كتاب العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط
كتاب العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط
كتاب العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط
عن كتاب: التوراة كيف كتبت وكيف وصلت إلينا؟ للقمص عبد المسيح بسيط
حمل الأنبياء الرسالة وقدموا الإعلان شفوياً أولاً ثم حرك الروح القدس الأنبياء لكتابة هذا الإعلان فى أسفار ليظل كشهادة حية للأجيال التالية، كما يقول القديس بالروح “كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا(1)”فكتب موسى النبى الأسفار الخمسة الأولى، التوراة، فدون سفر التكوين تاريخ إعلان الله منذ الخليقة وسقوط آدم وطرده من جنة عدن إلى طوفان نوح ودعوة إبراهيم حتى دخول بنى إسرائيل مصر إذ جمع التقاليد التى تسلمها من آبائه والذين تسلموها بدورهم عن آبائهم حتى آدم.
ثم كتب أسفار الخروج واللاويين والعدد والتثنية والذى عاش أحداثهم بنفسه وكان هو بطلها والتى تسلم فيها الوصايا والناموس من الله مباشرة “فماً لفم”. وأكمل يشوع ما بدأه موسى وكتب السفر المعروف باسمه وأكمل صموئيل النبى وجاد وناثان النبيان ما بدأه موسى ويشوع وكتبوا أسفار القضاة وراعوث وصموئيل الأول والثانى وأكمل هذا العمل أيضا أرمياء النبى وبعض معاصريه
وكتبوا أسفار الملوك الأول والثانى وسفر أرمياء الذى أملاه بنفسه على باروخ تلميذه وكتب أشعياء النبى وحزقيال ودانيال وبقية الأنبياء أسفارهم المعروفة باسمهم كما كتب داود ومجموعة من أنبياء ومرنمى الهيكل كيدثون وآساف وهيمان سفر المزامير وكتب سليمان أسفار الأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد … الخ. وكان الله قد كتب بنفسه الوصايا العشر على لوحين من الحجارة(2).
1- موسى النبى وكتابة التوراة :
كتب موسى النبى بناء على أمر الله المباشر له بالكتابة فى كل مناسبة سلمه فيها وصايا ونواميس :
“فقال الرب لموسى أكتب هذا تذكارا فى الكتاب وضعه فى مسامع يشوع”(3).
“فكتب موسى جميع أقوال الرب”(4).
“وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه”(5).
“وكتب موسى مخارجهم (بنى إسرائيل) برحلاتهم حسب قول الرب”(6).
وأمر موسى نفسه بنى إسرائيل أن يكتبوا على حجارة :
“فيوم تعبرون الأردن إلى مصر التى يعطيك الرب إلهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة وتشيدها بالشيد (الجبس) وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس … وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشاً جيداً”(7).
وقبل موت موسى النبى مباشرة، وفى ختام سفر التثنية يقول :
“وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بن لاوى حاملى تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل … تقرأ هذه التوراة أمام كل نبى إسرائيل فى مسامعهم … ويحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة … فعندما كمل موسى كتابة هذه التوراة فى كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملى تابوت العهد قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم”(8).
وأوصى موسى بنى إسرائيل أنه عندما يقيمون ملكاً عليهم “وعندما يجلس على كرسى مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة فى كتاب من عند الكهنة واللاويين فتكون معه ويقرأ فيها كل أيام حياته لكى يتعلم أن يتقى الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل به”(9).
2- توراة موسى والأنبياء :
كانت التوراة منذ عصر موسى هى الكتاب الأول والمرجع الأول لكل الأنبياء والكهنة والقضاة والملوك وكل فئات الشعب وكان محور دعوة الأنبياء هو حث الشعب على اتباع وصاياها وتحذيره من مخالفتها، وقد بدأت هذه الدعوة من التوراة نفسها ” “إن لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس المكتوبة فى هذا السفر لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب إلهك، يجعل الرب ضرباتك وضربات نسلك عجيبة(10)”، “وأما أنت فتعود وتسمع لصوت الرب وتعمل بجميع وصاياه التى أنا أوصيك بها اليوم فيزيدك الرب إلهك خيراً فى كل عمل يدك فى ثمرة بطنك وثمرة بهائمك وثمرة أرضك … إذا سمعت لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه المكتوبة فى سفر الشريعة هذا”(11).
