الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر؟ – الأخ إغريغوريوس
الرد على الفهم الخاطيء لنص: الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر
ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور هل الرب يصفر للذباب اشعياء 7: 18
يقول كتاب الكشاف للزمخشري — الزمخشري (٥٣٨ هـ)
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها البقرة ٢٦
سيقت هذه الآية لبيان أنّ ما استنكره الجهلة والسفهاء وأهل العناد والمراء من الكفار واستغربوه من أن تكون المحقرات من الأشياء مضروبا بها المثل، ليس بموضع للاستنكار والاستغراب، من قبل أنّ التمثيل إنما يصار إليه لما فيه من كشف المعنى ورفع الحجاب عن الغرض المطلوب، وإدناء المتوهم من المشاهد. فان كان المتمثل له عظيما كان المتمثل به مثله، وإن كان حقيرا كان المتمثل به كذلك. فليس العظم والحقارة في المضروب به المثل إذاً إلا أمراً تستدعيه حال المتمثل له وتستجرّه إلى نفسها، فيعمل الضارب للمثل على حسب تلك القضية.
ألا ترى إلى الحق لما كان واضحاً جلياً أبلج، كيف تمثل له بالضياء والنور؟ وإلى الباطل لما كان بضد صفته، كيف تمثل له بالظلمة؟ ولما كانت حال الآلهة التي جعلها الكفار أنداداً للَّه تعالى لا حال أحقر منها وأقلّ، ولذلك جعل بيت العنكبوت مثلها في الضعف والوهن، وجعلت أقلّ من الذباب وأخس قدرا، وضربت لها البعوضة فالذي دونها مثلا لم يستنكر ولم يستبدع، ولم يقل للمتمثل: استحى من تمثيلها بالبعوضة، لأنه مصيب في تمثيله، محق في قوله، سائق للمثل على قضية مضربه، محتذ على مثال ما يحتكمه ويستدعيه، ولبيان أنّ المؤمنين الذين عادتهم الإنصاف والعمل على العدل والتسوية والنظر في الأمور بناظر العقل، إذا سمعوا بمثل هذا التمثيل علموا أنه الحق الذي لا تمرّ الشبهة بساحته، والصواب الذي لا يرتع الخطأ حوله.
وأنّ الكفار الذين غلبهم الجهل على عقولهم، وغصبهم على بصائرهم فلا يتفطنون ولا يلقون أذهانهم، أو عرفوا أنه الحق إلا أنّ حب الرياسة وهوى الألف والعادة لا يخليهم أن ينصفوا، فإذا سمعوه عاندوا (١) وكابروا وقضوا عليه بالبطلان، وقابلوه بالإنكار، وأنّ ذلك سبب زيادة هدى المؤمنين وانهماك الفاسقين في غيهم وضلالهم.
والعجب منهم كيف أنكروا ذلك وما زال الناس يضربون الأمثال بالبهائم والطيور وأحناش الأرض والحشرات والهوام، وهذه أمثال العرب بين أيديهم مسيرة في حواضرهم وبواديهم قد تمثلوا فيها بأحقر الأشياء فقالوا: أجمع من ذرّة، وأجرأ من الذباب، وأسمع من قراد، وأصرد من جرادة (٢)، وأضعف من فراشة، وآكل من السوس.
وقالوا في البعوضة: أضعف من بعوضة، وأعز من مخ البعوض. وكلفتنى مخ البعوض. ولقد ضربت الأمثال في الإنجيل بالأشياء المحقرة، كالزوان والنخالة (٣) وحبة الخردل، والحصاة، والأرضة، والدود، والزنابير. والتمثيل بهذه الأشياء وبأحقر منها مما لا تغنى استقامته وصحته على من به أدنى مسكة، ولكن ديدن المحجوج المبهوت الذي لا يبقى له متمسك بدليل ولا متشبث بأمارة ولا إقناع، أن يرمى لفرط الحيرة والعجز عن إعمال الحيلة بدفع الواضح وإنكار المستقيم والتعويل على المكابرة والمغالطة إذا لم يجد سوى ذلك معوّلا. وعن الحسن وقتادة: لما ذكر اللَّه الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل، ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام اللَّه.
إن الله حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة: ما أراد الله من ذكر هذا؟ فأنـزل الله: ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها “. 558- حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟
التصفير حسب الأدب الكتابي هو علامة لفت الإنتباه والمناداة
(إش 5: 26): فيرفع راية للأمم من بعيد ويصفر لهم من أقصى الأرض فإذا هم بالعجلة يأتون سريعا
(زك 10: 8): أصفر لهم وأجمعهم لأني قد فديتهم ويكثرون كما كثروا
يقول كتاب:
Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures (1:1049). Wheaton, IL: Victor Books.
