Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

ما معنى “الثالبات” (1تي 5: 13)؟

ما معنى “الثالبات” المشار إليهن في (1تي 5: 13)؟

 

“وَمَعَ ذلِكَ أَيْضًا يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضًا، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.” (1 تي 5: 13).

ما معنى “الثالبات” المشار إليهن في (1تي 5: 13)؟

ج:

إن الثالبات هن مَنْ يتكلمن بالسوء في غيبة الآخرين. وهذا الشر، مع الأسف، ليس وقفًا على بيئة دون بيئة، وليس قاصرًا على فريق -ذكورًا كانوا أو إناثًا- دون فريق. إن خطية “الطعن من الخلف” وإشاعة المذمة عن الغير منتشرة في كل مكان وفي كل البيئات. إنها خطية نجسة وشر شيطاني ذميم. ولقد قيل إن المغتاب أو الثالب يُسئ إلى أشخاص ثلاثة: فهو يسئ إلى نفسه، ويسئ إلى سامعه، ويسئ إلى الغائب المطعون من الخلف.

إذا وجدت خطأ في زميلة لك فهي نفسها أولى الناس بأن تسمع عن هذا الخطأ قبل أي شخص آخر، لكن ما أقل ما نلاحظ ذلك! قد يقابل شخص قريبه والابتسامة على شفتيه وبشوق يهز يده، وما أن يفارقه حتى يبدأ في تعداد نقائصه أمام الآخرين، هذا عيب كبير. قال واحد من القديسين: “عهدًا قطعت مع نفسي ألا أتكلم في مواجهة أي إنسان عن محاسنه ومواهبه وألا أتكلم في غيبته عن أخطائه ونقائصه”. وإنه لعهد نبيل! لكن للأسف ما أقل ما نتصرف هكذا، بل فنحن نعكس الترتيب في أغلب الأحيان، فنُطري الناس في وجوههم ونشوههم من الخلف. ليت الرب يرحمنا من هذا الشر.

نحن نحتاج أن نكون أكثر صراحة في كلامنا مع الناس وأن نكون أكثر نعمة في كلامنا عنهم. فإذا لاحظنا خطأ في صديق أو قريب فلنذهب إليه ولنواجهه بصراحة على انفراد. أما أمام الناس، فإذا لم نجد كلامًا طيبًا لنقوله عنه فلنسدل ستارًا على الخطأ، ومثل هذا التصرف سيوفر علينا أحمالاً من البغضاء، وأثقالاً من الأحزان، وأكوامًا من رماد الحريق. “لا يذم بعضكم بعضًا أيها الإخوة” (يع4: 11) ليتنا نتمسك بهذا التحريض.

والملاحظ أن الحدثات غير المتزوجات أكثر عرضة للسقوط في هذه الخطية من أولئك اللواتي تكون أيديهن مشغولة في عمل البيت ووقتهن مزدحم بالمسئوليات العالية. وهذا يوافق كلمات الرسول لتيموثاوس “ومع ذلك أيضًا يتعلمن أن يكن بطالات، يطفن في البيوت… مهزارات… وفضوليات، يتكلمن بما لا يجب” (1تي 5: 13).

إنه من الأمور الصالحة أن تكون الأيدي مشغولة غير بطالة، وأن يكون الوقت مزدحمًا بالعمل بلا فراغ لأن هذا يمنع كثرة من الخطايا التي أخصها الغيبة والخوض في خصوصيات الناس. إن الشيطان هو النمام الأول، وكل مَنْ يتورط في هذه الخطية إنما يعمل عمل الشيطان. ونحن نحذرك أيتها الأخت من هذه الخطية كما نوصيك ونوصي جميع القراء باستعمال العلاج الذي وصفه سليمان إزاء كل إشاعة ذميمة، يقول الحكيم: “ريح الشمال تطرد المطر، والوجه المعبس يطرد لسانًا ثالبًا” (أم 25: 23).

فلا تستمعي إلى ثالب أو ثالبة وإلا فإنك تشتركين في هذا الشر عينه. أما طريق الرب فهي الصراحة في الكلام، والحكمة في التصرف، والنعمة في التعبير، مع الحرص كل الحرص ألا نشغل ألسنتنا في عمل من أعمال الشيطان.

ما معنى “الثالبات” المشار إليهن في (1تي 5: 13)؟

المجلد الحادي عشر للمراعي الخضراء ص 195

 

ما معنى “الثالبات” المشار إليهن في (1تي 5: 13)؟

Exit mobile version