عام

تعافيت بك ف28 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف28 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف28 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف28 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف28 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)

 

“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”

 

“ليتها ترىٰ نفسها بعيني لِتُدرك كَم أحبها”

____________

 

 

 

تلك القلوب التي أنهكتها الحياة، أصبحت تشبه دُمية ملقاه في المياه، حتى يأتي مَن ينتشلك ويكون لك طوق النجاة

 

 

 

وقفت “خديجة” مشدوهة مما رآته عيناها، فهي لم تتصور ولو بأحلامها أن تقابل ما قابلته اليوم، حيث وجدت “ميمي” تفتح ذراعيها على وسعيهما وهي تقول:

 

 

 

“البيت نور بوجود الغالية مرات الغالي”

 

 

 

وجهت بصرها نحو “ياسين” الذي كان واقفًا بجانب مقعد “ميمي”، حينما نظرت له أومأ لها مُشجعًا، فذهبت بتوتر إلى “ميمي” التي أخذتها في أحضانها بقوة، بينما “خديجة” اتسعت مقلتيها مُتعجبة من ردة فعل “ميمي” ، ضحك “ياسين” ثم قال:

 

 

 

“براحة على البت، لسه متعرفش أنتِ مين ومخضوضة يا ميمي”

 

 

 

أخرجتها “ميمي” من بين ذراعيها ثم ربتت على وجنتيها وهي تقول بصوتٍ متأثر:

 

 

 

“غصب عني مقدرتش أمسك نفسي وأنا شايفة مراتك قصاد عيني، أنا كنت بتمنى اليوم دا من زمان”

 

 

 

إبتسمت “خديجة” بتوتر ثم نظرت له، كانت نظرتها مُتسائلة، فحمحم هو ثم قال:

 

 

 

“أنا هدخل أجيب مياه وحاجة نشربها، وهفهمك كل حاجة”

 

 

 

تركهن “ياسين” بمفردهن، بينما “ميمي” أمسكت كفها وأجلستها بجانبها ثم قالت:

 

 

 

“تعالي يا نور عيني، دا أنا كنت قربت أحلم بِكِ من كتر ما ياسين كلمني عنك”

 

 

 

أومأت لها في توتر ملحوظ خاصةً أنها لا تعلم مدى قرابتها من “ياسين”، كانت تفرك كفيها كعادتها أثناء توترها، وبدا التعرق واضحًا على جبينها، مُصاحبًا لكل ذلك آلام في معدتها من إثر التوتر، كانت “ميمي” على علم مسبق بحالتها، لكنها شعرت بالحزن لأجلها حينما رآت حالتها تلك، لذلك مدت كفيها وأحتضنت كف “خديجة”، ثم ربتت عليه بحنو وهي تقول:

 

 

 

“أنا مش عاوزاكِ تخافي مني، أنتِ عندي في غلاوة ياسين بالظبط، أوعي تحسي إنك متوترة أو قلقانة وأنتِ معايا”

 

 

 

نظرت لها ومازال التوتر باديًا على ملامح وجهها، ولكنها أومأت بهدوء، خرج “ياسين” ثم حمحم وقال بعد ذلك:

 

 

 

“عملتلك معانا شاي بالنعناع، ولو عاوزة أي حاجة تانية قوليلي أجبهالك”

 

 

 

إبتسمت بتوتر ولكنها لم تستطع أن تجيبه، فقد فر صوتها منها وكأنها أصبحت بلا لسان، بينما “ياسين” جلس على المقعد المقابل لها ثم قال مُبتسمًا:

 

 

 

“أنا أسف على المفاجأة الغريبة دي، بس بصراحة ميمي مكانتش هتتحمل أكتر من كدا من غير ما تشوفك”

 

 

 

نظرت “خديجة” لـ “ميمي” فوجدتها تضحك بإتساع، بينما “ياسين” رسم الجدية على ملامح وجهه ثم قال:

 

 

“كل الأسئلة اللي بتفكري فيها ميمي هتجاوبك عليها حالًا”

 

 

 

ربتت “ميمي” على ذراعها بهدوء ثم قالت:

“قوليلي عاوزة تعرفي إيه بالظبط؟”

 

 

 

لم تُجيبها هي، بل تدخل هو قائلًا:

