Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

10 أشياء لا بد أن تعرفها عن موثوقية كتبة العهد الجديد – ترجمة: Patricia Michael

10 أشياء لا بد أن تعرفها عن موثوقية كتبة العهد الجديد – ترجمة: Patricia Michael

10 أشياء لا بد أن تعرفها عن موثوقية كتبة العهد الجديد – ترجمة: Patricia Michael

اولا: سرْد تفاصيل محرجة عن أنفسهم من الادلة الهامة التي تؤكد موثوقيتهم.

 

إحدى الطرق التي يمكن للمؤرخين من خلالها معرفة ما إذا كان المؤلف يقول الحقيقة ام لا هي اختبار ما يقوله من خلال “مبدأ الإحراج”. “the principle of embarrassment”

 

يفترض هذا المبدأ أن أي تفاصيل محرجة يتطرق اليها المؤلف هي على الأرجح صحيحة. لماذا؟ لأن مَيْل معظم المؤلفين والكتّاب هو عدم التطرق الى أي شيء قد يظهرهم بشكل سيء.

 

كيف يرقى العهد الجديد إلى مستوى مبدأ الإحراج؟ دعونا نضع الأمر على هذا النحو: إذا كنت أنت وأصدقاؤك تقومون بتلفيق قصة تريدون تمريرها على أنها الحقيقة، فهل ستجعلون أنفسكم تبدون وكأنكم أغبياء، وبلا مبالاة، وموبَّخين، وجبناء، ومتشككين؟ بالطبع لا. ولكن هذا بالضبط ما نجده في العهد الجديد.

 

إذا كنت على افتراض كاتبًا للعهد الجديد، فهل ستُدرج هذه التفاصيل المحرجة إذا كنت تقوم بتأليف قصة؟ هل ستكتب أن أحد التلاميذ والذي يعتبر من الاعمدة والقادة الأساسيين خاطبه الرب يسوع بقوله “اذهب عني يا شيطان”، وهل ستكتب انه أنكر الرب ثلاث مرات، واختبأ أثناء الصلب، وتمَّ تصحيح مفاهيم لاهوتية مغلوطة لديه؟

هل بمقدوركم ان تصورون وتُظهرون أنفسكم على أنكم جبناء غير مباليين ومتلعثمين ولديكم ضعف، أضف الى ذلك النساء، النساء – اللواتي لم تكن شهادتهن مقبولة حتى في المحكمة – واظهارهن على أنهن كنّ شجاعات ووقفن إلى جانب يسوع واكتشفن فيما بعد القبر الفارغ؟ هل تعترفون أن بعضكم (على افتراض انكم التلاميذ الأحد عشر المتبقين كما سبق وأشرنا) شككوا في ابن الله نفسه بعد أن أثبت نفسه قائمًا لكم جميعًا؟ بالطبع لا.

 

باختصار، ليس لدينا ما يكفي من الإيمان والقناعة للاعتقاد بأن كتبة العهد الجديد أدخلوا كل تلك التفاصيل المحرجة في قصة مختلقة. أفضل تفسير هو أنهم كانوا يقولون الحقيقة حقًا، بكل ما فيها من السلبيات.

 

ثانيا. قيام كتبة العهد الجديد بسرْد تفاصيل محرجة وأقوال صعبة تتعلق بالسيد المسيح نفسه.

 

انّ كتبة العهد الجديد لم يسجلوا فقط تفاصيل مجردة عن أنفسهم قد تعرضهم للإدانة، بل أيضًا قاموا بتسجيل تفاصيل محرجة عن قائدهم، السيد المسيح، والتي يبدو أنها تضعه في موقف سيء.

 

على سبيل المثال:

 

– اخوته لم يكونوا يؤمنون به،

“لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.” (يو 7: 5).

 

-اعتقد البعض أنه مخادع،

“وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ، بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ».” (يو 7: 12).

 

– وقد هجره كثير من أتباعه،

“مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ.” (يو 6: 66).

 

– نفور عدد من “اليهود الذين سبق وآمنوا به”لدرجة أنهم ارادوا لاحقا أن يرجموه،

“فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا.” (يو 8: 59).

 

-ادّعوا عليه انه “سكيرًا”،

جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ.». ” (متى 11: 19)

 

– و”مجنونًا يهذي”.

“فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: «بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟»” (يو 10: 20).

 

– “و”به شياطين، ومعه بعلزبول، وبرئيس الشياطين يخرج الشياطين

“وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ! وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ».” (مر 3: 22).

 

“أَجَابَ الْجَمْعُ وَقَالوُا: «بِكَ شَيْطَانٌ. مَنْ يَطْلُبُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟»” (يو 7: 20).

“فَأَجَاب الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَنًا: إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟»” (يو 8: 48).

