تفسير رسالة يعقوب 3 الأصحاح الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة يعقوب 3 الأصحاح الثالث – القمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح الثالث: الإيمان واللسان
في هذا الأصحاح يعالج موضوع “الإيمان واللسان” إذ دخلت بعض الأخطاء عن فِرِّيسيَّة اليهود الشريرة ألا وهي حب التعليم وكثرة الكلام بلا حكمة فتحدث عن:
- حب التعليم ١ – ٢.
- خطورة اللسان ٢ – ٦.
٣. كيف نضبط اللسان؟ ٧ – ١٢.
- اللسان والحكمة الحقيقية ١٣ – ١٨.
1. حب التعليم
“لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي،
عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم” ]١[.
الإيمان الميت الذي بلا أعمال يدفع بالإنسان إلى تغليف نفسه بمظهر التعليم، فيُكثِر الكلام والتوبيخ والانتهار بغير انسحاق داخلي. لهذا تُلزِم الكنيسة جميع خدامها ورعاتها أن يكون لهم آباء اعتراف حتى لا ينسوا بنيانهم الروحي في وسط الخدمة والتعليم. وينصح الرسول بولس تيموثاوس “لاحظ نفسك والتعليم”.
وتعلمنا الكنيسة في القداس الإلهي أن يصلي الكاهن من أجل خطاياه قبل صلاته من أجل جهالات الشعب[1].
لهذا يخاف القديس أغسطينوس أسقف هيبو على نفسه فيقول: [إننا نحرسكم في عملنا كوكلاء لله، لكننا نحن أيضًا نود أن يحرسنا الله. إننا كم لو كنا رعاة بالنسبة لكم، لكننا أيضًا في رعاية الله، إذ نحن خراف زملاء لكم. إننا معلمون بالنسبة لكم. لكن بالنسبة لله فهو السيد الواحد، ونحن زملاء لكم في مدرسته. إن أردنا أن يحرسنا الله الذي تواضع من أجلنا وتمجد لكي يحفظنا، فلنتواضع نحن أيضًا فلا يظن أحد أنه شيء، فإنه ليس لأحد شيء صالح ما لم يكن قد أخذه من الله الذي وحده هو صالح.]
لكن يدفع الكبرياء بعض الخدام والعلمانيين حتى أنهم ظنوا في أنفسهم أنهم قد خلصوا وأنهم صالحون لا يخطئون، لهذا أكمل الرسول قائلاً:
“لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا“.
هذا الفكر الخاطىء (يظن البعض في أنفسهم أنهم قد خلصوا وأنهم صالحون لا يخطئون) له جذوره في عهد الرسل، كما في أيام القديس أغسطينوس حيث كتب يوبخ البيلاجيين على هذه الادعاءات، وكتب القديس أمبروسيوس يوبخ القائلين بهذا أيضًا. تؤكد تعاليم الكتاب المقدس وأقوال الآباء شدة الحرب الروحيّة التي يواجهها الرعاة أكثر من غيرهم، لأنه متى أسقطهم الشيطان يشتت الرعيّة معهم.
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم أنه حتى رئيس الأساقفة مُعَرِّض للضعفات حتى يترفق بالضعفاء أولاده وإخوته.
ويقول البابا بطرس السكندري: [من هم أكثر سُمُوًا من الرسل الذين هم أنفسهم لم يخلوا من ضعفنا؟ لأن أحدهم يقول: “لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا”… لكن عندما نتوب عنها ننال غفرانًا، خاصة إن كانت بغير إرادة أو عن جهل أو ضعف[2].]
٢. خطورة اللسان
“إن كان أحد لا يَعْثُر في الكلام،
فذاك رجل كامل، قادر أن يُلْجِم كل الجسد أيضًا” ]٢[.
انتقل الرسول من الحديث عن حب التعليم دون التعلم إلى كثرة الكلام المُعثر. فمن لا يلجم لسانه لا يستطيع أن يضبط الجسد كله، أي حياته كلها، أما من يلجمه فيكون رجلاً كاملاً، أي فيه رجولة ونضوج روحي.
