خطية ثامار ويهوذا كيف تكون ثامار في نسب المسيح؟ – الأخ إغريغوريوس
خطية ثامار ويهوذا كيف تكون ثامار في نسب المسيح؟ – الأخ إغريغوريوس
خطية ثامار ويهوذا كيف تكون ثامار في نسب المسيح؟ – الأخ إغريغوريوس
أولا: من هو يهوذا؟
أحد اخوات يوسف الذين باعوه إلى الإسماعيليين هو ابن يعقوب الرابع وهو أخو يوسف وهدف ذكر الوحي القصة عقد مقارنة بين اخلاقيات يوسف وامانته وبين يهوذا وعدم امانته فيوسف كان امينة ولم يمس امرأة فوطيفار ولكن يهوذا مس ثامار كاعتبار انها امرأة كنعانية زانية دون ان يدري.
فكاتب الوحي يذكر القصة بناحية سلبية لكي يشعرنا بمدي درجة سوء فعل يهوذا ولكي تكون القصة عبره. وفي ذلك الوقت فارق يهوذا إخوته وذهب إلى رجل عدلامي اسمه حيرة. 2 ورأى يهوذا هناك بنت رجل كنعاني اسمه شوع فكان ليهوذا ثلاث أبناء عير واونان وشيلة.
ثانياً كان في ذلك الوقت شريعة إقامة نسل للميت حتى لا يمحي اسم الميت في تثنية 25: 5 فكان اول مولود فقط ينسب للميت وكان هدفها الضمان استمرار نسل الميت وايضاً اعالة الزوجة وضمان الميراث وكان بعض اليهود يرفضون هذا نتيجة الطمع في الأموال.
حسب كتاب:
Freedman, D. N. (1996, c1992). The Anchor Yale Bible Dictionary (6:315). New York: Doubleday.
ثانيا: من هي ثامار؟
كانت ثامار اصول كنعانية تزوجت من عير وكان شرير ويذكر الكتاب ان القصة في كثير من الأبحاث هي مقارنة أدبية مع قصة يوسف. كما أشرنا من قبل.
فعند موت عير اعطي يهوذا ثامار لابنة اونان ولكنه لم يرغب في إقامة نسل لأنه كان يعلم ان الابن الذي سينجبه لأخيه سيكون له ميراث ويبدوا انه كان لديه ممتلكات لا يريد ان تخرج عن ابناءه. ومات مما جعل يهوذا يظن ان ثامار سبب بلاء له بموت اثنان من ابناءه فكان له ابن ثالث اسمة شيلة كان صغير فقال يهوذا لثامار اجلسي في بيت أبوكي حتى يكبر شيلة. ولكن شيلة كبر ولم يعطيه لثامار خوفاً عليه فحسب اعتقادات يهوذا الشخصية من الموت. فكان يكذب عليها فقط
فكان يهوذا ملتصق بالوثنيين ويعلم عاداتهم وطقوسهم الوثنية. وكان في ذلك الوقت ان ثامار ما زالت تسعي إلى حقوقها بإنجاب ابناً كما قال أحد الأبحاث ان ثامار المرأة التي تطالب بحقوقها. وتلوث الشر وأفكار الوثنيين.
ومن العادات الوثنية الكنعانية تقديم الذبائح الزنا وغيرها من ممارسات.
ثالثاً: خداع يهوذا لثامار وخداع ثامار ليهوذا
كان إقامة النسل هو ضمان مالي وسند مستقبلي للمرأة في ذلك الزمان. فعلمت ثامار ان يهوذا يخدعها وأنها لم تستطيع الانجاب او إقامة نسل لزوجها عير. لذلك هي ايضاً احتالت عليه. فخلعت ثياب ترملها ولبست ملابس مبهجه وغطت وجهها ببرقع وكان البرقع هو لبس الزناة وجلست على الطريق حتى يمر يهوذا في طريقه إلى تمنة فمر يهوذا في مكان يسمي عينايم.
واعتقد انها زانية من اللواتي يكرسن أنفسهم للزنا لإرضاء الالهة عشتاروت فتحركت الشهوة في قلب يهوذا فطلب من ثامار ولم يكن يعرفها وطلبت منه ثامار ان يعطيها جدياً. وهي ايضاً لجات بذكائها أن تأخذ منه الخاتم والعصابة وهي قطعة قماش كانت تلتف حول راسه كرهناً او ضمان فأعطاها ما طلبت واضجع معها وحبلت منه. وعندما بحث عنها لكي يسترد حاجته لم يجدها في العدد 22
وبعد ذلك رجعت تلبس ثياب ترملها وعاشت في بيتها.
