لماذا سمح الله بموت الحيوانات في العهد القديم في الحروب؟ العنف في العهد القديم – الأخ إغريغوريوس
يربط الباحثون الألم بالوعي والتفكير. فالمعاناة أمر شرير، فهل تعاني الحيوانات؟ نعم، تعاني من الألم، ويجب علينا تخفيف هذا الألم قدر الإمكان، لكنها تفتقر إلى الوعي الذي يحلل فكريًا وعقليًا المعاناة. فقد تكون الحيوانات أشبه بالآلات الآلية، فتتشابه معاناتها من ناحية الوعي والتفكير الأخلاقي للمعاناة مع ما يحدث عندما يسقط هاتفك وينكسر. فالبشر لديهم أدمغة وعقل وروح، وهذا ما تفتقر إليه الحيوانات، إذ تفتقد تجربة المعاناة مثل البشر من حيث الوعي العقلي والتفكير الأخلاقي. ولكن الإنسان يأخذ ظاهر الأمر فيُسقط ما يشعر به من وعي عليهم.
قال الفيلسوف رينيه ديكارت في القرن السابع عشر إن الحيوانات لا تشعر بوعي الألم لأنها لا تملك عقلًا روحيًا. وحتى الفيلسوف مايكل موراي يقول إن الحيوانات لا تشعر بالألم مثل البشر، لأنها تفتقر إلى الوعي الذاتي. فالحيوانات تعاني من الألم وقد تتجنبه، لكن لا نستطيع أن نعرف وعيها الذاتي وتفكيرها حول هذا الألم.
ويطرح أحدهم طرحًا آخر، وهو أن معاناة الحيوانات أمر حقيقي وشر، لكن يحاول البعض في الوقت نفسه التوفيق بين الشر وما ينتج عنه من خير، مثل الأعاصير والزلازل، فهي شر، ولكن بدونها يصبح الكوكب بلا حياة. فقد يكون هناك شر، ولكنه يأتي بخير يفوقه في الأهمية.
قتل الحيوانات في حرب كنعان
كان الكنعانيون يمارسون الجنس مع الحيوانات، وذلك لأن الإله بعل كان يمارس هذه الممارسات، وهذا مذكور في قصيدة ملحمية عنه:
“Mightiest Baal hears; He makes love with a heifer in the outback, A cow in the field of Death’s Realm.
He lies with her seventy times seven, Mounts eighty times eight; [She conceiv]es and bears a boy.”
الترجمة:
يسمع البعل القوي؛ يمارس الحب مع عجلة في البرية، ومع بقرة في حقل عالم الأموات، فيضطجع معها سبعين مرة سبع مرات… وتحبل وتلد.
هناك مراجع عديدة على الأفعال الإجرامية والشاذة التي كان يمارسها الكنعانيون.
في الكتاب المقدس، هل يُقتل الحيوان الذي تم استغلاله جنسيًا؟
أمر الله أن يُقتل الحيوان الذي تمت ممارسة الجنس معه، كما ورد في لاويين 20: 15. وقد اعتبر الملحد ريتشارد دوكينز في كتابه وهم الإله، صفحة 248، أن هذا إهانة لا مثيل لها، إذ لم يكن هناك مبرر لمعاقبة الحيوان.
قال عالم النفس الشهير روبرت يركس عن غوريلا كانت أنثى في الكونغو إنها ألقت بظهرها وجلست تحك أعضائها التناسلية على قدمه، وحاولت مرارًا وتكرارًا سحبه فوقها للممارسة. كان هذا نشاطًا عدوانيًا ملحوظًا وقويًا، وكان يتطلب مهارة وقوة للمقاومة والتخلص منها ومن هجومها.
ومضى يركس في تعليقه قائلًا إنه وجد إصرارها على الاتصال الجنسي محرجًا للغاية وخطيرًا بسبب قوتها الهائلة. تخيل أن هذه غوريلا لم تمارس فقط، بل حاولت فرض ذلك. فماذا عن الكلاب أو الأغنام حاليًا عندما تحاول؟ فإنك تشعر بالاشمئزاز والخطورة. فماذا عن ممارسة الخيول، والثيران، والقردة؟
الممارسات الجنسية مع الحيوانات في الشرق الأدنى القديم
على الرغم من أن هذا السلوك لم يكن ممنوعًا في الشرق الأدنى القديم، إلا أن الحثيين، وهم إحدى القبائل الكنعانية، كانوا أكثر تطورًا ووضعوا بعض القواعد، مثل القانون 199، الذي ينص على أن الشخص إذا مارس الجنس مع كلب أو خنزير، فإنه يُقتل، ولكن إذا مارس مع حصان أو بغل، فلا توجد عليه عقوبة.
يبدو أن الحثيين اعتقدوا أن الخنازير والكلاب لديها شهوة جنسية عالية ومقززة للغاية، بينما الخيول والبغال تُمارَس هذه الأفعال معها داخل حظيرة مغلقة بعيدًا عن الأعين. كما أشاروا إلى أنه إذا قفز الثور على الإنسان، فإنه لا يُقتل الإنسان، بل يموت الثور، والأمر نفسه ينطبق على الخنزير. لاحظ الحثيون أمرًا هامًا: الثور الذي يريد جماع الإنسان ينبغي أن يموت.
لماذا كان يجب قتل الحيوانات التي مارست الجنس مع البشر؟
كان يجب أن تموت الحيوانات التي اعتادت ممارسة الجنس مع البشر، كما كان يجب أن تموت الحيوانات التي اعتادت قتل البشر أو التسبب في خطر عليهم. فالحيوانات لا تستحق الموت لأنها لم تفعل شيئًا تدركه، ولكن الفاسدين من البشر هم الذين كانوا يريدون العيش وسطهم لإغرائهم جنسيًا، ولذلك تسببوا في موتهم وتغيير شهواتهم تجاه البشر.
لكن كيف سيميز الإسرائيليون بين الحيوانات التي مارست الجنس مع البشر وتلك التي لم تمارس؟ لذلك كان لابد من قتلهم جميعًا.
الإنسان الخاطئ هو الذي يفسد من حوله
خلاصة القول، في بعض الأحيان، تتعرض كائنات بريئة للأذى والفساد بسبب إساءة استخدامها. صحيح أن الحيوانات تبدو متورطة في علاقات جنسية، ولكن من السيئ قتلها. ومع ذلك، فإن هذا درس يُظهر أن استغلال الكائنات البريئة يؤدي إلى تغيير سلوكها وممارساتها الخاطئة.
Aghroghorios
ليكون للبركة
المراجع
- Mark S. Smith, trans. Ugaritic Narrative Poetry, Simon B. Parker, ed., (Atlanta: Society of Biblical Literature, 1997), 148.
- Robert M. Yerkes, “The Mind of the Gorilla: Part III. Memory” Comparative Psychology Monographs, Vol. V. No. 2, 1928, 68-69.
- Harry A. Hoffner, Jr., “Incest, Sodomy and Bestiality in the Ancient Near East” Orient and Occident: Essays presented to Cyrus H. Gordon on the Occasion of his Sixty-fifth Birthday, Harry A. Hoffner, Jr., ed. (Germany: Neukirchen Vluyn, 1973), 82.
- Hittite Laws, 199.
- Dawkins, The God Delusion, 237-238.