يقول القديس يوحنا الدرجي:
[الثرثرة هي عرش الغرور، ومن هذا العرش تظهر محبة إبراز الذات والمباهاة والافتخار.
الثرثرة إشارة إلى الجهل، وباب الاغتياب، وموصل إلى الهزل والضحك، وخادم للكذب والرياء.
هي دليل النوم وتشتيت الذاكرة، تُزِيل اليقظة وتبرد الحرارة وتفتر الصلاة[3].]
وقد ضرب الرسول أمثلة على خطورة اللسان فقال:
ا. “هوذا الخيل تضع اللُّجُم في أفواهها لكي تطاوعنا فندير جسمها كله” ]٣[.
اللُّجُم لا تدير الرأس كله فحسب بل الجسم كله، أي السلوك كله. إذًا فلنقل للرب: “احْفَظْ لفمي كِمامةً فيما الشر مُقابلي” (مز ٣٩: 1) حتى لا يركض جسدنا كالخيل ويُطَوِّح بالنفس البشريّة على الأرض محطمة.
ب. “هوذا السفن أيضًا وهي عظيمة بهذا المقدار وتسوقها رياح عاصفة تديرها دفة صغيرة جدًا إلى حيثما شاء قصد المدير ]4[. هكذا اللسان أيضًا هو عضو صغير ويفتخر متعظمًا“.
السفن مع ضخامتها يديرها الربان بدفة صغيرة، ومتى أساء الربان استخدامها يفقد السفينة وكل ما عليها. فقد أساء نبوخذ نَصَّر الدفة، أي لسانه ونطق متعظمًا: “هذه بابل العظيمة التي بنيتها… بقوة اقتداري ولجلال مجدي” (دا ٤: 30)، فذاق المر سنينًا! وهيرودس بسبب الدفة الصغيرة ضربه ملاك الرب لأنه لم يعطِ المجد لله وصار الدود يأكله، إذ صرخ الشعب قائلاً: “هذا صوت إله لا صوت إنسان” (أع ١٢: 22). وبطرس من أجل كلمة بكى بمرارة.
ج. “هوذا نار قليلة، أي وقود تحرق. فاللسان نار عَالَمُ الإثم. هكذا جعل في أعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله ويُضْرِم دائرة الكون ويُضْرَم من جهنم” ]5– 6[.
شرارة بسيطة كفيلة بحرق غابة ضخمة، لهذا “لا تدع فمك يجعل جسدك يخطيء” (جا ٥: ٦). فاللسان هو الشرارة التي تُضْرَم من جهنم لكي تُضْرِم الجسم كله، فيفقد الإنسان قدرته على الصلاة ويسبب انشقاقات ويثير الحقد، ويخسر سلام الإنسان الداخلي والخارجي. هذا كله بسبب اللسان أُضْرِم من إبليس.
ويقال أن “جهنم” هنا تعني مكانًا كان اليهود يلقون فيه الحيوانات الميتة والقاذورات لحرقها، وكانت النيران لا تنطفيء ليلاً أو نهارًا.
٣. كيف نضبط اللسان؟
“لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يُذَلَّل، وقد تَذَلَّل للطبع البشري. وأما اللسان فلا يستطيع أحد أن يُذَلِّله” ]7-8[.
يقول القديس أغسطينوس:
[لم يقل الرسول أنه لا يوجد من يُذَل اللسان بل لا يستطيع أحد (من البشر) أن يُذَلل اللسان، حتى متى أُلجِم نعترف بأن ذلك بفضل حنان نعمة الله ومعونته[4].]
[يستطيع الإنسان ترويض الوحوش المفترسة، أما لسانه فلا يقدر أن يُلجِمه!…
يستطيع الإنسان تهذيب كل شيء ما عدا ذاته، فما يقدر عليها!
يقدر على تهذيب كل ما يخاف منه، أو يجدر به أن يخافه، أما ذاته التي لا يخافها فلا يقدر عليها!
