يُمكن تعريف اللاهوت الدّفاعي بكل بساطة بأنهُ الدفاع عن الإيمان , أو بطريقة أكثر تقنيّة هو قوْل الحق وإظهارهِ وإجلائهِ من الشّبهات ليظهرَ على طبيعتهِ مُشعاً واضحاً منيراً الطّريق أمام الجميع!
في جميعِ الأحوال ,دائماً ما تُترجم كلمة اللاهوت الدفاعي للإنجليزية بكلمة Apologetics , وهي كلمة بالطبع ذاتُ أصولٍ يونانية تأتي من كلمة ἀπολογία,وتُنطق أبولوجيا apologia,وهذه الكلمة تُستعمل في الأصل كنوع من “الخطاب الدفاعي “,وأشهرُ مثال قديم على هذا الموضوع هو “دفاع أفلاطونPlato Apology “(القرن الرابع قبل الميلاد),وكما تذكر موسوعة بريتانيكا على موقعها بخصوص “دفاع أفلاطون” أنّهُ عبارة عن عملٍ “فلسفي” يُصوّر سقراط أثناءَ مُحاكمتهِ وهو يردُّ على التُهم الموجهة ضدهُ من خلالِ إعطاء نبذة موجزة عن حياتهِ والتزامهِ الأخلاقيّ.
أمّا بالنسبة للعهد الجديد تظهرُ كلمة أبولوجيّا apologia سواء كاسم أو فعل حوالي 17 مرة , أمّا الفكرة نفسها أيّ في إعطاء قضية منطقيّة معقولة للإيمان تظهر في رسالة ق.بولس إلى أهل فيلبي 1 : 7
+”…لأني حافظكم في قلبي، في وثقي، وفي (المحاماة ἀπολογίᾳ)عن الإنجيل وتثبيته، أنتم الذين…”
وأيضاً في نفس الرّسالة في عدد 17
+” وأولئك عن محبة، عالمين أني موضوع لحماية (ἀπολογίαν) الإنجيل”
وأيضاً في العدد الشّهير في رسالة ق.بطرس الأولى مُطالباً المؤمنين أن يُجيبوا عن سبب الرّجاء الذي فيهم , حيث يقول “بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف،” (1بط 3 :15)
وكما يُطلق أيضاً على آباء الكنيسة الأوائل الذين دافعوا عن الإيمان المسيحي ضد الانتقادات سواء من الوثنيين أو المُهرطقين “الآباء المدافعون” . وأشهرهُم ترتليان ,ويوستين الشّهيد والفيلسوف أثيناغورس ,وأريجانوس ,وأثناسيوس ,وغيرهم الكثير …
وهذه لمحة بسيطة عن المفهوم والمعنى والهدف !