آبائياتأبحاث

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 – د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 - د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 – د. وليم سليمان قلادة

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 - د. وليم سليمان قلادة
رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 – د. وليم سليمان قلادة

 

(39)

          1 ـ ولكن الحمقى والطائشين الذين بلا حكمة ولا تعليم، يهزأون بنا ويزدروننا، راغبين أن يعظموا أنفسهم بدافع غرورهم. 2 ـ لأنه ما الذي يستطيع إنسان مائت أن يفعله، وأى قوة توجد فى كائن مصنوع من تراب؟ 3 ـ فإنه مكتوب: ” لم أرّ منظرًا أمام عينى، وإنما سمعت نفسًا وصوتًا قائلاً: 4 ـ ماذا إذن ؟ أ الإنسان بار أمام الله، أم الرجل بلا عيب فى أعماله، وهو ذا عبيده لا يأتمنهم، وإلى ملائكته ينسب حماقة ؟        5ـ والسموات غير طاهرة أمام عينيه، فكم بالحرى سكان بيوت من طين، الذين أساسهم فى التراب وصُنعنا نحن أيضًا فيه ؟ لقد سحقهم مثل العث. تحطموا بين الصباح والمساء. هلكوا لأنه لم يكن لهم فى أنفسهم معونة. 6ـ نفخ فيهم فماتوا، لأنه لم تكن لهم حكمة. 7 ـ بل ادع الآن، فهل لك من مجيب، أو هل ستبصر واحد من الملائكة المقدسين؟ لأن الغيظ فى الحقيقة يُهلك الغبى، والغيرة تُميت الأحمق. 8 ـ رأيت الحمقى يتأصلون، لكن بغتة افتُرست ذريتهم. 9 ـ ألا فليبعد أبناؤهم عن السلام! ألا فليُهزأ بهم أمام باب الأصاغر! ولن يكون إنسان لينقذهم، لأن الأموال المعدة لهم ينفقها الأبرار، أما هم فلن ينجوا من شرهم ” [114].

(40)

          1 ـ وإذ قد وضحت لنا هذه الأمور، إذ نحن ناظرون إلى أعماق المعرفة الإلهية [115]، يليق بنا أن نتمم ـ فى ترتيب[116] ـ كل الأمور التي أوصانا السيد أن نتممها فى أوقاتها المعينة. 2 ـ فقد أمر أن نقدم القرابين ونقيم الخدمة ـ لا بدون تبصر أو بغير نظام، بل فى الأوقات والساعات المعينة. 3 ـ وحدد بإرادته السامية فى أى مكان، وبواسطة مَنْ يجب أن تتمم التقدمة، كى يتم كل شئ بتقوى، حسب رضاه الصالح، ويكون مقبولاً لديه. 4 ـ لذلك فإن الذين يقدمون قرابينهم فى الأوقات المحددة يُقبلون ويُبارَكون ـ لأنهم بقدر ما يتبعون قوانين السيد، لا يخطئون. 5 ـ فرئيس الكهنة قد عُهِد إليه بخدماته الخاصة، وعينت للكهنة مواضعهم[117]، وللاويين خدمتهم. وأما العلمانيون[118]فيتقيدون بالقوانين الخاصة بالعلمانيين.

 

(41)

          1 ـ كل واحد منكم أيها الاخوة فليُرض الله بحسب رتبته، بضمير صالح ووقار لائق دون أن يخرج عن قواعد [119] الخدمة المرسومة له. 2ـ فالذبائح اليومية، أو ذبائح السلامة، أو ذبائح الخطية والتكفير ـ لم تكن تقدم، يا أخوتى، فى كل مكان، بل فى أورشليم فقط. وحتى فى هذه المدينة لم تكن (هذه الذبائح) تقدم فى أى مكان، بل على المذبح أمام الهيكل. وكل ما كان يُقدم كان يُفحص أولاً بتدقيق من رئيس الكهنة والخدام المذكورين فيما سبق. 3 ـ أما الذين كانوا يتعدون الترتيب الموافق لإرادته، فكانوا يُعاقبون بالموت[120]. 4 ـ ترون إذن أيها الاخوة أنه بقدر عظم المعرفة التي مُنحت لنا، يعظم الخطر الذي نتعرض له.

