الردود على الشبهات

الرد علي شبهات خاصة بقانون الايمان المسيحي

 

الرد علي شبهات خاصة بقانون الايمان المسيحي
 
 
 

 

الشبهة : قانون يوضح حقيقة الشرك عند النصاري !!
نص الشبهة كاملا هنا :

 

الكنيسة اصدرت قانون للإيمان المسيحى لإن هناك اناس كثيرة كانت تجهل الايمان المسيحى وكانت تدخل فى الهرطقات بسبب اعتقادات خاطئة وكان على مرحلتين:
الأولى هى تألية الإبن عام 325 م
والثانية هى تألية الروح القدس عام 381 م

 

القديس أثناسيوس الرسولى هو واضع قانون الإيمان سنة 325 م – فى مجمع نيقية

حتى القرن الرابع – كان هناك اجتماع اقامه الامبراطور قسطنطين بمجمع نيقية عام 325 م وتم (( التصويت )) فيه على إلوهية الإبن. وتم اضافة فقرة الأب وفقرة الإبن لقانون الإيمان ، ثم بعدها عام 381 م تم اضافة فقرة لقانون الإيمان خاصة بإلوهية الروح القدس فى مجمع نيقية لإنهم اختلفوا على الوهية الروح القدس وفى الاخير تم تعديل قانون الإيمان

فقرة الأب ” بالحقيقة نؤمن بإله واحد ، الله الأب ، ضابط الكل ، خالق السماء والأرض ، وما يرى وما لا يرى

فقرة الأبن 325 م ” نؤمن برب واحد ، يسوع المسيح ، إبن الله الوحيد ، المولود من الأب قبل كل الدهور ، نور من نور ، إله حق من إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساوى للأب فى الجوهر الذى به كان كل شىء ، هذا الذى من اجلنا نحن البشر من اجل خلاصنا نزل من السماء ، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء ، تأنس وصلب عنا فى عهد بيلاطس البنطى تألم وقبر وقام من الاموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب وصعد الى السماوات وجلس عن يمين ابيه ، وايضاً يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات الذى ليس لملكه قضاء

فقرة الروح القدس 381 م ” نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى والمنبثق من الأب ، نسجد له ونمجده مع الأب والإبن ، الناطق فى الانبياء وبكنيسة واحدة مقدسه جامعة رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي . آمين

========================
التعليق :

أولاً. ضابط الكل فهل الأب ضابط الإبن والروح القدس ايضاً ؟

ثانياً. فى الحقيقة قانون الإيمان يدين المسيحيين انفسهم ويدين من يدعى بأنه يعبد إله واحد ( التوحيد ) ،، فكيف يكون ( إله حق من إله حق ) ؟؟ إله من إله هل هذا يعقل ؟؟ فهذا يوضح انهم اثنين كذلك ايضاً ( نور من نور ) هذا يدل على ان هناك مصدر للنور!! كل هذه الأشياء موجوده فى قانون الإيمان المسيحى توضح الشرك

ثالثا معنى ان ( الإبن مساوى للأب فى الجوهر ) هذا يستوجب ان هناك طرفان ومتساويان
اى ان الطرف الاول = الطرف الثانى ، وهذا قمة الشرك فأين التوحيد اذن ؟

رابعاً . وجلس عن يمين ابيه ( فهل يوجد إله يجلس عن يمين نفسه ؟ )
قانون الإيمان يوضح انهم متمايزين ومختلفين وليسوا واحداً على الإطلاق ..

خامساً . نسجد له ونمجده ( مع ) الأب والإبن ،، هذا قمة الشرك وهذا هو اختلافنا مع الأصدقاء النصارى فى انهم يعبدون اكثر من إله وهم يدعون بانهم على عقيدة التوحيد.

تعليق صاحب الشبهة :
أولاً. ضابط الكل فهل الأب ضابط الإبن والروح القدس ايضاً ؟

ثانياً. فى الحقيقة قانون الإيمان يدين المسيحيين انفسهم ويدين من يدعى بأنه يعبد إله واحد ( التوحيد ) ،، فكيف يكون ( إله حق من إله حق ) ؟؟ إله من إله هل هذا يعقل ؟؟ فهذا يوضح انهم اثنين كذلك ايضاً ( نور من نور ) هذا يدل على ان هناك مصدر للنور!! كل هذه الأشياء موجوده فى قانون الإيمان المسيحى توضح الشرك

ثالثا معنى ان ( الإبن مساوى للأب فى الجوهر ) هذا يستوجب ان هناك طرفان ومتساويان
اى ان الطرف الاول = الطرف الثانى ، وهذا قمة الشرك فأين التوحيد اذن ؟

رابعاً . وجلس عن يمين ابيه ( فهل يوجد إله يجلس عن يمين نفسه ؟ )
قانون الإيمان يوضح انهم متمايزين ومختلفين وليسوا واحداً على الإطلاق ..

 

خامساً . نسجد له ونمجده ( مع ) الأب والإبن ،، هذا قمة الشرك وهذا هو اختلافنا مع الأصدقاء النصارى فى انهم يعبدون اكثر من إله وهم يدعون بانهم على عقيدة التوحيد.

 

الرد :
يبدو من طريقة عرض الكلام الجهل الشديد وعدم المعرفة بأبسط القواعد المسيحية لذلك نقد ردا شاملا عن هذه الاسئلة والتعليقات لنوضح بطلانها والفهم الخاطئ والاستنتاجات الغير حقيقية ..

