تفسير رسالة يوحنا الأولى 5 الأصحاح الخامس – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة يوحنا الأولى 5 الأصحاح الخامس - القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة يوحنا الأولى 5 الأصحاح الخامس – القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير رسالة يوحنا الأولى 5 الأصحاح الخامس – القمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح الخامس: إمكانيات الإيمان
في هذا الأصحاح يتحدث الرسول عن قوة الإيمان بربنا يسوع المسيح ابن اللَّه:
- الإيمان والحب ١ – ٣.
- الإيمان وحياة النصرة ٤ – ٥.
- أساس الإيمان والشهادة له ٦ – ١٠.
- الإيمان وعطية الحياة الأبدية ١١ – ١٣.
- الإيمان واستجابة الصلاة ١٤ – ١٥.
- المؤمنون وصلاتهم من أجل إخوتهم ١٦ – ١٨.
- المؤمنون ينالون بصيرة المعرفة ١٩ – ٢٠.
- الإنذار الأخير ٢١.
- الإيمان والحب
“كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من اللَّه.
وكل من يحب الوالد يحب المولود منه” [1].
بعدما تحدث الرسول عن الحب. ربط بين الإيمان والميلاد الفوقاني والحب. فميلادنا الثاني يقوم على أساس إيماننا بربنا يسوع أنه هو المسيح، الذي صالحنا مع أبيه، وربطنا به، فصارت لنا بالمعمودية البنوة للآب والحب له. وحبنا للآب يدفعنا لمحبة الابن، ذلك كما أنه [ليس لنا حب في داخلنا تجاه اللَّه الآب إلاَ خلال الإيمان بابنه[1].]
وحبنا للَّه يدفعنا لمحبة إخوتنا، كما أن حبنا للإخوة لا يكون حقيقيًا خالصًا إلاَ على أساس حبنا للَّه خلال وصاياه. “بهذا نعرف أننا نحب أولاد اللَّه، إذا أحببنا اللَّه، وحفظنا وصاياه” [2]. بهذا نقبل الجسد بقبولنا الرأس.
- الإيمان وحياة النصرة
قد يسأل أحد: ومن يقدر أن ينفذ وصايا اللَّه؟ من يقدر أن يغلب محبة العالم بكل مغرياته وضيقاته؟ خلال إيماننا بربنا يسوع الذي غلب والذي لا يزال يغلب بعمله فينا وسيغلب. فإذ نختفي فيه يصير الطريق سهلاً، والحمل الثقيل هينًا، وإغراء العالم كلا شيء، وضيقات العالم موضوع سرورنا.
“ووصاياه ليست ثقيلة.
لأن كل من وُلد من اللَّه يغلب العالم.
وهذه الغلبة التي تغلب العالم إيماننا.
من هو الذي يغلب العالم، إلاَ الذي يؤمن أن يسوع هو ابن اللَّه!” [4-5].
ويعلق الأب ثيوناس:
[كل من يتسلق مرتفعات الكمال الإنجيلي يرتفع إلى أعالي الفضيلة متخطيًا كل قانون، ناظرًا إلى أن ما قد أمر به موسى على أنه أمر بسيط سهل، مدركًا أنه بخضوعه لنعمة المخلص يصل إلى تلك الحالة التي هي في غاية السمو.
وعلى هذا لا يكون للخطية سلطان عليه، “لأن محبة اللَّه قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو ٥: ٥). بهذا ينزع عنه كل اهتمام بأي أمر آخر، ولا يرغب في صنع ما هو ممنوع عنه، أو يهمل فيما قد أُمر به، لكن إذ يكن كل هدفه وكل اشتياقه في الحب الإلهي على الدوام، لا يقع في التلذذ بالأمور التافهة، بل ويطلب الأمور المسموح بها…[2]
لا تهلك جذور الخطية تحت الناموس، إنما تحت النعمة ليس فقط تُبتر أغصان الشر، إنما تقتلع أيضًا جذوره التي للإرادة الشريرة[3].]
