المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
نص مزمور 151
مزمور الراعى الملك
أنا صغيراً كنت في أخوتى وحدثاً في بيت أبى. كنت راعياً غنم أبى.
يداى صنعت اللارغن، وأصابعى ألفت المزمار. الليلويا.
من هو الذي يخبر سيدى؟ هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون إليه.
هو أرسل ملاكه وأخذنى من غنم أبى ومسحنى بدهن مسحته.
أخوتى حسان وهم أكبر منى والرب لم يسر بهم.
خرجت للقاء الفلسطينى فلعننى بأوثانه.
لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده وقطعت رأسه.
ونزعت العار عن بنى إسرائيل. الليلويا.
أولاً: من هو داود
هو أبرز شخصية في تاريخ بنى إسرائيل لا يفوقه إلا موسى، ويُجل اليهود ثلاث شخصيات هم إبراهيم والذي يمثل أصل الذرية، ثم موسى وهو كليم الله ومستلم الشريعة ثم داود ويمثل الملك، وهو عدة شخصيات معاً فهو جندى وشاعر وراعى وملك ورجل دين ونبى وصديقاً وفياً وقائداً شجاعاً وأباً محباً وموسيقى بارعاً، وربما كان يعقوب أب الآباء هو أقرب الشخصيات مواهباً من داود.
وقد نظر اليهود إليه بكثير من التقدير وكان حلمهم ومشتهاهم أن يأتى شخص آخر مثل داود، ومازال قبره موجوداً عندهم حتى اليوم كما أصبح شعار الدولة اليهودية هو نجمة داود الشهيرة. وقد خلص داود بلاده من الأعداء، ووحد الأمة وجعل أورشليم عاصمة المملكة وأقام العبادة فيها وهيأ لبناء الهيكل، وأصبح يمثل الحاكم الثاني، وقيل عنه ” وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى (أع22:13، 1صم14:13).
القيمة الليتورجية للمزمور 151
بهذا المزمور 151 تفتتح الكنيسة سهرة ” سبت الفرح ” حيث نزل السيد المسح إلى الجحيم ليحمل نفوس اللذين ماتوا على الرجاء ويدخل بهم إلى الفردوس. يتغنى به رئيس الكهنة أو الكاهن بعد أن يفتح باب الهيكل الرئيسى ويتجه نحو الشرق كمن يتطلع نحو المسيح القائم من بين الأموات، قادماً من المشارق.
يحمل الكاهن الإنجيل ملفوفاً في ستر أبيض.
لهذا المزمور 151 لحنه الخاص، وتشترك الكنيسة كلها في القرار ” الليلويا “. وهو يحمل بهجة القيامة:
لغة المزمور 151
اللغة العبرية وقد ترجم إلى اليونانية
المسيح له المجد في المزمور 151
كان داود الصغير بين أخوته، وصار كلمة المتجسد آخر الكل ليهب الجميع قوة قيامته.
كان داود رجل التسبيح، وقد دخل بنا الرب إلى فرح قيامته.
مسحه الله بالدهن وأقامه ملكاً، وبالقيامة ملك الرب على قلوبنا.
قتل داود جليات بسيفه، وحطم السيد المسيح الموت بموته.
المسيح هو ابن داود، ومن بين النبوات الخاصة بداود هناك نبوة هامة جداً أضفت على رجاء إسرائيل قوة (2صم12:7-16) تلك هي النبوة الخاصة ببناء الهيكل حيث يعلن له الله بأنه يريد أن يبنى له ذرية أبدية ” إنى أبنى لك بيتاً ” (27:7) والفعل باناه العبري يستخدم للتعبير سواء ” بيت من حجر ” أو ” بيت أبناء ” بين بالعبرية، وقد أراد الله من خلال أسرة داود أن يحقق ملكه، وهذا يشرح موضوع خلافة كرسى داود.
وقد تمم المسيح الوعود التى وهبت لداود، فهو أعظم من داود، هو رب داود (مت42:22-45) وهو ليس فقط ” داود العبد” (حز23:34-24) وإنما جاء ليرعى شعب الله ويخلصهم، وهو نسل سلالة داود الذي ينتظره الروح والعروس ويستعدان لمجيئه الثاني (رؤ16:22-17).
ونقلاً عن القديس أغسطينوس يقدم لنا قيصريوس أسقف أرلس تفسيراً رمزياً لقصة داود وجليات، يظهر فيها المسيح داود الحقيقى وداود رمزاً للمسيح فيقول ” عندما أرسل يسى ابنه داود لينظر إخوته، يبدو أنه كان رمزاً لله الآب، وكما أرسل يسى داود ليبحث عن إخوته، أرسل الله ابنه الوحيد الذي قيل عنه ” أخبر باسمك إخوتى (مز23:21) فبالحقيقة جاء المسيح يبحث عن إخوته إذ قال ” لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ” (مت24:15).