 

 

 

أولا : من نص الكلام يقول صاحب الشبهة أن قانون الايمان وضع في مجمع نيقية وشارك القديس اثناسيوس الرسولي في صياغته لذلك سيتركز محور الرد علي اقتباسات من كتابات ورسائل القديس اثناسيوس الرسولي نفسه وشروحات الاباءبالنسبة للسؤال الاول ربما حتي كانت صياغته نفسها خاطئة .. صاحب الشبهة لا يعرف أن يسئل ولا عن أي شئ يسئل للاسف .. اعتقد انه يقصد اننا نقول أن الاّب ضابط الكل فهل الابن والروح القدس يمكن وصفهما بأنهما بنفس الصفة أي ضابط الكل مثل الاّب ؟نجد الاجابة في رسائل القديس اثناسيوس الرسولي واضحة :{ولكن ليت الساقطين والضالين لا يمسون إطلاقًا ما يخص التقوى ـ فإنه ليس بين المخلوقات من هو ضابط للكل ، وليس هناك (ضابط للكل) يضبط ويحفظ ضد ضابط آخر ، لأن كل واحد منهما يكون خاصًا بالله. لأن ” السموات تتحدث بمجد الله ” (مز2:18) أما ” الأرض وملؤها فهى للرب ” (مز1:23) و ” البحر رآه فهرب ” (مز3:113) وكل خدامه المختصون بالعمل : “عاملون كلمته ” (قارن مز20:102) ، وطائعون أمره. فالابن ضابط الكل ، مثل الآب . وهذا هو ما كُتب وأُثبت. ومرة أخرى أيضًا ، فإنه لا يوجد بين المخلوقات ما هو غير متغير بطبيعته. لأن بعض الملائكة لم يحفظوا رتبتهم الخاصة بهم، فحتى “الكواكب غير طاهرة أمامه “( أيوب 5:25) . وقد سقط الشيطان من السماء ، وحذا آدم حذوه ، وكذلك أيضًا كل الذين يعصون الله . أما الابن فهو غير متغير وغير قابل للتحول كالآب تمامًا . وها هو بولس يرجع بذاكرته إلى ما جاء فى المزمور 101 فيقول ” وأنت يارب فى البدء أسست الأرض ، والسموات هى عمل يديك. هى تزول وأنت تدوم ، وكلها كثوب ستبلى . وكرداء تطويها فتتغير أما أنت فكما أنت وسنوك لن تفنى ” (عب10:1ـ12). ومرة أخرى يقول ” يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد ” (عب8:13).}( الفقرة الثالثة من رسالة القديس اثناسيوس الرسولي الي سرابيون الاسقف ضد القائلين بخلقة الابن )وهنا نجد إثباتاً ان الابن ضابط الكل كما أن الاّب ضابط الكل من كلام القديس اثناسيوس .

أما عن مساواة الروح القدس بالاّب يقول القديس اثناسيوس الرسولي في رسالته الاولي الي سرابيون الاسقف عن الروح القدس الفقرة الرابعة عشر :
“لأن الثالوث القدوس المبارك هو غير منقسم وهو متحد في ذاته. وعندما يسمى الآب فهو يتضمن ايضاً كلمته والروح الذي في الابن. وعندما يسمى الابن يكون الآب في الابن ولا يكون الروح خارجاً عن الكلمة. لأن النعمة التي من الآب هي واحدة، وهي تتم بالابن في الروح القدس. وهناك ألوهة واحدة واله واحد الذي هو “على الكل وبالكل وفي الكل” (أف 4 : 6). وهكذا اذن عندما قال بولس: “أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح” (1تي 5 : 21). كان يعرف أن الروح لا ينفصل عن الابن وانه هو نفسه في المسيح كما أن الابن في الآب “
وبالتالي يمكن الاجمال أن الاّب ضابط الكل والابن ضابط الكل والروح القدس ضابط الكل ولكن الثلاثة هم اله واحد ضابط للكل وليسوا ثلاثة اّلهة ضابطين للكل .
لأنه بنص قانون الايمان في بدايته يقال ” بالحقيقة نؤمن بإله واحد” وليس ثلاثة اّلهة .ثانياً : يقول أن عبارة إله من إله ونور من نور هي دلالة علي الشرك وللرد نقول :
أن هذا ليس شركاً ولا يتعارض مع وحدانية الله لأننا نعتقد أن المسيح اقنوم الابن هو كلمة الله والروح القدس هو روح الله لذلك الله كائن بذاته حي بروحه وناطق بكلمته …إذاً الله كائن واحد له ذاته وكلمته وروحه لكيان واحد.
فإذاقلنا ان الروح القدس والابن منفصلان عن الاّب نكون صرنا كالوثنيين ونجعلالله بلا كلمة وبلا روح وحاشا لله من ذلك بل هو اله واحد ناطق وحي .