وكلم الله يشوع خليفة موسى قائلاً : “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك(12)”، وعمل “يشوع كما هو مكتوب فى سفر توراة موسى(13)”، “وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التى كتبها أمام بنى إسرائيل … وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب فى سفر التوراة”. وأوصى يشوع الشعب قبل موته بقوله : “فتشردوا جدا لتحفظوا وتعملوا كل المكتوب فى سفر شريعة موسى حتى لا تحيدوا عنها يميناً أو شمالاً”(14).
وكانت وصية داود قبل موته لسليمان ابنه “احفظ شرائع الرب إلهك … كما هو مكتوب فى سفر شريعة موسى لكى تفلح فى كل ما تفعله وحيث توجهت”(15). وكان شعار جميع الذين تنبأوأو حكموا وقضوا لبنى إسرائيل هو العمل “كما هو مكتوب فى سفر شريعة موسى(16)”، حتى أنه يندر أن يخلو سفر من أسفار العهد القديم من ذكر “شريعة موسى”.
وكان ظهور التوراة فى أشد فترات بنى إسرائيل ظلاما هو النور الذى أضاء هذا الظلام كما حدث عند وجودها فى الهيكل أيام يوشيا الملك الصالح فحفزته على الإصلاح الذى قام به(17)، كما كان ظهورها بعد السبى بمثابة عودة الروح للشعب الذى أنغمس فى ارتداده عن الله(18).
3- كتابة أسفار العهد القديم الأخرى :
كان موسى بالنسبة للأنبياء الذين أتوا بعده هو النموذج والمثال الذى ساروا على خطاه، فقد أمروه هم أيضا بكتابة الإعلان الذى تلقوه من الله بروحه القدوس فكتب يشوع سفره قبل موته “وكتب يشوع هذا الكلام فى سفر شريعة الله(19)”، وكتب صموئيل النبى “فى السفر ووضعه أمام الرب(20)”، وكتب داود “وحى داود بن يسى وحى الرجل القائم فى العلا مسيح إله يعقوب ومرنم إسرائيل الحلو.
روح الرب يتكلم بى وكلمته على لسانى(21)”، وكتب سليمان “ألم أكتب لك أموراً شريفة من جهة مؤامرة ومعرفة(22)”، وكتب أشعياء “وقال الرب خذ لنفسك لوحا كبيرا وأكتب عليه(23)”، “تعال الآن اكتب هذا عندهم على لوح وارسمه فى سفر ليكون لزمن آت للأبد(24)”، وأرمياء “هكذا تكلم الرب إله إسرائيل قائلاً : أكتب الكلام الذى تكلمت به إليك فى سفر(25)”، “خذ لنفسك درج سفر وأكتب فيه كل الكلام الذى كلمتك به على إسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب من اليوم الذى كلمتك فيه من أيام يوشيا إلى هذا اليوم … فدعا أرمياء باروخ بن نيريا فكتب باروخ عن فم أرمياء كل كلام الرب الذى كلمه به فى درج سفر”.
وأوصاه قائلاً : “أدخل أنت وأقرأ فى الدرج الذى كتبت عن فمى كل كلام الرب فى أذان الشعب فى بيت الرب”(26).
ويتكلم بعض الأنبياء بصيغة المتكلم، بضمير “أنا”، مما يدل على أنهم هم كتاب الأسفار المعروفة باسمهم، فمثلاً يقول حزقيال فى افتتاحية سفره “وأنا بين المسبيين عند نهر خابور أن السموات انفتحت فرأيت رؤى الله(27)”، ويقول دانيال “ظهرت لى أنا دانيال رؤيا(28)”، “أنا دانيال فهمت من الكتب(29)”، ويتكلم نحميا كثيراً بصيغة المتكلم … الخ.
وبرغم أن كل أسفار الأنبياء الصغار، الاثنى عشر، تتكلم فى بدايتها وكأنها بصيغة الغائب، إلا أنها جميعاً تبدأ بتحديد شخصية النبى متلقى الإعلان، “قول الرب الذى صار إلى هوشع(30)”، “قول الرب الذى صار إلى يوئيل(31)”، “أقوال عاموس(32)”، “رؤيا عوبيديا(33)”، “قول الرب إلى يونان(34)”، “قول الرب الذى صار إلى ميخا(35)”، “سفر رؤيا ناحوم(36)”، “الوحى الذى رآه حبقوق(37)”، “كلمة الرب التى صارت إلى صفنيا(38)”، “كلمة الرب عن يد حجى النبى(39)”، “كلمة الرب إلى زكريا(40)”، “وحى كلمة الرب إلى إسرائيل عن يد ملاخى(41)”.
4- السيد المسيح ورسله يشهدون لكتاب العهد القديم :
أشار السيد المسيح ورسله إلى حقيقة محتوى العهد القديم وأقتبسوا منه وأستشهدوا به، كما أشاروا إلى عدد من الأنبياء على أنهم كتاب الأسفار المعروفة باسمهم، فقد أشاروا إلى موسى ككاتب التوراة أكثر من خمسين مرة(42)، كما أشاروا إلى يشوع وأعماله المذكورة فى سفره(43)، وأشاروا إلى صموئيل أبرز القضاة والأنبياء بعد موسى “وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا فى هذه الأيام(44)”.
كما أشاروا إلى داود ككاتب المزامير مرات عديدة “داود نفسه يقول فى كتاب المزامير(45)”، وإلى الذى أتت مملكة التيمن لتسمع حكمته(46)، وإلى أيوب وصبره الذى هو محور سفره(47)، وإلى أشعياء ككاتب سفره “لكى يتم ما قيل بأشعياء(48)”، “كما قال أشعياء النبى(49)”، وإلى أرمياء ككاتب سفره “حينئذ تم ما قيل بأرمياء النبى القائل(50)”، وأكد السيد المسيح أن دانيال هو كاتب سفره “فمتى رأيتم رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى(51)”، كما أشاروا إلى هوشع “كما يقول هوشع أيضا(52)”، وإلى يونان وحوته(53). وأقتبسوا الكثير من آيات العهد القديم ككلمة الله دون ذكر الأسفار التى أخذت منها أو كتابها لأنها كانت شائعة ومعروفة عند اليهود.
فهرس الكتاب:
التوراة العبرية والسامرية والترجمة السبعينية والترجمات الحديثة – القمص عبد المسيح بسيط
النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط
الاعتراضات على كتابة موسى للتوراة .. والرد عليها – القمص عبد المسيح بسيط
(1) رو 4:15
(2) حز 12:24
(3) حز 4:17
(4) حز 12:24
(5) حز 27:34
(6) عد 2:23
(7) تث 2:27،3،8
(8) تث 9:31-26
(9) تث 18:17،19
(10) تث 58:28، 59
(11) تث 8:30-30
(12) يش 8:1
(13) يش 32:8، 34
(14) يش 6:23
(15) 1مل 3:2
(16) 2مل 6:14؛ 2أخ 22:13
(17) 2مل 23:22؛ 2أخ 34
(18) نح 14:8؛ 1:13
(19) يش 26:24
(20) 1صم 25:10
(21) 2صم 1:23،2
(22) أم 20:22
(23) أش 1:8
(24) أش 8:30
(25) أر 2:30
(26) أر 36
(27) حز 1:1
(28) دا 1:8
(29) دا 1:9
(30) هو 1:1
(31) يؤ 1:1
(32) عا 1:1
(33) عو 1:1
(34) يونان 1:1
(35) ميخا 1:1
(36) ناحوم 1:1
(37) حب 1:1
(38) صف 1:1
(39) حج 1:1
(40) زك 1:1
(41) ملا 1:1
(42) أنظر مثلا : مر 19:12،26
(43) أع 35:7؛ عب 8:4
(44) أع 24:3؛ أنظر أع 20:13
(45) لو 41:20
(46) متى 42:12
(47) يع 11:5
(48) متى 3:3
(49) يو 38:12
(50) متى 18:2
(51) متى 5:24؛ مر 14:13
(52) رو 5:9
(53) متى 39:12-41