قانونية المزمور 151
شهادة الترجمة السبعينية
وجد هذا المزمور 151 أولاً في النسخة السينائية للترجمة السبعينية Sinaiticus في نهاية سفر المزامير، حيث جاء في مقدمة السفر: ” مزامير داود هي مائة وواحد وخمسون مزموراً ” أما عنوان المزمور 151 فكان ” هذا مزمور لداود مكتوب بيده بعد خروجه منتصراً من حربه مع جليات ” وقد ترجم المزمور 151 عن العبرية، وقد اضاف المترجم إلى عنوان المزمور 151 في العبرية وهو ” مزمور لداود ” شرح العنوان، كذلك ”
ظهرت آثار الترجمة في بعض المصطلحات مثل تعبير ” لعننى بأوثانه ” وهو في العبرية ” لعننى بآلهته ” كما يظهر في ” صموئيل الأول 43:17 ” كذلك تعبير ” نزعت رأسه عنه ” في حين يقابلها في العبرية ” أقطع رأسك ” كما يظهر في صموئيل الأول 46:17 ” أو قطع رأسك ” صموئيل الأول 15:17 ” وأيضاً ورد في بعض الترجمات تعبير ” ابن غريب ” كترجمة لكلمة الفلسطينى.
شهادة المخطوطات
وقد وجد المزمور 151 بعد ذلك في كثير من المخطوطات مثل السريانية والآرمينية والحبشية والعربية حيث دخل ضمن السفر، واعتماداً على الترجمة الآرامية للسفر قبل اليهود القرائين هذا المزمور 151.
شرح المزمور 151
يحكى المزمور 151 قصة اختيار داود النبى، وهو الفتى الأشقر الذي قضى طفولته وصباه مع قيثارته ونغمات أبيه، حين وقع عليه اختيار الله ليرعى شعبه (الخراف الناطقة).
أنا الصغير في اخوتى والحدث في بيت أبى:
كان ليس البتلحمى ثمانية أولاد ألتحق الثلاثة الكبار منهم بجيش شاول وهم أليآب وأبيناداب وشمة (شمعى) بينما كان داود هو الأصغر بين الثمانية.
والكلمة القبطية (كوجى) لها معنيان، الأول: صغير في السن (فتى) وكل صغير محبوب ومن الجميل أن يكون الاسم داود معناه في العبرية محبوب، كما تعنى الكلمة أيضاً قليل في الكمية مثلما نقول في التسبحة في أبصالية يوم الأحد ” آى كوتى “: كاتا كوجى كوجى تين إير إفمفئى إم بيكران، وتعنى في القليل القليل نذكر اسمك، ونلاحظ في حديث السيد المسيح مع تلاميذه قوله ” لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت ” (لو32:12).
حيث يعنى ذلك أن أولاد الله محبوبون من جهة ومن جهة أخرى قليلون مهما كثروا ووصل عددهم على ستة مليارات، كما هو الآن، فهم معروفون كابن واحد ” عضد إسرائيل فتاه ” (لو54:1). وعن داود بكل خاص كرمز للمسيح، فالمسيح هو الابن الوحيد للآب الذي يحبه، وهو البكر والوحيد والصغير (الفتى) ” هوذا فتاى الذي اخترته حبيبى الذي سُرت به نفسى… ” (مت18:12) راجع أيضاً (لو69:1، أع13:3، 25:4، 27).
كنت راعياً غنم أبى:
كان الرعى هو المهنة الرئيسية لبنى إسرائيل، حيث كانت أرض اليهودية مستطيل جبلى وعر يصلح للرعى أكثر مما يصلح للزراعة، وكان الدخل الرئيسى لليهودى يأتى من الصوف أكثر من اللبن واللحم، وعندما جاء بنو إسرائيل إلى مصر، أعطاهم الفرعون منطقة ” صا الحجر ” (الحالية) لإقامتهم، حيث كان رجس لدى المصريين رعى الغنم.
