مخطوطات وقانونية العهد الجديد – بريستون راسل – ترجمة Aghroghorios
مخطوطات وقانونية العهد الجديد - بريستون راسل - ترجمة Aghroghorios
مخطوطات وقانونية العهد الجديد – بريستون راسل – ترجمة Aghroghorios
هل تساءلت يوماً ما: متي تم جمع الكتب السبعة والعشرين هل جمعت مع بعضها البعض؟ وكيف تم جمعها؟ قد تتفاجأ من ان الامر تطلب وقتاً من الكنيسة وتأني حتى تعلنها ككتب قانونية (الكنيسة لا تقنن الاسفار فكانت الاسفار مقننة بل تؤكد قانونيتها). وتعلنها ككتب موحي بها من الله وشهادتها موثوقة عن يسوع المسيح كما أعلنها الرسل.
ومن المؤكد ان الكنيسة اعترفت بمعظم كتب العهد الجديد في وقت مبكر مثل.. الاناجيل الأربعة واعمال الرسل ومعظم رسائل بولس ان لم يكن كلها. ورسالة بطرس الأولى ورسالة يوحنا الأولى. فنجد ان هذا الامر مذهل في حد ذاته. فقانونية هذه الكتب ظهر جوهرها بشكل واضح في وقت مبكر من ناحية قانونيتها.
ومع كل هذا لم يتم التسرع في القانونية الخاصة ببعض الكتب بالعهد الجديد حتى القرن الرابع وبداية القرن الخامس. وقد وضعت بعض الكنائس تقسيمة للكتب ككتب أساسية مقبولة وكتب غير مقبولة بالمرة وكتب في موضع دراسة بعبارة اخري يمكن ان نقول ان العهد الجديد حتى القرن الرابع او الخامس كان يمكن ان نصفه انه واضح من ناحية جوهرة (فمعظم الكتب معروفة ومقننة) مع بقاء بعض الكتب التي تحتاج لتأكد.
كيف نعرف عن هذا الامر من خلال التاريخ؟ بالتأكيد من خلال اباء الكنيسة الأوائل الذين عاشوا خلال هذا الوقت ووضعوا قوائم للكتب القانونية. ولكن المفاجأة هنا ليس فقط اباء الكنيسة بل مخطوطات العهد الجديد التي تعكس اعتراف اباء الكنيسة بالكتب القانونية.
ليس هدفي في هذه المقالة اعطائك كافة المعلومات عن ارتباط المخطوطات بالقانونية فالمدونة لا تفي بالغرض فليست هي المكان المناسب بل هدفي اثارة شهيك للتعرف على أصول المسيحية والمكانة التي تحتلها مخطوطات العهد الجديد في هذه القصة. الان فلنلقي نظرة عن بعض الطرق الرائعة التي تعكس اعتراف الكنيسة بقانونية الكتب وقراءتها.
علامات في المخطوطات تدل على كيف تم استخدام المخطوطات في الكنيسة الأولى.
كما قلت الان انه تم الاعتراف بمعظم كتب العهد الجديد باعتبارها موحي بها من الله. وتم الاعتراف بها مثل الاعتراف بالعهد القديم جانب الي جنب. وهذا حدث في وقت مبكر بشكل مدهش.
ولتوضيح هذا الامر نأخذ مثالاً للأناجيل ففي وقت مبكر في منتصف القرن الأول الميلادي. كان هناك مدافع مسيحي وهو يوستينوس الشهيد يشرح طريقة العبادة المسيحية.
فيقول:
And on the day called Sunday, all who live in cities or in the country gather together to one place, and the memoirs of the apostles [in other words, the Gospels] or the writings of the prophets [in other words, the Old Testament] are read, as long as time permits; then, when the reader has ceased, the president verbally instructs, and exhorts to the imitation of these good things. [1]
ولنا في اليوم الذي يُدع يوم الشمس اجتماع لكل سكان المدن والضواحي وفي هذا الاجتماع تُقرأ مذكرات الرسل أو كتابات الأنبياء حسبما يسمح القوت، وبعد الانتهاء من القراءات يتقدم الرئيس ويعظ الحاضرين ويشجعهم على ممارسة الفضائل
ما يقوله يوستينوس الشهيد هنا ان الاناجيل كانت على نفس مستوي كتب العهد القديم في الكنائس التي كان يعرفها يوستينوس في مقربة من وقت كتابته. وان كان هذا الاقتباس غير كافي لكن أقدم مخطوطات العهد الجديد تؤكده وتعكس ما قاله.