ويقول القديس كيرلس الكبير: [والحق يقال أنه لم يجرؤ أحد على مقاومة إبليس إلاَ الابن يسوع المسيح الذي سكن المغارة، فكافحه كفاحًا شديدًا، وهو على صورتنا. ولذلك انتصرت الطبيعة البشرية في يسوع المسيح ونالت إكليل الظفر والغلبة… انتصر المسيح على الشيطان وتوّج هامة الطبيعة البشرية بإكليل المجد والظفر[4].]
- أساس الإيمان والشهادة له
“هذا هو الذي أتى بماء ودم يسوع المسيح،
لا بالماء فقط بل بالماء والدم.
والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق“ [6].
يقوم إيماننا على أساس دم المسيح، وموتنا ودفننا معه بالمعمودية. هنا يميز الرسول بين معمودية يوحنا التي بالماء لمغفرة الخطايا (يو 1: 31) ومعمودية السيد المسيح التي بالماء والروح، حيث ندفن مع المسيح، ونقوم أيضًا بإنسان داخلي جديد على صورة ربنا يسوع. هذه هي المعمودية التي تقوم على صليب السيد المسيح.
يقول القديس أمبروسيوس: [كانت مارة عين ماء شديدة المرارة، فلما طرح موسى الشجرة أصبحت مياهها عذبة. لأن الماء بدون الكرازة بصليب ربنا لا فائدة منه للخلاص العتيد. ولكن بعد أن تكرس بسرّ صليب الخلاص يصبح مناسبًا لاستعماله في الجرن الروحي وكأس الخلاص. إذ أنه كما ألقى موسى النبي الخشبة في تلك العين، هكذا أيضًا الكاهن ينطق على جرن المعمودية بشهادة صليب ربنا فيصبح الماء عذبًا بسبب عمل النعمة[5].]
هذه المعمودية يشهد لها الروح وشهادته حق، ليست شهادة كلام، بل بالعمل إذ هي عمله، وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [حينما تدخلون في الماء لا تجدون بعد ماء بسيطًا بل تنتظرون خلاصًا بالروح القدس، لأنكم تستطيعون بلا مانع أن تصلوا للكمال[6].]
“فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:
الآب والكلمة والروح القدس.
وهؤلاء الثلاثة هم واحد” [7].
يشهد الثالوث القدوس لقوة المعمودية في العهد الجديد، وذلك كما رأينا في عماد ربنا يسوع، الذي منه استمدت قوتها.
والمعمودية هي من اختصاص الروح القدس واهب الغفران والشركة، فيربطنا بالثالوث القدوس. وتقوم على عمل الثالوث، إذ تقوم على صليب المسيح. فالآب أحبنا وأسلم ابنه، الابن بذل ذاته على الصليب حيث طُعن ربنا فخرج دم وماء (يو 19: 34)، على أساسهما قامت المعمودية.
فشهادة الثالوث القدوس ليست كلامًا، بل شهادة إيجابية. شهادة عمل وبذل من أجل الإنسان لكي يحيا كابن للَّه. هذه الشهادة السماوية تلازمها شهادة في الأرض إذ يقول الرسول:
“والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة:
الروح والماء والدم والثلاثة واحد“ [8].
يقول القديس أمبروسيوس: [الشهود الثلاثة في المعمودية: الماء والدم والروح هم واحد. لأنك إن انتزعت واحدًا منها لما وجد سرّ المعمودية. لأنه ما هو الماء بغير صليب المسيح؟! عنصر مادي بدون أي فعل سري! كما أنه لا يوجد سرّ التجديد بدون ماء لأنه “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت اللَّه” (يو ٣: ٥)[7].]
ويقول القديس أغسطينوس:
[وإذ قال أن الثلاثة في الواحد أوضح أنه لا يقصد بالروح والماء والدم المفهوم العام بل هي أمور سرية.
