هل وافق الرب علي العبودية وان لم يكن ..لماذا سمح الرب بالعبودية في العهد القديم؟هل يعني السماح الموافقة والقبول؟ ستكون اجابة المعترض “نعم وافق الرب علي العبودية” لكن هذه الاجابة مشابه لاجابة اخري تماماً ذكرت في العهد الجديد فهكذا فعل الفريسيين فيما مضي..ففي متي الاصحاح التاسع عشر يفترض الفريسييون ان تنظيم وضع قائم يساوي الموافقة ..فعندما سألو يسوع سؤال..
«هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟» 4 فأجاب وقال لهم: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى؟ 5 وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا. 6 إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان». 7 قالوا له: «فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق؟» 8 قال لهم: «إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا.”
لاحظ الاتي ان الفريسيين اتو بمسأله حول السماح بالطلاق .فكانت اجابة يسوع بشكل غير متوقع قائلاً.انه لا ينبغي من الاصل ان يكون هناك أي طلاق.وعلي الفور اختلط الامر علي الفريسيين فقالوا فلماذا اوصي موسي اذاً؟ألا يعني السماح موافقه؟
يسوع يوضح ان الامر ملتبس لديهم..ويزيل الالتباس..
فالفريسيين غاب لديهم المعرفة عن اهمية القوانين التنظيمية.فهناك فرق بين ما هو قانوني وما هو اخلاقي هو نفسه الفرق بين الواقع وبين المثل الاعلي .فليس المقصود بالقانون قائمة تحتوي علي ما هو اخلاقي او غير اخلاقي.فهو يعمل مثل ما يعمل اياً من القوانين الوضعية تبعاً لقواعد قابلة للتنفيذ بشكل معقول لتسيير الحياة المجتمعية.والفريسيين ارتكبوا خطأ وهو التركيز علي اللوائح بقدر ما ذهبوا الي الرب لطلب الصلاح من الله المثل الاعلي.
فكما هو الحال مع الطلاق كذلك هو الحال مع العبودية.اضيفت قوانين لمعالجة امر تنظيم العبودية القائمة من الاساس.بسبب صلابة القلوب البشرية.فالمجتمعات من حيث تكوينها كانت تحتوي علي العبودية كعنصر اساسي للخدمة وشغل وظائف محدده.لكن الامر لم يكن هكذا منذ البدء ففي البدء كان للانسان كرامة وقيمة متساوية ناتجة ان الكل واحد ..صغير …غني… فقير …ملك… الكل واحد ومشابه لصوره الله.لكن بعد السقوط سقط المجتمع المثالي وتهاوي من النافذه.فتعامل الرب مع الواقع حيث ما كان هناك.
فالانماط الثقافية والتقاليد والعادات المتأصله في المجتماعات لا تتغير بين عشية وضحاها.لكن يجب ان تتبدد مع الوقت.وقد نسجت العبودية نسيجاً معقداً في ثقافات هذه الايام.كما هو الحال مع الطلاق “الرب لم يريد الوضع هكذا” لكن الرب حرص علي تنظيم الامر علي ارض الواقع حتي لا يكون الشر في ازدياد اكثر من هذا.علي سبيل المثال
اذا اختطفت شخصاً ما وجعلته عبداً .سيكون لك حتي موتك.فاذا نجا من العبودية لاي سبب من الاسباب.لا يسمح له بالعوده اليك مره اخري.وان تضررت كثيراً من عبدك.فعليك تركه وان يذهب خالياً .والمعني من هذا ان هناك حفاظ علي العبد من سوء المعاملة له او لسيده.فحتي العبودية في الغرب حظيت علي ما يقرب من هذا عدا القاعده الاولي حالت دون ذلك.فكان الامر تنظيمي بالدرجة الاولي.
فالرب نظم امور الطلاق.وصرح بشكل مباشر انه يكره ذلك.لذلك تنظيم الوضع القائم لا يعني التغاضي او الموافقه عليه.فلا يمكن افتراض ان الرب كان موافقاً علي العبودية.
ومن الناحية الروحية فالهدف الاسمي لله ليس راحتنا.لكن معرفتنا له باكثر حميمية وتقدير .فمنذ زمن استخدم الرب رجال من حولنا وعاني الكثير وضعف الكثير للتذكير ببشاعة الخطية.ولتوضيح نقصنا واحتياجنا الي الكمال الذي نحن بعيدين عنه.
فالعبودية تخدم هذا الغرض نفسه.فاحتياج الانسان لحرية الرب هو النوع المثالي المتمثل في وجود ادم الاول في حالة الشكر الاولي بحرية وفرح قبل السقوط وعندما كانت العبودية جزء من نسيج بني اسرائيل من الناحية المادية المصاحب لها الناحية الروحية.ادكوا معني العبودية المادية.وايضاً ادركوا ما وراء العبودية الروحية عبودية الخطايا.واحتياجهم للخلاص لاطلاق المأسورين من السجن والافراج عنهم.
فوجود العبودية هي امر نموزجي للتعليم عن حالة القلبالرب صالح وهو اساس ما تم في القرن 18 و 19 للتحرر من العبودية .واعطانا الكتاب نمازج للتنجية من العبودية مثل ما تم مع يوسف عندما كان عبد .وانقذه من المعاناه وهكذا احتوي الذكر المصاحب للعبودية لمعاني روحية عميقة.