Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف98 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف98 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف98 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الثامن والتسعون (نهاية القصة)

 

“قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا” .

 

 

 

_قيس بن الملوح

_________________________

 

 

 

و مالي كُلما وددت الابتعاد سرت نحو خطاهُ وكلما وددت مَسكنًا نظرت إلى عيناه، أنا الشتيت المُلقىٰ في هوامش الحياة، وهي لي كما طوق النجاة، قد تكون انقطعت بيننا سُبل الوصال وقد يكون البُعد طال، لكن اللقاء أتيًا بين قلوبنا لا محال.

 

 

 

_ما أشبه اليوم بالأمس، حيث انتهت الليلة بفرحتهم جميعًا وغنائهم ومرحهم وسط بعضهم جميعًا ورقص الشباب ومرح الفتيات وإطلاقهن للزغاريد.

 

 

 

بدأ اليوم التالي وهو يوم اجتماع الشتيتين كما قال” عمار” ، حتى وإن كانت زوجته لكن اليوم له مذاقٌ خاص، فاليوم ستصبح له بصفةٍ دائمة.

 

 

 

في شقة” ميمي” صباحًا وصل” عمار” و معه” عبدالرحمن” سويًا وقد سبقهما بقية الشباب مع بعضهم إلى هناك وفور دخول الأخرين، رفع” عامر” صوته يرحب بأخيه بمرحٍ كعادته:

 

 

 

“العريس أهو…..العريس أهو”

 

 

 

اقترب منه” عمار” يحتضنه ويقبل كتفه فيما احتضنه الأخر مُربتًا على ظهره بحماسٍ ثم قال بتأثرٍ:

 

 

 

“عمال تكبر وتكبرني معاك، فرحك بجد يا عمار؟! دا أنا لسه كنت شايلك على ضهري من مفيش، ربنا يفرحك يا حبيب أخوك”

 

 

 

ابتسم له” عمار” ثم زفر بقوةٍ وقال بنبرةٍ هادئة:

“أنتَ حبيبي وأبويا قبل ما تكون أخويا، ربنا يفرحك بولادك زي ما فرحت بيا”

 

 

 

تدخل” ياسر” يقول مسرعًا:

“طب يلا بسرعة ألبس علشان تلحقوا الصور بالنهار في القاعة”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا فقال” عبدالرحمن” بلهفةٍ يمازحهم:

“شباب معلش هو في فرحي هتكونوا معايا كدا ولا بتستغلوني لحد ما عمار يتجوز”

 

 

 

رد عليه” خالد” بثباتٍ يتنافى مع هزل كلماته:

“عيب يا عبدالرحمن متقولش كدا، بنستغلك طبعًا لحد فرح عمار”

 

 

 

ضحكوا جيمعهم، فيما اقترب” عمار” من” ميمي” يجلس أمامها على ركبتيه يقول بنبرةٍ هادئة:

“حاسس إنك زعلانة، بس متخافيش أنا مش ممكن أنساكِ أبدًا، أنتِ مقامك كبير في قلبي”

 

 

 

ردت عليه هي بودها وحنانها المعتاد الذي أغدقهم جميعًا:

“أنتَ اللي مقامك عندي كبير اوي، أنتَ جيتلي صغير أوي عنهم ربيتك على أيدي وكنت بحسك حفيدي اكتر منهم علشان هما أنا اعتبرتهم ولادي واعز الولد ولد الولد يا عمار، ربنا يفرح قلبك”

 

 

 

اقترب منها يقبل رأسها ويحاول جاهدًا كتم دموعه التي أوشكت على النزول وفضح أمره، فيما ربتت هي على ظهره وهي تقول بصوتٍ باكٍ:

“اللهم اني استودعتك ابني وقلبه وفرحته فاحفظه بحفظك يا ذا الجلال والمن”

 

تحدث” ياسين” بلهفةٍ:

“طب هنروح إحنا بقى علشان نخلص نفسنا وأنتَ يا عمار اجهز وجهز نفسك والعربية مصطفى هيبعتها لما تتذوق، يلا يا شباب علشان نشوف عيالنا”

 

 

 

رحلوا مع بعضهم وظل فقط” عبدالرحمن” و” عمار” معًا يستعدان للفرح بينما أمسكت” ميمي” المصحف الشريف تقرأ به وهي تبتسم باتساعٍ.

_________________________

 

 

 

وصلت” خلود” للمكان للمخصص لتزيينها وتجهيزها في الفندق الذي سيقام به الفرح ومعها” نـغـم” و” سلمى” اللاتي لم يتركانها بمفردها ذلك اليوم وكذلك سيتم تحضيرهن أيضًا مع العروس.

 

 

 

جلست” خلود” على المقعد أمام المرآة، فاقتربت منها” نـغـم” تحتضنها من الخلف وهي تقول بحماسٍ:

“أنا فرحانة أوي علشانك يا خالتو، ألف مبروك يا حبيبتي”

 

 

 

ردت عليها” خلود” بفرحةٍ كبرى:

“و أنا كمان فرحانة أوي يا خوخة، ربنا يفرح قلبك ويفرحني بيكي يا رب”

 

 

 

ردت عليهما” سلمى” بمزاحٍ:

“البت نغم دي سوسة فرحانة علشان هتكوني جارتها وساكنة معاهم في نفس الشارع”

 

 

 

ردت عليها” نغم” مسرعةً:

“أكيد طبعًا، أنا أصلًا هبات عندها مش هسيبها”

 

 

 

تدخلت” خلود” تقول بحنقٍ:

“هو أنا مستنية الواد بقالي ٩ سنين علشان تيجي تباتي عندنا؟! ممنوع الزيارات ويا بخت من زار وخفف”

 

 

 

ضحكت” سلمى” بملء صوتها فيما رمشت الأخرى ببلاهةٍ ثم قالت بتعجبٍ:

“يلهوي !! دا ليه حق جدو طه يقول إن ماما مش بتتكلم”

_________________________

 

 

 

في شقة” خديجة” وقفت في الغرفة تقوم بتجهيز الملابس لصغارها وكذلك” ليلى” أبنة أخيها وملابس” ياسين” أيضًا.

 

 

 

في الخارج جلس” يزن” و معه” جاسمين” و” ليلى” تجلس معهما تلعب وسطهما بألعابها الصغيرة.

