ما هو عمر مريم العذراء عندما خطبها يوسف النجار؟ هل كانت طفلة؟ – الدليل الكتابي
في الآونة الأخيرة لجأ اخوتنا المسلمين لهذا السؤال لعلاج مشكلة لديهم وهو زواج نبي الإسلام من السيدة عائشة وهي طفلة ذات ست سنوات ودخوله عليها وهي في التاسعة من عمرها. فاستخدم المسلمون مغالطة منطقية تسمى “وأنت كذلك” بدلاً من علاج مشاكلهم التي توجد في التراث!
وقالوا ان مريم تزوجت وهي اثني عشر عاماً فلماذا تعترضون!
الإجابة على هذا السؤال
الكتاب المقدس لم يذكر سن مريم حينما تزوجت! لا يوجد مطلقاً عمرها ولا أي شيء عن هذا الموضوع. ونفس الأمر عن يوسف فعندما يأتي أخي المسلم ويقول “الكتاب قال” سنحترم كلامه ولكن دائما لا يأتون بأي دليل كتابي عن هذا الموضوع فيصبح كلامهم في مهب الريح.
فلا يعرفون الفرق بين المصادر الثانوية والمصادر الأساسية فالمصدر الذي ينبغي ان يقيم الأخ المسلم عليه الحجة هو كتابنا المقدس وليس مراجع أو اجتهادات مختلفة لا يوجد عليها دليل كتابي.
الدليل الداخلي في الكتاب يثبت عكس كلام المعترض. الكتاب المقدس يثبت عكس ادعاء الأخ المسلم.
ذكرنا مسبقا عدم ذكر الكتاب المقدس او تلميح عن عمر مريم ويوسف ولكن الان سنثبت انها لم تكن طفلة من الدليل الداخلي في الكتاب.
العذراء مريم توصف انها امرأة وليست صبية
عندما ذهبت مريم العذراء إلى اليصابات قالت لها اليصابات مباركة انت في النساء حسب لوقا 1: 42 جاءت الكلمة في اليوناني γυναιξίν وتنطق gynaixin فالكلمة تشير إلى امرأة وليست طفلة.
تختلف هذه الكلمة في اليوناني عن كلمة صبية
عندما جاء المسيح إلى فتاة صغيره قال لها يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي!” وكانت الصبية لها اثني عشر سنة وجاء هذا النص في مرقس 5: 42 الكلمة المستخدمة في اليوناني تختلف عن الكلمة التي استخدمتها اليصابات فهنا الكلمة هي Κοράσιον وتنطق korasion.
فاذا كانت مريم صبية لكان الكاتب استخدم كلمة korasion وهي الكلمة التي كانت تستخدم للأطفال في سن الثانية عشر ولم يستخدم كلمة gynaixin التي تستخدم لوصف المرأة.
حتى يسوع نفسه في عمر الاثني عشر استخدم الكتاب لفظ صبي عندما ذهب للهيكل حسب ما ورد في لوقا 2: 42-43
“وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا.” (لو 2: 42-43).
إذا كان عمر يوسف كما يقول المعترض 91 سنة وذهب يوسف إلى الهيكل وكان عمر يسوع حينها 12 عام أي سيصبح عمر يوسف 103 سنة هل سيذهب إلى الهيكل ومن المعروف ان الطريق إلى أورشاليم طريق طويل؟ هذا الامر مستبعد تماماَ.
ومن المعروف ان يسوع تعلم النجارة من والده وحسب التقاليد اليهودية يمكن للصبي في سنة 9 إلى 10 سنوات ليبدأ في التعلم الحرف. وبالتالي هل كان يوسف النجار يعمل حتى في عمر 100 عام؟ الآن في مجتمعاتنا على الرغم من الرعاية الصحية التي توجد هذا مستحيل فما بالكم في ذلك الزمان حيث لم يكن متوسط العمر 100 عام بل كان أقصر بكثير فمن اين يأتون بحجج واهية والكتاب يدمر ما يأتون به؟
يأتي الأخ المسلم بكتاب الموسوعة الكاثوليكية الذي يستشهد بكتاب يعقوب الأبوكريفي فحتى الموسوعة تذكر انه كتاب غير مقبول وان محتوياته خاطئة والبعض صحيح وبالتالي لا يمكن الاعتماد على مصدر ثانوي مشكوك في أمره.
“the non-admittance of these works into the Canon of the Sacred Books casts a strong suspicion upon their contents; and, even granted that some of the facts recorded by them may be founded on trustworthy traditions, it is in most instances next to impossible to discern and sift these particles of history from the fancies with which they are associated.”
وعلى الرغم ان يوسف لم يعرفها بمعني انه لم يمارس أي علاقة جسدية معها وأنها ظلت عذراء فحتي عندما قال له الملاك ان يأخذ مريم العذراء قال الكتاب اخذ امراته.
متى 1: 18 – 25
“أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.” (مت 1: 18-25).