عام

تعافيت بك ف50 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف50 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الخمسون (سبب الفرحة)

 

“مِن وَسط الجميع دَق القلب لها….و تحرك من موضعه لأجلها”

_________________________

 

 

 

كنت أظن أن النيران بداخلي أنطفأت، وجروحي الغائرة التئمت، إلىٰ أن شاهدت حزن أحدهم وكان بمثابة جرحًا غائرًا أصاب جروحي بالعدوى، ففوجئتُ بنفسي اتألم من جديد، وكأن قلبي يخبرني بأني أنا المُخطيء الوحيد، أنا من حسبتُ نيراني انطفأت وجروحي التئمت، فوجدتها في نهاية المطاف التهبت بنيران العدوى حينما أصابتها.

 

 

 

بعد حديث “ياسر” مع “ميمي” سألته هي بتعجبٍ من حديثه:

“يعني هتعمل إيه؟! أي حاجة هتوجعك بلاش منها يا حبيبي، بلاش يا بني وجع قلب”

 

 

 

مسح وجهه بكفيه معًا ثم مرر أنامله على عينيه وبعدها قال بهدوء مُجاهدًا حتى يتحدث به:

“عاوز أقفل صفحته من حياتي، عاوز أرتاح وأنسى كل حاجة شوفتها بسببه، هروبي منه مش هيحل حاجة، لو أنا مأمور بطاعته هو مأمور بحمايتي والحفاظ عليا، كفتنا إحنا الاتنين متوازنة، أنا عاوز ارتاح بقى، خوفي طول حياتي كان من ظهوره هو، وهو ظهر خلاص، يبقى يمشي علشان أرتاح أنا”

 

 

 

رمقته بقلة حيلة ونظرة حزن يكسوها الشفقة لأجله، فاعتدل هو واقفًا ثم مال بجزعه عليها يُقبل قمة رأسها ثم أخبرها بصوتٍ خافتٍ أقرب للهمس:

“ادعيلي….ادعيلي ربنا يجبر بخاطري ويريح قلبي”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً ثم تحدثت أخيرًا بصوتٍ مختنقٍ:

“بدعيلك….و الله طول عمري بدعيلك ترتاح وتفرح في حياتك، ربنا يعوض قلبك خير يا رب يا ياسر”

 

 

 

حرك رأسه موافقًا ثم تحرك من أمامها ورحل من الشقة وهي خلفه تنظر في أثره بحزنٍ وأعين يكسوها الدمعِ، أما هو فخرج من عندها ثم وقف أسفل البناية وأخرج هاتفه يهاتف زوجته يُطمئنها عليه، ثم قال بصوتٍ حاول جعله ثابتًا:

“إيمان أنا بحبك….و عاوزك تتأكدي إن مفيش حد في الدنيا دي كلها يملى عيني غيرك ولا حد عمره هياخد مكانك عندي”

 

 

 

انتاب القلق قلبها فسألته بصوتٍ مهتزٍ:

“فيه إيه يا ياسر؟! أنتَ قلقتني عليك، ياسر أنتَ مش كويس صح؟! صوتك باين عليه والله”

 

 

 

تهدج وهي تحادثه حتى أوشك على البكاء، فزفر هو بقوةٍ ثم قال بهدوء:

“أنا كويس الحمد لله، وعاوزك تنامي لحد ما أرجعلك، علشان أنتِ وحشتيني أوي، والنكد اللي فات دا مخليني مش عارف أركز معاكي”

 

 

 

تعجبت من حديثه ونبرته التي تبدلت في غضون ثوانٍ، وقبل أن تهم بالحديث تفاجئت به يغلق الهاتف دون أن يتحدث هو أو يستمع لحديثها القادم، نظرت في الهاتف بعدما وجهته أمام بصرها ثم قالت بتعجبٍ تحدث نفسها:

“الواد اتهبل !! ولا يكونش رايح يخوني مع البت أم الشقرا !!”

 

شهقت بقوةٍ حينما أخذها تفكيرها لتلك النقطة ثم دفعت الهاتف من يدها وهي تُفكر إلى أي مكانٍ ذهب زوجها.