إذن لنلجأ إلى الله الذي يستطيع أن يُلجِمه. أنتم لا تقدرون على إقناع ألسنتكم لأنكم بشر… فلنطلب من الله لكي يروضنا قائلين له: “يا رب ملجأ كنت لنا“.
هل يستطيع (الإنسان) صورة الله أن يُرَوِّض الأسد، ويعجز الله عن ترويض صورته؟
إن رجاءنا يكمن في هذا المُرَوِّض لنخضع له ملتمسين رحمته… لنحتمله حتى يُرَوِّضنا، فنصير كاملين، لأنه كثيرًا ما يسمح لنا بتأديبات. فإن كنتم تستخدمون أسواطًا في ترويض الحيوانات المفترسة، أمَا يستخدم الله ذلك ليحوِّلنا نحن وحوشه إلى أولاد له[5]؟]
يذكر مكروبياس أن بعضًا كانوا يُرَوِّضون الغربان حتى كانت تنطق قائلة: “السلام عليك يا قيصر الملك الغالب”، وكانوا يقومون ببيعها لقيصر وهو عائد منتصرًا… أفلا يقدر الله أن يروض ألسنتنا لتنطق بالتسبيح للرب الغالب؟
“هو شر لا يضبط مملوء سمًا مميتًا” ]٨[.
عندما أراد الرسول أن يُظهِر شر الإنسان قال: “الجميع زاغوا… حنجرتهم قبر مفتوح. بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم وفمهم مملوء لعنة ومرارة” (رو ٣: ١2-١٤). وكأن هذا يكفي للكشف عن مقدار ما بلغه الإنسان من زيغان وفساد. وسرّ شره ليس في طبعه لكن في انحرافه عن عمله، فتارة يبارك الله، وأخرى ينحرف ليلعن الناس، وكما يقول الرسول:
“به نبارك الله الآب،
وبه نلعن الناس الذين قد تَكَوَّنوا على شبه الله.
من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة.
لا يصلح يا إخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا.
ألَعَل ينبوعًا ينبع من عين واحدة، العذب والمر؟
هل تقدر يا اخوتي تينة أن تصنع زيتونًا أو كرمة تينًا؟
ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحًا وعذبًا” ]9– ١٢[.
اللسان الذي نبارك به الله في الصلاة، متى استخدمناه في إساءة الناس الذين هم على شبه الله، نوجه الإهانة إلى الله خالقهم، ونستهين بحبه الذي أحب به العالم كله حتى بذل ابنه الوحيد عنهم.
جيد للتينة أن تُخرِج تينًا، والزيتونة زيتونًا، ولكن لا يليق بالتينة أن تخرج زيتونًا. هكذا ليُخرِجْ اللسان حسبما يليق بعمل الإنسان ووظيفته، فلا يوبخ الابن أباه، ولا ينتهر الإنسان شيخًا، ولا يدين إنسانًا مخطئًا. هكذا يَلزم بنا أن تكون لنا الحكمة الحقيقيّة حتى نعرف كيف نتكلم؟ ومتى نتكلم؟
٤. اللسان والحكمة الحقيقية
“من هو حكيم وعالم بينكم فَلْيُرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة” ]١٣[.
لا تظهر الحكمة الحقيقيّة بكثرة المعرفة الذهنيّة، إنما تنكشف خلال:
- العمل: “فَلْيُرِ أعماله بالتصرف الحسن“.
كما يقول الأب نسطور:
[إن كنتم مشتاقين إلى الحصول على نور المعرفة الروحيّة، معرفة ليست خاطئة لأجل كبرياء فارغ لتكونوا رجالاً فارغين يجدر بكم أولاً أن تلتهبوا بالشوق نحو هذا التطويب الذي نقرأ عنه “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله“ (مت 5: 8). وبهذا تنالون ما قاله الملاك لدانيال “والفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور“ (دا ١٢: ٣)… وهكذا يَلزم المثابرة بالجهاد في القراءة مع السعي بكل اشتياق لنوال المعرفة العمليّة الاختبارية أولاً أي المعرفة الأخلاقيّة.