وقد أتخذ الله من علاقة الراعى بغنمائه رمزاً لعلاقته بشعبه، فأعلن لليهود الذين أهملوا الرعاية ” أنا هو الراعى الصالح ” (يو11:10) وكان من بين رموز المسيحية في القرون الأربعة الأولى، منظر الراعى الشاب بشكله الجميل البسيط وهو يحمل خروفاً صغيراً حول رقبته بينما يمسك بالعصا في يمينه وهكذا كان داود راعى غنم أبيه يسى رمزاً للمسيح راعى الخراف الناطقة التى لله الآب، مثلما أشير إليه باعتباره الكرمة بالنسبة لأبيه الكرام والكرام بالنسبة لأبيه صاحب الكرم.
يداى صنعتا الأرغن واصابعى ألفت المزمار:
كان الناى هو وسيلة التسلية بالنسبة للراعى، فبينما تنتشر غنائمه من حوله يجلس هو ليلعب على الناى، حتى أن غنماته تألف مع الوقت نغماته بحيث يستطيع أن يجمعها عندما ينادى عليها بألحانه، فتعرف صوته ولا تعرف صوت الغرباء، راجع (يو4:10-5) غير أن قيثارة داود على وجه خاص، كان لها قوة بحيث تشفى المريض وتُخرج الأرواح الشريرة.
وقد رتل داود مزاميره على قيثارته بعد أن ألفها (أى المزامير) بالروح القدس كما صرح بذلك السيد المسيح (مت43:22) ومن بعده القديس بطرس (أع16:1، 25:4)، ولسنا نعرف عن كان هو الذي وضع ألحانها، أم كانت تلك الألحان موروثة لليهود بينما وضع الكلمات فقط.
وأكثر تراتيل داود هي نبوات، وأهم تلك النبوات هو ما يتعلق بشخص المخلص ” داود الحقيقى ” حتى لقد دُعى في العهد الجديد ” ابن داود ” لاسيما في بدء إنجيل متى، وقد أبرزت الأناجيل أن يسوع هو الذي تتم فيه كل عهود ومواعيد الله لداود، بأن أقيم بعدك نسلك… وأثبت مملكته ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك… كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد (2صم12:7-16) راجع أيضاً (مت1:1، 27:9، 23:12، مر48:10، 35:12 لو38:18، 39، 41:20).
وكان قادة اليهود ينتظرون المسيح من نسل داود، هذا وقد أكدت الأناجيل الثلاثة على أن المسيح هو أعظم من داود لأنه ابن الله ورب داود (مت45:22، مر25:12-37 لو41:20، 44).
هذا وقد نُسب إلى داود 73 مزموراً يضاف إليها هذا المزمور 151 المائة والحادى والخمسون وتعد المزامير بشكل عام أعظم تسابيح عرفها البشر، لاسيما لما لها من طبيعة ليتورجية حتى أنه يحلو لنا ترتيلها مدى الأيام، ويقول الربيين اليهود ” مع أن جميع التقدمات سوف تبطل في المستقبل، إلا أن تقدمة التسبيح لن تتوقف، ومع أن جميع الصلوات ستتوقف فإن الشكر لن يتوقف.
وفيما يلي نورد فكرة سريعة عن كل من المزمار والأرغن في ذلك الوقت:
المزمار:
ربما كان المزمار هو أقدم الآلات الزمرية، وكان بسيطاً في البداية يصنع من البوص أو الخشب ثم العاج بعد ذلك ثم المعادن حيث تنتهى ببوق صغير، وكان شائعاً جداً، ويعد الآلة الأولى التى ورد ذكرها في الكتاب المقدس حيث يرد عن يوبال أنه ” كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار ” (تك21:4) كما وردت الإشارة إليه أيضاً عند الأفراح والأحزان (أى12:21، 31:30، مت23:9، 17:11، لو32:7) ولكنه استخدم بشكل عام في التسبيح للرب، لعل التعبير مزامير يرتبط بالمزمار إذ تعنى كلمة مزمور: نص ينغم على المزمار ومنها الفعل زمر.
وربما كان المقصود في هذه الآية من المزمور 151 هو أن داود كان صانع آلات مثلما كان موسيقياً وشاعراً، حتى صارت هذه الآلة البسيطة قرينة بتلاوة المزامير ” سبحوه بأوتار ومزمار ” (مز4:150).
هذا ويسمى المزمار أيضاً ب “العوجاب” وهو اشتقاق من الكلمة ” عجب ” وتعنى تنفس أو نفخ، ولأنه مكون من قصبة واحدة أو اثنين إذا كان مزدوجاً، فقد أعتقد البعض أنه هو الناى أو نوعاً من النايات، ولكن هناك فرقاً في النغم الذي يعطيه كل منهما.
