مُترجَم

موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس – ترجمة: Patricia Michael

موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس – ترجمة: Patricia Michael

By Jimmy Wallace

ترجمة: Patricia Michael

موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس - ترجمة: Patricia Michael
موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس – ترجمة: Patricia Michael

 

 

لقد أجريت عدة محادثات حول المسيحية في الماضي، وغالبا ما يصر الآخرون على الإشارة إلى مدى “سخافة” بعض الروايات المسيحية واعتبارها مثيرة للسخرية على حد قولهم. يبدو أن قصة ميلاد يسوع المسيح من العذراء مريم دائمًا ما تُطرح كدليل على ذلك. فكرة أن يسوع وُلد من عذراء تبدو للكثيرين أمرًا بعيدًا عن التصديق لدرجة أنها تتجاوز كل حدود المنطق؛ يروْن أن الميلاد العذراوي هو شيء ينتمي للأساطير والحكايات الخيالية، وهو ما قد يؤمن به الاطفال وليس شيئًا يمكن أن يصدقه إنسان بالغ عاقل. ومع ذلك، كمسيحي، لا تزعجني فكرة الميلاد العذراوي؛ اذ توجد قضايا أكبر يتعيّن علينا التعامل معها قبل أن نصل إلى قصة ميلاد يسوع المسيح.

 

1- الأساسيات قبل مناقشة المعجزات

إذا كنت تفترض مسبقًا أن المعجزات لا تحدث، فإن أي معجزة، كبيرة كانت أم صغيرة، ستبدو بالنسبة لك امراً مثيراً للسخرية وغير معقولة، مما يشكل عائقاً كبيراً امام الايمان. المشكلة ليست في نقص الأدلة، بل في التحيز المسبق ضد إمكانية المعجزات. تمامًا كما يواجه البعض صعوبة في قبول أن الكون نشأ من العدم بأمر إلهي وان الله خلق جميع اشكال الحياة، فإن الميلاد العذراوي يبدو غير معقول لمن ينكر إمكانية تدخل الله في العالم. لكن إذا قبلنا أن الله خلق الكون وأقام قوانينه، فهل يصعب عليه أن يتدخل في هذه القوانين لتحقيق إرادته؟

 

أ- الادعاء الذي يُذكر في الكتاب المقدس حول خلق الكون من العدم هو نقطة محورية تتناول فكرة أن الله أوجد كل شيء من العدم، وهذا يعد معجزة، وهذه المعجزة العظيمة — أن كل شيء في عالمنا الهائل نشأ من العدم — ليست قضية تقتصر على المسيحيين فقط، بل هي معضلة يواجهها الجميع. حيث تشير كل الأدلة العلمية الحديثة إلى أن الكون كان له بداية زمنية في الماضي البعيد، والعلم نفسه يدعم فكرة أن كل شيء نشأ من العدم، ولكن العلماء يواجهون صعوبة في ايجاد تفسير طبيعي او قانون علمي أو آلية لتوضيح كيفية حدوث ذلك.

في الواقع، يُعتبر هذا التحدي من أكبر القضايا التي يتعامل معها العلم، إذ لا يستطيع العالم الطبيعي تقديم تفسير مرضٍ حول كيفية نشوء الكون وكل شيء فيه من اللاشيء. في هذا السياق، يصبح من الواضح أن المعتقدات مثل تلك الموجودة في الكتاب المقدس، تقدم تفسيرات تتجاوز القوانين الطبيعية، مما يفتح المجال لفهم الكون بشكل يتجاوز حدود التفسير العلمي.

 

ب- معضلة ظهور الحياة

يدّعي الكتاب المقدس أيضًا أن الله خلق جميع اشكال الحياة، بما في ذلك البشر. وتشير الأدلة العلمية الحديثة إلى أنه في الماضي البعيد لم تكن هناك حياة في الكون، ثم ظهرت الحياة فجأة. ومع ذلك، فانّ العلماء يعجزون عن تقديم تفسير طبيعي لهذا الحدث، ناهيك عن تفسير التنوع الهائل للحياة الذي نراه حولنا. بينما يواصل العلماء البحث عن اجابات لفهم الحقائق العلمية التي لا تستطيع القوانين الطبيعية تفسيرها، لا يجد المسيحي أي صعوبة في تصديق أن هذه الأحداث كانت أعمالًا خارقة قام بها الله، بما يتماشى مع قدرته الكلية التي تتجاوز القوانين الطبيعية.

موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس - ترجمة: Patricia Michael
موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس – ترجمة: Patricia Michael
  • سياق المعجزات في المسيحية

عندما يقرأ المسيحي في الكتاب المقدس، يجد العديد من المعجزات العظيمة والخارقة التي قام بها الله في العهد القديم. هذه المعجزات العظيمة تجعل قصة الميلاد العذراوي في العهد الجديد تبدو امراً لا يصعب تصديقه وغير مستحيل عند الله الكلي القدرة. بالنسبة للمسيحي،

إذا كان الكون نفسه—بكل تعقيداته وقوانينه—قد وُجد بفعل معجزة إلهية، فإنه ليس من الصعب تصور أن الله، الذي أوجد كل شيء، قادر على تحقيق ولادة معجزية تتجاوز القوانين البيولوجية المعتادة. وبالتالي، فإن وصف الميلاد العذراوي بأنه “سخيف” لا يجدي نفعًا مع المسيحيين الذين يؤمنون بالله وقدرته على فعل ما يتجاوز قوانين الطبيعة.

 

2- التحدي الحقيقي: وجود المعجزات

القضية الأساسية ليست في معجزة الميلاد العذراوي تحديدًا، بل في فكرة وجود المعجزات عموماً. إذا بدأ الانسان بالافتراض المسبق بأن المعجزات لا يمكن أن تحدث، فإن أي معجزة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ستبدو بالنسبة له امرا مستحيلاً وتشكل عقبة رئيسية أمام الإيمان. على النقيض من ذلك، لا يحمل المسيحي مثل هذه الافتراضات المسبقة. بل في الواقع يرى أن الله كلي القدرة، وأن المعجزات ليست مستحيلة عليه.، لذلك، ينبغي تقييم كل حدث على حدة لمعرفة مزاياه الخاصة لتحديد ما إذا كان طبيعيًا أم خارقًا للطبيعة.

 

3- منطقية الايمان المسيحي

على سبيل المثال يمكن للمسيحي أن يقبل التفسيرات الطبيعية للأحداث اليومية، مثل شروق الشمس الذي يمكن تفسيره بالعمليات الطبيعية المعروفة. ومع ذلك، فإن وجود الشمس نفسها، بل ووجود الكون بأسره، لا يمكن تفسيره بالوسائل الطبيعية وحدها، خاصة عندما يتعلق الأمر بلحظة وجوده من العدم. من هذا المنطلق، من المنطقي جدا أن يعتقد المسيحي أن هذا الوجود يشير إلى سبب خارق للطبيعة، يُعد معجزة بحد ذاته.

 

4- استنتاج

النهج المسيحي يمتاز بالمنطقية والمرونة، إذ يتيح للمؤمن اتباع الأدلة حيثما تقوده، دون فرض استنتاجات مسبقة تمنعه من قبول الحقائق التي قد تشير إلى تفسير يتجاوز الطبيعة. بالمقابل، فإن الإصرار على رفض إمكانية المعجزات منذ البداية يعيق الإنسان عن النظر بموضوعية إلى الأدلة التي قد تدعم وجود ما هو خارق للطبيعة. بالنسبة للمسيحي، إيمانه مبني على رؤية شاملة لقدرة الله على فعل ما يتجاوز إدراك البشر. إذا كان الله قد خلق الكون من العدم، فإن معجزة الميلاد العذراوي ليست سوى واحدة من أعماله الخارقة التي تؤكد طبيعته الإلهية. لذا، فإن الإيمان بهذه المعجزة ليس أمراً بعيداً عن العقل، بل هو جزء منطقي من الإيمان بالله الخالق والمبدع.

 

⭐ ليكون للبركة

Patricia Michael

Biblical Reliability

How Can Anyone Believe the Virgin Birth?

 

موثوقية الكتاب المقدس: كيف يمكن لأي شخص أن يصدق الولادة العذراوية؟ جيمي والاس – ترجمة: Patricia Michael