Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف62 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف62 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف62 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الثاني والستون (حرية الاختيار)

 

“و كأنني موعودٌ بفراق الأحباب، فكلما أحببتُ شيئًا، ذوقت منه الغياب”

_________________________

 

 

 

“ألا لَيْتَ بذنب الحُبِ ما بُليتَ، فبعدما استأنستُ بوجودك، غدوت في رحيلك عائلًا وكأنني بدونِ بيتَ، فراح القلب يَصرُخ باكيًا، كيف حالك في بعادي يا من ظننتُ أنني بِكَ تعافيتَ، كيف أتقبل غيابك بعد الرحيل، وأنا من وجدت بِكَ الحياةِ يوم أتيتَ؟”

 

 

 

( في شمال سيناء)

 

 

 

كان كليهما ينظر للسماء رافعًا رأسه بوجلٍ، متنهدًا بقلة حيلة، لا يملك أيًا منهما سوى النظر لها والطمع في التيسير، حتى تحدث “يوسف” بسخريةٍ:

“بس قلبهم ميت أوي أنهم يجيبوك بعد اسبوع من مشيان رأفت، إيه مستبيعين أوي كدا؟”

 

 

 

حرك “ياسين” رأسه نحوه وقد عقد ما بين حاجبيه بتعجبٍ من حديث الأخر، فتحدث مُضيفًا:

“جابوك بدري، أنا قولت فيها شهر لحد ما تيجي، عملت إيه أنتَ علشان يرموك هنا؟!”

 

 

 

حرك “ياسين” كتفيه ببساطةٍ وهو يقول بهدوء:

“معملتش حاجة، أنا كنت قاعد في مكتبي زي كل يوم، بعتولي أروح أقابل المدير، روحت أقابله قالي إن رأفت مراته ولدت باين أو حاجة زي كدا، وأنا زيه في نفس الكفاءة وهكمل الشغل مكانه، جيت”

 

 

 

حرك رأسه له يسأله بتعجبٍ واستنكارٍ معًا:

“مراته بتولد؟! ليه متجوز أرنبة؟؟ ما هي ولدت من شهرين، اشتغلوك يا عسل؟!”

 

 

 

ردد خلفه باستنكارٍ:

“اشتغلوني؟! اشتغلوني ازاي يعني؟! دا شغل وأكيد الشركة مش هتلعب معايا يعني”

 

 

 

أومأ له موافقًا ثم تحدث منهيًا ذلك الحوار:

“أكيد طبعًا، بس أنتَ شكلك ابن بلد ومجدع، رغم إني شاكك فيك وهتطلع رخم، بس أنا بعرف أتعامل مع الرخمين”

 

 

 

أبتسم “ياسين” بيأسٍ من طريقته ثم رفع رأسه للسماء مرةً أخرى ووضع كفيه داخل جيبي معطفه، وسرعان ما ابتسم حينما وجد نجمةً في السماء تضوي وكأنها تقصده هو تحديدًا، حرك الأخر رأسه نحوه يسأله بتهكمٍ:

“إيه حكايتك؟! أنتَ عاشق ولا إيه؟؟”

 

 

 

سأله “ياسين” مُبتسمًا:

“ليه بتقول كدا؟؟ علشان ببص للسما يعني؟!”

 

 

 

أردف مُفسرًا:

“لأ، علشان ضحكت للنجمة، والنجوم ميضحكش ليها غير العاشق، أو اللي ماتله حد عزيز”

 

 

 

تحدث “ياسين” بهدوء:

“بلاش ماتلي حد عزيز دي، خلينا في الأولى ومشيها عاشق”

 

 

 

سأله بثباتٍ:

“اللي بتعشقها دي بقى، حبيبتك ولا خطيبتك ولا هي متعرفش أصلًا إنك موجود؟!”

