Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل المسيح ملعون فصار لعنة لأجلنا، أي حمل اللعنة، لعنة الناموس عنا؟ (غلاطية 3: 13) – الأخ إغريغوريوس

هل المسيح ملعون فصار لعنة لأجلنا، أي حمل اللعنة، لعنة الناموس عنا؟ (غلاطية 3: 13) – الأخ إغريغوريوس

هل المسيح ملعون فصار لعنة لأجلنا، أي حمل اللعنة، لعنة الناموس عنا؟ (غلاطية 3: 13) – الأخ إغريغوريوس

مفهوم الفداء لغويًا هو أن يأخذ شخص مكان آخر، فالآخر هو المستهدف وليس الشخص البريء، ولكن البريء يدفع الثمن عوضًا عن المستهدف.

الفداء في اللغة

1- فداه من الأسر ونحوه: خلّصه بمال أو نحوه.
2- فداه بنفسه: بذل نفسه في سبيله.
3- فدت المرأة نفسها من زوجها: أعطته مالًا حتى تخلّصت منه بالطلاق.
4- فدى: «بأبي أنت وأمي»: أي أفديك بأبي وأمي.

المعجم: الرائد

فالمسيح أزال اللعنة الموجّهة للإنسان، لأن البشرية كلها متمثّلة في جسده، فقال الكتاب: “صلبنا معه ومتنا معه” (رومية 6: 6 – 8). فمسار اللعنة ليس موجّهًا للمسيح لأنه بلا خطية، واللعنة تتوجّه للخاطئ.

فالناس هي من اعتقدت أنه مصاب أو ملعون من الله ومرفوض، لأنه تحمّل عار الصليب، ولكنه في ذاته مبارك، وهم من حسبوه كذلك فقط، كما جاء في إشعياء 53:

(إش 53: 4): “لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمّلها، ونحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولًا”.

يقول كتاب

KJV Bible Commentary (1997, c1994) – Nashville: Thomas Nelson:

إن المسيح افتدانا بمعنى أنه فعل ما لم يستطع الناموس أن يفعله، ففعله الله، (راجع رومية 8: 3 – 4). وجاءت كلمة الفداء ἐξαγοράζω (exagorazō) اليونانية، إشارة إلى شراء عبد، ولا يستطيع أحد بعد شرائه عرضه مرة أخرى للبيع. لقد دفع المسيح ثمن الفدية بدمه الثمين، كما جاء في بطرس الأولى 1: 18 – 19، ليحررنا من العبودية.

وكانت لعنة الناموس هي أثر الخطية التي فصلتنا عن الله، فكنا محكومين بالموت حسب رومية 3: 23. كان الناموس مقدسًا وسماويًا، ولكنه بالنسبة لنا كان باردًا وقاسيًا، وأصبح لعنة لنا. لذلك تألم المسيح من أجل الأثمة لكي يقرّبنا إلى الله، بحسب بطرس الأولى 3: 18، وكان وسيطًا. لقد صار لعنة وخطية، بمعنى أن المسيح جاء بيننا وبين اللعنة، وأخرجنا من خلالها، إذ أخذ مكاننا، لقد أخذ خطايانا وأعطانا كل برّه.

يقول كتاب

Believer’s Study Bible (1997, c1995, c1991) – Criswell Center for Biblical Studies (electronic ed.) (Ga 3:13) – Nashville: Thomas Nelson:

اللّعنة الموجّهة للجميع قد أُزيلت بموت المسيح، والبشر الذين لا يفعلون أقل شيء في الناموس يقعون تحت اللعنة، ولكن الفداء جعل المسيح متلقّيًا بديلاً لتلك اللعنة.

يقول كتاب:

Olshausen, H., Ebrard, J. H. A., & Wiesinger, A. (1857-1859). Biblical Commentary on the New Testament by Dr. Hermann Olshausen, Volumes 1-6 (A. C. Kendrick & D. Fosdick, Jr, Trans.) (4:543-544) – New York: Sheldon, Blakeman, & Co.:

إن رومية 5: 12 تقول: “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع”، وكورنثوس الثانية 5: 21: “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه”.

استخدام الكلمات اليونانية في النصوص يظهر أن الكلمة اليونانية ὑπέρ تعني “نيابة عنّا”، كما ورد في متى 20: 28: “كما أن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم، بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين”.

ولعل الأقرب لهذا النص ما جاء في كورنثوس الثانية 5: 21، حيث جاءت الكلمة اليونانية في النص ἁμαρτία إشارة إلى أن المسيح حمل خطيتنا ولعنتنا. لقد عومل المسيح كأنه مذنب ومتهم، وهو الطاهر القدوس.

يقول كتاب:

Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures (2:598) – Wheaton, IL: Victor Books:

إن الجانب الإيجابي من كلام بولس هو أن هناك رجاء للذين كسروا الناموس، والذين بسبب كسرهم للناموس صاروا تحت اللعنة. والرجاء ليس في إنسان، بل في المسيح، الذي افتدانا من لعنة الناموس. وجاءت كلمة الفداء ἐξηγόρασεν (exēgorasen) إشارة إلى شراء وفداء العبيد في معناها الحرفي. وهو إعلان قوي عن الفداء البدلي، الذي بموجبه أخذ المسيح عقوبة جميع مخالفي الناموس المذنبين، فأخذ اللعنة الموجّهة للخطاة وهو بلا خطية (بطرس الأولى 3: 16).

لقد كانت طريقة موته عائقًا كبيرًا أمام إيمان اليهود، حتى أدركوا أن اللعنة التي حملها كانت عليهم (إشعياء 53).

يقول كتاب:

Dunn, J. D. G. (1993). Black’s New Testament Commentary: The Epistle to the Galatians (177) – Peabody, MA: Hendrickson Publishers:

آباء الكنيسة أكّدوا أن اللعنة هنا هي موت الصلب المهين، وأن الصلب بهذه الطريقة كان يُفهم عند اليهود على أنه لعنة وغضب من الله. والنص يقول: “افتدانا من لعنة الناموس”، أي أن عمل المسيح هنا هو فداء ودفع ثمن، وليس ذنبًا، فالصيغة اليونانية تشير إلى أن المسيح تحمّل الصليب كلعنة، وكان هذا بمثابة فداء، أي دفع ثمن لعنة الناموس.

ولكن لماذا افتدانا المسيح من لعنة الناموس؟ لكي تصل بركة إبراهيم إلى الأمم، فالناموس كان يمنع الخلاص عن الأمم، وبالتالي المسيح يعالج المشكلة.

عبرانيين 9: 15: “ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعوّون – إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول – ينالون وعد الميراث الأبدي”.

غلاطية 4: 4 – 5: “لكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي”.

شرح توما الأكويني لمعنى “صار لعنة لأجلنا”:

هناك فرق بين الذنب وعقاب الذنب. يقول توما إن الذنب هو ذنب البشر وليس ذنب الله. فاللعنة كانت هي الطريقة المخزية للموت على الصليب.

ملخّص شرح توما الأكويني:

  1. بالذنب: البشر اعتبروه لعنة، خصوصًا اليهود، وليس الله.
  2. بالعقاب: أنه مرّ بالموت كعقاب لخطايا البشر، وليس كعقوبة لخطاياه، لأنه بلا خطية.

وهكذا، فالمسيح أخذ مكان الخاطئ الملعون نيابة عنه، ليكون للبركة.

 

هل المسيح ملعون فصار لعنة لأجلنا، أي حمل اللعنة، لعنة الناموس عنا؟ (غلاطية 3: 13) – الأخ إغريغوريوس

Exit mobile version