لأن مادة الروح ومادة الماء ومادة الدم ليسوا واحدًا. ولكن كما نقول مثلاً أن الصخرة والماء هما واحد قاصدين بالصخرة المسيح وبالماء الروح القدس.
من يشك في أن الصخرة والماء هما مادتان مختلفتان، لكن إذ السيد المسيح والروح القدس طبيعة واحدة نقول أن الصخرة والماء واحد.
إننا نعلم أن ثلاثة خرجوا من جسد ربنا وهو معلق على الصليب.
أ. الروح إذ كتب “ونكس رأسه وأسلم الروح” (يو ١٩: ٣٠).
ب، ج. وعندما طُعن خرج منه دم وماء.
هذه الثلاثة مختلفو المادة ومتميزون، فهم ليسوا بواحد. إنما الوحدانية هنا تحمل معنى أن جسد المسيح السري أي الكنيسة يثبت في الثالوث القدوس ويكرز به.
فالروح نفهم منها ما جاء أن “اللَّه روح” (يو ٤: ١٤)، والدم يعني الابن الذي صار جسدًا (يو ١: ١٤)، والماء يشير إلى الروح القدس كقول ربنا (يو ٧: ٣٨)…
أما عن كون الثالوث القدوس شاهدًا، فهذا ما لا يشك فيه كل من يؤمن بالإنجيل، إذ يقول الابن “أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الآب الذي أرسلني” (يو ٨: ١٨). “روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” (يو ١٥: ٢٦).
هؤلاء الشهود الثلاثة هم واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد[8].]
“إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة اللَّه أعظم،
لأن هذه هي شهادة اللَّه التي قد شهد بها عن ابنه“ [9].
في أمور كثيرة نتقبل شهادة الناس فكم بالأولى تكون شهادة الآب عن ابنه، الذي شهد له في عماده، وفي تجليه وعند موته بإقامته من الأموات.
“من يؤمن بابن اللَّه فعنده الشهادة في نفسه.
من لا يصدق الله فقد جعله كاذبًا،
لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها اللَّه عن ابنه“ [10].
إيماننا باللَّه يجعلنا في غنى عن للشهادة الخارجية، بل يشهد روح اللَّه فينا شهادة عملية اختبارية، فنثق في كلمة اللَّه بغير تشكك.
“أما من لا يصدق اللَّه فيجعله كاذبًا”، ليس لنا أن نسأل “كيف؟” بل نقبل ما ورد في الكتاب المقدس بإيمان.
- الإيمان وعطية الحياة الأبدية
“وهذه هي الشهادة أن اللَّه أعطانا حياة أبدية،
وهذه الحياة هي في ابنه.
“من له الابن فله الحياة،
ومن ليس له ابن اللَّه فليست له الحياة.
“كتبت الكم هذا لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية،
ولكي تؤمنوا باسم ابن اللَّه” [11-13].
هذا هو غاية إيماننا أن نتمتع بالحياة الأبدية. هذه هي الحياة ليست مجرد عطية من اللَّه، بل ابن اللَّه ذاته هو حياتنا “هذه الحياة هي في ابنه“.
هذا هي غاية التجسد. جاء ربنا كبكرٍ لنا، مات وقام وبصعوده حملنا فيه، إذ ارتفع الإله المتأنس إلى أعالي السماوات، حيث ارتفعت أمامه الأبواب الدهرية، ووقفت الطغمات السمائية مبهورة أمام المجد الموهوب لبني البشر في شخص الإله المتأنس، لأنه حيث يكون البكر يرتفع فيه وبه أعضاء جسده السري ويحيون هناك إلى الأبد[9].
- الإيمان واستجابة الصلاة
“هذه هي الثقة التي لنا عنده،
أنه إن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا“ [14].
