الردود على الشبهات

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية “من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة” (عبرانيين 10: 28)

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية (عبرانيين 10: 28)

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية “من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة” (عبرانيين 10: 28) – الأخ إغريغوريوس

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة" (عبرانيين 10: 28) - الأخ إغريغوريوس
الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية “من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة” (عبرانيين 10: 28) – الأخ إغريغوريوس

يقول النص إن من خالف شريعة موسى، أي الناموس، مثل الزنا أو القتل أو الأحكام الخاصة بالشريعة، متعمداً – نقول مرة أخرى: متعمداً، كما جاء في سفر العدد 15: 30 – حيث من كان يخالف الشريعة يُحاكم على فم شاهدين أو ثلاثة، وإن ثبتت إدانتهم يُقتلون بلا رحمة، أي بلا عاطفة. وهذا من سمات العدل، فالعدل لا يتأثر بالمشاعر، ولا الرأي العام، ولا الرشوة، فالعدل يكون بلا عاطفة.

فكان الشخص المتمرد، الذي يغوي إسرائيل إلى عبادات الأصنام التي تشمل مخالفات واضحة لشريعة موسى التي قالت “لا تقتل”، وكانوا يقتلون الأطفال كذبائح بشرية.

فشملت العبادات قتلًا وزنىً وممارسات لا تليق وغيرها. وهذا قانون دولة إسرائيل المعلوم من البداية، أن من تمرد على قوانين إسرائيل الأخلاقية ستكون عقوبته الموت.

على سبيل المثال:

كان “مولَك” إله العالم السفلي عند الكنعانيين، وكان على هيئة إنسان برأس ثور، وكانوا يحرقون أطفالهم قربانًا لهذا الإله، وأحيانًا كان عمر الطفل أربع سنوات حينما يتم حرقه. يقول أحد المؤرخين إن النار كانت تشتعل حول الطفل، مما كان يجعل جسمه ينكمش قليلاً قليلاً إلى أن يقع بالكامل داخل المرجل.

ويقول الرابي راشي في تفسيره:

إن “مولك” هو عبارة عن مجسم مصنوع من النحاس، كان الناس يوقدون النار من تحته لتسخينه، حتى تصل الحرارة إلى يده الممدودة التي يوضع عليها الطفل ليحترق ببطء، وهو يبكي بقوة، مما يجعل الكهنة يدقون الطبول بصوت عالٍ كي لا يسمع أهله صراخه.

وقد حذّر الرب من تقديم القرابين لمولك، فكانت هذه الآلهة هي المعبودة حول إسرائيل.

فالنص يتكلم عن شخص يتمرد على قوانين إسرائيل بنشر أخلاقيات دينية تخالف أخلاقيات الناموس، فكانت الاعتقادات الوثنية تشمل الزنا والقتل وغيرها. والدليل أنه يقصد الاعتقادات التي تشمل الخطايا الممنوعة، أنه يقول “على فم شاهدين”، ووجود شهود هنا يثبت وجود خطية، وهذا مطبّق أيضًا في الزنا والقتل وغيرها.

أي أن هذا الشخص المتمرد في إسرائيل هو شخص يخالف ناموس موسى بالعموم، ويرغب بأجندة خاصة بنشر الخطايا التي يمنعها القانون الحالي، مما يجعل دولة إسرائيل غير مستقرة، وتسقط دولة إسرائيل في الزنا والرجاسات الوثنية، وتضعف مرة أخرى بعد عناء. فالتهمة تشبه الخيانة العظمى، والتمرد على قوانين الدولة، والمساعدة على سقوط إسرائيل.

فالآيات في السياق توضّح لنا أن بولس يحذرنا أنه بعد أن نلنا الخلاص، علينا ألا نستمر في الخطية، فالدينونة ستأتي علينا، حيث الهلاك الأبدي بلا رحمة وبلا شفقة.

عبرانيين 10

26 فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا، 27 بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ ٱلْمُضَادِّينَ.

فالنص يتكلم عن مخالفة شريعة موسى بصفة عامة، وأيضًا ذكر فعل الإغواء لمخالفة القانون في دولة إسرائيل، الذي كانت تعاقب عليه شريعة موسى بتهمة الخيانة العظمى. فوجود خلايا نائمة تقول: “لا نعترف بقوانين إسرائيل بل بقوانين الأوثان والعبادات الوثنية”، التي تشمل الزنا الذي حرمه موسى، وتشمل تقديم الأضحيات البشرية، أي القتل.

فالنصوص لا تتكلم عن “حد ردة”، بل عن عقاب التمرد على قوانين إسرائيل الأخلاقية في المقام الأول.

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة" (عبرانيين 10: 28) - الأخ إغريغوريوس
الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية “من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة” (عبرانيين 10: 28) – الأخ إغريغوريوس

ورد النص عن التمرّد عمدًا على وصايا يهوه في سفر العدد 15:

“وَأَمَّا ٱلنَّفْسُ ٱلَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ ٱلْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِٱلرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا، 31 لِأَنَّهَا ٱحْتَقَرَتْ كَلَامَ ٱلرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعًا تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا.”

يقول كتاب:

Wesley, J. (1999). Wesley’s Notes: Hebrews (Wesley’s Notes Heb 10:28). Albany, OR: Ages Software.

إن النص يقول عن احتقار شريعة موسى، بمعنى تجاوز الناموس بشكل متعمد في الخطايا التي تتعلق بالموت، سيكون الموت بلا رحمة، دون تأخير أو تخفيف للعقوبة.

يقول كتاب:

Cabal, T., Brand, C. O., Clendenen, E. R., Copan, P., Moreland, J., & Powell, D. (2007). The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (1834). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.

يقول البعض إن هذه الآيات هي ظلم، فمن عصوا الناموس قد حُكم عليهم بالموت، وسيكون الأمر أسوأ بكثير لمن رفضوا المسيح. فلا ظلم هناك، ففي ظل العهد الجديد، يواجه من يرفضون عمل النعمة من خلال عمل الابن، عقابًا أشد من مجرد موت جسدي، بل عواقب أبدية.

يقول كتاب:

Clarke, A. (1999). Clarke’s Commentary: Hebrews Clarke’s Commentaries (Heb 10:28). Albany, OR: Ages Software.

من احتقر شريعة موسى، أي رفضها وطرحها وأنكر سلطانها الإلهي، بارتكابه خطية متعمدة، كان يُقتل بلا رحمة، أي بدون تخفيف للعقوبة، كما جاء في سفر العدد 15: 30، على فم شاهدين أو ثلاثة شهود يُقتلون، انظر التثنية 17: 6.

يقول كتاب:

Tanner, J. P. (2010). The Epistle to the Hebrews. In R. N. Wilkin (Ed.), The Grace New Testament Commentary (R. N. Wilkin, Ed.) (1075). Denton, TX: Grace Evangelical Society.

كان الرفض لشريعة موسى، أي الوصايا، هو رفض لالتزامات العهد.

الخلاصة: النص لا يتكلم عن “حد الردة” في ترك الدين، بل يشمل خطايا مجتمعية مثل الزنا والقتل وغيرها. فيتحدث عن التمرد على وصايا الناموس، وقد اشتملت العبادات الوثنية على أمور غير أخلاقية مخالفة للناموس، كما أشرنا. فبولس يتكلم أن الموت كان بلا شفقة في حالة التمرد على الشريعة، فمن داس ابن الله، عقوبته الأبدية ستكون أشد.

الرد على شبهة حد الردة في المسيحية واليهودية “من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة” (عبرانيين 10: 28)