كيف يجرب الله إبراهيم “وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم” (تك 22: 1) فيما يقول في موضع آخر “لا يقل أحد إذا جُرّب إني أُجرَّب من قبل الله. لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرّب أحدًا” (يع 1: 13)؟
484
484- كيف يُجرّب الله إبراهيم “وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم” (تك 22: 1) فيما يقول في موضع آخر “لا يقل أحد إذا جُرّب إني أُجرَّب من قبل الله. لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرّب أحدًا” (يع 1: 13)؟
ج:
1– هناك نوعان من التجارب:
أ – التجارب التي تُذكي الإيمان: فالهدف من هذه التجارب امتحان الإنسان حتى يظهر معدنه الحقيقي المخفي عن الناس، والله يُجرّب الإنسان، أو قد يسمح لعدو الخير بتجربة الإنسان بهذا النوع من التجارب ليعلن الجمال الخفي للنفوس التي تحبه من كل قلبها، وهذا النوع من التجارب قال عنه الكتاب المقدَّس “أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة. عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرًا..” (يع 1: 2، 3) وبنفس هذا المعنى أدخل الله إبراهيم في أعظم امتحان اجتازه إنسان، ونجح فيه بتفوق، وبنفس المعنى امتحن السيد المسيح المرأة الكنعانية قائلًا لها “ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد. والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لكِ كما تريدين” (مت 17: 26-28).
ب- التجارب الرديئة: والشيطان يجرّب الإنسان بهذا النوع من التجارب بهدف غوايته وإسقاطه في الخطية، ولذلك لُقّب الشيطان بالمجرّب، والله لا يجرب الإنسان قط بهذا النوع من التجارب، لأن الله لا يجرب أحدًا بالشرور.