ويطلق الآن على ما كان يسمى بالمزمار اسم الهارب Harp وهي تختلف بالطبع عن المزمار المقصود هنا، فالأخير آلة نفخ بينما الهارب والذي يشبه القيثارة هو آلة وترية ولعل ذلك يفسر لنا تسمية المزمار بسالتيريون سواء بين الأقباط أو اليونانين أو الأشوريين ” بى سنطير ” وهي الآلة التى أطلق عليها علماء الحملة الفرنسية تمبانون. ولعل ذلك أيضاً يلقى الضوء على السبب في اقتران أسمى” الأوتار والمزمار ” في عرض الآلات الموسيقية المذكورة في مزمور 150، وبالتالى فإن القيثارة تستخدم مكان المزمار والعكس.
المزمار المصرى:
يصدر المزمار المصرى نغمات طنانة، يطلق عليها أسماء مثل زرنى / زرنا / سورناى ويقال أن كلمة سورناى هذه ترجع إلى أصل فارسى حيث تعنى ” سور ” أفراح أو ولائم العرس بينما تعنى ” ناى ” ناى الولائم، ولهذا المزمار ثلاثة أنواع: كبير ووسط وصغير.
ويتكون المزمار من خمسة أجزاء رئيسية هى: الجسم / الرأس / البوقال (الأنبوب الصغير) / صدف مدور / حلقة صغيرة أو قرص دائرى / اللسان (القشة). أما الجسم فهو عبارة عن أنبوب من خشب الكريز متسعاً من أسفل وعليها سبعة ثقوب يفصل بينهما مسافات متساوية
والجزء المتسع من أسفل على شكل قمع مقلوب ويسمى فتحة البوق، أما الرأس أو الرقبة فمصنوعة من خشب البقس، ويتكون البوقال من أنبوبة صغيرة من النحاس في حين أن الصدف المدور مكون من صفيحة أو لوحة مستديرة من العاج أو الأبنوس، بينما اللسان أو القشة مصنوع من طرف أنبوب من قش الذرة العويجة على شكل مروحى.
ويبلغ طول المزمار الكبير 60سم وقطره 3سم، بينما يصل قطر البوق 8سم، وأما الثقوب فقطر كل منها 0. 8سم وتبلغ المسافة بين كل ثقب والآخر 3. 5سم، وأما اللسان فطوله 1. 5سم. أما المزمار الصغير فيبلغ طوله 30سم وأما القطر فيصل إلى 1. 5سم، بينما يصل قطر فتحة البوق 6سم، وقطر الثقب 1. 5سم، وتصل المسافة بين كل ثقب والآخر حوالى 1. 5سم.
طريقة العزف:
يقوم العازف بوضع البوقال والقشة في فمه، ثم يضغط بشفتيه على البوقال وينفخ وجنتيه فيؤدى ذلك إلى زيادة دفع الهواء داخل الفم إلى الخروج من فتحة القشة التى يلمسها لسان العازف برقة، بينما يمسك المزمار باليد اليمنى ويحرك أصابعها على الثقوب الثلاثة الأولى في حين أنا أصابع السبابة والوسطى والبنصر والخنصر ليده اليسرى لقفل الثقوب الأربعة الأخيرة من الآلة، مما ينتج عنه أكثر من ثمانيتين من النغمات من كافة أنواع المزمار.
الأرغن:
هو آلة تشبه الناى، منها النوع الفردى والنوع المزدوج، ومنها المتعدد القصبات ويسمى الأرغول، ويتكون الحديث من هذا النوع ذو قصبتان. والأرغول المذكور عند الإغريق عبارة عن ناى مزدوج مصنوع من البوص ويتكون من قصبتان مستقيمتان إحداهما أقصر من الأخرى، وأما فتحته فهى عبارة عن شق أو قطع طولى في كل سمك البوصة ومزودة بشظية على شكل لسان يفتح ممراً لنفخة العازف فتحدث النغمات.
ويذكر أن هيجانس في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هو أول من جعل آلتى الناى تصدران أنغامهما بواسطة نفخة واحدة، وكذلك أمكن استخراج نغمات حادة عن طريق مخرجين، وكانت هذه النغمات بالاشتراك مع الناقوس تشكل نوعاً من الهارمونية.
ويوجد ثلاثة أنواع من الأرغول: الصغير والمتوسط والكبير، ويتكون الأرغول من قصبتين أساسيتين إحداهما أكبر من الثانية، وتسمى الكبيرة بالجسم الكبير بينما تسمى الصغيرة بالجسم الصغير، وهناك قصبة تضاف إليهما وتسمى بالجسم الأمامى، ثم آخر يوضع عند قمتى هاتين القصبتين ويسمى ” البوقال ” وأخيراً أجزاء طرفية عند نهاية الجسم الكبير وتسمى وصلات.