 

(42)

          1ـ لقد بشرنا[121]الرسل بالإنجيل من قِبَل الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح أُرسل من قِبل الله[122]. 2ـ فالمسيح إذ كان مُرسلاً من الله، والرسل من المسيح. فكلا هذين الأمرين قد تما بترتيب صالح طبقًا لإرادة الله. 3ـ فالرسل ـ مزودين بأوامر من ربنا يسوع المسيح، ومتيقنين[123] بالتمام من قيامته، ومُثبَتين[124] بكلمة الله ـ مضوا بيقين[125] الروح القدس، يعلنون البشرى: اقتراب ملكوت الله. 4 ـ وبعد ما كرزوا هكذا فى الأقطار والمدن، أقاموا من باكورة (أتعابهم) أساقفة وشمامسة، بعد أن اختبروهم أولاً بالروح ـ وذلك لرعاية العتيدين أن يؤمنوا. 5 ـ ولم يكن هذا شيئًا جديدًا فى الحقيقة، فإنه منذ أجيال عديدة قد كُتب عن الأساقفة والشمامسة؛ فالكتاب قال فى موضع معين: ” سأُعين أساقفتهم فى البر، وشمامستهم فى الإيمان “[126].

(43)

          1 ـ فلماذا يُعدُّ أمرًا إن كان أولئك الذين استؤمنوا[127] من الله بالمسيح على هذا العمل العظيم قد عينوا الخدام المذكورين سابقًا ـ بينما المغبوط موسى ” الخادم الأمين فى كل [بيت الله] “[128]، قد دون فى الكتب المقدسة جميع الوصايا التي أُعطيت له، ومن بعده جاء الأنبياء الآخرون وشهدوا باتفاق للترتيبات التي عينها ؟ 2 ـ فإنه لما حدثت منافسة على الكهنوت، وتنازع الأسباط فيما بينهم على من يحق له منهم أن ينال هذه المرتبة المجيدة، أمر موسى رؤساء الأسباط الاثنى عشر أن يحضر كل منهم عصا مكتوبًا عليها اسم سبطه. وأخذ العُصى وحزمها معًا وختمها بأختام رؤساء الأسباط، ثم وضعها فى خيمة الشهادة على مذبح الله. 3 ـ وبعد أن أغلق الخيمة ختم الأقفال كما ختم العُصى. 4 ـ وقال: أيها الرجال الاخوة، إن السبط الذي تُفرخ عصاه هو الذي يكون قد اختاره الله لوظيفة الكهنوت وللخدمة أمامه. 5 ـ ولما أشرق الصباح جمع كل إسرائيل ـ الستمائة ألف رجل، وأطلع رؤساء الأسباط على الأختام. ثم فتح خيمة الاجتماع وأخرج منها العُصى، فوجد أن عصا هرون لم تفرخ فحسب، بل أثمرت[129].

          6 ـ فما رأيكم يا أحبائى ـ ألم يتوقع موسى مقدمًا أن هذا سيتم ؟ إنه بلا شك كان يعلم. ولكنه تصرف هكذا كى يتلافى الانقسام فى إسرائيل. ولكي يتمجد اسم الله الحقيقى وحده [130]. الذي له المجد إلى أبد الأبد. آمين.

(44)

          1ـ ولقد عَلِم الرسل أيضًا، بواسطة ربنا يسوع المسيح، أنه ستحدث منازعات على رتبة الأسقفية [131]. 2 ـ ولهذا السبب، وبقدر ما كان لهم سابق علم كامل[132] بهذا الأمر، عينوا أولئك الخدام المذكورين من قبل[133]، ثم وضعوا بعد ذلك هذه القاعدة: بعد أن يرقد هؤلاء يخلفهم فى خدمتهم رجال آخرون مُختبرون. 3 ـ وهكذا فإننا نعتقد أن أولئك المعينين بواسطة الرسل، أو الذين عُينوا بعد ذلك بواسطة رجال فضلاء بموافقة الكنيسة كلها، وقد خدموا بدون لوم رعية المسيح، فى تواضع وسلام ونزاهة، ولهم شهادة حسنة من الجميع لمدة طويلة ـ هؤلاء لا يجوز، عدلاً، عزلهم من الخدمة. 4 ـ فإن خطأنا لن يكون صغيرًا، إذا عزلنا من الأسقفية رجالاً قدموا القرابين[134] فى قداسة وبدون لوم[135]. 5 ـ وطوبى لأولئك الشيوخ الذين تمموا عملهم من قبل وكانت نهايتهم مثمرة كاملة، فإنهم لا يخافون أن يسلبهم أحد الموضع المخصص لهم [136].

