هل هناك بدلية عقابية في تعليم القديس أثناسيوس؟ – د. أنطون جرجس
هل هناك بدلية عقابية في تعليم القديس أثناسيوس؟ - د. أنطون جرجس
هل هناك بدلية عقابية في تعليم القديس أثناسيوس؟ – د. أنطون جرجس
سأستعرض آراء ثلاثة من أهم الباحثين في تاريخ العقيدة حول آرائهم وملاحظاتهم على تعليم السوتيرلوجي عند القديس أثناسيوس كالتالي:
البروفيسور جون كيلي (بروتستانتي) يقول عن تعليم ق. أثناسيوس الخلاصي التالي:
“لم يشفنا المسيح فقط، بل حمل العبء الثقيل لضعفنا وخطايانا. المظهر الخارجي للتعليم هو أحد تعليم البدلية، ولكن ما يحاول أثناسيوس إبرازه لم يكن أكثر من أن ذبيحة واحدة كانت بديلة عن الأخرى، حيث “استُنفذ موت الجميع في جسد الرب” (تجسد الكلمة: ٢٠). بكلمات أخرى، إنه بسبب الاتحاد بين جسده وجسدنا، كان موته وانتصاره بالأساس لنا (أي موتنا وانتصارنا). تمامًا كما ورثنا الموت* من خلال ارتباطنا بآدم الأول، هكذا نهزم الموت ونرث الحياة من خلال ارتباطتنا ب “الإنسان من السماء”
(ضد الآريوسيين ١: ٤٤: ٢، ٦١؛ ٢: ٦٧)”.
Kelly, J. N. D., Early Christian Doctrines, (London: Adam & Charles Black, 1968), 4th edit., p. 380.
* وهذه هي البدلية التي يقصدها أثناسيوس مبادلة الموت بالحياة والفساد بعدم الفساد والظلمة بالنور والخطية بالقداسة… وهكذا.
يقول البروفيسور لورانس جرينستيد (بروتستانتي) مقارنًا بين تعليم أثناسيوس السوتيرلوجي وتعليم البدلية العقابية التالي:
“لا يوجد مبرر للإدعاء بأن أثناسيوس هو أصل وبادرة النظريات العقابية اللاحقة. لا توجد إشارة إنه يعتبر الموت في أي موضع كمعاناة عقابية، ويظل قليلاً ما يعتبر موت المسيح كعقاب نيابي. لم يستخدم بالفعل عبارات <تألم نيابةً عن الكل> و <الموت نيابةً عن الكل> ولكن ينبغي تفسير تلك العبارات بحسب فهمه القوي لوحدة الجنس البشري في الكلمة المتجسد <بالنظر إلى موت الجميع فيه>”.
Grensted, L. W., A short History of The Doctrine of Atonement, (London & New York: Manchester University Press, 1920), p. 380.
يشرح البروفيسور هستنجس راشدال (بروتستانتي) تعليم القديس أثناسيوس الخلاصي ويقارن بينه وبين تعليم البدلية العقابية كالتالي:
“هذا هو التعليم المحدد للذبيحة النيابية، ولكنه مع ذلك، لم يكن بكلمات واضحة تعليم العقاب النيابي. يبدو أن الفكرة هي كذلك، إنه بموت مثل هذه الذبيحة، تم إيفاء دين الموت – الذي جلبته خطية آدم- واستُوفي في حالة الجميع الذين يشتركون في ذلك الناسوت، الذي اتحد الكلمة به في حالة الجسد الواحد.
حيث أنه بأكثر وضوحًا من عند إيرينيؤس، لم يمثّل موت المسيح مجرد معادل، بل متطابق ومنجسم حقًا بموت الجميع (تجسد الكلمة ٢٠: ٤، ٥): مات الجميع بالفعل حرفيًا في موت الواحد. بالرغم من ذلك، لم يكن التركيز على فعل الذبيحة المتعلق بالماضي، بل على آثار التجديد التابعة، والتابعة من القيامة أكثر من الموت.[…]
هذا هو خط التفكير الذي قابلناه بالفعل عند إيرينيؤس، ولكنه أكثر تطورًا وتنظيمًا بكثير عند أثناسيوس. يحاول (أثناسيوس) توضيح أن قابلية الفساد ليست عقوبة جزائية تعسفية فرضها الله*، بل نتيجة طبيعية وحتمية للخطية”.
Rashdal, Hastings, The Idea of Atonement in Christian Theology, (London: MACMILLAN & CO., 1919), Lect 4, p. 296.