مفهوم الخطبة في اليهودية
مفهوم الخطبة في اليهودية، (أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ)
في اليهودية، كانت كلمة “العذارى” تعبر عن فتيات شابات، عادة ما يبلغن أربعة عشر عامًا أو أقل. إن المصطلح الذي يستخدمه لوقا هنا للإشارة إلى “عذراء” يشير أيضًا إلى أنها لم تكن قد دخلت في علاقة مع رجل بعد (لو 1: 34-35).[1]
مريم مخطوبة ليوسف (متى ١: ١٨ يعبر أيضًا عن علاقة مريم بيوسف بهذه المصطلحات). العبارة المتعلقة بالخطبة تمت صياغتها مثلما جاء في (سفر التثنية 22:23) ويشير إلى المرحلة الأولى من عملية الزواج اليهودي المكونة من مرحلتين.[2] تتضمن المرحلة الأولى من الخطوبة (أو الخطبة) اتفاقًا رسميًا مشهودًا على الزواج وتبادلًا ماليًا لمهر العروس (ملا 2: 14)[3] في هذه المرحلة، تنتمي المرأة قانونيًا إلى العريس ويشار إليها باسم زوجته.[4] وبعد حوالي عام، يتم عقد مراسم الزواج عندما يأخذ الزوج زوجته إلى المنزل. ويمكن أن تصبح المرأة مخطوبة في وقت مبكر من سن الثانية عشرة.[5] غير لوقا لا يذكر عمر مريم ولا يمكننا معرفة عمرها بدقة.[6]
في التقليد اليهودي، يتم خطوبة الفتاة عادة في السنة الثالثة عشرة، وذلك لأغراض قانونية ليس لأغراض منزلية، تعتبر منذ تلك اللحظة متزوجة.[7] وبعد حوالي عام من الخطبة يتم نقل الفتاة إلى منزل العريس لتبدأ الحياة الزوجية الطبيعية. العلاقات الجنسية قبل هذا ستعتبر انتهاكًا لعادات الزواج[8] لكنها ليست مشكلة كبيرة، حيث تتساوى الخطبة مع مفهوم كتب الكتاب.
اسمها Μαριάμ (مريم)، ربما يعني “التميز”. ونعرف عن أصل مريم العائلي أنها قريبة لأليصابات ابنة هارون (لو1: 5)، يرى كثيرون أن لها جذورًا لاوية.[9] يرى البعض أن عالي هو نقطة الارتباط اللاوي بمريم في سلسلة نسب لوقا (انظر لو3: 23). كما يربطها بعض الآباء بداود النبي.[10]
هناك جدل حول ما إذا كانت إشارة العذراء في لوقا تأتي من إش7: 12، 14، مثل هذه الإشارة موجودة بوضوح في متى. 1: 23، ولكن لا يوجد شيء خاص بإشعياء في لوقا 1: 27. ولفظة Παρθένος بارثينوس هو المصطلح الطبيعي للعذراء، ولا تحتاج عذرية مريم إلى الإشارة إلى إشعياء (على سبيل المثال، مقارنة مع تكوين 16: 11 تُظهِر أن لوقا يضع وصف الولادة في لغة العهد القديم النموذجية).
ربما كان هذا في ذهن لوقا، لكنه لم يبذل أي جهد واضح للإشارة إلى هذا النص. ومع ذلك، يريد لوقا أن يُنظر إلى ميلاد يسوع على أنه ولادة عذراوية (لو1: 34). يجادل العالم رايموند براون[11] بشكل مقنع بأن تفوق يسوع على يوحنا المعمدان يفترض تصورًا خارقًا للطبيعة عن يسوع أعظم من معجزة “الخروج من العقم” التي ولد منها المعمدان. سوف يقوم الله بعمل غير مسبوق في شابة عفيفة. لقد أنشأ الله الخلاص كما فعل في العهد القديم، كما سيفعل مع يوحنا، إلا أنه سيتم عمل المزيد مع يسوع.
[1] Craig S. Keener and InterVarsity Press, The IVP Bible Background Commentary : New Testament (Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press, 1993). Lk 1:26.
[2] John Nolland, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002). 49.
[3] Fitzmyer, The Gospel according to Luke (i–ix). Anchor Bible 28. Garden City, N.Y.: Doubleday. 343
[4] Ketubot 4:4–5
[5] Marshall, The Gospel of Luke: A Commentary on the Greek Text. New International Greek Testament Commentary. Grand Rapids: Eerdmans.: 64; Schürmann 1969: 42; Kommentar zum Neuen Testament aus Talmud und Midrasch, by H. L. Strack and P. Billerbeck (6 vols.; Munich: Beck, 1922–61)
[6] Darrell L. Bock, Luke Volume 1: 1:1-9:50, Baker exegetical commentary on the New Testament (Grand Rapids, Mich.: Baker Books, 1994). 107.
[7] John Nolland, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002). 49.
[8] H. Strack and P. Billerbeck, Kommentar zum Neuen Testament, 4 vols. (Munich: Beck’sche, 1926–28). 1:45–47; 2:393–98; Gaechter, Maria, 79–92.
[9] Creed, The Gospel according to St. Luke. London: Macmillan: 17
[10] Protevangelium of James 10.1; Ignatius, Ephesians 18.2; Justin Martyr, Dialogue with Trypho 45.4
[11] R. Brown, The Birth of the Messiah: A Commentary on the Infancy Narratives in Matthew and Luke. London: Chapman/Garden City, N.Y.: Doubleday. (1977: 300–301)