ويؤكد القديس اثناسيوس هذه الحقيقة في الرسالة الاولي الي سرابيون الاسقف فقرة 28:

” ولكن بالاضافة إلى ذلك، دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسةالجامعة وتعليمها. وايمانها ، الذي هو من البداية “والذي أعطاه الربوكرز به الرسل وحفظه الآباء”. وعلى هذا (الأساس) تأسست الكنيسة، ومن يسقطمنه فلن يكون مسيحياً ولا ينبغي أن يدعى كذلك فيما بعد.
واذنيوجد ثالوث قدوس وكامل، يعترف بلاهوته في الآب والابن والروح القدس، وليسله شيء غريب أو خارجي ممتزج به، ولا يتكون من خالق ومخلوق، ولكن الكل يبنيويخلق، وهو مساو وغير منقسم في الطبيعة، وفعله واحد. فالآب بالكلمة فيالروح القدس يعمل كل الاشياء، وهكذا تحفظ وحدة الثالوث القدوس سالمة. وهكذايكرز باله واحد في الكنيسة، “الذي على الكل وبالكل وفي الكل” (أف 4 : 6 )

 

“على الكل” كأب وكبدء وكينبوع، “وبالكل” أي بالكلمة، “وفي الكل” أي فيالروح القدس. هو ثالوث ليس فقط بالاسم وصيغة الكلام بل بالحق والوجودالفعلي.. لأنه كما أن الآب هو الكائن الذي يكون، هكذا ايضاً الكلمة هوالكائن والاله على الكل. والروح القدس ليس بدون وجود حقيقي. بل هو يوجد ولهكيان فعلي. وليس بأقل من هؤلاء الثلاثة تعتقد الكنيسة الجامعة، لئلا تنزلقإلى أفكار اليهود المعاصرين الرديئة – الذين حسب قيافا -، والى أفكارسابيليوس، كما انها لا تعتقد بأكثر من ثلاثة، لئلا تتدحرج إلى تعدد الآلهة. عند اليونانيين. ولكي يعرف هؤلاء أن هذا هو ايمان الكنيسة، فدعهم يفهمونكيف أن الرب حينما أرسل الرسل، أوصاهم أن يضعوا هذا الأساس للكنيسة قائلاً: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت(19 : 28 فمضى الرسل وهكذا عملوا. وهذه هي الكرازة إلى كل الكنيسة التيتحت السماء.

ويأكد أيضا القديس كيرلس الكبير علي نفس الحقيقة في الحوار حول الثالوث الجزء الثاني ص 23
“إننا قد اعتمدنا باسم الآب والابن والروح القدس وبالطبع أننا لانؤمن بثلاثة آلهة لكن بألوهة واحدة ممجّدة في الثالوث الأقدس”ولتوضيح عدم انفصال الابن عن الاّب يمكننا الاستعانة بشرح القديساثناسيوس بمثال النار : قال الكتاب ” إلهنا نار آكلة ” وقال الرب يسوع ” أنا هو نور العالم ” ( يو 8 : 12 ) .. في النار نرى اللهب ، ومن اللهبيتولد النور، وتنبعث الحرارة ، واللهب والنور والحرارة نار واحدة لا أكثر ،ويقول القديس ديونسيوس السكندري ” من الضروري الإيمان بالكائن العاقلالحىّ ، جوهر واحد بسيط أزلي ، لأن الثلاثة غير منفصلين ، ولم يُوجد أحدهمقبل الآخرين . إنهم كالنار التي لها لهيب ونور وحرارة في ذات الوقت . هكذانفهم أن الوحدانية غير متجزئة إلى ثالوث ، بالعكس يجتمع الثالوث دون فقدانللوحدانية” .في اللحظة التي وُجِد فيها اللهب وُجِد فيهاالنور ووجدت فيها الحرارة ، ولم يمر وقت ولا طرفة عين كان فيها اللهب بدوننور وبدون حرارة ، وحينما وُجِدت النار وُجِد الشعاع ، فيقول الباباأثناسيوس الرسولي ” لأنه حيث وُجِد النور وُجِد أيضاً الشعاع ، وحيث وُجِدالشعاع وُجِد أيضـاً نشاطه ووُجِدت نعمته اللامعة “) الرسائل إلى سرابيون 1 : 30) .ويقول أيضاً ” وهذا يمكن أن نراه في مثال النوروالشعاع ، لأن ما ينيره النور إنما ينيره بشعاعه ، وما يشعه الشعاع فهويأخذه من النور ، هكذا أيضاً حينما يُرى الإبن يُرى الآب، لأنه هو شعاعالآب ، ولذلك فالآب والإبن هما واحد “

 

( فقرة 13 من المقالة الثالثة).ولا يمكننا ياأحبائي تخيل نار بلا حرارة ، فيأتي الإنسان يوماًويقول للنار اسمعي ياحبيبتي أنا سألقي بنفسي في أحضانك وإياك أن تحرقيني أوتأكليني .. هذا مستحيل لأنه لا توجد نار بلا حرارة ، ولا نار بلا نور .والشعاع غير النار رغم أن لهما الجوهر الواحد ، فيقول الباباأثناسيوس الرسولي ” حين نقول أن الآب والإبن إثنان ، فإننا لا نزال نعترفبإله واحد، هكذا أيضاً عندما نقول أن هناك إلهاً واحداً فإننا نؤمن بأنالآب والإبن اثنان . بينما عن واحد في اللاهوت ، وأن كلمة الآب لا ينحل ولاينقسم ولا ينفصل عن الآب . ولتكن النار والشعاع الخارج منها مثالاًأمامنا، فهما

 

( أي النار وشعاعها ) إثنان في الوجود والمظهر ، لكنهما واحدفي أن شعاع النار هو من النار بدون انقسام “
(فقرة 1. من المقالة الرابعة ضد الأريوسيين)