 

 

 

دلف” ياسين” في تلك اللحظة يبحث عنهم جميعًا حتى ركضت له” جاسمين” فحملها على ذراعيه يقبل وجنتها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

 

 

 

“إيه مش واقفة قدام المراية تسرحي شعرك ولا تجربي الفستان ولا قرفانا يعني”

 

 

 

ردت عليه بلهفةٍ:

“جدو رياض إنه هييجي ياخدني بهدومي وألبس مع تيتة هناك وقالي مقولش لحد خالص حتى أنتَ”

 

 

 

حاول كتم ضحكته وهو يقول بنبرةٍ هامسة:

“أجدع حاجة إن محدش يعرف خالص، عارفة كمان !! رغم إنك بت عنيدة وشقية ومطلعة عين أهلي كلهم، إلا إنك بتاخدي حقي من ابويا، روحي يا شيخة قلبي راضي عنك ليوم الدين”

 

 

 

قبلها على وجنته ثم دغدغها في وجنتها بمرحٍ وهي تضحك عليه فخرجت لهم” خديجة” و حينما رأته سألته بلهفةٍ:

 

 

 

“أنتَ جيت !! طب كويس أنا محتارة أوي ومش عارفة اختارلك بدلة، هتلبس أنهي”

 

 

 

انزل ابنته ثم اقترب منها يقبل رأسها وقال بنبرةٍ هادئة:

“حاضر متقلقيش، تعالي معايا وأهم حاجة العيال دي تجهز الأول علشان نخلص”

 

 

 

 

تجميعة الحلقات الخاصة

 

_” الجُمعة الأولىٰ”

“جيش المرء عائلته”

_________________________

 

 

 

_” ما أطيب اللقاء من بعد الفراق”

_________________________

 

 

 

مر اسبوعين على الجميع من بعد زواج” عمار” كانت الأجواء هادئة ومرحة كما هي وكأنهم تمسكوا بالفرحة معهم، وخصوصًا في الغد، ومع ذكر الغد فهو اليوم الذي قرر به” محمود” أن يجمعهم سويًا معه حتى تتم عزومة العروسين كبقية الشباب من بعد العودة من شهر عسلهما.

 

 

 

اليوم هو الخميس وحل وقت تجهيزاتهم لذلك اليوم، ولكن لكلٍ منهم طريقته الخاصة في ذلك، حيث وصل” ياسين” بيته بعد نهاية دوامه كعادته وسط النهار، فوجد” خديجة” ترتدي ثيابها وبجوارها الأطفال الثلاثة، فسألها بتعجبٍ من على أعتاب البيت:

 

 

 

“رايحين فين كدا؟؟ أوعي تكوني غضبانة؟! بالله عليكي مش رايق خالص”

 

 

 

ردت عليه بقلة حيلة من سخريته:

“دا بعينك والله، قعدالك فيها متخافش، بس رايحين نجيب حاجات من تحت وقولت بدل ما يتخانقوا أخدهم معايا”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم دلف الخطوة المتبقية وأغلق الباب فيما ركضت” جاسمين” نحوه تقول بحماسٍ:

“أنا هقعد مع بابا هنا وانتوا روحوا خلاص، مش هاجي”

 

 

 

قال” يزن” مسرعًا بلهفةٍ:

“أحسن، هتيجي تخنقيني، هروح مع نغم وأخلي ماما تجيبلي حاجة حلوة”

 

 

 

أخرجت له لسانها تعانده فيما حملها” ياسين” ثم قال بنبرةٍ مرحة:

“خلاص خلوها معايا هنا وأنا هغير لحد ما تيجوا علشان ناكل سوا، هما هيمشوا امتى؟!”

 

 

 

ردت عليه” نغم” بحماسٍ:

“خالو هيكلمنا نجهز قبلها”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا فيما تحركت” خديجة” بهما سويًا وتركت الأخرى معه، فسألها” ياسين” بخبثٍ زائفٍ:

“عندك مصايب تعمليها لحد ما أدخل أغير هدومي؟! ولا أغير ونعمل المصايب سوا؟؟”

 

 

 

ضحكت هي بشدة على حديثه وطريقته ثم قالت بنبرةٍ هامسة وكأنها تُفشي بـ سرًا حربيًا:

“ادخل غير هدومك وتعالى عاوزاك ضروري”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم رفع كفه يحك فروة رأسه من الخلف ثم تحرك من أمامها وهو يفكر في حديثها، فيما ركضت هي نحو الأريكة ترتمي ثم امسكت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز تقوم بفتحه ثم صفقت بكفيها معًا.

 

 

 

بدل” ياسين” ثيابه لأخرى بيتية مُريحة باللون الرمادي وخرج لفتاته الصغيرة التي قامت باطفاء الأضواء العالية وتركت فقط الخافتة، عقد ما بين حاجبيه وهو يرمقها بحيرةٍ ويقترب منها بخطىٰ متمهلة، فركضت نحوه تفرد كلا ذراعيها وهي تقول بحماسٍ:

 

 

 

“شيلني يلا بسرعة”

 

 

 

حملها على مضضٍ وقد انتبه لتوه للأغاني التي قامت هي بتشغيلها على التلفاز، فسألها بريبةٍ:

“بت؟! هو فيه إيه؟! فرحك النهاردة وعملهالي مفاجأة ولا إيه؟!”

 

ضحكت عليه ثم طوقت عنقه بذراعيها وهي تقول بحماسٍ:

“عاوزاك بقى ترقص معايا وتدوخني، يلا بسرعة قبل ما هما ييجوا تاني وأنا مش هقول لحد”

 

 

 

حرك فمه يمنةً ويسارًا بتهكمٍ يسخر منها، فيما ألحت هي عليه حتى ابتسم هو رغمًا عنه ثم بدأ يتحرك بها وهي على يده ويغني بنبرةٍ هادئة بصوته العذب:

 

 

 

“بحس وهي بتكلمني عيونها الحلوة جاية تقولي قرب شوف يا حبيبي ازاي خلصت كل الجـمال….دي أجمل ما شافت عين….دا جمال مقسوم نصين….نص أقدر أوصفه والتاني فوق الخـيـال…دي أجمل ما شافت عين….دي جمال مقسوم نصين….نص اقدر اوصفه والتاني فوق الخـيـال”

 

 

 

كان يتحكرك بها وهي على ذراعيه تبتسم بسعادةٍ بالغة مع حبيبها الأول” ياسين” ، أما هو فاستمر في التحرك بها وهو يُغني لها حتى قربها لعناقه ودار بها وكليهما يضحك بسعادةٍ بالغة حتى فُتح الباب وطلت منه” خديجة” بالأخرين معها، حينها شهقت” جاسمين” فيما قال” ياسين” بسخريةٍ:

 

 

 

“براءة أنتِ المرة دي، أنا اتفضحت خِلقة خلاص”

 

 

 

سألته” نغم” بحزنٍ:

“طب وأنا مش هترقص معايا”

 

 

 

وضع” جاسمين” على الأريكة ثم اقترب من” نـغـم” يحملها على يده ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

“إزاي بس من غير نغم؟! نغم حياة ياسين”

 

 

 

ضحكت بسعادةٍ بالغة فيما احتواها هو بين ذراعيه يغني لها ويدور بها كما الأخرى حتى عانقته” نـغم” و هي تقبل وجنته فدار هو بها ثم وضعها على الأريكة وهو يضحك لهما، ثم حمل” يزن” الذي قال بسرعةٍ كبرى:

 

 

 

“مش مهم أنا هروح أرقص مع زياد ومازن”

 

 

 

ضحكت” خديجة” رغمًا عنها فيما وضعه” ياسين” على كتفيه ثم دار به والأخر يضحك بصوتٍ عالٍ حتى انزله” ياسين” و هو يلهث بقوةٍ ويقول بنفسٍ متقطع:

 

 

 

“الحمد لله كدا رضينا كل الأطراف”

 

 

 

تحدث” يزن” بلهفةٍ يلفت نظره:

“طب وماما يا بابا !!!”

 

 

 

اقترب منه” ياسين” يقبل وجنتيه ثم قال بمرحٍ:

“أنتَ بتفهم ياض، هات بوسة لأبوك يا روح قلب أبوك”

 

 

 

قبل أن يقترب منها تحدثت هي بسرعةٍ كبرى:

“بقولك إيه؟! أنتَ فاضي أنتَ وهما، خلوني أغديكم وبعدها نشوف مين هيرقص لمين”

 

 

 

تحركت من أمامهم فسألهم هو بخبثٍ:

“انتم هتباتوا عند خالو صح؟!”

 

 

 

حرك الثلاثة رأسهم بموافقةٍ فيما قال هو بنفس الخبث:

“حبايب قلبي انتوا وخالو”

_________________________

 

 

 

ارتدى” وليد” ثيابًا أخرى بعد عودته من العمل وذهابه لشقته وقبل أن يخرج من الغرفة دلف له التوأم يركضا نحوه، فقال هو مؤكدًا دون أن ينطق أيًا منهما:

 

 

 

“قبل ما حد منكم ينطق، لأ مش هتيجوا معايا، أنا هروح أجيبهم وأجي علطول، خليكم هنا ساعدوا ماما علشان متبقاش لوحدها، تمام يا رجالة؟!”

 

 

 

 

 

   

   

وافق” مازن” بسرعةٍ فيما صمت الأخر حتى سأله” وليد” بحاجبٍ مرفوع:

“و حضرتك؟! معترض؟!”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا ثم قال:

“لأ خلاص، هات بقى حاجة حلوة كتير وأنتَ جاي، زود العصير لنغم والشيبسي علشان جاسمين”

 

 

 

ابتسم له” وليد” و هو يقول بقلة حيلة:

“سبحان الله، كنت بقول نفس الكلام وبقول زود عصير لخديجة وشوكلاتة لخلود”

 

 

 

قال” مازن” بسرعةٍ كبرى:

“و هات معاك فينو علشان نعمل سندوتشات أنا ويزن بليل”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم قبل كليهما وتحرك من المكان حتى قابل” عبلة” أمامه تأكل ثمرة الخيار فقال هو بسخريةٍ وهو يضربها بخفة على جبينها:

 

 

 

“بطلي أكل هتتخني كدا”

 

 

 

ردت عليه بسخريةٍ:

“دا خيار مش بيتخن، لو مش عاجبك اطلع عند أختي أكل براحتي ولا انزل عند أخويا”

 

 

 

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة يشوبها المكر وكأنه انتبه لتوه:

“أبوكِ دا سوسة، عامل نفسه رافض الجوازات وهو واخد البيت كله لعياله، مش سهل”

 

 

 

اقتربت منه تمسك يده تحاول عضها فيما ضحك هو بصوتٍ عالٍ ثم قبل وجنتها ورحل وهو يضحك عليها فاقتربت هي من ابنائها تقول بضجرٍ:

 

 

 

“يلا ياض منك ليه تعالوا ساعدوني علشان نعمل الكيكة”

 

 

 

سألها” زياد” بتهكمٍ:

“إحنا رجالة هنعمل معاكِ إيه؟!”

 

 

 

ردت عليه بسخريةٍ:

“مفيش فرق يا حبيب أمك علشان ربنا مكرمنيش ببنت، يبقى ساعدوني وخلوا فيه دم”

 

 

 

دلفا معها كليهما للمطبخ فيما وقفت هي تقسم عليهما الأدوار حتى انخرطوا سويًا في العمل وهم يضحكون بسعادةٍ معها.

_________________________

 

 

 

أنهت” خديجة” الغداء برفقة أسرتها وقد ركض أبنائها للداخل حتى يتجهزون للذهاب إلى” وليد” .

 

 

 

طرق باب الشقة في تلك اللحظة فركضت” نـغـم” تفتحه لخالها ولكن الطارق كان شخصًا غيره، فقالت بنفس الحماس الذي غلف نبرتها:

 

 

 

“يونس !! ازيك عامل إيه؟؟”

 

 

 

ابتسم لها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

“كويس الحمد لله يا نغم، أنتِ عاملة إيه؟! طنط خديجة موجودة؟!”

 

 

 

أتت له” خديجة” من الداخل وهي تقول بحماسٍ:

“قولتلك بلاش طنط دي، مش متعودة عليها منك”

 

 

 

ابتسم لها بسعادةٍ ثم مد يده لها بحقيبةٍ بلاستيكية وهو يقول:

“هي دي الحاجة اللي ماما قالت عليها، بعتتهم معايا علشان العزومة بكرة”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم له فقالت” نغم” بسرعةٍ:

“طب تعالى ادخل، بابا موجود”

 

 

 

قبل أن يعترض هو ويرفض الدخول شدته” خديجة” من كفه للداخل وقد أغلقت” نـغـم” الباب، جلس” يونس” على الأريكة فركض له” يزن” و هو ينادي اسمه بحماسٍ حتى أجلسه” يونس” على قدمه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

 

 

 

 

 

   

   

“جيبتلك معايا حاجة حلوة علشان كدا صممت أني أجي”

 

 

 

استحوذ على اهتمام” يزن” بحديثه فيما أخرج” يونس” الحلوى المفضلة للثلاثة من جيبه يقدمها لهم، اخذها منه” يزن” بحماسٍ وكذلك” جاسمين” التي ركضت نحوه، فيما اقتربت منه” نـغم” بهدوء تأخذها منه ثم قالت بنبرةٍ هادئة:

 

 

 

“شكرًا يا يونس”

 

 

 

_” متشكرنيش، دي حاجة بسيطة”

 

 

 

ابتسمت هي له ثم قالت بسرعةٍ:

“طب عن اذنك هنروح نجهز علشان خالو وليد زمانه جاي”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم قال بسرعةٍ:

“سلميلي على مازن وزياد لحد ما أشوفهم بكرة، متتأخروش علينا بقى”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً ثم رحلت من أمامه نحو الداخل فسألته” خديجة” بنبرةٍ هادئة:

“مش هيتأخروا، بكرة الصبح هيكونوا هناك”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا وهو يبتسم لها فخرج له” ياسين” من الداخل وهو يقول مهللًا بفرحةٍ:

“دا إيه النور دا؟! يونس باشا عندنا؟! الشقة نورت يا راجل”

 

 

 

اقترب منه” يونس” يُحييه ويعانقه كما الصديقين المقربين، فقال” ياسين” بنبرةٍ أهدأ:

“هو أنتَ حالف متجيش هنا تاني؟! بتوحشني يا عم”

 

 

 

رد عليه بوجهٍ مُبتسمٍ:

“لأ والله عادي، بس بكون في البيت مش بروح في مكان تاني علشان يسر هي كمان بتطلب تنزل زيي، لما بتيجي فرصة باجي هنا”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:

“ماشي هصدقك، البيت مفتوح ليك وقت ما تحب كمان”

 

 

 

تحرك” يونس” من المكان بعدما ودعهم جميعًا بلطفه المعتاد لهم، فيما سألت” خديجة” زوجها باهتمامٍ:

“مش بعرف أشوفه كبير، الوحيد فيهم اللي مش متقبلة إنه كبر”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم قال بثباتٍ:

“بس واعي وفاهم، لما عرف إن فيه حدود مبنعديهاش احترمها وخلانا كلنا نحترمه، يونس هيفضل دايمًا زي ما هو ببراءته وهدوئه، أظن كدا أني هشوف عمار تاني فيه”

 

 

 

قال جملته الأخيرة بتلميحٍ مبطن جعلها تبتسم بمكرٍ بعدما التقطت مقصد حديثه، فيما غمز هو لها حتى قالت بنبرةٍ ضاحكة:

“طلبتها وهنولها إن شاء الله”

 

 

 

صدح صوت جرس الباب بصوتٍ عالٍ وجلبة في تناغم ما بين الطرقات وصوت الجرس حتى تسبب به” وليد” ، حتى اقتربت” خديجة” من الباب تفتحه له وهي تطالعه بيأسٍ أما هو فاحتضنها وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

 

 

 

“الكتكوتة حبيبة أخوها”

 

 

 

ضحكت هي رغمًا عنها وهي تعانقه فابتعد عنها هو اقترب من” ياسين” يقول مرحبًا ومهللًا بسخريةٍ:

“جوز أختي حبيبي، وحشتني”

 

 

 

رمقه” ياسين” بلامبالاةٍ وهو يقول بغيظٍ منه:

“و أنتَ موحشتنيش، تتفضل تاخد نفسك وولادك أختك معاك وتريحونا”

 

 

 

جلس” وليد” بجواره وهو يقول بخبثٍ:

“و على إيه؟! ما آخد أختي هي كمان معانا؟! إيه رأيك يا مهلبية؟”

 

 

 

 

 

   

   

أمسكه” ياسين” من عنقه يهزه بعنفٍ في يده فيما ضحك” وليد” و هو يتوسله بالتوقف حتى تركه” ياسين” دفعةً واحدة وعلى قبل أن يستفزه” وليد” ركضت” جاسمين” من الداخل تصرخ باسمه مهللةً:

“خــالو….. حبيب قلبي”

 

 

 

حملها” وليد” و هو يقول براحةٍ:

“حبيبي حبيبي….عيون خالو وروح قلبه”

 

 

 

جلست بين ذراعيه وركض خلفها أخوتها يركضون نحوها، فقالت” خديجة” بسخريةٍ:

“يا سلام؟! أول مرة تتفقوا يعني على حاجة، خير”

 

 

 

قال” وليد” بنبرةٍ ضاحكة:

“و هو فيه اتنين يختلفوا على حب وليد الرشيد؟! عيب”

 

 

 

اعتدل واقفًا ولازالت” جاسمين” تتعلق برقبته، فقال” ياسين” بتهكمٍ:

“قافشين فيك كأنك بتوزع فلوس، دا إيه الهم دا؟!”

 

 

 

رد عليه” وليد” بفخرٍ في ذاته:

“بيقولك الخال والد، ما بالك بوليد الرشيد؟!”

 

 

 

وقف” ياسين” معهم يوصلهم نحو الباب فيما نطقت” خديجة” تحذرهم:

“مش عاوزة شقاوة، ومحدش يضايق خالتو عبلة، ساعتها وليد هيجيبوا علطول هنا”

 

 

 

ردت عليها” نغم” مسرعةً:

“حاضر متخافيش والله، باي”

 

 

 

لوحت بكفها الصغير وهي تمسك يد أخيها فيما حمل” وليد” حقيبتهم ثم ركب المصعد و“جاسمين” بين ذراعيه.

 

 

 

أغلقت” خديجة” الباب وهي تبتسم بسمتها الهادئة فيما وقف” ياسين” بجوارها يقول بصوتٍ عالٍ:

“روح يا وليد ربنا يفتحها في وشك من وسع يا رب، زي”

_________________________

 

 

 

مر على زواجهما أسبوعين فقط وها هي تشعر بالاختناق هنا، ذلك الروتين لم تعتاد هي عليه، وها هي تجلس تنتظر عودته من الصيدلية، زفرت” خلود” بقوةٍ حتى استمعت لصوت مفتاحه في الباب فابتسمت بسعادةٍ كعادتها كلما أتى” عمار” للبيت تبتسم براحةٍ كبرى كما الطفل الصغير الذي يجلس في مدرسته وها هي أتت والدته حتى يحتمي في كنفها، ركضت له تتعلق برقبته وكم كانت أفعالها غريبة عليه كليًا، حتى ألجمته الصدمة وتيبس جسده لكنه أدرك الوضع سريعًا فرفع ذراعيه يعانقها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

 

 

 

“إيه وحشتك أوي كدا؟!”

 

 

 

_” لأ زهقت أوي”

ردت عليه هي بذلك حتى رمش هو ببلاهةٍ ثم قال بسخريةٍ:

 

 

 

“هو أنتِ لو كنتي قولتي وحشتني كنتي هتخسري حاجة؟؟ بوظتي الحضن الله يسامحك”

 

 

 

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:

“مليش أنا في المياعة دي، بس بزهق من غيرك، ما بصدق إنك تيجي”

 

 

 

ابتسم هو لها فقالت هي بنبرةٍ متلهفة وكأنها تتوسله:

“ينفع طيب ننزل ونخرج سوا؟! نتمشى حتى ونرجع تاني، ممكن”

 

 

 

رد عليها بنبرةٍ هادئة:

“يلا وعزمك على شاورما كمان بس الحساب عليكِ”

 

 

 

رفعت حاجبيها له فقبل هو رأسها ثم قال بنبرةٍ هادئة:

“بهزر معاكِ، تعالي وأنا هخليكِ تتبسطي”

 

 

 

 

 

   

   

تحركت ركضًا من أمامه فيما وقف هو يضحك رغمًا عنه لكن كلما أمعن التفكير ابتسم أكثر، وكأنه يخبر نفسه متحدثًا: ألم تكن تلك التي تمنيت فقط مجاوراتها والتحدث معها؟! ها هي لك ومعك وبجوارك وأصبحت دارها هي نفسها دارك.