          6 ـ ولكننا نرى أن بعضًا عاشوا كما يليق، عزلتموهم من الخدمة التي قاموا بها بدون لوم وبكرامة [137].

(45)

          1 ـ فأنتم أيها الاخوة تتنافسون، ومملوءون غيرة فى الأمور المتعلقة بالخلاص. 2 ـ طالعوا باهتمام الكتب المقدسة ـ كلمات الحق التي نطق بها الروح القدس؛  3 ـ تبصروا أن شيئًا جائرًا أو زائفًا لم يكتب فيها. فلن تجدوا هناك أن الأبرار طردهم قديسون. 4 ـ لقد كان الصديقون يُضطهدون ـ ولكن من الأشرار. سُجنوا، ولكن بواسطة الأثمة. رُجموا، ولكن بواسطة المجرمين. قُتلوا، ولكن الذين قتلوهم كانوا من أهل اللعنة ومن الحاسدين[138] الحقودين. 5 ـ هذه الآلام احتملوها بفخر، 6 ـ وإلاّ فماذا نقول أيها الاخوة: هل ألقى دانيال فى جب الأسود[139] قومٌ يخافون الله؟ 7 ـ أو الذين طرحوا حنانيا وعزريا وميصائيل فى أتون النار[140] كانوا ممن يعبدون العلى العبادة العظيمة المجيدة ؟ حاشا لنا أن نظن ذلك ! فمن هم إذن مقترفو هذه الأعمال؟ إنهم العتاة، المملوءون من كل شر، الذين اتقدت ثورة غضبهم إلى درجة أنهم أنزلوا العذاب بأولئك الذين خدموا الله بنية مقدسة وبدون لوم، غير عالمين أن العلى هو المدافع عن كل الذين بضمير طاهر[141] يكرمون اسمه المجيد، الحافظ لهم وله المجد إلى الأبد آمين. 8 ـ وأما الذين صبروا إلى النهاية بثقة، فقد ورثوا علوًا وكرامة، ومجدهم الله وخطهم فى الكتاب الذي يحفظ ذكرهم إلى الأبد آمين.

(46)

          1 ـ فخليق لنا أيها الاخوة إذن أن نلتصق بهذه الأمثلة. 2 ـ لأنه مكتوب: “التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين”[142]. 3ـ وفى مكان آخر: ” مع الطاهر تكون طاهرًا، ومع الرجل البار تكون بارًا، ومع الأعوج تكون ملتويًا”[143]. 4ـ فلنلتصق بالطاهرين والأبرار لأنهم مختارو الله.

          5 ـ ثم لماذا توجد بينكم خصومات ومنازعات وانقسامات وبدع ومحاربات[144]؟ 6 ـ أليس لنا كلنا إله واحد ومسيح واحد؟ ألم ينسكب علينا روح النعمة الواحد؟ أم ليست لنا دعوة واحدة فى المسيح[145]؟ 7ـ فلماذا نقسم أعضاء المسيح ونمزقها، ونثير الخصومات ضد جسدنا الواحد، وتشتد بنا الحماقة إلى درجة أن ننسى أننا أعضاء كل واحد للآخر[146]؟ اذكروا كلمات ربنا يسوع، 8ـ الذي قال: ” ويل لذلك الرجل ! كان خيرًا له لو لم يولد قط، من أن يُعثر واحدًا من مختارىّ. حقًا كان خيرًا له لو علق فى عنقه حجر رحى و أغرق فى أعماق البحر من أن يضلّ واحدًا من صغارى “[147]. 9 ـ اعلموا أن انقساماتكم قد أفسدت نفوسًا كثيرة، وثبطت عزائم الكثيرين، وشككت الكثيرين ـ كما أنها أحزنتنا جميعًا. ومازالت الفتنة بينكم مستمرة !

