تفسير كورنثوس الأولى 5 – الأصحاح الخامس – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير كورنثوس الأولى 5 – الأصحاح الخامس – القمص تادرس يعقوب ملطي
الباب الثاني
معالجة الانحطاط الخلقي
5-6
الانحطاط الخلقي
إذ كان الرسول يهتم بوحدة الكنيسة خلال الصليب والسلوك الروحي خاصة التواضع اهتم بقداسة كل عضوٍ. فإنه لن تتحقق الوحدة الصادقة بدون القداسة حيث يتحد الكل في اللَّه الواحد القدوس. ففي حزمٍ شديدٍ طلب عزل الخميرة الفاسدة، مؤكدًا أنه من واجب الكنيسة أن تدين من هم بالداخل لا من هم بالخارج، إذ يقول: “فاعزلوا الخبيث من بينكم” (13:5).
يتطلع الرسول إلى الكنيسة كمن هي في حالة عيدٍ، تحتفل دائمًا بعيد الفصح الحقيقي. والمسيح هو فصحها، أي عيدها الدائم، ولا يمكن أن يُحتفل بالعيد بخميرة فاسدة. فرحنا لن يتحقق مع وجود الفساد المحطم للسلام مع اللَّه.
هكذا يربط الرسول بين الوحدة الكنسية والحياة المقدسة والفرح الدائم، فهذه الأمور الثلاثة تقدم صورًا عملية للحياة السماوية، وتحقق للكنيسة شخصيتها كأيقونة السماء.
الإصحاح الخامس
جريمة فاضحة!
بعد أن عالج الرسول بولس مشكلة الانقسامات التي حلت بكنيسة كورنثوس قدم قضية لجريمةٍ فاضحةٍ أساءت إليهم جميعًا.
قبل أن يناقش موضوع “خميرة الشر” التي يجب عزلها أوضح الرسول بولس أمرين: الأول أُبوّته في المسيح يسوع (15:4) التي كلفته موته اليومي من أجل خلاص النفوس. والثاني هو ملكوت اللَّه أنه ليس بكلام بل بقوة (20:4).
حياتنا هي تمتع ببرّ المسيح، هذا البرّ نناله منه ونمارسه لأجله. هو خبرة يومية تعيشها الكنيسة كعروس للعريس البار، لذا فهي تحرص على عزل الخمير الفاسدة لا للعقوبة، وإنما لتأديب الفاسد حتى ينحل فساده ويتمتع ببرّ المسيح خلال التوبة الصادقة.
- خطورة القضية
- نزع الخميرة الفاسدة 2-6.
- الاحتفال بعيدٍ دائمٍ
- عزل الأخ الخبيث 8-13.
1. خطورة القضية
“يُسمع مطلقًا أن بينكم زنى،
وزنى هكذا لا يُسمى بين الأمم حتى أن تكون للإنسان امرأة أبيه” [1].
كلمة “زنى” هناporneia تحمل المعنى الواسع للزنا وعدم الطهارة، خاصة الزنا في صورته البشعة.
يظن البعض أن هذه السيدة كانت أممية قبلت اليهودية، وبحسب الشريعة اليهودية فإن مثل هذه السيدة في حل من كل علاقاتها الماضية حتى زوجها غير المؤمن، فمن حقها أن تطلق رجلها وتتزوج مؤمنًا حتى وإن كان ابنا لزوجها غير المؤمن[1].
بالرغم من إنها قد تكون حالة فردية لكن يليق بالكنيسة أن تقف في حزمٍ ضد فسادٍ كهذا. هنا نتلمس كيف لم يستطع الرسول بولس أن يشتم رائحة الزنا تفوح من عضوٍ في الكنيسة، سواء كان قائدًا أو من الشعب. فإن كانت الطهارة أو القداسة هي العين التي بها نعاين القدوس، فإن الزنا يعكر القلب فلا يعاين اللََّه.
- أحرص على طهارة جسمك وسلامة قلبك، فإنك إن تحققت من نوالهما تبصر اللََّه ربك.
- حب السلام والطهارة فتتأهل لمعاينة وجه الرب إلهك.
- كما أن البخور يعطي لذة للأنف، هكذا يُسر الروح القدس بالطهارة ويسكن في الإنسان.
مار إفرام السرياني
- الطهارة هي تأله البشر، زينة الفضائل، تكريس الجنس، رباط العفة، ينبوع النقاء، راحة المسكن، تاج التآلف…
الطهارة لا تبحث عن شيء يزينها، لأنها هي بهاء ذاتها. إنها توصي الرب بنا، وتجعلنا متحدين مع المسيح…
بعكس عدوتها، النجاسة، المبغوضة دائمًا، صانعة بقعة قذرة وقبيحة لمن يخدمونها، غير تاركة الأجساد ولا النفوس من قذارتها. لأنه حينما يسود طبعها تجعل الإنسان كله تحت نير شهوتها… تبدأ بالإغراء وتنتهي بخرابٍ عظيم للنفس التي استمالت نحوها[2]
القديس كبريانوس
لم يوجه الرسول اللوم إلي زوجة الأب، ربما لأنها لم تكن قد قبلت الإيمان بالسيد المسيح.
أجرة الخطية بلا شك أن هي موت، فلماذا يقول الرسول: “زنا هكذا“؟ تميز الكنيسة بين السقوط في الخطية عن عمدٍ، والسقوط عن ضعفٍ. وبين السقوط مع شخصٍ غريبٍ والسقوط مع شخص من المحرم الزواج بهم كالابنة أو الابن أو أحد الوالدين أو زوجة الأب أو زوج الأم الخ.
- نتعلم من هذا أنه توجد أنواع كثيرة من الزنا، بعضها أكثر خطورة من الأخرى. عندما يدينها اللَّه، فإنه يضع في الاعتبار عوامل الخطورة ويجعل العقوبة مختلفة حسبها. في هذه الحالة يعلمنا بولس بأنه حتى وإن تم زواج شرعي، فإنه إن كان ذلك ضد شريعة اللَّه يُحسب الزواج زنا ويستحق الدينونة[3].
العلامة أوريجينوس
يري البعض أن ما ارتكبه هذا الشخص يرفضه حتى الأمم، وبحسب الشريعة الموسوية يستحق الموت، فكيف يتجاسر مؤمن مسيحي أن يرتكب مثل هذه الخطية؟
- كان هذا الشخص مستحقًا الموت (حسب الشريعة الموسوية) بسبب جريمته، وأما الذين كانوا يسندونه فهم أيضًا غير أبرياء[4].
أمبروسياستر
2. قطع الفساد
“أفأنتم منتفخون؟
وبالحري لم تنوحوا حتى يُرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل” [2].
يبدو أن هذا الزاني كان قائدًا بليغًا، له موهبة الكلام، فكانوا يفتخرون به عوض أن ينوحوا عليه ويعزلوه.
ويرى البعض أن فريقًا مضادًا إذ سمعوا عن زناه افتخروا بأنه لا يوجد بينهم فساد مثل هذا، فكانوا يعيرون الفريق الأول بدلاً من الاهتمام بخلاص نفسه والبكاء عليه. هذه هي إحدى ثمار الانقسام أن يعير كل فريق الآخر بضعفاته عوض الاهتمام بقداسة الكنيسة كلها.
“يُرفع من وسطهم” تعني عزله أو حرمانه من العضوية الكنسية.
- يحدر بولس كبرياءهم لكن بطريقة بها يرغبون في التعاون معه ولا يكونوا غاضبين[5].
أمبروسياستر
“فإني أنا كأني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت،
كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا” [3].
اعتبر الرسول بولس أنه حاضر بالروح بالرغم من غيابه بالجسد بكونه الكارز الأول لهذه المدينة، فإذ ينعقد مجمع كنسي لبحث هذه القضية يحسب نفسه مسئولاً عن الكنيسة حاضرًا في المجمع بروحه كرئيسٍ له.
- لاحظوا طاقته، فإنه لم يسمح لهم بالانتظار إلى حين حضوره، ولا أن يستقبلوه أولاً وبعد ذلك يصدر الحكم… ولكن كمن ينتزع العدوى قبل أن تنتشر في بقية الجسم فأسرع بحصرها[6].
- هذا هو معنى أنه حاضر بالروح، كما كان إليشع حاضرًا مع جيحزي وقال له: “ألم يذهب قلبي معك؟” (2مل26:5) يا للعجب! يا لعظمة قوة هذه العطية إذ تجعل الكل معًا كأنهم واحد، وتؤهلهم لمعرفة الأمور البعيدة: “قد حكمت كأني حاضر”[7].
القديس يوحنا ذهبي الفم
“باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون،
مع قوة ربنا يسوع المسيح” [4].
باسم ربنا يسوع المسيح بكونه رأس الكنيسة، وبسلطانه يتم كل أمر. حضوره بروحه ليحكم علي هذا الزاني ربما يقصد به سلطانه الرسولي الذي تسلمه من الرب.
- لئلا يظنوا أنه متسلط جدًا وأن نغمة صوته تحمل تشبثًا برأيه لاحظوا كيف جعلهم شركاء معه في الحكم[8].
- ما هو هذا؟ “إذ أنتم مجتمعون باسم الرب“، بمعنى: “اسمه الذين فيه تلتقون وتجتمعون معًا” ومع “روحي“. مرة أخرى يقيم نفسه كرأس لهم حتى يصدر الحكم. فإنه ليس لهم إلا أن يقطعوا العاصي كأنه حاضر، وإلا يتجاسر أحد ويحكم عليه بالعفو، واضعًا في اعتباره أن بولس يعلم كل التفاصيل والحيثيات[9].
القديس يوحنا ذهبي الفم
- كان يليق بالكورنثوسيين أن يعزلوا هذا الرجل ليس فقط بالموافقة الجماعية بينهم، وإنما أيضًا في قوة المسيح التي كان بولس وكيلاً لها[10].
أمبروسياستر
“أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد،
لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع” [5].
يرى البعض أنه إذ يشعر الزاني بأنه قد عُزل من الكنيسة يصير في مرارة نفس، ويشعر كأن الموت قد حلّ به، فيهزل جسده جدًا، أو يقبل حياة الإماتة، ويصير في حكم الموت، بهذا يرجع إلي نفسه بالتوبة ويتمتع بخلاص نفسه.
ويرى آخرون أن الرسول بولس يطلب بسلطانٍ رسوليٍ من السيد المسيح أن يسمح لهذا الزاني أن يُسلم لأمراض جسدية ومتاعب حتى يصير كمن في حكم الموت وكمن هو تحت سلطان إبليس، فيكون ذلك فرصة لعودة قلبه إلي مخلصه.
أشار التلمود إلي درجات للعزل أو الحرمان التالية:
* nidduy منع الشخص من أن يأكل مع آخرين لمدة معينة، غالبًا ثلاثين يومًا.
* cherem أناثيما لمدة 90 يومًا.
* shamata استقصاء دائم من الجماعة المقدسة.
يرى آباء الغرب أن الكتاب المقدس يقدم لنا مملكتين لا ثالث لهما، هما ملكوت اللَّه ومملكة إبليس، فتسليم الشخص للشيطان إنما يشير إلى عزله من الكنيسة، مملكة اللَّه، فيكون منتميًا إلى مملكة إبليس التي اختارها بإصراره علي شره ورفضه التوبة، حتى متى أدرك حاله يتوب فيرجع إلي مملكة اللَّه وتخلص نفسه.
لعل هذا التعبير يشير إلي السماح بتأديب الشخص أو دخوله في ضيق، كقول اللَّه للشيطان عن أيوب: “ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه” (أي 2: 6). وقول الرسول بولس: “هيمينايس والإسكندر اللذان أسلمتهما للشيطان لكي ويُؤدبا حتى لا يجدفا” (1 تي 1:20).
لم يقل لهلاك الجسم بل لهلاك الجسد مشيرًا إلى إماتة شهوات الجسد، أما الجسم فيشارك النفس المجد الأبدي، فإن الجسد الفاسد لا يرث ملكوت اللَّه. “هلاك الجسد” لا يعني موته أو هلاك جسمه، إذ عاد الرسول يطلب من أهل كورنثوس أن يردوه إلى شركتهم (2 كو 2:7). إنما يقصد هنا أعمال الجسد كقول الرسول: “وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة” (غلا 5:20). إذن يقصد هلاك شهوات الجسد الفاسدة.
- لم يقل أنه “ييأس منه” بل “يُسلّم” للشيطان، فيفتح أمامه أبواب التوبة، ويسلمه كما لناظر مدرسة.
يقول: “مثل هذا” دون ذكر اسمه. “لهلاك الجسد” كما حدث في حالة الطوباوي أيوب، ولكن ليس على نفس الأساس؛ لأنه في الحالة الأخيرة كانت له أكاليل بهيّة، أما هنا فلأجل إزالة الخطايا وبعض الأمراض الأخرى[11].
القديس يوحنا ذهبي الفم
يجيب القديس يوحنا ذهبي الفم على السؤال: ألم يكن في سلطان الرسول أن يعاقب؟
- لم يكن هذا لكي يٌعاقبوا بل لكي يتعلّموا. فإنه قد أظهر أن له سلطان كما جاء في عبارات أخرى: “ماذا تريدون: أبعصا آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة؟” (1 كو 21:4). مرة أخرى يقول: “لكي لا استعمل جزمًا وأنا حاضر حسب السلطان الذي أعطاني إيّاه الرب للبنيان لا للَّهدم” (2 كو 10:13). لماذا إذن دعا الشيطان ليعاقبهم؟ لكي يكون عارهم أعظم فيكون الضيق والعقوبة أكثر إثارة[12].
القديس يوحنا ذهبي الفم
- إن كان أحد ما قد مُنع من الصلاة (الجماعية) بسبب خطأ ما قد ارتكبه، فليس من حق أحد أن يصلي معه قبل إتمام ندامته على أساس سليم، ويتمتع بالمصالحة والعفو عن معصيته علانية بواسطة الأب قدام جميع الاخوة. فإنه بهذه الخطة يعزلون أنفسهم عن الشركة معه في الصلاة للسبب التالي. فإنهم يعتقدون أن الذي مُنع من الصلاة كما يقول الرسول: “سُلِّم للشيطان”. فإن تحرك أحد بعاطفة شريرة وأقام شركة معه في الصلاة قبل أن يقبله الشيخ يجعل من نفسه شريكًا معه في اللعنة التي حلَّت به، ويُسلِّم نفسه بكامل إرادته للشيطان الذي سُلِّم له الآخر من أجل تصحيح جريمته. وهو بهذا يسقط في معصية أكثر خطورة، لأنه بالاتحاد معه خلال الشركة سواء بالكلام أو الصلاة يعطيه فرصة ليبقى في تشامخه ويشجع العاصي ليجعله أكثر عنادًا[13].
القديس يوحنا كاسيان
- ينتقد أتباع ماني العهد القديم ولا يعترفون به لأجل تلك الأحكام (التأديبية). ولكن عليهم أن يتأملوا ما قاله بولس الرسول بخصوص الخاطئ الذي أُسلم إلى الشيطان لهلاك الجسد “لكي تخلص الروح” (1 كو 5:5). ورغم أن هذا النص لا يُفهم منه موت الجسم إلا أن الرسول كان يفرض هذا التأديب لا عن كراهية بل في حبٍ كما يتضح من قوله “لكي تخلص الروح“[14][15].
القديس أغسطينوس
- إن كل ما يحل بنا هو بواسطة اللَّه أو بسماحٍ منه، سواء ما يظهر في الوقت الحالي محزنًا أو مفرحًا، فإنه لأجل نفعنا كما من أبٍ فائق الحنان وطبيب عظيم الترفق. ولهذا فإن البشر كما لو كانوا تحت عناية معلمين يُذلون هنا حتى إذا ما رحلوا من هذا العالم يصيرون في الحياة الأخرى في حال أعظم نقاوة. إنهم ينالون هنا عقابًا خفيفًا حتى كما يقول الرسول: يُسلمون في الوقت الحاضر “للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع” (1 كو 5:5)[16].
الأب سيرينوس
3. نزع الخميرة العتيقة
“ليس افتخاركم حسنًا.
ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟” [6].
إذ كان هذا الرجل في مركز قيادي فإنه وإن أخطأ كحالة فردية لكنه يمثل خميرة تفسد العجين كله، أي يجلب فسادًا علي كنيسة اللَّه.
- إن لم يُعزل هذا الشخص لن تخلص روح الكنيسة في يوم الدينونة، لأن مصدر العدوى قد أصاب الكل[17].
- كما أن خطية شخص واحد تعدي الكثيرين إن لم تُعالج في الحال متى اُكتشفت، هكذا تكون أيضًا خطية الكثيرين متى عرفوها ولم يحيدوا عنها أو يتظاهروا كمن لم يلاحظوها. تبدو الخطية كأنها ليست خطية إن لم تُصحح أو يتجنبها الشخص[18].
أمبروسياستر
- لا يُؤخذ هذا بمعنى حرفي. ما يعنيه بولس أن هذا الشخص يُعزل من الكنيسة، فيلتزم أن يحيا في العالم الذي يسيطر عليه الشيطان. بهذه الوسيلة سيتعلم مخافة الرب ويهرب من العقوبة العظمى المقبلة[19].
ثيؤدور أسقف المصيصة
- يسلم بولس للشيطان من هم قد جدفوا بكامل إرادتهم[20].
القديس جيروم
- إنه لا يعني أنه يسلمه لقوى الشرير، بل بالأحرى إلى شرور هذه الحياة مثل الأمراض والأحزان والآلام والظروف الأخرى المنسوبة للشيطان. هذا المعنى هو ما استخدمه بولس. ما يعنيه أن هذا الإنسان يلزم أن يُطرد ليواجه متاعب الحياة[21].
سفيريان أسقف جبالة
- نتعلم من هذا أن ابليس يقتحم الذين انفصلوا عن جسد الكنيسة إذ يجدهم محرومين من النعمة[22].
ثيؤدورت اسقف قورش
- “خميرة صغيرة“: لست أود أن أُكمّل العبارة، بل بالأحرى أرغب أن أتوسل إليكم وأنصحكم أن تتحول الخميرة ذاتها إلى ما هو أفضل، لئلا تغير العجين كله إلى ما هو أردأ كما حدث فعلاً[23].
القديس أغسطينوس
“إذًا نقوا منكم الخميرة العتيقة
لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير،
لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذُبح لأجلنا” [7].
يطلب النقاوة من الخميرة العتيقة لكي تكون الكنيسة كلها بوجه عام طاهرة ومقدسة للرب، لا تضم أعضاء فاسدين ودنسين. هكذا يليق بالكنيسة ككلٍ كما بكل عضوٍ فيها أن يحفظ حياة الطهارة والنقاوة في الرب.
إذ قتل اليهود السيد المسيح (الفصح الحقيقي) حفظوا العيد بفطيرٍ بلا خميرة، أما نحن فيليق بنا أن نحفظ عيدنا لا لمدة سبعة أيام بل كل أيام حياتنا بلا خميرة من الفساد. يليق بنا أن نموت مع مخلصنا عن الخطية، ونحمل شبه موته بالإماتة عن الخطية، ونتمتع بقوة قيامته بتمتعنا بالحياة الجديدة المقدسة في الرب، في الداخل كما في الخارج.
يسألهم لا أن ينزعوا الخميرة الفاسدة التي يتحدث عنها هنا “الزنا” بل كل خميرة فاسدة، أي كل خطية، لأنهم إذ قبلوا الولادة الجديدة صاروا “فطيرًا” لا موضع للفساد فيهم. فلا يليق بهم أن يعودوا ويسمحوا للشر أن يدخل في حياتهم ويفسد طبيعتهم الجديدة، الإنسان الجديد المخلوق علي صورة المسيح.