_________________________

 

 

 

في بيت آلـ الرشيد ذهب كلًا منهم إلى شقته بعدما جلسوا في مرحٍ يمزحون مع بعضهم وخصوصًا “وليد” الذي استمر في مشاكسة الفتيات، حتى جلس أخيرًا في غرفته وعلى ذراعه “فارس” الصغير الذي كان يُحرك كفه الهواء ملوحًا به وأنامله تتحرك بخفةٍ على ذراع “وليد” الذي كان يتابعه بتمعنٍ وقبل أن يبدأ الصغير في صوت البكاء، توقف به “وليد” ثم عَدَل وضعه على يده وهو يبتسم له بتأثرٍ، حتى تحركت عيني الصغير عليه والتقت عينيهما سويًا، وكأنها سحرًا جذب الصغير إليه حتى ثبت نظره على عمه، فحرك “وليد” رأسه يقبل قمة رأسه ثم قال بهدوء:

“رغم إنك زنان وبتعيط كتير بس بحبك، مش عارف ليه بس بحب أفضل معاك، حاسس كدا إننا زي بعض، أنتَ عمال تعيط وهما مش عارفين السبب وأنا كنت بتوجع وهما مش فاهمين دا، نفسي متتأذيش زيي من الدنيا يا فارس، عاوزك تبقى أنصح مني وتاخد حقك منها”

 

 

 

زفر بقوةٍ بعد حديثه ثم قبله مرةً أخرى بعدها رفع الصغير يحضتنه وهو يقول براحةٍ كبرى:

“آااااه….حضنك حلو يا فارس”

 

 

 

ارتمى بعدها على الفراش والصغير استكان بين ذراعيه حتى حرك رأسه يُلقيها على كتفه، فمسح “وليد” على ظهره وهو يقرأ له الموعوذتين وبعض الآيات من الذِكر الحكيم، وهو شاردٌ في تفاصيله الصغيرة، حتى طُرق باب غرفته، فسمح للطارق بالدخول ولا زال كما هو يطالع ذلك الصغير على يده، ظن هو أن الطارق “وئام” لكنه تفاجأ حينما وجد “مرتضى” أمامه يقف بحوار الفراش وهو يبتسم له، فاعتدل في جلسته احترامًا له وهو يقول:

“تعالى يا بابا اقعد، خير فيه حاجة؟!”

 

 

 

حرك رأسه نفيًا ثم جلس بجانبه على الفراش وهو يقول بمرحٍ:

“اتاخر ياض شوية كدا خليني اقعد جنبك، اتاخر”

 

 

 

تحرك “وليد” له وهو يضحك عليه والصغير على ذراعه، حينها قام “مرتضى” بفرد ذراعه ثم احتضن “وليد” أسفله وهو يقول بهدوء:

“عامل إيه يا وليد؟! وحشتني وجيت أتطمن عليك”

 

 

 

حرك رأسه له بتشككٍ ظهر في ملامحه، فسأله بتعجبٍ:

“إيه؟! شاكك فيا ولا إيه؟! متخافش مش جاي انصب عليك”

 

 

 

ضحك عليه فتحدث والده يقول مفسرًا:

“كل الحكاية أني عاوز أتطمن عليك مش أكتر، صحيح شكلك بقيت أحسن بس أنا عاوز أسمعها منك، بقيت أحسن؟!”

 

 

 

تنفس بعمقٍ ثم ابتسم له وهو يقول بنبرةٍ هادئة حتى لا يُظهر تأثره:

“كويس الحمد لله، أو بقيت كويس أكتر، مش عارف بس بصراحة يعني، أنا فرحان أوي”

 

 

 

ابتسم له والده ثم قال:

“أنا طول عمري سايبكم على راحتكم يا وليد، مقدرتش أغصب واحد فيكم على حاجة، بس أنتَ كنت حاجة تانية غير وئام، وئام عرف إزاي يكبر دماغه وعرف إزاي يحافظ على هدوئه، عكسك، كنت دايمًا داخل مع الدنيا عِند، هي تزعلك وأنتَ تظهر إنه مش فارقلك، هي توجعك وأنتَ تضحكلها وقصاد كل دا كنت بتموت من جواك، علشان كدا بسألك دلوقتي أنتَ كويس؟!”

 

تعافيت بك ف50 ج2 – رواية تعافيت بك PDF