Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7) – قراءة يهودية – أمجد بشارة

تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7) – قراءة يهودية – أمجد بشارة

تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7) – قراءة يهودية – أمجد بشارة

قراءة يهودية لنبوة تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7) – قراءة يهودية – أمجد بشارة

دانيال 7 قراءة يهودية، جميع الشعوب تتعبد للمسيح..

 

«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. (دا7: 13، 14)

חָזֵ֚ה הֲוֵית֙ בְּחֶזְוֵ֣י לֵֽילְיָ֔א וַֽאֲרוּ֙ עִם־עֲנָנֵ֣י שְׁמַיָּ֔א כְּבַ֥ר אֱנָ֖שׁ אָתֵ֣ה הֲוָ֑א וְעַד־עַתִּ֚יק יֽוֹמַיָּא֙ מְטָ֔ה וּקְדָמ֖וֹהִי הַקְרְבֽוּהִי: וְלֵ֨הּ יְהִ֚ב שָׁלְטָן֙ וִיקָ֣ר וּמַלְכ֔וּ וְכֹ֣ל עַמְמַיָּ֗א אֻמַּיָּ֛א וְלִשָּֽׁנַיָּ֖א לֵ֣הּ יִפְלְח֑וּן שָׁלְטָנֵ֞הּ שָׁלְטַ֚ן עָלַם֙ דִּי־לָ֣א יֶעְדֵּ֔ה וּמַלְכוּתֵ֖הּ דִּי־לָ֥א תִתְחַבַּֽל.

 

يعبر دانيال عن المسيح بألقاب لا تقال إلا لله وحده، كما هو نفسه لم يقولها لغير الله، مثل:

 

وفي نبوات أخرى كثيرة أيضًا تم التأكيد على أن مملكة المسيح وسلطانه لن يزولا!

 

وهذا ما فهمه وطبقه رسل العهد الجديد عن المسيح:

 

 

ابن الانسان:

نرى الرب يسوع له المجد يتسلم زمام السلطان والمُلك على الأرض بصفته ابن الإنسان (أنظر مز8، عب2). وذلك بحق عمله الكامل على الصليب حيث وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفّعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء من على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (في2: 8- 11). ونلاحظ أن المسيح كابن الإنسان هو صاحب الحق في أن يدين “وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان” (يو5: 27). وكابن الإنسان هو صاحب الحق في أن يملك حيث سيُخضع له الله العالم العتيد.[1]

وفي الآرامية والعبرية، عبارة “ابن الإنسان” هي مجرد تعبير شائع لوصف شخص ما أو شيء ما على أنه إنسان أو شبيه بالإنسان. في حزقيال، كثيرًا ما يخاطب الله النبي بصفته “ابن الإنسان” للتأكيد على إنسانيته.

أما عن تعبير: “سحب السماء”، ففي في أدب الشرق الأدنى القديم، غالبًا ما ترتبط السحب بظهور الآلهة. في العهد القديم كان الرب، إله إسرائيل، هو الذي يركب على السحاب كمركبته (مزمور 104: 3؛ إشعياء 19: 1). في الأساطير الكنعانية،[2] يوصف بعل، ابن إيل، بأنه “راكب السحاب”. بعد خوض معركة مع يام/سي وهزيمته، وُعد بمملكة أبدية وسيادة أبدية.[3]

 

 

القديم الأيام وابن الانسان!

يصوِّر دانيآل مُلك الرب يسوع المسيح المجيد؛ حيث سيُعطى سلطانًا عالميًا. وصف القديم الأيام هنا يماثل وصف المسيح في رؤيا يوحنا ١. ولكن هذا التماثل قد أُحتجب بشكل ما في ع١٣ إذ نقرأ «مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّام». فحينها ستُقرأ كما لو أن المسيح أتى وجاء إلى قدام نفسه. ومن ثم فربما يكون الأفضل لو أننا فكرنا في القديم الأيام هنا باعتباره الله الآب. وحينئذ يكون الشبيه بابن الإنسان هو الرب يسوع آتيًا أمام الآب ليتقلد المُلك. يجلس القديم الأيام كقاضِ في محكمة (ع ١٠، ٢٦)، والقرن الصغير وإمبراطوريته يتم إبادتهما (ع١١). وإمبراطوريات العالم الأخرى أيضًا تنقطع ولكن الأمم (Nations) والشعب سيبقون (ع١٢). ويُعطى الرب يسوع سلطانًا عالميًا، وملكوتًا، لن يزول أبدًا (ع١٤).

