تعافيت بك ف17 – رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف17 – رواية تعافيت بك PDF
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”
إذا كان بعض الأشياء لا تأتي سوى بالخدعة..إذًا أنا حاوي.
_____________
من الصعب أن تفرض عليك الحياة بعض الطرق وتجبرك على إجتيازها، كما أنه من الصعب أن تجمعك بعلاقات يَصعُب عليك التخلص منها، كعلاقة بعض الأقارب السامة كما علاقة المزعومة “هدير” بأفراد عائلتها،
قَص “وليد” ما ينوي فعله مع “عبلة” و “هدير” على “طارق” فتحدث “طارق” بدهشة قائلاً:
“إيه الدماغ دي يا وليد؟ بس كدا عبلة مش ممكن تزعل؟”
نظر له “وليد” بسخرية ثم تحدث قائلًا:
“نعم يا أخويا ! خايف على زعل أختك وهي لما زعلتني كل الفترة اللي فاتت دي كان عادي يعني؟”
تحدث “طارق” بضيق وهو يقول:
“مش عارف بقى يا وليد المهم أنتَ متأكد من اللي هتعمله دا؟”
أجابه بثقة ممزوجة بمزاح:
“جدًا يا طارق يا أنا يا هدير”
رد عليه “طارق”:
“طب وهتعمل إيه مع هدير بعد كدا؟”
بنفس ثقته قال:
“لأ أنا مش هعمل مع هدير حاجة، هي اللي هتعمل كل حاجة”
ربت “طارق” على كتفه ثم قال:
“خليك فاكر إن هما بنات عمك يعني أخواتك يا وليد، حتى لو هدير غلطانة في الأول والأخر هي مننا يعني مش هينفع نأذيها”
أومأ له “وليد” ثم قال:
“أنا عارف يا طارق متقلقش، أنا بس عاوز أثبت براءتي قصاد الجاموسة أختك مش أكتر”
وكزه “طارق” في يده بقوة ثم قال معنفًا له:
“ما تحترم نفسك يا وليد، متنساش إني أخوها”
ابتسم “وليد” بإستفزاز ثم قال:
“ماشي يا طارق حقك على راسي، مرضي كدا؟”
أومأ له “طارق” ثم قال:
“قُم يلا بس كلم أحمد علشان منتأخرش أكتر من كدا على وئام”
أومأ له “وليد” ثم تركه ليجلب هاتفه لكي يحادث “أحمد” هاتفيًا، بينما “طارق” نظر في أثره وهو يشعر بالفخر لكونه مُحاربًا في حب “عبلة”.
__________
في الصباح وصل “ياسين” مقر عمله، وعلى الرغم من كونه شخصًا إجتماعيًا إلا إنه قليل الإختلاط بزملاء العمل، وذلك لشدة تعلقه بعالمه الخاص المكون من أصدقائه ووالديه و”ميمي” ومؤخرًا أصبحت “خديجة” جزء من هذا العالم الذي يسعى “ياسين” بكل طاقته لكي تكون محور هذا العالم، دخل مكتبه فوجد زملاءه بالمكتب ينظرون له بطريقة غريبة أثارت ريبته ولكنه لم يبالي كثيرًا وشرع في عمله، وبعد مرور دقائق قليلة، وقف أحد زملائه في منتصف الغرفة ثم أطلق صفيرًا عاليًا كإشارة ما، أتى على أثرها جميع العاملين بالشركة بأوجه بشوشة وبسمة كبيرة تعتلي ملامح وجوههم، نظر “ياسين” بتعجب للجميع، فتحدث “سامح” رئيس القسم الذي يعمل به “ياسين” قائلًا:
“ألف مليون مبروك يا بشمهندس ياسين، ربنا يتمم فرحتك بخير، مع إننا زعلانين إنك معزمتناش، بس حصل خير تتعوض في الفرح الكبير”
نظر “ياسين” بتعجب حوله ثم نظر في أوجه الجميع مرةً أُخرى ثم قال:
“الله يبارك فيك يا أستاذ سامح، بس أنا مش فاهم حاجة”
ضحك الجميع على موقف “ياسين” فتحدث “أيمن” زميل “ياسين” في المكتب قائلًا:
“يا سيدي عرفنا إنك خطبت من إسبوع كدا، وعرفنا كمان إن كتب كتابك يوم الخميس الجاي رغم إنك معزمتش حد فينا ولا عرفتنا بموضوع خطوبتك دا بس إحنا برضه أجدع منك”
شعر “ياسين” بالإحراج فقال بهدوء:
“أنا متأسف جدًا يا جماعة، كل حاجة جت بسرعة والله، حتى كتب الكتاب ليه ظروف عائلية خاصة في عيلة العروسة، بس إن شاء الله تتعوض في الفرح بإذن الله”
تحدث “سامح” قائلًا:
“متقولش كدا يا ياسين إحنا كلنا هنا واحد وفرحتنا بيك أكبر من أي حاجة، ألف مبروك مرة تانية”
رد عليه “ياسين” بإمتنان نتيجة لتقديره للموقف قائلًا:
“أنا متشكر لحضرتك جدًا يا أستاذ سامح، بس أنا عندي سؤال صغير حضراتكم عرفتوا منين؟”
أجابه “محمد” أحد الشباب العاملين بالشركة قائلًا:
“عامر صاحبك يا سيدي هو اللي قالنا في الجروب اللي كان عمله علشان فيديوهات عيد ميلادك”
لماذا كل المصائب في حياتي تأتي من تحت رأس هذا الأبله، لماذا يضعني دائمًا في محل الإحراج أمام الجميع، هكذا حدث “ياسين” نفسه بعدما شرد في حديث الجميع، أنتبه على حديث “سامح” وهو يقول:
“طب يا ياسين بالمناسبة دي، أنتَ أجازة يوم الأربع والخميس”
رد عليه” ياسين” بإمتنان قائلًا:
“متشكر لحضرتك جدًا بس ملهوش لزوم يعني أنا محتاج الأجازة الخميس بس”
رد عليه “سامح” مُعقبًا:
“براحتك يا ياسين، المهم إنك تكون مرتاح، ومبروك مرة تانية”
أومأ له “ياسين” ثم أستقبل التهنئات والمباركات من الجميع، وبعد مرور دقائق قليلة جلس “ياسين” على مكتبه وهو يشعر بالصداع النصفي يهاجم رأسه، أرتاح قليلًا ثم أخرج هاتفه لكي يحادث “عامر”، اتصل به لكنه لم يرد عليه، حاول مرارًا وتكرارًا لكن دون فائدة، وأخيرًا قام بإرسال رسالة صوتية عبر تطبيق “واتساب” وهو يقول:
“رُد عليا يا عامر بدل ما أخلي أمك تترحم عليك النهاردة”
نظر للهاتف في يده وجد علامات إستقبال الرسالة باللون الأزرق كإشارة على سماعه لتلك الرسالة، انتظر “عامر” حتى يرسل له لكنه لم يفعل، فقام “ياسين” بإرسال رسالة أُخرى وهو يقول فيها:
“يا عامر متخلنيش أرمل سارة قبل ما تتجوزك”
وأيضًا سمع الرسالة دون إرسال رد عليها، فنفخ “ياسين” وجنتيه ثم ترك الهاتف من يده وهو يتوعد لـ “عامر”.