من كان يُدير الكون عندما صُلب المسيح؟ سؤال الأطفال – الأخ إغريغوريوس
من كان يُدير الكون عندما صُلب المسيح؟ سؤال الأطفال – الأخ إغريغوريوس
لا نقول ان الله قد تحول إلى انسان بل ظل اللاهوت لاهوت والناسوت ناسوت. بل اتحاد بغير امتزاج ولا تغيير ولا تحول. فالموت يقع على الجسد المادي زي مبنقطع ايدك روحك مش بتتالم جسدك بيتألم فالله وحده له عدم الموت.
امثلة لتوضيح اتحاد اللاهوت والناسوت
الوردة تكون فيها ريحها وخارجها ريحة هل الريحة يحصرها الوردة ولا الريحة فواحة وغير ملموسة فخرجت عن إطار المادة والمرقة فلما نشمها هل انفصلت على الوردة ولا ما زالت في الوردة وتنتشر في الغرفة كلها؟
الهواء داخل الرئتين في جسم الانسان هل وجوده جوه الرئتين يمنع وجوده بره الرئتين؟ الهواء داخل كل خلية في جسمنا هل وجود الهواء داخل الخلايا يمنع وجود الهواء خارج جسمنا؟
الانترنت منتشر في كل مكان ولكن يمكن تصفحه في الموبايل هل عندما تتصفح الانترنت في الموبايل هل يعني هذا ان الانترنت محدود في جهازك واخذت جميع الارسال المنتشر ام يظل الانترنت منتشر على الرغم من كونه في جهازك.
اللمبة يخرج منها نور هل النور محدود داخل اللمبة لأنها مغلقة بالزجاج امام اعيننا ولا النور خارج اللمبة ومنتشر على الرغم انه داخلها؟
في كتاب تجسد الكلمة الفصل 17 يقول القديس أثناسيوس:
كيف أن التجسد لم يحدّ من وجود الكلمة في كل مكان ولم ينقص من نقاوته. (تشبيه الشمس).
1 لأنه لم يكن محصورًا[1] في الجسد كما قد يتوهم البعض أو أنه بسبب وجوده في الجسد كان كل مكان آخر خاليًا منه، أو أنه بينما كان يحرّك الجسد كان العالم محرومًا من أفعال قدراته وعنايته. غير أن الأمر العجيب والمدهش جدًا هو أنه مع كونه هو الكلمة الذي لا يحويه شيء فإنه هو نفسه يحوي كل الأشياء[2]. وبينما هو موجود في كل الخليقة فإنه بحسب جوهره هو متميز عن كل الخليقة. فهو حاضر في كل الأشياء بقدرته فقط (وليس بجوهره)، ضابطًا كل الأشياء ومظهرًا سيادته على كل شيء، وعنايته بكل شيء، وواهبًا الحياة لكل شيء. ومع أنه يحوي كل الأشياء ولا يحتويه شيء، إلاّ أنه كائن كلية في أبيه وحده[3].
2 وهكذا حتى مع وجوده في جسد بشري معطيًا الحياة له فقد كان من الطبيعي أن يمنح الحياة للكون كله في نفس الوقت. ومع كونه حاضرًا في كل جزء (من الخليقة بقدرته) فهو خارج كل شئ (بجوهره). وبينما صار معروفًا بأعماله التي عملها في الجسد فإنه كان في نفس الوقت ظاهرًا أيضًا بواسطة أعماله في الكون كله.
3 إن عمل النفس أن تدرك الأشياء الخارجة عن جسدها بأفكارها[4] ولكنها لا تستطيع أن تعمل خارج نطاق جسدها أو أن تحرك الأشياء البعيدة عن الجسد. ولن يستطيع أي إنسان أن يحرك الأشياء البعيدة أو ينقلها بمجرد التفكير فيها. وأيضًا فأى إنسان لا يستطيع وهو جالس في بيته، بمجرد التفكير في الأجرام السماوية، أن يحرك الشمس أو يجعل السماء تدور، لكنه يرى أنها تتحرك وأنها قد وجدت[5]، دون أن يكون له أى قدرة للتأثير عليها.
4 أما كلمة الله فلم يكن كذلك في جسده (البشري)[6]، إذ لم يكن مقيدًا بسبب الجسد، بل بالحرى كان يستخدم جسده، ولذلك فهو لم يوجد في الجسد فقط بل كان موجودًا بالفعل في كل شيء. وبينما كان خارج الكائنات فقد كان في أبيه وحده مستقرًا[7].
5 وهذا هو الأمر العجيب، أنه بينما كان يتصرف كإنسان كان ككلمة الله يُحيي كل الأشياء وكابن كان كائنًا مع أبيه. ولذلك عندما ولَدَته العذراء لم يعتريه أي تغير (من جهة طبيعته الإلهية)[8]، ولا تدّنس بحلوله في الجسد، بل بالعكس فهو قد قدّس الجسد أيضًا.
6 ورغم وجوده في كل الأشياء إلا أنه لم يستمد منها شيئًا، بل العكس فإن كل الأشياء تستمد منه الحياة وتعتمد عليه في بقائها[9].
7 لأنه أن كانت الشمس التي خلقها هو والتي نراها وهى تدور في السماء لا تتدنس عندما تلمس أشعتها الأجسام الأرضية، ولا تفقد نورها بسبب ظلمة هذه الأجسام، لكنها بالعكس تنيرها وتطهرها أيضًا؛ فبالأولى جدًا كلمة الله كليّ القداسة، خالق الشمس وربها[10]، لا يتدنس بمجيئه في الجسد، بل بالعكس، فلكونه عديم الفساد، فقد أحيا الجسد المائت وطهّره[11]، فهو الذى كُتب عنه ” الذي لم يفعل خطية و لا وُجدَ في فمه مكر”[12].
——————————————————————————–
1محصورًا perikekleismšnoj لقد استخدم القديس أثناسيوس مصطلحات متنوعة لوصف علاقة الكلمة بالجسد. وأكثر هذه المصطلحات شيوعًا هى: جعله “جسدًا” خاصًا …diopoie‹sqai، لبس labe‹n، اتخذ ™nduesqai انظر على سبيل المثال فصول 8/4، 10/1، 14/8، 31/4، 43/4
2 هذا التعبير من التعبيرات الشائعة عند القديس أثناسيوس. انظر فصل 42، وأيضًا ضد الوثنيين فصل42،41، الدفاع عن مجمع نيقية. فصل 11.
3 انظر المقالة الثالثة ضد الأريوسيين. فقرة 1.
4 والإنسان فقط هو الذي يستطيع أن يفعل هذا. انظر ضد الوثنيين. فصل 31/1.
5 انظر ضد الوثنيين. فصل 35.
6 الكلمة يختلف عن النفس البشرية. انظر ضد الوثنيين. فصل 33.
7 انظر ضد الوثنيين 42/4.
8 انظر فصل 54/3.
9 انظر فصل 43/6.
10 انظر المقالة الأولى ضد الأريوسيين. فقرة 27.
11 انظر الفصول من42ـ45.
12 1بط 22:2، انظر إشعياء9:53 وردت هذه الآية أيضًا في الفصل 34 ضمن الشاهد المستخدم هناك من إشعياء النبى كتنبؤات عن آلام المسيح وموته. وهنا جاءت في الآية كلمة “خطية” وفي الفصل 34 جاءت كلمة “شر”، وهذا يوضح أن تعبير” الذي لم يفعل خطية” يتمشى مع تعبير أن الكلمة” لا يتدنس بمجيئه في الجسد “.