الشعور بالنقص لعيوب جسمية
ألا من كلمات معزية ومشجعة لشبان وشابات يشعرون بالنقص، واحد لأنه أقصر من أقرانه، وآخر لأنه يتلعثم في الكلام، وآخر لعيب جسدي فيه، وآخر لبدانته، وآخر لنحافته الشديدة، وأخرى لدماثة شكلها مما يُعرضهم لسخرية الآخرين بالكلام الصريح أو التلميحات؟
أجاب د عصام عزت
لكل إنسان سواء مؤمن أو غير مؤمن، ضعفاته ونقائصه، وكذلك مزاياه وحسناته، والله لم يعطِ لأي شخص مهما كان كل شيء، أو يحرم شخص من كل شيء. وقد تكون هذه النقائص ظاهرة مثلما ذكرت في الشكل أو الطول أو الوزن، أو طريقة الكلام، وقد تكون خفية لا يراها الآخرون، مثل الخوف، أو الطمع أو خلافه.
- الله إله التعويضات عندما يسمح بنقص في حياة شخص فهو يعوض بشيء آخر مثل أن يكون متقدمًا دراسيًا، أو محبوبًا من الآخرين، أو حكيم في أفكاره… إلخ.
- الشعور بالنقص لا يأتي بالضرورة نتيجة نقص فعلي، فكثيرون من الذين عندهم عيوب فعلية لا يشعرون بالنقص، وكثيرون ممن يشعرون بالنقص ليس لديهم عيوب ظاهرة، لكن هذا الشعور يأتي من مشغولية الشخص الكثيرة بنفسه، ولا سيما مشغوليته بنقاط ضعفه، ومقارنة نفسه بالآخرين في هذه الناحية.
- الله دائمًا يرى المؤمن كاملاً وبلا عيوب مطلقًا؛ لأن المؤمن أصبح في المسيح، فالله يراه كاملاً مثلما يرى المسيح، والمؤمن إذا نظر لنفسه نفس نظرة الله له سيفرح لأن الله هو الذي يُقيّمه تقييمًا صحيحًا.
- عندما يأتى الرب ستختفي فعليًا كل نقائص الجسد؛ لأنه سيُغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده.
- انشغل بكل ما يُخرجك خارج نطاق التفكير في نفسك، ولا سيما في نقائصك، اطلب من الرب أن يشغل ذهنك خارج هذه الدائرة.
- اشكر الله على ما منحك من مزايا وهى كثيرة إن تذكرتها، وكل يوم فيها جديد. وتأكد أن الله يحبك ويُقدّرك كما أنت.
أضاف د عادل حليم
من جهة طول القامة أو قصرها: إن الفرد لا يُقيّمه الناس بطوله أو قصره بل بمدى ما يحدثه من تأثير في الآخرين، وما ينقله إليهم من مشاعر دافئة.. فالشخصية الاجتماعية المرحة المنفتحة على الآخرين قادرة أن تحقق ذاتها مهما كان طول الشخص، فالعبرة بالروح والحيوية. لا تستسلم لشعور النقص أو صغر النفس.. حقق ذاتك بشكل أفضل، وسوف يقتنع بك الآخرون من خلال بريق شخصيتك الذي سوف يطغي على كل صفات جسدية مجردة.
فما تحتاجه الآن هو أن تثق أن قيمة الإنسان ليست في مقاييس جسمه بل في شخصيته، وأهمية دوره في المجتمع، ومحبته للآخرين؛ لذلك حاول أن تتصرف في تعاملك مع الآخرين بصورة طبيعية عادية دون أن تضع في اعتبارك أي نقص في الصفات الجسدية، بل حاول أن تتجاهله وتنمي عوضًا عنها مقاييس أعلى. وتأكد أن الناس سوف يحكمون عليك من كلامك وتصرفاتك ومواقفك الإنسانية، فتلك هي الأهم والأثبت والأبقى.
من جهة عدم قبول الشكل:أنتِ تجدين صعوبة في قبول الذات بسبب عدم الرضا عن ملامح الوجه، ولن أقول لكِ ألا تهتمي بالجمال الخارجي بل أقول إنه بمقدورك أن تصبحي أكثر جمالاً، إذ يمكنكِ أن تطوري إحساس الآخرين بجمالك، وأظن أن المعلومة التالية سوف تكون ذات فائدة خاصة:
- غالبًا ما يتولد إحساس الناس بجمال شخص ما نتيجة إدراكهم لحضوره الشخصي ككل، وبالتالي يتأثر تقييمهم لمدى جماله من خلال التفاعل معه ككيان عقلي وجداني أخلاقي روحي جسدي ككيان واحد، وليس لمجرد الإعجاب بجمال جزء ما من كيانه.
- جمال الجسد إذًا جزء من الجمال الكلي للشخص، والذين يهتمون بتنمية قدراتهم العقلية (بالقراءة والحوار…) واكتساب خبرات التعامل الراقي مع الآخرين، والتدريب على الاهتمام الشخصي بالآخرين، وإبداء مشاعر المحبة المعطاءة، تتولد لديهم جاذبية خاصة للآخرين تفوق مَنْ هم أجمل جسمانيًا.
- في العلاقات الشخصية نلاحظ أن الجاذبية أهم من الجمال الجسدي، وكذلك في اختيار شريك الحياة، فكم من شباب يُعجبون بفتيات لأنهم انجذبوا إلى شخصياتهن التي تشع حضورًا متميزًا بغض النظر عن شكل الوجه أو الجسم بالمقاييس المجردة للجمال.
الخلاصة: عندما يسعى الشخص لتطوير شخصيته، وتنمية علاقاته بالآخرين ولا يعتزل الناس، بل يتفاعل معهم، ويهتم بحياته الروحية، عندئذ سوف يشع منه حضورًا متميزًا أجمل من الجمال.