الرد علي ثالثاً : ما معني عبارة مساو للاّب في الجوهر ؟يظن صاحب السؤال أن هناك طرفين منفصلين نساويهما ببعضهما .. واعتقد من الشرح السابق الذي دللنا عليه باقوال وشروحات الاّباء بأمثلةأننا لا نفصل بين الاّب والابن ونجعلهما إلهين منفصلين بل اله واحد وقد أوضح القديس اثناسيوس بنفسه هذا الكلام أنه لا انفصال بين الابن وبين الاّبعندما قال في رسالته الي الاسقف سرابيون الفقرة الثانية ضد القائلين بخلقةالابن :ـ إن تفكير الآريوسيين فانٍ وفاسدٍ ، وأما كلمة الحقالتى كان يليق أن تكون فى فكرهم فهى هكذا : إن كان المصدر (المنبع) والنور،والآب هو الله ، فليس من العدل أن يُقل إن المصدر (الينبوع) بلا ماء ولاأن يكون النور بلا إشراق ، ولا الله بغير كلمة ، حتى لا يكون الله غير حكيمأو غير ناطق أو بغير نور. ولهذا السبب نفسه ، فكما أن الآب أزلى يلزمأيضًا أن يكون الابن أزليًا كذلك . لأن كل ما نفكر به من جهة الآب فهو بلاشك للابن أيضًا ، كما يقول الرب نفسه ” كل ما هو للآب فهو لى ” (يو15:16) وكل ما هو لى فهو للآب. لذلك فإن الآب أزلى ، والابن أزلى أيضًا ، لأنهبواسطته قد تكونت الدهور (قارن عبرانيين 2:1) فكما أن الآب كائن كذلك فمنالضرورى أن يكون الابن أيضًا كائنًا ، ” الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلىالأبد آمين “(رو5:9) كما قال الرسول بولس. وكما أنه لم يجرِ العرف على أنيُقال عن الآب إنه جاء إلى الوجود على اعتبار أنه لم يكن موجودًا ، هكذاليس من اللائق أن يُقال عن الابن إنه جاء إلى الوجود لأنه لم يكن موجودًا ـفالآب قادر على كل شئ ، والابن قادر على كل شئ ، كما يقول يوحنا ” الكائنوالذى كان والذى سيكون القادر على كل شئ “( رؤ8:1). الآب نور ، والابن شعاعونور حقيقى . الآب إله حقيقى والابن إله حقيقى. لأنه هكذا كتب يوحنا ” ونحن فى الحق، فى ابنه يسوع المسيح ، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية “(1يو20:5) فليس هناك شئ على الإطلاق يخص الآب دون أن يخص الابن أيضًا . ولأجل ذلك فإن الابن هو فى الاب ، والآب هو فى الابن . وحيث إن أمور الآبهذه هى فى الابن ، فإن هذه الأمور نفسها أيضًا تُدرك فى الآب وهكذا يُفهمالقول

 

” أنا والآب واحد “(يو9:14) حيث إنه ليس فيه (فى الآب) أشياء وفىالابن أشياء غيرها ، بل إن ما فى الآب هو فى الابن . وحيث إنك ترى فى الابنما تراه فى الآب ، لذلك فلتفكر جيدًا فى قول الرب ” من رآنى فقد رأى الآب ” (يو9:14)

ولتوضيح معني كلمة مساو في الجوهر لا تعنيالمساواة العددية كما يظن صاحب الشبهة .. نرجع لنص قانون الايمان باللغةاليونانية الأصلية نجد العبارة تقول ” هو والاّب جوهر واحد ” أي انهما مننفس جوهر اللاهوت ولم يقل انهما طرفان مختلفان متساويان عددياً أومنفصلان !!

In the Nicene Creed, we find the phrase, «ὁμοούσιον τῷ Πατρί», which is translated into English as “being of one substance with the Father.”

وبذلك نجد اتفاق الترجمة اللغوية مع توضيحات القديس اثناسيوس وحتي الاّن لم يوجد أي دليل علي تعدد الاّلهة أو الشركالمزعوم الذي يقول عنه صاحب السؤال !!

الرد علي رابعاً :
ما معني جلوس الابن عن يمين الاّب؟
يقول القديس اثناسيوس الرسولي فيشرح هذه النقطة :
} كون الإبن المتجسد جلس عن يمين الآب ، فماذا يُشير هذا إلا إلىأصالة بنوة المسيح لله ؟ وأن لاهوت الآب هو من لاهوت الإبن ، فلكون الإبنيحكم ويملك في ملكوت أبيه ، لذلك يجلس على نفس عرش الآب ، ويُرى بلاهوتالآب ، لذلك فإن

 

” الكلمة ” هو الله وكل من يرى الإبن يرى الآب ، ولهذا فلايوجد إلا إله واحد .والإبن – المتجسد – إذ يجلس عن اليمين ، فليس هذامعناه أنه يضع أباه على شماله ، ولكن يعني أن كل ما هو للآب هو أيضاً للإبنحسب القول

 

( كل ما هو للآب فهو لي ) ، وهكذا فالإبن رغم أنه قيل عنه يجلسعن اليمين فإنه يُرى أيضاً الآب عن اليمين ، هكذا يكشف ويوضح لنا بالأكثرأن الإبن أيضاً عن اليمين ، فالإبن حينما يجلس عن يمين الآب يكون الآب فيالإبن{

 

( Athanas. , Duscourse,I.61. )وهنا واضح أن معنى كلمة يمين = المساواة في الكرامة والمجد
وأيضا من الواضح ، أن الله مهما تشبه بالإنسان – كي ما يقدر أنيفهم الإنسان ويستوعب سر عمل المسيح – يظل كيانه فائقاً جداً عن مفهوم ماللإنسان من جلوس وقيام ويمين وشمال … ، وبالتالي كل الأوصاف الجوهرية منأبوة وبنوة ، فالله مدرك ولكن لا يُدرك كماله ، والأب والابن رغم كونهماأقنومين ، إلا أنه بسبب جوهرهما الواحد فلا ثنائية في كيانهما إطلاقاً ،فالتساوي المطلق بينهما لا يجعل الثنائية العددية قائمة بينهما على الإطلاق . وهذا هو مفهوم “الصورة الجوهرية ” في اللاهوت ، كما يقول القديس إيرينيئوس :(( فالآب هو الجوهر غير المنظور للإبن ، والإبن هو الجوهر المنظور للآب))
(ضد الهراطقة 4: 5)
وهذا القول أعاد صياغته القديس أثناسيوس هكذا :{لأنه صار إنساناً … وظهر في الجسد ليستعلن الآب غير المنظور}