رابعاً: رد فعل يهوذا عندما سمع ان ثامار حامل
قرر يهوذا ان تموت ثامار بالحرق بالنار وحضر لينفذ حكم الإعدام عليها. وتناسي يهوذا خطيته ولم يكن يعلم ان الذي به ثامار حامل هو من ثمرة فعله. فقالت ثامار من هو الرجل الذي انا حبله منه فأخرجت خاتم وعصابة وعصا. فلما راي يهوذا هذا خجل من نفسه وقال انها بريئة بل انها هي ابر منه كان بإمكان يهوذا ان يعمل نفسه متناسي ويقتلها ولكنه لم يفعل. وانه هو من أخل بوعده تجاها ولم يعطيها ابنه لأنه هو الذي اضطجع معها واخذها إلى بيته لتصير زوجة له ليحفظها ويعولها هي ومن في بطنها.
وظهرت امام الجميع ان المرأة كان هدفها إقامة نسل وهذا ما جعلها تضطجع مع هذا الرجل العجوز. على العلم انه لم يكن هناك شريعة موسي او ناموس في وقتها ولكن وقعت في خطية هي ويهوذا فالاثنين استخدموا الخداع بعكس الضمير الداخلي الذي زرعة الله داخلهم. ولكن ثامار كان لديها عادات وثنية وثقافات تجعل الخطية مباحة ولكن يهوذا ضميره وبيئته اليهودية كانت تفرض عليه ان يكون أفضل من ذلك.
أخطاء يهوذا بداية من زواجه بكنعانية وانجابه أبناء في بيئة شريرة وزواج ابنه من كنعانية تأثروا جميعا بالحياة الوثنية
ان ما حدث في تكوين 38 هو وضع انسان أمام خطيته ومحاولة اصلاح الخطأ. فما حدث هو محاولة لتغيير قلب يهوذا. فيهوذا الذي باع يوسف هو نفسه يهوذا الذي عرض نفسه عوضاً عن بنيامين فنجد انه شخص متغير يحاول اصلاح ما أفسده.
خامساً: لماذا يأتي المسيح من نسل امرأة مثل ثامار ورجل مثل يهوذا؟
المسيح مولود دون زرع بشر فهو الذي يقدس الانسان ويشرفه وليس العكس. الكتاب عندما يسلط الضوء على فترة من حياة انسان هذا لا يشير إلى ان الشخص لم يتب طيل حياته فقد تزوجها يهوذا. ثانياً ان الذكر الكتابي في تكوين 8: 21 ان تصور قلب الانسان شرير وانه لا يوجد انسان كامل وان البشر عاجزون نتيجة شرهم. ليس أحد بار ولا واحد كما جاء في رومية 3: 10
فالله ليس لديه مواد خام صالحة للعمل بها، وليس لديه أداة مثالية في كل الخليقة. وربما لهذا السبب فإن إله الكتاب المقدس رائع للغاية – لأنه يخلق الخلاص والفداء والجمال على الرغم من أنه لا يملك تحت تصرفه سوى المواد الخام السيئة… (البشر).
واهمية وجود نساء امميات في النسب إشارة إلى قبول الأمم في المملكة المسيانية لان اليهود كانوا يعتقدون ان الأمم غير مقبولين والمرأة في الكتاب يرمز لها بالشعب فالشعوب الأممية مقبولة في مملكة المسيح المسيانية.
العجيب ان أحد أبناء ثامار يسمي زارح وموجود في نسب النبي في الإسلام
ما فوق عدنان، وعدنان هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبيّ بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام «٢».
المرجع كتاب الرحيق المختوم نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته
https://shamela.ws/book/9820/37
ماذا نستفاد من قصة ثامار ويهوذا في الكتاب المقدس؟
أولا: خطية ادانة الاخرين عندما سمع يهوذا خطية ثامار كان يرغب بحرقها. ولم يدين نفسه وتناسي ان هذا هو فعله بالأساس وثمار خطيته.
ثانياً: التزاماتك بالاحتياجات العائلية.
ان سبب هذه المشكلة هو عدم التزام يهوذا بمسؤولياته الاسرية والعائلية؟ كما علمنا الكتاب في تيموثاوس الاولى 5: 8 ان من لم يلتزم بالمسؤولية العائلية كمن أنكر الايمان.
ثالثاً: ان استخدام الخداع لا يعالج الموضوع بل يزيده ويؤدي إلى مزيد من الخداع.
رابعاً: ان العيشة في وسط سيء وطبيعة كنعانية سيئة يشربون فيها الاثم كالماء تؤثر على الشخص وتفكيره.
خامساً: ان وجودها في نسب المسيح لا يسئ للمسيح فالله لا يتسخ ولا يتأثر بل يؤثر وان ما تم فعله من خلالها ومن خلال يهوذا تم إصلاحه بالزواج. وهدف وجودها في نسب المسيح ان الأمم مقبولين في مملكة المسيح المسيانية.
Aghroghorios
ليكون للبركة