يقول الأب اسحق:
[إنه يأمرنا أن تكون لنا ثقة كاملة بغير ارتياب من جهة استجابة الطلبات التي ليست من أجل نفعنا (الأرضي) أو راحتنا الزمنية، إنما تطابق مشيئة ربنا. وتعلمنا الصلاة الربانية هذا، إذ نقول “لتكن مشيئتك” أي ليس حسب مشيئتنا نحن.
فإن تذكرنا كلمات الرسول: “لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي” (رو ٨: ٢٦)، ندرك أننا أحيانًا نسأل أمورًا تضاد خلاصنا، وبواسطة العناية الإلهية تُرفض طلباتنا، لأنه يرى ما هو لصالحنا بحق أعظم مما نستطيع نحن.
وهذا ما حدث مع معلم الأمم عندما صلى أن ينزع عنه ملاك الشيطان الذي سمح به ربنا لأجل نفعه. “من أجل هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (٢ كو ١٢: ٨-٩)[10].]
“وإن كنا نعلم أنه يسمع لنا مهما طلبنا،
نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها“ [15].
فالمؤًمن الذي يتجاوب مع روح اللَّه يتعلم ماذا يطلب، لذلك فكل ما يطلبه إذ هو حسب مشيئة اللَّه يستجيب ربنا له.
- المؤمنون وصلاتهم من أجل إخوتهم
“إن رأى أحد أخاه يخطئ ليست للموت،
يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت.
توجد خطية للموت.
ليس لأجل هذه أقول أن يطلب” [16].
يقول القديس أغسطينوس:
[واضح هنا أن هناك إخوة لا نصلي من أجلهم مع أن ربنا يوصينا أن نصلي حتى من أجل الذين يضطهدوننا. فخطية الأخ هنا أشر من كل خطية المضطهد لنا. وواضح أن كلمة “أخ” هنا تعني الإنسان المسيحي كما في 1 كو ٧: 14-15… إنني أفترض أن خطية الموت هنا هي مقاومة الإنسان للحب الأخوي وامتلاء قلبه بالكراهية ضد النعمة التي بها تصالحنا مع اللَّه بعدما تعرفنا على اللَّه بنعمة ربنا يسوع المسيح. (أي مقاوم في داخل الكنيسة فيفقدهم نعمة الرب).
أما الخطية التي ليست للموت فهي ألا يقوم الإنسان بواجبات الحب الأخوي عن ضعف في الروح…
ونلاحظ أن الرسول بولس لم يصلِ من أجل إسكندر، وأحسب أن السبب هو أنه كان مسيحيًا أخطأ خطية الموت، إي كان مقاومًا لشركة الروح بالبغضة... إذ يقول “إسكندر النحاس أظهر شرورًا كثيرة ليجازه الرب حسب أعماله، فاحتفظ منه أنت أيضًا لأنه قاوم أقوالنا جدًا” (٢ تي ٤: 15). أما الذين يصلي من أجلهم فيقول عنهم “في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني. لا يحسب عليهم” (٢ تي ٤: 16).]
ولعله لهذا السبب كانت الكنيسة تصلي ضد المبتدعين المصرين على عدم التوبة ليس انتقامًا لأنها كعريسها لا تحب الانتقام، إنما خوفًا على أولادها البسطاء الذين يخدعهم هؤلاء المبتدعين أمثال أريوس ونسطور…
ويرى تقليد الآباء اليونان أن الخطية التي للموت هي التي يصر عليها مرتكبيها بغير توبة. لهذا لا تصلي الكنيسة من أجل المنتحرين لأنهم أصروا على يأسهم إلى النهاية.
هذا ونلاحظ أن الرسول لم يأمر بعدم الصلاة من أجل الذين يخطئون خطية الموت إنما لم يطلب منهم أن يصلوا، تاركًا للمؤمن الأمر.
“كل إثم هو خطية، وتوجد خطية ليست للموت“ [17].
كلمة “إثم” كما جاءت في اليونانية تعني اعتداء الإنسان على حق الغير، وكلمة “خطية” تعنى مخالفة إرادة اللَّه ووصاياه. فكل اعتداء على حق الآخرين هو خطية لأنها تخالف إرادة اللَّه، إذ يريد الحب بيننا.