 

 

 

رد عليه مُبتسمًا بعدما رفع كفه يشير نحو الدبلة التي تتوسط اصبعه:

“مراتي….اللي بحبها دي مراتي”

 

أبتسم له بسخريةٍ وهو يقول:

“لأ، جديدة دي، جديدة وحلوة بصراحة”

 

 

 

وضع “ياسين” كفه في جيب معطفه وهو يقول بثباتٍ:

“براحتك، كدا كدا مش مضطر اثبتلك حاجة، بس أنا بحب مراتي بجد”

 

 

 

رد عليه “يوسف” متفهمًا:

“يا عم ربنا يكرمك ويخليكم لبعض، بس كل اللي قابلتهم هنا جايين طفشانين أساسًا، أنتَ الوحيد اللي شكلك زعلان”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم تحدث بهدوء:

“مبكرهش في حياتي قد الغُربة، الغربة مرة زي ما بيقولوا كدا، وبالذات لواحد زيي كان متحاوط بالونس، سيبت أخواتي ومراتي وأبويا وأمي، يمكن دي حاجة جديدة عليا، بس أهو هتعود”

 

 

 

رد عليه الأخر بنبرةٍ يشوبها ألمٍ طفيفٍ:

“أهو أنا طول عُمري معرفش يعني إيه ونس، يمكن بفضل هنا بالشهور علشان اهرب مني أني مليش حد، مكدبش عليك بكون مرتاح هنا، وبصراحة؟! العيون البدوية اللي هنا متتسابش”

 

 

 

اتسعتا حدقتي “ياسين”، فابتسم له الأخر ببرودٍ وهو يقول:

“آه نسيت أقولك، أنا راجل نقطة ضعفي حاجتين، محشي ورق العنب والعيون السود”

 

 

 

أبتسم “ياسين” بسخريةٍ وهو يقول:

“أنتَ ضربت الاتنين في الخلاط مع بعض؟؟ سبحان الله، مكتوبين عليا النُسخ اللي زيكم”

 

 

 

سأله باهتام:

“مين دول؟؟”

 

 

 

_” أخواتي، وليد وعامر”

تفوه “ياسين” ببساطةٍ وهدوء، فأومأ الأخر مُتفهمًا، فتحدث “ياسين” مُستفسرًا بهدوء:

“هو ليه مفيش شبكة هنا؟! اللي عاوز يكلم ناسه يكلمهم إزاي؟”

 

 

 

رد عليه بنبرةٍ هادئة:

“هنا مفيش أبراج للشبكة، محتاج تمشي حوالي تلاتة أربعة كيلو كدا، عند السوق والمدينة من برة”

 

 

 

رد عليه “ياسين” مُسرعًا باستنكارٍ:

“تلاتة أربعة كيلو !! علشان اتكلم في التليفون؟! إيه الهم دا بس؟”

 

 

 

أبتسم له ببرود ثم حرك رأسه ينظر للسماء مرةً أخرى، بينما “ياسين” أخرج هاتفه يطالعه بيأسٍ بعدما تأكد من فشله في محاولة الوصول لهم.

 

 

 

و خلفهم وبعدما وقف يراقبهما ويراقب جلوسهما الهاديء، حينها أخرج هاتفه يهاتف شخصًا ما، وهو يتحدث باللهجة البدوية:

“أيوا يا اخو…عسعست مِتل ما بدك، يورالي إنه المهندس الجديد، بتريدني أتدخل؟! ولا؟”

 

 

 

رد عليه الأخر مُسرعًا يرفض تدخله وطلب منه التريث لحين التأكد من هويته وإن كان مُحقًا قادمًا للعمل في هذا المشروع، حينها سيتم التدخل في ذلك الشأن.

_________________________

 

 

 

عاد “وليد” من وجهته ثم توجه نحو شقته، ينادي على زوجته حتى تقوم “هدير” بوضع غطاء رأسها، وبعدها دلف الشقة بانهاكٍ ثم جلس على المقعد المقابل للأريكة وهما يجلسا سويًا في غرفة التلفاز، فسألته “عبلة” بقلقٍ:

“ها عملت إيه يا وليد؟! أوعى تكون اتهورت وعكيت الدنيا؟! احنا عاوزينك تحل مش تعقد”

 

تعافيت بك ف62 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version