لماذا سمح الله لأيوب بالمعاناة، وهل هو المسؤول عن معاناة أيوب؟ – ترجمة: Patricia Michael
وهل دَخَل الله في رهان مع الشيطان كما يزعم الملحدون
المقدمة:
نظرة عامة على قصة معاناة ايوب في الكتاب المقدس
يُقدّم سفر أيوب واحدة من أكثر الروايات التي نوقشت كثيرًا فيما يتعلق بالمعاناة البشرية، ودور الله، ووجود الشر. من الأمور المحورية في هذا السّفر هو حول نقطة ما إذا كان الله مسؤولاً عن معاناة أيوب، وجاء هذا الافتراض بناء على الاصحاحين الاول والثاني من سفر ايوب والذي نقرأ فيه عن امتثال الشيطان امام الله وتحدّيه لمصداقية وسلامة ايمان ايوب.
الاتهام الذي وجهه الشيطان هو أن أيوب انسان أمين فقط لأنه كان يحظى بالبركات وبالرخاء المادي والحماية الالهية خلال الصعوبات. يلمّح الشيطان إلى أن إيمان أيوب متوقف على نجاحه فقط وما لديه من بركات مادية وزمنية.
وجّه الشيطان كلامه الى الله متحدّيا:
أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ.
وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ»
(أيوب 1: 11 – 12)
* بالرجوع الى النص الكتابي نقرأ التالي:
سفر ايوب الاصحاح الاول:
6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ.
7 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟» فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».
8 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ».
9 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟
10 أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ.
11 وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».
12 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.
(سفر ايوب 1: 6 – 12)
من قراءة النص نفهم ان الله سمح للشيطان أن يجرّب أيوب، ولكن ضمن معايير محددة.
(ايوب 1: 12) فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.
(ايوب 2: 6) فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».
أدت هذه التجربة إلى خسارة أيوب ثروته وأولاده وصحته, وبالتالي شدة معاناة أيوب دفعت العديد من القرّاء إلى التساؤل عن سبب سماح الله بهذه الأحداث ان تحصل لأيوب وما إذا كان الله، إلى حد ما، مسؤولاً عن محنة أيوب.
للرد لا بد ان نتطرق الى النقاط التالية:
اولا: دور الشيطان وطبيعة التحدّي
إن فهم دور الشيطان في سفر أيوب أمر بالغ الأهمية لفهم طبيعة معاناة أيوب.
الشيطان (هذه لفظة عبرانية بصيغة اسم فاعل, وهي مشتقة من الفعل “شطن” بمعنى عانَد أو خاصَم أو قاوَم)، هذا المخاصم والمقاوم يعمل في هذه الرواية كمنافس لسيادة الله والتشكيك بمصداقية وسلامة الإيمان البشري تجاه الله.
عندما يُقدّم الشيطان الاتهام ضد أيوب، فإن ذلك يكون أكثر من مجرد هجوم على فرد واحد ؛ إنه تحدّي مباشر لصدق الإيمان البشري بالله.
من خلال الإشارة إلى أن ولاء أيوب مشروط بالبركات المادية، يشير الشيطان ضمنًا إلى أن البشر غير قادرين على خدمة الله والولاء له والايمان به بدافع المحبة والقداسة فقط.
لا بدّ أن نلاحظ أن الشيطان في قصة أيوب هو الذي جلب المصائب مباشرة على أيوب. الله لم يتسبّب في معاناة أيوب، لكنه سمح للشيطان بتنفيذ أعماله التدميرية. وهذا التمييز ضروري لأنه يكشف أنه بالرغم من سماح الله بدخول ايوب في تلك المحنة، إلا أنه لم يكن السبب المباشر لعذاب ومحنة أيوب. تتجلّى هذه الديناميكية في (أيوب 1: 12) حيث يقول الله: فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.
وهكذا، لم يكن دور الله التسبب في معاناة أيوب، بل بالسماح للوقت الصعب بأن يستمر في ظل التحدي الذي قدّمه الشيطان. تمّ منح هذا الإذن الالهي للشيطان في إطار غرض إلهي أوسع، والذي من شأنه أن يُثبِت في النهاية مصداقية وسلامة الإيمان البشري ويدعم سيادة الله على خليقته.
