عام

تعافيت بك ف89 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف89 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف89 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف89 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف89 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل التاسع والثمانون (واقع أم حُلم؟)

 

قد نال فيكِ قلبي ما ودده وأحببا، فكنتِ خير مما أراد وأطيبا.

_________________________

 

 

 

مر العمر دون أن انتبه له وكأنه لم يمر، تفوت الأيام كما القطار السريع وفي كل حينٍ انتبه لما فاتني، لازلت اتذكر طفولتي وصِغر عمري، فـ يبدو وكأن الأيام لم تحبني حتى تأخذني معها.

 

 

 

كان” يونس” طوال أيام عمره الصغيرة مستأنسًا بوالديه ولأول مرة يوضع في مثل هذا الموقف خائفًا بمفرده، فلم يجد حلًا سوى القفز على والده وهو يبكي فانتبه له” خالد” أخيرًا حينما استمع لصوت بكاءه، فاعتدل” خالد” بلهفةٍ بعدما ظن أن صوت ابنه هذا أحد أحلامه المعتادة دومًا، حتى تأكد أنه واقعه بالفعل و“يونس” يبكي بجواره، فحمله على يده بخوفٍ وهو يقول بدهشةٍ غلفت نبرة صوته:

 

 

 

“يونس !! مالك يا حبيبي؟! بتعيط كدا ليه؟! فين ماما”

 

 

 

شهق” يونس” بتقطع ولم يقو على الرد، فقط مسح وجهه في ثياب والده وحينها سقط قلب” خالد” فانتفض من الفراش وابنه على ذراعه يهرول مسرعًا للخارج، حتى وجدها تميل بجسدها للخلف فظن في بدء الأمر أنها نائمة، زفر بعمق ثم اقترب منها يهزها بذراعه الحر في حين أن الأخر يحمل ابنه عليه، حاول هزها برفقٍ وهو يقول بصوتٍ متحشرجٍ:

 

 

 

“ريهام !! اصحي يا ستي، أنتِ نمتي وسيبتي الواد؟! ريهام !!”

 

 

 

لم تصدر أي ردة فعل فانتاب القلق قلبه، حينها مال عليها بجسده يتفحص نبضها فعلم أنها مغشيةً عليها، حينها ترك ابنه على الأريكة وهو يقول بنبرةٍ هادئة يشوبها التوتر بعدما حاول هو الثبات أمامه:

 

 

 

“يونس !! خليك هنا هدخل ماما تنام وهاجي تنام جنبها، ماشي؟”

 

 

 

حرك” يونس” رأسه موافقًا ولا زال يشهق شهقاتٍ متقطعة، فيما قبل” خالد” رأسه ثم حمل زوجته ودلف بها الغرفة يضعها على الفراش ثم فرك كفها بين كفيه ثم سحب زجاجة عطره يفتحها ويسكب منها على راحة يده ثم قربها من أنفها حتى امتعض وجهها وانكمشت ملامحها، وبدأت في الاستيعاب رويدًا رويدًا؛ حينها زفر” خالد” بعمقٍ ثم قال بلهفةٍ:

 

 

 

“مالك يا ريهام؟! أنتِ كويسة طيب؟!”

 

 

 

أمسكت رأسها بكفيها معًا تحاول احجام الآلم البادي عليها، فيما وقف هو بدهشةٍ حتى سألته هي بخوفٍ:

“يونس !! يونس فين؟! ابني فين يا خالد؟!”

 

 

 

تنهد هو بعمقٍ ثم قال موجزًا:

“برة، خوفت أجيبه هنا يخاف عليكِ، كفاية الخضة اللي هو اتخضها”

 

 

 

زاد خوفها أكثر عليه، فيما تحرك” خالد” من أمامها للخارج ثم عاد لها من جديد بـ” يونس” الذي ركض إليها يحتضنها حتى تمسكت هي به تتنفس بعمقٍ وكأنها حررت انفاسها من الحصار، فتشبث بها” يونس” و هو يقبل وجنتها، فقال” خالد” بنبرةٍ هادئة:

 

“طب أنتِ كويسة طيب؟! يا ستي ردي عليا !! اللي حصلك دا من إيه؟!”

