Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تفسير كورنثوس الثانية 8 – الأصحاح الثامن – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الثانية 8 – الأصحاح الثامن – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الثانية 8 – الأصحاح الثامن – القمص تادرس يعقوب ملطي

تفسير كورنثوس الثانية 8 – الأصحاح الثامن – القمص تادرس يعقوب ملطي

الباب الرابع

خدمة القديسين

ص 8- ص 9

 

خدمة القديسين

مع اهتمام الخادم بحياته الروحية وحياة الآخرين لا يتجاهل خدمة القديسين، لا كعطاءٍ إنسانيٍ بحت بل كعمل روحي.

  1. يسألهم الرسول أن يقدموا نفوسهم قبل مالهم (1:8-8) “أعطوا أنفسهم أولاً للرب ولنا بمشيئة اللَّه” (5:8) .
  2. إنه ثمر عمل المسيح (9: 11)، فقد علمنا العطاء عمليًا. “من أجلكم أفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقره” (9:8). صار السباق بينهم من يصير غنيًا متمتعًا بفقر المسيح الاختيارى.
  3. العطاء بسخاء: “لأن المعطي المسرور يحبه اللَّه ” (7:9).

الإصحاح الثامن

السخاء في العطاء

إذ تحدث في الإصحاح السابق عن التعزيات المتبادلة والفرح العظيم الذي غمر أهل كورنثوس بتوبتهم، وانعكاس هذا على الرسول بولس، تحدث عن الحب العملي تجاه فقراء أورشليم الذين عانوا الكثير بسبب اضطهادهم وحلول مجاعة بها وأيضًا بسبب الحروب؛ هذا وطلب منهم أن يقبلوا تلميذه تيطس ورفيقيه.

إنه كرسول للأمم لم يتغافل عن احتياجات المسيحيين الذين من أصل يهودي، ولا حسب الخدمة في أورشليم ليست من اختصاصاته. إنه أب محب لكل البشر كسيده، شعر بالالتزام أن يحث المسيحيين من أصل أممي للمساهمة بسخاء في تقديم احتياجات الكنيسة في أورشليم.

في هذا الإصحاح يظهر الرسول اهتمامه الشديد بالفقراء أينما وجدوا، وليس فقط فقراء الكنائس التي يخدم فيها. كما أبرز ضرورة اختيار أناس موثوق في أمانتهم وإخلاصهم أمام اللَّه والناس حتى لا يتعثر أحد فيهم أثناء خدمته الخاصة بالعطاء. كما سألهم أن يربطوا عطاء القلب بالمال، ويربطوا السخاء بالحكمة والاعتدال.

١. سخاء كنائس مكدونية ١-٦

٢. دعوة للعطاء ٧-١٥

٣. توصيته بتيطس ورفيقيه ١٦-٢٤

١. سخاء كنائس مكدونية

“ثم نعرفكم أيها الاخوة نعمة اللَّه المعطاة في كنائس مكدونية” [1].

انتهز الرسول فرصة تقديم كنائس مكدونية، أي الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيريه وغيرها من منطقة مكدونية، العطاء بسخاء لحث أهل كورنثوس ومسيحيي أخائية للإقتداء بها. السخاء الذي اتسمت به هذه الكنائس ليس نابعًا عن جو من المنافسة، ولا حب الظهور، ولا لمجرد عاطفة بشرية مجردة، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس.

كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين.

يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى.

القديس يوحنا الذهبي الفم

ثيؤدورت أسقف قورش

إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه.

وتبدد الظلام،

وتخمد سعير نار جهنم،

وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: “كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم”[3].

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أغسطينوس

“إنه في اختبار ضيقة شديدة

فاض وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم” [2].

مع أن مسيحيي مكدونية فقراء ومضطهدون، يعانون من الضيق لكنهم أغنياء للغاية في البهجة والفرح أنهم وجدوا فرصة سانحة للعطاء للاخوة في ضيقة أشد، أكثر فقرًا واضطهادًا.

هكذا خلال نعمة اللَّه تشعر الكنائس الفقيرة والتي في محنة بالالتزام أن تسند الكنائس التي أكثر منها فقرًا أو ضيقًا. بمعنى آخر لا يُعفى مسيحي من العطاء، لأنه يئن مع أنات من هم أكثر منه تعبًا واحتياجًا.