فبعدما يبذلون جهودًا وأتعابًا كثيرة يستطيعون أن ينالوا المعرفة الروحيّة كمكافأة لهم من أجلها. وإذ يقتنون المعرفة لا من مجرد التأمل في الشريعة بل كثمرة لتعبهم يتغنون قائلين: “من وصاياك تَفَهَّمْت ” (مز ١١٩: 104).[6]]
- الوداعة: يقول الرسول “في وداعة الحكمة“، إذ المعرفة الحكيمة هي المملوءة وداعة وتواضعًا بلا كبرياء أو عجرفة.ولقد أوضح الرسول علامات الحكمة الرائعة فقال:
“ولكن إن كان لكم غيرة مُرَّة وتَحَزُّب في قلوبكم
فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق.
ليست هذه الحكمة نازلة من فوق،
بل هي أرضيّة نفسانيّة شيطانيّة.
لأنه حيث الغيرة والتَحَزُّب هناك التشويش وكل أمر رديء” ]14–١6[.
حيث توجد الغيرة المُرَّة والتَحَزُّب تكون الحكمة زائفة.
فجيد للإنسان أن تكون له غيرة (٢ كو ١١: ٢)، لكن لا تكون مُرَّة أي شريرة[7]. لأنها لا تكون مبنية على أساس الحق، بل على التعصب الأعمى والتهور، وذلك كما فعل بطرس حين استل السيف وقطع أذن عبد رئيس الكهنة. هذه الغيرة تفقد الإنسان والذين حوله الحق، وتؤدي إلى تَحَزُّبات، لأنه “حيث الغيرة والتَحَزُّب هناك التشويش وكل أمر رديء”، أي تفقد الإنسان سلامه الداخلي (١ كو ١٤: ٣٣). ويكفي لهذا الإنسان الغيرة المُرَّة والتَحَزُّب أن يكونا في داخل القلب ]14[ لكي تفسده.
أما مصادر الحكمة الزائفة فهي:
ا. أرضية، أي نابعة عن محبة العالم، من يمتلكها لا يرتفع قلبه للسماويات، بل يتعلق قلبه بالأرضيّات. ومع أنه يغير على الحق، لكن غيرته وكرازته يبعثهما حب المادة أو حب الكرامة أو محبة مديح الناس.
ب. نفسانية، أي صادرة عن الذات البشريّة، يركز الإنسان خدمته حول الأنا فلا يريد أن تختفي لِيَظْهَر الرب، بل يُخفي الربَّ رغم كرازته بالرب لِيَظهر هو، فيهتم ليس بما للروح بل بما للجسد.
ج. شيطانية، أي باعثها الخفي هو الشيطان. فإذ سقط بالكبرياء لا يكفَّ عن أن يبث الكبرياء في البشر تحت ستار الحكمة واللباقة، ولو كان خلال العبادة وتعليم الغير والبحث عن النفوس الضالة.
أما الحكمة الحقيقية فمصدرها ومميزاتها هي:
“وأما الحكمة التي من فوق
أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة
وأثمارًا صالحة عديمة الريب والرياء.
وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام” ]17– ١٨[.
مصدر الحكمة السماوية من فوق نازلة من عرش الله القدوس (حك ٩: ٤، ٩)، يمنحها الله لأولاده المثابرين المتمسكين به. أما مميزاتها فهي:
ا. طاهرة، أي نقيّة بلا غرض مُلتوٍ، تَهَب صاحبها قلبًا طاهرًا وحياة عفيفة. فكما أن الله طاهر (١ يو ٣: ٣)، وكلامه طاهر (مز ١٢: ٦)، لهذا فمن يقتني حكمة الله لا يطيق الدنس، بل ينجذب إلى حياة الطهارة متشبهًا بالله.