 

هذه بالتأكيد ليست قائمة مشرّفة بالأحداث والمواقف التي كان سيختارها كتبة العهد الجديد إذا كانوا يحاولون تصوير السيد المسيح على أنه الاله المتجسد الكامل بلا خطية. كما أن هذه الصفات لا تتوافق مع توقعات اليهود الذين كانوا ينتظرون بأن يأتي المسيح ليحررهم من الاضطهاد السياسي.

 

بالإضافة إلى التفاصيل المحرجة، هناك العديد من الأقوال الصعبة المنسوبة ليسوع والتي لم يكن كتبة العهد الجديد ليدرجوها لو كانوا يختلقون قصة عن كوْن يسوع هو الله. مرة أخرى، أفضل تفسير هو أن كتبة العهد الجديد لم يتلاعبوا بالحقائق بل كانوا دقيقين للغاية في تسجيل ما قاله يسوع وفعله بالضبط.

 

ثالثا: لم بتجنب كتبة العهد الجديد طَرْح وصايا السيد المسيح ذات المعايير العالية.

 

إذا كان كتبة العهد الجديد يختلقون قصة، فمن المؤكد أنهم سوف يختلقون قصة تجعل الحياة أسهل بالنسبة لهم. كان لدى السيد المسيح بعض المعايير العالية للغاية. على سبيل المثال، لا يبدو أن الموعظة على الجبل هي اختراع بشري. جميع الأوامر الواردة فيها يصعب أو يستحيل على البشر الالتزام بها بدون المعونة الالهية، ويبدو أنها تتعارض مع المصالح الطبيعية للبشر او للأشخاص الذين كتبوها. إنها بالتأكيد تتعارض مع رغبات الكثيرين اليوم الذين يريدون دينًا روحانيًا ليس له مطالب أخلاقية.

 

رابعا: قام كتبة العهد الجديد بالتمييز بين اقوال وكلمات السيد المسيح وبين اقوالهم وكلماتهم بدقة متناهية.

 

على الرغم من أن علامات الاقتباس لم تكن موجودة في اللغة اليونانية في القرن الأول، إلا أن كتبة العهد الجديد ميزوا كلمات السيد المسيح بوضوح شديد.

 

ولماذا نستشهد بهذا دليلاً على مصداقيتهم؟ لأنه كان من السهل جدًا على كتبة العهد الجديد أن يقوموا في حلّ الخلافات اللاهوتية في القرن الأول عن طريق وضع كلمات على فم السيد المسيح واسناد اقوال اليه لم يقلها.

 

ففي النهاية، إذا كنت تختلق “قصة المسيحية” وتحاول تمريرها على أنها الحقيقة، ألن تقوم ببساطة باختلاق المزيد من الاقتباسات على لسان يسوع لإقناع الأشخاص المعاندين برؤية الأمور من وجهة نظرك؟ فكّر كم كان من المناسب لهم أن ينهوا كل نقاش حول القضايا المثيرة للجدل مثل الختان، وطاعة شريعة موسى، والتكلم بألسنة، والنساء في الكنيسة، وما إلى ذلك بمجرد اختلاق اقتباسات واقوال وينسبوها الى السيد المسيح! ولكن بدلاً من استخدام هذه الطريقة فقد ظلّ كتبة العهد الجديد صادقين في عرض كل ما قاله السيد المسيح ولم يضيفوا حرفا من عندياتهم بل نقلوا كلمات السيد المسيح بأمانة عالية.

 

كانوا دقيقين للغاية في تسجيل ما قاله وما فعله السيد المسيح بالضبط ولم يتلاعبوا بالحقائق.

 

خامسا: يذكر كتبة العهد الجديد أحداثاً تتعلق بالمسيح لم يكن من الممكن أن يخترعونها.

 

بالإضافة إلى سَرْدهم لتفاصيل محرجة فيما يتعلق بهم وبالمسيح، سجّل كتبة العهد الجديد أحداثًا تتعلق بموت وصلب السيد المسيح وقيامته لم يكن من الممكن أن يدرجوها في كتاباتهم لو أنهم اخترعوا القصة. وتشمل هذه على سبيل المثال:

 

* دفن السيد المسيح: يسجل كتّاب العهد الجديد أن يوسف الذي من الرامة دفن يسوع، وهو عضو في السنهدريم، وهو المجلس اليهودي الحاكم الذي حكم على يسوع بالموت بتهمة التجديف. هذا ليس حدثًا كانوا سيختلقونه.

 

* الشهود الأوائل: تقول الأناجيل الأربعة أن النساء كن أول شهود للقبر الفارغ وأول من علم بالقيامة. إحدى تلك النساء كانت مريم المجدلية، التي اعترف لوقا أنه خرج منها سبعة شياطين (لوقا 8: 2).