 

الرد علي خامساً :
بالطبع من الشرح السابق المستفيض تأكدنا من وحدانية الله .. وأدركنا أن الله في المسيحية كما شرح لنا قانون الايمان وشروحات الاباءوتفاسيرهم هو اله واحد قائم بذاته ناطق بكلمته وحي بروحه ولا يمكن لكلمتهوروحه ان يفارقاه ابداً … لذلك فعبارة نسجد له ونمجده مع الاّب والابنتعني اننا نعترف بوحدانية الثالوث وان الابن والروح القدس ليسوا اقل منجوهر الاّب … فليس من المنطقي أن نقول للاّب اننا لكي نسجد له ينبغي انينفصل عن كلمته وروحه .. كما وضحنا من قبل اننا نعبد اله ناطق وحي ولكننانسجد لله الواحد في الثالوث ونمجده دون فصل او تعدد اّلهة وهذا واضح من الصياغة أننا قلنا نسجد له وليس نسجد لهم .

 

وبذلك نكون فندنا الادعاءات الخمسة التي ذُكرت في الشبهة بالمراجع ولإلهنا كل مجد وكرامة إلي الاّبد أمين .


الرد علي شبهات خاصة بقانون الايمان المسيحي

الشبهة : قانون يوضح حقيقة الشرك عند النصاري !!
نص الشبهة كاملا هنا :
http://www.almaseh.net/index.php/corner-articles/3842.html
تعليق صاحب الشبهة :
أولاً. ضابط الكل فهل الأب ضابط الإبن والروح القدس ايضاً ؟

ثانياً. فى الحقيقة قانون الإيمان يدين المسيحيين انفسهم ويدين من يدعى بأنه يعبد إله واحد ( التوحيد ) ،، فكيف يكون ( إله حق من إله حق ) ؟؟ إله من إله هل هذا يعقل ؟؟ فهذا يوضح انهم اثنين كذلك ايضاً ( نور من نور ) هذا يدل على ان هناك مصدر للنور!! كل هذه الأشياء موجوده فى قانون الإيمان المسيحى توضح الشرك

ثالثا معنى ان ( الإبن مساوى للأب فى الجوهر ) هذا يستوجب ان هناك طرفان ومتساويان
اى ان الطرف الاول = الطرف الثانى ، وهذا قمة الشرك فأين التوحيد اذن ؟

رابعاً . وجلس عن يمين ابيه ( فهل يوجد إله يجلس عن يمين نفسه ؟ )
قانون الإيمان يوضح انهم متمايزين ومختلفين وليسوا واحداً على الإطلاق ..

خامساً . نسجد له ونمجده ( مع ) الأب والإبن ،، هذا قمة الشرك وهذا هو اختلافنا مع الأصدقاء النصارى فى انهم يعبدون اكثر من إله وهم يدعون بانهم على عقيدة التوحيد.

الرد :
يبدو من طريقة عرض الكلام الجهل الشديد وعدم المعرفة بأبسط القواعد المسيحية لذلك نقد ردا شاملا عن هذه الاسئلة والتعليقات لنوضح بطلانها والفهم الخاطئ والاستنتاجات الغير حقيقية ..

أولا : من نص الكلام يقول صاحب الشبهة أن قانون الايمان وضع في مجمع نيقية وشارك القديس اثناسيوس الرسولي في صياغته لذلك سيتركز محور الرد علي اقتباسات من كتابات ورسائل القديس اثناسيوس الرسولي نفسه وشروحات الاباء

بالنسبة للسؤال الاول ربما حتي كانت صياغته نفسها خاطئة .. صاحب الشبهة لا يعرف أن يسئل ولا عن أي شئ يسئل للاسف .. اعتقد انه يقصد اننا نقول أن الاّب ضابط الكل فهل الابن والروح القدس يمكن وصفهما بأنهما بنفس الصفة أي ضابط الكل مثل الاّب ؟
نجد الاجابة في رسائل القديس اثناسيوس الرسولي واضحة :

}ولكن ليت الساقطين والضالين لا يمسون إطلاقًا ما يخص التقوى ـ فإنه ليس بين المخلوقات من هو ضابط للكل ، وليس هناك (ضابط للكل) يضبط ويحفظ ضد ضابط آخر ، لأن كل واحد منهما يكون خاصًا بالله. لأن ” السموات تتحدث بمجد الله ” (مز2:18) أما ” الأرض وملؤها فهى للرب ” (مز1:23) و ” البحر رآه فهرب ” (مز3:113) وكل خدامه المختصون بالعمل : “عاملون كلمته ” (قارن مز20:102) ، وطائعون أمره. فالابن ضابط الكل ، مثل الآب . وهذا هو ما كُتب وأُثبت. ومرة أخرى أيضًا ، فإنه لا يوجد بين المخلوقات ما هو غير متغير بطبيعته. لأن بعض الملائكة لم يحفظوا رتبتهم الخاصة بهم، فحتى “الكواكب غير طاهرة أمامه “( أيوب 5:25) . وقد سقط الشيطان من السماء ، وحذا آدم حذوه ، وكذلك أيضًا كل الذين يعصون الله . أما الابن فهو غير متغير وغير قابل للتحول كالآب تمامًا . وها هو بولس يرجع بذاكرته إلى ما جاء فى المزمور 101 فيقول ” وأنت يارب فى البدء أسست الأرض ، والسموات هى عمل يديك. هى تزول وأنت تدوم ، وكلها كثوب ستبلى . وكرداء تطويها فتتغير أما أنت فكما أنت وسنوك لن تفنى ” (عب10:1ـ12). ومرة أخرى يقول ” يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد ” (عب8:13).{
( الفقرة الثالثة من رسالة القديس اثناسيوس الرسولي الي سرابيون الاسقف ضد القائلين بخلقة الابن )