في القصبة الصغرى يوجد ستة ثقوب تعطى نغمات حادة تصاحب الغناء، بينما الكبيرة خالية من الثقوب وتعطى نغمة غليظة، وتضم القصبتين معاً بواسطة أربطة سميكة تسمى المزدوجات، أما البوقال والوصلات الصغيرة فتعلق بخيط إلى القصبة.
ويتكون الأرغول الكبير من عشر قطع في الأنبوبة الطويلة بطول كلى يصل إلى حوالى المتر، والقطع الست الرئيسية يصل طولها معاً حوالى 50سم، وأما الأرغول الصغير فيتكون من ثمانية أجزاء بطول كلى 80سم، وله وصلتين بطول 40سم، وأما النوع الأصغر فيتكون من سبعة أجزاء وله وصلة واحدة طولها 33سم وبطول كلى 40سم.
الأرغن المائى:
ظهر هذا الأرغن في بداية العصر البطلمى، فقد أدخل العالم الأغريقى كتسيبيوس بمدينة الإسكندرية، تطويراً على آلة القربة الموسيقية المصرية عن طريق وضع صمامات في الأنبوبة المراد سماع صوتها للتحكم في تخزين الهواء وضخه، وذلك داخل آلة بها من 6 إلى 8 أنابيب بها مزامير مغلقة ومتصلة بأنابيب وصمامات لكي يمر الهواء من اتجاه واحد فقط.
وعند رفع خزان الهواء مما يعمل على ضغط الهواء إلى الأنابيب ذات المزامير، وعن طريق عارضات معينة وممثلة للدرجات الصوتية، فإن الهواء المنضغط يندفع إلى المزمار المطلوب فيصدر عنه الصوت المرغوب، وبعد فترة يرفع العازف الخزان الأسفل الممتلئ بالماء إلى أعلى فيندفع الهواء إلى المزامير مرة أخرى وبذلك يتم التبادل بين الخزانين.
هذا وقد أنتقل هذا المزمار من مصر إلى اليونان ثم الرومان ومن ثم أنتشر في أوروبا في العصور الوسطى حيث طرأ عليه تعديل باستبدال المياه بالهواء عن طريق طلمبات مضخات هواء من خلال الضغط على بدال بالقدم، وعند الضرب على المفاتيح تنفتح صمامات الهواء فيمر خلالها الهواء فتصدر الأصوات.
وقد يعنى أيضاً ما ورد في الآية السابقة، صحبته لهاتين الآلتين وألفته معهما، حيث تعنى الكلمة ” هوتب ” يوحد أو يؤلف ليس بمعنى الاختراع وإنما بمعنى التناغم، وهكذا كان كل من الأرغن والمزمار مطيعاً لداود صديقاً له.
من هو الذي يخبر سيدى وهو الرب الذي يستجيب لجميع الذين يصرخون إليه.
الشطرة الأولى وهي شطرة تعجبية أو استنكارية!، فهو يتساءل من ذا الذي يخبر الرب في حين أنه مطلع على كل شئ، ولا يحتاج إلى من يخبره، فقد كان الله ينظر على مسكنته وأمانته وإخلاصه في عمله، وكان يرى مسكنته ويشفق عليه، ويسمع صلاته لأجل شعبه الذي يحتاج إلى مخلص، وربما كان كل أمنية داود هي أن يقضى وقته في التأمل والتسبيح مع الاهتمام بغنم أبيه…
وربما لم يطمع مطلقاً في أكثر من هذا، حقيقى أنه غار غيرة الرب حين سمع أن جليات يعير صفوف الله الحى، ولكنه كان شأنه في ذلك شأن جميع الغيورين الذين يشعرون بأنهم أعضاء في هذا الجسد الكبير، وهو الأمر الذي دفع يهوديت إلى القيام بعملها البطولى ومن قبلها ياعيل امرأة جابر القينى ومن بعدها إستير… ومثلهم شمشون وباراق وجدعون وغيرهم… وليس المهم بمن يخلص الرب، ولكن المهم هو أن يخلص وكفى… يخلص بمن يراه أهلاً لذلك ويصلح له.
وهو أرسل ملاكه ورفعنى من غنم أبى:
ربما يشير الملاك هنا إلى صموئيل النبى الذي أرسله الرب لاختيار داود ملكاً قادماً لاسيما أن كلمة ملاك تترجم ” رسولاً ” أيضاً، تماماً مثلما أشير إلى يوحنا المعمدان باعتباره الملاك الذي هيأ الطريق قدام المخلص (ملا1:3، مت10:11، مر2:1، لو27:7) كما أرسل جبرائيل ليقول للعذراء عن يسوع أنه يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه (لو23:1).
