Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف43 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف43 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف43 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل الثالث والأربعون ( كيف هنا؟)

 

كأنكِ مدارٌ أجمعت به عُمري، وجدت به ذاتي وجدت شمسي وقمري.

_________________________

 

 

 

“خُلقت جَميلة تَمُر أمام العَيْن فَيْنطقُ اللسانِ مُرددًا:

“سُــبــحانَ الـلـه”

 تلِك التي أَوقعتْ الفُؤاد بِسهامْ عَينيها وكَأن قَلبها ألقىٰ بِسحرهُ عَلىٰ قَلبي وأمّام بَصري رَماه، فَسبحانهُ ربي وَهبها لي وأنا عبدٌ فقيرٌ لَكن بِكرمك وعَطفكَ وَجد بِها غِـناه، تِلك التي أتت لـ ميتًا مِثلي فَوجد بها الحياة، كُنت أنا الغَريقُ في مُنتصف البَحرِ وهيَ لي طَوْق النجاة، أنا من عاش طوال حياته مثل الشريد في الصحراء يشعر بالظمأ ويوم وجدتها كانت فرحتي مثل فرحة من وجد المياه، أنا كالنجم الشارد في لَيلي وهي نجمةٌ خُلقت له لتضيء سماه”

 

 

 

تفوه “ياسين” بذلك أمام الجميع بنبرةٍ هائمة مُتغزلًا في جمالها بحديثٍ أطرب آذان الجميع، ورافق حديثه حركته نحوها وكأن سحر عينيها يجذبه لها دون أن يعي هو لذلك، حتى اقترب منها يجثو على ركبتيه وهو يقول بنفس الهيام:

“فسبحانه ربي وهبها لي وأنا العبد الفقير، لكن بكرمك وعطفك وجد بها غِناه”

 

 

 

ترقرق الدمع في عينيها بحبٍ ممتزج بالتأثر والدهشة، والجميع حولهما في حالة هيام وشجن بعد حديثه، وهم يتابعونهما، فأضاف هو حينما رآى صمتها بمرحه المعتاد مع غمزة عينيه:

“خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ”

 

 

 

حركت رأسها عدة مرات مع عبراتها التي نزلت من عينيها، وحينها صفق الشباب والرجال مع أصوات البهجة والضحكات من الفتيات والنساء وقام “عامر” حينها بالتصفير عاليًا بصوته ومعه “أحمد” أيضًا، أما “ياسين” فرفع كفه يكفكف دموعها وهو يبتسم لها بسمته الصافية فوجدها تجهش في البكاء من جديد فسألتها “زُهرة”  بتعجبٍ:

 

 

 

“بتعيطي ليه طيب يا خديجة؟! هو مزعلك ولا إيه؟! مالها يا ياسين؟!”

 

 

 

رد على والدته بسخريةٍ:

“دا العادي، لو مكانتش عيطت كنت استغربت أصلًا، على رأي وليد دي عندها قنوات النيل مش قنوات دمعية”

 

 

 

وكزته بيدها السليمة، فوجدته يقترب منها ثم قبل رأسها أمامهم جميعًا، حينها مال “حسن” على اذن “وليد” يقول هامسًا:

“قوم اطرد الواد دا من هنا، دي فيها خراب بيوت الليلة دي يا وليد، عامل فيها المُتنبي؟!”

 

 

 

ضحك “وليد” عليه وهو يرى نظرات “هدير” الموجهة نحو زوجها وكأنها تُلقيه بِسهام حادة، فحينها غمز لها “حسن” بخبثٍ وهي ترمقه بغيظٍ، بينما “ياسين” ابتعد عنها ثم اعتدل واقفًا وهو يقول بفخرٍ:

“دا كان حكم عليا ودي أول مرة رياض يحكم عليا بحاجة حلوة كدا، كل كلام الدنيا مش كفاية يوفيكي حقك يا خديجة”

 