العطاء بسخاء يِوِّلد وفورًا من الفرح الداخلي. فإذ يعطي الإنسان مما لديه تنفتح أبواب قلبه ليتقبل عطايا السماء السخية المقدمة له.

بالرغم من أن المكدونيين كان لديهم عجز في المصادر المادية كانت نفوسهم غنية، إذ هم يخدمون القديسين بضمير طاهر، محاولين أن يُرضوا اللَّه لا الناس.

ثيؤدورت أسقف قورش

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أغسطينوس

“لأنهم أعطوا حسب الطاقة،

أنا أشهد وفوق الطاقة،

من تلقاء أنفسهم” [3].

في سخائهم لم يضعوا قاعدة للعطاء كأن يقدموا العشور أو أكثر، إنما كانوا يشعرون بالرغبة في تقديم كل ما يمكنهم تقديمه، بل وفاقوا حتى هذا المبدأ. فقدموا أنفسهم للَّه بكل قلوبهم، وقدّموا لهم من أعوازهم، أكثر فأكثر فوق طاقتهم، متشبهين بالأرملة التي قدمت الفلسين، وهما كل ما كانت تملكه.

“ملتمسين منّا بطلبة كثيرة

أن نقبل النعمة وشركة الخدمة التي للقديسين” [4].

الرسول في أبوته الحانية رفض مثل هذا العطاء بالرغم من احتياج كنيسة أورشليم، لأنه فوق طاقتهم. ألهب هذا التصرف بالأكثر قلوبهم ليصروا على العطاء، فصاروا يتوسلون إليه بإلحاح لكي يقبل العطية، حاسبين في ذلك نعمة ينالونها من قبل اللَّه وشركة في خدمة القديسين.

كان إصرارهم بثقة كاملة في الإيمان وبذهن نقي متطلعين إلى المكافآت السماوية مما جعل الرسول يقبل عطاياهم في النهاية.

شركة الخدمة التي للقديسين”: بالعطاء نعلن عن عضويتنا العاملة في جسد المسيح المقدس. ما نقدمه للمحتاجين هو عطاء للرأس الذي يهتم بكل أعضاء جسده المقدس.

القديس يوحنا الذهبي الفم

“وليس كما رجونا،

بل أعطَوا أنفسهُم أولاً للرب ولنا بمشيئة اللَّه” [5].

لم يكن ينتظر بولس الرسول مثل هذا العطاء العجيب فإنهم ليس فقط قدموا ما هو فوق طاقتهم، بل أعطوا أنفسهم للرب وللرسول ومن معه حسب مشيئة اللَّه. قدموا أنفسهم أولاً للرب، وأذ رأوا في مشيئة اللَّه أن يقدموها لخدامه حققوا هذه المشيئة الإلهية لحساب مجد اللَّه.

لن تقبل العطية ما لم تُقدم أولاً للرب وحسب مشيئته ولمجد اسمه القدوس، مقدمين أنفسهم أو قلوبهم قبل ممتلكاتهم.

ثيؤدورت أسقف قورش

“حتى أننا طلبنا من تيطس أنه كما سبق فابتدأ

كذلك يتمم لكم هذه النعمة أيضًا” [6].

بدأ تيطس خطة الجمع لأهل أورشليم حين كان قبلاً في كورنثوس. وكانت الكنيسة هناك قد قبلته بتكريمٍ عظيمٍ، وشعر الكل بحبه لهم. الآن يرسله الرسول لكي يتمم هذه المهمة الخاصة بنعمة العطاء.

القديس يوحنا الذهبي الفم

٢. دعوة للعطاء

“لكن كما تزدادون في كل شيء:

في الإيمان والكلام والعلم وكل اجتهاد ومحبتكم لنا،

ليتكم تزدادون في هذه النعمة أيضًا” [7].

يشجعهم الرسول من أجل مواهبهم وتقدمهم، طالبًا منهم أن يضموا إليها نعمة العطاء.