وهنا نجد إثباتاً ان الابن ضابط الكل كما أن الاّب ضابط الكل من كلام القديس اثناسيوس .

أما عن مساواة الروح القدس بالاّب يقول القديس اثناسيوس الرسولي في رسالته الاولي الي سرابيون الاسقف عن الروح القدس الفقرة الرابعة عشر :
“لأن الثالوث القدوس المبارك هو غير منقسم وهو متحد في ذاته. وعندما يسمى الآب فهو يتضمن ايضاً كلمته والروح الذي في الابن. وعندما يسمى الابن يكون الآب في الابن ولا يكون الروح خارجاً عن الكلمة. لأن النعمة التي من الآب هي واحدة، وهي تتم بالابن في الروح القدس. وهناك ألوهة واحدة واله واحد الذي هو “على الكل وبالكل وفي الكل” (أف 4 : 6). وهكذا اذن عندما قال بولس: “أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح” (1تي 5 : 21). كان يعرف أن الروح لا ينفصل عن الابن وانه هو نفسه في المسيح كما أن الابن في الآب “
وبالتالي يمكن الاجمال أن الاّب ضابط الكل والابن ضابط الكل والروح القدس ضابط الكل ولكن الثلاثة هم اله واحد ضابط للكل وليسوا ثلاثة اّلهة ضابطين للكل .
لأنه بنص قانون الايمان في بدايته يقال ” بالحقيقة نؤمن بإله واحد” وليس ثلاثة اّلهة .


ثانياً : يقول أن عبارة إله من إله ونور من نور هي دلالة علي الشرك وللرد نقول :
أن هذا ليس شركاً ولا يتعارض مع وحدانية الله لأننا نعتقد أن المسيح اقنوم الابن هو كلمة الله والروح القدس هو روح الله لذلك الله كائن بذاته حي بروحه وناطق بكلمته …إذاً الله كائن واحد له ذاته وكلمته وروحه لكيان واحد.
فإذا
قلنا ان الروح القدس والابن منفصلان عن الاّب نكون صرنا كالوثنيين ونجعلالله بلا كلمة وبلا روح وحاشا لله من ذلك بل هو اله واحد ناطق وحي . ويأكدالقديس اثناسيوس هذه الحقيقة في الرسالة الاولي الي سرابيون الاسقف فقرة 28:
ولكن بالاضافة إلى ذلك، دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسةالجامعة وتعليمها. وايمانها ، الذي هو من البداية “والذي أعطاه الربوكرز به الرسل وحفظه الآباء”. وعلى هذا (الأساس) تأسست الكنيسة، ومن يسقطمنه فلن يكون مسيحياً ولا ينبغي أن يدعى كذلك فيما بعد.
واذنيوجد ثالوث قدوس وكامل، يعترف بلاهوته في الآب والابن والروح القدس، وليسله شيء غريب أو خارجي ممتزج به، ولا يتكون من خالق ومخلوق، ولكن الكل يبنيويخلق، وهو مساو وغير منقسم في الطبيعة، وفعله واحد. فالآب بالكلمة فيالروح القدس يعمل كل الاشياء، وهكذا تحفظ وحدة الثالوث القدوس سالمة. وهكذايكرز باله واحد في الكنيسة، “الذي على الكل وبالكل وفي الكل” (أف 4 : 6 (

على الكل” كأب وكبدء وكينبوع، “وبالكل” أي بالكلمة، “وفي الكل” أي فيالروح القدس. هو ثالوث ليس فقط بالاسم وصيغة الكلام بل بالحق والوجودالفعلي.. لأنه كما أن الآب هو الكائن الذي يكون، هكذا ايضاً الكلمة هوالكائن والاله على الكل. والروح القدس ليس بدون وجود حقيقي. بل هو يوجد ولهكيان فعلي. وليس بأقل من هؤلاء الثلاثة تعتقد الكنيسة الجامعة، لئلا تنزلقإلى أفكار اليهود المعاصرين الرديئة – الذين حسب قيافا -، والى أفكارسابيليوس، كما انها لا تعتقد بأكثر من ثلاثة، لئلا تتدحرج إلى تعدد الآلهة. عند اليونانيين. ولكي يعرف هؤلاء أن هذا هو ايمان الكنيسة، فدعهم يفهمونكيف أن الرب حينما أرسل الرسل، أوصاهم أن يضعوا هذا الأساس للكنيسة قائلاً: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت(19 : 28 فمضى الرسل وهكذا عملوا. وهذه هي الكرازة إلى كل الكنيسة التيتحت السماء.