 

(47)

          1 ـ فدونكم رسالة الرسول المغبوط بولس ؛ 2 ـ ماذا كتب لكم فى بداءة الإنجيل[148] ؟ 3 ـ لقد كتب إليكم بوحى الروح عن نفسه وعن صفا وأبولس[149]، لأنه حتى فى ذلك الحين كان التحزب يسود بينكم. 4ـ ولكن التحزب وقتئذ كان خطأً أقل، لأنكم توزعتم بين رسل معترف بهم، ومن أجل رجل كانوا قد اختبروه[150]. 5 ـ أما الآن، فقدروا من هم أولئك الذين ألقوا الشقاق بينكم[151] وقللوا من محبتكم الأخوية الذائعة الصيت. 6ـ إنه لأمر شائن يا أحبائى ـ شائن جدًا وغير لائق بسلوك مسيحي أن يُقال إن كنيسة كورنثوس العريقة الرصينة للغاية قد ثارت ضد شيوخها بسبب فرد واحد أو اثنين. 7 ـ فهذه الضجة لم تصلنا نحن فقط، بل وسمعها الخارجون عنا أيضًا، وصار اسم الرب يُجدف عليه[152] بسبب حماقتكم، فضلاً عن أن الخطر يهددكم أنتم أنفسكم.

 

(48)

          1 ـ لذا فلنبادر إلى وضع حد لهذه الحالة، ولنخر أمام السيد متضرعين إليه بدموع أن يتصالح معنا برحمته، ويردنا إلى سابق ممارستنا للمحبة الأخوية المقدسة اللائقة، 2 ـ فإنها باب البر الموصل للحياة كما هو مكتوب: ” افتحوا لى أبواب البر لكي أدخل فيها وأمدح الرب. 3 ـ هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه “[153]. 4 ـ ورغم أن أبوابًا كثيرة فُتحت، فإن باب البر هو الذي فى المسيح [154] ـ وطوبى لكل الذين يدخلون فيه ويسلكون فى طريقهم ” بالقداسة والبر”[155]، صانعين كل شئ بلا اضطراب. 5ـ نعم ـ ليكن الإنسان أمينًا، وليكن مقتدرًا فى كلام المعرفة[156]، حكيمًا فى تمييز الأقوال[157]، طاهرًا فى كل أفعاله [158]؛ 6ـ ولكن بقدر ما يبدو أعظم من الآخرين، يجب أن يكون أكثر تواضعًا[159]، وأن يطلب الخير العام للجميع لا منفعته الذاتية فقط [160].

(49)

          1ـ كل من عنده محبة المسيح فليحفظ وصايا المسيح[161]. 2 ـ تُرى من يستطيع أن يصف رباط[162] محبة الله؟ 3 ـ أى إنسان يقدر أن يشرح ـ كما ينبغى ـ جمالها الفائق. 4 ـ فإن السمو الذي ترتفع إليه المحبة لا يُنطق به. 5 ـ المحبة توحدنا بالله. ” المحبة تستر كثرة من الخطايا”[163]. المحبة[164] تحتمل كل شئ، وتصبر على كل شئ. ليس فى المحبة ما هو وضيع ولا ما هو متشامخ. المحبة لا تسمح بحدوث الانشقاقات ولا تثير المنازعات، بل تعمل كل الأشياء فى توافق. المحبة تُصيّر كل مختارى الله كاملين[165]. وبدون المحبة ليس شئ مرضيًا أمام الله. 6 ـ فى المحبة اقتنانا السيد[166] لنفسه. ولقد قدم ربنا يسوع المسيح، من أجل محبته لنا[167]، دمه بإرادة الله، من أجلنا ـ بذل جسده عن أجسادنا[168]، ونفسه عن نفوسنا.

