) إنما هذا كله وفقاً لما أعلنه الله في الوحى المقدس.
وحدانية الله الجامعة: (الله الواحد الموجود بذاته والناطق بكلمته والحى بروحه)
– نحن نتحدث عن ثلاثة صفات ذاتية لله الواحد لا يمكن أن يكون الله بدون أى صفة منهم فلا يمكن ان يكون الله بدون وجود ذاتى أو بدون كلمته (عقلهُ الناطق) أو روحه القدوس (أصل كُل حياة في الكون)
[الصفة الذاتية = في علم اللاهوت مُصطلح أقنوم]
هل الوجود الذاتى لله (الآب) هو هو كلمة الله (الابن)؟ لأ، ليس هو
هل الوجود الذاتى لله (الآب) هو هو روح الله (الروح القدس)؟ لأ، ليس هو
هل كمة الله (الابن) هي هى روح الله (الروح القدس)؟ لأ، ليست هى و هذا ما يُسمى في علم اللاهوت بالتمايز الأقنومى .
– ومع ذلك كلاً من وجود الله وكلمته وروحه لهم نفس الصفات الألهية ونفس الجوهر الألوهى وهذا ما يُسمى في علم اللاهوت بوحدانية جوهر الأقانيم الثلاثة أى الصفات الذاتية الثلاثة، وبالتالى:
▪ يُمكن أن يُعبر الله عن نفسه بالآب: “إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ” (يو 6: 45)
“فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ” (لو 11: 13)
“لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ” (1 يو 2: 16)
▪ يمكن أن يُعبر الله عن نفسه بالابن (كلمة الله):
مع إن الله هو من خلق العالم نقرأ في الوحى المقدس يقول “بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ” (عب 11: 3) + “وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ” (يو 1:1)
▪ يمكن أن يُعبر الله عن نفسه بالروح القدس: “فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ … أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ” (أع 5: 3-5)
*الصفات التى يُمارسها الله: مثل الرحمة والعدل … إلخ وهي تختلف عن الصفات الذاتية لله، هذه الصفات يُمارسها الله فهو يُمارس الرحمة لذلك فهو رحيم، يُمارس العدل فهو عادل وليست صفات مكونة لذات الله.
الآب (الذات الألهى) ارسل الابن (كلمة الله) أرسالية داخلية ذاتية كما شرحنا لكم سابقاً بدون أن تنفصل كلمته عنه “لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ»” (يو 6: 40) + “أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي” (يو 8: 18)
فبعدما كان يُكلمنا الله بالأنبياء زمان، كلمنا الله في ابنه، ارسل لنا كلمته نفسها لتتجسد وتكون بيننا والله قادر على كُل شىء “اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ” (عب 1: 1-2).
في خروج بنى إسرائيل من مصر … الله كلم موسي النبي من وراء حجاب، وفي الأيام الأخيره كلم البشرية من وراء حجاب وهو جسد المسيح أى ناسوته “بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ” (عب 10: 20) بطريقة مُعجزية “وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ“ (1 تي 3: 16)، والمسيحية ليها ٢٠٠٠ سنة تُنادى أن “اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ” وأن “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ” (يو 1: 14)، فالمسيح كما أن له طبيعة لاهوتية هو له أيضاً طبيعة ناسوتية (الحجاب) وبالتالى عندما يُذكر عن المسيح سواء في الإنجيل أو القرآن إنه كان عبد لله أو كان ينام أو يأكل أو يشرب أو يُصلى أو يتألم … كل هذا عن الجسد (الحجاب)(ناسوت المسيح) ولا عايزين الطبيعة البشرية التى اتخذها الله حجاب تكون كافرة مبتصليش ولا مُتمردة على الله فترفض ان تكون عبده لله، فهى طبيعة ناسوتية كاملة تتألم وتأكل وتشرب وتتعبد وتُصلى أما الطبيعة اللاهوتية مُنزها عن هذا كُله.
– يدعى م. فاضل سليمان في أحدى فيديوهات تدبر القرآن وأيضاً في سلسلة فيديوهاته بعنوان [خدعة التبشير] أن (المسيح كان يُصلى مثل المسلمين وأن الترجمات كلها ورد فيها أنه يسجد على وجهه مثل الترجمة الأنجليزية fell on his face بينما الترجمة العربية هي الوحيدة اللى كتبوا فيها “جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ” علشان ميفكروش المسيحيين بصلاة المسلمين وأن كتابنا مثل العجينة نشكله كما نُحب)
و تعليقاً على هذا الادعاء الباطل … أولاً: بالنسبة لمسألة الترجمات: هذه الآية وردت في انجيل متى ومرقس ولوقا فقط والسيد الفاضل سليمان أقتبس من أنجيل متى باللغة الأنجليزية ثم ذهب ليقتبس ترجمة الآية من أنجيل لوقا باللغة العربية!! سنوضح لحضراتكم بشكل أسهل فيما يلى ما تم تظليله بالأصفر هو ما أقتبسه م. فاضل سليمان وستلاحظون أن السجود على الوجه موجود في الترجمة العربية …
أنجيل متى بالعربية: “ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ“ (مت 26: 39)
أنجيل متى بالأنجليزية: And he went a little farther, and fell on his face””
أنجيل مرقس بالعربية: “ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ” (مر 14: 35)
أنجيل مرقس باللغة الأنجليزية: “And he went forward a little, and fell on the ground”
أنجيل لوقا بالعربية: “وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ” (لو 22: 41)
أنجيل لوقا بالأنجليزية: And he was withdrawn from them about a stone’s cast, and kneeled down””
و لا يوجد أى تعارض بين الآيات لأن من يخرُ على وجه يسبق هذا أنه يخرُ على الأرض جاثياً على ركبتيه أولاً ثم على وجهه، فما فعله من خداع وكذب على أخوتنا المسلمين الأحباء لا يصدر حتى من طالب في الأعدادية، وهذا العمل – مع احترامنا الكامل للسيد فاضل سليمان- لا يرتقى لأى مستوى أكاديمى علمى بتاتاً!!! ألا يتوقف م. فاضل عن خداع وغِش الأحباء المسلمين!!
ثانياً: بالنسبة لطريقة الصلاة:
– السجود على الوجه موجود من قبل الأسلام بآلآف السنين عند اليهود مثلما ترى عزيزى القارىء في هذا الفيديو طريقة السجود اليهودية وكما هو مكتوب عن السامري “وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا” (لو 17: 16) والسامرييون هم الأقرب في العقيدة لليهود في ذلك الزمان لأنهم يؤمنون بأسفار موسي النبي وينتظرون المسيا المنتظر. وكذلك المسيحييون يُمارسون نفس السجود تقريباً كما هو موضح في هذا الفيديو طريقة السجود المسيحية، فهذه الطريقة في السجود ليست ماركة مُسجلة للمسلمين فقط!!
– المسيح قال بعد أن سجد على وجهه “ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلًا: يَا أَبَتَاهُ … “ (مت 26: 39) وهذا ينسف أدعاء م. فاضل أو الشيخ ديدات وتلميذه ذاكر نايك لأن الله في الأسلام ليس أباً لأحد كما ورد في [المائدة 18] و[مريم 88-93]، فالمسيح لم يكن يُصلى كالمسلمين وهو ليس مُسلم أطلاقاً!!
– المسيح منع المؤمنين به من الصلاة في الشوارع والأسواق والاماكن المفتوحة “وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ … وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت 6: 5-6)، لكن المسلميين في أغلب الأوقات يصلون في الشوارع والأماكن العامة، فالمسيح لم يكن يُصلى كالمسلمين وهو ليس مُسلم أطلاقاً!!
– المسيح منع تكرار وترداد الصلاة لأن ذلك يُشبه صلاة الوثنيين “وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ” (مت 6: 7)، لكن المسلميين في الأذكار والأدعية يكررون نفس العبارات ونفس الكلمات مرات عديدة جداً خلال اليوم، فالمسيح لم يكن يُصلى كالمسلمين وهو ليس مُسلم أطلاقاً!!
– المسيح كان يُخاطب الآب وهو رافع عينيهِ للسماء “تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ …” (يو 17: 1)، لكن في الأسلام ممنوع رفع البصر للسماء في الصلاة كما ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري – أبواب صفة الصلاة – باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة “قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم” فوفقاً للأسلام صلاة المسيح هذه تُعتبر صلاة باطلة كما يرى العياض : “رفع البصر إلى السماء في الصلاة فيه نوع إعراض عن القبلة، وخروج عن هيئة الصلاة”، فالمسيح لم يكن يُصلى كالمسلمين وهو ليس مُسلم أطلاقاً!!
ثالثاً: بالنسبة لأتهامه المزور لنا بأن كتابنا مثل العجينة، فعندما ألقينا نظرة على ترجمات القرآن باللغة الأنجليزية وجدنا العجب وسنضرب لكم مثالاً واحداً: ترجمة كلمة ثلاثة (Three) أصبحت بقُدرة قادر ثالوث (Trinity) وذلك ليخدم أغراض الدعوة الأسلامية في الغرب بمخالفة قواعد اللغات والترجمة كما هو موجود في ترجمة عبد الله يوسف على وسید ابو الاعلیٰ مودودى ومصطفى خطاب وغيره، لو القرآن يقصد الثالوث كان كتب الثالوث لكن المكتوب “ثلاثة” فالصحيح أن تُترجم كما هي ثلاثة (Three)!!