ثانيا: قصد الله في السماح بمعاناة أيوب
إحدى النقاط الرئيسية التي يجب فهمها فيما يتعلق بسفر أيوب هي أن القصة تتكشف ضمن سياق أكبر بكثير للحرب الروحية ومسألة سيادة الله. لم يكن اتّهام الشيطان يتعلق بأيوب فحَسْب، بل يتعلق أيضًا بقدرة البشرية على الإيمان والبرّ الغير المشروط بالمنافع الزمنية والمادية. لقد تساءل الشيطان أساسًا عما إذا كان البشر سيبقون أمناء للّه إذا أُزيلت البركات الزمنية والمادية عنهم، مما يشكل تحديًا لأساس علاقة الله بالبشر.
القضية المركزية في سفر أيوب ليست مجرد معاناة أيوب الشخصية، بل تبرئة اسم الله وإظهار الأمانة لواحد من خُدّامه الاتقياء. يتم إلقاء الضوء على هذه القضية الروحية الأوسع في فقرات مثل(أيوب 1: 8)، حيث يتحدّث الله عن كمال أيوب ويمتدح استقامته.
فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ». (ايوب 1: 8)
من خلال السماح لأيوب بمواجهة هذه التجربة، كان الله يُظهِر أن الأمانة له لا تقوم على مصالح أنانية أو مكافآت مادية بل على المحبة الحقيقية والايمان والقداسة.
يُشير يعقوب الرسول في رسالته عن مثابرة أيوب وأيضا يُشير فيها إلى معاملات الله:
“هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.” (يع 5: 11).
تسلّط هذه الآية الضوء على أن هدف الله النهائي كان إظهار تعاطفه مع ايوب، وتمسُّك ايوب في ايمانه خلال محنة التجربة.
ثالثا: اتهام الله بالرّهان مع الشيطان
من الانتقادات الشائعة التي يثيرها الملحدون أن سماح الله لأيوب بالمعاناة يبدو وكأنه رهان قاسٍ بين الله والشيطان. مما لا شكّ فيه فإن هذا التفسير يسيء فهم خطورة القضية الكونية المطروحة. إن الحوار الذي حصل بين الله والشيطان ليس رهانا، بل هو عنصر حاسم في الصراع الكبير حول سيادة الله وكمال الإيمان البشري. لم يكن الدافع وراء تصرفات الله هو الحاجة إلى إثبات نقطة ما للشيطان بمعنى الرّهان كما يدّعي الملحدون، الله لا يدخل في رهانات مع الشيطان، بل بالأحرى الهدف هو دعم الحق بشأن طبيعة البر والإخلاص البشري تجاه الله والتأكيد على سيادة الله على الخليقة.
ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن أيوب لم يكن قط بَيْدقًا في لعبة لا معنى ولا مغزى لها. لقد كانت معاناته مسموح بها ضمن إطار إلهي كان له آثار روحية عميقة، ليس عليه فقط، بل على الخليقة كلها. إن التحدّي الذي قدّمه الشيطان شكّك في أساس الإيمان البشري والولاء لله. في هذا السياق، أصبح صبر أيوب والتمسُّك بأيمانه خلال التجربة شهادة على قوة الاخلاص والايمان والبرّ الحقيقي.
رابعا: استجابة أيوب للمعاناة: الحفاظ على النزاهة والإيمان
أحد الجوانب الملفتة للانتباه بشكل كبير في سفر أيوب هو كيفية استجابة أيوب لمعاناته. على الرغم من فقدان أولاده، وغناه، وصحته، كان رد فعل أيوب الأولي هو أنه سقط على الأرض ساجدًا، “وَقَالَ: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا».” (أي 1: 21). وهذا الرد يعكس ثقة عميقة في سيادة الله حتى في وجه الخسارة الفادحة.
ومع أن أيوب كان يصارع الارتباك والحيرة والألم، كما رأينا في كل أجزاء السّفر، إلا أنه لم يتخلّ قط عن إيمانه بالله.
في (أيوب 13: 15) يعلن أيوب: هُوَذَا يَقْتُلُنِي. لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ.
تُظهر هذه العبارة أن علاقة أيوب بالله لم تكن مبنيّة على ما يمكن أن يناله من الله، بل على إيمان عميق تخطّى وتجاوز ظروفه المادية.
إن مثابرة أيوب هي بمثابة تذكير قوي بأن الأمانة لله لا تتوقف على غياب الألم. وبدلاً من ذلك، يتم تنقية الإيمان الحقيقي وتقويته من خلال التجارب. وكما كتب الرسول بطرس لاحقاً، “”لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،” (1 بط 1: 7).
