يوميات إرهابي هارب 31 هل يُعطي المسيح الحياة الأبدية من الآب أم أن المسيح هو نفسه الحياة الأبدية؟
يوميات إرهابي هارب 31 هل يُعطي المسيح الحياة الأبدية من الآب أم أن المسيح هو نفسه الحياة الأبدية؟
يوميات إرهابي هارب 31 هل يُعطي المسيح الحياة الأبدية من الآب أم أن المسيح هو نفسه الحياة الأبدية؟
بعد هذا يتحفنا ميمو بجهل جديد ولكن هذه المرة من فرط الجهل، فقد إستغرقت وقتاً لأدرك كيف لم يلحظ ميمو خطأ بهذه الجسامة! وإعتبرته إما أنه يعرف خطأه هذا ويكذب متعمداً، أو أنه جاهل لدرجة عظيمة لدرجة أنه لا يعرف الفرق بين أن المسيح هو نفسه الحياة الأبدية وهو الذي يعطي الحياة الأبدية! فكيف لا يفرق عاقل بين الأمرين ولو حتى لفظاً؟، أراد ميمو أن يرد على إستشهاد المسيحيين بأن المسيح هو الله، معطي الحياة، لكونه قال “وانا اعطيها حياة ابدية”، فكيف رد على هذا الإستشهاد؟ إستشهد بـ يوحنا 12: 49، 50 حيث يقول المسيح له كل المجد [49 لاني لم اتكلم من نفسي لكن الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا أتكلم 50 وانا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية. فما اتكلم انا به فكما قال لي الآب هكذا اتكلم]، ويفهم ميمو هذا النص أن المسيح فيه يقول أنه لا يعطي الحياة الأبدية من عنده، ولكن من عند الآب منفرداً فهو لا يملكها بل فقط ينقلها. وللرد على هذه الفكرة نقول:
أولاً: نحن كمسيحيين نعرف ونؤمن بأن كل شيء هو من الآب في الإبن بالروح القدس، أي أنه كمثال، الحياة الأبدية تعطى من الآب بالإبن، أي عن طريقه، كواحد مع الآب في الجوهر، في نعمة الروح القدس وعمله فينا، فهذا ليس بجديد ولا ينقض أن المسيح هو معطي الحياة الأبدية كواهب لها، لأنه هو من ذات جوهر الآب والروح القدس كما بينا سابقاً.
ثانياً: ليس مقصد كلام المسيح أنه لا يتكلم بكلامه هو وكأن هناك كلام للآب مخالف لكلام الإبن والمسيح يتكلم بكلام الآب فقط وليس كلامه، بل أنه يقول هذا ليبين أن كلامه هذا هو كلام الآب معه، وأنا أعرف أن هذا النص يمكن ان يخطيء فيه المسيحيين أيضاً في فهمه، ولتوضيح المعنى الحقيقي لكلام المسيح أنه يؤكد على أن هذا كلام الآب وكلامه، فلنقرأ يوحنا 5: 19 [فاجاب يسوع وقال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك]، فمن سيقرأ الجزء الأول من النص سيخطيء لو كان غير فاهماً لأسلوب المسيح، فسيقرأ [لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الآب يعمل] ويفهم منها أن المسيح ضعيف ولا يستطيع أن يفعل أي شيء لضعفه، ولكن الآب هو الذي يقويه فيعمل المسيح، هذا فهم مغلوط لدرجة أنه فهم مناقض تماما لما يقصده المسيح، يظهر هذا من النصف الثاني، حيث يكمل المسيح ويقول [لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك]، فهنا المسيح يقول أن “مهما” عمل الآب فهذا يعمله الإبن كذلك! فغرض المسيح ليس نفي القدرة عن نفسه، بل نفي وجود قدرة منفصلة عن قدرة الآب والروح القدس، وكأن المسيحيون يؤمنون بثلاث قوى متساوية لثلاث آلهه، فهذا إيمان خاطيء، بل نؤمن بإله واحد بطبيعة واحدة وقوة واحدة، فلكي لا يجعل المسيح أحد يفكر في أن هناك قوة خاصة بالإبن وليست خاصة بالآب وقوة أخرى خاصة بالآب وليست خاصة بالإبن وهكذا للروح القدس، فهو يقول “لا يقدر الإبن أن يفعل من نفسه شيئاً”، وهذا ليس للتركيز على “لا يقدر” بل للتركيز على “من نفسه” فلا يوجد أقنوم منفصل “بنفسه” كأنه إله منفصل عن إله آخر، وحيث أنه لا يوجد أقنوم منفصل عن الآخر، فلا يوجد أقنوم يفعل من نفسه شيئاً بعيداً عن الأقانيم الأخرى.
ثالثاً: المسيح نفسه هو الحياة الأبدية، فكيف لا يعطي الحياة الأبدية (وهو المسيح نفسه)،الحياة الأبدية؟، أليس في هذا خلل منطقي! فببحث بسيط في الكتاب المقدس نعرف أن المسيح هو الحياة الأبدية، فالمسيح هو الذي قال عن نفسه [أنا هو الطريق والحق والحياة]، وأيضاً [انا هو القيامة والحياة] فهو نفسه الحياة كما قال، ويقول الكتاب عنه [فيه كانت الحياة]، بل سماه أيضاً رئيس الحياة قائلاً [ورئيس الحياة قتلتموه]، بل ويقول أيضاً [هذا هو الاله الحق والحياة الابدية]، فالمسيح هو الحياة الأبدية نفسه، فكيف لا يعطي الحياة الأبدية وهو الحياة الأبدية؟