– وبالرجوع لقاموس Cambridge English-Arabic نجد أن مقابل Three هو ثلاثة وبالرجوع لمعجم المعانى نجد أن مقابلTrinity هو الثالوث.
ختاماً سؤال هام عند كل الأحباء المسلمين: كيف يكون الله غير محدود والذي لا يحده زمان أو مكان وفي ذات الوقت تجسد في المسيح يسوع؟
أسلامياً:
– {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ} [النساء 171] – {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة 73]، طيب مين هما الثلاثة دول يا ترى؟؟
وفقاً لـ {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ}[المائدة 116] نفهم إن المقصود ربما هم (عيسي ومريم والله) وبالتالى يكون الله ثالث ثلاثة أى تالت واحد من أصل ثلاثة …
طب نحن شرحنا وحدانية الله الجامعة (الثالوث) [الله الواحد الموجود بذاته والناطق بكلمته والحى بروحه]، هل نحن ذكرنا إن العذراء مريم إله، هل نحن جيبنا سيرتها في شرح الثالوث (الصفات الذاتية لله) أصلاً؟؟!!
هل نحن ذكرنا أن الطبيعة البشرية للمسيح (الناسوت) هو ده الأله اللى بنعبده ولا قولنا كلمة الله التى أخذت بشرية المسيح حجاباً لها؟؟!! وحدانية الله الجامعة اطلق عليها العلماء كلمة ثالوث Trinity وليست ثلاثة Three المذكورة في القرآن!!!
{وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ} [الأنعام 101]، نحن شرحنا لكم كل شىء ولم نُخفى عنكم شيئاً، هل نحن قولنا أن ابن الله جاء عن طريق إن الله له صاحبة؟؟!! هل نحن قولنا إن الله تزوج العذراء مريم علشان يكون ليه ولد؟؟!!، الله بطبيعته مُنزه عن الزواج ولا يحتاج لولد ولا أى شيء من هذا القبيل.
– {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا} [مريم 90و91] الرحمن ليس له ولد في المسيحية، تعبير ابن الله يعنى ليه نفس طبيعة الله مش علشان هو إله آخر مع الله -حاشا- لكن علشان هو العقل الألهى أو نُطق الله نفسه أو كلمة الله ذاتها وكلمة الله هي الله. *اكيد عزيزى القارىء تعلم إن العقل مش معناه المخ brain
– إذن هذا لا ينطبق على المسيحيين بأى حال من الأحوال، القرآن يُحارب الثالوث الوثنى يُمكنك أكتشاف ما يُحاربه القرآن في هذا الكُتيب
– ولا القرآن ولا الرسول في أحاديثه (صحيحة أو حتى ضعيفة) تطرقا ولو مرة واحدة لذِكر ثالوث الآب والابن والروح القدس (وحدانية الله الجامعة)، ونحن ندعو كل مَن هم حول العالم يجيبوا لنا آية واحدة أو حديث واحد للرسول عن ثالوث الآب والابن والروح القدس.
– في معالم التنزيل للبغوى “اقْرَؤُوا القُرآنَ؛ فإنَّه يأتي شافِعًا لأصحابِه، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البَقَرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يأتيانِ يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو فِرقانِ من طَيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما …” في السلسلة الصحيحة للألبانى “يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك … ” القرآن كلام الله غير المخلوق تجسد في صورة رجل شاحب أو غمامتان أو فرقان من الطير ويُحاجج عن صاحبه.
و في سنن الدارمي – كتاب فضائل القرآن: “اقرءوا القرآن فإنه نعم الشفيع يوم القيامة إنه يقول يوم القيامة يا رب حله حلية الكرامة فيحلى حلية الكرامة يا رب اكسه كسوة الكرامة فيكسى كسوة الكرامة يا رب ألبسه تاج الكرامة يا رب ارض عنه فليس بعد رضاك شيء”
كلام الله المتجسد كرجل شاحب أو كغمامتان أو كفرقان من طير يشفع في المسلم أمام الله، يعنى كلمة الله تتحدث مع الله … هل هنعتبرهم ألهين
مُختلفين؟؟!! هل الله انفصل عن كلامه في ذلك الوقت؟؟!!
– سنعلق على بعض الكذبات والأفتراءات التى قالها م. فاضل سليمان في حلقة تدبر [سورة النساء 171] لأن لها علاقة بموضوعنا:
1– نحن لا يُهمُنا أن نعلق على نقطة أن المسيح روح الله لأننا كمسيحيين لا نؤمن بأن المسيح هو روح الله أصلاً، فروح الله هو الروح القدس.
2– نحن لا نقول أن المسيح هو ابن الله الوحيد لأن الله ليس لديه سوى كلمة واحدة بمعنى لفظة واحدة، بل لأنه هو عقل الله الناطق، نُطقهِ العاقل نفسه، راجع عزيزى معنى (ابن الله الوحيد) ومع ذلك سنفضح خداعه فهو استدل بـ{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ}[التحريم 12] كدليل على إن الله له كلمات كتير وبكدا مبقاش المسيح هو الوحيد، والمفاجأة المُخزية لأن الكذب سهل لكن كشف الكذب مُخجل جداً
في تفسير الطبرى (شيخ المفسريين) “{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} يقول: آمنت بعيسى، وهو كلمة الله” وفي تفسير القرطبي “وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي بِالْكَلِمَاتِ عِيسَى وَأَنَّهُ نَبِيٌّ وَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَقَرَأَ الْحَسَنُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ {بِكَلِمَةِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ} وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ {وَكُتُبِهِ} جَمْعًا”
و في تفسير فتح القدير للشوكانى وتفسير فخر الدين الرازى “وقالَ مُقاتِلٌ: يَعْنِي بِالكَلِماتِ عِيسى” وفي تفسير البسيط للواحدى النيسابورى “{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} قال مقاتل: يعني بعيسى أنه نبي الله، ويدل على هذا قراءة الحسن {بِكَلِمَةِ رَبِّهَا} على الواحد. وعيسى سمي كلمة الله في مواضع من القرآن، وجمعت تلك الكلمة هاهنا فذكرت باسم الجمع” … يعنى الواحدى النيسابورى يُرجح هذا التفسير.
وفي موسوعة التفسير المأثور“ذكر ابنُ عطية أنّ مَن قرأ: {بِكَلِمَاتِ} بالجمع فإنه يُقوّي أنه يريد التوراة، ثم قال: «ويحتمل أن يريد أمر عيسى ». وبيّن أنّ مَن قرأ: {بِكَلِمَةِ} بالإفراد فيقوي: أن يريد أمر عيسى، ويحتمل أن يريد أنه اسم جنس في التوراة”
يعنى الكلمات يا سيد فاضل طلعت بردو عيسي، كلمة الله عيسي وكلمات ربها بردو عيسي … الصراحة نحن مكسوفين لحضرته ولن نُعلق.
و للأمانة البحثية هناك مِن المفسريين من قال رأى آخر كان المفروض على م. فاضل ذِكر كل التفاسير أو يشوف دليل آخر يكون قاطع بدلاً من إخفاء البعض وإظهار البعض … في ابن كثير “أَيْ: بِقَدَرِهِ وَشَرْعِهِ” وفي تفسير البغوى “يَعْنِي الشَّرَائِعَ الَّتِي شَرَعَهَا اللَّهُ لِلْعِبَادِ بِكَلِمَاتِهِ
الْمُنَزَّلَةِ”
و في تفسير الآلوسي “{بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} بِصُحُفِهِ عَزَّ وجَلَّ المُنَزَّلَةِ عَلى إدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلامُ وغَيْرِهِ، وسَمّاها سُبْحانَهُ كَلِماتٍ لِقِصَرِها”
و لكن لا نستطيع ترجيح أحد التأويلين عن الآخر وخصوصاً أنه في أحدى القراءات {بِكَلِمَةِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ} وعلماء كبار جداً زى الطبرى والقرطبى والشوكانى وفخر الدين والنيسابورى وغيره رجحوا أن المقصود عيسي.
3– والآن سنسوق من المراجع الأسلامية ما يؤكد أن المسيح عيسي هو كلمة الله أى صفة ذاتية لله لقب يخص المسيح وحده فقط وليس مُجرد كلمة (كُن فيكون):
– لماذا يتميز المسيح بلقب كلمة الله، لو السبب هو أن المسيح بدون أب من البشر، فلماذا لم يُلقب آدم بهذا اللقب فآدم خُلق بكلمة كُن فقط بدون أب أو أم؟ بينما عيسي على الأقل كان عنده أم أخَذَ من أحشائها الخلايا والأنسجة … فخلق آدم من العدم أعظم من خلق عيسي.