 

“وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ،” (لو 8: 2).

 

استحالة ان يتم إدراج هذا أبدًا في قصة مختلقة. ليس فقط أن الشخص الذي كان ممسوسًا بالشياطين قد يكون شاهدًا مشكوكًا فيه، ولكن النساء بشكل عام لم يعتبرن شهودًا موثوقًا بهن في ثقافة القرن الأول تلك. في الواقع، شهادة المرأة ليس لها أي وزن في المحكمة آنذاك. لذا، إذا كنتم أنتم على سبيل المثال تريدون اختلاق قصة القيامة في القرن الأول، فسوف تتجنبون الشهود من النساء وتجعلون من أنفسكم – الرجال الشجعان – أول من يكتشف القبر الفارغ ويسوع القائم من بين الأموات. إن الاستشهاد بشهادة النساء – وخاصة النساء الممسوسات بالشياطين – لن يؤدي إلاّ إلى الإضرار بمحتوى ما تكتبه ومع ذلك قدم كتبة الانجيل الاحداث والشخصيات كما هي ولم يقوموا بمحاولات لتقديم اي اكاذيب على أنها الحقيقة.

 

سادسا: طَرَحَ كتبة العهد الجديد اسماء أكثر من ثلاثين شخصًا مثبتين تاريخيًا.

 

وهذه نقطة هامة تستحق الملاحظة، لا يمكن أن تكون وثائق العهد الجديد قد تم اختراعها لأنها تحتوي على عدد كبير جدًا من الشخصيات المؤكدة تاريخيًا. كان من الممكن أن يفقد كتّاب العهد الجديد مصداقيتهم لدى جماهيرهم المعاصرة من خلال توريط أشخاص حقيقيين في قصة خيالية، وخاصة الأشخاص ذوي السمعة السيئة والمعروفين بالقوة والسلطة.

 

سابعا: محتوى ما كتبه كتبة العهد الجديد يتضمن تفاصيل تبدو للبعض متباينة.

 

يسارع النقاد إلى الاستشهاد بروايات الأناجيل المتناقضة ظاهريًا كدليل على أنه لا يمكن الوثوق بالأناجيل للحصول على معلومات دقيقة. على سبيل المثال، يقول متى أنه كان هناك ملاك واحد عند قبر يسوع بينما يذكر يوحنا اثنين. أليس هذا تناقضا يقوض مصداقية هذه الاحداث بحسب المشككين؟ لا، العكس تمامًا هو الصحيح: فالتفاصيل المتباينة تعزز في الواقع حقيقة أن هذه الروايات هي روايات شهود عيان. كيف ذلك؟

 

أولاً، دعونا نشير إلى روايات الملائكة فهذه الروايات ليست متناقضة فلم يقل متى أنه كان هناك ملاك واحد فقط عند القبر. يجب على الناقد أن يضيف كلمة (فقط) إلى رواية متى لكي تجعلها تناقض رواية يوحنا. ولكن لماذا ذكر متى ملاكًا واحدًا فقط إذا كان هناك بالفعل ملاكان؟ لنفس السبب، على سبيل المثال اختار مراسلان صحفيان مختلفان يغطيان نفس الحدث تضمين تفاصيل مختلفة في قصصهما.

نادرًا ما يرى شاهدا عيان مستقلان نفس التفاصيل بالإضافة الى انهما لن يصفا أبدًا حدثًا ما بنفس الكلمات تمامًا. سوف يسجلان نفس الحدث الرئيسي (أي قيامة يسوع من بين الأموات)، ولكن قد يختلفان في التفاصيل (أي عدد الملائكة الذين كانوا عند قبره). في الواقع، عندما يستمع القاضي إلى شاهدين يدليان بنفس الشهادة حرفيًا، ما الذي يفترضه هذا القاضي بحق؟ التواطؤ – اجتمع الشهود معًا مسبقًا لجعل قصصهم متفقة.

 

لذا فمن المنطقي تمامًا أن يختلف مثلا متى ويوحنا في بعض التفاصيل ولكن هذا الاختلاف لا يدعى ابدا تناقضا كما اوضحنا، فكلاهما يسجل شهادة شهود عيان وهذا هو التكامل في تسجيل الحدث

.

 

ثامنا: يتحدى كتبة العهد الجديد قرّاءهم للتأكد من جميع الحقائق وحتى الحقائق المتعلقة بالمعجزات.

 

في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس، يعلن بولس الرسول أنه صنع لهم معجزات من قبل. في معرض حديثه عن مؤهلاته كرسول – أي شخص يتحدث باسم الله – يُذكِّر بولس أهل كورنثوس،

 

12 إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ.

(2 كورنثوس 12: 12)..