وتعنى الرفعة هنا: الاختيار، كما تعنى أن الرب جعله وهو الفتى الصغير ملكاً عظيماً، وفى هذا رفعة ومجد وتقدير لا مزيد عليه، فإذا ما قارنا ذلك بما حدث مع السيد المسيح نجد أنه وجد أولاً في المزود بين الأغنام والأبقار، ثم سريعاً ما توالت الأيام حتى خلص إسرائيل الجديد، هكذا جاء داود الحقيقى وديعاً فقيراً، وكما لاقى داود في سبيل الملك وخلاص نفسه شدائداً عديدة هكذا تألم المسيح حتى من خاصته. وكما رفع داود من الغنم، هكذا خرج المسيح من البشر، ولد مثلهم، وعانى مثلهم ومات بهم وقام وصعد بهم إلى يمين العظمة.
مسحنى بدهن مسحته:
أرسل الله صموئيل النبى إلى داود بن يسى ليمسحه ملكاً عوض شاول بالرغم من أن الأخير كان ما يزال حياً (1صم13:16) ” فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط إخوته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعداً.
وعلى الرغم من أن المسحية كانت لتكريس الكهنة أو بعض الأوانى المقدسة إلا أن استخدامها في مسح الملوك كان تأكيداً على اختيار الله للملك ليعمل معه ومن خلاله، وبعده كُرس سليمان بيد صادوق (1مل39:1).
غير أن موضوع المسحة الملكية كان عتيداً أن يتخذ كل أهميته عند تطبيقه على المسيح، حيث فسر الآباء المزمور 151 الثاني الذي يتحدث عن ” مسح الرب ” بمعنى مسيانى، المسيح الموعود به، راجع أيضاً (أع25:4-27) ولكن هذا اللقب لم يأخذ معناه الحقيقى إلا حين جلس يسوع المسيح عن يمين الآب ومسحه الله بزيت الفرح (عب8:1-9) قابل مع (مز7:45-8).
وينسب إلى السيد المسيح مسحة مثلثة، فهو نبى وملك وكاهن، وترد نبوة عن المسيح في سفر أشعياء تقول ” يخرج قضيب من جزع يسى… ويحل عليه روح الرب ” (أش1:11-5) ففى المعمودية حل الروح على يسوع مثل حمامة وهذه هي مسحة الخدمة، فهو كاهن بل رئيس الكهنة الحقيقى، وفى العهد القديم كانت الفطيرة من بين التقدمات العديدة،
هي التى تشير إلى السيد المسيح، فقد كانت ملتوتة بزيت وممسوحة بزيت، وهي بذلك تشير على اتحاد الروح القدس بالمسيح من جهة (ملتوتة بالزيت) بينما تشير المسحة بالزيت إلى الحلول الذي تم من الخارج للروح في الأردن من أجل بدء العمل في الخدمة، فإن المسيح لا يتقدس من أحد وإنما فيه يتقدس كل شئ وكل أحد.
أخوتى حسان وكبار والرب لم يسر بهم:
جاء المسيح فقيراً من فتاة بسيطة فقيرة… كما ولد في مذود بقر شأنه في ذلك شأن أقل الفقراء في ذلك الوقت، وجاع وعطش وتألم وصلب وبالإجمال كان ” العبد المتألم ” وكان داود كرمز للمسيح هو الأصغر بين إخوته… ولكن الرب لم ينظر إلى حسن منظر أخوته فقط مثلما حدث مع أليآب (1صم7:16) وإنما الله ينظر إلى القلب، كان داود جميلاً وسيماً أشقر مع حلاوة العينين وكان المسيح أبرع جمالاً من بنى البشر.
ولم يستطع تخليص الإنسان، أى من الأنبياء ولا الملوك ولا أصحاب الثروات الضخمة أو جبابرة البأس القدماء ولا الفلاسفة العظماء ولا معلمى اليهود أو لاهوتييهم كما لم تستطع مختلف الحضارات في شتى أنحاء العالم أن تعيد للإنسان نقاوته أو تخلصه من خطاياه.