ابتسمت هي بحبٍ فوجدت “خلود” تحتضنها بفرحةٍ والفتيات حولها يطلقن أصواتًا عالية مُبهجة، فتدخل “رياض” يقول بفخرٍ بابنه:

“شوفتوا حلاوته؟! ابني دا مربيه على الغزل الأصيل من وهو يدوبك ابن شهور”

 

 

 

تدخل “عامر” يقول ساخرًا:

“يا راجل؟! دا على أساس إننا كنا بنروح مدرسة وهو بيروح دار البلاغة؟! ولا هو درسه كان عند امرؤ القيس؟! أنتَ يا بني مش كنت بتكره العربي وعمرك ما كنت بتطيق تذاكره؟!”

 

 

 

وجه استفساره لـ “ياسين” بحنقٍ فوجده يلتفت له وهو يقول ببراءةٍ زائفة:

“أنا؟! أنا طول عمري بحب العربي وكلمات العربي وبحب اللي بيحب العربي”

 

 

 

تدخل “حسن” يقول بضجرٍ منه ومن نظرات زوجته التي ترمقه بها:

“خلاص تعالى اترزع بقى، دا إحنا داخلين على مرار طافح، الله يسامحك يا شيخ”

 

 

 

عاد “ياسين” إلى موضعه السابق، فوجد “خالد” يقترب منه قائلًا بهمسٍ:

“اقسملك بالله لو طلبت مني كلمة بالعربي، لاربيك على إيدي”

 

 

 

طالعه “ياسين” بلامبالاةٍ، فرفعت “عبلة” صوتها تقول بخبثٍ:

“ياريت يا جماعة تزودوا من الأحكام دي، دي أحكام سكر خالص، واخد بالك يا عمو مرتضى؟! واخد بالك يا عمو رياض؟!”

 

 

 

رمقها “وليد” بغيظٍ وهو يرفع حاجبه لها، فوجدها تحدجه بنظرها، حينها رفع صوته قائلًا:

“أنتِ بتبصيلي كدا ليه؟! مشبعتيش غزل بالفصحى؟! دا السطح دا شاهد عليا، دا لو الحيطان بتنطق كان زمانها قالت”

 

 

 

ضحك الجميع عليهما سويًا، أما هي فتوعدت له بإشاراتها، فتدخل “وئام” يقول مغيرًا للأجواء:

“يلا يا جماعة دول بيتلككوا، الدور على مين يلف الإزازة؟!”

 

 

 

تدخل “خالد” يقول بنبرةٍ هادئة:

“الدور عليا أنا، يا رب يطلع اللي في بالي؟!”

 

 

 

قال جملته وهو يقوم بتدوير الزجاجة على الطاولة الأرضية، وحينها توقفت أمام “عامر”، فرفع “خالد” صوته مُتشفيًا به وهو يقول:

“الله أكبر !! أنا شمتان والله شمتان، الحمد لله يا رب”

 

 

 

ضحك الجميع عليه حتى الفتيات، بينما “عامر” سأله بضجرٍ:

“ما خلاص يا عم !! هو أنتَ ماسك حرامي؟! انجز إيه الحكم”

 

 

 

ابتسم له بخبثٍ وهو يقول:

“تحكيلنا عن الحب الأول في حياتك؟! وقد إيه كانت قصة مؤثرة”

 

 

 

رفعت “سارة” حاجبها وهي تقول بغير تصديق:

“لأ والله؟! دا بجد دا؟!”

 

 

 

رد عليها “عامر” بلامبالاةٍ:

“آه بجد، فيها إيه يعني؟! دي قصة حب تتحفر في التاريخ”

 

 

 

تدخل “طارق” يقول بنبرةٍ ضاحكة:

“لأ سمعني بقى !! احكي يا عامر ابوس راسك يا شيخ”

 

 

 

رفع رأسه بشموخٍ وهو يقول:

“دي ميس برديس بتاعة العربي، كنت بحبها أوي وكانت الوحيدة اللي بذاكر ليها، بس يا خسارة كسرت قلبي بدري”

 

تعافيت بك ف43 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version