– في مصنف ابن أبى شيبة – باب ما أعطى الله محمداً وورد نفس الحديث أيضاً بألفاظ أخرى وفيه نفس الفكرة “ تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنو من جماجم الناس … فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا، أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته، قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه، فيقول: لست ولست بذاك … فيأتون إبراهيم فيقولون: يا خليل الرحمن، قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك ولست بذاك … فيأتون عيسى فيقولون: يا كلمة الله “ … مقالوش ليه لآدم يا كلمة الله مش الأتنين اتخلقوا بكلمة كُن؟؟!! أم لقب كلمة الله لقب مُميز للمسيح؟!!
– في تفسير روح البيان لإسماعيل حقى “واعلم ان لعيسى عليه السلام جهة جسمانية وجهة روحانية واحدية جمع للجهتين فاذا نظر الى جهة الجسمانية يظن انه تكون من ماء مريم وإذا نظر الى جهة الروحانية وآثارها من احياء الموتى وخلق الطير من الطين يحكم انه من نفخ جبريل وإذا نظر الى احدية جمعها يقال انه تكون منهما”، هو مش ده شبه الكلام اللى المسيحيين بيقولوه جهة جسمانية (الناسوت) لذلك سُمي ابن الأنسان وجهة روحانية (اللاهوت) لذلك سُمى ابن الله لانه كلمة الله.
4– احنا مش شرحنا لحضراتكم الثالوث؟ هل ذكرنا إن (الآب إله خلق الابن إله علشان يساعده لما يعجِّز والابن خلق الروح القدس إله علشان يساعده لما يعجِّز)؟؟!!
دا نحن اللى عِجزنا نلاقى حد بيقول الكلام ده!!! قعدنا نبحث بالساعات على مين اللى قال كدا وفي النهاية توصلنا أنه واخد هرطقة من القرن العاشر الميلادى وحط عليها التاتش بتاعه وطلع يقول الكلام الغريب العجيب الذي لا يمت للمسيحيين بأى صلة، وبمُنتهى الثقة يفترى على الأخرين ولأنه عارف إنه بيفترى على المسيحيين راح قال “أنا مش بفترى عليهم”، وكعادة أساليبه أسقَطَ على كل مسيحيين العالم هذه الهرطقة وكأنها هي المسيحية الحقيقية!!! لو هو فاكر إنه هيقدر يقرطس كل اللى بيسمعوله يبقى غلطان – مع أحترامنا الشديد ليه وللكل –
الصورة من كتاب تاريخ البطاركة – للأنبا ساويروس إبن المقفع أسقف الاشمونين – ج1- ص14،15
5– بالنسبة لكلام م. فاضل سليمان حول تبرئة العذراء مريم فلقد وضحنا ذلك سابقاً لحضراتكم، والمفاجأة والأمر المُشين في حق السيدة العذراء مريم أن بعض المراجع الإسلامية جعلت منها صاحبةً للمَلك (الملاك) “ان الملك لما تمثل لها بشرا سويا نزل الماء منها الى الرحم لشدة اللذة بالنظر اليه فتكون عيسى من ذلك الماء المتولد عن النفخ الموجب للذة منها فهو من ماء امه فقط خلافا للطبيعيين فانهم ينكرون وجود الولد من ماء أحد الزوجين دون الآخر” هذه أهانة بالغة للسيدة العذراء مريم أن تُصور بأنها تشتهى ملاك نورانى جاء من عند الله لدرجة اللذة ونزول الماء!!! ما هذا الكلام؟؟!! العذراء مريم سيدة الطهر والنقاء، البتول .. يُقال عنها هذا الكلام وكأنها صاحبة الملاك؟؟!!
6– بعض الأسئلة التهكمية الإسلامية: الأخ وحيد برنامج لاهوتيات/ الحلقة رقم 5: به إجابة عن أسئلة كثيرة يسألها الأخوة المسلمين الأحباء حول
العقيدة المسيحية وقد تتعرض لها عزيزى القارىء.
7– وهذا رداً على السيد فاضل سليمان الذي يدعى ان الثالوث غير موجود سوى في آية واحدة فقط:
١– العهد القديم: نحن لا ننفرد وحدنا بعقيدة الثالوث؛ لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد كثيرة في العهد القديم ولكن بأسلوب مُستتر وأحيانًا مباشر، فالثالوث كان مكشوفًا فقط للأنبياء ومحجوبًا عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على استيعاب حقيقة جوهر الله وتوقُّع سوء فهمهم، وللعلم بعد انتشار المسيحية …
هذه الآيات اتعبت المفسرين اليهود لكي ينكروا العقيدة المسيحية عن الثالوث وحرفوا معانى هذه الآيات في التفاسير اليهودية الحديثة ولكن لم يُحرفوا في أصل الكتب نفسها ولو كان العهد القديم مُحرف لكانت هذه الآيات من أوائل الآيات التي حُرفت.
وحدانية الله الجامعة (الثالوث) موجود في أول صفحة من صفحات العهد القديم في أول 3 آيات كتبهم موسي النبي في سفر التكوين:
– “فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ” (تك 1: 1)، هنا يُشير إلى الذات الألوهى الذي أوجد وخلق كُل شىء.
– “وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ” (تك 1: 2)
– “وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ” (تك 1: 3)، فالله خلق كُل شىء بكلمته … كان ممكن يقول (وخلق الله النور) وعادى صح ومفيش أى مشاكل لكن الوحى الألهى دقيق جداً في اختيار الصيغة والألفاظ.
العهد القديم ملىء بالآيات التى تتحدث عن الوحدانية الجامعة (الثالوث) للمزيد من الآيات ستجدونها هنا: الثالوث في العهد القديم
٢– العهد الجديد:
“فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ“ (لو 1: 35)
“وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” (يو 14: 26)
“وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ»” (لو 3: 22).
العهد الجديد ملىء بالآيات التى تتحدث عن الوحدانية الجامعة (الثالوث) للمزيد من الآيات ستجدونها هنا: الثالوث في العهد الجديد
[[26:01]] التساؤل الثانى والعشرون والأخير: (م. فاضل سليمان عن الانجيل) في حاجات أضافت يا جماعة، في مفاهيم أضافت؟
هنا م. فاضل سليمان يُعطى لنفسه تصريح ليطعن في صحة الكتاب المُقدس عند ملايين المصريين ويتهم ما يؤمنون به بالتحريف، فنرجو من القُرَّاء الأعزاء أن يتحملوا طول هذه الأجابة لهذا السؤال لأنها طويلة جداً … ونحن سنتحدث من المنظور الأسلامي فقط رداً على م. فاضل سليمان.
الكل يعلم أن المنظومة الأسلامية تقوم على فكرة أن التوراة حُرفت وآتاها الباطل والضعف ولأن التوراة حُرفت نَزَلَ الأنجيل ثم حُرفَ الأنجيل وآتاه الباطل والضعف ولأن الإنجيل حُرف نَزَلَ القرآن {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ} [فصلت 42] ولكن المفاجأة التى سنكتشفها من النصوص الإسلامية الواضحة هي عكس ذلك تماماً وستكون بمثابة مفاجأة للقُرَّاء لتُثبت جزء من خداع الشيوخ للعوام من المسلمين. فنحن أمام مسألة تاريخية بحتة، فالسؤال هو متى تم تحريف التوراة والإنجيل .. هل قبل الإسلام أم بعده؟ الأجابة بتاعت أغلب المسلميين طبعاً قبل الإسلام لذلك نزل القرآن وهذه الأجابة خطأ وبشهادات كثيرة منها ما هو خَرَجَ من فم الرسول نفسه … سنقوم بالشرح بالتدريج …
أولاً: الإنجيل جاء مُصدقاً للتوراة لأنها صحيحة وليس ناسخاً لها بسبب تحريفها:
1– {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [المائدة 46]، يعنى التوراة كانت موجوده مع عيسى وكان مُمسك بها بين يديه والإنجيل نزل مُصدقاً لهذه التوراة بعينها، فهل سينزل الإنجيل مُصدقاً على كتابٍ مُحرف؟ .. طبعاً لأ … طب طالما التوراة لم تكون مُحرفة لماذا نَزَلَ الإنجيل من الأساس؟؟!!
و لو ذهبنا لتفسير القرطبى للمائدة 46 “مصدقا لما بين يديه يعني التوراة ; فإنه رأى التوراة حقا، ورأى وجوب العمل بها إلى أن يأتي ناسخ” وعبارة “إلى أن يأتى ناسخ” عبارة غريبة … هو مش المفروض عيسى جاى بالأنجيل اللى هو ناسخ التوراة المُحرفة؟! وطالما عيسي قد جاء وتكلم مُنذ كان في المهد، لماذا وجوب العمل بكتاب مُحرف بعد؟!! ولماذا أصلاً يأتى ناسخ للتوراة والإنجيل نفسه جاء مُصدقاً عليه … ننسخها ليه؟!!