 

ونلاحظ أن “القديم الأيام” هو لقب الله الأزلي “العالي والمرتفع ساكن الأبد” وهو الذي قرّبوا ابن الإنسان قدامه فأعطاه السلطان والمجد والملكوت. ولكن عندما ندقق النظر في أوصاف القديم الأيام نجدها هي ذات أوصاف “ابن الإنسان”، “وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار” (رؤ1: 14). وأيضاً أن “القديم الأيام” الذي جلس للدينونة في دا7: 9 هو ابن الإنسان لأنه هو الذي يدين كما أن “القديم الأيام” الذي جاء بعد أن حارب القرن الصغير قديسي العلي وغلبهم (دا7: 21، 22) هو ابن الإنسان أيضاً.

فنرى من ذلك بوضوح أن ابن الإنسان هو الله الأزلي الأبدي القديم الأيام. والواقع أن شخص ربنا المعبود يسوع المسيح يجمع في ذاته في منتهى الكمال الطبيعية الإلهية والطبيعة الإنسانية متميزتين ولكنهما متحدتان بغير امتزاج. وهذا هو السر المقدس العظيم- سر شخصه العجيب الذي هو فوق إدراك الخلائق “ليس أحد يعرف الابن إلا الآب” (مت11: 27).[4]

وهذا ما حيّر اليهود عندما سألهم الرب يسوع “فكيف يدعوه داود بالروح القدس رباً قائلاً قال الرب لربي اجلس عن يميني .. فإن كان داود يدعوه فكيف يكون ابنه” (مت22: 43- 45)، فلم يستطيعوا أن يجدوا جواباً.

 

 

تتعبد له كل الشعوب والأمم!

“اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً لك وأقاصي الأرض ملكاً لك” (مز2: 8) وتتميماً لقول الكتاب “لذلك رفّعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة .. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (في2: 9- 11) “سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض” هذا بالمقارنة مع إمبراطوريات الأمم الأربع التي زال سلطانها الواحدة بعد الأخرى وانقرض ملكوتها.

 

 

كيف قرأها الرابيون اليهود؟

 

في التلمود جاء:

يقول الحاخام ألكسندري: يثير الحاخام يهوشوع بن لاوي تناقضًا بين تصويرين لمجيء المسيح. إنه مكتوب: “جاء مع سحاب السماء مثل ابن إنسان… وأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً… سلطانه سلطان أبدي” (دانيال 7: 13-14). وقد جاء في الكتاب: «هوذا ملكك يأتي إليك. إنه عادل ومنتصر. وديعاً وراكباً على أتان وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9: 9). يشرح الحاخام ألكسندري: إذا كان الشعب اليهودي يستحق الفداء، فإن المسيح سيأتي بطريقة معجزة مع سحاب السماء. إذا كانوا لا يستحقون الفداء، سيأتي المسيح متواضعًا وراكبًا على حمار.[5]

 

يقول رابي ابن عزرا:[6]

وقال الحاخام يشوع: لأن هذا رجل بالفعل، فهو المسيح. وصحيح أنه تكلم فقط مع الشعب المقدس الذي هو إسرائيل.[7]

 

ويقول رابي يوسف بن يحيى:[8]

ويعطى له الرياسة والكرامة والمملكة. وتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة وتكون مملكته مملكة عالمية لا تُترك. وهو مسيح برنا الذي سيأتي أمام الله. وسيقدمه إيليا النبي أمامه، ويعطى له الرياسة إلى أبد الآبدين.[9]

 

وجاء في ميتزودات ديفيد:[10]

كنت أرى في رؤى نوم الليل وإذا مع سحب السماء يأتي في صورة إنسان ويشير إلى ملك المسيح.[11]

وهذا أيضًا ما قاله رابي راشي.[12]

 

وجاء في كتاب الزوهار:

وفي أيام المسيح يكون إسرائيل شعبا واحدا للرب، ويجعلهم أمة واحدة في الأرض، ويملكون من فوق ومن أسفل، كما هو مكتوب: “هوذا مثل ابن الله” “جاء إنسان مع سحاب السماء”؛ هذا هو المسيح الملك الذي كتب عنه، “وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض أبدًا”.[13]

 

وورد في مدراش على المزامير:

قال ر. برخيا باسم ر. صموئيل: “تقرأ إحدى الآيات عن المسيح الملك أنه مثل ابن الإنسان… جاء إلى القديم الأيام فقربه قدامه” (دانيال 7: 13). لكن في آية أخرى يقول الله: “أقربه فيقترب إلي” (إرميا 30: 21).[14]

 

كما جاء في مدراش رابا:

كيف نعرف نفس الشيء عن الملك المسيح؟… كيف نعرف أنه سيملك على الأرض؟ لأنه مكتوب يسجد له جميع الملوك. يجب على جميع الأمم أن تخدمه.[15]

 

وجاء في كتاب يهودي قديم يدعى تاتشوما:

هذا هو المسيح كما جاء في دانيال 7: 13.[16]

وهذا ما قالت به كل التفاسير اليهودية تقريبًا قديمها وحديثها.[17]

 

 

[1] ناشد حنا، تفسير سفر دانيال، 7: 13.

[2] Wyatt, Religious Texts from Ugarit, 65.

[3] John H Walton, Zondervan Illustrated Bible Backgrounds Commentary (Old Testament) Volume 4: Isaiah, Jeremiah, Lamentations, Ezekiel, Daniel (Grand Rapids, MI: Zondervan, 2009). 550.

[4] ناشد حنا، تفسير سفر دانيال، 7: 13.

[5] Sanhedrin 98a:13

[6] تفسير رابي ابن عزرا: هو تفسير يرجع للقرن الثاني عشر، ويقوم على ايضاح المعنى المباشر وبعض التعليقات اللغوية على النص.

[7] ויאמר רבי ישועה: כי זה כבר אנש הוא המשיח. ונכון דבר רק הוא עם הקדש שהם ישראל. 

Ibn Ezra on Daniel 7:14:7

[8] تفسير رابي يوسف بن يحيى: تفسير يرجع للقرن السادس عشر، ويقوم بشكل أساسي على تعليقات رابي شلومو بن اديريت الشهير بـ راشباع.

[9] ואליו ינתן הממשלה והכבוד והמלכות. וכל העמים ואומות ולשונות אליו יעבדו וממשלתו ממשלת עולם אשר לא תסור כראשונים ומלכותו לא תוזק. והוא משיח צדקנו אשר יגיע לפני ה׳. ואליהו הנביא יקרבהו לפניו ואליו ינתן הממשלה לעד ולעולם.

Joseph ibn Yahya on Daniel 7:14:1

[10] ميتزودات ديفيد: هو تفسير يرجع للقرن الثامن عشر، وقد قام بشكل رئيسي على تعليقات رابي راداك.

[11] חזה. רואה הייתי במראות שינת הלילה והנה עם ענני השמים היה בא כדמות בן אדם ועל מלך המשיח ירמז: 

Metzudat David on Daniel 7:13:1

[12] Rashi on Daniel 7:13:1

כבר אנש אתה: הוא מלך המשיח

[13] In Gen. fol. 85. 4. Ed. Sultzbac, Cited in: Gills Exposition of the Bible.

[14] Midrash on Psalms, Book One, Psalm 21, 5.

[15] Midrash Rabbah, Numbers XIII, 14.

Tom Huckel, The Rabbinic Messiah (Philadelphia: Hananeel House, 1998). Da 7:14.

[16] Apud Yalkut Simeoni, par. 2. fol. 85. 2.

[17] Bemidbar Rabba, sect. 13. fol. 209. 4. Midrash Tillium apud Galatin. de Arcan. Cathol. ver. l. 10. c. 1.

 

تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة (دانيال 7) – قراءة يهودية – أمجد بشارة

Exit mobile version