خامسا: استجابة الله لأيوب: تأكيد السيادة والرّحمة
في الاصحاحات الأخيرة من سفر أيوب، يتكلّم الله نفسه وسط ألم أيوب وإحباطاته. ولكن، بدلًا من تقديم تفسير مفصّل لمعاناة أيوب، يلفت الله انتباه أيوب إلى اتّساع وتعقيد خليقته. في الاصحاحات 38-41، يتحدى الله أيوب ليجيب عن اسئلته ويجعله يفكّر في عظمة الخالق وسيطرته السيادية على الكون، قائلاً: “أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ.” (أي 38: 4).
تُذَكِّر هذه الاصحاحات أيوب — والقارئ — بأن الفهم البشري محدود، وأن حكمة الله تفوق بكثير ما يمكننا فهمه.
ومع ذلك، فإن استجابة الله لم تكن باردة وغير مبالية، فهو بعد ان أكّد سيادته على الكون، ردّ لأيوب ثروته، ومنحه ضعف ما كان له من قبل. إن هذا الاجراء الذي قام به الرب ليس مجرد مكافأة لأمانة أيوب، بل هو أيضًا دليل هام على رأفة الله ورحمته.
“وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا.” (أي 42: 10).
ويؤكد يعقوب الرسول على رحمة الله ورأفته قائلاً: “هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.” (يع 5: 11).
بالإضافة الى ذلك فانّ الاجراء الذي قام به الله تجاه ايوب يكشف ويؤكد لنا ايضا أنه لم يتخلّ عن أيوب في معاناته، بل بالأحرى، كان لديه هدف أعظم لم يتمكن أيوب من رؤيته بالكامل أثناء تجاربه.
سادسا: المعاناة الإنسانية في ضوء تجربة أيوب
يقدّم سفر أيوب رؤى عميقة حول طبيعة الألم ودور الله فيه. في حين أن معاناة أيوب كانت شديدة وغير قابلة للتفسير في ذلك الوقت، إلا أنها في النهاية خدمت غرضًا أسمى في الصراع الروحي الكبير بين الخير والشر.
تُذكرنا قصة أيوب أن المعاناة ليست دائمًا عقابًا مباشرًا من الله، ولا تعني أنه قد تخلى عن اولاده.
في اختباراتنا الحياتية قد نواجه تجارب تختبر إيماننا وتتحدى فهمنا لصلاح الله. ولكن، مثل أيوب، نحن مدعوون إلى الثقة في حكمة الله وسيادته، حتى عندما لا نفهم بشكل كامل أسباب معاناتنا.
تقدم رسالة رومية التعزية، وتذكّرنا بأن “الله في كل شيء يعمل للخير للذين يحبونه، الذين هم مدعوون حسب قصده”.
“وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.” (رو 8: 28).
في حين قد يُفسّر الملحدون سفر أيوب على أنه قصة قاسية عن “مراهنة” الله مع الشيطان، فإن الفحص الدقيق للنص يكشف أن معاناة أيوب كانت جزءًا من قصد إلهي أكبر أكّد قوة الايمان خلال التجربة وايضا برّ الله.. وبدلا من أن يكون الله مراقبا من بعيد للألم البشري، فإنه يشارك بشكل فعّال في حياة اولاده، لتزويدهم بالقوة والتعزية في أوقات التجربة. وكما تذكر رسالة كورنثوس الثانية، “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.” (2 كو 1: 3-4).
سابعا: الإيمان وسط المعاناة
الدرس المستفاد من أيوب هو أن الإيمان بالله لا يعتمد على ظروفنا. أمانة أيوب خلال المعاناة تظهر لنا أن البرّ الحقيقي لا يعتمد على تلقّي البركات، بل متأصّل في الثقة العميقة بشخصية الله. وقد ردد الرسول بولس هذا المفهوم عندما كتب: “لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا.” (2 كو 4: 17).
ختاما، نحن مدعوون، كمؤمنين، إلى الحفاظ على إيماننا واستقامتنا، حتى في مواجهة التجارب، عالمين أن مقاصد الله أعظم بكثير ممّا يمكننا أن نتصوره في كثير من الأحيان.
تشجعنا قصة أيوب على الثقة في صلاح الله وسيادته على الخليقة، بغض النظر عن التحديات التي قد نواجهها في هذه الحياة.
ليكون للبركة
ترجمة: Patricia Michael
Why Did God Allow Job to Suffer, and Is He Responsible for Job’s Suffering?