ما هي المحاور التي عملت عليها مدرسة النقد الأعلى؟
8- ما هي المحاور التي عملت عليها مدرسة النقد الأعلى؟
ج: اعتبرت مدرسة النقد الأعلى الكتاب المقدَّس مثله مثل أي مؤلف أدبي آخر، وقد عملت في نقدها على عدة محاور نذكر منها:
1- نقد النصوص:
وهو يختص بعملية نقل النص من نسخة إلى أخرى بهدف التخلص من الأخطاء والوصول للنص الأصلي، وقد شكَّك أصحاب مدرسة النقد الأعلى في بعض الأجزاء من النصوص التي بين أيدينا اليوم، ورأوا أنها قد تكون غير مطابقة تمامًا للنص الأصلي في بعض المواضع وقالوا إن كانت مطبوعات اليوم لا تخلو من الأخطاء رغم كثرة المراجعين المحترفين، فكم وكم بالنسبة للمخطوطات التي نُسخت باليد مرات عديدة على مر العصور والأيام.
والحقيقة أن مدرسة النقد الأدنى اهتمت اهتمامًا بالغًا بهذا الموضوع، وحاولت التوصل إلى النصوص الأصلية لبعض الكلمات والعبارات التي أثارت مدرسة النقد الأعلى الشكوك حولها، وذلك بفحص ومقارنة المخطوطات المختلفة، مع الأخذ في الحسبان قرب زمن المخطوطة أو بُعدها عن النسخة الأصلية، وصعوبة أو سهولة التعبير، والمقارنة بالاقتباسات القديمة والترجمات القديمة، ويجدر الإشارة إلى القراءات المختلفة في السؤال التاسع.
2- نقد المصادر:
ويبحث في المادة أو المصادر التي استقى منها الكاتب كتاباته، فقد ادعى بعض هؤلاء النقاد أن توراة موسى مستقاة من عدة مصادر، وقال البعض أن التوراة تم صياغتها بهذا الشكل في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد، وادَّعى آخرون إن الإصحاحات الأولى من سفر التكوين قد أُخذت من أساطير الأولين، وهلم جرا..
3- النقد التاريخي:
وهو يسعى إلى وضع السفر في إطار تاريخي أو خلفية تاريخية، ويطعن أصحاب مدرسة النقد الأعلى في بعض الحقائق التاريخية التي وردت بالكتاب المقدس، بحجة أنها لا تتفق مع التاريخ المدني، ويتساءل أصحاب هذا النقد: كيف نتأكد من صحة المعلومات المدوَّنة في الكتاب المقدَّس؟ وهل الأحداث جرت بهذه الصورة المذكورة أو بصورة أخرى؟ وقد استعان أصحاب هذا النقد بعلم التاريخ المدني، وتأثروا بالعلوم الطبيعية المادية حتى أنهم أنكروا كل ما هو معجزي في الكتاب المقدَّس، وطعن بعضهم في مجيء بني إسرائيل إلى أرض مصر وخروجهم منها، وأنكر البعض وجود خيمة الاجتماع، بل وأنكروا شخصيات الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وهكذا..
4- نقد التقليد:
أي التشكيك في القصص الكتابية التي تم تسليمها من جبل إلى جيل مثل قصة الخليقة، والسقوط، والطوفان، ثم دوَّنها الكتاب المقدَّس، فيدَّعون أنه قد حدث تغيير في تناقل القصة.
5- النقد التحريري:
يبحث فيما إذا كان السفر له هدف لاهوتي أم أنه يسجل حقيقة تاريخية.