العدد الأول : ونزل إلى الجحيم من قبل الصليب
يقول البعض أن معجزة نزول السيد المسيح إلي الجحيم ليخلص أرواح الأبرار ويضع حداً للموت لم تورد في الكتاب المقدس، ونحن نذكر لهم علي سبيل المثال لا الحصر:
+ “الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن” ( 1بط 19:3 )
+“وأما أنه «صعد»، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى“. ( أفسس 9:4 )” من يد الهاوية أفديهم. من الموت أخلصهم” ( هوشع 14:13 )
ولم يخلو الكتاب المقدس من نبوءات عن هذا الموضوع:
+ “لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة“. ( اشعياء 7:42 )
+ ”الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون“. ( يوحنا 25:5 )
وهذا ما تحقق بعد قيامة السيد المسيح له كل المجد عندما “قام كثير من أجساد القديسين الراقدين” (متي 27)
+ وفي القداس الإلهي نقول: “ونزل إلي الجحيم من قِبل الصليب“.
+ ويقول القديس كيرلس الأورشليمي : “قد صُدم الموت برعدة، إذ رأى زائرًا جديدًا ينزل الجحيم دون أن يرتبط بسلاسله. ما لكم يا حراس الجحيم ارتعبتم عند رؤيته؟! الموت هرب وبهروبه انكشف جبنه. لقد جرى إليه الأنبياء القديسون وموسى مستلم الشريعة، وإبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وأيضًا داود وصموئيل وإشعياء ويوحنا المعمدان، لقد أفتدى كل الصالحين الذين ابتلعهم الموت. إنه يليق بالملك أن يخلص مرسليه النبلاء.”
+ ويقول يوحنا الذهبيّ الفمّ : “اليوم جال المخلص في كل أرجاء الجحيم، اليوم خلع الأبواب النحاسية وحطم أقفاله الحديديّة (أش2:45). كم من الدقة في الوصف! لم يقل “قد فتح الأبواب”، بل خلعها، ليؤكّد أنه جعل أبوابها عديمة الاستعمال ثانية، ولم يقلْ “سحب الأقفال” بل حطّمها، ليؤكّد أن حراسة المكان باتت غير ممكنة. فهل من الممكن اعتقال أحدهم في سجن دون أبواب، أو خلف أبواب بغير أقفال؟ وإذا كان المسيح هو مَن خرّبها، فمَن يستطيع أن يصلحها؟ فالمقصود هنا أنه وضع حدّاً للموت. فالأبواب النحاسيّة صورة عن صلابة الموت وقساوته. وأما الآن وقد أشرق النور في الجحيم، غدت الجحيم سماءً“.
فيا ليتنا نقول مع المرتل : أعظمك يا رب لأنك احتضنتني … وأصعدتَ من الجحيم نفسي، وخلصتني من الهابطين في الجب. (مز29)