كيف تمت تسمية الاناجيل الاربعة؟ – ليه بنثق في نصوص الكتاب المقدس؟
مبدئيًّا، فإنّ إيرمان ليس محقًّا تمامًا حين يدّعي أنّه إذا كان ”تلميذ يدعى متّى بالحقّ كتب كتابًا عن أقوال يسوع وأفعاله“،[1] لما كان الكاتب سيدرج اسمه في العنوان. في الواقع هناك نموذجًا واحدًا معتادًا عليه في إعطاء العناوين للكتب في العالم القديم، وهو بوضع اسم الكاتب أولًا ثمّ يتبعه وصف مختصر عن محتوى الكتاب.[2]
مثلًا, عنوان كتاب فيلافيوس يوسيفوس: ”تاريخ الحروب اليهوديّة“, كان كالآتي: ”فلافيوس يوسيفوس, تحقيقات تاريخيّة للصراعات اليهوديّة“، ودفاعه عن التراث اليهوديّ يبدأ بوصفه: ”فلافيوس يوسيفوس وما يتعلّق بالعصور القديمة لليهود“. وعلى نفس الشاكلة نجد في كتابات مؤلفين قدماء آخرين بما فيهم هيرودتس, بولينوس, وبلوتارخ.
لهذا، فإنّه نوعًا من المبالغة في الادّعاء – كما يفعل إيرمان – بأنّه ”في الواقع نعلم أنّ النصوص الأصليّة للأناجيل لم تحمل أسماء مؤلفيها عليها“.[3]
الحقيقة هيَ أنّنا لا نعلم بالتاكيد إن كانت هذه الكتب أو لم تكن تحمل أسماء المؤلفين. فقديمًا عندما توضع العناوين على الكتب كانت بشكل علامات تُحاك على حافات الوثائق. وبعد قرون هذه العلامات قد تكون ضاعت أو تآكلت مع مرور الوقت.[4] مع هذا، فمن المحتمل أنّ الكتابات الأولى للأناجيل في العهد الجديد لم تكن تحمل أسماء مؤلفيها ضمنهم. ربما كان هُناك مختصر مفيد – كما يطلق إيرمان بدقة – على مخطوطات من العهد الجديد تنسب إلى أسماء مختلفة للأناجيل.
مثلًا في إحدى برديّات القرن الثاني المسماة ”64 P“ وفي اثنين من المخطوطات للقرن الخامس المسماة مخطوطة ”بيزا“ ومخطوطة ”واشنطون“, اسم العنوان للإنجيل الأوّل في العهد الجديد هو ”الانجيل بحسب متّى“. وفي وقت مبكر من القرون الوسطى تمادوا في وضع العنوان بالشكل الآتي:
”الإنجيل المقدّس بحسب متّى“، أو ”بداية إلهيّة للإنجيل حسب متّى“. بينما اثنين من المخطوطات للقرن الرابع الميلاديّ – المخطوطة ”السينائيّة“ والمخطوطة ”الفاتيكانيّة“ – تبدأ كلّ منهما بالعنوان البسيط ”حسب متّى“. لاتقتصر الاختلافات من هذا النوع على الإنجيل بحسب متّى حصريًّا![5] ونفس الصيغة أيضًا نجدها في المخطوطات للأناجيل الثلاثة الأُخرى في العهد الجديد أيضًا.
إذًا، لماذا توجد اختلافات كثيرة في أسماء الأناجيل؟ لكي نفهم لماذا, تخيل معي للحظات:[6] افترض أنّك مسيحيّ في روما في نهاية القرن الأوّل أثناء حكم الامبراطور دوميتيان. تخيل أنّه -ولمدة عدة سنوات- قرأ شعب كنيستك القصص عن يسوع من مخطوطات برديّة التي في يومنا هذا يعرفها الناس باسم الإنجيل بحسب مرقس.
الآن افترض بأنّ هُناك شخصًا موثوقًا به من شعب كنيستك عاد من سفره للعمل من أفسّس، وبحوزته قصة أُخرى مختلفة عن حياة يسوع, التي تبدأ بهذه الكلمات: ”في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله“ (يوحنّا 1: 1).