التوراة التى كانت في زمن عيسي، كان يتعبد بها السيدة العذراء مريم (أطهر نساء العالمين) وجدة عيسي ويحيى بن زكريا وزكريا أبوه، فكيف وصل هؤلاء لهذه المكانة الرفيعة من القداسة والعلاقة الجيدة مع الله وهم يتعبدون بتوراة مُحرفة، كيف يكون المُحرف يقود إلى الله، المُحرف يقود للضلال؟؟!!
ثانياً: القرآن جاء مُصدقاً للتوراة والإنجيل لأنهما صحيحان وليس ناسخاً لهما بسبب تحريفهما:
1– {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة 48]، القرآن جاء مُصدقاً لما بين يدىً الرسول أى ما موجود معه من التوراة والإنجيل … فأين القرآن جاء ناسخاً لما كان قبله لأنه مُحرف؟! هل سينزل القرآن مُصدقاً لكُتب مُحرفة وهذه الكتب تكون بين يدىَ الرسول؟؟!!
و سنجد في الطبرى (شيخ المفسرين) في المائدة 48 “مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ، يقول: أنـزلناه بتصديق ما قبله من كتب الله التى أنـزلها إلى أنبيائه، وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ يقول: أنـزلنا الكتاب الذي أنـزلناه إليك، يا محمد، مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنها حق من عند الله، أمينًا عليها، حافظا لها. وأصل (الهيمنة)، الحفظ والارتقاب. يُقال، إذا رَقَب الرجل الشيء وحفظه وشَهِده”
هل ده معناه إن الرسول كان مُكلف بعناية وحفظ ومراقبة كُتب مُحرفة، يعنى كان معاه توراة وأنجيل مُحرف وكان شهيد على إنهما حق من عند الله وأمين ومُصدق عليهم كمان؟؟!! لا يستقيم المعنى هكذا …
و من خلال متابعتنا للسيد فاضل سليمان لاحظنا فهمه وتفسيره الغير دقيق لمعنى كلمة {َمُهَيْمِنًا} [المائدة 48]، فهو يرى أن التفسير الوحيد والمؤكد لهذه الكلمة هو (أن القرآن مُسيطرعلى الكتب السابقة في أنه يُعتبر المرجع والمعيار الذي نستخدمه لنتأكد مما هو مكتوب فيها هل هو صحيح أم محرف؟) وهذا التفسير مُخالف لتفسير الأغلبية العظمى من كبار علماء الأسلام وسنوضح لحضراتكم ذلك:
– في تفسير الطبرى {َمُهَيْمِنًا} = “مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنها حق من عند الله، أمينًا عليها، حافظا لها وأصل الهيمنة، الحفظ والارتقاب”
– عن ابن عباس والسدى وقتادة {مُهَيْمِنًا} = “شهيدًا”
– وعن ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة {مُهَيْمِنًا} = “مؤتمنًا على ما قبله من الكتب”
– وعن على بن أبى طلحة ومُجاهد ومحمد بن كعبٍ والحسن وابن زيدٍ {مُهَيْمِنًا} = “الْأَمِينُ، قَالَ: الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كتاب قبله”
– وعن قتادة {مُهَيْمِنًا} = “معناه المشاهد. وَقِيلَ: الْحَافِظُ”
– وعن الحسن {مُهَيْمِنًا} = “الْمُصَدِّقُ”
– وعن الكسائى {مُهَيْمِنًا} = “أَيْ شَاهِدًا عَلَيْهِ”
– وفى تفسير فتح القدير للشوكانى عن الجوهرى وأبى عُبيدٍ {مُهَيْمِنًا} = “يُقالُ: هَيْمَنَ عَلى الشَّيْءِ يُهَيْمِنُ إذا كانَ لَهُ حافِظًا، فَهو لَهُ مُهَيْمِنٌ”
– وعن ابن عباس فيما أخرجه ابن جريرٍ وابن ابى حاتم والبيهقى {مُهَيْمِنًا} = “الْأَمِينُ، قَالَ: الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كتاب قبله”
– في تفسير الآلوسي عن الخليل وأبو عُبيدة {مُهَيْمِنًا} = “أيْ رَقِيبًا عَلى سائِرِ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ المَحْفُوظَةِ عَنِ التَّغْيِيرِ، حَيْثُ يَشْهَدُ لَها بِالصِّحَّةِ والثَّباتِ”
– وفى تفسير النسفى {مُهَيْمِنًا} = “وشاهِدًا، لِأنَّهُ يَشْهَدُ لَهُ بِالصِحَّةِ، والثَباتِ”
فالأغلبية الساحقة من علماء الأسلام الكبار مُتفقه بالأجماع على هذه التفاسير والتى لا تُزكى وتختلف عن تفسير الأقلية الذي تبناه م. فاضل سليمان.
و ابن كثير في تفسير المائدة 48 “( مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ) أي: من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل من عند الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان نزوله كما أخبرت به، مما زادها صدقا عند حامليها “، يعنى الكُتب التى ذُكرت وتم مدحها موجودة عند أهلها وحامليها وهي بعينها التى نزل القرآن مُصدقاً لها والرسول أمين ورقيب عليها. ولو قالوا لكن التوراة والأنجيل حُرفوا بعد الأسلام .. فلماذا نزل القرآن أذن والكتب سليمة؟!! وأصلاً من يقول هذا ينسب للرسول ومَن بعده عدم حفظ وعناية التوراة والأنجيل؟؟!!
2– {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [المائدة 48] فكيف تكون التوراة المُحرفة شرعة ومنهاجاً لليهود؟!! وكيف يكون الإنجيل المُحرف شرعة ومنهاجاً للمسيحيين؟؟!! فهل يحضهم الله على أتباع كتب مُحرفة كشريعة؟!!
نحن نقرأ من سورة المائدة وهذه السورة ترتيبها في النزول 112 يعنى في أواخر القرآن وبيقول لليهود التوراة بتاعتكم شرعة ليكم ومنهج وللمسيحيين الإنجيل بتاعكم شرعة ليكم ومنهج والقرآن نزل مُصدقاً عليهم والرسول رقيباً وأميناً عليهم … فكيف تكون مُحرفة؟؟!! … القرآن نفسه لا يُزكى هذا الإدعاء الباطل.
3– {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة 40 و41]، يعنى بنى إسرائيل هيآمنوا لأن القرآن نَزَلَ مُصدقاً لما معهم مش ناسخ … هل هيآمنوا علشان القرآن نَزَلَ مُصدق لكتاب مُحرف معهم!! يعنى مش بس ما بين يدىَ الرسول صحيح، لأ دا كمان اليهود اللى في عصر الرسول معاهم توراة صحيحة وبيقول {مَعَكُمْ} يعنى دى منتشرة معاهم كلهم وسورة البقرة هي أول السور المدنية نزلت بعد 10 سنوات في مكة.
و ذُكرت كلمة الحق بال التعريف وفى تفسير جامع البيان للطبرى يقول {الْحَقَّ} “التوراةُ الذي أنزل الله على موسى”
4– {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ} [البقرة 89]
5– {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء 47]، يعنى اليهود والمسيحيين هيآمنوا لأن القرآن نَزَلَ مُصدقاً لما معهم مش ناسخ … يعنى مش بس ما بين يدىَ الرسول واليهود صحيح، لأ دا كمان المسيحيين اللى في عصر الرسول معاهم إنجيل صحيح وسليم. فيستحيل أن كلام الله يُحرف لأنه إن حُرف ده معناه إن الله متآمر مع المُحرفين فتركهم يُحرفون كلامه وما خطه الله بإصبعه لموسي النبى أو أضعف منهم فمعرفش يحمى كلامه وحاشا لله ذلك.
و في تفسير الطبرى للبقرة 89 يقول “يا أيها الذين أنـزل إليهم الكتاب فأعطوا العلم به، “ آمِنُوا” يقول: صدِّقوا بما نـزلنا إلى محمد من الفرقان “مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم” يعني: محقِّقًا للذي معكم من التوراة التي أنـزلتها إلى موسى بن عمران” يعنى القرآن مُحقق للتوراة التى مع اليهود وهي بعينها التى نزلت على موسي النبي!! فإن كانت التوراة الأصلية والسليمة مازالت مع اليهود، فلماذا نَزَلَ القرآن إذن؟؟!! فهذه النصوص تضرب في مقتل المنظومة الأسلامية التى يُصدرها الشيوخ.
6– {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} [آل عمران 3]
يقول م. فاضل سليمان أن {مُصَدِّقًا} معناها (أن نرجع للقرآن لنتأكد من صحة المكتوب في التوراة أو الأنجيل) ولكن هذا المعنى لا يستقيم مع ألفاظ الآية فلم يُكتب ” مُراجعاً أو مرجِعاً ” لأن المُراجعة تحتمل أحتمالين تصديق الصحيح ورفض المُحرف -على حد قوله – بل الآية كانت واضحة {مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} وهي التوراة كلها والأنجيل كله وليس جزء منهما فلذلك بعدها قال {أَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} فهو يتحدث عن كُل الكتابين.
