السلام بين المسيحية والبوذية – ترجمة بتصرف: ايفا سبا
يقول الاب Michael Gillis وهو كاهن بالكنيسة الأرثوذكسية في بريطانيا:
يمكن ان يكون المريض بلا الم من خلال مسكنات ولكن بانتهاء المسكنات يزيد المرض فيأخذ مسكنات أخرى ولكن يظل المرض كما هو.
هذا هو الفرق بين السلام في المسيحية والسلام الموجود في البوذية.
سلام البوذية هو تسكين العقل لرؤيته للمعاناة والألم.
سلام المسيحية هو رؤية الألم وقدرة المسيح المتألم على اجتيازه
سؤال: ما الفرق بين السلام الذي يتحدث عنه البوذيون والسلام الذي يمنحه يسوع؟؟ هذا جزء من ردي
بما ان لم اجرب يوما السلام الذي يناله البوذي فيمكنني فقط ان اخمن. بناء على ما عرفته من قراءاتي. فالهدف من التأمل البوذي ، هو ادراك هو ان كل شيء هو العدم وان نتحرر من حلقة المتعة والالم. تبدو بعض أساليب التأمل في البوذية شبيهة بأسلوب الهدونية (حركة مسيحية ارثوذكسية تأملية بالصلاة للوصول الى حالة من الاتحاد مع المسيح)
فنجد تشابها لغويا او مصطلحات مثل سلام وضوء واستنارة.
أقول هذا لان الانسان سواء كان مسيحيا او بوذيا فان الروح البشرية تبقى نفسها. وعليه فان السلام الذي يصل اليه هو نفسه في مستوى معين.
ولكن السلام البوذي، مرة أخرى حسبما فهمته هو سلام العدم. أما سلام المسيح فهو سلام به سرور ……. سرور شخصي (سلام ذات محتوى … محتوى شخصي)
يتحقق السلام البوذي من إدراك انه لا شيء حقيقي ولهذا لا يوجد أهمية لأي شيء سوى الاتحاد مع الوحدانية الكونية. اما سلام المسيح فهو يشمل حضور المسيح الشخصي في عالم واقعي في العالم الذي له اهمية.
وبالطبع فان هذا ما يجعل الامور صعبة على المتحمسين من امثالي. فاذا كان العالم له أهمية فعلا، أعتقد انه يتوجب على ان اخرج اليه والقيام بعمل ما. ولكنني أفشل وبشكل كبير لأنني اعمل بالاعتماد على قوتي ولست متحداً مع المسيح. ولكن هذه ليست خسارة لأنني عندما أقبل ضعفي فإنني اتعلم ان اعرف وان اعتمد على المسيح فأصبح متواضعاً ومن ثم وبشكل مدهش فإنني اشعر بالارتياح والسلام الذي يمنحني اياه حضور المسيح. أحيانا أجد ان كلماتي القليلة واعمالي الضعيفة في العالم مملؤة بالروح القدس والقدرة على تحقيق الخير او بعضا منه على الاقل في العالم.
بالنسبة للمسيحيين فان المعاناة أمر حقيقي. بل انها في الحقيقة المسيحية هي الصليب. فان ننضم للمسيح على الصليب او على صليب لقاؤنا الشخصي مع الخطيئة ونتائج الخطيئة. تصلبنا المعاناة ولا نستطيع رفع هذه المعاناة وبشكل خاص ربما تلك المعاناة التي نسببها للآخرين عن غير قصد.
ومع ذلك فإننا في هذه المعاناة او بسبب هذه المعاناة فإننا نجد مع الذي تعذب وهو المسيح الذي عانى حتى الموت نوعا من السلام ربما مثل السلام البوذي في العدم، لست أدري.
ولكن الامر لا يتوقف هنا، فنمر بشكل من اشكال القيامة، نوعا من المشاركة في الحياة في الدهر الاتي مع اننا على الارض فهناك حياة في الروح التي تمتلئ بالسلام والفرح والحب الخ
هذه الحياة تعمل الخير في العالم وللأسف يبدو ان القليل من المسيحيين يختبرون هذا فعلا ولربما أني اختبرت بضع لحظات في هذه الحياة او ربما لمحت بعض اللمحات منها ولكنني لم اختبرها فعلا بعد. غالبا ما اهرب من المعاناة والموت قبل الوصول الى القيامة ولكن لكي اكون في منتهى الصراحة يتوجب على ان اقول بأنني اختبرت بطرق صغيرة او بشكل بسيط حياة القيامة هذه ورأيت هذه الحياة عند غيري.
السلام المسيحي وحياة القيامة حقيقيان وليس مجرد افكار في رأس أحدهم انهما وجوديان ان شتم القول ولكن لا يمكن الحصول عليهما بسهولة او بشكل تلقائي مع انهما بالمجان ولكن الحصول عليهما يستغرق العمر كله واعتقد ان هذا ما قصده القديس سيرافيم من ساروف فعلا عندما اوصى اتباعه بان ينالوا الروح القدس.
المصدر: