عام

تعافيت بك ف34 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف34 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف34 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف34 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف34 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الثاني

 

الفصل الرابع والثلاثون (ما هو إسمه)

 

عيني لا ترىٰ سوى جمالك…و القلب لم يطلب غير وصالك

_________________________

 

 

 

لَقيتُ الهزيمة في حروبي، وزينت العتمة دروبي، وبين ذلك وذاك فقدت نفسي وذاتي، أنا من تألم بصمت…أنا وحدي من يعرف معاناتي، حصدت من الزمان قسوته ومن الأمان قِلته وحين وجدتك عرفتُ أن تلك ما فاتت لم تكن أبدًا حياتي، وتردد سؤالٌ في خاطري، ألم يأتي الموت بعد الحياةِ؟ ولكن كيف بعد رؤياكِ وجدت الحياةِ بعد مماتي؟.

 

 

 

كانت “خديجة” تسير بجانبه وهي تعانق ذراعه بكفيها وسط الطريق بعدما نزلا سويًا يجلبا ما أمرهما به “رياض” و قبل التوجه نحو المحل، نظر هو بجانبه فوجد أريكة خشبية على الجهة الأخرى في الطريق ومع نسمات الهواء الباردة المحملة بعبقِ رائحة بداية الخريف استنشق الهواء ثم قال لها بنبرةٍ خافتة:

 

 

 

“بقولك إيه؟ الأجواء دي حلوة أوي، تعالي نقعد سوا قبل ما نرجع تاني ليهم، إيه رأيك؟”

حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم له تحثه على التوجه نحو إشارته، بينما هو أمسك كفها وهو يشدد عناقه عليه ثم سار بها نحو الأريكة الفارغة يجلسا عليها على الطرف الأخر من الطريق، جلست هي أولًا وهو بعدها فوجدها تسأله بتعجبٍ:

“تصدق الجو حلو هنا أوي، أو يمكن أنا من كتر القعدة في البيت بقيت بحس إن الشارع برة حلو أوي؟ تفتكر الجو هو اللي حلو؟”

 

 

 

ابتسم هو لها بعدما حرك رأسه يطالعها بنظراتٍ صافية ورافق نظرته تلك قوله:

“الجو حلو علشان إحنا داخلين على الخريف، ودي أجواء في بدايتها بتكون حلوة علشان كدا قولت نقعد سوا هنا”

 

 

 

أومأت له موافقةً فوجدته يتسم لها من جديد، لكنها سألته بنبرةٍ ظهر بها الاهتمام والإصرار ورغم ذلك لازالت مُبتسمة:

“قولي صح أنتَ ليه خدت الشايب مكاني؟ أنا استغربت إنك كملت واتعقابت مكاني”

 

 

 

اتسعت بسمته أكثر وهو يجاوب سؤالها ببساطةٍ:

“علشانك أنتِ”

 

 

 

ابتسمت له وهي تقول بنبرةٍ خافتة:

“تعرف أنا بحب أوي كلمة علشانك أنتِ، بحسها كلها حنية كدا، إنك تعمل حاجة علشان حد وتقوله علشانك أنتَ”

 

 

 

أومأ لها موافقًا ثم أضاف مؤكدًا:

“و علشان كدا بحب أقولها ليكي، علشان عارف أنك بتحبيها، بس هي دي الحقيقة أصلًا اللي المفروض كل الناس تعرفها، هي إن الإنسان لما يعمل حاجة يعملها علشان هو بيحب الشخص اللي بيقدمله الحاجة دي، أنا لو عملتلك كوباية شاي وجبتهالك بكل الحب اللي في قلبي هتوصلك بحب وتحسيها وصلتلك مشاعر كتير، إحنا اللي معقدينها أوي”

 

 

 

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت بنبرةٍ ظهرت بها الراحة:

“بحب كلامك أوي علشان بستفاد منه، حقيقي ومش متذوق، بس نرجع بقى لموضوعنا ليه خدت الشايب؟”

 

ابتسم هو على إصرارها ثم قال بنبرةٍ مرحة:

