عام

تعافيت بك ف91 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف91 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف91 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف91 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف91 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الثاني

الفصل الواحد وتسعون (نظرةٌ قارنها العتاب)

 

“لقد حان الوقت لعينيك بالوعودِ أن تفي”

_________________________

 

 

 

_قيل في قديم الأزل أن أكثر ما تخشاه هو أكثر ما يعطيك الأمان، وإذا أمعنت نظرك في تلك المقولة للوهلةِ الاولى قد تبدو لك مجرد خرافة واذا امعنت بها نظرك من جديد ستجدها حقيقة، فلو ما كان الأمر يعنيك ما كنتُ شعرتُ به من الأساس.

 

 

 

صدمةٌ حُلت عليها لتشل حركتها وتوقفها محلها، لم تفهم شيئًا مما قاله” عمار” لذلك رفرفت باهدابها عدة مراتٍ حتى اقترب منها” عمار” يمد يده لها بالورقة يقول بحماسٍ استعجبته هي بسبب خوفها، لذا قال هو مُشجعًا لها:

 

 

 

“خديجة، أمضي هنا علشان الراجل يمشي، مالك خايفة كدا ليه؟!”

 

 

 

زاغ بصرها نحوه تحرك رأسها بالسلب وكأنها تنفي تهمةٍ كاذبة عنها، حتى حرك رأسه لها يحثها على توقيع اسمها، فامتثلت هي لما يريد بأنامل مرتعشة، فيما أخذ هو الورقة يعطيها للرجل ثم سألها بعد رحيله:

 

 

 

“مالك؟! أنتِ كويسة؟!”

حركت رأسها نفيًا وهي تقول بخوفٍ:

“أنا مش فاهمة حاجة، هو دا إيه؟! أنا معملتش حاجة والله”

 

 

 

عقد ما بين حاجبيه وهو يقول بحيرةٍ غلفت نظراته:

“ماشي معملتيش حاجة مفهوم، بس أنتِ ليه خايفة والموضوع مش مستاهل؟!”

 

 

 

قبل أن ترد عليه قد وصل” ياسين” لها بعد عودته من العمل، فاقتربت منه هي بلهفةٍ كما الغريق الذي عثر على طوق النجاة، وقد تعجب هو من حالتها تلك وقبل أن يسأل هو، تحدث” عمار” مسرعًا:

 

 

 

“كويس إنك جيت، طمنها بقى علشان هي خايفة وأنا مش عارف اتصرف، شوفها كدا”

 

 

 

سألهما” ياسين” عما حدث وجعلها تتوتر بتلك الطريقة فقص عليه” عمار” ما حدث بالكامل وأعطاه الورقة يقرأ ما دون بها، أخذها منه” ياسين” بثباتٍ وهدوء وسرعان ما ابتسم بفرحةٍ وحماسٍ وبدت انفعالات جسده تُظهر فرحته تلك، فسألته هي بترقبٍ:

 

 

 

“ها !! فيه إيه؟! أنا معملتش حاجة والله العظيم، حصل اي”

 

 

 

رد عليها بنفس الحماس البادي عليه:

“دا إخطار من وزارة التضامن، جاي ليك بضمان فكرتك، فاكرة زميلي ومراته اللي عرفتك عليهم؟! هما دول قدموا الفكرة باسمك وتم ضمانها وفق الجمعيات الخيرية ووزارة التربية والتعليم”

 

 

 

رمشت ببلاهةٍ فيما ظهر حماس” عمار” بعد حديث” ياسين” لذا سأله بفرحةٍ:

“بجد؟! هو دا ينفع أصلًا؟!”

 

 

 

رد عليه” ياسين” بثباتٍ:

“آه عادي، هما عندهم مؤسسة شبابية تابعة لوزارة الشباب والرياضة، يعتبر وجودهم واسطة لأي وزارة تانية، أنا قولتلهم على فكرة خديجة وهما قالوا إنهم هيحاولوا، بس النتيجة بانت وأكيد الموضوع عجبهم”

 

اقتربت منه تمسك مرفقه وهي تسأله بصوتٍ مختنقٍ إثر حماسها وفرحتها:

“بجد؟! يعني كدا احنا نجحنا؟!”