بالنظر الي البردية 52 على سبيل المثال. سنجد انها بحجم بطاقة الائتمان وتحتوي على جزء من انجيل يوحنا. وهي تعتبر أقدم مخطوطة وما زالت موجودة ويرجع تاريخها بين 100 الي 200 بعد الميلاد. وعلي الرغم من انها قطعة صغيره جدا من ورق بردي الا انها تخبرنا انها كانت تقرأ على العامة في التجمعات المسيحية خلال العبادة المسيحية التي تتم. وناكد هنا علي علامتين واضحين في المخطوطة
نقطتين فوق بعض كفاصل
ومسافات بين الجمل تساعد القراء اثناء قراءتهم في العلن في اجتماعات العبادة. بعبارة اخري من المحتمل ان بردية 52 تعكس ما قاله يوستينوس الشهيد عن قراءة الاناجيل اثناء خدمة العبادة المسيحية المبكرة.
صورة المخطوطة
رسالة العبرانيين في رسائل القديس بولس
لقد واجه سفر العبرانيين صعوبة في الاعتراف بقانونيته وقد عانت الكنيسة الأولى من هذا الامر. هل الذي كتبه احد الرسل؟ لقد توصل العديد من اباء الكنيسة ان القديس بولس هو الكاتب. ومن المرجح ان اعتقادهم ان القديس بولس هو الكاتب هو ما دفع المزيد من افراد الكنيسة اعتباره انه من الاسفار القانونية.
ثم أصبح في النهاية جزء راسخاً من مجموعة كتابات العهد الجديد ومرة اخري ينعكس هذا الاعتقاد في أقدم مخطوطة للرسائل القديس بولس البردية 46 من القرن الثاني الي القرن الثالث فوجدت الرسالة بين رسالة رومية ورسالة كورنثوس الأولى. فنجد ان رسالة العبرانيين موضوعة كجزء اصيل من الرسائل.
فجزء من بردية 46 تحتوي على السطر الأخير لرساله رومية وبداية رسالة العبرانيين وتوجد في جامعة ميشيغان. ونجد أيضا المخطوطة السينائية والسكندرية احتوت على بعض الكتب الغير قانونية.
وخصوصا ان لمخطوطتان تحتوي على كتب العهد الجديد وتعود للقرن الرابع والمخطوطة السكندري تعود للقرن الخامس. فان كلتا المخطوطتان تحتوي على كتب غير قانونية ليست جزء اصيل من 27 كتاب. فاحتوت المخطوطة السينائية على رسالة الراعي لهرماس ورسالة برنابا. والمخطوطة السكندرية تحتوي على الرسالة الأولى والثانية لإكليمندس. فماذا نستنتج من وضعهم؟ بالنسبة للمبتدئين فان كلاً من هذا الكتب كان هناك شك في قانونيتها. كانت هذه الكتب موضوعة بشكل او باخر مع كتب العهد الجديد فهل كان كتاب المخطوطة السينائية او السكندرية تري ان هذه الكتب قانونية مع كتابات العهد الجديد؟ يقول بعض العلماء نعم والآخرين لا النقطة هنا ان مخطوطات العهد الجديد ما هي الا أداة تعكس معظم كتب العهد الجديد وليس الكتابات الغير للقانونية.
المراجع:
- Larry Hurtado. “The New Testament in the Second Century: Text, Collections and Canon.” Chapter 1 in Transmission and Reception: New Testament Text-Critical and Exegetical Studies. Text and Studies, 3rd Series: Volume 4. Edited by J. W. Childers and D. C. Parker. Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2006.
- John D. Meade. “Myths about Canon: What the Codex Can and Can’t Tell Us.” Chapter 13 in Myths and Mistakes in New Testament Textual Criticism. Edited by Elijah Hixson and Peter J. Gurry. Downers Grove: IVP Academic, 2018.
- Bruce M. Metzger. The Canon of the New Testament. Oxford: Clarendon Press, 1987.
- Eusebius of Caesarea. Ecclesiastical History. Book 3.
- Edmon L. Gallagher and John D. Meade. The Biblical Canon Lists from Early Christianity: Texts and Analysis. Oxford: Oxford University Press, 2017