ولكن هناك خطايا ليست للموت، ليس لأن طبيعتها هكذا، لكن لصدورها عن ضعف بغير إرادة أو عن جهل رغم توبتنا المستمرة. وهذه الخطايا ليست غير ملومة، ولا تعني أننا لا نتوب عنها. لهذا في كل يوم نصلي قائلين: “واغفر لنا ذنوبنا”
- المؤمنون وهبوا بصيرة المعرفة
أ. “نعلم أن كل من وُلد من اللَّه لا يخطئ،
بل المولود من اللَّه يحفظ نفسه والشرير لا يمسه“ [18].
وقد سبق[11] أن رأينا أن المولود من اللَّه يدرك إمكانيات الولادة الجديدة، وهي أنه كابن لا يخطئ ما دام ثابتًا في أبيه، لكن في اللحظة التي فيها ينسى بنوته، وينحرف قليلاً عن أبيه يسقط. وهنا يطلب الرسول من المولود من اللَّه أن يجاهد “يحفظ نفسه“. وإذ يرى الشرير (الشيطان) ثباته في اللَّه وجهاده لا يقدر أن يمسه.
ب. نعلم أننا نحن من اللَّه والعالم كله قد وضع في الشرير“ [19].
يدرك أولاد اللَّه أنهم من اللَّه، ليس بالكلام إنما بالحياة معه. ويتطلعون إلى “العالم كله” وهنا لا يقصد كل البشرية، إنما الذين أحبوا العالم وتعلقوا به أنهم قد اختاروا ملكوت الشرير.
ج. “ونعلم أن ابن اللَّه قد جاء،
وأعطانا بصيرة لنعرف الحق.
ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح،
هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية“ [20].
يعلم المؤمن من هو ربنا يسوع. إنه الحق واهب الحياة. هذه هي البصيرة الداخلية التي بها تعاين النفس ربنا يسوع أنه كل الحق فتشبع منه، وأنه مصدر حياتها، فتثبت فيه ولا تريد أن تفارقه.
الإنذار الأخير
“أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام“ [21].
يذكرنا هنا بنسبنا للَّه “أيها الأولاد“، أي يا أولاد اللَّه، لا يليق بكم أن تسلموا أنفسكم لغير أبيكم “لأن” الأصنام هي تسليم القلب الذي للرب لغيره.
إنه يذكرنا بمركزنا كأولاد للَّه طالبًا أن تتقدس قلوبنا له. وفي نفس الوقت يشجعنا على المثابرة والجهاد “احفظوا أنفسكم” حتى لا نقبل شيئًا أو أحدًا أن يحتل مكان اللَّه في قلوبنا.
بركة ربنا وإلهنا بصلوات أبينا الحبيب القديس يوحنا وجميع القديسين تحفظنا إلى الأبد. آمين.
[1] القديس هيلاري أسقف بواتييه: الثالوث ٦: ٤٢.
[2] ضرب أمثلة كثيرة لم أوردها.
[3] مناظرات القديس يوحنا كاسيان، 1968، ص ٥٥٠ – ٥٥٢.
[4] الحب الإلهي، 1967، ص ٢٩٦.
[5] الحب الإلهي، 1967، (سرّ الميلاد الجديد) ص ٨٥٩.
[6] الحب الإلهي، 1967، ص ٨٥١.
[7] الحب الإلهي، 1967، ص ٨٦٠.
[8] Cf. St. Augustine: 10 Homilies on 1st Epistle of St. John.
[9] راجع مقال “عيد الصعود والحب الإلهي” في كتاب الحب الإلهي، 1967، ص ٧٣٠ – ٧٤٧.
[10] مناظرات القديس يوحنا كاسيان، 1968، ٩: ٣٣.
[11] راجع تفسير ١ يو ٣: ٦ – ٩.