فجأة شعب كنيستك سيحتاج إلى طريقة ليميّز بين إنجيل مُعيّن وآخر. بعد كلّ هذا وفيما أنت تستمع إلى الراعي وهو يعلن بأنّ رسالة اليوم هيَ من: ”ذلك الإنجيل الأوحد الذي يبدأ بالكلمات: ’في البدء كان الكلمة‘، وينتهي بأنّ التلاميذ أمسكوا مائة وثلاثة وخمسون سمكة“. حقيقة سيكون أمر ممل بعد عدة أسابيع. ألا تكون مستعدًا لسماع عنوان أقصر أو اسم أسهل, مثل ”بحسب يوحنّا“؟
إلقاء نظرة ثانية إلى تسمية الأناجيل
ربّما بسبب سيناريو من هذا النوع انتهى الإنجيل بهذه العنواين أو الأسماء، ومنذ أن كانت هذه العناوين تنسب إلى الأناجيل في أوقات وأماكن مختلفة، ظهرت اختلافات وتطوُّرات في تسميات الأناجيل من مكان إلى آخر.
هل هذا يعني أنّ إيرمان محقّ حينما يدّعي أنّ الأسماء المنسوبة للأناجيل لا علاقة لها بالمؤلفين الأصليّين؟ هل هيَ حقيقة أنّ في القرن الثاني “حين لاحظ المسيحيّين أنّ هذه الأناجيل تحتاج إلى توثيق رسوليّ، فنسبوا هذه الكتب إلى الرسل… والمرافقين القريبيين من الرسل”؟[7]
إذا كان هذا هو ما يدور في خلدك في هذه اللحظات، الرجاء أن تعطي لنفسك نظرة ثانية على العناوين المختلفة التي أدرجتها سابقًا للإنجيل بحسب متّى. إنّه لأمر سهل أن نُلاحظ كيف أنّ كلّ واحد مختلف. مع هذا في هذه المرة انظر بتدقيق أو باهتمام ماذا يبقى على حاله في كلّ عنوان أو اسم.
ماذا لاحظت عندما نظرت إلى العناوين؟
رغمًا عن الاختلافات المتنوعة، كلّ عنوان ينسب إلى هذا الإنجيل يُعّرِفْ بأنّ متّى هو المصدر. وهذا يحصل ليس فقط مع إنجيل متّى بل مع باقي الأناجيل في العهد الجديد. مع أنّ العناوين تختلف من مكان إلى آخر، إلَّا إنّ عناوين المخطوطات للإنجيل بحسب مرقس تُعرِّفنا بأنّ مرقس هو كاتبه، وبنفس الطريقة مخطوطات الإنجيل بحسب لوقا والإنجيل بحسب يوحنّا.
ببساطة، إنّ الذي يتغيَّر في مخطوطة الإنجيل الواحدة عن الأُخرى هو الشكل الدقيق للعنوان أو اسم المؤلف. مع ذلك، فإنّ تحديد هوية المؤلف لم تختلف في أي جزء أو مخطوطة للعهد الجديد التي عنوانها أو اسم مؤلفها سليم. ولا تقتصر هذه الوحدة في أسماء المؤلفين لمنطقة واحدة من الامبراطورية الرومانيّة، مثال لهذه الوحدة نجده في أجزاء من مخطوطات الامبراطورية القديمة للغرب امتدادًا لشمال إفريقيّا ومصر وآسيا الصغرى.[8]
لماذا هذا الكم الهائل من التناسق يُعدُّ هامًّا جدًّا؟
فكر الآن للحظات بهذه الطريقة: ماذا لو أنّ مؤلف هذا الكتاب الذي هو في يديك الآن لم يضع الناشر اسمه كمؤلف له في أي مكان من الكتاب؟ تخيل ذلك، ولكي نميّز هذا الكتاب من الكتب المماثلة الأُخرى، فإنّ القاريء لهذا الكتاب يأتي باحتمالات للمؤلف. كم هيَ الفرص التي تظن أنّ كلّ مجموعة من القُرَّاء ستعزو أو تنسب هذا الكتاب لنفس المؤلف الواحد؟
بعض القُرَّاء يتوقعون أنّ الكاتب هو عالم أو لاهوتيّ الذي كتب عن الأخطاء التاريخيّة في شفرة دافينشي، لكن، تلك المجموعات ستغطي دزينات أو عشر أفراد من الناس، بما في ذلك ليس (تيموثي بول جونز) أنا المؤلف فقط، بل إيرمان نفسه!