ب. مسالمة، أي مملوءة سلامًا، إذ قيل عنها إن كل طرقها سلام، إذ بالحكمة ينجذب الإنسان تجاه الله، ويمتليء قلبه سلامًا ويفيض أيضًا بسلام خارجي مع الغير حتى أنه لا يطيق أن يرى شجارًا أو يسمع صوتًا عاليً،ا بل يُنَفِّذْ على الدوام هذه الوصيّة “فلنعكف إذًا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض” (رو ١٤: ٩).
ج. مترفقة، إذ يمتليء القلب بالسلام تجاه الغير ويعمل لبنيان الآخرين، يترفق بالكل مهما كانت الأخطاء والضعفات، واضعًا نصب عينيه كيف يربح الجميع. هذا الترفق ليس مظهرًا خارجيًا، بل هو حياة داخليّة، سواء تكلم الإنسان أو صَمَتَ، أدّب أو انتقد… في هذا كله يترفق ويتحنن لكن في حزم.
د. مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة: وحيث توجد الطاعة لابد من الثمر الصالح. وكما تدفع الحكمة الزائفة إلى الكبرياء وبالتالي إلى “كل عمل رديء”، هكذا يعلن الرسول هنا عن الحكمة الحقيقيّة أنها عمليّة، إذ تدفع إلى الطاعة والخضوع، وبالتالي إلى الرحمة والأثمار الصالحة.
وكما أن الإيمان بدون أعمال ميت، كذلك الحكمة بغير ثمر زائفة، وقد وصفها سفر الحكمة أنها مستعدة لعمل الخير وحب البشريّة (حك ١: ٦). وقد أعلن ذلك حكمة الله المتجسد، إذ “جال يصنع خيرًا” (أع ١٠: ٣٨). إذًا فلنلبس الرب يسوع الحكمة الحقيقيّة لنأتي بثمر كثير (يو 15: 2)، ونجول به نصنع خيرًا.
ز. عديمة الريب: أي ثابتة غير متزعزعة ولا منقسمة، لها هدف واحد واضح، تكشف الطريق السماوي بوضوح رغم ما فيه من آلام وأتعاب.
الحكمة الحقيقيّة تجعل الإنسان لا يطيق أن ينقسم قلبه بين محبة الله ومحبة العالم، أو يترنح بين الأبديّات والزمنيّات، أو يخلط بين الاتكال على الله والاتكال على ذاته البشريّة، إنما يكون القلب ثابتًا في اتجاهه ومحبته ورجائه.
إن عدم الريب يحمل معنى عدم المداهنة للغنى على حساب الفقير.
س. عديمة الرياء: أي لا تحمل في خارجها بخلاف ما في باطنها، بل كما يقول الرسول “إننا في بساطة وإخلاص الله، لا في حكمة جسديّة بل في نعمة الله، تصرفنا في العالم“ (٢ كو ١: 12). وقد حَذَّرَ الرب يسوع تلاميذه من خمير الفريسيين الذي هو رياؤهم.
ش. تَهَب “ثمر البرّ يزرع في السلام (الأمان) من الذين يفعلون السلام” إذ بالحكمة يحصد الإنسان ثمر البرّ… هذا الحصاد المملوء أمانًا، هو ثمر لزرع السلام، بمعنى أنه بالحكمة يصنع الإنسان سلامًا ويحصد في أمان ثمار البرّ.
إنه يزرع سلامًا بخضوعه لروح الرب، وعدم مقاومته له، ويحصد برًا، وهذا من ثمر الروح الذي خضع له وأطاعه وتجاوب مع عمله مثابرًا.
[1] صلاة الاستعداد والصلاة بعد القسمة.
[2] The Genuine acts of Peter
[3] سلم السماء 11: 2.
[4] De Nat et Grat
[5] عظات على فصول منتخبة من العهد الجديد.
[6] مناظرات يوحنا كاسيان: 7، راجع مناظرة: المعرفة الروحيّة.
[7] أع 5: 17؛ 13: 45؛ رو 13: 13؛ غل 5: 20.