أظهر فيض هذه النعم عليهم مبتدئا بالإيمان ويختمها بمحبتهم للرسل والخدام، وكأنه يقول لهم بأن لديهم إمكانيات التمتع بهذه النعمة الخاصة بالعطاء، مادام لديهم وفرة من الإيمان وأيضًا الحب. فالإيمان هو مصدر النعم خاصة إن اتحد بالكلام أي بالتعليم، والعلم والمعرفة، والاجتهاد. تحمل كنيستهم كنوز الشهادة الحية مع المعرفة الصادقة لإرادة اللَّه والمثابرة للنمو في ملكوت اللَّه، فماذا بعد ينقصهم؟ لقد تأهلوا عمليًا للعطاء كما يليق. إنهم أغنياء في الإيمان والحب مع المعرفة الروحية الصادقة، وتأهلوا لميراث الملكوت، هذا يدفعهم للعطاء للمضطهدين من أجل الملكوت والمحتاجين.

“لست أقول على سبيل الأمر،

بل باجتهاد آخَرين مختبرًا إخلاص محبتكم أيضًا” [8].

لم يرد أن يصدر أمرًا بالعطاء ولا أن يضع حدودًا معينة، معطيا لهم الفرصة لكي يظهر كل واحد حبه الداخلي الذي يسمو فوق كل قانون ملزم. قانونهم في العطاء هو حبهم الخالص وقلوبهم المتسعة ومعرفتهم الصادقة لمشيئة اللَّه، وإرادتهم المقدسة الحرة. أما المثل العملي أمامكم فهو غيرة الآخرين (كنائس مكدونية) واجتهادهم، لا بل السيد المسيح نفسه، إذ يقول:

“فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح

أنه من أجلكم افتقر وهو غني

لكي تستغنوا أنتم بفقره” [9].

من غنى نعمته أنه وهو الغني، خالق الكل، من أجلنا افتقر، حيث أخلى نفسه وصار في شكل العبد، وأطاع حتى الموت موت الصليب، حتى بفقره الإرادي هذا نتمتع بحبه، ونغتني بنعمته فيصير لنا حق الشركة معه في الميراث الأبدي.

القديس جيروم

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

القديس أغسطينوس

القديس يوحنا الذهبي الفم

“أُعطى رأيًا في هذا أيضًا،

لأن هذا ينفعكم أنتم الذين سبقتم فابتدأتم منذ العام الماضي،

ليس إن تفعلوا فقط بل إن تريدوا أيضًا” [10].

لا يتحدث كمن يصدر أمرًا بل كمن يعطي مشورة، وهي أنكم قد بدأتم هذا العمل منذ عام فيليق بكم أن تكملوه بالعمل مع المسرة.

بقوله “تريدوا” thelein هنا تتمموا العمل مع الإرادة، أو المسرة. عملهم يشبه برعمًا قد نبت لكن يحتاج إلى اهتمام وتكملة حتى لا يموت.

“ولكن الآن تمموا العمل أيضًا

حتى إنه كما إن النشاط للإرادة

كذلك يكون التتميم أيضًا حسب ما لكم” [11].

لا يتجاهل الرسول إرادتهم الصادقة للعمل، لكن يليق بكل شخص أن يعمل قدر المستطاع، فإن الإرادة ينقصها العمل. العمل بغير إرادة جادة تنزع عن النفس الفرح والبهجة، والإرادة بغير عملٍ جاد تقتل ما هو صالح فيها.

“لأنه إن كان النشاط موجودًا

فهو مقبول على حسب ما للإنسان

لا على حسب ما ليس له” [12].

إن كانت الإرادة قائمة ونشيطة تصير مقبولة لدى اللَّه إن تُرجمت إلى عملٍ جادٍ قدر ما يستطيع المؤمن، حسب ما لديه دون إن يقدم مما هو ليس ملكه، كأن يسلب حق والديه عليه أو حق أولاده وزوجته تحت دعوى العطاء.

“فإنه ليس لكي يكون للآخرين راحة ولكم ضيق” [13].

فلا يقدم الإنسان للآخرين حتى يصيروا في حالة ترف بينما تئن أسرته من العوز. يلزمه أن يكون حكيمًا في عطائه، فيرتبط الحب بالحكمة.

“بل بحسب المساواة،

لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم،

كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة” [14].

بحكمة يقدم الشخص مما يفضل عنه ليقدم الضروريات للغير، كما يقبل من الغير ما يفضل عنهم لإشباع ضرورياته. فيوجد نوع من المساواة. لقد سمحت العناية الإلهية بوجود نوعٍ من عدم التساوي في ما يمتلكه الأشخاص، لكي تفتح الباب لممارسة الحب عمليًا بالعطاء المتبادل بين البشرية.