ينظر الله إلى نقاوة القلب ويكشف العمائق من الظلمة… يرى في الخفاء ويجازى علانية وبينما كان يظن داود كراعِ مثل مئات الفتيان في زمانه سيحيا ويموت مغموراً ففيما تفيد أمانته وماذا تنفع فضائله وصلاحه؟ ولكن الله أكرمه ورفعه من بين الغنم، حقاً إن معايير الله وموازينه تختلف عن موازين الناس، وربما تحدث المفاجآت في يوم الدينونة عندما يختار الله المحتقرين والمرزولين والمهمشين والضعفاء والذين في الظل ليقدمهم ويفضلهم على المشاهير والعظماء وذوى الاسم.
خرجت للقاء الفلسطينى فلعننى بأوثانه:
حدث ذلك فيما يشبه المبارزات القديمة، ويبدوا أنه كانت هناك بئر تقع في منطقة صراع لليهود مع الفلسطينيين بحيث أن الطرف الذي ينزل إليها يصبح في مرمى سهام الطرف الآخر، من هنا برز جليات وهو عملاق يصل طوله إلى ما يقارب الثلاثة أمتار (بما في ذلك خوذته)
وهو أمر نادر الحدوث وقد وقف جليات في تحد سافر يطلب من يبارزه من اليهود، فمن انهزم من الاثنين انهزم شعبه للشعب الآخر، وكان الرجل مغروراً مزهواً بنفسه، يلبس خوذة من نحاس ويرتدى درعاً حرشفياً (قميص مغطى بقطع من النحاس تشبه حراشيف السمك) وزنه حوالى 33 رطلاً وجرموقاً (درع لحماية الساقين) من النحاس ويحمل مزراق نحاس (رمح قصير بين الكتفين).
واستمر تهديد الرجل لبنى إسرائيل أربعين يوماً صباحاً ومساءاً، بينما كان الجيشان أحدهما في مواجهة الآخر في مكان يدعى ” أفس دميم “ (1 أخ13:11) أما داود فقد غار غيرة الرب، ولم يكن في هذا مغامراً، فهو الذي قتل من قبل أسداً ودباً حين كان ما يزال فتاً يافعاً، فلم يكن اعتماده على قوته الشخصية وإنما على معونة الله له، إذ قال له ” ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لأن الحرب للرب وهو يدفعك ليدنا “.
لعننى بأوثانه:
وفى العبرية “لعننى بآلهته” بمعنى أنه قال لتلعنك آلهتنا مثل داجون ومولك (كموش) مثلاً، ومن هنا يجئ ردّ داود أنه يأتيه باسم الرب إله الجنود، وتأتى هذه اللعنة كالشرارة التى أشعلت المواجهة، فقد كانت المبارزات تبدأ بإثارة كل طرف الطرف الآخر عن طريق تبادل الوعيد والتهديدات حتى إذا ما وصل الأمر إلى الذروة، بادر أحدهما بالهجوم.
في البداية احتقر جليات داود إذ رأى فيه فتا وسيماً لا تبدو عليه إمارات التجبر أو العنف فاستخف وسخر منه وربما من إلهه، ولكن المفاجأة المثيرة والتى أذهلت الجميع وعقدت ألسنتهم، قد جاءت عندما أسرع داود وصوب المقلاع إلى جبهة الرجل، ثم قذف بالحجر فإذا به يستقر بعنف في جبهته (ارتز) بمعنى أنه استقر مرتجاً، فسقط الجبار سريعاً على وجهه مثل بناية عالية تتهاوى فجأة، مما آثار الذعر والرعدة بين صفوف الفلسطينيين.
والمقلاع آلة من آلات الهجوم عبارة عن شريط من الجلد أو حبل مجدول، يوضع الحجر في وسطه والذي يكون عادة عريضاً ويسمى الكفة، مثلما يرد في حديث ابيجايل مع داود، عن نفس أعداء داود ” ليُرم بها كما من وسط كفة المقلاع ” (1صم 30:25) ويمسك المحارب بطرفى هذا الشريط ويده أعلى رأسه بينما الحجر في الوسط ويدور به بسرعة.
وعند حد معين يُفلت أحد الطرفين فينطلق الحجر بسرعة شديدة نحو الهدف، وكان بنو إسرائيل من رُماة المقلاع فتقرأ عن ستمائة رجل عّسر (يستخدمون اليد اليسرى) من جبعة كانوا يرمون بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون!! مما يؤكد مهارتهم الشديدة في استعمال هذا السلاح، راجع (قض16:20).