 

 

 

هكذا تحدث” عمار” مع نفسه وهو ينتظر عودتها من الداخل، حتى خرجت له ترتدي ثيابها الخاصة بالخروج، عبارة عن قميص باللون الأبيض وأسفل منها” جيبة” باللون الأسود بها نقوشات باللون الأبيض والحجاب باللون البيج والحذاء باللون الأبيض، قيمها” عمار” بنظره وقد ابتسمت عينيه قبل فمه خصوصًا أن ملابسها فضفاضة على عكس قبل زواجهما، ودون أن يتحدث هو معها راعت تلك النقطة واهتمت بتطوير ملابسها وكم كن لها كامل الاحترام بعد تلك النقطة.

 

 

 

اقتربت منه تتمسك بذراعه وهي تقول بسخريةٍ:

“يلا علشان تعزمني على الشاورما والحساب عليا”

 

 

 

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:

“و الراجع؟!”

 

 

 

_” يبقى عيل بيتدلع على التاني”

قالتها بنبرة دلال عليه جعله يبتسم بسعادةٍ بالغة وفرحةٍ كبرى تشكلت على مُحياه.

 

 

 

بعد مرور دقائق قليلة نزلا سويًا للأسفل يتوجها حيث أراد هو يفاجئها، كان يسيرا بجانب بعضهما وضوء القمر يُضلل عليهما وتشهد على أُنسهما لبعضهما نجوم السماء.

 

 

 

وصلا لشارعًا يقع بالقرب من مسكنهما، لكنه يختلف عن بقية الشوارع، حيث كان هادئًا ويخلو من السكان، نظرت له بتعجبٍ فيما قال هو بثقةٍ:

 

 

 

“متأكد إنك هتفرحي هنا وتتبسطي”

 

 

 

حديثه غريب ونبرته أغرب بينما ثقته فهي تحمل كل الغرابة التي في العالم، وقد زادت دهشتها حينما أشار لها على مقصده.

 

 

 

شهقت” خلود” بفرحةٍ بعدما اقترب منها من الدرجات الهوائية الموجودة، ثم اختار واحدةً منهم تكفي لفردين، ركب هو أولًا وهي خلفه على المقعد العريض المزود بالدراجة حتى تكفي لهما.

 

 

 

قاد” عمار” الدراجة وهو يضحك بسعادةٍ بالغة وهي خلفه تضحك بصوتٍ عالٍ يُجلجل بفرحٍ فسألها هو:

“فرحانة يا خلود؟!”

 

 

 

ردت عليه مؤكدةً:

“كلمة قليلة على اللي أنا حاسة بيه معاك، أنا فرحانة أوي”

 

 

 

زاد هو من سرعة الدراجة وهي في الخلف تبتسم لمداعبة الهواء لوجهها وللمشاعر التي تعايشها معه.

_________________________

 

 

 

في شقة” وليد” وصلها بالأطفال الثلاثة حتى ركضوا نحو الأخريـْن بحماسٍ، فيما ركضت” نـغـم” نحو” عبلة” تحتضنها وهي تقول بودها المعتاد لها:

 

 

 

“وحشتيني أوي”

 

 

 

ردت عليها” عبلة” بوجهٍ مُبتسمٍ:

“أنتِ اللي وحشتيني اوي، اسبوعين كاملين مشوفتكيش فيهم، يا شيخة وحشتيني”

 

 

 

احتضنتها” نـغـم” فيما قال” وليد” مسرعًا:

“يلا ادخلوا غيروا هدومكم علشان تسهروا براحتكم”

 

 

 

 

 

   

   

دلف هو يبدل ثيابه وكذلك الأطفال الثلاثة، فيما جلست” عبلة” تنتظر قدوم أيًا منهم.

 

 

 

بعد مرور دقائق قليلة تبدل الوضع حيث جلس” وليد” في الخارج وزوجته تقوم بإعداد الطلبات لهم والاطفال جميعهم في الغرفة الخاصة بالجلوس.

 

 

 

قامت” عبلة” بصنع المشروبات لكلٍ منهم طلبه الخاص بما فيهم زوجها يريد قهوته، دلفت الغرفة لهم وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:

 

 

 

“اتفضلوا، حد عاوز حاجة قبل ما. روح القهوجي اللي جوايا تمشي؟! فكروا؟!”

 

 

 

حركوا رأسهم سلبًا ينفون إجابة حديثها، فيما أعطت هي لكل منهم طلبه ثم خرجت لزوجها، جلست بجواره وهي تزفر بقوةٍ فقال هو ساخرًا:

“معلش يا سوبيا خليها عليكِ”

 

 

 

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:

“على قلبي زي العسل، دول بييجوا ينوروا البيت وتحس أنهم بيخلوه فيه طعم”

 

 

 

ابتسم هو لها وفور انتهاء حديثها، ركضت له” جاسمين” بتذمرٍ وهي تقول بثباتٍ لا يناسب عمرها البتة:

“خالو تعالى روحني يلا”

 

 

 

نظر لها بتعجبٍ وكذلك” عبلة” فيما قال هو بسخريةٍ:

“هو إحنا لحقنا؟! مالك؟!”

 

 

 

_” عيالك اللي محدش رباهم زعلوني، أنا همشي أحسن”

ردت عليه هي بذلك الحديث حتى قال هو موجهًا حديثه لزوجته:

“افرحي يا عبلة، كان نفسي أكون قدوة بقيت عِبرة، عيالي اللي محدش رباهم”

 

 

 

ربتت” عبلة” على كتفه بسخريةٍ فيما وقف هو ثم اقترب من الآخرى يجلس على ركبتيه أمامها وهو يقول بنبرة هادئة:

“مالك بس؟! مين زعلك؟!”

 

 

 

ردت عليه تفسر سبب ضجرها:

“مازن قعد يزن مكاني، وزياد زعقلي علشان باخد اللعبة من نغم، أنا هروح عند بابا أحسن”

 

 

 

قبلها على وجنتها ثم قال:

“محدش فيهم ولا حتى أنا يقدر يزعلك حتى، تعالي معايا وناخد حقك وحق الكل منهم”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً بحماسٍ وهي تركض أمامه فيما التفت هو ينظر لزوجته وهو يقول بنبرة ضاحكة في طياتها السخرية:

“بينوروا البيت ويخلوا فيه طعم؟! أكيد بطعم الخل والملح”

 

 

 

قال جملته ثم دلف للداخل وهو يتوعد للبقية، وقد وصل أمام الغرفة وفتح الباب ليجد” جاسمين” تقف أمامهم بغيظٍ ز البقية يجلسون على المقاعد الصغيرة يشاهدون الفيلم سويًا.

 

 

 

اقترب” وليد” منهم يجلس في المنتصف ثم سحب” جاسمين” حتى جلست بين قدميه فقال هو بنبرةٍ هادئة:

“مين فيكم يا كلاب اللي زعل جاسمين؟!”