القديس يوحنا الذهبي الفم

البابا غريغوريوس (الكبير)

“كما هو مكتوب الذي جمع كثيرًا لم يفضل،

والذي جمع قليلاً لم ينقص” [15].

يشير هنا إلى ما ورد في سفر الخروج (١٨:١٦) حيث جمع بنو إسرائيل من المن في الصباح قبل الدفء، فالذين أكثروا في الجمع لم يكثر، وما تبقى منه إلى اليوم التالي فسد، ومن جمع أقل أكل هو وأسرته وشبعوا ولم يشعروا بالحاجة إلى طعامٍ أكثر. هكذا إذ نعطي أو نأخذ، بالعطاء لا نصير في عوزٍ، وبالأخذ لن يصير لنا ما يفضل عنا، لأننا حتمًا نترك كل ما لدينا.

٣. توصيته بتيطس ورفيقيه

“ولكن شكرًا للَّه

الذي جعل هذا الاجتهاد عينه لأجلكم في قلب تيطس” [16].

ما يشغل قلب بولس يشغل قلب تيطس تلميذه، فقد انطلق من نفسه إلى كورنثوس ليحثهم على العطاء. هنا يقدم الرسول ذبيحة شكر للَّه الذي وضع في قلب تيطس ما وضعه في قلبه نحوهم.

“لأنه قبل الطلبة،

وإذ كان أكثر اجتهادًا،

مضى إليكم من تلقاء نفسه” [17].

لم يتضايق الرسول لأن تيطس تحرك من نفسه للعمل، بل فرح به، وشكر اللَّه الذي عمل في قلب تلميذه كما في قلبه هو. لقد أوصاه الرسول بالذهاب إليهم فوجد أنه كان قد وضع في قلبه أن يفعل ذلك قبل أن يسأله.

“وأرسلنا معه الأخ الذي مدحه في الإنجيل في جميع الكنائس [18].

يرى البعض إن هذا الأخ الذي طلب منه الرسول مرافقة تيطس هو لوقا البشير. هذا الأخ يعرفه كثيرون خلال خدمته، ويمتدحونه في كنائس كثيرة. البعض يرى أن هذا الأخ هو سيلا أو برنابا أو مرقس أو أبلوس. على أي الأحوال كان الشخص معروفًا جدًا للكنيسة في كورنثوس، ورفيقًا للرسول بولس في خدمته، إذ يقول:

“وليس ذلك فقط،

بل هو منتخب أيضًا من الكنائس،

رفيقًا لنا في السفر مع هذه النعمة المخدومة منّا،

لمجد ذات الرب الواحد ولنشاطكم” [19].

إنه خادم موثوق فيه يعمل لحساب ملكوت اللَّه ولنمو الكنيسة في كورنثوس.

بقوله: “مُنتخب من الكنائس، رفيقًا لنا في السفر” تكشف أن الرسول بولس كان يقدر رأي الجماعة حتى في اختيار من يرافقه في رحلاته التبشيرية.

القديس يوحنا الذهبي الفم

“متجنبين هذا:

أن يلومَنا أحد في جسامة هذه المخدومة منّا” [20].

كان الرسول يهتم جدًا ألا يتعثر أحد فيه أو في من يعمل معه، فكان العاملون معه مختارين من الكنائس، لهم سمعتهم الحسنة وسلوكهم غير الملوم، خاصة وأنه في هذه الخدمة يأتمن الشخص على فيض كبير من العطاء، فلا يسمح لأحد من الأشرار أن يشوه سمعة الخادم أو يتهمه بالطمع أو الخيانة.

“معتنين بأمور حسنة،

ليس قدام الرب فقط،

بل قدام الناس أيضًا” [21].

لا يكفي الخادم أن يكون مشهودًا له من اللَّه فقط العارف بالخفايا وإنما من الناس أيضًا حتى لا يتعثروا في الكنيسة.

القديس أغسطينوس

“وأرسلنا معهما أخانا الذي اختبرنا مرارًا في أمور كثيرة أنه مجتهد،

ولكنه الآن أشد اجتهادًا كثيرًا بالثقة الكثيرة بكم” [22].