كما كان يلزم لليهود أن ينزعوا كل أثر للخميرة من مساكنهم حتى يعيدوا الفصح، هكذا يليق بنا نحن أن ننزع كل فسادٍ في حياتنا مادمنا نعيد بالمسيح فصحنا. وكما كان الحمل رمزًا للسيد المسيح حمل اللَّه الحامل خطية العالم، هكذا ترمز الخميرة إلي الفساد الذي يلزم نزعه من القلب.
- كان اليهود دائمًا ينسون إحسان اللَّه لهم. لهذا فإن اللَّه ربط معنى هذه الأمور، إحسانه، ليس فقط بزمنٍ معينٍ بل وبعاداتهم مثل الأكل. لهذا كانوا يأكلونه متمنطقين وأحذيتهم في أرجلهم (خر 11:15). فإن سُئلوا عن السبب يقولون: كنا مستعدّين للرحلة، كنا على وشك الخروج من مصر إلى أرض الموعد، كنا مستعدّين لخروجنا. هذا إذن هو الرمز التاريخي.
لكن الحقيقة هي أننا نحن أيضًا نأكل فصحنا المسيح، لأنه قد ذبح لأجلنا [7]. ماذا إذن؟ يلزمنا أن نأكله متمنطقين وأحذيتنا في أرجلنا. لماذا؟ لكي نكون نحن أيضًا مستعدّين لخروجنا، لرحيلنا من هنا[24].
- لنشرح لماذا نُزعت الخميرة من كل الجوانب. ما هو معناها الخفي؟ يليق بالمؤمن أن يهرب من كل شر. فكما يفسد (العجين) متى وُجدت فيه خميرة قديمة هكذا نحن أيضًا إذ وُجد فينا شر فستكون العقوبة عظيمة[25].
- لدي اقتناع قوي بأن القول بخصوص الخميرة يخص أيضًا الكهنة الذين يسمحون بالتعامل مع الخميرة القديمة أن تكون في الداخل ولا ينزعونها خارج حدودهم، أي خارج الكنيسة، الطمّاعين والعنفاء وكل المُستبعدين من ملكوت السموات. فالطمع حتمًا هو خميرة عتيقة، ومهما بدا بسيطًا ودخل أي منزل يجعله غير نقي؛ ربما تكسب قليلاً لكن بظلمك يختمر الكل![26]
القديس يوحنا ذهبي الفم
- أنه بسبب هذه البداية للحياة الجديدة، بسبب الإنسان الجديد الذي أمرنا أن نلبسه ونخلع الإنسان العتيق (كو 9:3-10) يلزمنا أن ننقي الخميرة العتيقة لكي تكون عجينًا جديدًا، لأن المسيح فصحنا مُقدس لأجلنا (1كو7:5)[27].
القديس أغسطينوس
- للخميرة العتيقة هنا معنى مزدوج. فمن جانب تشير إلى التعليم الخاطئ كما حذر يسوع تلاميذه أن يتحرزوا من خمير الفريسيين (مت 16: 6- 12؛ مر 8 : 15؛ لو 12 : 1). ومن جانب آخر تشير أيضًا إلى خطية الزنا التي يعالجها هنا. يعلم بولس أن الفصح هو ذبيحة وليست خروجًا كما يظن البعض. الذبيحة تأتي أولاً، وبعد ذلك يصير ممكنًا الانتقال من الحياة العتيقة إلى الحياة الجديدة. لهذا السبب فإن الصليب هو الحقيقة المخلصة التي أشار إليها فصح العهد القديم[28].
أمبروسياستر
“إذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة،
ولا بخميرة الشر والخبث،
بل بفطير الإخلاص والحق” [8].
يحذرنا الرسول من الاستهانة بأية خطية مهما بدت تافهة، فإنها كالخميرة تفسد العجين كله، سواء علي مستوى الفرد أو الجماعة.
مسيحنا هو الحمل الذي بلا عيب، الفصح الطاهر، مات لكي نكون نحن طاهرين، قدس القدوس نفسه لأجلنا لكي نكون له قديسين.
يقدم لنا الرسول بولس مفهومًا جديدًا للحياة المسيحية، وهي احتفال مستمر ودائم بعيد الفصح مادمنا نقبل صلبه وموته ونختبر قيامته كل يومٍ. الحياة الكنسية هي عيد مفرح عل الدوام إذ هي شركة مع المسيح مصدر فرحنا الحقيقي.
- إنه عيد، كل أيام حياتنا. فمع قوله “لنحفظ العيد” فإنه لم يقل هذا بخصوص حلول الفصح أو البنطقستي، وإنما يشير إلى كل الزمن كعيد للمسيحيين، وذلك بسبب سمو الخيرات التي نتقبّلها[29].