 

 

 

ردت عليه بسرعةٍ:

“الكلاب دول كلهم”

 

 

 

كمم فمها ثم قال بثباتٍ:

“المفروض انكم متجمعين سوا علشان تفرحوا وعلشان انتم بتحبوا بعض، إنما اللي بيحصل دا كدا غلط، انتم الخمسة أخوات وكدا عيب”

 

 

 

ردت عليه” نغم” بهدوء:

“محدش زعلها والله، هي زعلت علشان زياد سابلي اللعبة”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم قال بتفهمٍ:

“أنا عارف والله، بس مش عاوزكم تكونوا زعلانين من بعض، انتم كبار خلاص….اتفقنا !!”

 

 

 

 

 

   

   

حركوا رأسهم بموافقةٍ وقبل أن يقوم هو أوقفته الصغيرة بقولها:

“سرحلي شعري أنتَ رايح فين؟!”

 

 

 

زفر هو مستسلمًا لها ثم أمسك خصلاتها يقوم بصنع الجديلة لها وهو يبتسم بحنانٍ وكأنها قطعةً منه أو بالأحق هي قطعة صغيرة من شقيقة روحه لذا حتى إذا أرادت عيونه لن يبخل عليها بها.

 

 

 

انهى صنع الجديلة حتى قامت هي تقفز عدة مراتٍ فجلس محلها” يزن” بين قدمي الاخر الذي قال بسخريةٍ:

“نعم؟! عاوزني أضفرلك شعرك أنتَ كمان؟!”

 

 

 

_” ليه هو أنا اسمي جاسمين ولا إيه؟! خليني قاعد هنا وهي تقعد على الكرسي بلاش صداع”

تفوه” يزن” بذلك حتى ضرب” وليد” كفيه ببعضهما لا يصدق أن هذا الصغير ابن شقيقته ففي كل مرة يتأكد أن” نغم” هي من حملت صفات والديها معًا على عكس الأخرين.

_________________________

 

 

 

أنهت” خديجة” عملها في البيت وترتيبه بعدما استغلت رحيل سبب دماره، ثم جلست في أمام التلفاز تطالعه بمللٍ وبجوارها” خدوش” التي كبرت معهم وترعرت في كنفهم حتى أصبحت كبيرة الحجم لكن هيئتها كما هي بريئة، جلست معها بعدما نام” ياسين” و قد قرر استغلال الهدوء المخيم عليهما.

 

 

 

زفرت بقوةٍ وقبل أن تقوم من محلها وجدته يخرج لها من الداخل لكن النوم لم يكن ظاهرًا على وجهه، فسألته بتعجبٍ:

“أنتَ ماكنتش نايم؟!”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا ثم أضاف:

“لأ معرفتش أنام، حاولت بس معرفتش كان فيه حاجات تبع الشغل بخلصهم قولت علشان أعرف اقعد معاكِ”

 

 

 

رفعت حاجبيها باستنكارٍ وكذلك ابتسمت وهي تحاول كتم ضحكتها تلك، فجلس هو بجوارها وعلى حين غرة قام بسحب الرباط من شعرها ثم قام بفرد خصلاتها التي ازدادت طولًا ونعومةً على كتفيها ثم قال بنبرةٍ هادئة:

 

 

 

“شكلك حلو لما بتفرديه”

تجاهلت حديثه وهي تحرك رأسها موافقةً فيما أوقفها هو ثم قال بتهكمٍ:

“هتفضلي تهزي في راسك كتير يا كتكوتة؟! يعني وليد قايم بالواجب وأنتِ وحشاني وضرايرك مش هنا”

 

 

 

ردت عليه بقلة حيلة:

“نعم !! عاوز إيه سيدي؟!”

 

 

 

سحبها من يدها ثم اوقفها أمامه يمسك كفها وكفه الأخر يضعه في خصرها وهو يقول بنبرةٍ هادئة يغني لها بصوته العذب:

 

 

 

“من أول يوم في لُقانا….خدني هواك….عيشت معاك أحلى سنين عمري يا غالي….بان علطول إيه جوانا لما العين جت في العين….و لا حسيت باللي جرالي….بينا نعيش دا العمر ليلة… متقوليش….نستنى ليلة….دي الايام جنبك جميلة…. وعمري يا غالي لقيته معاك….بينا نعيش دا العمر ليلة…. متقوليش… نستنتى ليلة….دي الايام… جنبك جميلة وعمري يا غالي لقيته معاك” .

 

 

 

كان يغني لها بملء صوته كل كلمة تتفوه عن نفسها بصدقٍ وهي تبتسم له بسمتها المشرقة المعتادة منها حتى قربها من عناقه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

 

 

 

 

 

   

   

“يمكن العمر جري وبقيت أب لتلاتة غير بعض وكل واحد فيهم واخد غلاوة عندي غير التاني، بس غلاوتك في قلبي زي ما هي يا خديجة، بنتي الكبيرة وأول فرحتي زي ما بيقولوا، فرحتي وحبي لولادي دا علشان أنتِ أمهم”

 

 

 

لمعت عينيها كما تلمع النجوم في السماء وهي تطالعه وكأنها تتأكد منه عما تفوه به فحرك هو رأسه موافقًا يؤكد لها أن مكانتها كما هي ثابتة منذ البداية بل تزداد مع مرور الأيام وخاصةً وهي تعانقه وتتمسك به وكأنها تنتظر فقط حديثه لتشرق من جديد كما الشمس في الصباح.

_________________________

 

 

 

انهى” عمار” جولته مع” خلود” بالدراجة الهوائية وسط شوارع المنقطة الفارغة من الجميع عدا الدراجات الهوائية والتي يركبونها، ثم توجه بها نحو محل وجبتها المفضلة يجلسان سويًا.

 

 

 

جلست” خلود” أمامه وهي تبتسم له وهو يُملي طلباته للعامل وكم كان دقيقًا في وصف ما تريده هي حتى أدق من نفسها، رحل العامل فيما قال هو بثباتٍ:

 

 

 

“أظن لفة العَجَل دي جوعتك”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:

“أوي بصراحة وأنا اصلا معرفتش أكل لوحدي وقولت أستناك، وبما إنك جيت قولت ننزل”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا فقالت هي بتعالٍ وتكبرٍ:

“أنا أصلًا كان المفروض افهمك الكتالوج بتاعي، شكلك غلبان ولبست في حيطة معايا”

 

 

 

تنهد هو بعمقٍ ثم قال:

“بالعكس، مش يمكن أنا اللي كنت مستني يوم زي دا نكون سوا فيه كدا؟! حتى لو إنك تدلعي عليا؟! لو مش أنا اللي هتكوني على راحتك معاه، أومال مين اللي المفروض يطمنك؟!”