 

 

(50)

1 ـ فأنتم ترون أيها الأحباء كم عظيمة وعجيبة هي المحبة، وأن كمالها يفوق الوصف. 2ـ من يستحق أن يوجد فيها إلاّ الذي أراد الله أن يمنحه ذلك؟ فلنصلِ ولنضرع إلى رحمته أن نوجد بدون لوم فى المحبة، متحررين من كل تحزب بشرى لواحد على الآخر. 3 ـ لقد انقضت الأجيال من آدم إلى اليوم، أما الذين ـ بنعمة الله ـ تكملوا فى المحبة فلهم الآن موضع[169] بين الأبرار، وسيظهرون عند استعلان[170] ملكوت المسيح. 4 ـ لأنه مكتوب: “هلم يا شعبى أدخل مخادعك نحو لحيظة[171] حتى يعبر سخطى وغضبى، وسأذكركم فى يوم رحمة وأقيمكم من قبوركم ” [172].  5ـ فطوبى لنا أيها الأحباء إذا حفظنا وصايا الله فى ألفة المحبة، حتى ـ فى المحبة ـ يغفر لنا خطايانا[173]، 6 ـ كما هو مكتوب: ” طوبى للذين غفر إثمهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية وليس فى فمه غش “[174]. 7 ـ وهذا التطويب هو للذين اختيروا من الله فى المسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى أبد الأبد آمين.

(51)

          1 ـ ولنتضرع من أجل مغفرة كل الآثام التي ارتكبناها بإغراء العدو[175]. أما أولئك الذين تزعموا الفتنة والنزاع فيجب عليهم أن ينظروا إلى الرجاء المشترك. 2 ـ فإن الذين يعيشون فى خوف ومحبة يفضلون أن تقع الآلام على أنفسهم من أن يروا اخوتهم فيها، ويفضلون أن يلقى عليهم اللوم من أن تنفصم الوحدة التي وصلت إلينا فى قوة وتقوى. 3 ـ لأنه خير للإنسان أن يعترف بتعدياته، من أن يُقسى قلبه كما تقست قلوب أولئك الذين أثاروا الفتنة ضد موسى خادم الله الذين صارت دينونتهم ظاهرة للجميع. 4 ـ إذ ” هبطوا أحياء إلى الهاوية ” وابتلعهم الموت[176]. 5ـ وفرعون مع جيشه وجميع رؤساء مصر، والمركبات مع راكبيها أُغرقوا فى أعماق البحر الأحمر وهلكوا فيه[177] لا لسبب إلاّ لأن قلوبهم الغبية[178] قد تقست رغم كل الآيات والعجائب التي صنعها موسى خادم الله فى أرض مصر.

 

(52)

          1 ـ أيها الاخوة ـ إن السيد ليس محتاجًا إلى شئ[179]، وهو لا يبغى شيئًا من أحد سوى الاعتراف له. 2 ـ إذ يقول داود المختار: ” اعترف للرب فيستطاب ذلك عنده أكثر من عجل بقر ذى قرون وأظلاف. فلينظر الفقراء ويفرحون “[180]. 3 ـ ويقول أيضًا ” قدم لله ذبيحة التسبيح وأوف للعلى نذورك. ادعنى فى وقت الضيق أنقذك فتمجدنى “[181]. 4 ـ لأن الذبيحة لله روح منسحق”[182].

(53)

          1 ـ أنكم تفهمون الكتب المقدسة[183] أيها الأحباء ـ تفهمونها جيدًا، وقد تعمقتم أقوال الله. فاذكروا إذن هذه الأشياء: 2 ـ لما صعد موسى إلى الجبل وهناك صرف زمانًا[184] بصوم وخشوع لمدة أربعين يومًا وأربعين ليلة، قال له الله: ” موسى موسى[185] ـ أنزل سريعًا لأن شعبك الذي أصعدته من أرض مصر قد ارتكب إثمًا وزاغ سريعًا عن الطريق الذي أوصيته أن يسلك فيه، وصنعوا لأنفسهم تماثيل مسبوكة “[186].  3 ـ وقال له الرب أيضًا: لقد قلت لك مرة وأخرى ـ إنى قد رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة. فدعنى أفنهم وأمح اسمهم من تحت السماء. وسوف أجعلك أمة عظيمة وعجيبة وأكثر عددًا من هذا الشعب “[187]. 4 ـ أما موسى فقال: ” حاشاك يارب، إنما اغفر خطية هذا الشعب أو أمح اسمى من سفر الحياة “[188]. 5 ـ فيا للمحبة العجيبة، ويا للكمال الذي لا يُغلب! فهوذا العبد يتكلم مع ربه بحرية ويطلب المغفرة لشعبه ـ وإلاّ فليهلك هو أيضًا معهم…

(54)