“هجاوبك علشان أريحك، لو كنتي خدتيه كان زمان رياض مظبطك في الأحكام، بما إنه اعتبرك بنته، وأنا علشان ميحصلش حاجة تحسسك إنك متضايقة قولت اتدخل أنا، وفي النهاية عادي يعني، بس مكنتش حابب تحسي إنك على مسرح وإحنا بنفذ عليكي أحكام”

 

 

 

رفعت رأسها تطالعه بعدة مشاعر مختلطة يكسوها الامتنان وهي تقول بعينين لمعت بهما العبرات:

“أنا مكنتش هزعل بس كنت هتحرج شوية، بس إنك تخاف عليا من حاجة زي دي، دي كبيرة أوي، ممكن يكون بالنسبة ليك موقف عادي بس بسببه غيرك هيحس براحة إنه متقدر، حقك عليا علشان اللي عمو عمله فيك”

 

 

 

ابتسم هو بيأسٍ منها ثم تنفس بعمقٍ وقال بعدها:

“لا حق ولا حاجة، دي أقل حاجة عمو ممكن يعملها فيا، مشوفتيش أنتِ لما حكم عليا أنزل البحر الساعة ٣ الصبح في اسكندرية”

 

 

 

تلاشت بسمتها واتسعتا حدقتيها بقوةٍ وظهرت الدهشة تكسو ملامح وجهها، فوجدته يضيف مؤكدًا بمرحٍ:

“و الله مش بهزر، كنا في إسكندرية وبنروح كلنا سوا، بليل الستات بيسهروا مع بعض في شقة والرجالة في شقة، وأنا على حظي سحبته من عامر الندل، واتحكم عليا حكمين، الأول أنزل أغني لبتاع السوبر ماركت والتاني أني أنزل البحر، رغم التاني كان أصعب بس نزلت البحر بس ساعتها خوفي قل من ضلمته وهدوءه لما لقيت خالد وياسر وعامر نزلوا ورايا، عرفت إن الدنيا شبه البحر دا، وهما ساعتها كانوا الحاجة اللي طمنت قلبي من خوفه، الفكرة كلها عاوز أوضحلك إن هما طمنوني ساعتها وأنا طمنتك، هو كاس داير يا خديجة”

 

 

 

ضحكت رغمًا عنها وهي تقول بقلقٍ من والده:

“أنا كدا هخاف من عمو رياض، ربنا ميحكمش علينا بالوقوع تحت إيده”

 

 

 

رد عليها هو يؤكد حديثها:

“حقك بصراحة تخافي، مش هو أبويا؟! بس فيه حاجات مخه صعيدي فيها وبتطلب معاه بتقفيل، بس على قد كدا هفضل طول عمري محظوظ بيه”

 

 

 

تحدثت هي بحب وعاطفة:

“يا بختنا كلنا بيه، ربنا يباركلك فيه ويفضل معاك العمر كله يا ياسين”

 

 

 

وجه بصره نحوها يطالعها بعينيه الصافيتين وهو يقول بنبرةٍ خافتة:

“و يديم وجودك أنتِ كمان”

 

 

 

حركت رأسها تنظر أمامها وهي تبتسم بخجلٍ بعد نظرته تلك، أما هو ابتسم عليها لكن بسمته تلاشت حينما وجدها تتركه وتركض من جواره، فانكمش حينها حاجبيه بتعجبٍ فوجدها تخفض جسدها بجوار شجرة متوسطة الحجم، وقف هو الأخر يتوجه نحوها، فوجدها تربت بيدها على قطةٍ صغيرةٍ باللون الأبيض ويبدو عليها أنها لم تكن من قطط الشارع، تعجب هو من وضعها فسألها بنبرةٍ هادئة:

“بتعملي إيه يا يا خديجة؟! خضتيني وقولت طفشت مني”

 

 

 

حركت رأسها تنظر له بفرحةٍ وهي تقول:

“القطة دي حلوة أوي يا ياسين، أنا بحب القطط أوي وهي رجلها كانت مغروسة في حاجة”

 

تعافيت بك ف34 ج2 – رواية تعافيت بك PDF