 

 

 

ابتسمت له بسعادةٍ بالغة وضربات قلبها تتصارع خلف بعضها حتى وُضع الطعام أمامها فقال هو بنبرةٍ هادئة:

“كلي يا خوخة بألف هنا وشفا”

 

 

 

ابتسمت هي بيأسٍ ثم قالت تحذره:

“خلي بالك !! مش أي حد مسموحله يقولي خوخة، بس علشان أنتَ حبيبي وغالي عليا هعديها”

 

 

 

غمز لها بمشاكسىةٍ ورافق فعله ذلك قوله العابث:

“لو أنا غالي عليكِ … فأنتِ أغلى ما ليا في الدنيا في الدنيا ديا”

 

 

 

اقتربت منه تقول بنبرةٍ هامسة:

“مش هرد عليك هنا، لما نروح بقى أحسن علشان المنظر العام”

 

 

 

ضحك رغمًا عنه وهو يراقبها تغمز له ثم شرعت في تناول الطعام فيما ضحك هو من جديد وضرب كفيه ببعضهما لا يصدق أنه أفنى سنوات عمره ينتظر تلك التي ستوقعه في مصيبة ذات يوم.

_________________________

 

 

 

في صباح اليوم التالي وقبل صلاة الجمعة وخاصةً في المكان المفضل الذي بدأت منه معظم القصص هيا بنا لنرى الآتي:

 

 

 

_انزل يا عُمر بدل ما أخلي الباقي كلهم يتفرجوا عليك لما أصورك وأنزلها؟! انزل وأرحم السفرة”

 

 

 

تفوه” يونس” بذلك وهو يقف بجوار طاولة السفرة و“زين” بجواره و“عمر” فوقها و“ميمي” تتابعهم كما كانت تتابع الكبار، بينما قال” عمر” بخوفٍ:

 

 

 

 

 

   

   

“والله قولت لعمو خالد إن حجز الكورة باسمك علشان ميزعقش ليا، أنا بخاف من ابوك اكتر من أبويا”

 

 

 

ضحك” زين” بصوتٍ عالٍ فقال” يونس” بسخطٍ:

“يا زفت ماهو زعقلي أنا !! أنا من ساعة ما اتعورت وعدته مش هعمل كدا تاني، ومعاه حق فكرني مش بسمع الكلام”

 

 

 

سألتهم” ميمي” بتعبٍ من صوتهم:

“فيه إيه يا حبيبي أنتَ وهو؟! فهموني طيب ونحل الموضوع، السفرة دي ربت أجيال”

 

 

 

اقترب منها” يونس” يقول بغيظٍ:

“مش بابا آخر مرة لما اتعورت قالي مفيش حجز كورة تاني؟! وأنا قصادك وعدته؟! عمر كلم العيال وحجز وخلى الحجز باسمي، وبابا قالي أني مش بسمع الكلام وهو معاه حق بصراحة”

 

 

 

أشارت له بجوارها حتى اقترب منها فقالت هي بنبرةٍ هادئة:

“بابا روحه فيك ولما اتعورت كان هيتجنن علشانك، خايف عليك يجرالك حاجة، مش قصده يحرمك من الحاجة اللي بتحبها، متزعلش منه يا يونس”

 

 

 

ابتسم لها ثم قال بهدوء:

“مش زعلان منه علشان هو فاهمني كل حاجة، بس عمر اتسرع ودبسني معاه وأنا مش عاوز بابا يزعل مني”

 

 

 

اقترب منه” زين” يقول بلهفةٍ:

“خلاص أنا هقول لخالو وهعرفه كل حاجة وهو مش هيعمل حاجة، يلا بس علشان نصلي، الساعة خلصت من بدري اصلا”

 

 

 

اقترب منهم” عمر” يقول بوقاحةٍ:

“بس ياض يا خواجة أنتَ !! هو أنا هخاف ولا إيه؟! أنا هقوله يا عمو خالد يونس بريء وأنا اللي حجزت الساعة من وراكم ودبسته”

 

 

 

_” يا وقعة أبوك سودا يا ابن عامر؟! تصدق ياض حلال فيك الدبح !!”

تفوه” خالد” بذلك بعدما استمع لجملة” عمر” الذي ركض نحو السفرة فضحك البقية عليه حتى قال” ياسر” بسخريةٍ:

 

 

 

“صحيح اللي خلف مماتش، نفس حركات أبوك بالظبط، خليك كدا”

 

 

 

تدخل” عامر” يقول بغيظٍ منه:

“دي جينات وراثية خد بالك !! أصل هيطلع لمين يعني؟! صحيح هذا الشبل من ذاك الاسد”

 

 

 

رد عليه” ياسين” بسخريةٍ:

“شبل وأسد؟! إيش حال مكانتش السفرة دي هي اللي مربياكم سوا؟!”

 

 

 

رد عليه” عامر” بنفس السخرية:

“مالك يا حلويات؟! شوف مين بيتكلم؟؟ قولي بصحيح عيالك فين؟؟ يوه نسيت عند خالو وليد”

 

 

 

ضحكوا جميعًا عليهما حتى الصبية الصغار، فيما عض” ياسين” شفته السفلى بغيظٍ وقبل أن يبدأ العِراك مع” عامر” قال” خالد” مسرعًا:

 

 

 

“بس أنتَ وهو خلونا نلحق الصلاة علشان نروح العزومة ومنتأخرش، قلة أدبنا دي نخليها هنا”

انسحبوا خلف بعضهم بالعباءات البيضاء وكذلك الصغار بعدما قاموا بتوديع” ميمي” .

_________________________

 

 

 

في بيت آلـ” الرشيد” قامت النساء بالتعاون مع بعضهم لتقديم الطعام وتجهيزه وكذلك ذهبت فتيات العائلة منذ الصباح حتى تعاون البقية.

 

 

 

 

 

   

   

كانت” هدير” تجلس وسطهن تحمل” سيلينا” فركضت لها” فاطيما” تتشدق بنذقٍ:

“إيه دا إن شاء الله؟!”

 

 

 

ردت عليها” هدير” و هي تحاول جاهدة كتم ضحكتها:

“خير؟! مالك إن شاء الله؟!”

 

 

 

ردت عليها بضجرٍ:

“شيليني أنا يا ماما وأديها لمامتها، بابا بيصلي وراح من غيري وعلي مش هنا”

 

 

 

حملتها” هدير” على قدميها وهي تقول بنبرة صوتٍ هادئة:

“دي أختك أنتِ كمان وكلكم هنا أخوات مع بعض، مش أنا وخالتو هدى أخوات؟! وبابا وعمو وئام وكلهم؟! أنتِ كمان أختها”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً ثم قبلتها في كفها الصغير وقالت بحماسٍ:

“هاتيها أشيلها بقى طالما أختي”

 

 

 

ردت عليها” مشيرة” بتهكمٍ:

“معندكيش وسط؟! هتقع منك لو شيلتيها ياختي”

 

 

 

ظهر التبرم والضيق على وجه” فاطيما” فركضت لها” نغم” تقبلها وتراضيها ثم أخذتها تجلس مع” جاسمين” .