          1ـ أ بينكم شخص كريم، مترائف،  مملوء محبة.. 2 ـ هذا فليجاهر قائلاً [189]: ” إن كان الانقسام والنزاع والشقاق قد نشأ بسببى، فإنى أرحل عنكم وأمضى إلى حيث تريدون، وأطيع كل ما تأمر به الجماعة ـ فقط لتعش رعية المسيح فى سلام مع القسوس الذين أقيموا عليها “. 3 ـ إن من يفعل ذلك ينال مجدًا عظيمًا فى المسيح، وكل مكان سيرحب به ؛ ” لأن للرب الأرض وملأها “[190]. 4 ـ هكذا تصرف من قبل، وهكذا سيعمل فى المستقبل ـ أولئك الذين يحبون حياة التقوى التي بلا ندم.

(55)

          1 ـ ولنأخذ بعض أمثلة من بين الأممين؛ فهناك ملوك وأمراء كثيرون لما أوحى إليهم، قدموا أنفسهم للموت وقت انتشار الأوبئة لكي ينقذوا بدمائهم حياة مواطنيهم من الهلاك. وهناك آخرون ابتعدوا عن مدنهم حتى يخمدوا الفتنة الحادثة فيها [191]. 2 ـ ونحن نعرف كثيرين ممن هم لنا قد سلموا أنفسهم للقيود لكي يفتدوا غيرهم وكثيرون أيضًا باعوا أنفسهم كأرقاء حتى يقدموا ـ بثمن عبوديتهم ـ طعامًا لآخرين[192]. 3 ـ ونساء كثيرات أيضًا إذ تشددن بنعمة الله قمن بكثير من أعمال الشهامة: 4 ـ فالمغبوطة يهوديت لما حوصرت مدينتها طلبت من الشيوخ أن يسمحوا لها بالذهاب إلى معسكر الأعداء. 5 ـ فخرجت معرضة نفسها للخطر من أجل المحبة التي تكنها فى قلبها لوطنها وشعبها المحاصرين إذ ذاك. وقد سُلِّم الرب هولوفرانس ليد امرأة[193]. 6 ـ كذلك إستير، إذ كانت كاملة فى الإيمان، لم تعرض نفسها لخطر أقل كى تخلص أسباط إسرائيل الاثنى عشر من الهلاك المحدق بهم. وبالصوم والتذلل تضرعت إلى السيد الذي يرى الكل، إله الدهور[194] ـ الذي وقد رأى انسحاق روحها أنقذ الشعب الذي خاطرت من أجله [195].

[114] أيوب16:4ـ18، 19ـ21، 1:5ـ5، 15:15 حسب السبعينية.

[115] رو33:11، 1كو10:2، رؤ24:2.

[116] 1كو40:14.

[117] المقصود خدماتهم. قارن ما يلى5:44. وفى كتابات الآباء أصبح المكان المخصص لكل طغمة هو علامة الخدمة ذاتها. بوليكاربوس، فيلبى1:11، يوسابيوس، تاريخ2:5:5، المراسيم الرسولية18:11:2.

[118] قارن المقابلة بين العلمانيين والكهنة فى إر9:34. ترتليان Ad. praxaen رقم41. اكليمندس الأسكندرى سترومات90:12:3.

[119] قارن 2كو13:10،14.

[120] عب28:10،29.

[121] مت5:11، لو22:7، عب2:4،6.

[122] 1كو23:3، لو18:17، 21:20، هرماس.

[123] رؤ21:4، 5:14.

[124] 2تى14:3.

[125] 1تس5:1، كو2:2، عب11:6، 22:10.

[126] إش17:60 طبقًا للسبعينية مع تصرف من الكاتب.

[127] رو2:3، غل7:2، 1كو17:9.

[128] عد7:12، عب5:3. ما سبق5:17.

[129] عد17.

[130] يو3:17.

[131] يُفسر البعض ذلك بأنه يعنى ” كرامة الأسقفية “. والبعض يقول إن المعنى هو النزاع على ” الأسقفية ” أما المطران برينيوس فيقول إن المقصود هو النزاع على تسلسل الأسقفية أى الخلافة عليها. أنظر يوسابيوس تاريخ5:43:6.

[132] ما سبق2:43.

[133] ما سبق4:42.