ويأكد أيضا القديس كيرلس الكبير علي نفس الحقيقة في الحوار حول الثالوث الجزء الثاني ص 23
إننا قد اعتمدنا باسم الآب والابن والروح القدس وبالطبع أننا لانؤمن بثلاثة آلهة لكن بألوهة واحدة ممجّدة في الثالوث الأقدس

ولتوضيح عدم انفصال الابن عن الاّب يمكننا الاستعانة بشرح القديساثناسيوس بمثال النار : قال الكتاب ” إلهنا نار آكلة ” وقال الرب يسوعأنا هو نور العالم ” ( يو 8 : 12 ) .. في النار نرى اللهب ، ومن اللهبيتولد النور، وتنبعث الحرارة ، واللهب والنور والحرارة نار واحدة لا أكثر ،ويقول القديس ديونسيوس السكندري ” من الضروري الإيمان بالكائن العاقلالحىّ ، جوهر واحد بسيط أزلي ، لأن الثلاثة غير منفصلين ، ولم يُوجد أحدهمقبل الآخرين . إنهم كالنار التي لها لهيب ونور وحرارة في ذات الوقت . هكذانفهم أن الوحدانية غير متجزئة إلى ثالوث ، بالعكس يجتمع الثالوث دون فقدانللوحدانية” .

في اللحظة التي وُجِد فيها اللهب وُجِد فيهاالنور ووجدت فيها الحرارة ، ولم يمر وقت ولا طرفة عين كان فيها اللهب بدوننور وبدون حرارة ، وحينما وُجِدت النار وُجِد الشعاع ، فيقول الباباأثناسيوس الرسولي ” لأنه حيث وُجِد النور وُجِد أيضاً الشعاع ، وحيث وُجِدالشعاع وُجِد أيضـاً نشاطه ووُجِدت نعمته اللامعة)الرسائلإلى سرابيون 1 : 30) .
ويقول أيضاً ” وهذا يمكن أن نراه في مثال النوروالشعاع ، لأن ما ينيره النور إنما ينيره بشعاعه ، وما يشعه الشعاع فهويأخذه من النور ، هكذا أيضاً حينما يُرى الإبن يُرى الآب، لأنه هو شعاعالآب ، ولذلك فالآب والإبن هما واحد ”

( فقرة 13 من المقالة الثالثة).
ولا يمكننا ياأحبائي تخيل نار بلا حرارة ، فيأتي الإنسان يوماًويقول للنار اسمعي ياحبيبتي أنا سألقي بنفسي في أحضانك وإياك أن تحرقيني أوتأكليني .. هذا مستحيل لأنه لا توجد نار بلا حرارة ، ولا نار بلا نور .
والشعاع غير النار رغم أن لهما الجوهر الواحد ، فيقول الباباأثناسيوس الرسولي ” حين نقول أن الآب والإبن إثنان ، فإننا لا نزال نعترفبإله واحد، هكذا أيضاً عندما نقول أن هناك إلهاً واحداً فإننا نؤمن بأنالآب والإبن اثنان . بينما عن واحد في اللاهوت ، وأن كلمة الآب لا ينحل ولاينقسم ولا ينفصل عن الآب . ولتكن النار والشعاع الخارج منها مثالاًأمامنا، فهما

 ( أي النار وشعاعها ) إثنان في الوجود والمظهر ، لكنهما واحدفي أن شعاع النار هو من النار بدون انقسام
(فقرة 1. من المقالة الرابعة ضد الأريوسيين)

الرد علي ثالثاً : ما معني عبارة مساو للاّب في الجوهر ؟
يظن صاحب السؤال أن هناك طرفين منفصلين نساويهما ببعضهما .. واعتقد من الشرح السابق الذي دللنا عليه باقوال وشروحات الاّباء بأمثلةأننا لا نفصل بين الاّب والابن ونجعلهما إلهين منفصلين بل اله واحد وقد وضحالقديس اثناسيوس بنفسه هذا الكلام أنه لا انفصال بين الابن وبين الاّبعندما قال في رسالته الي الاسقف سرابيون الفقرة الثانية ضد القائلين بخلقةالابن :
ـ إن تفكير الآريوسيين فانٍ وفاسدٍ ، وأما كلمة الحقالتى كان يليق أن تكون فى فكرهم فهى هكذا : إن كان المصدر (المنبع) والنور،والآب هو الله ، فليس من العدل أن يُقل إن المصدر (الينبوع) بلا ماء ولاأن يكون النور بلا إشراق ، ولا الله بغير كلمة ، حتى لا يكون الله غير حكيمأو غير ناطق أو بغير نور. ولهذا السبب نفسه ، فكما أن الآب أزلى يلزمأيضًا أن يكون الابن أزليًا كذلك . لأن كل ما نفكر به من جهة الآب فهو بلاشك للابن أيضًا ، كما يقول الرب نفسه ” كل ما هو للآب فهو لى ” (يو15:16) وكل ما هو لى فهو للآب. لذلك فإن الآب أزلى ، والابن أزلى أيضًا ، لأنهبواسطته قد تكونت الدهور (قارن عبرانيين 2:1) فكما أن الآب كائن كذلك فمنالضرورى أن يكون الابن أيضًا كائنًا ، ” الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلىالأبد آمين “(رو5:9) كما قال الرسول بولس. وكما أنه لم يجرِ العرف على أنيُقال عن الآب إنه جاء إلى الوجود على اعتبار أنه لم يكن موجودًا ، هكذاليس من اللائق أن يُقال عن الابن إنه جاء إلى الوجود لأنه لم يكن موجودًا ـفالآب قادر على كل شئ ، والابن قادر على كل شئ ، كما يقول يوحنا ” الكائنوالذى كان والذى سيكون القادر على كل شئ “( رؤ8:1). الآب نور ، والابن شعاعونور حقيقى . الآب إله حقيقى والابن إله حقيقى. لأنه هكذا كتب يوحناونحن فى الحق، فى ابنه يسوع المسيح ، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية(1يو20:5) فليس هناك شئ على الإطلاق يخص الآب دون أن يخص الابن أيضًا . ولأجل ذلك فإن الابن هو فى الاب ، والآب هو فى الابن . وحيث إن أمور الآبهذه هى فى الابن ، فإن هذه الأمور نفسها أيضًا تُدرك فى الآب وهكذا يُفهمالقول

