تفسير رسالة تيموثاوس الثانية – المقدمة – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة تيموثاوس الثانية - المقدمة - القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة تيموثاوس الثانية – المقدمة – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة تيموثاوس الثانية – المقدمة – القمص تادرس يعقوب ملطي
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس
القمص تادرس يعقوب ملطي
مقدمة
لهذه الرسالة أهمية خاصة، فقد سجلها رسول الأمم معلمنا بولس الرسول لأحب تلميذ له، وشريك معه في الخدمة الرسولية، القديس تيموثاوس، الذي سامه أسقفًا على أفسس. إنها آخر ما سجله الرسول بولس في سجنه الثاني وهو ينتظر يوم استشهاده. فقد كان في حنين أن يلتقي معه، ليقدم له وصاياه الوداعية، لكنه خشي ألاَّ يسعفه الوقت فقدم كل ما في قلبه كخادمٍ، مسجلاً وصاياه الوداعية لابنه الخاص.
المكان الذي أُرسِلَت إليه
كتب الرسول بولس هذه الرسالة إلى القديس تيموثاوس، الذي كان يخدم في أفسس ويرعى شعبها، والدليل على ذلك هو:
- طلب منه أن يسلم على أنيسيفورس (٤: ١٩)، الذي كان في أفسس (١: ١٨).
- أوصاه أن يمر على ترواس عند قدومه إليه في روما (٤: ١٣)، وكانت ترواس تقع في الطريق الممهد بين أفسس وروما كما يُفهم من (أع ٢٠: ٥؛ ٢ كو ٢: ١٢).
- حذره من اسكندر النحاس (٤: ١٤) الذي كان في أفسس (أع ١٩: ٣٣؛ ١ تي ١: ٢٠).
- أمره أن يبادر إليه (٤: ٩)، وزاد على ذلك قوله: “أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس” (4: 12)، وكأنه قد بعث به إلى أفسس لينوب عن القديس تيموثاوس أثناء رحيله.
- الأضاليل والأخطاء التي طالب القديس تيموثاوس بمقاومتها هي بعينها المذكورة في الرسالة الأولى، وكأن القديس تسلم الرسالة في ذات البلد التي تسلم فيها الرسالة الأولى، أي أفسس.
تاريخ كتابتها
يظهر من هذه الرسالة أن الرسول كتبها وهو في سجن روما (١: ٨، ١٦؛ ٤: ٦). وليس في سجنه الأول بل الأخير، حوالي سنة ٦٧ أو ٦٨ م. فقد سجن في روما مرتين. في السجن الأول كان داخل السجن نفسه، أما في الثاني فأقام في بيت استأجره، فكان السجن بالنسبة له “تحديد إقامة” أكثر منه سجنًا.
يظهر أن هذه الرسالة كتبت أثناء سجنه الثاني من الأدلة التالية:
- لم يكن يتوقع انطلاقه من السجن سريعًا وتركه روما كما جاء في رسالته إلى أهل فيلبي (١: ٢٤؛ ٢ : ٢٤)، وفي رسالته إلى فليمون (في ٢٢)، بل على العكس كان يتوقع استشهاده، إذ يقول: “فإني الآن أسكب سكيبًا ووقت انحلالي قد حضر” (٤: ٦).
- يرى البعض أن الرسول يشير إلى سجنه الأول وما لازمه من محاكمة انتهت بالإفراج عنه وانطلاقه للخدمة، إذ يقول: “في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني، لا يحسب عليهم! ولكن الرب وقف معي وقواني لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد” (٤: ١٦، ١٧). وإذ كان غالبية الدارسين يرون أن الرسول يتحدث هنا عن ظهوره أمام نيرون مرة، وأن القضية قد تأجلت ليظهر مرة أخرى، وأن الكرازة قد التهبت خلال خدمته ما بين المحاكمتين وهو في السجن.
- يطلب الرسول منه أن يُحضر الرداء الذي تركه في ترواس عند كاربس (٤: ١٣)، والكتب أيضًا ولاسيما الرقوق؛ هذا يظهر أن الرسول قد قُبض عليه في المرة الثانية بأمر روماني كطلب نيرون في وقت لم يكن متوقعًا فيه فلم يجد الوقت لجمع هذه الأشياء.
- أسماء بعض الأشخاص الواردة في الرسائل التي كتبها أثناء سجنه الأول لم تذكرُ هنا، مما يبدو أنهم غائبون عنه، هذا يدل على أن هذه الرسالة لم تكتب في السجن الأول. ففي رسالته إلى كولوسي يذكر أن معه تيموثاوس ومرقس وديماس (كو ١: ١؛ ٤: ١؛ ٤: ١٤)، أما هنا فيكتب إلى تيموثاوس المقيم في أفسس، ويطلب منه أن يحضر معه مار مرقس الرسول (٤: ١١)، كما يقول عن ديماس أنه قد تركه (٤: ١٠).
غرض الرسالة
- كتب الرسول إلى تلميذه لكي يحضر ومعه مار مرقس، ليلتقي معهما في السجن قبل استشهاده، لكنه خشي أن يستشهد قبل وصولهما، لهذا قدم في هذه الرسالة وصايا وداعية أبويّة يؤكد فيها ضرورة الجهاد بروح القوة لا اليأس، من أجل الحفاظ على الإيمان المستقيم، ومقاومة الهرطقات بحزم مع وداعة ومحبة، كما يلهب فيهما تلمذة الآخرين للمساندة في الخدمة.
- يكتب الرسول وهو ينتظر استشهاده في روما إلى كنيسة تجتاز محنة الألم تحت نير نيرون الظالم، لذا كتب يشجع الكنيسة على احتمال الألم بغير تذمر أو شك. كما يكرر عبارة “لا تخجل“، فالضيق لا يقيد كلمة الإنجيل، بل يسند الكثيرين للعمل بلا خجل من صليب ربنا يسوع المسيح.
- جاءت هذه الرسالة يقدمها خادم منتصر يودع عالمًا مملوءً بالضيق. إنه يعلن تمام جهاده وحفظه للوديعة الإيمانية حتى النفس الأخير منتظرًا الإكليل الأبدي.
أقسام الرسالة ومحتوياتها
- تحية افتتاحية ص ١ : ١ – ٥.
- روح القوة ص ١ : ٦ – ١٨.
- الجهاد مع الخدمة ص ٢.
- مقاومة روح الضلال ص ٣.
- وصايا وداعية ص ٤.