7– {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة 101]، وفى تفسير الطبرى يقول “( مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ) فإنه يعني به أن محمدا يُصدق التوراة والتوراة تصدقه، في أنه لله نبي مبعوث إلى خلقه. ويعني بقوله: (كتاب الله) التوراة” فهل التوراة المُحرفة ستُنعت بكتاب الله وتُنسب إلى الله؟؟!! وهل القرآن يوبخ الفريق الذي نَبَذَ الكتاب المُحرف؟؟!! يبقى الكتاب سليم وطالما سليم لماذا جاء الأنجيل ولماذا جاء القرآن وفقاً للمنظومة الإسلامية؟!!
8– في سورة المائدة رقم 112 في النزول يتحدث عن اليهود {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة 44]، وهذا الكلام بعد 10 سنوات في مكة + 13 سنة في المدينة.
و في القرطبي “المراد بالنبيين محمد وعبر عنه بلفظ الجمع وقيل: كل من بعث من بعد موسى بإقامة التوراة … صدقوا بالتوراة من لدن موسى إلى زمان عيسى عليهما السلام وبينهما ألف نبي ; ويقال: أربعة آلاف، ويقال: أكثر من ذلك، كانوا يحكمون بما في التوراة” فأين مقولة إن كل نبي يأتى برسالة؛ لأن رسالة من كانوا قبله حُرفت والناس ضلوا عن الحق؟؟!! وفى الجلالين “{وَلَا تَشْتَرُوا} تَسْتَبْدِلُوا {بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} مِنْ الدُّنْيَا تَأْخُذُونَهُ عَلَى كِتْمَانهَا” يعنى كانوا بياخدوا فلوس علشان يكتموا ما موجود في التوراة والكتمان ليس تحريف، يعنى المقصود درء الحد بالشبهات، فيدوروا على أى شُبهات تجعله يفلت من العقاب مقابل الرشوة بالمال ولكن يظل الحكم موجود في التوراة التى معهم كما هو.
9– ورد في سنن أبي داود – كتاب الحدود – باب في رجم اليهوديين وصحيح وضعيف سنن أبى داود للألبانى (حسن، الإرواء) وفتح البارى شرح صحيح البخارى – كتاب الحدود وفى تفسير ابن كثير للمائدة 41 “قال أتى نفر من يهود فدعوا رسول الله … فقالوا يا أبا القاسم إن رجلا منا زنى بامرأة فاحكم بينهم فوضعوا لرسول الله وسادة فجلس عليها ثم قال بالتوراة فأتي بها فنزع الوسادة من تحته فوضع التوراة عليها ثم قال آمنت بك وبمن أنزلك ثم قال ائتوني بأعلمكم فأتي بفتى شاب ثم ذكر قصة الرجم” وفى صحيح البخاري – كتاب التوحيد “… فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين …”
– هل الرسول يؤمن بتوراة مُحرفة؟؟!! وكيف تكون مُحرفة والرسول يقول أن الله هو اللى أنزلها؟؟!! وكيف يحكم بما فيها إن كانت مُحرفة؟؟!! فهى لابد أن تكون سليمة 100% وهل يتأكد الرسول من كلام اليهود بإستخدام كتاب مُحرف؟؟!! ولماذا لم يتفحصها في البداية ليطمئن هل هي النسخة المُحرفة ام السليمة؟!! وهذه القصة هي سبب نزول آيات [المائدة 42-44] فعن ابن كثير “والصحيح أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا، وكانوا قد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم، من الأمر برجم من أحصن منهم، فحرفوا واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة” … يعنى حرفوا في العُرف السائد بينهم حُكم الزنا وليس في التوراة نفسها والدليل على أنها ظلت سليمة أن الرسول بنفسه وجد آية الرجم موجودة كما هي في التوراة وحَكَمَ بها.
– وفى البداية والنهاية لابن كثير (1/2) “زَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى، وَكُلُّهُمْ كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِالتَّوْرَاةِ فَلَوْ لَمْ تَكُنْ صَحِيحَةً مَعْمُولًا بِهَا، لَمَا اعْتَمَدُوا عَلَيْهَا وَهُمْ أَنْبِيَاءُ مَعْصُومُونَ” ويُكمل ويقول “وَسَأَلَهُمْ مَا حَمَلَهُمْ عَلَى هَذَا؟ وَلِمَ تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ الَّذِي بِأَيْدِيهِمْ؟ … فَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ تَحْرِيفِهِمْ وَتَبْدِيلِهِمْ وَتَغْيِيرِهِمْ وَتَأْوِيلِهِمُ الْبَاطِلِ. وَهَذَا إِنَّمَا فَعَلُوهُ فِي الْمَعَانِي، مَعَ بَقَاءِ لَفْظِ الرَّجْمِ فِي كِتَابِهِمْ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ.”
10– {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران 93]، هل الرسول سيرجع لتوراة مُحرفة كمرجع يُحدد من الصادق ومن الكذاب؟؟!! فالرسول مؤمن بأنها سليمة وصحيحة وبناءاً على هذا الإيمان أقام عليهم الحُجة.
11– {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [القصص 48و49] {فَأْتُوا}: يعنى الكتب متوفرة مع الجميع، {أَهْدَىٰ مِنْهُمَا} هل الكُتب المُحرفة مفيش كُتب أهدى منها؟؟!، {أَتَّبِعْهُ} يعنى الرسول يتبع التوراة والإنجيل اللى معاهم وبيقولهم لو جبتوا ما هو أهدى منهما هاتبعه!! وفى تفسير ابن كثير “وقال عكرمة: التوراة والإنجيل، وقال الضحاك وقتادة: الإنجيل والقرآن، عن ابن عباس: التوراة والقرآن وفى تفسير الطبرى “قل يا محمد للقائلين للتوراة والإنجيل: هما سحران تظاهرا: ائتوا بكتاب من عند الله، هو أهدى منهما لطريق الحقّ، ولسبيل الرشاد (أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في زعمكم أن هذين الكتابين سحران، وأن الحقّ في غيرهما” يا للهول!! طريق الحق وسبيل الرشاد والحق ليس في غيرهما كل هذا في وجود القرآن، أين مقولة الشيوخ أن القرآن نسخ ما قبله من كتب!!
12– {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة 66]، فكيف يقيموا كُتب مُحرفة وتقودهم ليعيشوا في رغد؟؟!! والمخاطب هنا عموم اليهود والمسيحيين يعنى الكتب السليمة معاهم والله يحضهم على أقامتها.
13– {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة 68] لو الكتب السابقة مُحرفة المفروض يقول ليهم أنت لستم على شيء حتى تُقيموا القرآن لأن الباقى مُحرف وبه باطل وضعف. وفى فتح البارى لابن حجر عن ابن عباس في أسباب نزول الآية “جاء مالكُ بنُ الصيفِ وجماعةٌ من الأحبارِ فقالوا:
يا محمدُ ألست تزعمُ أنك على ملةِ إبراهيمَ وتؤمنُ بما في التوراةِ وتشهدُ أنها حقٌّ؟ قال: بلى ولكنكم كتمتم منها ما أُمرتم ببيانِه، فأنا أبرأُ مما أحدثتموهُ.” قال كتمتم وليس حرفتم في أصول الكتب.
14– {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام 91]، في تفسير الطبرى يقول “يعني يهود، لما أظهروا من التوراة =” ويخفون كثيرًا “، مما أخفوا من ذكر محمد (ص) وما أنـزل عليه“، الاتهام هنا باظهار بعض القراطيس واخفاء البعض الآخر حتى لا يظهرون ما مكتوب في كتابهم وهذا ايضا لا يطعن بتحريف نصوص الكتاب مطلقاً. اظهار بعض الوريقات واخفاء الاخرى من قبل بعض اليهود في جزيرة العرب، لا يدل على تحريف التوراة المنتشر في ارجاء العالم كله.
15– {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة 79]،
– في اسباب النزول للواحدى النيسابورى “يغيرون صفة محمد رسول الله (ص) فِي كتابهم، فجعلوه آدم سبطا طويلا، وكان ربعة أسمر”
لا يوجد نبى واحد من الأنبياء جاءت نبوءة عن مواصفات شكله في الكتاب المقدس أصلاً وجميع نبوءات السيد المسيح تتحدث عن أمور لا يُشاركه فيها أحد مثل الولادة المُعجزية وبالتالى عندما تحدث تكون دليل أكيد على أنه المقصود في النبوءة، عشرات الأشخاص من عصر الرسول كانوا ربعة أسمر(متوسط الطول وأسمر) وملايين الأشخاص في العالم ربعة أسمر فهذه ليست صفة مُميزة للرسول فلا حاجة لليهود أن يُحرفوها، بمنتهى البساطة كانوا أشاروا لأى حد ربعة أسمر وقالوا ما يمكن يكون هو اللى مقصود مش الرسول.
– وجاء في الجلالين “أيْ مُخْتَلَقًا مِن عِنْدهمْ وهُمْ اليَهُود غَيَّرُوا صِفَة النَّبِيّ فِي التَّوْراة وآيَة الرَّجْم وغَيْرهما وكَتَبُوها عَلى خِلاف ما أُنْزِلَ“ الطرح كله غير منطقى لأن سورة البقرة سورة مدنية والرسول في المدينة حكم بحُكم الرجم الموجود في التوراة التى كانت مع يهود المدينة وبفرض أن بعض يهود المدينة حرفوا ما علاقة ذلك بالتوراة التى في مكة والتى في العراق وفى مصر حيت أن اليهود كانوا في كل مكان وقتها. ولقد أقر علماء الإسلام أن تحريف اليهود في حُكم الرجم كان في التأويل والعُرف بينهم وليس في أصل نص التوراة وبالتالى قد يكون الجلالين يقصدا أن تحريف نعت الرسول كان معنوى دون تغير في أصل التوراة نفسها.
– وم. فاضل سليمان في أحدى حلقات تدبر سورة البقرة ضرب لنا مثال عملى رائع على التحريف المعنوى وحدوثه في كل الأديان حتى في القرآن نفسه وقال: “التجارة بالدين دى عملها كثير من المسلمين مثلاً لو المعارضة في دولة من الدول أعلنت مقاطعتها للأنتخابات لأنها بتزور … فتيجى الحكومة تضغط على المفتى بتاع البلد فيُفتى بتحريم مقاطعة الأنتخابات لأن هذا أدلاء بالشهادة وربنا قال {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة 283]، ده تحريف، هذا تحريف في معنى الآية؛ لأن الأدلاء بالصوت في الأنتخابات تعبير عن موقف سياسي ومقاطعة الانتخابات أيضاً تعبير عن موقف سياسي لكن اللى ميشاركش تكاسلاً هذا هو اللى عليه كلام … فهو استغل الدين لدعم موقف سياسي مُعين ضد موقف آخر“
– وفى تفسير الطبرى “يعني بذلك الذين حرفوا كتاب الله من يهود بني إسرائيل، وكتبوا كتابا على ما تأولوه من تأويلاتهم، مخالفا لما أنـزل الله على نبيه موسى ثم باعوه من قوم لا علم لهم بها، ولا بما في التوراة، جهال بما في كتب الله” + “عن السدي وقتادة “كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم، يبيعونه من العرب ” الكلام واضح مجموعة من اليهود وليس كُل اليهود ولم يذكر المسيحيين، كتبوا كتاب آخر وضعوا فيه تفسيراتهم الخاصة وباعوه لأشخاص جُهال من العرب الوثنيين وضحكوا عليهم وقالولهم دى التوراة والطبرى فصل بين ما كتبه بعض اليهود وبين التورة الحقيقية (و معنى إنهم باعوها للعرب يعنى كانت مكتوبة بالعربي بينما التوراة الأصلية بالعبرية ومُترجمة لليونانية) … يعنى دلوقتى لو شخص
كتب كتاب من تأليفه هو وسماه القرآن وراح باعه لقبائل في أدغال أفريقيا وضحك عليهم، هل ده معناه إن كل نُسخ القرآن الأصلية اللى في العالم أتحرفت ولو فتحناها هنلاقى الكلام اللى الشخص ده كتبه … مستحيل!!! ياريت بس نحكّم العقل والمنطق شوية في أدعاءات الشيوخ الباطلة بتحريف الكتاب المقدس …
– وعن ابن عباس “الأُمِّيون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنـزله الله، فكتبوا كتابا بأيديهم, ثم قالوا لقوم سِفلة جهال: هذا من عند الله”، أهو عالم كبير من العلماء يقول هُم الأُمِّيون (العرب) {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا} [الجمعة 2] والقرآن كان ينعت أهل التوراة ببنى إسرائيل أو اليهود والأُمِّيون هؤلاء مش يهود أصلاً ولا حتى مجموعة من يهود المدينة، ما علاقة هذا بالتوراة والإنجيل المنتشرة في انحاء العالم.
– ثم نجد قى صحيح البخارى ابن عباس يُناقض نفسه وكأنه نسي ما قاله “ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، كيفَ تَسْأَلُونَ أهْلَ الكِتَابِ وكِتَابُكُمُ الذي أُنْزِلَ علَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْدَثُ الأخْبَارِ باللَّهِ، تَقْرَؤُونَهُ لَمْ يُشَبْ، وقدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أنَّ أهْلَ الكِتَابِ بَدَّلُوا ما كَتَبَ اللَّهُ وغَيَّرُوا بأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ، فَقالوا: هو مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا به ثَمَنًا قَلِيلًا؟! أفلا يَنْهَاكُمْ ما جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عن مُسَاءَلَتِهِمْ؟! ولَا واللَّهِ ما رَأَيْنَا منهمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الذي أُنْزِلَ علَيْكُم“ هذه العبارة الأخير تُمثل وبوضوح حقد ووغضب ابن عباس إن اليهود مش بيسألوا المسلمين علشان كدا غير كلامه بدل الأُمِّيون قال أهل الكتاب، فلو ابن عباس مُنزعج مِن اللى بيسأل أومال هيعمل أيه في ابن عمرو بن العاص الذي كان مُغرماً بالكتاب المقدس وكان يحلم به في المنام ودائم الحديث عنه في المجالس!!
– عن ابن كثير “هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل“ وفى تفسير آل عمران 78 “إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف، ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل، وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، فأما كتب الله فإنها محفوظة ولا تحول رواه ابن أبي حاتم”
ثالثاً: الرسول يقتبس بالنص أو بتصرف من الكتاب المقدس (مفاجأة) (فاليهود والنصارى في كل مكان وكان يسمع ما يُقال في مجالسهم):
1– عن أبو هُريرة في صحيح الجامع “طُوبَى لعيشٍ بعْدَ المسيحِ يؤذَنُ للسماءِ في القُطْرِ، ويؤذَنُ للأرْضِ في النباتِ، حتى لو بذرْتَ حَبَّكَ على الصفَا لنَبَتَ . وحتَّى يَمُرَّ الرجلُ على الأسَدِ فلا يضرُّهُ، ويطَأَ على الحيَّةِ فلا تضرُّهُ . ولا تَشَاحَّ، ولا تحاسُدَ، ولا تباغُضَ“
و عن داود النبى “عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ“ (مز 91: 13)
و عن أشعياء نفس المفهوم “فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ“
(إش 11: 6-8)
2– في صحيح البخارى – أبواب صفة الصلاة “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد“
و عن داود النبى “كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا” (مز 103:12) وأيضاً “طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ” (مز51: 7)، لاحظ عزيزى القارىء الرسول بنفسه يُصلى بنص من الكتاب المقدس، فإن كان مُحرفاً … فكيف ينطق الرسول بهذه النصوص؟؟!!
3– في صحيح مسلم – كتاب البر والصلة والآداب “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وهذا موجود في العهد القديم كفكرة ولكن غير مكتوبة صراحةً وتحتاج لإستنتاج وإستنباط من النصوص وهذا ما يؤكده أحد الحاخامات اليهود قائلاً:
[These are revolutionary ideas. Certainly, they are implicit in the Torah. But it takes a special cast of mind to uncover them. As we read through the early rabbinic literature we find that no one, to my knowledge, expounds this view so strongly as Rabbi Shimon bar Yochai]
حتى جاء بولس الرسول وكتب هذه الفكرة بنصوص وألفاظ واضحة “فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا“ (1كو 12: 26-27)
4– ونجد في صحيح البخاري – كتاب بدء الخلق “قال رسول الله (ص) قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر“
و هذا مأخوذ عن أشعياء النبى في العهد القديم وكررها بولس الرسول في العهد الجديد “بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (1 كو 2: 9)
5– وفى صحيح مسلم بشرح النووى – كتاب الهبات “فأتى رسول الله (ص) فذكر ذلك له فقال: لا تشتره، وإن أعطيته بدرهم؛ فإن مثل العائد في صدقته كمثل الكلب يعود في قيئه” وقبلها بمئات السنوات بطرس الرسول يتحدث عن مَن أرتد عن الإيمان ويضرب نفس المثل “قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ: كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ” (2 بط 2: 22)
6– في فتح البارى لابن حجر “إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ على صورةِ الرَّحمنِ“ وفى أول سفر كتبه موسي النبي في الكتاب المقدس مكتوب “فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ” (تك 1: 27)
رابعاً: القرآن يقتبس بالنص أو بتصرف من الكتاب المقدس (مفاجأة):
1– {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء 30] وقبلها بمئات السنوات بطرس الرسول قال“لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ” (2 بط 3: 5)، كل حاجة في الأرض من الماء وبالماء.
2– {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف 40] والسيد المسيح قال “يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ. مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ” (مر 10:24-25)
3-السيد المسيح ضرب مثلاً وقال“حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ.
أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ” (مت 25: 1-13)
و {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد 12-15]
الكتاب المقدس |
القرآن |
حَكِيمَاتٍ وجَاهِلاَتٍ |
الْمُؤْمِنِينَ والْمُنَافِقُونَ |
أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ |
نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ |
الجاهلات طلب زيت الحكيمات |
المنافقون طلبوا من نور المؤمنين |
الحكيمات لا يعطين من نورهن للجاهلات |
المؤمنون لا يعطون المنافقين |
الحكيمات طلبن من الجاهلات ان يذهبن ويبتاعن لأنفسهن |
ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا (نفس الفكرة) |
الباب قد أغلق في وجه الجاهلات |
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ |
الجاهلات يصرخن لفتح الباب |
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ |
مصير الجاهلات جهنم |
مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ |
4– {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف 179] وفى الكتاب المقدس مكتوب “اِسْمَعْ هذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ” (إر 5: 21) وأيضاً “يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْتَ سَاكِنٌ فِي وَسْطِ بَيْتٍ مُتَمَرِّدٍ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لِيَنْظُرُوا وَلاَ يَنْظُرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ لِيَسْمَعُوا وَلاَ يَسْمَعُونَ، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ” (حز 12: 2)
خامساً: (المفاجأة الكُبرى) … ما هو الذِكر في ضوء فحص القرائن القرآنية؟
1– {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل 43، الأنبياء 7]، وفى الطبرى “قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب وقيل: المعنى فاسألوا أهل الكتاب” وفى الجلالين “[فاسألوا أهل الذكر] العلماء بالتوراة والإنجيل” وفى الطبرى “فاسألوا أهل الذكر، وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنـزلها على عباده” وعن ابن كثير “يعني: أهل الكتب الماضية”، هل مرجعية المسلمين من هم أصحاب الكتب المُحرفة؟! أليس القرآن صالح لكل زمان ومكان … فكيف تسألون في القرن 21 مَن هم
مِن أهل الكُتب المُحرفة؟!!
2– {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ … أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف 59، 63]
3– {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء 48]، وفى تفسير القرطبي “ولقد أتينا موسى وهارون النصر والتوراة التي هي الضياء والذكر”
4– {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} [الأنبياء 24]، جاء في تفسير القرطبي “وذكر من قبلي . وقيل: ذكر كائن من قبلي، أي جئت بما جاءت به الأنبياء من قبلي“، وفى ابن كثير “( هذا ذكر من معي ) يعني: القرآن، ( وذكر من قبلي ) يعني: الكتب المتقدمة ” …. يعنى الذِكر هو كل التعاليم والموعظة التى جاء بها كل الانبياء.
5– {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء 105]، وفى تفسير القرطبي والجلالين “ولقد كتبنا في الزبور بمعنى الكتاب أي: كتب الله المنزلة من بعد الذكر بمعنى أم الكتاب الذي عند الله“، الذكر هو اللوح المحفوظ عند الله، وهذا اللوح فيه كُل حاجة بما فيه جميع كُتب الأنبياء.
و في فتح الباري شرح صحيح البخاري – كتاب بدء الخلق “قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض” وفى تفسير جلال الدين السيوطى “إنَّ أوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ، فَأخَذَهُ بِيَمِينِهِ وكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ، فَكَتَبَ الدُّنْيا وما يَكُونُ فِيها مِن عَمَلٍ مَعْمُولٍ؛ بِرٍّ أوْ فُجُورٍ، رَطْبٍ أوْ يابِسٍ، فَأحْصاهُ عِنْدَهُ في الذِّكْرِ”
و في الطبرى “عُني بالزَّبور: كتب الأنبياء كلها التي أنـزلها الله عليهم، وعُني بالذكر: أمّ الكتاب التي عنده في السماء” وهذا عن سعيد بن جبير والأعمش ومجاهد وابن زيد بينما قال ابن عباس والضحاك “بل عني بالزبور: الكتب التي أنـزلها الله على مَنْ بعد موسى من الأنبياء، وبالذكر: التوراة” وقال الشعبيَ وعامر “قال: زبور داود، من بعد الذكر: ذكر موسى التوراة “
فنستخلص مما سبق أن الذِكر: أم الكتاب الذي عند الله (اللوح المحفوظ) أو ذِكر نوح أو التوراة أو الإنجيل أو القرآن أو جميع كتب الأنبياء.
6– {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9]
النقطة الأولى: القرآن أُطلق عليه أَنزَلْنَا ونُزِّلَ ونَزَلَ {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل 44]
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد 16]
النقطة الثانية: ما هو الذِكر المقصود هنا؟!! هل هو أُم الكتاب الذي عند الله (اللوح المحفوظ) أم ذِكر نوح أم التوراة أم الإنجيل أم القرآن أم جميع كتب الأنبياء؟!! لا يوجد دليل قاطع مما لا يدع مجالاً للشك أن الذِكر هنا هو القرآن فقط!!
النقطة الثالثة: {لَهُ لَحَافِظُونَ} أختلف علماء الإسلام في تأويلها!!، بعض العلماء قال المقصود هو الرسول ونجد هذا في تفسير الطبرى ” قيل: الهاء في قوله (لَهُ لَحَافِظُونَ) من ذكر محمد (ص) بمعنى: وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه” وفى تفسير ابن كثير “وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى: (لَهُ لَحَافِظُونَ) على النبي كقوله: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة: 67] والمعنى الأول أولى، وهو ظاهر السياق، [والله أعلم] ” ولكن يوجد الكثير من جهابذة الإسلام قالوا الهاء تعود على الرسول وإن قلنا أنها تعود على الذِكر، فأى ذِكر هنا هو المقصود؟؟!!
النقطة الرابعة: ترتيب سورة الحجر في النزول 54 أى قريبة على منتصف القرآن (114 سورة)، فلو المقصود هو القرآن كان المفروض هذه الآية تكون في أواخر القرآن لإن في وقت نزول سورة الحجر كان القرآن لسة منزلش كله … فالمعنى القريب المقصود بالذِكر هو الإنجيل والتوراة وخصوصاً إن في [سورة القصص] رقم النزول 49 وكمان إن لغاية أواخر نزول القرآن في [سورة المائدة] هناك تاكيد على أن التوراة كاملة وسليمة ومع الجميع والإنجيل كامل وسليم ومتوفر مع الكل.
النقطة الخامسة: سمعنا أحد الشيوخ يقول “اليهود وبنى إسرائيل دول ناس وحشين ومتمردين على الله ربنا أداهُم التوراة ووكلهم بإنهم يحفظوها بس علشان هما وحشين حرفوا التوراة لكن المسلمين دول بيحفظوا القرآن من سن صغير جداً والقرآن محفوظ في قلوبهم وبيصلوا بيه فعلشان كدا المسلميين حلويين وراح قال بعد كدا آية [الحجر 9]!! وقال الله عزَ وجلَ بنفسه تعهد إنه يحفظ القرآن“
بغض النظر إن مفيش دليل قاطع على ماهية الذِكر هُنا؟ وإن في علماء جهابذة أعادوا الهاء على الرسول وليس الذِكر!! … كلام هذا الشيخ لا يمت للمنطق بصلة، إزاى بيقول إن اليهود الوحشين ربنا قالهم أحفظوا التوراة ولكن المسلميين الحلوين ربنا قالهم لأ … أنا اللى هحفظ القرآن بنفسي!! طب أين المنطق؟!! يعنى تستأمن الوحش الغير أمين ولا تستأمن الحلو الأمين؟!! هل معقول الكلام ده عن الله الذي حكمته تفوق كل وصف و
إدراك؟! هل ده مستوى الدليل اللى بتقدمه علشان تثبت تحريف التوراة بمخالفة النصوص الأسلامية الواضحة؟؟!!
النقطة السادسة: يقول (بتصرف) م. فاضل سليمان في حلقة تدبر [الحجر 9]: “أن الذكر هو المحتوىcontent كتاب الله أعتماداً على قول مقاتل تلميذ ابن عباس الذي قال أن الذكر هو اسم جنس لما في كتاب الله، فما تحتاجه من الذكر الذي في التوراة موجود في القرآن والذى تحتاجه من الذكر الذي في الأنجيل موجود في القرآن وبالتالى بحفظ القرآن تم حفظ الذكر كله”
و تعليقاً على محاولة الهروب الفاشلة هذه … لقد بحث فريقنا في (تفسير مقاتل بن سليمان للقرآن) ولم نجد ما قاله م. فاضل بإن الذكر هو اسم جنس لما في كتاب الله!!!، فمطلوب من م. فاضل سليمان أعطاءنا اسم المرجع أو الكتاب لنتأكد من صحة مراجعه ومع ذلك سنقوم بالتعليق على الفكرة نفسها.