رافقهما خادم ثالث يعرفه الرسول بولس ويثق جدًا في غيرته ومحبته وأمانته، وقد زادت غيرته ونشاطه عندما أعلن أهل كورنثوس ثقتهم هم أيضًا فيه. كما أن الخادم الأمين يلهب قلوب شعب اللَّه للعمل، فإن ثقة الشعب بالخادم تدفع الخادم للعمل بأكثر قوة واجتهاد. علاقة الراعي بالرعية علاقة متبادلة، كل منهما يسند الآخر. يقال أن الخادم الثالث هو أبلوس.

“أما من جهة تيطس فهو شريك لي وعامل معي لأجلكم،

وأما أخوانا فهما رسولا الكنائس ومجد المسيح” [23].

ختم حديثه بخصوص هذه الإرسالية للجمع بمدح الجميع، تيطس كشريك معه في الخدمة (مع أنه تلميذه) والرسولين الأخوين هما رسولا الكنائس ليعملا لمجد المسيح، غالبًا لوقا وأبلوس الرسولان.

“فبينوا لهم وقدام الكنائس بينة محبتكم،

وافتخارنا من جهتكم” [24].

بعد أن مدح هؤلاء القادمين إليهم سألهم أن يترجموا محبتهم لهم عمليًا حتى يفتخر الرسول بأهل كورنثوس كشعب محب لخدام المسيح الأمناء.

القديس يوحنا الذهبي الفم

القديس أغسطينوس

2 كو 8

قلبي بين يديك،

هب له حب العطاء!

لكي أقتنيك في داخلي!

افتقرتَ من أجلي، لكي أتجاسر واتحد بك.

أتمتع بك، فتهبني شركة سمائك.

تعطيني من حياتك المقامة، فاغتني بك أبديًا.

نعمتك يا أيها الغني تهبني الحب.

لتحمل قلبي إلى سمائك المتسعة،

وليشكله روحك الناري فيصير أيقونتك،

يتسع جدًا ويصير سمائيًا، فيفيض بالعطاء بسرورٍ.

تحوّل قلبي الحجري إلى قلب سماوي.

تجعلني مقربًا إليك، ومتشبهًا بك.

تحل قيود محبتي للعالم الضيق،

وتحطم متاريس أنانيتي.

تتناغم مع إرادتك إذ تعمل حسب نعمتك.

وأحسب كل ما بين يدي ملكًا لك،

أوكلتني عليه لحساب كل بشرٍ.

فلا أكون كفمٍ يغلق على الطعام ولا يسلمه للمعدة وبقية الأعضاء،

يُصاب الفم بالعفونة ويحطم معه الجسم كله,

ما أوزعه هو ملك الكل، لا فضل لي عليهم.

هب لي روح البهجة مع العطاء،

فأختبر عربون تهليل السماءّ

فمع كل عطاءٍ أراك تهبني التمتع بحضرتك.

مع كل عطاء تفيض مخازن قلبي بالخيرات.

[1] PG 82:422.

[2] In Rom., hom. 19.

[3] الحب والعطاء، 1970، ص 18.

[4] Robert Llewelyn, The Joy of the Saints, Spiritual Readings throughout the Year, Springfield, Illinois, 1989, p. 37.

[5] PG 82:422-423.

[6] In Rom. Hom. 19.

[7] الحب والعطاء، 1970، ص 19.

[8] Robert Llewelyn, The Joy of the Saints, Spiritual Readings throughout the Year, Springfield, Illinois, 1989, p. 37.

[9] In Acts hom., 45.

[10] PG 82:423.

[11] In 2 Cor. hom 16. PG 61: 556.

[12] On Ps. Hom. 35.

[13] The Beatitude, sermon 1. (ACW)

[14] Sermons for Christmas and Epiphany (ACW), 12:3.

[15] In Pilpp., hom. 6

[16] In 2 Cor. hom 17. PG 61: 560.

[17] On the Mystical Church PL 76:1159-1170.

[18] In 2 Cor. hom 18. PG 61: 565.

[19] On Christian Doctrine, 4:28 (61).

[20] In 2 Cor. hom 18. PG 61: 567.

تفسير كورنثوس الثانية 8 – الأصحاح الثامن – القمص تادرس يعقوب ملطي

Exit mobile version