فاستليت سيفه ونزعت رأسه عنه:
ما أن سقط جليات صريعاً حتى ركض داود إلى عنده ووقف فوقه ثم سحب سيفه (أى سيف جليات) من غمده وضرب به رأسه حتى فصلها عن جسده وحملها معه، أما الفلسطينيون فما أن رأوا ذلك حتى انتابهم الفزع والرعب واضطربت صفوفهم، ومن هنا تشجع بنو إسرائيل وهاجموهم فهرب الآخرون أمام مطاردة اليهود التى وصلت حتى الوادى نحو أبواب عقرون، وسقط كثيرون منهم قتلى في طريق شعرايم وجت وعقرون (1صم52:17) ثم عادوا واغتنموا ما خلفه الأعداء وراءهم، وأما داود فقتل حمل الأدوات الحربية ووضعها في خيمته، وأما سيف جليات فقد رافقه في سفراته وحروبه.
جليات والشيطان:
يشير جليات إلى الشيطان المشتكى على أولاد الله المهدد لهم والذي يحاول دوماً بث الخوف والشك في قلوبهم مشككاً في إلههم (لعننى بأوثانه) وقد تراءى لشعب الله في هيئة مرعبة وأسلحة تثير الخوف لا قبل لهم بها.
ولكن داود الذي كان رمزاً للمسيح برز من وسطهم ولم يكن يتوقع أنه رجل حرب، ولما أخبرهم بأنه قادر على إلحاق الهزيمة، لم يصدقوه وكانوا يتوقعون آخر غيره أقوى وأشهر!! بل اتهموه بالكبرياء وطلب الشهرة والمجد ” من تجعل نفسك!؟ ” (يو53:8) هكذا لم يصدق اليهود المسيح ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه ” جزت المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن من معى ” وكما كانت لداود بطولات سابقة مع من هو أقوى من جليات أى الأسد والدب، هكذا عمل الله قديماً مع شعبه وانتصر لهم كثيراً.
يقول القديس أغسطينوس ” إذ جاء داود انتهره أحد أخوته قائلاً ” لماذا نزلت؟ وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة (28:17) وبخ هذا الأخ حاسداً داود رمز ربنا، متمثلاً بالشعب الذي افترى على المسيح الرب، مع أنه جاء لخلاص الجنس البشرى إذ أهانوه باتهامات كثيرة… لماذا لم يجسر بنو إسرائيل على محاربة الأعداء؟ لأن داود رمز المسيح لم يكن قد جاء بعد… من يقدر أن يحارب الشيطان قبل أن يحرر ربنا المسيح الجنس البشرى من سلطانه…
من المستحيل أن نغلب إن كان المسيح داود الحقيقى لم ينزل بعصاه التى هي سر الصليب، حقاً لقد كان الشيطان حراً قبل مجئ المسيح أيها الأعزاء المحبوبون، لكن بمجيئه تحقق ما ورد في الإنجيل أنه لا يستطيع أحد يدخل بيت القوى وينهب أمتعته إن لم يربط القوى أولاً (مت29:12) لهذا الهدف جاء المسيح وربط الشيطان وهكذا هزم المسيح الشيطان في عُقر داره وسلبه قوته ونزع سلطانه وأذل كبرياؤه.
وكما قتل داود جليات بسيفه، هكذا المسيح بالموت داس الموت، وكما عاد اسحق حياً وكما عاد داود منتصراً هكذا قام من بين الأموات واهباً شعبه إسرائيل الجديد الخلاص والغنائم، وترك هذه النصرة في رصيدهم.
ونزعت العار عن بنى إسرائيل:
وهكذا زالت اللعنة عن جنس البشر بانتصار المسيح على الشيطان والموت والخطية ودخل إسرائيل الجديد في عهد جديد ملئ بالخير والفرح يعيش على رجاء المجد الآتى وأصبح داود رمزاً للمجد والنصرة التى لنا في داود الجديد.
المراجع:
- المزمور 151 إعداد راهب من دير البراموس
- مقدمات في أسفار الكتاب المقدس كنيسة مارجرجس سبورتنج
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
إقرأ أيضًا:
قانونية الأسفار القانونية الثانية
المقدمة والفهرس – الأسفار القانونية الثانية Arabic Deuterocanon
ما هي الأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الأول
نظرة البروتستانت للاسفار القانونية – الفصل الثاني
لماذا لا يؤمن البروتستانت بالأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الثالث
الرد على اعتراضات البروتستانت على الأسفار القانونية الثانية – الفصل الرابع
سفر طوبيا (طوبيت) – بحث شامل عن سفر طوبيا (طوبيت) وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يهوديت – بحث شامل عن سفر يهوديت وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر مكابيين الأول – بحث شامل عن سفر مكابيين الأول وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة استير – بحث شامل عن تتمة استير وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر حكمة سليمان – بحث شامل عن سفر حكمة سليمان وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه