الرد على منقذ السقار

ثقبوا يدي ورجلي – الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب

ثقبوا يدي ورجلي – الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب

ثقبوا يدي ورجلي - الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب
ثقبوا يدي ورجلي – الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب

الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب – ثقبوا يديّ ورجليّ

قد كتب منذ حوالي 16 ساعة الدكتور مُنقذ منشوراً على صفحته عجيباً وغريباً بدرجة عالية الغرابة!، لا أريد انا اسأل الدكتور مُنقذ عن أمانته ومجهوده البحثي هذه المرة على قدر ما أريد ان اسأله إذا كان يستخدم عقله، هل حقاً استخدمت عقلك قبل ان تكتب ما كتبت على صفحتك الشخصية؟ لاحظوا ان لا اسأله اذا كان استخدم عقله بشكل صحيح أم خاطئ وكيف اعتنق فكرة مُعينه ولم يعتنق فكرة أخرى، لكني أساله إذا كان استخدم عقله من الأساس أم لا، لأن ذلك موضع شك كبير لدي، لأن من الواضح ان ” الدكتور ” لا يفهم ما تحدث عنه لا بشكل صحيح أو بشكل خاطي هو لم يفهم الموضوع مُطلقاً !، والغريب انه يُطلق عبارات فضفاضة ومطاطية جداً لا تخرج سوى من شخص بعيد تماماً عن البحث الكتابي، سنعرف ما هي تلك العبارات في تعليقنا على ما قال، سأنقل لكم ما كتبه ” الدكتور ” وهو ليس شبهه لأنه لا يرقى لنسميها شبهه حتى وليست مقالة بحثية ( كفى الله الشر ) ولكنها دُعابة موسم الصيف، ربما أراد الدكتور أن يرسم الابتسامة والفرحة على وجوه متابعيه فكتب ما كتب، لنبتسم ونضحك فنحن الرابحون.

 

يقول “الدكتور”:

إنتهى كلام الدكتور

 

رغم إن ما قاله الدكتور إذا تم إلصاقه ببعضه لا يُمثل أكثر من ثلاث سطور تقريباً، الا ان كم السخف يُضاعف أضعاف حروف ما كتبه، لك ان تتخيل ان يبتدأ كلامه بقوله ان الكلمتان مُتشابهتان ويبتعد تماماً وقوع خطأ عفوي نسخي بين الكلمتين الذي يُفرق بينمها حرفاً واحداً، فحرف ” يود ” وحرف ” فاف “، ربما يميزهم فقط سحب خط الى أسفل لا أكثر، رغم ذلك يقول الدكتور ان الكلمة تم تغيرها بهدف واحد وهو تحويلها الى نبوءة !، ويدعي إن ذلك تحريفاً لإنه قد وضع منشوره من ضمن ألبوم ” تحريف الكتاب المُقدس… ” الم أقل لكم انني في شك إذا ما كان ” الدكتور ” قد استخدم عقله؟ فمن أين أتى الدكتور ان هذا تحريف؟

 

يقول ” الدكتور”: “.. قراها اليهود (كأسد، كآري).. بينما رأى النصارى ان بإمكانهم تحويلها إلى نبوءة بتغيير حرف واحد.. فغيروه.. وقرأوها (ثقبوا، كآرو)”

 

هل رأيتم مثل هذه البجاحة؟، عفوا لم أجد تعبيراً أخر يُمثل ما قاله الدكتور مُنقذ إنه تبجح بالفعل، وهذا مثال لما قلته انا، ان الدكتور يستخدم تعابير فضفاضة ومطاطيه، هكذا يقول ” اليهوووود” وكأن اليهود هم فئة ظهرت مساءاً وانتهت صباحاً وجميعهم قرأ النص ” كأسد ” من هم من تُشير لهم باليهود؟ الا تعلم ان مُترجمي الترجمة اليونانية للعهد القديم (السبعينية) ترجموها الى ” ثقبوا “؟ الا تعرف ان هذا النص في مخطوطات قمران الذي أعده يهود أيضاً يقرأ ” ثقبوا “؟ في هامش نُسخة NIV تقول ان مخطوطات البحر الميت (قمران) وبعض مخطوطات النص الماسوري والترجمة السبعينية والترجمة السريانية تقرأ (ثقبوا)، ومعظم مخطوطات النص الماسوري تقرأ ” كأسد ” [1]

 

الترجمة السبعينية (القرن الثالث قبل الميلاد) تقرأ الكلمة ” ثقبوا ” ὤρυξαν:

ὅτι ἐκύκλωσάν με κύνες πολλοί, συναγωγὴ πονηρευομένων περιέσχον με, ὤρυξαν χει̂ράς μου καὶ πόδας

Septuaginta. (electronic ed.) (Ps 21:17).

 

فهل الترجمة السبعينية لم يقوم بها يهود؟ فكيف يقول ” الدكتور ” ان اليهود قرأوها ” كأسد “؟ ليست هذه هي الطريقة البحثية مُطلقاً أن نُطلق ان القراءة الفلانية قرأها اليهود بتلك العمومية، ولكن يجب ان نقول الشاهد الفولاني يشهد لتلك القراءة والشاهد العلاني يشهد لقراءة أخرى، عجيباً انت أيها الدكتور تضع هذا السخف من ضمن ما تسميه انت نقد مضامين الكتاب المُقدس، في أنك انت الذي تحتاج أولا لنقد كيف تستطيع لا ان تنقد بل كيف تستطيع ان تعرف ما هي طرق النقد اساساً! هل لك ان تتخيل كم انت بعيداً؟

بل وأيضاً النص القمراني يشهد لقراءة ” ثقبوا ” في المخطوطة  5/6HevPs, f.9، وهذه هي قراءة النص:

[17 כי סבבוני כלבי]ם֯ עדת מרעים הקיפוני כארו ידיה̇ ורגלי

فالنص القمراني أيضا يشهد لقراءة ثقبوا (pierced) فهل المسيحين هم الذين حرفوا النص واليهود يضعوا ويعرفوا وقرأوا النص بقراءة ” ثقبوا “! فادعائك بتحريف المسيحين للنص من ” كأسد ” الى ” ثقبوا ” كانت لإنهم أرادوا ان يحولوا النص الى نبوءة، فكيف ستبرر وجود قراءة ثقبوا قبل وجود المسيحين في مصادر يهودية؟ بل وجود قراءة ثقبوا في شواهد غير مسيحية قبل حادثة الصلب بحوالي ثلاث قرون او قرنين هذا يجعل قراءة ” ثقبوا ” قراءة غير مُتحيزة، الا تتذكر كلامك انت بنفسك حينما قُلت ان الكلمتان ” متشابهتان “!! وعجبي على المنطق!

بل والأعجب ان الدكتور مُنقذ يقول ان المُفسر اليهودي راشي يقرأ النص كأسد ويفسره كذلك، تفسير راشي يعتمد النص العبري الماسوري والماسوري مكتوب به ” كأسد ” فطبيعي ان راشي حينما يُعلق على العهد القديم سيعلق على النص الماسوري الذي يحتوي على تلك القراءة، ولكن هل راشي قارن بين القراءات مثلا في تفسيره ووضع اسباب تبنيه هذه القراءة..الخ، لا، لماذا، لأنه يُعلق على النص الماسوري لا يُناقش قراءات هذا النص.

 

يرى A. F. KIRKPATRICK شيئان رئيسيان وهما ان قراءة النص هي כארו kā’ărū (ثقبوا) وتمثلت القراءة في شاهد أخر الى כארי kā’ărī (كأسد)، ويرى أيضاً ان إشارة النص الى حادثة صلب المسيح هو أمراً واضحاً. [2]

 

يقول John F. Brug: تقترح NIV ان ” ثقبوا يدي ورجلي ” هو تصحيح لخطأ في النسخ الظاهر في النص العبري القياسي الذي يقرأ ” كأسد يدي ورجلي “، بالرغم ان تلك الكلمتين مختلفتان في اللغة الإنجليزية الا انهما متشابهتان للغاية في الشكل في اللغة العبرية، تدعم عدد من المخطوطات اليونانية والعبرية القراءة المُفضلة لــ NIV قد تكون هذه هي واحدة من الحالات النادرة نسبياً التي تُحافظ فيها المخطوطات الأخرى على القراءة الأفضل. وبقبولنا للقراءة المُعتمدة في NIV فالنص هو وصف رائع لعملية الصلب. [3]

 

ويقولKidner, D: ان ترجمة ” ثقبوا ” هي الترجمة الأكثر ترجيحاً للكلمة العبرية، الحجة القوية هنا ان الترجمة السبعينية تترجمها كذلك والتي تم تجميعها قبل قرنين من حادثة الصلب وبالتالي فهي شاهد نصي غير متحيز فهمت ذلك اهم الترجمات وقد رفضت الــ Massoretic vowels [4]

 

بل وأيضاً إذا كانت القراءة هي ” كأسد ” فالنص ليس له معنى في سياق النص \ سيكون النص بحسب هذه القراءة ” كأسد يدي ورجلي ” فيوجد عدم توافق تماماً فلا يوجد اي ادوات وصل بل ويجب ان تكون كلمة أسد في صيغة الجمع وليس المُفرد

 

ويقول Walter R. Roehrs: على الرغم من ملاحظة RSV، فإن النص العبري (الماسوري – توضيح-) يحتوي على ما يُترجم الي ” كأسد ” وهذا لا يُعطي أي معنى في السياق، والإشارة إلى صلب المسيح هي واضحة [5]

 

ويقول Canne, J وآخرون: ان الترجمة السبعينية تقرأ ωρυξαν (ثقبوا) وكذلك الترجمة اللاتينية والسريانية والأثيوبية والعربية، وقد قدموا أسباب للثقة في تلك القراءة وهي ان القراءة الأخر (كأسد) لا تحتوي على أي معنى واضح على الإطلاق، وأيضاً ان الفارق بين الكلمتين هو حرف (يود \فاف) والذي يُمكن الخلط بينهما بسهولة. [6]

 

في النهاية أريد أن أؤكد ان نظرة هذا ” الدكتور ” هي سطحية جداً بدرجة لا أستطيع ان أوصفها، بل واؤكد أيضاً ان الموضوع به بعض التفاصيل والتدقيقات التي لم اتطرق اليها لكنها لا تخل مُطلقاً بما قلته [7]

 

[1] The New International Version. 2011. Grand Rapids, MI: Zondervan.

[2] Kirkpatrick, A. F. The Book of Psalms. The Cambridge Bible for Schools and Colleges,p, 118

[3] Brug, J. F.. Psalms: Psalms 1-72 (2nd ed.). The People’s Bible, P,109

[4] Kidner, D.. Vol. 15: Psalms 1-72: An introduction and commentary. Originally published: London: Inter-Varsity Press,. Tyndale Old Testament Commentaries,P,125

[5] Roehrs, W. H., & Franzmann, M. H., joint author. Concordia self-study commentary (electronic ed.) 1 ,P, 350

[6] Canne, J., Browne, Blayney, B., Scott, T., & Torrey, R. The Treasury of Scripture knowledge, v1,p, 368

[7] هناك جزء لغوي اكثر تدقيق في إستخدام كلمة ” كأسد ” في الشرق الأدنى القديم، وجذر كلمة أسد وعلاقتها بكلمة ثقبوا وغير ذلك لكني كنت موجه بلأكثر للتعامل مع كلام الدكتور مُنقذ.

ثقبوا يدي ورجلي – الدكتور منقذ السقار بين الأسود والثقوب