- إنه عيد، يمتد كل زماننا. لذلك يقول بولس: “افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا” (في4:4). في أيام العيد لا يرتدي أحد ثيابًا قذرة. هكذا ليتنا نحن أيضًا لا نفعل ذلك. فقد تحقق الزواج، الزواج الروحي، لأنه يقول: “يشبه ملكوت السموات إنسانا ملكًا صنع عرسًا لابنه” (مت2:22)[30].
- ليته لا يدخل أحد ملتحفًا بخرقٍ… فإن كان حيث يوجد الكل بمظهر بهي وُجد شخص واحد في العرس مرتديًا ثيابًا قذرة قد طُرد بمهانة، فكم يكون الأمر يتطلب غاية الدقة وبكل طهارة لمن يدخل في حفل العرس هذا[31].
القديس يوحنا ذهبي الفم
- إن سعادة عيدنا يا إخوتي هي قريبة منا جدًا، ولن يفشل في بلوغها من يرغب في تبجيله، لأن “الكلمة” هو قريب، هذا الذي هو بالنسبة لنا كل شيء لخيرنا.
لقد وعدنا ربنا يسوع المسيح أن يكون معنا على الدوام… قائلاً: “ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر” (مت20:28).
فإذ هو الراعى، ورئيس الكهنة، والطريق، والباب، وكل شيء في نفس الوقت لأجلنا، هكذا يظهر أيضًا “عيدًا” لنا كقول الطوباوى بولس: “لأن فصحنا المسيح قد ذبح” (1 كو 7:5).
إنه هو ما كنا ننتظره، لقد أضاء على مرتل المزامير القائل: “ابتهج وأفرح برحمتك، لأنك نظرت إلى مذلتي وعرفت في الشدائد نفسي” (مز 7:31).
إنه بحق فرح حقيقي، إذ يخلصنا من الشر، وهذا يبلغه الإنسان خلال تبنيه الأحاديث الصالحة، وتزكية فكره بخضوعه للّه[32].
البابا أثناسيوس الرسولي
- كما أن خميرة قليلة تخمر العجين كله، هكذا الحياة الشريرة تفسد الإنسان كله. لهذا يريدنا بولس أن نتجنب ليس فقط الأفعال الشريرة، بل وكل اهتمامات الخطية، حتى بالاخلاص تغتسل حياتنا ويُنزع الحق كل خداع[33].
أمبروسياستر
4. عدم الشركة مع الاخوة الزناة
“كتبت إليكم في الرسالة أن لا تخالطوا الزناة” [9].
بينما يرى البعض[34] أن الرسول يشير هنا إلى رسالة سبق فكتبها إليهم بخصوص هذا الأمر، يرى البعض أنه يتحدث هنا عن ما سبق فكتبه في نفس هذه الرسالة[35]. يرى القديس يوحنا ذهبي الفم وثيؤدورت وأغلب المفسرين اللاتين مع إجماع الكتاب الألمان بأن النص هنا يشير إلى ذات الرسالة وليس إلى رسالة سابقة مفقودة.
- يعني بولس أنه من الأفضل الموت (الخروج من العالم) عن الاختلاط بزملاء مؤمنين يخطئون مثل الزاني موضوع الحديث هنا، لأن الموت يضع نهاية لذلك حالاً دون تأخير[36].
أمبروسياستر
- غير المؤمنين الزناة لا يستطيعون أن يؤذوا الكنيسة، أما المؤمنون الزناة فيفسدونا في الداخل، لهذا يجب تجنبهم وعزلهم[37].
العلامة أوريجينوس
- واضح أنه إن كان يجب ألا نشاركهم في الطعام العادي، يلزم ألا نشترك معهم في مائدة الرب[38].
ثيؤدورت أسقف قورش
“وليس مطلقًا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان،
وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم” [10].
يخطئ الزناة في حق أنفسهم، إذ يفقدوا طهارتهم ونقاوتهم. ويخطئ الطامعون والخاطفون في حق اخوتهم، أما عبدة الأوثان فيخطئون في حق اللَّه.
“وأما الآن فكتبت إليكم أن كان أحد مدعو أخًا زانيًا أو طماعًا أو عابد وثن أو شتامًا أو سكيرًا أو خاطفًا أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا” [11].
- يمكن أن يوجد أناس ليسوا أبناء حقيقيين، مثل أولئك الذين قيل عنهم: “إن كان أحد مدعو أخًا…” [11]. هنا يوجد بالإيمان، لكنه ليس ابنًا حقيقيًا. حقيقة هو ابن، لأنه نال مرة النعمة وتجدد (وُلد ثانية)، لكنه ليس بالابن الحقيقي، لأنه غير أهلٍ لأبيه الذي هجره وصار أسير سلطان آخر[39].
- ليتنا لا نطرد النعمة. لقد أخبرنا أن ننسحب من كل أخ يسلك بلا ترتيب. هذا كان شرًا عظيمًا يجب فصله عن كل جسد الاخوة. بهذا في الواقع يعاقب الكل، وكما في موضع آخر في رسالته إلى أهل كورنثوس يقول: “لا تُواكلوا مثل هذا” [11]. لكننا نجد الآن الغالبية لا يعتقدوا أن هذا شر عظيم. إنما كل شيء مرتبك وفاسد، فنختلط مع الزناة والطمّاعين بلا ضابط، كأنه أمر حتمي.