إذا أراد أحد أن يُثبت مصداقية هذا الكتاب أو يجعله يبدو ذا ثقة وسلطة، فذلك الشخص قد يدّعي أنّ الكاتب هو بيلي جراهام أو البابا كمؤلف ليعطي أهمّيّة وسلطة موثوقة للكتاب، لكن من غير المستبعد أن تُنسب إليهم. ولكن على الأكثر فقط بعض الناس المقربين من عائلتي سيحذرون أنّني أنا تيموثي بول جونز كتبت هذا الكتاب. (بالمناسبة، كتابة هذه الفقرة ليست لتحسين سمعتي أو ايجاد احترام لنفسي).
اضف إلى ذلك حقيقة أُخرى وهي أنّه في وقت الامبراطوريّة الرومانيّة لم يكن تليفونات أو إيميلات للتواصل السريع، وأنّ خدمة البريد في ذلك الوقت كانت تأخذ أشهرًا لتعبر رسالة في امتداد الامبراطوريّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه في القرون الأوّل والثاني، لم يكن هناك سلطة مركزيّة معترف بها في الأوساط المسيحيّة لتفرض على الشعب المسيحيّ لكي ينسب اسم معين على كلّ إنجيل، كما لم يوجد مدير تنفيذيّ، لم توجد هيئة طائفيّة، لم يوجد مؤتمر عالميّ مسيحيّ.[9]
ونظرًا لهذه العوامل، ماذا كان سيحدث إذا مجتمعات مسيحيّة أُخرى في القرن الثاني قامت وبكلّ بساطة بوضع أسماء الرسل على كلّ إنجيل لكي تعطي أهمّيّة موثقة لهذه الكتب المجهولة أسماء مؤلفيها كما يوحي إيرمان؟ (تذكَّر أنّ في القرن الثاني الميلاديّ كان الإنجيل منتشرًا في الامبراطوريّة الرومانيّة أبعد بكثير من اليهوديّة وروما).[10]
على الأرجح أنّ كلّ كنيسة قد ربطت أو نسبت اسم مؤلف مختلف لكلّ إنجيل. الكنائس في آسيا الصُغرى قد تكون نسبت الإنجيل إلى القديس أندراوس، مثلًا، بينما الكنائس في اليهوديّة قد نسبت نفس الإنجيل إلى تدّاوس أو يعقوب أو يهوذا.
ولكن ماذا سيكون الاحتمال لو أنّ كلّ مجموعة مسيحيّة في الإمبراطورية الرومانيّة توصلّت إلى أنّ مرقس هو مؤلف الإنجيل القصير أو كلّ واحد اسمه متّى مؤلف الإنجيل الذي يبدأ بالأنساب؟ وما هيَ الاحتمالات إذا كانت كلّ كنيسة في الامبراطورية الرومانيّة تختار لوقا كمؤلف أو كاتب الإنجيل الذي يحمل الآن اسمه أو يختاروا يوحنّا مؤلف للإنجيل الأخير في العهد الجديد؟ في المصطلحات الرياضيّة، الجواب سيكون قريب من الصفر. في النواحي العلميّة الجواب أنّ هذا لن يحدث يا بني.
ماذا أتى مع الأناجيل؟
كيف إذًا، هل من الممكن أنّ أسماء المؤلفين هكذا تتفق في المخطوطات القديمة من الأناجيل في العهد الجديد؟
ضع أمامك هذا السيناريو: لنفترض أنّه حين استلمت كلّ جماعة نسخة من الإنجيل، استلمت الجماعة أيضًا تقليدًا شفويًّا عن أصول ذلك الإنجيل. وماذا لو أنّ كلّ الكنائس استلمت -وبدورها أرسلت- التقليد الشفويّ أيضًا عن الأناجيل؟ نتيجة لهذا، حينما أصبحت ضرورة لتنسيب الأسماء أو المؤلفين على الأناجيل المحفوظة في مكان خاص بالأسفار المقدّسة في كلّ كنيسة يسمى صندوق الكتب أو الأسفار، كلّ جماعة نسبت اسم نفس المؤلف على كلّ إنجيل. حتمًا، اختلف الشكل الدقيق للعنوان، ولكن أسماء المؤلفين بقيّت معروفة.
لماذا؟
لإنّ كلّ جماعة قد سبق واستلمت التقليد الشفويّ الثابت عن مصدر كلّ إنجيل.
كما اتضح أنّ هُناك أدلة تاريخيّة على أنّ هذا ما حدث بالضبط. مثلًا، بابياس هيرابوليس -قائد كنيسة في المنطقة الجغرافيّة المعروفة اليوم بتركيا، مولود في نفس وقت الذي فيه كتبت الأناجيل وزميل للبنات الأربع لفيلبس-[11] حافظ على التقليد لإنجيل مرقس ومتّى:
لن أتردّد في وضع تفسيراتي جنبًا إلى جنب مع ما تعلّمته وتذكرته جيّدًا من الشيوخ، مؤكدًا الحقيقة نيابة عنهم… الشيخ قال هذا: مرقس الذي أصبح مرافقًا لبطرس كمترجم، كتب بكلّ دقة كلّ ما تذكَّره جيّدًا -وإن لم يكن في شكل مُنظّم- من أقوال وأعمال الرّب.
لإنّ مرقس لم يسمع الرّب ولم يتّبعه أيضًا، لكن (كما قلت سابقًا) لقد اتّبع بطرس، الذي كان يعطي تعاليمه بشكل قصص أو حكايات قصيرة، وبالتالي لم تأتي أقوال الرّب بالترتيب: إذًا مرقس لم يفقد معنى الكلام حينما كتب بهذا الشكل، كما جاء من ذاكرته. لإنّه كان عنده غرض واحد، وهو ألَّا يحذف شيئًا مما سمعه لكي لا يُقدّم شهادة مزيفة في هذه الأشياء… متّى، وضع الأقوال باللهجة العبريّة وبترتيب مُنظّم وفسّر كلّ قول لأنّه كان قادرًا على ذلك.[12]
فقط بضعة أجزاء باقية اليوم مما كتب بابياس. وبالتالي من المكن أنّ بابياس دوَّن أو كتب التقليد عن الأناجيل الأُخرى أيضًا، ولكن هذه الكتابات قد فُقِدَت. على أيّة حال، الذي بقيَّ محفوظ من كتابة بابياس يُظهِرَ أنّ الروايات الشفويّة من أصول الأناجيل كانت موجودة في السنوات الأخيرة من القرن الأوّل الميلاديّ، ويمكن قبل ذلك أيضًا.[13]
بعد عقدين من الزمن، أي تقريبًا عشرين سنة لموت بابياس في منتصف القرن الثاني، كان هُناك قائدًا لكنيسة اسمه إيرينيئوس قدّم تقريرًا مماثلًا للتقليد الذي تضمّن ليس فقط أناجيل متّى ومرقس، بل لوقا ويوحنّا أيضًا. كتب من منطقة جغرافيّة في الامبراطورية الرومانيّة التي تدعى اليوم فرنسا، هذا ماقاله إيرينيئوس عن الأناجيل:
متّى كتب إنجيله لليهود بلغتهم،[14] بينما بطرس وبولس كانا يبشران بالإنجيل في روما ويبنيان الكنائس هُناك.
بعد موتهم، مرقس -الذي هو تابع لبطرس والمترجم له- أوصل لنا ما نادى به بطرس بشكل مكتوب.
لوقا، مرافق بولس، كتب في إنجيله بتعاليم بولس. ختامًا، يوحنّا -من أتباع الرّب، الذي أتكأ على صدره- كتب الإنجيل بينما كان عائشًا في أفسّس في آسيا الصغرى.[15]
من أين استلم إيرينيئوس هذه المعلومات؟ من معلمه بوليكاربوس، الذي استلمها من شهود عيان للرّب يسوع.[16]
إذًا، بابياس وإيرينيئوس -اثنان من قادة الكنيسة الأولى، المسافة بينهما تُقدَّر بمئات الأميال وفارق زمني عشرات السنين بينهم- كتبوا تقريبًا بتطابق عن إنجيلين في العهد الجديد.[17]
وهناك كلّ مايدعو إلى الاعتقاد بأنّ التقاليد تتفق بشان الإنجيلين الآخرين التي كانت متداولة في نفس الوقت.
ماهو أكثر من ذلك، أنّ لاهوتي أو عالم في العهد الجديد اسمه “كلاوس يرغان ثورنتون” أظهر أنّ التقاليد الموجودة عند إيرينيئوس لا تدل فقط على صحتها أو أصالتها، بل أيضًا أنّها متشابهة جدًّا للملاحظات الموجودة عن الكُتَّاب أو المؤلفين التي تمّ الاحتفاظ بها في كاتالوجات المكتبات القديمة.[18]
هذا التشابه قد يوحي بأنّ حتّى بعض الجماعات المسيحيّة حافظت على معلومات أو ملاحظات مختصرة أو إشارات عن كلّ مخطوطة في الأماكن التي كانوا يحافظون على الأسفار والمخطوطات في كنائسهم (book – chests).
إذًا، هل إيرمان محقّ حين يدّعي بأنّ كنائس القرن الثاني، وبكلّ بساطة، تنسب مؤلفي الأناجيل الأربعة غير المعروفة أسمائهم إلى شخصيّات مسيحيّة ارتأت بأنّها موثوقة أو معتمدة؟ إذا كان هذا هو الأسلوب الذي به يتمّ تسمية مؤلفي الأناجيل في العهد الجديد، ربّما سنجد عشرات المؤلفين المختلفة أسمائهم لهذه الأناجيل. غير أنّ هذا الأسلوب لم نجده في أيٍّ من المخطوطات القديمة. المؤلفين المرتبطة أسمائهم بالأناجيل في العهد الجديد بقيّت بصورة ثابتة بنفس الشكل في نسخة بعد الأُخرى من المخطوطات.
لماذا؟ لإنّ، حينما استلمت الكنيسة الأناجيل المكتوبة، استلموا أيضًا أكثر من مجرد وثائق. لقد تلقوا أيضًا قصصًا -شفويّة تاريخيّة من أوّل قرن ميلاديّ- عن أصول الأناجيل. نبعت هذه التقاليد من القراءات الأولى للأناجيل وشقّت لنفسها الطريق إلى كلّ ركن من أركان الامبراطوريّة الرومانيّة. من وجهة نظري، لا يمكن تفسير أي شيء أقل لفتًا للنظر وبصورة معقولة عن أسماء المؤلفين في مخطوطات الإنجيل.
عن كتاب: سوء اقتباس الحقيقة، لتيموثي بول جونز، ترجمة أمجد بشارة، 2018
[1] Ibid., p. 42.
[2] Martin Hengel, Studies in the Gospel of Mark (Eugene, Ore.: Wipf and Stock, 2003), p. 65.
[3] jApP, p. 42.
[4] A. R. Millard, Reading and Writing in the Time of Jesus (New York: New York University Press, 2000), p. 24; Mary Helene Pages, Ancient Greek and Roman Libraries, M.A. thesis, Catholic University of America, 1963, p. 135.
[5] See Hengel, Studies, 66, as well as the critical apparatus for the titles of the four Gospels in Novum Testamentum Graece.
[6] Hengel, Studies, pp. 81-82.
[7] LC, p. 235.
[8] Hengel, Studies, p. 66.
[9] إنّ الجدل حول عيد القيامة يُظهر بأجلى بيان أنّه لم يكن قط أي اتفاق أو وجود لسلطة عُليا في القرن الثاني. اثنان من أساقفة روما أنشيتوس وفيكتورتريد في أوقات مُختلفة من القرن الثاني كانت لهما محاولات لتوحيد عيد الفصح بين المسيحيّين, ومع ذلك ظلّ النصف الشرقيّ من الإمبراطوريّة الرومانيّة, ولا سيّما آسيا الصُغرى, يحتفل به في موعد مختلف عن الكنائس التي في روما. وظلّ الحال هكذا حتّى القرن الرابع, كما هو واضح من أعمال مجمع نيقية. للمزيد عن هذا الخلاف, انظر:
Raniero Cantalamessa et al., Easter in the Early Church: An Anthology of Jewish and Early Christian Texts (Collegeville, Minn.: liturgical Press, 1993), pp. 34-37; Eusebius Ecclesiastical History 5. 23-28; Francis A. Sullivan, From Apostles to Bishops: The Development of the Episcopacy in the Early Church (Mahwah, N.j.: Paulist Press, 2001), pp. 140-53.
[10] ثلاث برديّات من القرن الثاني، هم: P46، P52، P90 يبدو أنهم نُسِخوا في منطقتين أو ربما ثلاث مناطق داخل مصر: (الفيوم- Fayum، وبوسيرس- Busiris، وأوكسيرنشوس- Oxyrhynchus). إنّه إنجاز لمخطوطات العهد الجديد أن تنتشر إلى هذه الدرجة في وسط مصر على بعد ألف ميل من روما، وأكثر من خمسمئة ميل عن أورشليم، مع بدايات ووسط القرن الثاني، وقد كان الإنجيل قد وصل إلى مُعظم، إن لم يكن كلّ، المراكز السكانيّة في الإمبراطوريّة الرومانيّة مع حلول ذلك الوقت.