الرب يصفر للذباب المقصود جنود مصر فقد كانوا مزعجين مثل الذباب وللنحل أي الجنود الاشوريين الذين كانوا شرسين مثل النحل.
يقول كتاب:
KJV Bible commentary. 1997, c1994 (1314). Nashville: Thomas Nelson.
ان الذباب استخدم رمز لأرض مصر فالذباب كان ينتشر في منطقة اللتا الرطبة والنحلة رمز لأشور استخدم هذا الوصف اشاره إلى انهم لا عدد لهم واصوات الحشرات من صافرات وغيرها.
يقول كتاب:
MacDonald, W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer’s Bible Commentary: Old and New Testaments (Is 7:18-22). Nashville: Thomas Nelson.
ان الله يصفر للذباب إشارة إلى مصر والنحل إشارة إلى اشور فيحتشدون ضد يهوذا.
يقول كتاب:
Oswalt, J. N. (1986). The Book of Isaiah. Chapters 1-39. The New International Commentary on the Old Testament (216). Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co.
ان التصفير لغة تصويرية استخدمها اشعياء للإشارة إلى سماح الله للأمم ان يدمروا ارضة وهم اشور من الشمال ومصر من الجنوب. فصور مصر واشور انهم حشرات مدربة فالحشرتان استخدمهم اشعياء للإشارة إلى جيوش محتشدة وخانقة فسيكونوا كالنحل والذباب منتشرين في كل مكان ولا مفر من الهروب منهما.
ويتكلم اشعياء عن ضعف يهوذا في مواجهة اعداد قوية من كلا الجانبيين بدون حماية من الله ويتحدث في الآية التي تلي هذه الآية عن تهديد وشيك من اشور.
يقول كتاب:
Matthews, V. H., Chavalas, M. W., & Walton, J. H. (2000). The IVP Bible background commentary: Old Testament (electronic ed.) (Is 7:18-19). Downers Grove, IL: InterVarsity Press.
ان وصف الجيوش التي تهاجم بالذباب والنحل مستخدمة في كتب الادب أيضاً مثل كتاب هوميروس الالياذة.
يقول كتاب:
King James Version study Bible. 1997, c1988 (electronic ed.) (Is 7:17). Nashville: Thomas Nelson.
سيكون ملك اشور مصدر دمار على شمال إسرائيل وتم بالفعل سنة 722 قبل الميلاد والذباب ترمز إلى مصر والنحلة ترمز إلى اشور. وفي غضون سنتان بعد هذه النبوة لآحاز سقطت سوريا في يد اشور
يقول مرجع:
Radmacher, E. D., Allen, R. B., & House, H. W. (1999). Nelson’s new illustrated Bible commentary (Is 7:18-20). Nashville: T. Nelson Publishers.
تشبيه جحافل الغزاة بأسراب من الحشرات مثل الذباب والنحل التي ستغطي يهوذا
وحلق الشعر إشارة إلى الذل الذي سيلحقهم فوصفت الموس بلمستأجرة إشارة إلى فكرة احاز الحمقاء في دفع أموال لآشور لإنقاذه من التحالف الذي تم.
يقول مرجع:
Clendenen, E. R. (2007). New American Commentary: Isaiah 1-39 (217). B & H Publishing Group.
ان الوحي يتكلم عن حلاقاً ماجوراً إشارة إلى الاشوريين يهينون أسرى العبرانيين بحلق شعرهم وهذا وكانت الشعوب القديمة تحلق الشعر إشارة إلى حلق الأرض (الانتصار)
يقول كتاب:
Bruce, F. F. (1979). New International Bible commentary. “Formerly titled New international Bible commentary and The international Bible commentary”–T.p. verso. (727). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.
سيكون عقاب يهوذا هو جلب اشور عليها ليس فقط اشور بل ايضاً مصر اشتهرت مصر بالذباب واشور بالنحل وتم استخدام لغة تصويرية كان الله مربي نحل يصفر ليتبعه النحل والمقصود هنا ان يهوذا ستكون ارض موبوءة بالاثنين.
يقول كتاب:
Watts, J. D. W. (2005). Vol. 24: Word Biblical Commentary: Isaiah 1-33 (Revised Edition). Word Biblical Commentary (144). Nashville: Thomas Nelson, Inc.
إن جبال اشور كانت مشهورة بالنحل وتم وصف الصفير بواسطة كيرلس السكندري كوسيلة يقوم بهنا النحال اخراج النحل من الخلايا إلى الحقول وتم وصفهم ادبياً من خلال اوفيد وهوميروس. وكان النحل البري في التثنية 32: 13 ومزمور 81: 17 وغيره اشارة إلى الحرب واستخدم أيضا في التثنية 1: 44 ومزمور 118: 12 لذا فان النحل يرمز للجيوش الاشورية.