إن كان يجب أن ننسحب ممن كان ينال معونة وهو كسلان فماذا يكون الحال مع الآخرين؟
يجب أن تعرفوا كم هو أمر مرعب أن يُفصل أحد من جماعة الاخوة، وأي نفع ينالونه عندما يُوبّخ هؤلاء بفكرٍ سليمٍ. اسمع ماذا حدث مع ذاك الرجل الذي افتخر بخطيته وبلغ قمّة الشر، الذي ارتكب مثل هذا الزنا الذي لا يُسمّى حتى بين الأمم، والذي لم يشعر بجرحه هذا والذي فسد، فإنه بعد هذا كله، فإن هذا قد انحنى وتواضع. حتى أن بولس قال: “مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين… اطلب أن تُمكّنوا له المحبة” (2 كو 6:2، 8). إذ كان في ذلك الوقت كعضوٍ منفصل عن بقية الجسم[40].
القديس يوحنا ذهبي الفم
- ماذا نفعل بخصوص هذه الحقيقة وهي أن الرسول نفسه قدم لنا قائمة ضخمة من الرذائل، وأشار من بينها إلى السُكر وختمها بالتحذير من أن نأكل خبزًا مع من يخطئون بمثل هذه الأمور؟[41]
- إنه لأمر مثير للشفقة مذكّرًا إيّانا مدى خطورة الأكل مع الذين هم يخطئون بالنهم حتى في بيوتهم[42].
القديس أغسطينوس
“لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج
ألستم أنتم تدينون الذين من داخل؟” [12].
استخدم بعض المفسرين هذه العبارة للَّهجوم علي الحياة الرهبانية كحياة غير إنجيلية، فيها انسحاب من العالم وانغلاق وعدم شهادة للإنجيل أمام الغير. ولعل سرّ هذا عدم إدراكهم للفكر الرهباني الإنجيلي الحق. فالرهبنة منذ بدء نشأتها هي انطلاق النفس نحو السماء، واتساع القلب بالحب نحو كل البشرية. الراهب حتى في توحده يرفع يديه نحو السماء، حاملاً في قلبه كل البشر مشتهيًا خلاص الكل. فتح القديس أنبا انطونيوس أب كل الأسرة الرهبانية في العالم مغارته لكثير من الفلاسفة الوثنيين، وكسب بعضهم للسيد المسيح. وقام الرهبان الروحيون بخدمة الكثيرين، في الكنيسة وفي العالم .
- أيها الاخوة، هذا هو عملي أن أتحدث إليكم، عملي أن أتكلم مع المسيحيين، “لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج؟” [12][43].
القديس أغسطينوس
- سأل الرسول: “لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج؟” حقًا هؤلاء الأشخاص هم خارج المحكمة التي فيها تُنطق كلمات أسرارنا، إنهم لا يُنصبون تحت سقف اللَّه، وإنما في دير الشرير. إنهم يؤسرون بواسطته بإرادته. لهذا فهم لا يفهمون أن كل الفضائل توجد في الاعتدال وإن أي انحراف من أي جانب يتحول إلى رذيلة[44].
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
- لا يستطيع الأسقف أن يصنع شيئًا مع غير المؤمنين. أما الأخ الذي يُمسك مرتكبًا مثل هذا الأشياء فُيمكن للأسقف أن يمنعه ليس فقط عن الأسرار بل وعن الأحاديث العادية العامة مع زملائه، حتى متى تجنبوه يشعر بالخجل فيتوب[45].
أمبروسياستر
- طالما يصعب علينا معرفة هدف الآخرين من اكتنازهم للأشياء الزمنية… فقد يكون قلبهم بسيطًا أو مزدوجًا، لذلك يليق أن يُقال: لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.
أظن أننا من هذه الوصية نتعلم ضرورة افتراض أحسن قصدٍ ممكنٍ لأعمال الآخرين التي يمكن أن نشك في نيتها.
أما عندما كُتب: “من ثمارهم تعرفونهم” فقد قصد بها الثمار التي لا يُمكن الشك فيها مثل الدعارة والتجديف والسرقة والسكر وأمثال ذلك التي سُمح بالحكم فيها (من الكنيسة) حيث يقول الرسول: “لأنه ماذا لي أن أدين الذين من الخارج؟ ألستم أنتم تدينون من الداخل؟” (1 كو 12:5) فلا ندين إنسانًا من أجل أكل معين، فقد يأكل بنية صالحة بدون شهوة. لهذا يمنع الرسول الممتنعين عن أكل اللحم وشرب الخمر عن إدانة من يأكلونه ويشربونه، قائلاً: “لا يزدري مَنْ يأكل بمَنْ لا يأكل. ولا يدِنْ مَنْ لا يأكل مَنْ يأكل”. كما يقول: “مَنْ أنت الذي تدين عبد غيرك. هو لمولاهُ يثبت أو يسقط” (رو 3:14-4)[46].
