السؤال 37 (الصلب والفداء) من أرسل من؟ عماد حنا
السؤال 37 (الصلب والفداء) من أرسل من؟ عماد حنا
السؤال 37 (الصلب والفداء) من أرسل من؟ عماد حنا
ورد في إنجيل ( متى 21: 37 ) في قوله (( فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً يهابون ابني)). ويقصدون أن الله أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود لأنهم لم يهابوا الله وقد يهابوا ابنه – تعالى الله عن هذا الخرافات علواً كبيراً.
ولو صدَّق أحد هذا لوجب ألا يكون هناك ثلاثة في واحد ، بل ثلاثة في ثلاثة ، حيث إن الإله الأول لم يهبه أحد ، فأرسل إليهم ابنه!! فالراسل غير المُرّسَل
وإذا كان الإله قد جاء في صورة الجسد ليَحْدُث التشابه بينه وبين الإنسان فيوقع إنتقامه على البشر وبذلك يخلصهم، فلماذا لم يُحيى آدم لينتقم منه بدلاً من الإنتقام من (شخص / أو إله / أو ابنه / أو نفسه) برىء مظلوم؟ ولماذا لم يجىء في صورة امرأة؟ ألم يقل بولس إنَّ المرأة هى التي أغويت ، وآدمُ لم يَغْوَ ولكنَّ المرأة أُغوِيَتْ فَحَصَلَت في التعدِّى ( تيموثاوس الأولى2: 14 )
الإجابة
هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لطارح السؤال, فهو قدم تفسيراً لنص, وسأل علن تفسيره هو. كان الأجدر به أن يتساءل عن معنى النص حتى لا يخطئ هذا الخطأ الفادح. على أي حال كعادتنا عند الإجابة سنبدأ بالصورة الطبيعية، نقرأ النص ونقدم تفسيراً له, وأعتقد أنه بعد هذا التفسير لن يكون هناك سؤال من الأصل.
النص: “اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. 37 فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟ قَالُوا لَهُ:«أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ. ” متى 21: 33- 44
من الواضح أن بطل القصة هنا إنسان رب بيت صنع كرماً … فلماذا حَّمل السائل النص معنى أكبر من معناه!!!
إن ما قاله المسيح هو مثل, قصة قصيرة يريد أن يوضح بها ما يريد أن يقوله, ولا يمكن وضع تطابق كامل على القصة. ولكن التفسير الحقيقي للقصة هو الهدف العام منها, وليس كل جزئيات القصة.
وهنا يتكلم السيد المسيح عن شعب إسرائيل الذي رفض الله, ورفض كل المرسلين من قبله, وفي النهاية رفضوا المسيح, فما هي النتيجة؟ اتجهت إرسالية المسيح للعالم اجمع, ومن هذا العالم أجمع كوَّن الكنيسة لتكون البديل لشعبه. وهذا متمثل في القصة على المحور التالي:
ما يقوله المثل المعنى المقصود
أعطى الكرام مسؤولية الكرمة. أعطى الله مسؤولية العالم لشعبه ليكون نورا بين الأمم.
تمرد الكرامون. بمعنى تمرد شعب إسرائيل.
أرسل رسلا. أرسل أنبياء لهدايتهم.
رفض الكرامون الرسل. رفض اسرائيل الأنبياء.
أرسل الكرام ابنه. أرسل الله ابنه.
تم قتل الابن. تم قتل الابن.
طرد الكرامين. بمعنى رفض إسرائيل.
المعنى واضح جدا … ولا يمكن أن يحمل بأكبر من هذا؟ … ما الذي أدخل الثالوث في الموضوع, ولماذا الربط الدقيق بين قصة هدفها توصيل حدث وتحذير اليهود من حدث بكل هذا؟ المسيح يبقى أولا واخيرا مرسلاً من قبل الله, فهو قال عن نفسه هكذا: “ليؤمنوا أنك أرسلتني”. فهو مرسل, ومرفوض من قِبَل اليهود. إذاً فالقصة تطابقت.
الجزء الثاني من السؤال
وإذا كان الإله قد جاء في صورة الجسد ليَحْدُث التشابه بينه وبين الإنسان فيوقع إنتقامه على البشر وبذلك يخلصهم، فلماذا لم يُحيى آدم لينتقم منه بدلاً من الإنتقام من (شخص / أو إله / أو ابنه / أو نفسه) برىء مظلوم؟ ولماذا لم يجىء في صورة امرأة؟ ألم يقل بولس إنَّ المرأة هى التي أغويت ، وآدمُ لم يَغْوَ ولكنَّ المرأة أُغوِيَتْ فَحَصَلَت في التعدِّى ( تيموثاوس الأولى2: 14 )
بالطبع لا أعرف من أين أتيت بهذه التعبيرات ولا ما هي مراجعك, فالباحث الحقيقي لا يتكلم من مخيلته على أساس أنه معتقد الآخرين, ثم يسأل عن هذا الذي ولد في مخيلته هو, فأين المرجع المسيحي الذي يقول أن الإله قد جاء في صورة الجسد ليحدث التشابه بينه وبين الإنسان فيوقع انتقامه على البشر وبذلك يخلصهم!!!
دعنا نرجع الى تعبيراتنا المسيحية والتي أصلها الكتاب المقدس, فنقول أن المسيح الذي هو كلمة الله, ظهر في الجسد, ليكون حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1) وهذا ما يسمى البدلية, فبدلا من أن يموت الإنسان الى الأبد كنتيجة لتمرده على الله جاء المسيح ليموت هو ومن خلال موته وقيامته يرفع الهلاك عن البشر. لقد لخص الرسول يوحنا هذا الأمر من خلال هذه الآية: “وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ” (يوحنا 3: 14-17)
أين نجد تعبيراتك هذه عن انتقام الله من البشر لكي يخلصهم؟. أما لماذا لم يفعل ذلك في آدم فالإجابة بسيطة: لأن آدم هو نفسه كان يحتاج الى خلاص من خطيته, ويحتاج إلى بديل, فكيف يكون آدم بديل نفسه والآخرين أيضا؟ أن المسيح لم يكن بديلاً لنفسه لأنه لا يستحق هذا الموت ولكنه اختار تطوعاً ومحبة منه أن يفعل هذا الأمر لكي يكون بديلاً عن كل شخص محكوم عليه بالهلاك.
أما لماذا لم يأت على شكل امرأة بحجة أن المرأة أغويت أولاً, فذلك ببساطة لأن آدم هو من حصل على الوصية وليست حواء, وهو المسؤول عن تنفيذ الوصية وليست حواء.