عبادة يسوع في التقليد ما قبل بولس في ترنيمة!
الاصحاح الثاني من الرسالة إلى فيلبي وبالتحديد هذا المقطع :
+[2 :6 الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله
2 :7 لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس
2 :8 و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب
2 :9 لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم
2 :10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض
2 :11 و يعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب]
كانَ يُشيرُ حسبَ العُرف اليهودي أنها تعودُ إلى أشعياء 45 :
+[بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.]
حيثُ أنّ المقطع في فيلبي كانَ يُستخدم كترنيمة في المجتمع المسيحي اليهودي الأول , وواضحٌ جداً استخدامُ كلمة “كيريوس” ليسوع [Κύριος ᾿Ιησοῦς Χριστὸς] (كيريوس ايسوس خريستوس) والتي تعني “الرّب” أو السّيد في سياق يُشيرُ لعبادة يهوة كما ورد في سفرأشعياء!!,وكما يشير العالم ف .ف بروس :”إن هذا الاستخدام لم يظهر مع بولس, ولكنه كان ينسبها بشكل متكرر لنصوص وجُمل تخص يسوع في العهد القديم حيث تكونُ فيها كلمة “الرب” تعني الكلمة اليهودية “يهوة”[1]
وقد لاحظَ العُلماء أنّ هذه التّرنيمة هي ذات أصول آرامية (أيّ ما قبلَ بولس – pre-pauline), وهي بحسب رأي العالم الألماني “ارنست لويماير” تأتي بشكل قصيدة لها ايقاع على ستة مقاطع موسيقية كل منها ثلاث أسطر(والعالم جيريمايس يقول أنها ثلاثة مقاطع بدلاً من الستة على أربعة أسطر).أيّ أنهّا ذو أصولٍ آرامية تمّ ترجمتها إلى اليونانيةّ.يقول العالم رالف مارتن أنّ الطابع النمطي للترنيمة مُستحيلة باللغة اليونانية ,فهي ببساطة ترجمة مترادفات من اللغة السامية لليونانية أيّ هي نمط من المزاميرِ اليهودية المسيحية[2]!بل يذهب لويمير ليقول أنّ المسيحيين الأوائل كانوا يستخدمونها في الليتورجيا في تذكار عشاء الرّب![3]
يُعلق العالم أوسكار كولمان Oscar Cullmann ,على نص [لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاهُ اسماً فوق كل اسم] (فيلبي 9:2)
“في اليهوديّة كما في الديانات القديمة , “الاسم” يُعبر عن القوّة ,فبالقول أنّ الله منح يسوع اسمهُ , فكأنك تقول أن الله منحُ كُلّ ربوبيته ….فالربوبيّة التي أُسبغت على (كيريوس ايسوس),والذي هوَ الآن مساوِ لله ,تُجسد نفسها بشكل خاص في حقيقة أنّه أيضاً كل القوات غير المرئية من المخلوقات هي خاضعة لهُ +[ لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض يعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب ]
فهذه الفكرة هي القاعدة لكل نص في العهد الجديد التي تُعرّف يسوع على أنهُ الله.[4]
ولا ننسى أيضاً أن الرّسالة الى أهل فيلبي لا جدال حول هوية كاتبها فهو الرّسول بولس …
الخلاصة :
1- الرسالة إلى أهل فيلبي كاتبها الرسول بولس
2-الاصحاح الثاني منها وخصوصا من العدد 6 إلى 11 ,كانت تستخدم كترنيمة للمسيح (أو في ليتورجيا عشاء الرب)
3- نشأت مع المسيحية المبكرة جداً جداً أو مع المجتمع اليهودي-المسيحي ,وكأنها مزمور عن يسوع “يهودي-مسيحي”
4-تُعلمنا أنّ المجتمع المسيحي الأول كانَ يعتبرُ يسوع مُستحق السّجود أو بكلماتٍ أخرى “عبادة يسوع هي عبادة يهوة”
5-هي ترنيمة مُترجمة يصعبُ وضعها في قالب اللغة اليونانية بالتحليل اللغوي لها , واستنتج العلماء أنّها ترنيمة آرامية الأصول أي تقليد ما قبل بولس.
[1]Bruce 1986, 203
[2]Martin 1997, 27.
[3]Martin 1997, 27–28.(martin refers to lohmeyer)
[4]Cullman 1963, 217–218
Bibliography
Bruce,F.F,1986. Jesus: Lord and Savior. Downers Grove, IL: InterVarsity Press.
Martin, R. P. 1997. A Hymn of Christ. Downers Grove, IL: InterVarsity Press.
Lohmeyer, E. 1928. Kyrios Jesus. Heidelberg, Germany: Akademie der Wissech.
Cullman, O.(1963). The Christology of the New Testament. Norwich, UK: SCM Press Ltd.
Westminster Press.