[134] هذه العبارة تشمل كل واجبات الأسقفية؛ فقرابين العهد الجديد هي ذبائح الحمد (ما سبق2:35، 1:36، ما يلى3:52) ومشاعر التوبة(4:52). وهي التقدمات التي يأتى بها المؤمنون للكهنة من صدقات وأعمال شكر. وهي أيضًا قرابين الإفخارستيا. عب15:13،16. والمراسيم الرسولية25:2،27،34،35،53. ومن قبل هذا تضمنت هذه الرسالة زمن الذبيحة ومكانها.

[135] 1تس10:2.

[136] فى المجد.

[137] المراسيم26:2.

[138] ما سبق4:3.

[139] دانيال16:6.

[140] دانيال19:3.

[141] 1تى9:3، 2تى3:1.

[142] غير موجودة فى الكتاب المقدس.

[143] مز25:18،26. والمزمور يتحدث عن مسلك الله تجاه خدامه الذين يخدمونه.

[144] قارن يع1:4.

[145] قارن أفسس4:4ـ6، 1كو6:8، 12:12ـ26، وما يلى 2:58.

[146] رو5:12.

[147] مت24:26، مر21:14، لو22:22، لو2:17، مت6:18، مر42:9.

[148] فى15:4.

[149] 1كو3.

[150] يقصد بولس.

[151] ما سبق 1:1.

[152] رو24:2، 1تى1:6.

[153] مز19:118،20.

[154] قارن مت13:7،14، يو7:10،9.

[155] لو75:1.

[156] 1كو1:8،10،11، 2:13،8.

[157] رو1:14، 1كو10:12.

[158] قارن ذكر المواهب 1كو8:12ـ10.

[159] مت11:23.

[160] 1كو24:10،33، 5:13، فى21:12. هذا، وقد استخدم اكليمندس الأسكندرى هذا الفصل بصور مختلفة فى ستروماته. قارن 1:48،6 سترومات 8:4،113. 2:48ـ5 سترومات7:1،38. و4:48 سترومات8:6و64. و5:48ـ6 سترومات8:6و65.

[161] يو15:14، 1يو1:5ـ3.

[162] كو14:3. جيروم، أف1:4.

[163] 1بط8:4، يع20:5، ما يلى5:50.

[164] قارن بخصوص العبارات التالية1كو13.

[165] لو18:4.

[166] الله الآب. قارن يو16:3، 1يو9:4،10.

[167] يو12:15،13، غل4:1، 20:2، أف2:5.

[168] إيريناؤس1:1:5.

[169] ما سبق 4:5،7، 5:44. إيريناؤس2:31:5.

[170] افتقاد. لو44:19، 1بط12:2.

[171] عب37:10.

[172] إش20:26، حز12:37.

[173] ما سبق 5:49، 1بط8:4.

[174] مز1:32،2، رو7:4ـ9.

[175] استشهاد بوليكاربوس1:17، 2تس4:2، 1تى14:5، 1بط8:5.

[176] عد16. المراسيم27:2، 3:6.

[177] خروج 14.

[178] رو21:1.

[179] أع25:17.

[180] مز69.

[181] مز14:50،15.

[182] مز17:51.

[183] قارن 2تى15:3، بوليكاربوس فيلادلفيا12، 2مكابيين23:8.

[184] أع33:15، 23:18، 3:20، 2كو25:11، يع13:4.

[185] يضيفها اكليمندس وبرنابا (8:4، 3:14).

[186] خر7:32، تث12:9.

[187] خر9:32، تث13:9و14.

[188] خر32:32.

[189] قارن إبيفانيوس الهرطقات6:27.

[190] مز1:24، 1كو26:10ـ28.

[191] هنا يكشف اكليمندس عن روح إنسانى يستطيع أن يبصر ويقدر أسمى ما تحويه النفس البشرية من أى جنس وفى أى عصر.

[192] قارن رو3:16،4، فى30:2، المراسيم 1:5، هرماس  mondata10:8، رمز1:5، يوسابيوس تاريخ10:23:4.

[193] يهوديت8.

[194] 1تى17:1، مز13:145، ما سبق 3:35.

[195] استير6و7و8.

 

رسالة اكليمندس الرومانى إلى الكورنثيين ج4 – د. وليم سليمان قلادة