تعافيت بك ف90 ج2 – رواية تعافيت بك PDF
الجزء الثاني
الفصل التسعون (إخطار من الوزارة)
“فُرضت عليَّ حرب مسلوبة الراء؛ كان سهم عينيكِ فيها بتارًا”
_________________________
_لم اتصور في حياتي أن يأتي اليوم الذي أتنازل فيه بكامل إرادتي عن أكثر الأشياء التي احترقت شوقًا للحصول عليها، لم أتوقع ولو لمرةٍ واحدة أني وبملء إرادتي قررت المضي قدمًا تجاه أكثر الأشياء البعيدة عني وعن قلبي، لم يكن الأمر سهلًا، لكن ما قدمته لي الأيام؛ جعلني أصنع من هزائمي نصرًا جديدًا يُكتَبُ لي.
و كأنما اختلط واقعه بحلمه فلم يعد يعي ما وُقع على سمعه، حتى نظر لها” طارق” ببلاهةٍ فأكدت هي قولها حينما حركت رأسها موافقةٍ بحماسٍ، حينها ظهر شبح ابتسامةٍ هادئة على شفتيه يطلب منها المزيد من التأكيد فحركت هي رأسها موافقةً للمرةِ الثانية ثم قالت بهمسٍ امتزج بالحماس:
“والله مش بكدب عليك، أنا لما فكرت روحت كشفت والدكتورة بالصدفة طلبت مني تحاليل وأنا جهزتها لقيتها بتقولي أني حامل في الشهر الأول، شوفت بقى الثقة في ربنا !!”
فور انتهاء حديثها وجدت نفسها بين ذراعيه في عناقٍ لم تدري هي متى دخلته حتى اصطبغ وجهها بحمرة الخجل حينما أدركت تواجد الجميع حولهما، فيما لاحظ البقية ما فعله” طارق” فرفع هو صوته بنبرةٍ عالية:
“شوفتي بقى أنا فرحت ازاي؟! اهوه أنا كنت مستني اللحظة دي من شهور علشان أفرح كدا معاكِ”
ابتعد عنها بعد حديثه ينظر في عينيها ثم اقترب منها يُلثم جبينها ولازالت هي أسيرة خجلها فقال” أحمد” بتهكمٍ موجهًا حديثه لعمه:
“إيه يا حج محمد؟! مش سامعلك صوت يعني !! ولا هو علشان ابنك؟!”
ارتفعت ضحكات الجميع فيما حدجه” محمد” بوجهٍ ممتعضٍ فقال” طارق” بفرحةٍ خنقت صوته من فرطها:
“اعذرني يا أحمد، بس أنا دلوقتي عاوز اتنطط زي المجنون، جميلة حامل يا جماعة”
اختلفت التعابير من بين شهقاتٍ فرحة وبين حماسٍ واستنكارٍ فاقترب” حسان” من ابنته يسألها بلهفةٍ وعبراتٌ تلمع في مُقلتيهِ:
“بجد؟! طارق بيتكلم بجد يا جميلة؟!”
حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم فعانقها” حسان” بفرحةٍ وعاطفةٍ أبوية لم يقو على التأثير عليها فاحتضنته وهي تبكي بتأثرٍ ومن بعدها توالت الأدوار في ردود الأفعال من العائلة بأكملها وكان آخرهم” أحمد” الذي اقترب منها يحتضنها وهو يقول بفرحةٍ ظهرت عليه:
“ألف مبروك يا حبيبة قلب أخوكِ، ربنا يفرح قلبك وأشوفك أحسن أم في الدنيا كلها، أنا فرحان علشانك اوي”
احتضنته هي تلك المرة تقول بحماسٍ:
“و أنا واثقة إنك هتكون أحسن وأجمل خال في الدنيا كلها، زي ما أنتَ أجمل أخ كدا”
“فُرضت عليَّ حرب مسلوبة الراء؛ كان سهم عينيكِ فيها بتارًا”
_________________________
_لم اتصور في حياتي أن يأتي اليوم الذي أتنازل فيه بكامل إرادتي عن أكثر الأشياء التي احترقت شوقًا للحصول عليها، لم أتوقع ولو لمرةٍ واحدة أني وبملء إرادتي قررت المضي قدمًا تجاه أكثر الأشياء البعيدة عني وعن قلبي، لم يكن الأمر سهلًا، لكن ما قدمته لي الأيام؛ جعلني أصنع من هزائمي نصرًا جديدًا يُكتَبُ لي.
و كأنما اختلط واقعه بحلمه فلم يعد يعي ما وُقع على سمعه، حتى نظر لها” طارق” ببلاهةٍ فأكدت هي قولها حينما حركت رأسها موافقةٍ بحماسٍ، حينها ظهر شبح ابتسامةٍ هادئة على شفتيه يطلب منها المزيد من التأكيد فحركت هي رأسها موافقةً للمرةِ الثانية ثم قالت بهمسٍ امتزج بالحماس:
“والله مش بكدب عليك، أنا لما فكرت روحت كشفت والدكتورة بالصدفة طلبت مني تحاليل وأنا جهزتها لقيتها بتقولي أني حامل في الشهر الأول، شوفت بقى الثقة في ربنا !!”
فور انتهاء حديثها وجدت نفسها بين ذراعيه في عناقٍ لم تدري هي متى دخلته حتى اصطبغ وجهها بحمرة الخجل حينما أدركت تواجد الجميع حولهما، فيما لاحظ البقية ما فعله” طارق” فرفع هو صوته بنبرةٍ عالية:
“شوفتي بقى أنا فرحت ازاي؟! اهوه أنا كنت مستني اللحظة دي من شهور علشان أفرح كدا معاكِ”
ابتعد عنها بعد حديثه ينظر في عينيها ثم اقترب منها يُلثم جبينها ولازالت هي أسيرة خجلها فقال” أحمد” بتهكمٍ موجهًا حديثه لعمه:
“إيه يا حج محمد؟! مش سامعلك صوت يعني !! ولا هو علشان ابنك؟!”