القديس أغسطينوس
“أما الذين من خارج فاللَّه يدينهم،
فاعزلوا الخبيث من بينكم” [13].
الكنيسة في اتساع قلبها لا تدين الذين في الخارج بل تصلي لأجلهم لكي يكشف لهم الرب القداسة الحقة خلال نعمة اللَّه الغنية. لكنها ملتزمة أن تعيش طاهرة ومقدسة، لذا تكون حازمة مع الذين في الداخل، وكلما نال العضو مركز قياديًا أكبر وأخطأ يكون التأديب أكثر حزمًا.
- اصنع ما في وسعك أن تستبعد الإنسان الشرير، فإنه إذ يرحل يحضر المسيح فيك[47].
العلامة أوريجينوس
من وحي 1كو5
انزع فسادي،
فأفرح بك يا عيدي الدائم
- بإرادتي سمحت لعدوّي أن يتسلل إلى قلبي،
ويسيطر على إرادتي،
فأسلك بما لا يليق كابنٍ حقيقيٍ لك!
- مع كل تهاونٍ وتراخٍ واستهتارٍ،
مع كل خطيةٍ ارتكبها،
أُُهين بنوتك يا أيها الكلّي القداسة.
- قل كلمة،
هب لي روح القوة،
فلن اسمح للخميرة الفاسدة أن تفسد عجين حياتي.
اطرد بقوة كل فسادٍ في داخلي،
فأصير لك فطير الحق بلا خميرة فساد.
وأتهلل بعيد فصحٍ دائم، يا أيها الفصح الحقيقي.
- أراك دومًا على الصليب يا حمل اللََّه.
تُقدم ذاتك فصحًا، لتعبر بي من أرض العبودية.
تُخرجني من المرارة إلى عذوبة الحرية.
أنت فصحنا جميعًا.
حوّلتَ حياتنا إلى عيدٍ دائم لا ينقطع!
أقمتَ في داخلي حفل عُرس لا ينتهي!
حوّلتَ نوحي إلى فرح!
- هب لي بروحك ألا أقبل دنسًا في أعماقي،
بل بالحق أصير أيقونتك يا أيها القدوس.
أتقدس فلا أدين أحدًا في الخارج.
بل أدين نفسي في الداخل!
- هب لكنيستك روح القوة والقداسة.
بروحك تنتزع كل فسادٍ،
لا لتدين بل لتؤدب.
لا بروح النقمة بل بدموع الحنان.
تبتر الشر وتبكي على الشرير.
لا تطيق رائحة الفساد،
ولا تحتمل هلاك أحد!
لتحكم أنت فيها يا أيها الحب الحقيقي الحازم!
[1] Adam Clarke Commentary.
[2] كيفية الطهارة وفوائدها، ف.3.
[3] Comm. On 1 Cor.2:23:15-20.
[4] CSEL 81:52.
[5] CSEL 81:52.
[6] In 1 Corinth., hom. 15:3.
[7] In 1 Corinth., hom. 15:3.
[8] In 1 Corinth., hom. 15:3.
[9] In 1 Corinth., hom. 15:3.
[10] CSEL 81:53.
[11] In 1 Corinth., hom. 15:4.
[12] In 1 Tim., hom. 5.
[13] Institutes, 2:16.
[14] كان يقصد الرسول أن يعزل هذا الشخص وأمر بعدم مخالطته (1كو11:5،13). ويبدو أن هذا الأخ قد حزن حزنًا مفرطًا حتى كاد أن يبتلع من الحزن، لذلك كتب الرسول في رسالته الثانية مطالبًا بمسامحته (2كو5:2-8).
[15] Sermon on the Amount 1:20:64.
[16] Cassian: Conferences 7:28.
[17] CSEL 81:54.
[18] CSEL 81:55.
[19] Pauline Commentary from the Greek Church.
[20] Against Rufinuis, 7.
[21] Pauline Commentary from the Greek Church.
[22] PG 82:262.
[23] Ep. 211:3.
[24] In Ephes., hom. 23.
[25] In 1 Corinth., hom. 15:8.
[26] In 1 Corinth., hom. 15:11.
[27] Ep. 55:5.
[28] CSEL 81:55.
[29] In 1 Corinth., hom. 15:6.
[30] In 1 Corinth., hom. 15:6.
[31] In 1 Corinth., hom. 15:6.
[32] للمؤلف: الحب الإلهي، ص 630.
[33] CSEL 81:56-57.
[34] Ambrosiaster: CSEL 81:57.
[35] Theodoret of Cyrus: PG 82:263.
[36] CSEL 81:57.
[37] Comm. On 1 Cor.2:26:23-26.
[38] PG 82:263.
[39] In Titus, hom. 1.
[40] In 2 Thess., hom. 5.
[41] Ep. 22:3.
[42] Ep. 39:5.
[43] Sermons on New Testament Lessons.
[44] On Virginity, 8.
[45] CSEL 81:58.
[46] Sermon on the Amount 2:59.
[47] Comm. On 1 Cor.2:26:57-59.