أبحاث

ما جئت لالقي سلاما بل سيفا

ما جئت لالقي سلاما بل سيفا

ما جئت لالقي سلاما بل سيفا

ما جئت لالقي سلاما بل سيفا
ما جئت لالقي سلاما بل سيفا

ما معنى: ما جئت لالقي سلاما بل سيفا؟

يقول الرب في الإنجيل: “طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون” (متي 9:5). وفي موضع آخر يقول: “لا تظنّوا أني جئتُ لألقي سلاماً على الأرض. ما جئتُ لألقي سلاماً بل سيفاً” (متي 34:10). ما معنى: ما جئت لالقي سلاما بل سيفا؟

هناك سلام وسلام. هناك سلام من الله وهناك سلام من العالم. من هنا قول يسوع لتلاميذه: “سلامي أُعطيكم لا كما يعطيكم العالم”. السلام الذي يعطيه الله مرتبط بمحبّتنا لله، بسماع كلامه، بطاعتنا له. السلام الذي يأتي من فوق يأتي كبركة. هذا لا يكون لنا مع الله فقط بل ينعكس، أيضاً، على علاقتناً بعضنا بالبعض الآخر. لا يكون الإنسان في سلام مع الله إلاّ ويكون في سلام مع الآخَرين أيضاًز هذا وحده سلام حقيقي لأنّه قائم على المحبّة. فحيث لا محبّة لا سلام. في العالم لا سلام بالمعنى الأصيل للكلمة. في العالم مصالح، علاقات قبلية…

العلاقات في العالم ليست قائمة على أساس المحبّة. لذلك ليس في العالم سلام بالمعنى الدقيق للكلمة بل حالة لها شكل سلام لكنّها، في العمق، حالة لا صراع ناجمة عن تلاقي مصالح. هذه الحالة تزول متى تضاربت المصالح. بإزاء هذه الحالة يتّخذ الناس الله، زوراً، داعماً لتلاقيهم، داعماً لمصالحهم، داعماً لأنانياتهم الجماعية وقبليّاتهم. وهم، إذ يفعلون ذلك يتجنّون على الله، يسيئون إليه، يعطون عنه شهادة مغلوطة. شبه السلام هذا هو، بالضبط، ما جاء السيّد ليطيحه. لا يدعم الله العلاقات الفاسدة بين الناس.

لذا لا يسبغ عليهم سلامه نتيجة ذلك. بالعكس يشاء لمثل هذه العلاقات أن تزول وأن تحلّ محلّها علاقات قائمة على أساس قويم لذلك يعطيهم الوصيّة. بالوصيّة تأتي المحبّة والمحبّة تشيع سلام الله بين الناس. بغير ذلك تبقي عناك لعنة لأنّه بغير نعمة الله تحلّ اللعنة. هذه معبّر عنها في القول الإلهي أعلاه بالكلام على السيف: “… على الأرض ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً”. (الأب توما بيطار)

“إننا نتكلم عن الله، فأي عجب إن كنت لا تفهم؟ إن كنت تفهم، فهو ليس الله” (المغبوط أوغسطينوس)

“ماذا نقدّم لك أيها المسيح، لأنك ظهرت على الأرض كإنسانٍ لأجلنا، فكل فردٍ من المبروءات التي أبدعتها يقدّم لك شكراً: فالملائكة التسبيحَ، والسماوات الكوكبَ، والمجوس الهدايا، والرعاة التعجّبَ، والأرض المغارةَ، والقفر المذودَ، وأما نحن فأمّاً بتولاً. فيا أيها الإله الذي قبل الدهور ارحمنا” (صلاة المساء، عيد الميلاد المجيد)

ما جئت لالقي سلاما بل سيفا