ارتفعت ضحكات الجميع فيما حدجه” محمد” بوجهٍ ممتعضٍ فقال” طارق” بفرحةٍ خنقت صوته من فرطها:
“اعذرني يا أحمد، بس أنا دلوقتي عاوز اتنطط زي المجنون، جميلة حامل يا جماعة”
اختلفت التعابير من بين شهقاتٍ فرحة وبين حماسٍ واستنكارٍ فاقترب” حسان” من ابنته يسألها بلهفةٍ وعبراتٌ تلمع في مُقلتيهِ:
“بجد؟! طارق بيتكلم بجد يا جميلة؟!”
حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم فعانقها” حسان” بفرحةٍ وعاطفةٍ أبوية لم يقو على التأثير عليها فاحتضنته وهي تبكي بتأثرٍ ومن بعدها توالت الأدوار في ردود الأفعال من العائلة بأكملها وكان آخرهم” أحمد” الذي اقترب منها يحتضنها وهو يقول بفرحةٍ ظهرت عليه:
“ألف مبروك يا حبيبة قلب أخوكِ، ربنا يفرح قلبك وأشوفك أحسن أم في الدنيا كلها، أنا فرحان علشانك اوي”
احتضنته هي تلك المرة تقول بحماسٍ:
“و أنا واثقة إنك هتكون أحسن وأجمل خال في الدنيا كلها، زي ما أنتَ أجمل أخ كدا”
ربت على رأسها بودٍ وامتنانٍ لها ثم اقترب من” طارق” يحتضنه مُباركًا له وكذلك بادله الأخر العناق بمثيله وفي تلك اللحظة صعد” وليد” و معه” مشيرة” في آنٍ واحدٍ مع بعضهما، وحينما لاحظا الأوضاع حولهما من حماس الفتيات وفرحة الرجال وعناق” طارق” و” أحمد” حتى قال بسخريةٍ:
“جرى إيه هو احنا مفسدين الفرحة عليكم؟!”
رد عليه” ياسين” بتهكمٍ يسخر منه:
“لأ يا راجل، هو أنتَ وش ذلك برضه؟! اخس على اللي يقول كدا”
اقترب” وليد” منه يقف مقابلًا له وهو يقول بنفس التهكم:
“خلي بالك بقى أنتَ خدت عليا أوي، فاكر أستاذ وليد؟”
أطاح له” ياسين” برأسه وهو يقول بضجرٍ منه:
“أمشي يالا من هنا، قال أستاذ وليد قال، الله يرحم”
دلفت” مشيرة” تقترب من الجميع وهي تقول بتعجبٍ من حالتهم:
“مالكم فيه إيه؟! شكلكم فرحان اوي، ربنا يفرحكم دايمًا”
اقتربت منها” جميلة” تقول بفرحةٍ بادية على وجهها ونبرة صوتها:
“أنا حامل يا ماما”
اتسعت عيني” مشيرة” بصدمةٍ لم تتصور ما سمعته من ابنتها، فاقتربت” جميلة” تمسك كفيها وهي تقول بحماسٍ:
“و الله حامل في الشهر الأول، أنا فرحانة أوي”
احتضنتها” مشيرة” ببكاءٍ وهي تقبل وجهها ورأسها وكفيها معًا، فيما ابتسم” وليد” بتفهمٍ لما تشعر به عمته بعدما حاولت مرارًا في محو ما سبق، اقترب هو من” جميلة” يبارك لها ثم اضاف بسخريةٍ:
“ياريت يبقوا بنتين توأم علشان مليش خلق ادور على عرايس، كان نفسي أخد بنت ياسر بس عامر سبق بقى”
تحدث” عامر” مندفعًا:
“ولا !! أوعى حسك عينك تفكر بس مجرد التفكير فيها، بعدين دي أكبر من عيالك”
حرك كتفيه ببساطةٍ وهو يقول:
“و فيها إيه؟! الفرق مش كتير يدوبك شهور، بعدين هو أنتَ سايب فرصة لحد؟؟ البت نزلت من بطن أمها كنت قاري فاتحتها”
تحدث” ياسر” بقلة حيلة:
“رجالة !! أنا أسف على المقاطعة والله مش قصدي، بس دي بنتي اللي انتوا بتبيعوا وتشتروا فيها، يا رب نهدى ونتلم !!”
سكت” عامر” و” وليد” أيضًا فيما تحدث” رياض” بنبرةٍ ضاحكة يسخر منهم:
“يا سلام بقى لو كبرت واديتكم على دماغكم كلكم وجابت عريس من برة !! ساعتها هتبقى كسفة ليكم كلكم”
تحدث” عامر” بنبرةٍ جامدة:
“أقسم بالله أعوره، اللي هييجي جنب زينة بنت ياسوري أنا هزعله، زينة لعموري قلب عامر معروفة”
تحدث” خالد” مؤيدًا له:
“حصل وأنا خالها وشاهد”
كل ما فات كان عاديًا أمامهم جميعًا حتى تحدث” خالد” بذلك الحديث فنظروا له بدهشةٍ حينها قال هو مفسرًا بإحراجٍ من نظرتهم له:
“مالكم بتبصولي كدا ليه؟! لأ ماهو عامر صحيح جايبلي الكافية بس برضه ليه غلاوة عندي ومعاه في أي حاجة، دا عاموري قلب خالد”