” أنا والآب واحد “(يو9:14) حيث إنه ليس فيه (فى الآب) أشياء وفىالابن أشياء غيرها ، بل إن ما فى الآب هو فى الابن . وحيث إنك ترى فى الابنما تراه فى الآب ، لذلك فلتفكر جيدًا فى قول الرب ” من رآنى فقد رأى الآب  “ (يو9:14)

ولتوضيح معني كلمة مساو في الجوهر لا تعنيالمساواة العددية كما يظن صاحب الشبهة .. نرجع لنص قانون الايمان باللغةاليونانية الأصلية نجد العبارة تقول ” هو والاّب جوهر واحد ” أي انهما مننفس جوهر اللاهوت ولم يقل انهما طرفان مختلفان متساويان عددياً أومنفصلان !!

In the Nicene Creed, we find the phrase, «
μοούσιον τ Πατρί», which is translated into English as “being of one substance with the Father.”
وبذلك نجد اتفاق الترجمة اللغوية مع توضيحاتالقديس اثناسيوس وحتي الاّن لم يوجد أي دليل علي تعدد الاّلهة أو الشركالمزعوم الذي يقول عنه صاحب السؤال !!

الرد علي رابعاً :
ما معني جلوس الابن عن يمين الاّب؟
يقول القديس اثناسيوس الرسولي فيشرح هذه النقطة :
}
كون الإبن المتجسد جلس عن يمين الآب ، فماذا يُشير هذا إلا إلىأصالة بنوة المسيح لله ؟ وأن لاهوت الآب هو من لاهوت الإبن ، فلكون الإبنيحكم ويملك في ملكوت أبيه ، لذلك يجلس على نفس عرش الآب ، ويُرى بلاهوتالآب ، لذلك فإن

 ” الكلمة ” هو الله وكل من يرى الإبن يرى الآب ، ولهذا فلايوجد إلا إله واحد .والإبن – المتجسد – إذ يجلس عن اليمين ، فليس هذامعناه أنه يضع أباه على شماله ، ولكن يعني أن كل ما هو للآب هو أيضاً للإبنحسب القول

 ( كل ما هو للآب فهو لي ) ، وهكذا فالإبن رغم أنه قيل عنه يجلسعن اليمين فإنه يُرى أيضاً الآب عن اليمين ، هكذا يكشف ويوضح لنا بالأكثرأن الإبن أيضاً عن اليمين ، فالإبن حينما يجلس عن يمين الآب يكون الآب فيالإبن{

 ( Athanas. , Duscourse,I.61. )

وهنا واضح أن معنى كلمة يمين = المساواة في الكرامة والمجد
وأيضا من الواضح ، أن الله مهما تشبه بالإنسان – كي ما يقدر أنيفهم الإنسان ويستوعب سر عمل المسيح – يظل كيانه فائقاً جداً عن مفهوم ماللإنسان من جلوس وقيام ويمين وشمال … ، وبالتالي كل الأوصاف الجوهرية منأبوة وبنوة ، فالله مدرك ولكن لا يُدرك كماله ، والأب والابن رغم كونهماأقنومين ، إلا أنه بسبب جوهرهما الواحد فلا ثنائية في كيانهما إطلاقاً ،فالتساوي المطلق بينهما لا يجعل الثنائية العددية قائمة بينهما على الإطلاق . وهذا هو مفهوم “الصورة الجوهرية ” في اللاهوت ، كما يقول القديسإيرينيئوس :
))
فالآب هو الجوهر غير المنظور للإبن ، والإبن هو الجوهر المنظور للآب((
)
ضد الهراطقة 4: 5(
وهذا القول أعاد صياغته القديس أثناسيوس هكذا :
 }
لأنه صار إنساناً … وظهر في الجسد ليستعلن الآب غير المنظور{

الرد علي خامساً :
بالطبع من الشرح السابق المستفيض تأكدنا من وحدانية الله .. وأدركنا أن الله في المسيحية كما شرح لنا قانون الايمان وشروحات الاباءوتفاسيرهم هو اله واحد قائم بذاته ناطق بكلمته وحي بروحه ولا يمكن لكلمتهوروحه ان يفارقاه ابداً … لذلك فعبارة نسجد له ونمجده مع الاّب والابنتعني اننا نعترف بوحدانية الثالوث وان الابن والروح القدس ليسوا اقل منجوهر الاّب … فليس من المنطقي أن نقول للاّب اننا لكي نسجد له ينبغي انينفصل عن كلمته وروحه .. كما وضحنا من قبل اننا نعبد اله ناطق وحي ولكننانسجد لله الواحد في الثالوث ونمجده دون فصل او تعدد اّلهة وهذا واضح من الصياغة أننا قلنا  نسجد له وليس نسجد لهم

 .

وبذلك نكون فندنا الادعاءات الخمسة التي ذُكرت في الشبهة بالمراجع ولإلهنا كل مجد وكرامة إلي الاّبد أمين .