“لأ أحكيلها كل حاجة من الأول، من أول مرة عرفناكِ فيها”

 

 

 

تنهدت “ميمي” بقوة وإبتسمت بحزن ثم قالت وكأن الماضي يدور أمام عينيها:

 

 

 

“أنا ياستي مفيدة عصمت ممتاز، زي ما أنتِ شايفة كدا ست مُسنة كنت عايشة لوحدي، جوزي الله يرحمه سابني بدري ومات معايا ولدين، كان سايب بيت بإسمهم وقالي علشان يقدروا يعيشوا من بعده، المهم ولادي طمعوا وباعوا البيت علشان يسافروا ويظبطوا نفسهم، وسط كل دا بقى نسيوا أمهم، فضلت أحارب فيهم علشان البيت بس لا حياةً لمن تنادي، كانوا الاتنين في السن القانوني يعني مقدرش أعمل حاجة معاهم، وباعوا البيت وسافروا، بس الشهادة لله طلعوا فيهم حتة حنينة وأجرولي الشقة دي ودفعوا شهور مُقدم، لحد ما جه اليوم اللي صاحب البيت كان عاوز يطردني من الشقة دا كان يوم السعد في حياتي يوم ما دخل حياتي الأربع ولاد”

 

 

 

كان “ياسين” ينظر لها بحزن، وكذلك “خديجة” أيضًا التي نست ما تشعر به وإندمجت في حديث “مُفيدة” بكامل قوى تركيزها

(منذ عدة سنوات)

كانت “ميمي” تبكي بحرقة، وبجانبها “لُطفي” صاحب البيت وهو يقول بصوتٍ عالٍ:

 

 

 

“خُلاصة القول يا ست مُفيدة، الإيجار اللي عيالك دفعوه خلاص وقته خلص، أنا أعمل إيه بقى؟ ماهو أنا مش فاتحها جمعية خيرية، أنا ورايا كوم لحم”

 

 

 

إقتربت منه وهي تقول بصوتٍ مختنق من أثر البكاء:

“والله هتصرف بس أنا معرفش حد والله حتى أختي مسافرة مع جوزها مش عارفة أوصلها، سبلي فرصة أحب على راسك”

 

 

 

نظر لها بوجهٍ متهجم ثم قال:

“لأ معطلكيش بقى يا ست مفيدة، دا أخر يوم لكِ هنا، والحمد لله إنك من غير عفش ولا حاجة، تاخدي هدومك وبرة البيت”

 

 

 

خطى خطوات قليلة ثم عاد إليها وهو يقول بصوتٍ مليءٌ بالقوة:

“أنا هروح أصلي العصر وأرجع ألاقيكِ برة البيت”

 

 

 

جلست تبكي أمام عتبة الشقة، وهي تضع كفيها على رأسها وتفكر في حل لتلك المعضلة التي وقعت بها دون إرادة منها، وبعد ما يقرب النصف ساعة عاد “لُطفي” ومعه زوجته وأخته، وحينما رآها على وضعها ذلك، أمرهن بصوتٍ متعالٍ:

 

 

 

“برضه لسه موجودة؟ أمسكوها ونزلوها يا عايدة يالا وواحدة منكم ترجع تلملها هدومها”

 

 

 

وبالفعل قاما الأثنتين بمسك دراعها رغمًا عنها وهي تبكي بِحرقة، وألقوها خارج المنزل بقوة، في نفس الوقت نزل الأربعة شباب من البيت المجاور لمنزل “ميمي” حيث كانوا يأخذون درسًا خصوصيًا في ذلك البيت..

نزل الأربعةِ وهم يتسابقون لنزول الدرجات، وجدوا الناس مجتمعون بجانب إمرأة تبكي وفجأة نزلت فتاة في العقد الثالث من عمرها وألقت بملابسها في وجهها دون رحمة منها، كانت النظرات جميعها مُشفقة عليها، نظر الصبية إلى بعضهم البعض، ولكن أول من إقترب منها كان “ياسين” جثى على ركبتيه أمامها ثم مد كفه ومسح دموعها، نزل “لطفي” وهو يمسح كفيه ببعضهما البعض وقال بغلاظة:

 

تعافيت بك ف28 – رواية تعافيت بك PDF