[11] انظر: أع21: 1- 9. حيث، وبحسب يوسابيوس، أنّ بابياس قد أورد بعد الروايات عن الرسل (Eusebius Ecclesiastical History 3.39).
[12] Quoted in Eusebius Ecclesiastical History 3.39.
[13] كما يُشير ريتشارد باخوم، أنّ بابياس على الأرجح قد كتب حواليّ 110 م، بينما الوقت الذي يصفه لا يتعدّى الـ 80م
(Jesus and the Eyewitnesses: The Gospels as Eyewitness Testimony [Grand Rapids, Mich.: Eerdmans, 2006]. p. 14).
[14] كلّ مخطوطة معروفة من الإنجيل بحسب متّى مكتوبة باللغة اليونانيّة. غير أنّ بابياس وإيرينيئوس قالوا إنّ متّى كتب إنجيله بالعبريّة. نتيجة لهذا، كثير من الباحثين أو علماء اللاهوت يظنون أنّ متّى كتب أساسًا عن تعاليم يسوع في الآراميّة، وهيَ لغة قريبة جدًّا من العبريّة. لاحقًا، واحد -محتمل أن يكون متّى أو واحد مشترك مع متّى- مزج هذه التعاليم مع إنجيل مرقس ليكون الإنجيل بحسب متّى كما نعرفه نحن، هذا المزج بين ذاكرة متّى وإنجيل مرقس حين تمّت ترجمة إنجيل متّى، ربّما لم يُنظر إليه على أنّه خلق لعمل جديد كلّيًّا. ربما نُظِر إليه كتوسُّع في الترجمة. للمزيد عن فهم المؤلفين القدماء للـ”ترجمة”، انظر:
George Kennedy, “Classical and Christian Source Criticism,” in The Relationships Among the Gospels, ed. W 0. Walker (San Antonio: Trinity University Press, 1978), p. 144.
ويُجادل جورج هاورد George Howard بأنّ النسخة العبرانيّة القديمة من إنجيل متّى ربّما نجدها في كتابات عالم عبرانيّ يُدعى شيم توف بن إسحق Shem Tov Ben Isaac, مؤلف كتاب:
“fourteenth-century refutation of the Christian Gospels”,
انظر:
George Howard, Hebrew Gospel of Matthew (Macon, Ga.: Mercer University Press, 1995), as well as R. F. Sheddinger, “The Textual Relationship Between p45 and Shem Tovs Hebrew Matthew,” New Testament Studies 43. (1997); 58- 71.
في اللغة اليونانيّة. هذه الممارسات لم يكن قد سُمِع عنها في القرن الأوّل: فلافيوس يوسيفوس كتب تاريخًا عن الحرب بين الرومان واليهود، واحد باللغة الآراميّة والآخر باللغة اليونانيّة. كما أنّ إنجيل متّى باللغة الآراميّة لم يتداول به بشكل واسع، ولهذا لم يبقى محفوظًا. كتاب طوبيا -وُجِد في الكتاب المقدّس لكنائس الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيّين- على الرغم من أنّه لسنوات عديدة تداول به في اللغة اليونانيّة فقط. لكن مؤخرًا، وُجِدَت مقاطع مختلفة بالعبريّة والآراميّة لهذا الكتاب ضمن مخطوطات الأسفارالمكتشفة في البحر الميت.
- Fitzmyer,“4Qpap Tobit’ ar,”in Qumran Cave 4: VIII Parabib1ical Texts 2 (Oxford: Clarendon Press, 1995), pp. 1-76.
[15] Eusebius Ecclesiastical History 5.8.
[16] Eusebius Ecclesiastical History 5.20.
من أجل دفاع عن سلطة إيرينيئوس المُستمدة من جلوسه عند أقدام بوليكاربوس، انظر:
Bauckham, Jesus and the Eyewitnesses, pp. 95-296.
[17] Martin Hengel, The Four Gospels and the One Gospel of Jesus Christ, trans. john Bowden (Harrisburg, Penn.: Trinity Press, 2000), p. 36.
[18] Claus-jurgen Thornton, Der Zeuge des Zeugen: Lukas als Historiker der Paulusreisen [The Witness of the Witness: Luke as Historian of Paul’s Travels). ed. Martin Hengel, Wissenschaftliche Untersuchungen zum Neuen Testament 56 (Tubingen: Mohr [Siebeck), I991), pp. 10-82.