 

 

 

رفعت رأسها تنظر له ثم حركت كتفيها مما يدل على جهلها بالأمر، فقال هو مسرعًا بلهفةٍ:

“أنا هكلم ياسر ييجي يكشف أحسن، مش هفضل قلقان كدا”

 

 

 

قبل أن تهم هي بالرفض أو التحدث أشار لها بالتوقف ثم اقترب من هاتفه يسحبه ثم خرج من الغرفة بأكملها، فيما طالعت هي” يونس” بوجهٍ مُبتسمٍ وهي تقول بنبرةٍ هادئة تحاول طمئنته:

 

 

 

“أنا كويسة اهوه، مالك بتعيط ليه؟!”

 

 

 

احتضنها من جديد وهو يقول بصوتٍ مرتجف:

“خايف”

 

 

 

حاوطته هي بذراعيها ثم قبلت رأسه، وهي تمسد عليه وتقرأ له أياتٍ من القرآن الكريم لعله يهدأ من نوبة خوفه تلك، فدلف” خالد” لهما من جديد يقول بثباتٍ:

 

 

 

“ياسر هييجي دلوقتي يكشف عليكِ لحد ما بكرة إن شاء الله نروح للدكتور، أنتِ كلتي حاجة وطيتلك الضغط؟!”

 

 

 

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بتيهٍ:

“لأ ماكلتش حاجة والله من ساعة ما أنتَ رجعت وكلنا سوا، بس أنا مرة واحدة كدا حسيت إن دماغي بتلف بيا، وبطني وجعتني مرة واحدة، اخر حاجة فكراها إن يونس كان بيشاورلي على الفيلم، بس”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا وفي تلك اللحظة صدح صوت جرس الباب فأشار لها” خالد” ترتدي اسدالها، فتحركت هي تنفذ ما طلبه و“يونس” بجوارها يلتصق بها لا يريد تركها.

 

 

 

بعد مرور دقائق قليلة دلف” خالد” أولًا وخلفه” ياسر” بحقيبة الكشف الخاصة به، فألقى عليهم التحية وهو يقول بصوتٍ ناعسٍ:

 

 

 

“معلش بقى جيتلكم فجأة كدا”

 

 

 

عقدت” ريهام” ما بين حاجبيها فيما قال” خالد” بنبرةٍ جامدة:

“ما تفوق يا ياسر !! أنا اللي جايبك يابني، صباح الفل”

 

 

 

_” صباح العسل”

رد عليه” ياسر” تحيته بوجهٍ مُبتسمٍ ثم تثاءب بقوةٍ فقالت” ريهام” بأسفٍ:

“معلش بقى يا دكتور، نزلناك بليل كدا وأكيد أنتَ ما صدقت تنام”

 

 

 

رد عليها بسخريةٍ:

“ما صدقت آه، أنا والله من ساعة ما بقيت أب نسيت النوم وطار من عيني، هنام امتى يا ناس !!”

 

 

 

رد عليه” خالد” بتهكمٍ:

“مش خلفت !! هتنام في الحنة إن شاء الله، روح جتك خيبة”

 

 

 

اقترب” ياسر” من” ريهام” بجهاز الضغط يقوم بوضعه على ذراعها وهو يتابع بنظره الجهاز ثم تمم كشفه مراعيًا كافة الاحترازات في التلامس بينهما، حتى أغلق حقيبته وتثاءب واقترب من الباب يخرج منه دون أن يتفوه بكلمةٍ واحدة أو يطمئنهم، فسأله” خالد” بنبرةٍ جامدة يوقف تحركه:

 

 

 

“أنتَ يالا !! يا ابن الهبلة أنتَ”

 

 

 

التفت له” ياسر” بتعجبٍ فسأله من جديد بنفس الحدة:

“يا بني مالها !! أنتَ كشفت ومشيت؟! فيه إيه؟!”

 

تعافيت بك ف89 ج2 – رواية تعافيت بك PDF