الله يوصيني ان اعمل بحب مهما كان العمل
فى دير أنبا صموئيل كانت الطرنشات والبكابورتات قد امتلأت ولابد من نزحها لئلا تسبب أمراضاً. فامتنع عمال مدينة «الزورة» (حيث مقر الدير)، بأنفة نفس، عن نزحها، فللحال شمرت أكمامى والجلابية ونزلت بنفسى وسط الطرنشات الممتلئة بمخلفات الإنسان لأنزحها، فذهل العمال وأرادوا أن يخرجونى ويقوموا بالعمل بدلاً منى، فرفضت بشدة وظللت أنزح الطرنشات كلها حتى نظفتها تماماً، فلما رأى العمال ذلك بكوا -حتى أكبرهم سناً- من التأثر.
ومن ذلك اليوم لم يخالفنى أى عامل إذ رأى بعينيه أن أحقر الأعمال التى يستنكف ويتأفف هو منها أستطيع أنا بنعمة الله أن أعملها وأنا فى ملء الانشراح والفرح والمسرة، ذلك لأننى تعلمت من آباء الرهبنة الكبار أن اليوم الذى لا يصادف الراهب فيه محقرة لا يحسبه من أيام حياته، فكنتُ معتاداً أن أقوم بالأعمال الحقيرة والمرذولة وأشعر أثناءها بمنتهى الراحة والسعادة والسلام الذى لم أشعر به قط فى غيرها من الأعمال المكرَّمة والمعتبرة.
الله يوصيني ان اعمل بحب مهما كان العمل