أن اعتبرنا أن الذكر هو محتوى أى كتاب من كُتب الله، فمحتوى التوراة هو ذِكر، ومحتوى الزبور هو ذِكر، ومحتوى الأنجيل هو ذِكر ومحتوى القرآن هو ذِكر … هذا لن يُقدم أو يُؤخر في أى شىء، ببساطة لأنه لا يوجد دليل واحد فقط يؤكد أن الذكر المذكور في [الحجر 9] المقصود به هو المحتوى الموجود في القرآن فقط، ممكن يكون المقصود المحتوى اللى في التوراة أو الأنجيل ما هما يُعتبروا ذِكر برضو ولا يوجد أى دليل حتى إن المقصود بالذِكر في [الحجر 9] هو المحتوى المُجمع والشامل الذي يزعمه م. فاضل في القرآن (اجزاء من الذكر الذي في الكتب السابقة + الذكر الذي في القرآن)، طب ما الأنجيل بردوا فيه محتوى مُجمع أيضاً (أجزاء من الذكر الذي في التوراة وكتب أنبياء بنى اسرائيل والزبور + الذكر الذي في الأنجيل) فأى محتوى مُجمع مقصود؟ هل الذي في الأنجيل أم الذي في القرآن … لا يوجد أى دليل قاطع وصريح على تفسيرات م. فاضل سليمان والتى تُعد مُجرد أجتهادات شخصية لا أكثر.
لو هنقول إن الذِكر هو اسم لعدة كُتب، فأين الدليل على أن كتاب معين منهم بالذات هو المقصود دون غيره؟؟
و لو هنقول إن الذِكر هو محتوى عدة كُتب، فأين الدليل على أن محتوى كتاب معين منهم بالذات هو اللى مقصود دون غيره؟؟
– النص الوحيد الذي يعتمد عليه الأحباء المسلمين غير قاطع وغير واضح وبه تساؤلات عديدة!!
سادساً: تأثير الكتاب المقدس على الصحابة والتابعين (يقرأون الكتاب المقدس ويحفظون نصوص منه ويعلِّمون به ويحلمون به في المنام):
1– “لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ” (مت 7: 1-2)، وفى الفتح الكبير لجلال الدين السيوطى عن فضالة بن عُبيد “مَكْتُوبٌ فِي الإِنْجِيلِ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي تَكِيلُ تَكْتَالُ”
2– “وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ: وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ” (رؤ7: 6-7)
و في كتاب التوحيد لابن خزيمة “ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ يَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: أَنْ نَعَمْ فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَسُولَهُ أَنْ كَيْفَ رَآهُ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ «رَآهُ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ دُونَهُ فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ تَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ»“
3– “طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ. لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ“ (مز1)
و نجد في الدر المنثور لجلال الدين السيوطى “عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: مكتوب في الزبور – وهو أول الزبور – ”طوبى لمن لم يسلك سبيل الأثمة، ولم يجالس الخطائين، ولم يفيء في هم المستهزئين، ولكن همه سنة الله عز وجل، وإياها يتعلم بالليل والنهار، مثله مثل شجرة تنبت على شط تؤتي ثمرتها في حينها، ولا يتناثر من ورقها شيء، وكل عمله بأمري، ليس ذلك مثل عمل المنافقين“، مالك بن دينار سَمَّعَ المزمور الأول كله تقريباً، وطالما عارف إن ده أول مزمور يبقى عارف الباقى أومال حدد إزاى؟!!
4– وفى صحيح البخاري – كتاب الأدب – باب الحياء “قال النبي (ص) الحياء لا يأتي إلا بخير فقال بشير بن كعب مكتوب في الحكمة (أحد أسفار الكتاب المقدس) إن من الحياء وقارا وإن من الحياء سكينة فقال له عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك”
5– وفى مسند أحمد – مسند المكثرين من الصحابة (إسناده صحيح) عن عبد الله بن عمرو بن العاص كان مولعاً بالتوراة لدرجة أن يحلم بها “أنه قال رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما ” تقريباً دى أفضل فرصة للرسول علشان يتكلم عن تحريف الكتاب المقدس ولكن لم يحدث ذلك … بل وجدنا التوراة سمناً أو عسلاً.
6– وفى مسند أحمد – مسند المكثرين من الصحابة “أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ“، من الواضح إن الرجل كان مولعاً بالكتاب المقدس لدرجة إنه كان دائم الحديث عنهما!! أكثر من حدث عن الرسول بشهادة أبا هُريرة مُغرماً بالكتاب المقدس ويحلم بالتوراة في المنام، يا للهول!!
7- “وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ” (مت 5: 19)
و أيضاً هناك مِن التابعيين تلاميذ الصحابة مَن يقرأ ويقتبس بالنص أو بتصرف من الكتاب المقدس ففى حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – من الطبقة الأولى من التابعين عن ثور بن يزيد ” قال: كان من كلام المسيح عيسى عليه السلام: من علم وعمل وعلم كان يدعى عظيما في ملكوت السماوات”
8– “طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ” (مت 5: 6)
و عن ثور بن يزيد “قال: قرأت في بعض الكتب: قل للذين يتظامئون ويتجوعون للبر، أولئك الذين يأوون في حظيرة القدس عندي”
9– “وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” (لو 18: 1) + “وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (مت 6: 6)
و عن ثور بن يزيد “أن عيسى – عليه السلام – قال:يا معشر الحواريين، كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا . قالوا: وكيف نكلم الله؟ قال: اخلوا بمناجاته، اخلوا بدعائه”
10– “اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ” (لو 6: 37) + “لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ“ (لو 6: 27) + “وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيمًا وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ“ (لو 6: 35)
و عن يزيد بن ميسرة “قال: كان المسيح عليه السلام يقول: إن أحببتم أن تكونوا أصفياء الله ونور بني آدم، فاعفوا عن من ظلمكم، وعودوا من لا يعودكم، وأقرضوا من لا يجزيكم، وأحسنوا إلى من لا يحسن إليكم “
سابعاً: نحن تكلمنا هُنا من منظور أسلامى بحت، ولم نتطرق لمخطوطات (1/2) أو أدلة تاريخية أو غيره، فهذا كله بمثابة نقطة من محيط في أثباتات صحة الكتاب المقدس.
– لو سألنا أحباءنا المسلمين هل تؤمنون بالتوراة؟ هيقولوا اه .. طب مكتوب فيها إية؟ طب قرأتموها؟
– لو سألنا أحباءنا المسلمين هل تؤمنون بالإنجيل؟ هيقولوا اه .. طب مكتوب فيه إية؟ طب قرأتموه؟
– على عكس المسيحى يؤمن بالتوراة والزبور وكُتب أنبياء بنى إسرائيل، ولو سألناه عنهم هيقول أهُم حطتهم مع الإنجيل في كتاب واحد مع كل مسيحى في العالم.
– وعلى سبيل المثال لو سألنا أحباءنا المسلمين هل تؤمنون بمعجزة موسي النبي وشق البحر وعبور بنى إسرائيل المذكورة في التوراة …
هيقولوا اه، طب تعرفوا التسبحة اللى قالها هذا النبي العظيم بعد معجزة كبيرة زى دى، أكيد التسبحة دى فيها كلام مهم جداً؟ … هيقولوا لأ!! طب المسيحيين على مدار 365 يوم يعنى كل يوم في السنة بيصلوا هذا التسبحة في صلاة نصف الليل. هذه التسبحة مذكورة في (خر 15) ويُرتلها المسيحيون بتصرف في مديح “قال الرب لموسي” فمن أذن الذي يؤمن بكل الكُتب عملياً وليس مُجرد شعارات فقط!!
– كيف يخرج (بتصرف) من هذا الكتاب الذي أدعى عليه م. فاضل سليمان بالتحريف مُخالفاً للقرآن وللرسول وللصحابة هذا الجمال والدسم الروحانى الآتى؟!!
1- مالى سواك يا سيدى 3– يارب اسمع صلاتى 5- و فيما أظنه لا يستجيب
2– أصليله 4- علمنى انتظرك يا رب 6- مراحمك يا إلهى
المراجع
– العهد القديم في الكتاب المقدس
– العهد الجديد في الكتاب المقدس
– القرآن الكريم – مشروع المصحف الألكترونى بجامعة الملك سعود
– التلمود اليهودى والمشنا
– الموسوعة الحديثية – الدرر السنية
– موقع شاباد اليهودى – التناخ اليهودى
– موقع إسلامي دعوي، ينتهج منهج أهل السنة والجماعة (إسلام ويب)
– موقع التفاسير العظيمة GreatTafsirs.com
– جامع الكتب الإسلامية
– المكتبة الشاملة
– الموسوعة الشاملة لتفسير القرآن الكريم
– موسوعة Britannica
– ويكيبيديا – الموسوعة الحُرة
❗❗ الفريق غير مسؤول عن كل ما يُقال في الفيديوهات، ولقد حرصنا كل الحرص أن تكون الفيديوهات خالية من أى شىء جارح للقُرَّاء ولكن إن وُجِدَ ما قد يعتبره البعض مُزعج أو مُسيء فنحن لا علاقة لنا به أطلاقاً، نُركز مع الأدلة والبراهين العلمية التى تُقدم فقط ونتجاهل الباقى، ونحن مع التأكيد على أحترام الجميع وأحترام مُعتقاداتهم، ويرجى العلم أن فتح جميع اللينكات الواردة في الكتاب على مسؤولية القارىء الشخصية ❗❗ |