 

فلماذا يكتب بولس هذا إلى أهل كورنثوس إلا إذا كان قد صنع لهم معجزات حقًا؟ لو لم يكن كذلك لكان قد دمر مصداقيته تماماً لو طلب منهم أن يتذكروا معجزات لم يصنعها لهم قط! الاستنتاج الوحيد المعقول هو أن:

1) بولس كان بالفعل رسول من عند الله،

2) لذلك كان لديه حقًا القدرة على تأكيد رسوليته عن طريق صنع المعجزات،

3) أظهر هذه القدرة علانية لأهل كورنثوس.

 

 تاسعا: يصف كتبة العهد الجديد المعجزات مثلها مثل أي أحداث تاريخية أُخرى بعبارات بسيطة وغير منمقة او مبالغ فيها

 

تعتبر التفاصيل المزخرفة والمبالغ فيها علامات قوية على أن الرواية التاريخية تحتوي على عناصر أسطورية. ولا تحتوي الاحداث والروايات في العهد الجديد على شيء مماثل كهذا فالأناجيل تقدم وصفًا واقعيًا للأحداث وغير مبالغ فيه.

 

على سبيل المثال:

القيامة.

 

لو كانت القيامة قصة مختلقة تهدف إلى إقناع المتشككين، لكان من المؤكد أن كتبة العهد الجديد جعلوا رواياتهم أطول وأكثر تفصيلاً. علاوة على ذلك، ربما قالوا إنهم شهدوا قيامة يسوع جسديًا من بين الأموات. لا يقول متى ومرقس ولوقا أي شيء عن المعاني اللاهوتية الدرامية للقيامة، ويذكر يوحنا تلك المعاني في جملة واحدة فقط (يوحنا 20: 31).

 

“وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.” (يو 20: 31).

 

هذه النقطة المتعلقة بالاتزان وضبط النفس لدى كتّاب الأناجيل تستحق وقفة والاشارة اليها، ببساطة لانها تشير إلى أن كتبة الأناجيل كانوا مهتمين بكتابة الاحداث التاريخية كما حدثت بالفعل، وليس باختراع مفاهيم لاهوتية جديدة.

 

عاشرا: تخلّى كتبة العهد الجديد عن ممارسات طقسية يهودية تمسكوا بها منذ زمن طويل، وتبنّوا معتقدات وممارسات جديدة، ولم ينكروا شهادتهم تحت الاضطهاد أو التهديد بالقتل.

 

أخيرًا، بالإضافة إلى التخلي عن ممارساتهم المقدسة القديمة عانى كتبة العهد الجديد من الاضطهاد والموت عندما كان بإمكانهم التراجع لإنقاذ أنفسهم.

 

لو أنهم اختلقوا قصة القيامة، لكانوا بالتأكيد قالوا ذلك عندما كان مضطهدي المسيحية على وشك أن يصلبوا (بطرس)، أو يرجموا (يعقوب)، أو يُقطعوا رأس (بولس). ولكن لم يتراجع أحد – فقد استشهد أحد عشر من أصل الاثني عشر بسبب إيمانهم (والناجي الوحيد هو يوحنا، الذي تم نفيه إلى جزيرة بطمس اليونانية). لماذا يموتون من أجل كذبة معروفة وهل هذا منطقي؟

 

لذلك لدينا كل هذه الأسباب والادلة لدعم فكرة أن كتبة العهد الجديد تمسّكوا بالحقيقة بلا هوادة. ولماذا لا يفعلون ذلك؟ ما الذي قد يدفعهم إلى الكذب أو التزييف أو المبالغة على أي حال؟ ما الذي كانوا سيكسبونه وهم لم ينالوا سوى الاضطهاد والموت بسبب شهادتهم. بمعنى آخر، كان لدى كتبة العهد الجديد كل الدوافع لإنكار أحداث العهد الجديد، وليس لاختراعها أو تجميلها أو المبالغة فيها.

مرة أخرى، لم يكن الأمر كما لو أنهم كانوا بحاجة إلى معتقد جديد! عندما جاء يسوع، كان معظم كتبة العهد الجديد من اليهود المتدينين الذين اعتقدوا أن اليهودية هي الدين الحقيقي الوحيد وأنهم شعب الله المختار. لا بد أن شيئًا دراماتيكيًا قد حدث ليخرجهم من سباتهم العقائدي إلى نظام ومعتقد جديد لا يعدهم بشيء سوى المشاكل والمصاعب الدنيوية. في.ضوء كل هذا، ليس لدينا ما يكفي لنشكك في مصداقية كتبة العهد الجديد

 

ليكون للبركة

ترجمة Patricia Michael

 

 

Ten Things You Should Know about the Reliability of the New Testament Writers

10 أشياء لا بد أن تعرفها عن موثوقية كتبة العهد الجديد – ترجمة: Patricia Michael

Exit mobile version