 

 

 

ابتسم لها ثم قال متكئًا على حروف كلماته:

“نجحتي !! أنتِ نجحتي في اللي بتعمليه، سهرك وتفكيرك ومجهودك بان للكل خلاص، دي أقل حاجة قدام مجهودك وتعبك”

 

 

 

ابتسمت هي بفرحةٍ كبرى ولمعت عينيه بوميضٍ أقرب لضوء النجوم في السماء، حتى قال” عمار” بلهفةٍ:

“طب أنا كمان ممكن اساعدك، اتحاد الطلبة عندنا يقدموا مساعدات كتيرة للرعاية النفسية ومعاهم كلية علم نفس وكلية خدمة اجتماعية، الاتنين عاملين مجهود حلو أوي، وأكيد فكرتك هتساعد كتير وهما يقدروا ينشروها” .

 

 

 

رد عليه” ياسين” بحماسٍ:

“ياريت يا عمار بجد، ربنا يكرمك وتعمل كدا وتبقى قدمت لينا كلنا خدمة العمر”

 

 

 

وقفت هي توزع النظرات بينهما وهي ترى الأوضاع تذهب لأكثر مما تمنت وأكثر مما أرادت، لكن السبب وراء ذلك بعد فضل الله عليها، هو ذلك الملاك الذي يقف بجوارها وكان أكثر من مُشجعًا ودعمها ونشر حديثها وفكرتها مثل المصباح الوهاج الذي سُلط ضوئه على الكنز المفقود لبلدةٍ عاشت في غياهب الظلام.

_________________________

 

 

 

_وقفت” عبلة” بتيهٍ لا تصدق ما تراه عينيها، عمتها تجلس أسفل قدم امرأةٍ مُسنة وزوجها يعلم أيضًا؟! نظرت” مشيرة” له بمعاتبةٍ فأومأ هو لها بأهدابه موافقًا وكأنه يُطمئنها بذلك ثم التفت لزوجته يقول بمرحٍ لعله يزيل التوتر الذي خيم عليهم جميعًا:

“يلا يا أميرة سلمي على ماما وأعتذري ليها عن كل حاجة حصلت منك، يالا وعرفيها إن هيثم ابنها طيب وبيحبها”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً بتوترٍ ثم اقتربت بابنها من المرأة وهي تقول بخجلٍ:

“ازيـ…..ازيك يا ماما، عاملة إيه؟”

 

 

 

ردت عليها المرأة ببكاءٍ:

“أنتِ أميرة؟! جيتي علشاني؟!”

 

 

 

نظرت لهما” عبلة” بتأثرٍ وحينما وجدت التأثر باديًا على ملامح وجهيهما؛ حركت رأسها موافقةً ثم قالت مجاهدةً دموعها:

“أكيد جيت علشانك، أومال هاجي علشان مين يعني؟!”

 

 

 

فتحت المرأة ذراعيها لها وهي تبكي فاقتربت” عبلة” منها وطوقتها المرأة بكلا ذراعيها وهي تمسح على ظهرها ورأسها، ثم سألتها بنبرةٍ باكية:

 

 

 

“دا ابنك صح؟! ينفع أشيله؟! متخافيش مش هعمله حاجة”

 

 

 

حركت” عبلة” رأسها موافقةً بقوةٍ وحتى الآن لم تجد صوتها الهارب، ثم مدت يدها للمرأة بابنها، وقد اقترب” وليد” في تلك اللحظة بابنه الأخر وهو يقول ممازحًا لها:

 

 

 

“دا زياد اخوه، قولتلك أني هجيبهم ليكي، إيه رأيك بقى في المفاجأة دي؟!”

 

 

 

ردت عليه بنبرةٍ باكية:

“حلوة أوي، أنا خلاص كدا لو عاوزة أموت مش عندي مانع، كفاية أني شوفتك هنا وشوفت عيالك، ربنا يخليك ليا ومتسبنيش تاني”

 

تعافيت بك ف91 ج2 – رواية تعافيت بك PDF