 

 

 

في الأسفل قاموا بترتيب الجزء المخصص لهم ولمناسباتهم وقاموا بوضع المقاعد الطاولات وكانوا يعانوا بعضهم البعض حتى يليق اليوم بهم.

 

 

 

بعد مرور ساعة تقريبًا اجتمعوا بعدما وصل” ياسين” و الشباب والفتيات أيضًا و“ميمي” برفقتهم، بدأت الأجواء تزداد حماسًا وفرحةٍ باجتماع البقية والصغار مع بعضهم، كان” طارق” جالسًا بجوار الشباب وصغيرته على قدمه، بينما” زياد” كان يبتسم له والأخر يتجاهل نظرته مقررًا تجاهله بالكامل، حتى ركضت نحوه” رؤى” و هي تقول بحزنٍ:

 

 

 

“يا بابا العلبة بتاعة العجلة اتكسرت تاني، قولتلك خلي زياد يصلحها هو بيعرف”

 

 

 

تدخل” وئام” يقول بنبرةٍ هادئة:

“علي أو فارس بيعرفوا برضه شوفيهم برة كدا”

 

 

 

تذمرت هي فيما وقف” زياد” يقول بنبرةٍ هادئة تعكس شخصيته الأخرى:

“عادي يا عمو هصلحها أنا علشان متبوظش تاني زي ما خالو طارق بيعملها”

 

 

 

تدخل” حسن” يقول بسخريةٍ:

“يا واد يا أبو الشهامة !! صداع من كرم أخلاقك، صحيح أبوك مين”

 

 

 

قال” عامر” ساخرًا:

“قصدك جده وجيناته مين”

 

 

 

استمرت السخرية على البقية و“زياد” يقوم بوضع العلبة بعدما سحب المسمار الصغير الذي وضعه بها يمنع دخول العلبة وبعدما انتهى صفق له البقية فابتسم هو لها حتى قالت هي بحماسٍ:

 

 

 

“شكرًا يا زياد، أنا قولت لبابا إنك شاطر وهتعرف تعملها بس هو مصدقش”

 

 

 

تحركت من أمامه بالدراجة فيما اقترب منه” يونس” يسحب المسمار الصغير وهو يغمز له ثم وضعه في جيب بنطاله، حينها ضحك” زياد” و كذلك البقية.

 

 

 

و بعد مرور دقائق قليلة من الاجتماع بدأ” عمر” كعادته في نشر البهجة حيث التقاط الصور وتصوير الفيديوهات الساخرة مع الأطفال جميعهم وقد شاركهم” عامر” و” وليد” معًا.

 

 

 

 

 

   

   

في الأسفل وصل” عمار” و” خلود” معه وفور رؤية الصغار لهما ركضوا نحوهم يلتفون بدائرةٍ وكلٍ منهم يود أخذ الأخر حتى قال لها” عمار” بسخريةٍ:

 

 

 

“واضح أنهم بيحبوكي اوي يا خوخة، عاملة كبيرة علينا بس؟! طلعتي بتحبي العيال يا تافهة”

 

 

 

ردت عليه بنبرةٍ هامسة:

“مش هما بس اللي بيحبوني يا عمار وأنا مش بحبهم لوحدهم، فيه كتير بحبهم ويا بخته اللي خلود تحبه”

 

 

 

ابتسم هو لها ثم حمل” يزن” على ذراعه ومال على أذنها يقول بنبرةٍ هامسة:

“يبقى يا بخته عمار ابن فهمي”

 

 

 

#يُتَبَع

#الجُمعة_الأولى

  *****************

 

 

 

“الحلقة الخاصة”

“تعافيت بك يوم الجمعة”

_________________________

 

 

 

“‏إِن غِبت لَم أَلقَ إِنسانًا يُؤنسُني

وَإِن حَضَرت فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَروا”

 

 

 

_مقتبس

_________________________

 

 

 

كانت الجلسة مرحة وممتعة وزادت أكثر في بهجتها بقدوم العروسين معًا، حيث التفت الفتيات الصغيرات حول” خلود” و كذلك الصبية حول” عمار” الذي جلس هادئًا كعادته يوزع الابتسامات البشوشة لكل من ينظر له، بينما” خلود” فكانت كلما يلتقي وجهها بوجهه، تشاكسه بملامحها وتعبيرات وجهها وتتصنع البراءة وسط الصغار، فيما يحاول هو جاهدًا كتم ضحكته عليها.

 

 

 

اقتربت منها” فاطيما” تقول بضجرٍ لا يتناسب مع طفولتها:

“خالتو خلود، يزن وجاسمين فضلوا بغيظوني علشان أنتِ ساكنة معاهم، ليه مش ساكنة معايا أنا كمان؟!”

 

 

 

حملتها” خلود” على قدميها وهي تقول بنبرةٍ هادئة وكأنها نزلت لعمر التي تحدثها:

“يا فاطيما يا روح قلبي هما بيغيظوكي وخلاص، إنما أنا مش بتحرك ومش بشوف حد، حتى هما، أوعدك هخلي عمو عمار يجمعكم كلكم عندنا ونبات مع بعض”

 

 

 

سألتها” جاسمين” بلهفةٍ بعدما تدخلت في الحديث:

“بجد؟! طب وعمو عمار هنعمل فيه إيه؟!”

 

 

 

ردت عليها” زينة” أبنة” ياسر” بعدما تدخلت هي الاخرى:

“يروح يبات عند عمو عامر أو عند جدو فهمي”

 

 

 

قالت” خلود” تفكر في الحديث وكأنها تُقلبه في رأسها:

“أو ممكن نخليه يبات في الشغل علشان لو احتاجنا حاجة؟!”

 

 

 

ردت عليها” نغم” تُشفق عليه:

“حرام يا خالتو !! عمو عمار طيب أوي”

 

 

 

تدخل” عمار” يقول مُهللًا:

“روحي ربنا ينصرك على من يعاديكِ، تصدقي بالله؟! أنا هطرد خالتك واكتبلك الشقة باسمك”

 

 

 

أرسلت له” نغم” قبلة في الهواء فبادلها هو القبلة بأخرى من جهته وسط ضحكات البقية عليهم جميعًا، بينما” جاسمين” تحركت تجلس بجوار” وليد” تُشير له كي ينخفض لمستواها حتى امتثل لمطلبها فقالت هي بنبرةٍ هامسة:

 

 

 

“عاوزة أروح معاك تاني”

 

 

 

رد عليها هو بنفس طريقتها ونبرتها الهامسة بسخريةٍ:

“ليه؟! مش أنا عيالي محدش رباهم؟؟ تيجي تعملي إيه عند واحد عياله متربوش؟؟”

 

تعافيت بك ف98 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version