زوجات سليمان الكثيرات 700 هل امر إلهي؟ ترجمة – ايفيت سابا

كان على سليمان بصفته ملك اسرائيل اتخاذ قرارات صعبة للغاية باستمرار ويوضح كاتب سفر الملوك الاول 11 ان سليمان لم يكن يقوم بالاختيارات الصحيحة دوما.

ويذكر بالتفصيل العديد من أخطاء سليمان وهو الحاكم الممسوح من الله ويولي الاصحاح أهمية خاصة لتأثير زيجاته على اسرائيل. ومن الواضح ان هناك العديد من الاسباب لاعتبار الدخول في عشرات التحالفات بالزواج فكرة سيئة لأنه ناهيك عن المشاكل الاخلاقية والادبية التي تخلقها هذه الزيجات، يقدم اصحاح سفر الملوك الاول 11 وجهة نظر سياسية مثيرة للاهتمام لزوجات سليمان العديدات.

“وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ.” (1 مل 11: 1-2).

يدين راوي هذا المقطع بوضوح زيجات سليمان الكثيرة ويذكر ان زيجاته الكثيرة جعلته يترك إله إسرائيل.

وظيفة الزيجات السياسية في العصور القديمة

ولكن الامر الصعب، هو انه من المحتمل ان نوايا سليمان كانت حسنة في البداية. فالزيجات في العصور القديمة كانت وسائل شائعة لضمان التحالف مع الدول الاخرى. سعى سليمان في البداية الى توطيد علاقته مع مصر القوية. ولهذا دخل في زواج سياسي مع ابنة فرعون ومذكور هذا في سفر الملوك الأول 3 شرح الأمر.

تصاحب سليمان مع فرعون ملك مصر واخذ ابنة فرعون زوجة له وأحضرها الى مدينة داود (1 ملوك 3:1).

في ظاهر الأمر، يبدو انه سبب معقول فأصبح سليمان صهر فرعون مصر ولدية تحالفا قوياً جدا مع جنوب اسرائيل. فتح هذا الزواج السياسي الأول الباب أمام سليمان لعقد زيجات اضافية وتحالفات مع الدول المجاورة. يشير 1ملوك 11 بانه تزوج من مؤابيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحتيتات. فأصبحت اسرائيل محاطة من كل الجوانب بتحالفات صديقة تستطيع حماية اسرائيل وتساهم في منفعة شعوبها.

على المدي القصير يبدو ان زيجات سليمان المتعددة قد حققت هدفه بإرساء السلام والازدهار. ويدخل حكم سليمان التاريخ بانه حكما غير مسبوق من السلام والازدهار الاقتصادي. الا ان التأثير الجانبي في الدخول بتحالفات من خلال الزواج هو خيانة إله اسرائيل.

بدأ سليمان بعبادة الهة اخر (1ملوك 11: 3 -4)

“وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ.” (1 مل 11: 3-4).

مع دخول أولئك الزوجات الاجنبيات الى القصر الملكي تم منحهن الحرية في ممارسة ديانتهم وعبادة الهتهم.  ويمكن اعتبار ذلك بكل سهولة، انه عمل من باب الرحمة والتسامح مع الاعضاء الجدد في المسكن. ولكن على المدى الطويل، انتهى بهن الأمر بأنهن قمن بالتأثير على سليمان وعلى اسرائيل ككل وبدأوا بعبادة الهة اخرى. وبهذا يكونوا قد كسروا الوصية والاعظم وهي ان تحب الرب إلهك بكل قلبك وكل روحك وكل قدرتك سفر التثنية 6:4

فهذه الزيجات السياسية لم تؤدي الى التخلي عن إله اسرائيل فحسب بل ومن باب السخرية انها أدت الى سقوط سلام سليمان المتوازن بدقة.

فبدأ من الآية 14، بدأ الرب بالخصوم سياسيين ضد سليمان

هدد من الشرق (1ملوك 11: 14 – 22)

“وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ. وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ لِدَفْنِ الْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. لأَنَّ يُوآبَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَقَامُوا هُنَاكَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى أَفْنَوْا كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. أَنَّ هَدَدَ هَرَبَ هُوَ وَرِجَالٌ أَدُومِيُّونَ مِنْ عَبِيدِ أَبِيهِ مَعَهُ لِيَأْتُوا مِصْرَ. وَكَانَ هَدَدُ غُلاَمًا صَغِيرًا. وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتَوْا إِلَى فَارَانَ، وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالًا مِنْ فَارَانَ وَأَتَوْا إِلَى مِصْرَ، إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَعْطَاهُ بَيْتًا وَعَيَّنَ لَهُ طَعَامًا وَأَعْطَاهُ أَرْضًا. فَوَجَدَ هَدَدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ جِدًّا، وَزَوَّجَهُ أُخْتَ امْرَأَتِهِ، أُخْتَ تَحْفَنِيسَ الْمَلِكَةِ. فَوَلَدَتْ لَهُ أُخْتُ تَحْفَنِيسَ جَنُوبَثَ ابْنَهُ، وَفَطَمَتْهُ تَحْفَنِيسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ. وَكَانَ جَنُوبَثُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ بَيْنَ بَنِي فِرْعَوْنَ. فَسَمِعَ هَدَدُ فِي مِصْرَ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدِ اضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ، وَبِأَنَّ يُوآبَ رَئِيسَ الْجَيْشِ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ هَدَدُ لِفِرْعَوْنَ: «أَطْلِقْنِي إِلَى أَرْضِي». فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «مَاذَا أَعْوَزَكَ عِنْدِي حَتَّى إِنَّكَ تَطْلُبُ الذَّهَابَ إِلَى أَرْضِكَ؟» فَقَالَ: «لاَ شَيْءَ، وَإِنَّمَا أَطْلِقْنِي».” (1 مل 11: 14-22).

رزون من الشمال (1ملوك 11: 23 – 25)

“وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ، الَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، فَجَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالًا فَصَارَ رَئِيسَ غُزَاةٍ عِنْدَ قَتْلِ دَاوُدَ إِيَّاهُمْ، فَانْطَلَقُوا إِلَى دِمَشْقَ وَأَقَامُوا بِهَا وَمَلَكُوا فِي دِمَشْقَ. وَكَانَ خَصْمًا لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ، مَعَ شَرِّ هَدَدَ. فَكَرِهَ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ عَلَى أَرَامَ.” (1 مل 11: 23-25).

ويربعام من داخل اسرائيل (1ملوك 11: 26 – 40)

 وبوجود هؤلاء الخصوم الثلاثة، أصبح سليمان محاصرا من الجهات الثلاثة مهددا استقرار المملكة، مبطلا السلام الذي زرعه سليمان من خلال هذه الزيجات من اجنبيات.

إعطاء الرب الاولوية في قراراتنا

وبنظرة الى الوراء، يمكننا ان نرى بسهولة كيف ان شيئا أدى الى أخر وأدى تعدد زوجات سليمان الى انهيار مملكة اسرائيل الواحدة والمتحدة. مع انه في تلك اللحظات كان من الصعب ان ندرك كيف ان القرارات الصغيرة قد تؤدي الى نتائج سلبية. في حالة سليمان، فعلى الارجح كانت نواياه في البداية جيدة وان اثار زيجاته على المدي القصير جلبت سلاما مؤقتا لإسرائيل ولكن على المدى البعيد زيجاته ادت الى انقسام المملكة الموحدة والى عقود من زعزعة الاستقرار والشرور والوثنية.

وفي حياتنا، من السهل ان نرى ان بعض القرارات التي تبدو غير مؤذية في ظاهرها والتي قد تعطينا بعض المنافع المؤقتة لنا ولمن نحب ولكن ان كانت هذه القرارات تسبب لنا الا نعطي الاولوية لأول وأعظم وصية وهي ان نحب الرب فان هذه القرارات لن تنفعنا على المدى الطويل.

تجاهل الوصية الاولى او ان نعكس ترتيبها مع الوصية الثانية خطر فقدان التوازن في حياتنا والانحراف المدمر عن طريق السعادة والحق.

حب الرب والخضوع له هي مثل ضوابط ضد نزعتنا الى افساد الفضائل بقيامنا بدفعها للحد الاقصى.

تعاطفنا مع محنة جارنا على سبيل المثال وحتى لو كان ما يمر به او تمر به هي من معاناة هو نتيجة لتجاوزته او تجاوزاتها فهو أمر نبيل وجيد ولكن العاطفة التي ليس لها ضوابط قد تؤدي لنا إلى التساؤل عن عدل الله ونسيء فهم رحمته مثلما حدث مع ابن ألما كوريانتون.

من الصعب ان نختار طاعة وصايا الرب حين يضعنا ذلك في موضع غير مؤات في المجتمع ولكن حين نضع الله اولا فالرب سيسندنا ويساندنا على النجاح وان ننمو بطرق غير متوقعة.

تظهر توبة سليمان في سفر الجامعة عندما قال

بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ جامعة 1: 2: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.”

المرجع

King Solomon’s Many Wives and Idolatry | 1 Kings 11 jasmingimenez

زوجات سليمان الكثيرات 700 هل امر إلهي؟ ترجمة – ايفيت سابا